وأما الرهبان فقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه صار راهبا فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الآية وربما دلت رؤياه على ارتكاب ما لا يجوز له واستمراره عليه.
سورة الواقعة
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يفتقر في دنياه ولا يضل عن أخرته، وقيل يكون من السابقين إلى الجنة. وقيل: إنه يأمن ممن يخاف وتتسع عليه دنياه.
وقال أبو سعيد الواعظ العزل محمود لأرباب الوظائف وثبات في الأمور وقيل التولية على وجهين لمن كان مشكور السيرة في منصبه خير ورفعة ومن كان مذموما يؤول له بالعزل وقيل العزل أمانة وعهد كما ان العهد عزل.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا كبر الرأس زيادة شرف وصغر ضده، ومن رأى أن رأسه كبرت يدل على التزويج ان كان عزبا، وعلى الغنى إن كان فقيرا، وإن كان غنيا فكثرة أولاد وعلى الظفر ان كان محاربا.
وقال أبو سعيد الواعظ الكتابة في القرطاس تدل على أنكار الحق لقوله تعالى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم وأما القلم فقد تقدم تعبيره في أحد فصول الباب الأول بعد ذكر تعبير قلم القدرة وأما الدواة فإنها تؤول على وجوه.
وقال أبو سعيد الواعظ البازي مختلف فيه فمنهم من قال أنه ملك وذبحه موته ولحمه يؤول بالمال من قبل الملك خصوصا لمن أكله ومنهم من قال إن البازي ابن كبير يرزقه ومنهم من قال إن البازي بنت ومنهم من قال إن البازي لص يقطع الطريق جهارا.
وقال أبو سعيد الواعظ رأى بعض الصلحاء إن هاتفا يتلو ربنا أنزل علينا مائدة الآية فقص رؤياه على بعض مشايخ التعبير فقال أنك رجل فقير وتدعو الله بالفرج واليسر فيستجيب لك وكان كما قال وقد اختلف في المائدة فمنهم من قال أنها تؤول برجل شريف سخي والقعود عليها ومن رأى أنه على مائدة وعليها أقوام مجتمعون فإنه يواخي قوما على سرور ويقع بينهم وبينه منازعة في أمر معيشة له وقيل المائدة تؤول بالدين.
وقال أبو سعيد الواعظ الرعاة تؤول بالولاية وإذا رأى الأعرابي أنه يرعى غنما فإنه يقرأ القرآن ولا يحسنه وقيل الراعي يؤول على وجهين محافظ على الأمور النافعة أو وال على كور.
وقال أبو سعيد الواعظ ضراب الدراهم والدنانير صاحب نميمة وغيبة ينقل الكلام وقيل إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرة فإن أخذ عليه أجرة فهو مراء وقيل إن الضراب رجل مفتعل الكلام الحسن لأن الدراهم كلام وضربها وضع الكلام.
وقال أبو سعيد الواعظ السرج يدل على امرأة عفيفة حسنة غنية وقيل ركوب السرج إصابة مال وقيل إصابة ولاية وقيل هو استفادة دابة ومن رأى أنه ركب سرجا نصر في كل أموره.
الوادي
هو في المنام دال على السفر المتعب، أو على الإنسان الصعب المراس، وربما دلت رؤيته على الأعمال الصالحة والقربات إلى الله بالإنفاق الطيب، وربما دل الوادي على ساكنيه أو ما يزرع فيه. وإن كان الرائي أهلاً للمُلك ملك وانتصر على أعدائه، وإن كان صالحاً ظهرت منه كرامات كثيرة، لقوله تعالى: (فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن). وربما دل ذلك على نزول الغيث. وربما دل الحلول في الوادي على تحمل الرسالة إلى الجبابرة، لقوله تعالى: (هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربّه بالواد المقدّس طوى، اذهب إلى فرعون إنه طغى). وربما دل الوادي على السجن لاحتواء الجبال عليه، والدخول والخروج منه. ومن رأى أنه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنه يدخل في عمل السلطان وتقضى حاجته. والوادي يدل على المحارب القاطع للطريق. ومن حفر وادياً مات أحد أهله، والوادي يدل على قضاء الحاجة لمن رأى أنه سقط في واد ولم يتألم فإنه ينال فائدة من سلطان أو هداية من رئيس. ومن رأى أنه سكن في واد بلا زرع فإنه يحج. ومن رأى أنه هائم في واد فإنه يقول الشعر.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى الشمس تدور حول السماء وهو ناظر إليها فإنه يكون مرشداً للملك يقتدى برأيه وربما كانت الشمس أميرا عظيم المزية توليته عن الخليفة وربما كانت امرأة جميلة أو جملة من الذهب.
