هو المتكفل الضامن، وربما دلّت رؤيته على الخوف، وربما دلّت على علو القدر والرئاسة والتقدم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وربما دلّت على الحاجب والوالد والوالدة أو الأستاذ فإذا صار في المنام إماماً وصلى بالناس متوجها إلى القبلة بطهارة كاملة لا يزيد فيها ولا ينقص، فإن كان أهلاً للولاية أو الحكم أو التصدي لما فيه نفع الناس حصل له ذلْك، وربما ادخل نفسه في ضمان أو تكفل بجماعة أو شارك قوماً يرجو منهم خيراً، وإن كان قد صلى بالناس إلى غير القبلة خان أصحابه وابتاع بدعه، وربما أرتكب أمراً محظوراً والناس يطلبونه به عنده ومن رأى أنه يأمر قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها بعد أن تستقيم قبلته، تتم صلاته، أو يأمر قوماً أو ينهاهم. ومن رأى أنه يؤم مجهولين في موضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو في شرف الموت. وان رأى امرأة أنها تؤم الرجال الصلاة فإنها تموت لأنها لا تصلح للإمامة فلا يكون ذلك إلا عند الموت تتقدمهم وهم يصلون عليها. وكذلك لو رأى رجلاً أعجمياً لا يحسن الصلاة ولا القراءة فإنه يؤم قوماً ومن رأى أنه صلى بقوم قائماً وهم جلوس فإنه لا يتعّد في حقوقهم لكنهم يقصرون في حقه، أو تدل رؤياه على أنه يتعهد قوماً مرضى، فإن صلَى بهم قاعداً وهم قيام وقعود فإنه لا يقصر في أمر يتولاه، فإن صلى بقوم قيام وقعود فإنه يلي أمر الأغنياء والفقراء، فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو فقر. فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمر قوم ضعاف فإن أم الْناس على جنبه، أو كان مضطجعا وعليه ثياب بيضاء، وينكر موضعه، ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر، فإنه يموت ويصلي الناس عليه. فإن رأى الوالي كأنه يؤم الناس عزل وذهب ماله. ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك، وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس. ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإن انقطعت عليه صلاته انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه، وإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج. وإن صلى صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره، فإن كان القوم قد جعلوه إماماً فإنه يرث ميراثا. فإن رأى كأنه يؤم الناس، ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئاً ولا يجده. ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام ويكون له صيت من جهة قرضه أو صدقة.
عندليب
إذا حلمت أنك تصغي إلى غناء عندليب فهذا ينبئ بأنك سوف تعيش في جو سعيد وأن التوفيق والصحة سيحالفانك. هذا الحلم فأل خير للعشاق والأهل. إذا حلمت برؤية عندليب صامت فهذا ينبئ بحدوث سوء تفاهم طفيف بين الأصدقاء.
فإن رأى كأنّه يصلي في جماعة مستوية الصفوف، فإنّهم يكثرون التسبيح والتهليل، لقوله تعالى: " وإنّا لَنَحْنُ الصَّافّونَ وإنّا لَنَحْنُ المُسَبِّخون " . فإن رأى كأنّه ترك صلاة فريضة، فإنه يستخف ببعض الشرائع
فإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها، فإنّه يخرج من همومه، فإن سلّم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره، فإن سلّم عن يساره دون يمينه فإنّه يتشوش عليه بعض أحواله.
ومن رأى كأنّه يصلي في بيت المقدس ورث ميراثاً أو تمسك ببر، وإن رأى أنّه على مصلى رزق الحج والأمن، لقوله تعالى: " واتّخِذوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيمَ مُصَلّى " . ومن رأى أنّه يصلي في بيت المقدس إلى غير القبلة، فإنّه يحج. فإن رأى كأنّه يتوضأ في بيت المقدس، فإنّه يصير فيه شيئاً من ماله. والخروج منه يدل على سفر وذهاب ميراث منه، إن كان في يده.
فإن رأى أنّه أسرج في بيت المقدس سراجاً أصيب في ولده، أو؟ إن عليه نذر في ولده يلزمه الوفاء به.
