الغراب
هو في المنام رجل عظيم ضخم صبور، أو معجب بنفسه بخيل. ومَن صار غراباً نال مالاً حراماً. والغراب شؤم. ومَن رأى غراباً يحدثه فإنه ينال ولداً فاسقاً، وقال ابن سيرين رحمه اللّه تعالى: بل يغتم غماً شديداً ثم يفرج عنه. والغراب يدل على فراق الأحبة والغربة. ومَن رأى أنه يأكل لحم غراب أخذ مالاً من اللصوص. ومن رأى غراباً خدشه فإنه يهلك في البرد الشديد، ويناله ألم. ومَن أعطي غراباً نال سروراً. والغراب الأبقع يدل على طول الحياة وذلك لطول عمر الغراب. ومَن رأى غراباً سقط على الكعبة فإنه رجل فاسق يتزوج امرأة شريفة. ومَن رأى أنه ولد له غراب أبلق فهو قرّة عينه. ومن رأى غرباناً في داره نال مالاً وعزاً إلى آخر عمره. والغراب رجل محارب غدار، وربما دلّ على الحرص في المعاش. وربما دلّ على الخبايا في الأرض ودفن الأموات، قال تعالى: (فبعث اللّه غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه)، و ربما دلّ الغراب على التغرب والتشاؤم بالأخبار والهموم والأنكاد. وغراب الزرع يدل على الرجل الممزوج بالخير والشر. والغراب إنسان فاسق كاذب. ومَن رأى غراباً في داره فإن في ذلك الموضع إنساناً فاسقاً. ومَن رأى غراباً أبقع فإنه يرى شيئاً يتعجب منه في اليقظة. ومَن رأى غراباً في موضع فيموت فيه إنسان غريب. انظر أيضاً العقعق.
وأما الغائط: فقد قيل هو رزق من ظلم، وقيل هو دليل الفرج، ومن رأى أنّه أحدث، ذهب غمه. فإن كان ذا مال، فإنّه يزكي ماله. وإن رأى كأنّه أحدث غائطاً كثيراً وكان على سفر، فإنّه لا يسافر وتنقطع عليه الطريق.
وأكل العذرة: وإصابتها وإحرازها، مال حرام مع ندامة. وربما كان كلاماً يندم عليه لطمِع، ومن أحدث وكان الحدث جامداً، فإنه ينفق بعضِ ماله في عافية. وإن كان سائلاً، فإنّه ينفق عامة ماله. فإن كان موضع الحدث معروفاً مثل المتوضأ فإن نفقته معروفة بشهوته. وإن كان مجهولاً، فإنّه ينفق فيما لا يعرف مالاً حراماً لا يؤجر عليه ولا يشكرعليه، وكل ذلك بطيب نفس منه.وكل ما خرج من بطون الناس والدواب من الأرواث، فهو مال، إلا أنّ تحليله وتحريمه، بقدر ريحه وقذره وأذاه الناس، إلا أن يكون شيئاً غالياً كثيراً من عذرة الناس شبه الوحل، فهو هم أو خوف من سلطان. فإن أحدث في ثيابه أحدث فاحشة، وإن أحدث في سراويله غضب على زوجته ووفر عليها مهرها فإن رأى أنّه أحدث في موضع وستره بالتراب، فإنّه يستر مالاً. فإن أحدث على نفسه وقع في خطيئة. فإن أحدث في فراشه مرض مرضاً طويلاً، لأنّه ما يفعل ذلك في اليقظة إلا من لا يستطيع القيام، وتدل أيضاً هذه الرؤيا على مفارقة الرجل امرأته. وقيل من رأى كأنّه يأكل الخبز بالعذرة، دل على أنّه يأكل الخبز بالعسل في اليقظة، وقيل هو مخالفة السنة. فإن تغوط من غير قصد منه، فحمله بيده، فإنّه يرزق كيس دنانير حرام على قدر الغائط ومن رأى كأنّه يحدث في الأسواق العابرة العامرة، أو في الحمامات والجماعات، دل على غضب الله عليه والملائكة، وتناله فضيحة عظيمة، وخسارة كبيرة، وظهور ما يخفيه الإنسان، ويدل أيضاً على نقص يعرض لصاحب الرؤيا. فإن أحدث في مزبلة أو شط البحر، أو في موضع لا ينكر لذلك، فهو دليل خير وذهاب الهم والوجع.