وقال أبو سعيد الواعظ: الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا وتدل على ادراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو اقامة فرائض الله تعالى.
سورة الواقعة من قرأها فإنه يتوب في آخر عمره من جميع الذنوب.
وقال الكرماني يحصل له توفيق في العبادة وقيل أمن من شر يوم القيامة وسمعة وغنى.
وقال جعفر الصادق حصول التوفيق والطاعات والعبادات.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أنه في شهر الصيام دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام، وربما دلت رؤياه على صحة دينه وخروجه من الهموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات، والأمراض الحارة دليل على هم من قبل الملك، وأما الأمراض من اليبوسة فانها تؤول باسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها.
قال أبو سعيد الواعظ كل شراب أصفر اللون فهو دليل على المرض، وكل دواء سهل المأكل والمشرب فهو دليل على شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضره، وإن كان كريه المطعم لا يكاد يسيغه فهو دليل على مرض يسير يعقبه برء، والأشربة التي يسهل شربها صالحة للفقير على ما فيها من سبب العافية وغير صالحة للغنى لأنه لا يتناولها إلا في وقت الحاجة من مرض صعب يضطر إلى شربه، وأما السويق فهو حسن ودليل على سفر في طاعة الله تعالى.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا العطش تؤول على وقوع خلل في الدين وإذا كان عطشان وأراد ان يشرب من نهر فلم يشرب منه فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى " ومن لم يطعمه فإنه مني " وأما الري فإنه خير ونعمة ما لم يحصل منه تفرقع لأحد الأعضاء.
قال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه فقير نال طعاما كثيراً لقوله تعالى حكاية عن موسى " رب اني لما أنزلت إلي من خير فقير " وأما ضيق المعيشة فإنه يدل على الكفاف لما تقدم ان رؤيا نفسه من أوساط الناس جيدة، وأما التلفيق فهو وضع كل شيء مع ما يناسبه.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أرضا أو بادية أو صحراء ممتدة واسعة لا يرى لها حد ولم يكن رآها قط ولم يعرفها فهو على وجهين انبساط الدنيا والمعاش أو سفر فيه خير ومنفعة، وإن رأى حدودها فإنها تؤول بامرأة فيعتبر الرائي ذلك، وإن كان رؤياها حسنة تكون المرأة جميلة وإلا فضده.
ومن رأى أنه ضرب صخرة بعصا فانفلقت فخرج منها ماء فإن كان فقيرا استغنى، وإن كان غنيا ازداد غنى، وربما كان أمرا وولاية ونفاذ حكم لقوله تعالى " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " الآية، وربما كان حصول رزق هين.
وقال أبو سعيد الواعظ الترس يؤول بالرجل إذا كان أبيض فيكون ورعا وإذا كان أخضر يكون ذا لهو وإن كان أحمر فذو سودد وإن كان أسود فذو تخاليط وإن كان أبلق فمكار حيال ذو)
خدعة وبدعة وإن كان من حديد فذو بأس شديد وقيل إن الترس يدل على الرجل الذاب عن أبيه وربما دل على كثرة الحلف.
ومن رأى أنه ضرب حجرا بعصاه فانفجر منه الماء فإن كان فقيرا استغنى وإن كان غنيا ومن رأى أنه اعتمد على عصاه فإنه يعتمد على رجل جليل القدر وربما كانت ولاية لقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام قال هي عصاي أتوكأ عليها الآية.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه صار نصرانيا فإنه يرث خاله أو خالته إن كان من أهل الصلاح وإن كان من أهل الفساد فإنه يؤول بكفره بنعم الله تعالى وربما يصفه بما هو عنه متنزه متقدس.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه أصاب دواة فإنه يصيب من الكتابة رياسة جامعة يفوق ومن رأى أنه استفاد دواة وكان صاحب حرفة فيؤول له بالاستقامة وحصول الخير من حرفته.
وقال أبو سعيد الواعظ البقر السمان لمن ملكها أحب إلي من عجافها لأن السمان سنون خصبة والعجاف سنون جدبة لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وقيل ان البقرة رفعة ومال من وجه حل والسمينة من البقر امرأة موسرة والعجاف امرأة معسرة والخضراء امرأة ذات ورع والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشزة فمن رأى كأنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تنشز عليه.
وقال أبو سعيد الواعظ: الكلب يؤول على وجهين عبد يملكه وعدو ينصر عليه والكلب المضر فهو رجل مضر لصاحب الرؤيا والكلب الذي يتخذ للعب والهراش فإنه يدل على لذة وسرور وقيل أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى في منامه في طريق مكة والمدينة حرسها الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليهم كلبة تهر فلما دنوا منها استقلت على ظهرها فإذا هي تشخب لبنا فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذهب كلبهم وأقبل درهم.
وقال أبو سعيد الواعظ حمار الوحش مختلف في التأويل فمنهم من قال إن رؤياه تدل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل في الأصل ومنهم من قال إنه يدل على المال.
وقال أبو سعيد الواعظ العكة تؤول برجل دنيء واصابة العكة من العسل اصابة غنيمة من رجل دنيء وكذلك عكة السمن وعكة النفط استفاده مال حرام من رجل كافر شرير والنفخ فيها يدل على الابن لقوله تعالى فنفخنا فيه من روحنا وكذلك النفخ في الجراب.
قال أبو سعيد الواعظ الحلب في الأصل يؤول بالمكر إلا حلب الناقة فإنه يؤول بالعمالة في أرض العرب فإن خرج دم عوض الحليب جار في تلك الولاية ومن لم يكن لائقا لذلك فإنه يتزوج بامرأة صالحة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى في يده قصبة وهو متكيء عليها فإنه قد بقي من عمره قليل ويكون موته في فقر والأصل فيه إن كان مجوف لا بقاء له وقيل أنه يدل على النميمة وقيل ما عمل من القصب من آلات فإنها تؤول بالخدم.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه رفا ثوب أمه أو أبيه بعد أن ظهرت عورتهما فإنه ينسبهما إلى فاحشة ثم يعتذر إليهما بالكذب وإن رفا ثوب نفسه يخاصم بعض أقاربه ويصاحب من لا خير فيه.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن إبليس مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى فإنه يؤول بأن له أعداء كثيرة يريدون هلاكه فلا ينالون منه مرادا لقوله تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من ومن رأى أنه يعادي إبليس أو يحاربه فإنه يدل على صحة دينه.
الواعظ
هو في المنام يدل على البكاء والحزن والهموم المتوالية. وإن دخل الواعظ على مريض مات. والواعظ يدل على ما يتعظ الإنسان به من قرآن أو سنة أو شيخ. وربما دل على ذي الموعظة كالأجذم والأبرص وما أشبه ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين " .
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد وإذا كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده وقيل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى " يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " .
قال أبو سعيد الواعظ: من رأى سهيلا طلع فإنه يدل على الإدبار، ورؤيا الزهرة تدل على الإقبال، ورؤيا المشتري يدل على صفاء العيش إلى آخر العمر، والشعري تؤول بأمر محال لأنها كانت تعبد في الجاهلية وكل ما يعبد سوى الله فهو محال.
وقيل رؤيا النجوم مطلقا تؤول بالسفر لأن المسافرين يهتدون بها في البحر.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا جميع العظام ان كانت لانسان ميت فإنه يدل على اتباع سنة أو حصول مال من جهة، وإن كان معروفا يدل على اكتساب من ماله، وإن كان مجهولا فحصول مال ومنفعة، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل لحمه فإنه حصول مال حلال، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فهو حصول مال حرام.