ومن رأى أنه يصلي صلاة فائتة من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه، وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئا فإنه يسافر وإن كانت امرأة فانها تحيض، وقيل من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته.
وقال بعض المعبرين من رأى أن نفسه في قلعة وهي محسنة وجماعته عنده وزاده فإنه أمان من أعدائه وظفر بمطلوبه وصلاح في دينه ونفاذ في أمره، وعلى كل حال رؤيا الإنسان نفسه في قلعة على أي وجه كان فإنه محمود ما لم يكن فيه ما هو مذموم في علم التعبير.
ومن رأى أنه يصلي الفريضة وتمت صلاته واستقامت قبلته فإن حاجته تتم ويبلغ منها ما أمله ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول كسب حلال أو وعد قريب يأتيه خيرا كان أو شرا وإن رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه من أمر دنياه وآخرته وإن رأى أنه يصلي الجمعة فإنه يتم له ما يريده ويبلغ ما أمله وإن رأى أنه يصلي العصر فهو حصول مراد لكن بعد مشقة وإن رأى أنه يصلي المغرب فإنه الأمر الذي هو طالبه من خير أو شر قد انقضى وإن رأى أنه يصلي العشاء فإنه يعامل أقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء وشرط فيما ذكر ان يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو مخالف لما ذكر ومن رأى أنه يصلي صلاة فاتته من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه ومن رأى أنه يصلى بالقصر في صلاته فإنه يسافر ومن رأى أنه يصلي النافلة في ليل أو نهار فإنه يعمل عملا صالحا ومن رأى أنه يصلي وهو يضحك فيها فإنه كثير اللهو عنها ومن رأى أنه يصلي وهو جنب أو في مكان لا تجوز الصلاة فيه فإنه فاسد الدين ومن رأى أنه يصلي بغير وضوء فإنه يمرض ومن رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد انحرف عن الإسلام وربما التمس من امرأته دبرها أو توجه عنها لغيرها أو يرزق الحج إن كان الرائي مشهورا بالخير وقيل من رأى أن أهل المسجد يصلون إلى غير قبلة عزل رئيسهم ومن رأى عالما يصلي إلى غير قبلة أو عمل بخلاف السنة أو أنه يصلي فوق الكعبة فقد خالف الشريعة واتبع الأهواء ومن رأى أنه يصلي في الصحراء فهو إما سفر أو حج ومن رأى أنه يصلي بأحد المساجد الثلاثة فإنه دليل على مضاعفة الأجور له وقبول أعماله ومن رأى أنه يصلي على دابة فهو حصول هم ومن رأى أن الصلاة فاتته عن وقتها ولا يجد موضعا يصليها فيه عسر في أمر
ومن رأى أنه يؤم قوما في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها أو يستقيم أمره ويصلح حاله ومن رأى أنه يؤم قوما مجهولين بموضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت ومن رأى أنه يصلي قائما والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمرا لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الأمر ومن رأى أنه يصلي قاعدا والناس يصلون خلفه قياما فتعبيره ضد ما تقدم ومن رأى أنه يصلي قاعدا أو راقدا فإنه يدل على عجز عن امر وربما دل على توعك البدن أو دل على كبر السن ومن رأى أنه يسأل الله في صلواته فإنه يرزق ولدا ومن رأى أنه جلس في التحيات فهو زيادة خير ومن رأى أنه يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة للرائي ومن رأى أنه راكع أو ساجد كان ذلك ظفرا وصلاحا إلا أنه يرى أنه خر على وجهه من غير أن ينوي به السجود وهو إن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر
أحيانا أري في المنام رؤيا حسنة وأفرح بها ,ولكن لا يكون عندي في اليقظة ما يدل عليها ؟ فعلام يدل ؟
ذكر أهل العلم أنه إذا كان ما يراه الإنسان أحيانا ، لا يجده في اليقظة ، ولا يجد شيئا يدل عليه ، فإنه يدخل في قسم أضغاث الأحلام ، وهذا يرجع غالبا إلى اشتغال الخاطر قبل النوم به ، ثم إذا نام الإنسان قد يرى شيئا يدل عليه ، وهذا لا يضر ولا ينفع (3) .