فإن رأى كأنّ إنساناً معروفاً يرميه بشيء من زبل الناس، فإن ذلك يدل على معاداة ومخالفة في الرأي والظلم، يعرض له ممن رماه بها، ومضرة عظيمة. وكثرة زبل الناس أيضاً، تدل على تعويق عن الحركات، والإقبال على مضار كثيرة. والتلطخ بزل الإنسان، مرض أو خوف. وهو أيضاً دليل خير لمن أفعاله قبيحة، وقد امتحنا أنّ ذلك مما ينتفعون به.
وأما الفساء: فهو كلام فيه ذلة، فمن فسا أصابه غم، فإن كان بين الناس فإنه غم فاش يقع فيه. ومن رأى كأنّ غيره فسا وهو يشم، فإنّه غم يمر به. فمن رأى كأنه في الصلاة وخرج منه ريح غير منتنة، فإنّه طلب حاجة، ويدعو الله بالفرج، فيكلم بكلام فيه ذلة، فيعسر عليه ذلك الأمر.
وقال أبو سعيد الواعظ الغراب الأبقع من الممسوخات وربما كان مالا حراما وربما كان رجلا متجبرا فاسقا لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقا ورؤيا الغراب في موضع غير محمود.
ومن رأى أنه جنب ولم يجد ماء لغسله فإنه يعسر عليه ما يطلبه من أمر الدنيا والآخرة ومن رأى أنه اغتسل من الجنابة وأتم غسله فإنه يتم له الأمر الذي يريده وإن لم يتم غسله لم يتم أمره ومن رأى أنه اغتسل غسل الجمعة والعيدين فإنه زيادة درجاته في الآخرة ومن رأى أنه اغتسل ولبس ثيابا فإنه يسلم من كل بلاء وسقم وإن كانت الثياب جددا كان أبلغ وإن رأى أنه اغتسل ولم يلبس فإنه يفرج عنه بعض كربه ولا يجتمع له أمره على ما يوافقه ومن رأى أنه غسل يديه ووجهه فلا بأس به
الغلّ
هو في المنام كسب حرام، لقوله تعالى: (وما كان لنبيّ أن يغل، ومَن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة). ومَن رأى أنه مغلول فإنه يدعى إلى الإسلام وهو كافر. ومن رأى أن يده مغلولة إلى عنقه فإنه يصيب مالاً لا يؤدي حق اللّه تعالى، وإن رأى أن يديه مغلولتان فإنه بخيل. وإن رأى أن يده غلت إلى عنقه فإن ذلك كف عن المعاصي. والغل زواج، ويدل على عمل غير صالح.
الغرفة: تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة، لعلو الغرفة على البيت. وتدل على أمن الخائف، لقوله تعالى: " وَهُم في الغُرُفَاتِ آمِنُون " . وتدل على الجنة، لقوله تعالى: " أولئكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفةَ بمَا صَبَروا " . وتدل أيضاً على المحراب، لأنّ العرب تسميها بذلك. فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله، أو تبكي بالعويل، أو كأنّها ملتحفة في كساء فإنّه يتزوج على امرأته أُخرى، أو يتسرى، وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة. وإن صعد إلى غرفة مجهولة، فإن كان خائفاً أمن، وإن كان مريضاً صار إلى الجنة، وإلا نال رفعة وسروراً وعلواً. وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده، يرأس عليهم بسلطان أو علم، أو إمامة في محراب. وإن رأى عزباً أنّه في غرفة، تزوج امرأة حسنة رئيسة دينة. وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر، فإنّه يأمن مما يخاف. وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره، فإنّه يقدم له غائب. فإن كان معه غبار كان معه مال.
