وقال هشام لابن سيرين: رأيت كأنّ في يدي سيفاً مسلولاً وأنا أمشي، قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا. فقال ابن سيرين: هل بالمرأة حبل؟ قال: نعم. قال: تلد غلاماً إن شاء الله.
من رأى أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء فإن كان فيها قحط يدل على الخصب، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية.
سورة النمل
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال نافع وابن كثير: يكون سيد قومه. وقال ابن فضالة يكون متعلما ويرزق ملكا وجاها. وقيل: يكون مستجاب الدعوة، ويعطى من الأجر بعدد من صدق سليمان والنبيين عليهم السلام، ويخرج من قبره وهو ينادي: لا إله إلا الله.
النمل
هو في المنام قوم ضعفاء، أصحاب حرص، ويُعبر بالجنود والأهل. ومن رأى أن النمل على فراشه كثر أولاده. ومن رآه يطير وفي المكان مريض فإنه يموت أو يسافر. ويدل على خصب ورزق لأنه لا يكون إلا في مكان فيه رزق. وإذا رأى المريض أن النمل يدب في جسده فإنه يموت. ومن رأى النمل يخرج من وكره ناله هم. ومن رأى النمل يخرج من دار فإن أهله يقلون بموت. وإذا صار للنمل جناح دلّ على هلاك جنود كثيرين. ومن رأى النمل يدخل داره بالطعام يكثر خير داره، ومن رأى النمل يخرج بالطعام من داره افتقر. وخروج النمل من الأنف والأذن أو غيرهما من الأعضاء وهو فرحان بذلك يدل على موت الرائي شهيداً. ومن رأى أنه قتل نملاً ارتكب ذنباً بسبب قوم ضعفاء. ومن سمع كلام النمل وكان أهلاً للأمارة نالها، وإلا نال خصباً وخيراً. والنمل الكبير للمحاربين قتلهم وللمرضى موتهم، ولمن يريدون السفر تعبهم وخسرانهم.
النمل: الكثير، فجند، ورؤيتها على الفراش أولاد، ورؤية النمل، تدل على نفس صاحب الرؤيا، وقيل تدل على قراباته، وقيل إنّ خروج النمل من جحرهم غم، ورؤية النمل تدب على المريض موته، ومعرفة كلام النمل ولاية، لقصة سليمان عليه السلام، ومن رأى النمل يدخل داره بالطعام. يكثر خير داره. ومن رأى النمل يخرج بالطعام من داره افتقر، وخروج النمل من الأنف أو الأذن أو غيرهما من الأعضاء، يدل على موت صاحب الرؤيا شهيداً، إذا رأى نفسه تفرح بخروجها، فإن كان يسوء خروجها، فيخشى عليه، والنمل إنسان ضعيف حريص، والكثير منه جند أو ذرية أو مالك أو طول الحياة. ومن رأى النمل يدخل قرية أو بلداً، دخل ذلك البلد جند، فإن خرجوا منها، فإنّهم يتحملون منها، فإن رأى أنّ النمل هارب من بلد أو بيت، فإنّ اللصوص يحملون من ذلك الموضع شيئاً ويكون هناك عمارة، لأنّ النمل والعمارة لا يجتمعان. وكثرة النمل في بلد من غير إضرار بأحد، يدل على كثرة أهل البلد.
فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون، لأنّها ودائع الله في أرضه، أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم، فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله، فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها، وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنسلها ومطالعتها والظفر بها، فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام، دل ذلك على ما يظهر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام، فإن كان سلطاناً في بحر عدوه أو معروفاً بالجهاد، فتح على عددها مدناً من مدن الشرك وسبى المسلمون منها وغنموا، وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً، كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد، لأنّ الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه، ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة.
سورة النمل قال ابن سيرين من قرأها يحصل له علو وقدر ومنزلة عند السلطان.
وقال الكرماني تساعده السعادة والدولة والاقبال في أمور دنياه وقيل يدل على الأمر والنهي والفهم والحذاقة.
وقال جعفر الصادق يدل على المال والنعمة.
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أعطي مفاتيح خزائن الأرض .
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على المبيت ثم أنصرف إلى المنبر فقال:
(إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ماخاف عليكم أن تشركوا بعدي
ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلام وبينما أنا نائم إذ جئ بمفاتيح خزائن الأرض
فوضعت في يدي) فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: لقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتشلونها .
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): قال أهل التعبير: المفتاح مال وعز وسلطان فمن رأى أنه فتح بابا بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس وإن
رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطانا عظيما .
ونقل عن الخطابي أنه قال: المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة .
وقال غيره: بل يحمل على أعم من ذلك قال الحافظ: ومفاتيح خزائن الأرض المراد منها ما يفتح لأمته من بعده من الفتوح وقيل: المعادن . قلت: وهذا
هو المطابق للواقع في زماننا كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وقال الحافظ في الكلام على قوله وأنتم تنتشلوها من النثل بالنون والمثلثة أي تستخرجونها تقول: نثلت البئر إذا استخرجت ترابها .
وقد ظهر مصداق حديثي عقبة وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في زماننا حيث ظهرت ابار البترول والماء البعيد في أعماق الأرض وما ظهر أيضا من معادن الذهب
وغير ذلك من خزائن الأرض التي لم يتمكن الناس من الوصول إليها إلا في هذه الأزمان .
نادرة روى أن رجلا اشترى أرضا فرأى ابن أخيه يمشي فيها ويطأ على رؤوس الحيات فأتى معبرا وقص رؤياه عليه فقال إن صدقت رؤياك لا تغرس في تلك الأرض شيئا إلا يصير حيا.
وأما النمل فمن رأى في داره نملا كثيرا فإنه يكثر عدد أهل تلك الدار ونسلهم فإن كان في رؤياه ما يدل على مال فإنه يصيب أموالا كثيرة ومن رأى أن نملا يخرج من أرضه أو من داره فإن عدد ذلك بالموضع يقع فيهم موت أو جلاء عام