ورد في بعض الكتب أن من آداب الرؤيا ألا يقصها على امرأة أو بعد صلاة الصبح؟فهل هذا صحيح؟
نعم ورد هذا في بعض الكتب، ولكنه تخصيص غير صحيح،
فيجوز قص الرؤيا على النساء،
قال الإمام ابن حجر في الفتح في باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (12/439) :
فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض العلماء قامت على بعض المفاهيم الخاطئة كالاستعجال الذي يكون من المرأة وخشيتهم من تفسيرها الرؤيا تفسيراً غير صحيح،
أو قامت على بعض النظرات القاصرة للمرأة، ولا يخفى خطأ هذه النظرات،
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قص بعض رؤاه على نساء كعائشة وخديجة رضي الله عنهما من نسائه، وكأمّ حرام، وقصة ابن عمر وكان يتمنى أن يريه الله رؤيا وحين رآها قصها على أخته حفصة
رضي الله عنهم أجمعين،
كل هذه النقول كافية لتوهين هذا القول، وهي نقول صحيحة خرجتها في حينه.
جانب القران جانب الحديث جانب اللغة العربية جانب الرموز
وقت الرؤيا الرئي ماذا عنة ؟
فالمعبّر عند قصّ الرؤيا عليه، ينظر لجوانب متعددة وضّحتها في الرسم السابق ويلاحظ أنَّ الأقسام العلوية هي ذات علاقة باللفظ،
والأقسام التي في الأسفل لها علاقة بصاحب الألفاظ أو صاحب الرؤيا والزمن الذي رؤيت فيه الرؤيا.
ولنضرب هنا مثالاً بما رواه البخاري في صحيحه:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قُمُص، منها ما يبلغ الثُّدِيَّ ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومرَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه ))،
قالوا: ماذا أوَّلت ذلك يا رسول الله ؟
قال: (( الدِّين ))
فتح الباري 12/413 _ النووي 15/159
الرسول صلى الله عليه وسلم هنا عبر القميص بالدِّين،
ولسائل أن يقول: لماذا عبّر الرسول صلى الله عليه وسلم القميص هنا بالدِّين؟
لو نظرنا للقرآن لزال عنا هذا التساؤل،
قال تعالى: { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف: 26 ]
ولذا عبّرها الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بالدِّين كما أنَّ هناك علاقة من حيث المعنى، فالقميص يستر العورة في الدنيا، والدِّين يسترها في الآخرة، ويبعد عنها كل مكروه.
إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم هنا من خلال تفرّسه بالرؤيا فسّرها من الجانب الأقوى فيها وهو القرآن الكريم،
والأمثلة على هذا كثيرة،
ومنها: تعبير السفينة بالنجاة، والخشب بالمنافقين، والحجارة بقسوة القلب، وأكل لحم الرجل بغيبته، والنعاس بالأمن ... وغيرها.
ويضرب أمثلة أخرى لإمكانية فك رموز الرؤى من خلال السنة المطهرة فرؤية النخلة قد تعبر بالرجل المؤمن لتشبيه الرسول للرجل المسلم بالنخلة،
والحديث عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مَثَلُ المُسْلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله : فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت. ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله. قال: هي النخلة )).
[ فتح الباري 1/145 ]
_ ورؤية قارورة الماء تعبر بالمرأة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح
((رفقاً يا أنجشة بالقوارير )) [ فتح الباري 10/ 538 ] ،
_ ورؤية الثوب تعبر بالدين كما عبر الرسول صلى الله عليه وسلم الثوب الذي رآهُ لعمر وهو يجره بالدين.
إذا من هنا أستطيع أن أوضّح للقارئ الكريم [ مراحل تعبير الرؤيا ].
في الشكل التالي:
الرؤيا
النظر فيها وتأمل جوانبها من حيث :
أ - الرموز والألفاظ للرؤيا هل لها علاقة ب :
القران الكريم - السنة النبوية - اللغة العربية واشتقاقاتها
ثم ب - صاحب الرؤيا من حيث : حالتة الاجتماعية وجنسة ووظيفتة
ثم ج - وقت الرؤيا وهل هي حديثة أم قديمة , صيفا أو شتاء . . .