المنظرة: رجل منظور إليه، فمن رآها من بعيد، فإنّه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور. فإن رآها تاجر، فإنه يصيب ربحاً ودولة ويعلو نضاره حيث كان ويكون. وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور.
الغِيبَة
تدل في المنام على محق البركات، وإن الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ومن رأى أنه يغتاب إنساناً وكانت الغيبة بالفقر فإن الفقر يرجع إليه، وإن كانت بفضيحة رجعت الفضيحة إليه، فالغيبة في المنام راجعة بمضرتها إلى صاحبها، فمن اغتاب أحداً بشيء ابتلي بذلك الشيء.
نادرة روى عن الجنيد رحمه الله تعالى أنه كان جالسا على باب داره فمر به أعمى يسأل الناس الحافا فقال في نفسه لو توكل هذا الرجل على الله تعالى وجلس في جنب زاوية أو مسجد لرزقه الله تعالى من غير سؤال قال فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام طبقا من نحاس وضع بين يدي وفي الطبق ذلك الرجل الأعمى ممدودا وقائلا يقول كل من لحم هذا فقلت والله ما اغتبته وإنما حدثت نفسي ولم ينطق به لساني فقال مه يا جنيد لست من الذين تقبل منهم هذه الحجة فلما أصبحت جلست على باب داري متفكرا تائبا إلى الله تعالى وإذا أنا بالرجل الأعمى قد أقبل على حالته فقال يا أبا القاسم اكتفيت بما رأيت البارحة وتبت.
وروى عنه أيضا أنه رأى في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك يا جنيد فقال ذهبت تلك العلوم وانمحت تلك الرسوم ولم ينفعنا عند الله إلا ركيعات كنا نركعها عند السحر.
من رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها، أو لا يصيب موضعاً يصليها فيه، فإنَّ ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا. ولو رأى أنّه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه، فإنّه لا يتم له أمره الذي يطلبه، إلاّ أن يرى أنّه قد أتم وضوءه سابقاً. ولو رأى أنّه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء، فإنّه بمنزلة من لم يتم وضوءه. وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره. فإن رأى التيمم بدد أن لا يقدر على الماء، فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.
سورة الغاشية من قرأها فإنه يفزع ويخشى من الفزع الأكبر وربما يرزق توبة.
وقال الكرماني يكون ثابتا في جميع الاشغال وطالبا مرضاة الله تعالى، وقيل ينفق ماله على قوم لا يشكرونه ولا يحمدونه.
وقال جعفر الصادق يعلو قدره ومحله وتنفذ كلمته.
فمن رأى في ذلك ما يحب مثله فلا بأس، وإن رأى ما يكرهه فضد ذلك، وقال بعض المعبرين من رأى أنه ينتظر أمرا فإنه يكون طويل الأمل وأما الاشتياق فإنه يدل على الغربة، وربما دل على فراق محبوب لقول بعضهم.
نادرة جاء رجل إلى ابن سيرين وقال رأيت عسلا من لبن جيء حتى وضع ثم جيء بعسل آخر فوضع فيه فوسعه وصب عليه رغوة فجعلت أنا وأصحابي نأكل من تلك الرغوة ثم تحول رأس جمل فجعلنا نأكل منه أيضا فقال ابن سيرين بئس ما رأيت لك ولأصحابك أما اللبن فالفطرة وأما الذي صب فيه فوسعه فما دخل في الفطرة من شيء وأما أكلكم رغوته فإنه يذهب جفاء لا تنتفعون به لقوله تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء وأما البعير فاعرابي ورأسه تؤول برئيس العرب وهو أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وأنتم تغتابونه والعسل شيء تزينون به كلامكم.
