وأما السكرجة فقال جعفر الصادق السكرجة تؤول على عشرة أوجه امرأة وخادم وجارية وقوام الدين وصلاح الجسد وطول عمر ومال ونعمة وكلام طيب لطيف وميراث من قبل النساء.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.
السكر
هو في المنام يدل على الأفراح والشفاء من الأمراض وزوال الهموم والأنكاد وبلوغ الآمال. فإن دل على الزوجة كانت جليلة مليحة. وإن دل على الولد كان جليلا ذكيا عالما يشارك كل ذي فن في فنه. وإن دل على المال كان حلالا طيبا. وإن دل على العلم كان سليما من البدعة. والسكر يدل على المال. والسكرة الواحدة قبلة من حبيب أو ولد. والسكر الكثير يدل على القتال والقيل. وقال ابن سيرين رحمه الله تعالى: لا خير في بيع السكر. والسكر النبات يدل على الإخلاص في القول والعمل، وربما دل على رفع الأمراض والشفاء منها، وربما دل على الفرج والرزق من جهة النبات أو نزول القطر.
السكر
يدل في المنام على الهم والحزن. والسكر غنى الدهر مع البطر. فإذا كان السكر من نبيذ فهو سلطان على كل حال، فإن سكر ومزق ثيابه فإن رجل يبطر، ولا يحتمل النعم، ولا يضبط نفسه. ومن رأى أحدا يشرب خمرا وسكر منها فإنه يصيب مالا حراما، ويصيب من ذلك الملك سلطانا. والسكر سلطان ومال إذا كان من شراب، والسكر من غير شرب خوف شديد. والسكر دليل رديء للرجال والنساء لأنه يدل على جهل كثير. والسكر دليل خير لمن كان خائفا. والتساكر من غير سكر يدل على الادعاء بما ليس فيه، وبما لا يقدر عليه، وربما نزلت به نازلة تهمه فيرجع منها سكرانا وهو ليس بسكران. وإن كان من أهل الصلاح غلب عليه السكر من حب الله تعالى.
العسل
هو في المنام مال من ميراث حلال، أو مال من غنيمة أو شركة. والعسل لأهل الدين حلاوة الدين، وتلاوة القرآن وأعمال البر، ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب. والعسل رزق قليل من وجه فيه تعب. فإن رأى أن السماء أمطرت عسلاً دلّ على صلاح الدين. وربما دلّ العسل على عسيلة المرأة أو الرجل، كما جاء في الحديث: حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتك وربما دلّ العسل على الهم والنكد والحسد والتحرز من كيد الحاسدين، لأن العسل يجمع الذباب والزنابير والنمل. والعسل المصفَى بالنار فرج بعد شدّة، وولد بعد تمام أشهره، وزوجة بعد انقضاء عدتها، ومال قد تطفر بالزكاة، وعلم خلص من البدعة والشبهة وهداية ليس بعدها ضلالة. والعسل الصافي مال. وقيل: هو مال في تعب. والعسل شفاء من المرض. وقيل: أكل العسل يدل على عناق حبيب وتقبيله. ومن أكل الخبز مع العسل فإنه ينال معيشة من غنيمة.
قصب السكر
مَن رأى أنه يمضغ قصب السكر فإنه يصير إلى أمر يكثر الكلام فيه ويردده، ومَن رأى أنه يعصره فإن مَن ملكه يملك خصباً ما لم تمسّه النار. وربما دلّ قصب السكر على رزق من رجل بخيل.
سكر
إذا حلمت بالسكر فإن هذا يعني أنك سوف توظف رغباتك في مسرات محظورة.
تدل رؤية السكر في الحلم على أنك صعب الإرضاء في البيت فأنت مولع بالحسد والغيرة في الوقت الذي لا يكون هناك فيه سبب لذلك، بدلاً من أن تعيش سعيداً راضياً. بعد رؤية السكر في الحلم قد تصيبك الهموم والقلق وتضعف قواك ويسيء طبعك. إذا حلمت أنك تناولت سكراً فسوف تنهمك في أمور ومشاكل مزعجة لفترة من الزمن لكنك ستجني فائدة غير متوقعة. إذا حلمت أنك تضع تسعيرة للسكر فإن هذا يعني أن الأعداء سيخدعونك ويطمعون بك.
إذا حلمت أنك تبيع سكراً واستلمت كميات كبيرة منه فهذا يعني أنك ستنجو من خسارة عظيمة. إذا حلمت برؤية كيس من السكر يتمزق ويندلق منه السكر خارجاً فهذا يعني أنك ستتكبد خسارة طفيفة. إذا حلمت أن زنجياً يغني وهو يفرغ شوالات السكر فهذا يعني أن أعمالاً غير ذات قيمة ستجلب لك منفعة عظيمة سواء على صعيد العمل أم على صعيد المجتمع.