ومثال آخر ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنّا في دار عُقبة بن رافع، فأُتينا برُطَب ابن طاب فأوَّلتُ الرِّفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة، وأنَّ ديننا قد طاب)).
لا حظ تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤيا تجده قد عّبرها من جانب اللغة واشتقاقاتها دون الربط بين التعبير وجانب القرآن، والسنّة مثلاً وهذا نلاحظه من خلال تأمّلك للتعبير.
فالرسول صلى الله عليه وسلم
أوّل عقبة في الرؤيا: بحُسن العاقبة في الحقيقة وهذا في الآخرة،
وأوّل رافع في الرؤيا: بالرِّفعة والانتصار وهذا في الدنيا،
وأوّل الرطب من رطب ابن طاب: باستقرار الدَّين وكمال أحكامه،
ومن المعروف أن الرطب هو آخر مراحل النضج بالنسبة للتمور ولهذا والله أعلم عبّرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم باستقرار الدِّين وكماله وانتهاء أحكامه.
وأخذ من كلمة طاب معنى الاستقرار أيضاً.
ولو تساءلنا عن سبب تعبيرها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من جانبها اللغوي والاشتقاقي،
فالجواب: لأنه أقوى في هذه الرؤيا من الجوانب الأخرى، والمعبّر وهو هنا رسول الله من فراسته وعلمه الذي هو من علم الله ، فهو لا ينطق عن الهوى عبّرها من هذا الجانب.
لذا فالمعبرون عند قصّ الرؤيا عليهم يبحثون عن الجانب الأقوى أو جانب الرؤيا الجيد والذي من خلاله يفترسون هذه الرؤيا ولا يخفى على القارئ الكريم أنَّ افتراسهم للرؤيا هو معرفة تعبيرها من خلال النظر والتأمّل فيها.
إقامة الصلاة
تدل في المنام على إنجاز الوعد وبلوغ المراد، وعلى الفَرَج لَمن هو في شدة. ومَن رأى كأنه أقام الصلاة على باب أو سرير فإنه يموت. ومَن رأى سجيناً كأنه يقيم الصلاة أو يصلي قائماً فإنه يطلق من السجن. وإن رأى شخصاً غير سجين أنه يقيم الصلاة فستقوم له أمور بيع ناجحة. ومَن رأى أنه أذَن وأقام الصلاة فإنه يقيم سنْة ويميت بدعة.
صلاة ربانية
إذا حلمت بترديد الصلاة الربانية فإن هذا ينبئ بأنك مهدد بأعداء في الخفاء وسوف تكون في حاجة إلى تحالف ودعم الأصدقاء للتغلب على الصعوبات.
إذا حلمت أن الآخرين يرددونها فإن هذا يدل على خطورة صديق.
" الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات... " .
فإن رأى أنّه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنّه يقضي دينه. فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنّه يقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: " فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُم " .
فأما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء والاستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق. ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه للأموات.
ومن رأى أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الاسلام وراء ظهره لقوله تعالى " فنبذوه وراء ظهورهم " وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقال بعضهم ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح.
ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول مال وكسب حلال، وقيل أنه وعد قريب يأتيه خير أو شر على حسب ما هو متوقع ذلك لقوله تعالى " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " وشرط فيما قلنا أنه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر.
ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك.
زيت التربنتين
تدل رؤية زيت التربنتين في الحلم على ارتباطات ومشاغل غير مربحة في المستقبل. إذا حلمت امرأة أنها تضع زيت تربنتين على جروح الآخرين فهذا يعني أنها ستكسب صداقات وعطف واحترام الآخرين بسبب أعمالها الطيبة الخيرة.
وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة. وهي تدل على حادث في ذلك المكان من حاكم أو سلطان. وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلّت الشمس أو القمر عليه. وربما دلّ ذلك على توبة الفاسق وإسلام الكافر، أو على موت عالم. ومن رأى أنَّه يصلي النافلة أو التطوع فإنها تدل على صلاح دينه وتمسكه بالسنة، أو أنه يقوم بأمر الآخرة، وصلاة النافلة دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال، وإن كان الرائي عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رزق بولدين ذكرين، لقوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة). وإن صلّى تطوعاً لله تعالى وكان فقيراً استغنى ونال خيراً، أو تقرب إلى اللّه تعالى، وربما ألّف بين قوم لتشتت أهوائهم. وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم. وصلاة القضاء دالة على قضاء الدين، أو توبة الفاسق، أو إسلام الكافر، أو الوفاء بالنذر. وصلاة القاعد تدل على العجز والفشل والقناعة بما تيسر من الرزق، وربما دلّت على الإنذار بمرض والده أو أستاذه. وصلاة الاستغفار تدل في المنام على غفران الذنوب، فإن صلاها الناس دلّ ذلك على نزول الغيث، وإن كان المصلي فقيراً استغنى وإن كان عقيماً رزق أولاداً ذكوراً.
وصلاة التسابيح في المنام دالة على الهداية والدلالة على الخير وإدرار الرزق.
وصلاة الجمعة تدل للمصلي على ما يريد، أو على الفرح وشهود الأعياد، والمواسم والحج. وصلاة الجمعة مثل صلاة القصر تدل على السفر، أو على الفرج القريب والاجتماع بالحبيب.
وصلاة عيد الفطر في المنام دالة على قضاء الدين وشفاء المريض والتخلص من الشدائد وزوال الهموم. وصلاة عيد الأضحى تدل على تقليد الأمور وحفظ الوصية ووفاء النذر. وربما دلّت الصلاتان على ملاقاة الأعداء لأن ملاقاتهم تكون بالتكبير. ومن فقد شيئاً ورأى أنه في عيد عاد إليه ما فقده، فإن كان عيد الفطر فإنه يخرج من ضيق إلى سعة، وإن كان عيد الأضحى وكان مملوكاً عتق أو سجيناً تخلص من سجنه، وإن كان مديناً قُضيَ عنه دينه.
وصلاة الاستخارة في المنام تبدد وحيرة، وتدل على حسن العاقبة. وصلاة الغائب في المنام طلب ربح.
فإن صلى نحو المشرق، دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل، لأنه قبلة النصارى. فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر.
فإن رأى أنّه لا يهتدي إلى القبلة فإنّه متحيّر في أمره، فإن صلى إلى غير القبلة إلا أنّ عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القران كما يجب، رزق الحج. لقوله تعالى: " فَأيْنَمَا تَوَلوا فَثمَّ وَجْهُ الله " .
فإن رأى أنّه يصلّي بالنساء فإنّه يلي أمور قوم ضعاف. فإن أمَّ بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض، وينكر موضعه ذلك، ولا يقرأ في صلاته، ولا يكبر، فإنّه يموت ويصلّي الناس عليه.وكذلك إن رأت امرأة كأنّها تؤم بالرجال ماتت، لأنّ المرأة لا تقدم الرجال إلا في الموت. فإن رأى الوالي أنّه يؤم بالناس عزل وذهب ماله.
فإن رأى أنّه صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيراً ورزقاً، لقوله تعالى: " فإذا قُضِيَتِ الصلاةُ فَانْتَشِرُوا في الأرْض وَابتَغُوا مِنْ فَضْل الله واذْكُروا الله كَثِيرَاً لَعلّكُمْ تُفْلِحُون " .
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب: فإنّه بشارة، لقوله تعالى: " فَنَادَتْهُ المَلاَئكة وهو قَائِمٌ يُصلِّي فِي المَحْرابِ " . فإن كان صاحب الرؤيا امرأة ولدت ابناً.
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب صلاة لغير وقتها، فإنّ ذلك خير يكون لعقبه بعده. فإن رأى أنّه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثاً، فكل قطرة ابن بب وجيه يولد له. والمحراب في الأصل إمام رئيس.