رؤية إنسان الغاب صنف من القردة شبيهة بالإنسان في الحلم معناه أن هناك من يستغل اسمك ونفوذك لتحقيق مآربه. وتدل رؤية إنسان الغاب في الحلم من قبل فتاة على أنها اكتشفت عدم إخلاص حبيبها لها.
الغالية
هي في المنام مال. وقيل: كرامة وسؤدد موصول. فمَن رأى أنه تضمّخ بغالية فإنه يستفيد ثناء حسناً. وربما دلّ على أنه يحج ويولد له ولد ذكر. ومَن رأى أنه تضمّخ بغالية في دار الإمام أصابه غم من تهمة توجّه إليه ممن هو فوقه، لقوله تعالى: (ومَن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة).
الغلام
هو في المنام بشارة لمن رآه، لقوله تعالى: (يا بشرى هذا غلام). ومَن رأى أنه وضع غلاماً يناله هم أو مرض. وإن وضع جارية نال فَرَجاً. ومَن حمل غلاماً صغيراً نال هماً. ومَن وضعت من الحوامل غلاما فإنها تُبشّر بجارية، وإن وضعت جارية بُشرت بغلام. انظر أيضاً الصبي.
وقال أبو سعيد الواعظ المغني يؤول على ثلاثة أوجه عالم وحكيم أو مذكر، والغناء في السوق للغني افتضاح وللفقير زوال عقل، والغناء في الحمام كلام مبهم، والغناء في الأصل يدل على صحة ومنازعة.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن غائبه أقبل من السفر فإنه يدل على قدومه إليه سريعا ومن رأى غائبا أقبل عريانا ماشيا فإنه يدل على قطعه من الطريق ويأتي وهو مفلس.
الغار
هو في المنام أمن للخائف، فمَن رأى أنه يفر من عدوه حق دخل غاراً فإنه يأمن من عدوه لقوله تعالى: (ثاني اثنين إذ هما في الغار)، والغار امرأة تنسب لمن دلّ الجبل عليه. والغار من الغيرة، ومنه راغ من الروغان إذا انعكست حروفه. وربما دلّ الغار على الحظ من الأصدقاء قياساً على قصة أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه مع رسول الله. ومَن رأى أنه دخل في غار ملك فإنه يمكر بملك.
الغازلة
تدل رؤية ذات المغزل من النساء على القناعة واتباع السنة وإبرام الأمور. فإن كانت المرأة تغزل وتنقض ما تغزله في المنام دلّ على السخط من اللّه تعالى عليها وحلول العذاب بها.
الغسل
هو في المنام يدل على التوبة من الذنوب، وقضاء الواجب من بر الوالدين أو الأصحاب. فإن اغتسل بالماء البارد في الشتاء دلّ على الهموم والأنكاد والأمراض، وإن اغتسل بالماء الحار في زمن الشتاء دلّ على الأرباح والفوائد والشفاء من الأمراض. ومنَ اغتسل للعيد وكان عازباً تزوج. وإن اغتسل للكسوفين ربما أقدم على أمر عظيم أو أصابه نكد. وإن كان الذي اغتسل في المنام كافراً أسلم، وإن كان مجنوناً شُفيَ. وإن اغتسل في المنام للإحرام أو لدخول مكة فإنه يدل على الفرح والسرور والاجتماع بالغائبين وقضاء الدين وكذلك إن اغتسل في المنام للرمي والطواف. وربما دلّ غسل الرمي على النصر على الأعداء. والغسل للطواف سعي في طلب الرزق أو خدمة الأكابر. ومَن رأى أنه اغتسل ولبس ثيابا جديدة فإن كان مريضاً شفاه اللّه تعالى، وإن كان مديناً قضى اللّه دينه. وإن كان سجيناً نجا من سجنه. وإن كان مهموماً فرج اللّه عنه همه. وإن كان يحج رزق الحج وإن كان فقيراً أغناه اللّه تعالى، وإن كان معزولاً جدّد اللّه تعالى ولايته لقوله تعالى: (هذا مغتسل بارد شراب)، فإن أيوب عليه السلام حين اغتسل، ولبس ثيابا جديدة، ردّ اللّه تعالى عليه أهله وأولاده، وكل ما ذهب عنه. وإن لبس ثياباً بالية فيذهب همه ويفتقر. ومَن رأى أنه ينزل للغسل في حوض أو خابية وكان عازباً فإنه يتزوج. ومَن رأى أنه اغتسل بماء حار ناله هم. وشرب الماء الحار لا يحمد لقوله تعالى: (وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم). وقيل: الغسل زواج. وإذا اغتسلت المرأة المجهولة فهو الغيث ينزل من السماء. وغسل اليدين بالصابون قضاء دين وزوال هم ونكد. وغسل الثوب يدل على صلاح الدين. ومَن رأى أنه غسل ثوباً أصفر وأنقاه من الصفرة نجا من المرض. وقيل: غسل الثياب يدل على وفاء الدين. وغسل الميت في المنام يدل على قضاء دينه. ومَن رأى أن ميتاً يطلب إنساناً يغسل ثيابه فإن ذلك افتقاره إلى دعاء مَن رآه أو إلى صدقة أو قضاء دين أو تنفيذ وصية.
الغفران
هو في المنام لمن يستحق دليل على الصدقة أو الكفارة، لقوله تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف). وقوله تعالى: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام اللّه ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون).
الغلبة
هي في المنام إذا كثرت دلّت على ما يوجب ذلك من فرح أو كره. والغلب دال على قهر العدو من الحيوان. وإذا كان من جنس واحد فالقاهر مقهور، والغالب مغلوب.
الغمّ
هو في المنام فرح بعد حزن. والغم يدل على الداء والهم بسبب أهله أو إلزامه بشيء، وربما دلّ ذلك على بطلان الفوائد والقعود عن الحركات، وإن كان في شيء من ذلك في اليقظة دلّ على الخير وبالعكس ما ذكرناه. والغم هو السرور.
وأما الغرارة فإنها تؤول بقلب الرجل العالم العارف وقيل أنه القلب فقط مما أدخر فيه من الخير والشر ودليل ذلك أن عليا كرم الله وجهه قال إن القلوب أوعية فخيرها أوعاها.
وأما الغناء فإن كان بصوت حسن فيدل على تجارة رابحة وإن لم يكن بصوت حسن فتجارة خاسرة وقال بعضهم الغناء في السوق للغني افتضاح وللفقير زوال عقل والغناء في الحمام كلام متهم ومن رأى أنه يغني في موضع يقع هناك كلام كذب أو كيد يفرق بين الأحباب
وأما الغسل فمن رأى أنه يغسل ميتا فإنه يتوب على يديه رجل فاسد الدين ومن رأى أنه على مغتسل فإنه يرتفع مرة ويخرج من الهموم ومن رأى ميتا والناس يطلبون له الغسل ولا يجدون فإنه يدل على أن ذلك الميت مرتكب معاصي والناس يدلونه على الخير ولكن لا يؤثر عنده ومن رأى أن ميتا يغسل بما لا يحل به الغسل فإنه رجل فاسد الدين وهو يوعظ بما ليس له معنى ولا فائدة ومن رأى أنه يغسل شيئ من النجاسات فإنه فاسد الدين
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال جعفر الصادق والكسائي رضي الله عنهما: إن كان مضيقا عليه في معيشته فإن الله تعالى يوسع عليه معيشته. وقيل: يرزق العلم والزهد، وينفق على قوم وهم غير شاكرين. وقيل: يرتفع قدره، وينتشر ذكره وعلمه.