سكران
إذا كنت سكراناً في الحلم فهذا ينبئ أن طباعك المرحة سوف تجعلك لا تلتفت إلى هموم الحياة. إذا رأيت آخرين سكارى فهذا يدل على أنك لا تبالي بسلوك وتصرفات أصحابك.
عسل
إذا حلمت أنك رأيت عسلاً فسوف تحظى بثروة معتبرة.
إذا رأيت عسلاً مصفى فإن هذا يعني الثروة والتيسير ولكن ميلاً باطنياً لتحقيق رغباتك على نحو غير قانوني سوف يواكب حياتك.
إذا حلمت بأكل العسل فإن هذا ينبئ أنك سوف تحرز الثروة والحب. ويعني هذا الحلم للعشاق اندفاعاً سريعاً نحو المتع الزوجية.
الشهد والعسل: فمال من ميراث حلال، أو مال منِ غنيمة، أو شركة. ومن رأى كأنّ بين يديه شهداً موضوعاً، دل على أنّ عنده علماً شريفاً، فإن رأى كأنه يطعمه للناس، فإنّه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة. والعسل لأهل الدين حلاوة الإيمان، وتلاوة القرآن، وأعمال البر. ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب. وإنّما قلنا انّ العسل يدل على القرآن لأنّ الله عزّ وجلّ وصف كلامه بالشفاء.
وحكي عن ابن سيرين أنّه قال: الشهد رزق كثير يناله صاحبه من غير تعب، لأنّ الناو لم تمسه. والعسل رزق قليل من وجه فيه تعب.
فإن رأى كأنّ السماء أمطرت عسلاً، دل على صلاح الدين وعموم البركة، فإن رأى كأنّه أكل الشهد وفوقه العسل، فقد كرهه بعض المعبرين حتى فسره بنكاح الأم. وبلغنا أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت ظلة ينطف منها السمن والعسل والناس يلعقونها، فمستكثر منها ومستقل. فقال أبو بكر: دعني أُعبرها، إنّما هي القرآن، وحلاوته وليته، والناس يأخذونه، فمستكثر منه ومستقل.
وروي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة من حديد، وإذا عسل ينزل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين، ويلعق الرجل أكثر من ذلك. ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني أعبرها يا رسول اللهّ. فقال: أنت وذاك، فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن وأما الذي يلعق اللعقة واللعقتين فالذي يتعلم السورة والسورتين. وأما الذين يحسونه، فالذين يجمعونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت. وروي أنّ عبد الله بن عمر قال: يا رسول اللهّ، رأيت كأن إصبعيَ هذين تقطران عسلاً، وأننيئ العقهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقرأ الكتابين.
ورأى رجل كأنّه يغمس خبزاً في عسل ويأكله، فصار محباً للعلم والحكمة، فانتفع بذلك وكثر ماله، لأنّ العسل دل على حسن علمه، والخبز على يساره.
السماك: رجل نخاس الرقيق، لأنّ السمكة جارية أو امرأة، والسكري رجل لطيف فإن رأى أنّه يبيع سكراً ويأخذ ثمنه دراهم، فإنّه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له بالجواب. والسمان رجل موسر يعيش في ظلمه من تبعه، والرآس رئيس الرؤساء، فإن رأى كأنّه اشترى رأساً من رآس، فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها.
القصب: فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها، فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر. وكل شيء مجوف لا بقاء له. والقصبة قصب الناس ونميمه، والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء، وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء.
وأما قصب السكر، فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده، إلاّ أن كلامه يستحيل فيه. ومن رأى أنه يعصره، فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار، ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه، لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.
السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما: فإنّه كلام حلو حسن أقبل من حبيب وولد أو زوجة، وقيل دنانير ودراهم. وأما ما يعمد من العسل والحلو، فإن كان هو الذي عقدها، جمع مالاً من كده وسعته طيباً. فإن أفادها ولم يدر من عقدها، نال ذلك ممن عمل غيره، كالغنائم والموارث والغلات.
وقيل من رأى أنه يأكل سكرا فإنه عز ونعمة لأنه من مأكل أهل النعمة والسكر حسن على كل حال سواء كان رآه أو أكله والنبات أبلغ وفيه زيادة لاشتقاق اسمه، ورؤياه للولد نشؤه وللمحاكم ثباته وهو جيد جدا، وقيل رؤيا السكر تحصيل ذهب والأبيض تحصيل الدراهم والسكر الدون دون ذلك وكلما كان مكررا كان أبلغ في الجودة.