ن رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته،
من رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها، أو لا يصيب موضعاً يصليها فيه، فإنَّ ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا. ولو رأى أنّه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه، فإنّه لا يتم له أمره الذي يطلبه، إلاّ أن يرى أنّه قد أتم وضوءه سابقاً. ولو رأى أنّه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء، فإنّه بمنزلة من لم يتم وضوءه. وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره. فإن رأى التيمم بدد أن لا يقدر على الماء، فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.
من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة.
وقال جاحظ المعبر الصلاة على ثلاثة أوجه فريضة وسنة وتطوع فأما الفريضة فتدل على الحج والتجنب عن الفواحش والمنكر لقوله تعالى " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وأما السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكرهه والشهرة الحسنة والشفقة على ما خلق الله تعالى، وأما التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الاصدقاء والجار واظهار المروءة مع كل أحد.
وقال أبو سعيد الواعظ: الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا وتدل على ادراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو اقامة فرائض الله تعالى.
س: هل ما يراه النأس في منامهم من صور و رموز عند تشابهها تكون ذات تعبير واحد ؟
ج : هذا السؤال يرد كثيرا , فهل ما يراه الإنسان في نومه له تعبير واحد لا يتغير, بمعنى أن قن رأى مثلا الشمس والقمر فيكونان رمز أبويه , أمة وأبيه , قياسأ على رؤية يوسف , ومن رأى بقرة فتدل على السنة كما عبرها يوسف , وهكذا. . والجواب: لا, فالرؤى يتنوع تعبيرها من شخص إلى اخر, ومن وقيت الى اخر فالرسول صلي الله علية وسلم عبر رؤياه حين رأى البقر التي تنحر, بقتل أصحابه يوم أحد ، رضي الله عنهم ، ويوسف عليه الصلاة والسلام عبر البقر السمان بالسنوات الخصبة التي يكثر فيها الرزق ، والبقر العجاف ، بالسنوات القحط التي يقل فيها الرزق والمطر.
والمرجع في هذا إلى المعبر للرؤيا، وتأملة في ألفاظها ، وتأملة في حال صاحبها وزمان الرؤيا ، وكل هذا يستخلص منه المعبر التعبير، فالشمس مثلا لها أوجه متعددة من حيث التعبير والمرجع في هذا الى المعبر. قيل لأحد المعبرين : رايت الشمس والقمر دخلا جوفي ، فقال تموت ، واحتج بقوله تعالى:
وقال حابس بن سعد الطائي وقد ولاة عمر القضاء , يا أمير المؤمنين:
اني رايت الشمس والقمر يقتتلان ، والنجوم بينهما نصفين.
فقال عمر: مع أيهما كنت ؟ قال : مع القمر على الشمس.
قال عمر: كنت مع الأية المحمودة ، اذهب فلست تعمل لي عملا، ولا تقتل الأ في لبس من الأمر. . فكان كما قال عمر رضي الله عنه ، فقتل يوم صفين`1`)، ويوسف حين رأى رؤياه عبر الشمس والقمربأبويه.
فالشمس والقمر لو تأملت ، لم ترد بمعنى واحد في هذه الرؤى ، ولذا يظهر لك خطأ منتشر بين الناس - وبخاصة -العامة منهم ، فعندما يرون الموتى مثلا يظنون أنه كناية عن قرب الأجل ، أو مؤشر على رسالة أو وصية لم تنفذ ، وعندما يبكي في المنام يقولون: هو فرح ، وهذا غير صحيح كما ظهر لنا من خلال الأدلة السابقة.
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنّها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة، أو قضاء دين، أو اداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى. ثم هي على ثلاثة أضرب، فريضه وسنة وتطوع، فالفريضة منها تدل على ما قلنا، وأنّ صاحبها يرزق الحج ويجتلب الفواحش، لقوله تعالى: " إن الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ " .
والسنّة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره، وظهور اسم حسن له، لقوله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " . وشفقة على خلق الله تعالى، وعلى أنّه يكرم عياله ومن تحت يده، ويحسن إليهم، فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة، ويسعى في أمور أصدقائه فيورثه ذلك عزاً. والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم.