نادرة روى أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فخرج الطفيل الدوسي مع المسلمين وساروا حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها إلى أن وصلوا إلى اليمامة فنام تلك الليلة فرأى كأن رأسه حلقت فخرج من فيه طائر وكأن امرأة أدخلته في فرجها وابنه يطلبه طلبا حثيثا وأنه حبس فيه فقص رؤياه على أصحابه فقالوا خيرا فقال أعبر هذه الرؤيا أما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي خرج من فمي فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فهي الأرض وحبسي فيه هو القبر الذي ألبث فيه والولد الذي يطلبني فربما يصيبه ما أصابني فقتل الطفيل شهيدا ثم أصاب ولده كذلك عام اليرموك.
ومن رأى نارا قد خرجت من تحت الأرض وارتفعت نحو السماء فإنه يدل على محاربة أهل ذلك المكان مع الباري عز اسمه والعياذ بالله من ذلك الزور وقول الكذب والعصيان.
قيل في الروح أقوال. كا لقول بأنها الدم أو النَّفْس أو النَّفَس.
أما القول بأنها الدم فباطل لأمور منها أن الإنسان بعد موته وصعود روحه يبقى فيه الدم.
وأما القول بأنها النفس[ بسكون الفاء] فبحاجة إلى دليل مع معرفة حقيقة النفس عنده. إذ النفس قد تطلق على الدم، ومنه قول الأوزاعي: ما لا نفس له سائلة.
وأما القول بأنها النفَس[ بفتح الفاء] فمن المعلوم بأنه أثر من آثارها.
والروح من الأمور المغيبة التي لا يجوز البحث في كيفيتها، وفي الصحيح أن بعض اليهود سألوا النبي [ص] عن الروح؟ فسكت النبي فأنزل الله[ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا] الإسراء:85 .
.إن إدراك كيفية الشيء إما أن يكون بالمشاهدة، أو رؤية النظير المساوي له، أو الخبر الصادق. وما سوى ذاك فباطل.
ونحن لم نشاهد الروح، ولم ندرك النظير المساوي لها، و الخبر الصادق قد ورد لنا بعدم جواز البحث في كنهها، فنحن نثبتها مع جهلنا بكيفيتها.
وقد عني كثير من علماء المسلمين بها، وممن ألف فيه ابن القيم فألف كتابا مستقلا أسماه الروح.
الفم
هو في المنام مفتاح أمر صاحبه وخاتمه، ووعاء صلاحه وفساده، ومجرى رزقه وقوام أمره. وما يخرج من الفم فهو في التأويل من جوهر الكلام في خير وشر. ومَن رأى أن فمه مقفل عليه فإنه كافر بالله تعالى. والفم دال على الموت والحياة، والكلام والمسكن، والسجن والحمام، والطاحون والزوجة، والمعبد والرزق. وإن رأى المريض أن فمه كبر وحسن دلّ على سلامته وحياته.
ومن رأى أنه أدخل في فمه ما يحصل له به الدواء فإنه صلاح في دينه أو ما يحصل به الغذاء فهو صلاح في دنياه أو ما يحصل به كراهية من غير نفع فهو حصول هم وغم وإن كان حلوا طيب الطعم والرائحة فدليل على معيشة حسنة ومن رأى أن فمه قد اتسع فإنه محمود جدا وإن رآه ضاق فضده ومن رأى أن رائحة فمه طيبة فإنه يصدر منه كلام حسن وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده ومن رأى أن فمه ربط أو طبق فيدل على موت أو مرض أو صمت ومن رأى أن في فمه لجاما فربما يعبر بالصوم لأهل الصلاح وإن كان من أهل الفساد فزجر
روح إذا رأيت روحك تغادر جسدك في الحلم فأنت مهدد بالتضحية بنفسك في سبيل خطط فاشلة سوف تؤدي إلى الحط من قيمتك وإبعادك عن الفضائل والخصال الحميدة. إذا شاهد فنان روحه تغادر جسده فإن هذا ينبئ بأنه سوف يبرز في عمله إذا كرس نفسه لعمله وابتعد عن العواطف. وإذا تخيلت في الحلم أن روح شخص آخر تكمن فيك فإن هذا يدل على أنك سوف تجني منفعة من شخص غريب ستتعرف عليه. إذا شاهدت فتاة موسيقية امرأة أخرى على المسرح ترتدي ثياباً براقة وتخيلت أنها روحها في إنسانة أخرى فهذا يعني أنها سوف تلاقي منافسة كبيرة في مشروع كبير تدخله. إذا حلمت أنك تناقش خلود روحك فإن هذا ينبئ أنك سوف تحسن الفرص التي ستساعدك على اكتساب المعرفة المرغوبة واللذة في التعامل مع أناس مثقفين.
وكذلك إن رأى في منامه كأنّ القبور قد انشقت، والأموات يخرجون منها، دلت رؤياه على بسط العدل، فإن رأى قيام القيامة، وهو في حرب. نصر. فإن رأى أنه في القيامة، أوجيت رؤياه سفراً، فإن رأى كأنه حشر وحده، أو مع واحداً آخر دلت رؤياه على أنّه ظالم، لقوله تعالى: " احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأزْوَاجَهُمْ " .
والفم: فاتحة أمر صاحبه، وخاتمته، فإن رأى كأنّه خرج من فمه شيء، فهو يدل على الرزق من خير أو شر. فإن رأى فمه متعلق أو مقفل عليه. دلت رؤياه على الكفر. والشفة صديق الرجل الذي يتجمل به، وعونه ومعتمده. والسفلى أقوى في التأويل من العليا، وقيل الشفة في التأويل القرابة، والعليا صديقه الذي يعتمد عليه في جميع أموره فما حدث فيهما من حدث ففيما وصفت، فإن رأى فيهما الماء، فإن أمر الأصدقاء ليس يجري على ما ينبغي.
وحكي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت الليلة روحي وعقلي مجتمعين على صورة آدميين فجاء إلي وشربا معي الخمر كما كنا نفعل في الجاهلية فقال عليه السلام: العقل يؤول بقسمة الدنيا والروح تؤول بقسمة الآخرة.