أما المنابر فإنها تؤول بالسلطان والملك والوصي والامام والعالم فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فإنه يؤول فيهم والصعود عليها لمن يليق بالولاية فإنه ينالها ولمن لا يليق بها ليس بمحمود.
ومن رأى أنه يتكلم على منبر بما لا يليق فإنه يشتهر بمصيبة ومعصية وإن تكلم بما يليق فإنه خير وبركة وبقية الكلام تقدم في تعبيره في الباب التاسع.
منبر الوعظ
إذا حلمت برؤية منبر الوعظ فهذا ينبئ بالغضب والحزن. إذا رأيت نفسك في الحلم على المنبر فسوف تصاب بمرض وسوف يلازمك سوء الطالع في تجارتك أو أعمالك.
والمقام الكريمٍ : وجماعة الإسلام. فمن رأى أنّه على منبرِ وهو يتكلم بكلام البر، فإنّه إن كان أهلا أصاب رفعة وسلطاناً، وإن لم يكن للمنبر أهلاَ اشتهر بالصلاح، ثم إن لم يكن للمنبر أهلاً ورأى كأنّه لم يتكلم عليه، أو يتكلم بالسوء، فإنه يدل علر أنّه يصلب، والمنبر قد شبه بالجذع. وإن رأى والٍ أو سلطان أنّه على منبر، فانكسر أو صرع عنه، أو أنزل عنه قهراً فإنّه يعزل ويزول ملكه إما بموت أو غيره، فإن لم يكن صاحب الرؤيا ذا ولاية ولا سلطان رجع تأويله إلى سميه أو إلى ذي سلطان من عشيرته.
المنبر
هو في المنام سلطان العرب وجماعة الإسلام والمقام الكريم الذي ذكره اللّه تعالى في كتابه. فمَن رأى أنه على منبر وهو يتكلّم بكلام البر فإنه يصيب سلطاناً شريفاً كريماً إن كان للمنبر أهلاً. وإن لم يكن فهو شهرة بخير. وإن رأى وال أو سلطان أنه صُرعَ، أو أنزل عنوة عن المنبر، أو انكسر منبره فإنه زوال سلطان بموت أو حياة. والمنبر ولاية وقهر عدو، وربما كان المنبر لمن رقيه. والسلطان إذا ارتقى منبراً دام ملكه وقهر أعداءه.
ومن رأى أنه يخطب وكان أميراً أو عالماً أو صاحب وظيفة وأتم خطبته فإنه ثبوت في رياسته ومنصبه واتمام لقضاء حوائجه وإن لم يتم خطبته فالأمر الذي يطلبه يتعذر عليه وربما يعزل عن وظيفته ومنصبه.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الامام أو من يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة.
وقال جعفر الصادق رؤيا المنبر على خمسة أوجه سلطان وقاض وإمام وخطيب ومرتبة وقال صعود أحد من أهل الذمة على المنبر دليل على ولاية حاكم فاسد الدين في ذلك المكان.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم أو يخطب حصل له علو قدر وشرف وإن رأى أنه وقع منه حصل له ضد ذلك ومن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بما لا يليق فإنه يشتهر بالمعاصي وربما أنه يصلب وإن رأى السلطان أنه على المنبر ووقع منه أو انكسر المنبر تحته دل على فهم وعلو قدر ومنزلة عند السلطان وعلى المال والنعمة يقع عن مرتبته إما بموت أو بغيره وقيل من رأى أنه على المنبر إن كان عالما يعلو قدره وإن كان جاهلا يمسك في السرقة ويصلب ومن رأى أنه نام على منبر فهو تقرب لسلطان وفي أمن من جهته وقيل فساد في الدين أو من يستغيب الناس
من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك يحصل له علو وقدر وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة، وإن كان غنيا يفتقر وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدل وإنصافه، وإن كان مفسدا يتوب الله عليه، وإن كان امرأة فيفتضح زوجها، وقيل يشتهر على رؤوس الأشهاد بكلام لا خير فيه، وقيل انها تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنا وعلى كل حال لا خير فيه.