وروى أن عبد الله قال يا رسول الله إني رأيت في المنام أن إصبعي هذه تقطر سمنا وهذه تقطر عسلا وإنني ألعقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقرأ الكتابين. والعسل لأهل الدين حلاوة وتلاوة القرآن وأعمال البر، ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله تعالى وصف كليهما بالشفاء فقال في النحل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " ، وقال في القرآن " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور " الآية.
وقال ابن سيرين الشهد رزق كثير يناله صاحبه من جهة حلال من غير تعب لأن النار لم تمسه والعسل رزق قليل من جهة مكروه لمس النار اياه، وإن رأى عسلا نزل من السماء عاما دلت رؤياه على صلاح الدين وعموم البركة.
وقال الكرماني من رأى أنه أكل عسلا أو جمعه أو يؤتى به إليه فإنه يصيب مالا وغنيمة وفرحا، وإن كان عبدا عتق، وإن كان مريضا شفي، وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم على وجه حسن، وربما دل على النكاح والتزويج.
وقال جعفر الصادق الحلواء مال كثير ودين خالص ولقمة منها تدل على القبلة من ابنه وصديقه أو صاحبه، واللقمة من اللوزينج كلام لطيف وأحسن الحلو ما يكون لونه أبيض، وقيل رؤيا الحلواء اليابسة من حيث الجملة مال قد حازه من تصرف الملك لغيره، وإذا كانت صفراء يكون فيها بعض غم، وأما الخبيص وما أشبهه فإنه رزق حلال، وربما كان تقبيل امرأة واليابس منه مال فيه مشقة والرطب منه مختلف فيه وقد كرهه البعض لما فيه من الصفرة، وقيل انه يدل على المرض، وقيل هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب، وقيل الخبيصة كلام لطيف حسن في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والكثير منه يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة ما لم تمسها النار فإن مس النار إياها يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة أما ما يوضع فيه الحلواء فيدل على جواز حسان مليحات، وقيل إن جميع ما يعمل من الحلواء على أي وجه كان من أي صنف كان سواء كان من سكر أو عسل أو دبس أو رب خرنوب فإنها محمودة ورزق وخير ومنفعة خصوصا لمن أكله، وأما الدبس فإنه مال ومنفعة.
وقال الكرماني من رأى أنه سكران بغير سكر فإنه يدل على الخوف والفزع الشديد ونقصان المال وأما كل نوع مما يسكر به إذا استعمله الإنسان فقد تقدم تعبيره مع نوعه.
69 - جارية كانت لموسي الهادي، كان يحبها حباً شديداً جداً، فبينما هي يوماً تغنيه إذ فكرة غيبته عنها وتغير لونه، فسأله بعض الحاضرين : ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: أخذتني فكرة أني أموت واخي هارون يتولي الخلافة بعدي ويتزوج جاريتي هذه (غادر) ففداه الحاضرون ودعوا له بطول العمر. ثم استدعى أخاه هارون فأخبره بما وقع فعوذه الرشيد من ذلك، فاستحلفه الهادي بالأيمان المغلظة من الطلاق والعتاق والحج ماشياً حافياً لا يتزوجها، فحلف له واستحلف الجارية كذلك فحلفت له، فلم يكن إلا أقل من شهرين حتي مات، ثم خطبها الرشيد فقالت : كيف بالأيمات التي حلفناها أنا وأنت؟ فقال : إني أكفر عني وعنك، فتزوجها وحظيت عنده جداً، حتى كانت تنام في حجره فلا يتحرك خشية أن يزعجها. فبينما هي ذات ليلة نائمة إذ انتبهت مذعورة تبكي، فقال لها: ما شأنك؟ فقالت : يا أمير المؤمنين رأيت الهادي في منامي هذا وهو يقول :
أخلفت عهدي بعد ما جاورت سكان المقابر
ونسيتني وحنثت في أيمانك الكذب الفواجر
ونكحت غادرة اخي صدق الذي سماك غادرأ
امسيتُ في أهل البلي وعددت في الموتي الغوابر
لا يهنك الألف الجديد ولا تدر عنك الدوائر
ولحقت بي قبل الصباح وصرتُ حيث غدوتُ صائر
فقال لها الرشيد : أضغاث احلام . فقالت : كلا والله يا أمير المؤمنين، فكانما كتبت هذه الأبيات في قلبي . صثم مازالت ترتعد وتضرب حتي ماتت قبل الصباح .
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية العسل وى السكر في المنام فيؤول إلى التالي