ومن رأى أنه ينظر إلى السماء، فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله، والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا، فإن نظر إلى ناحية المشرق، فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين " .
وقال الكرماني السور وما هو قريب إلى سور المدينة من الجانب الأيمن يدل على السلطان ومن الجانب الأيسر يدل على الوالي، وما هو بعيد عن سور المدينة فتأويله الأمن وطيب العيش.
ملتقط فضلات الحصاد
إذا رأيت ملتقطي فضلات الحصاد في وقت الحصاد فإن هذا يعني عملاً مثمراً ومحاصيل وفيرة بالنسبة للمزارع.
إذا علمت مع ملتقطي فضلات الحصاد فسوف تنال عزبة بعد مشقة في ترسيخ حقوقك. ويعني هذا الحلم للمرأة زواجاً من رجل غريب.
كذلك لو رأى أنّ يده أو يديه جميعاً إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوّق في عنقه، وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر، نحو مسجد أو في سبيل من سبل الله عزّ وجلّ، فإنّه كف عن المعاصي.
وقال ابو سعيد الواعظ من رأى أنه لبس نعلين فإنه يسافر في البر.
ومن رأى أنه يمشي بهمافي مجلسه فإنه يطأ امرأة والنعل المشعر غير المحذو امرأة تنسب لذلك النوع والنعل المقطوع العقب امرأة عقيم وقيل يتزوج امرأة بغير عقد صحيح وربما كانت بغير ومن رأى أن نعله مطبقه فانفرد الطبق ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتا وإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها وإن سقطت فإنها تموت.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد وإذا كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده وقيل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى " يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " .
وقال أبو سعيد الواعظ العزل محمود لأرباب الوظائف وثبات في الأمور وقيل التولية على وجهين لمن كان مشكور السيرة في منصبه خير ورفعة ومن كان مذموما يؤول له بالعزل وقيل العزل أمانة وعهد كما ان العهد عزل.
ومن رأى صحراء ممتدة إلى غير النهاية في مد البصر، ويكون فيها شوك وهوام ووحوش فإنه ان كان ممن يليق للخدم الوظائف فإنه يتقرب إلى ملك ظالم غشوم سيرته ذميمة ويقتدي الملك بأموره، وإن كان ممن لا يليق بذلك وهو من الاطراف فإنه يتقرب إلى امرأة فاحشة ذميمة.
ومن رأى أنه يصعد إلى سفينة من وسط البحر بعدما أيقن بالهلاك فإن كان مذنبا تاب من ذنبه، وإن كان فقيرا استغنى، وإن كان مريضا أفاق، وإن كان طالب علم أدركه، وإن كان مهموما زال همه، وإن كان عزبا تزوج أو تسرى.
من صار في المنام عبداً وكان من الأحرار، وعرف من استعبده ربما استعبد بإحسانه في اليقظة، وربما دلّ على الدَين يرتكبه حتى يصير عبداً لمن استدان منه، أو يصير أجيرا عنده. فإن باعه مولاه نال عزاً ورفعة، وربما وقع في مكيدة وذلة، وربما نال خيراً قياساً على قصة يوسف عليه السلام. وإذا صار العبد في المنام حراً فإنه يدل على اليسر بعد العسر، والخلاص من الشدائد، وقضاء الدين والشفاء من الأمراض. والعبد في المنام هم، ومن رأى أنه عبد أصابه هم، وإذا رأى أنه يباع أصابه ضيق، إلا إذا اشترته امرأته فإنه يُكرَم. والمرأة الخالية من الزوج إذا صارت جارية في المنام فإنها تتزوج. وكذلك إذا باع زوجته فإنه يطلقها. ومن صار عبداً مملوكاً لعدوه فإنه يقهر ويذل، لأن العبيد مقهورون عند سادتهم.
فإن رأى كأنّه دخل عليه، أصاب غنى وسروراً. ودخول الإمام العدل إلى مكان، نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضع ومكاشفة الرعية السلطان الجائر، وهن للسلطان وقوة للرعية.
القاضي المجهول في النوم هو الله تعالى. ومن رأى أنّه تحول قاضياً أو حكماً أو صالحاً أو عالماً، فإنه يصيب رفعة وذكراً حسناً وزهداً وعلماً. فإن لم يكن لذلك أهلاً، فإنّه يبتلي بأمر باطل، يقبل قوله فيما ابتلىِ به، كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به. وقيل من رأى وجه القاضي مستبشراً طلقاً، فإنّه ينال بشراً وسروراً.
ومن رأى أنه أطلع سفينة إلى مكان مرتفع لم يمكن طلوع السفينة في مثله فهو على وجهين تسبب لأحد في مصالحه وعلو منزلته وشهرته بين الناس، وربما كان ذلك ليس بمحمود.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه ضرب درهما فإن كانت امرأته حاملا فإنها تلد غلاما وإن كان بينه وبين أحد خصومة فإنه يسمع منه كلمة ترضيه وإن كان مفلسا فإنه يصيب ما ومن رأى على عضده درهما مشدودا فإنه يؤول على اكتسابه بحرفة.)
وإن رأى كأنّه ينظر إلى الملائكة أصابته مصيبة، لقوله تعالى: " يومَ يَرَوْنَ الملاَئِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئذٍ للمُجْرِمِين " وإن رأى كأنّ الملائكة يلعنونه فذلك دليل على وهن دينه.
فإن رأى أن بابآً من أبواب الجنة أغلق عنه، مات أحد أبويه فإن رأى أن بابين أغلقا عنه، مات أبواه. فإن رأى كأنّ جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه.
فإن رأى كأنّه أدخل الجنة، فقد قرب أجله وموته، وقيل إنّ صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. وقيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأنّ الجنة محفة بالمكاره، وقيل إنّ صاحب مذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً، ويحسن معاشرة الناس، ويقيم فرائض الله تعالى
النظر إلى الفرج: فمن رأى كأنّه نظر إلى فرج امرأته أو غيرها من النساء نظر شهوة أو مسه، فإنه يتجر تجارة مكروهة. وإن رأى أنّه نظر إلى امرأة عريانة من غير علمها، فإنّه يقع في خطأ وزلل.
عتق العبد: فهو موت المعتق. فإن رأى حرا كأنه قد أعتق، فإنه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه. وإن كان صاحب الرؤيا مريضا نال العافية. وإن كان مديونا وجد قضاء ديونه.
من رأى أنّه يمشي قهقري إلى ورائه: فإنّه يرجع على أمر قد توجه فيه وعمل به. فإن رأى أنّه يوصي وصية من يموت بحكمة، فإنه يتعاهد صلاح دينه، والرديف في الرؤيا هو الخلف، وربما كان يسعى بجد صاحبه الذي تقدّمه.
من رأىِ نفسه ذاهباً إلى الحج: أو رؤي ذلك له، فإن كان مريضاً مات وذهب إلى الله راكباً في نعشه بدلاً من محمله، وإلا توجه إلى السلطان أو إلى رئيس العلم في حاجة، إلا أن يكون مدياناً، فإنّه يبتدئ في قضائه، أو يكون تاركاً للصلاة فإنّه يرجع إلى القبلة، إلا أن يكون تزوج امرأة ولم يدخل بها، فيحمل هودجه ويتوجه به إليها، ليدخل بها ويطوف بها مع أصحابه.
قال أبو سعيد الواعظ: من رأى سهيلا طلع فإنه يدل على الإدبار، ورؤيا الزهرة تدل على الإقبال، ورؤيا المشتري يدل على صفاء العيش إلى آخر العمر، والشعري تؤول بأمر محال لأنها كانت تعبد في الجاهلية وكل ما يعبد سوى الله فهو محال.
وقيل رؤيا النجوم مطلقا تؤول بالسفر لأن المسافرين يهتدون بها في البحر.
ومن رأى أنه خرج في الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى، وأما النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى، وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على كذلك.
من رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو فرحان طلق الوجه فإنه فرح وسرور على قول ابن سيرين، وقيل تحصيل علم ومن رآه في مكان معروف وهو على هذه الهيئة فإنه حصول خير لأهل ذلك المكان وإن رآه وهو عبوس فهو ضد ذلك، وقيل من رأى أبا بكر فإنه يكون صدوقا أمينا كثير الخير.
ومن رأى أنه يقصد المسير إلى أحد الثلاثة مساجد وانه لا يستطيع إلى ذلك ولا قدرة له عليه فإن كان غنيا فإنه يفتقر، وإن كان فقيرا فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه.
من رأى أن القبلة حولت من مكانها إلى جهة أخرى وهو متبع ذلك فهو على ثلاثة أوجه تغير الملك وانتقال الرائي نحو جهة انتقال القبلة وظهور ملك من تلك الجهة واستيلاؤه بعقد صحيح هذا إذا رأى الناس تابعيها، وقد تقدم في الباب الثامن في فصل الصلاة تعبير من رأى أنه يصلي إلى جهة غير القبلة.