الغائط
هو في المنام مال. ومن تغوَط والناس ينظرون إليه فليحذر من فضيحة. ومن رأى أنه يأكل الخبز والغائط فإنه يأكل الخبز والعسل، وقيل: هو مخالفة السنة. ومَن تغوّط على الفراش فإنه يطلق زوجته أو يمرض مرضاً طويلاً. والغائط مال حرام لقبح رائحته. ومَن خاف في الغائط وقع في همّ. ومَن وقع في كنيف سجن. ومن تغوَط على نفسه وقع في خطيئة. وخروج الغائط نجاة من إثم، أو رحيل ضعيف. وربما دلّ الغائط على السفر، لقوله تعالى: (أو جاء أحد منكم من الغائط). والبراز يدل على قضاء الحاجة، ويدل على زوال الأمراض الباطنة، ويدل على الأفكار والوساوس وعلى رد الودائع. والغائط رزق من ظلم فاحش. ومن رأى أن غائطه كثير وأراد سفراً فلا يسافر. ومَن تغوّط في ثيابه فإنه يرتكب فاحشة، فإن كان في الخلاء فإنه فرج من هم أو قضاء دين. وإن تغوّط في مزبلة فهو دليل خير وذهاب الهم. والتلطخ بالغائط مرض أو خوف. وإن تغوّط في برية فالتقط الطير أو وحش الأرض غائطه وكان مسافراً قطع اللصوص عليه الطريق وذهبوا بماله. ومَن رأى أنه تغوّط ديداناً تشبه الحيات فتكثر عياله وتظهر له العداوة منهم. انظر أيضاً الحدث.
الغربال
يدل في المنام على العلم والتمييز والعز والمنصب، والفرق بين الحق والباطل. والغربال بمنزلة الناقد للدراهم والمتحيّز للكلام والأعمال، وهو صاحب الورع في المكسب. ويعبر الغربال بالمشط إن عبرنا الشعر بالشعير، وإن المشط ينقي من الشعر وسخه، وكذلك الغربال يزيل شعث الشعير.
الغَزل
إذا رأت المرأة في المنام أنها تغزل وتسرع في الغزل فإنه يأتي لها غائب. فإن تأنت في الغزل فإنها تسافر أو يسافر زوجها. فإن غزلت قطناً فإنها تترك صداقها على زوجها. فإن غزلت كتاناً فإنها تسعى إلى مجال الحكمة. فإن كان الغزل رقيقاً فإنه عمل بتقتير ويتعب فيه، وإن كان غليظاً فإنه سفر فيه نصر. ومن رأى أنه يغزل صوفاً أو شعراً أو نحوهما فإنه يسافر ويصيب خيراً. ومَن رأى أنه ينقض غزلاً فإنه ينقض العهود والمواثيق.
الغضب
هو في المنام سجن، فمَن رأى أنه خرج من داره غاضباً فإنه يسجن، وإن غضب لأجل الدنيا فإنه مستخف بدين اللّه تعالى، وإن كان لأجل اللّه تعالى فإنه يصيب قوة وولاية.
الغلق
مَن رأى في المنام أنه أغلق باباً جديداً، فإنه يتزوج امرأة صالحة إن كان عازباً. وقد يكون الغلق في باب واحد أو غيره فهو بقاء ذلك الأمر لصاحبه. ومَن رأى أنه أغلق قفلاً تزوج امرأة. والغلق فتح يكون فيه مكر. ومَن رأى أن بابه مغلق فإنه يحكم في حفظ دنياه. وإن رأى أنه يريد إغلاق باب داره، والباب لا ينغلق، فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه.
وقال أبو سعيد الواعظ الغنى هو الفقر.
ومن رأى أنه غني فإنه يفتقر، وقال بعضهم رؤيا الغني لأهل الدين والصلاح قناعة لقوله عبد العزيز الديريني:
وجدت القناعة أصل الغنى ... فصرت بأهدابها ممتسك
ولبست من حليها خلعة ... فلا هي تبلي ولا تنهتك
ومن رأى على رأسه قلنسوة وما كان يلبس مثلها في اليقظة ان كانت بيضاء فإنها تدل على صلاح دينه، وإن كانت خضراء فإنها تدل على صلاح الطاعة والعبادات والخيرات، وإن كانت حمراء فإنها تدل على النقصان في الدين والعبادة، وإن كانت صفراء فإنها تدل على السقم والمشقة، وإن كانت سوداء فإنها مكروهة إلا إذا كان له عادة بلبسها.
هو في المنام مال لأنه من التراب والتراب مال. ومَن رأى غباراً بين السماء والأرض فهو أمر ملتبس لا يعرف المخرج منه. ومن رأى أنه ينفض يديه أو ثوبه من الغبار فإنه يفتقر، وقيل: يعيش طويلاً، ومَن رأى أن عليه غباراً سافر. وإذا كان الغبار مع الريح والبرق والرعد فإنه قحط وشدّة. ومَن رأى أنه ركب فرساً وركض به حتى ثار الغبار فإن البطر يأخذه ويخوض في الباطل ويثير فتنة.
الغرفة
هي في المنام دالة على الأمن من الخوف، لقوله تعالى: (وهم في الغرفات آمنون)، وإن كان عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رُزِق ولداً أو أمة على زوجته. والغرفة امرأة حسنة الدين. ومَن رآها من بعيد فإنها رفعة وسؤدد وسرور، وإن كانت من طين فإنها رفعة في سرور ودين. وإن صعد إلى غرفة مجهولة وكان خائفاً أمن، وإن كان مريضاً صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وترأس على قومه بسلطان أو علم أو إمامة. ومَن رأى أنه في غرفة جديدة وكان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً أصيب في ماله. وإن رأى أنه في غرفة قديمة وكان مسكيناً ازداد إفلاساً، وإن كان غنياً ازداد غنى. ومَن رأى أنه يبني غرفة فإنه يتزوج امرأة.
مَن رأى في المنام أنه غرق فهو في النار، لقوله تعالى: (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً). ومَن رأى أنه غريق فإنه يخطئ بارتكاب ذنوب كثيرة، وإن مات في غرقه فيُخاف عليه الكفر، أو يغرق في بدعة. وإن خرج ولم يغرق أفضى في أمر دنياه إلى صلاح دينه، وإن كانت عليه ثياب خضر فإنه ينال علماً وورعاً. وإن غرق وغاص في قرار البحر فإن السلطان يغضب عليه أو يعذبه، فيموت في ذلك العذاب. وإن رأى كافر أنه غرق في بحر فإنه يؤمن لقوله تعالى: (حتى إذا أدركه الغرق. قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين). ومَن رأى أنه مات غريقاً في الماء كاده عدوه. والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير.
الغَزَال
هو في المنام من النساء أو الأولاد الملاح. فمَن صاد غزالاً أو أهدي إليه أو ابتاعه حصل له رزق، أو تروج إن كان عازباً أو رزق ولداً. ومَن رأى أنه أخذ غزالاً أصاب ميراثاً وخيراً كثيرا. فإن ذبح الغزال تزوّج جارية. وإن رأى غزالاً وثب عليه فإن امرأته تعصيه. ومن ملك غزالاً فإنه يملك مالاً حلالاً، أو يتزوج امرأة كريمة حرّة. انظر أيضاً الظبية.
الغَزّال
غزال القطن ونحوه من رجل أو امرأة هو في المنام يدل على المسافر، وإن الغزل دليل على السفر. فلو رأى أنه أصبح غراباً فإنه يدل على انتقاله من حالة إلى حالة.
الغيظ
يدل في المنام على الموت الفجائي. وربما دلّ على ارتكاب الفضائح والأمراض لتغيّر حال المغتاظ عند غيظه. ومن رأى أنَّه مغتاظ على إنسان فإن أمره ينقلب عليه، ويذهب ماله، لقوله تعالى: (ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً). والغيظ فقر وإتلاف مال.