ومن رأى أنه يأكل ثريدا فإنه يصيب حالا صالحة ومن رأى أنه يأكل في صحفة واستوعب ما فيها فقد نفد عمره وإن بقي منه شيء بقي من عمره بقدر ذلك ومن رأى أنه يلعق قصعة أو أصابعه فإنه دنف وأجله حضر ومن رأى أنه يمضغ طعاما أو علكا فإنه يكثر كلامه في أمر ومن رأى أنه يأكل على مائدة فإنه ينال خيرا ورزقا وربما كانت المائدة ميدانا للحرب واللقاء والمواكلة عليها مطاعنة بالأيدي وقيل من رأى أنه على مائدة تزوج فإن لم يأكل عليها كانت بكرا ومن رأى أنه يستبدل طعاما بين يديه بطعام غيره من نبات الأرض فإنه يفتقر وينتقل إلى الذل والمسكنة
سرقة
إذا رأيت سرقة في الحلم أو رأيت آخرين يسرقون فإن هذا ينبئ بحظ سيئ وسمعة ملوثة. إذا حلمت بأنك متهم بالسرقة فستقع في سوء تفاهم مع آخرين حول أمور ومشاغل وسوف تعاني من جراء ذلك إلا أن ذلك سوف يتحول في نهاية المطاف لصالحك. إذا اتهمت الآخرين بالسرقة فهذا ينذر بأنك ستعامل شخصاً بتهور واستخفاف.
وأما الجنائز فمن رأى أن جماعة ماشين في جنازة فإنه يدل على أن صاحب الجنازة يسود على تلك الجماعة أو على مقدارهم من الناس لكنه يقهرهم ويظلمهم ومن رأى أنه سقط من جنازته فإنه يقع من مرتبته وعزه وجاهه ومن رأى أنه حامل جنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال ومن رأى الناس يزدحمون على جنازته وهو مرفوع على أيديهم فهو ينال سلطانا ورفعة ومن رأى الناس يبكون خلف جنازته حمدت عاقبته وكذلك إن أثنوا عليه ودعوا له ومن رأى جنازة في سوق فإنه يدل على نفاق السلع التي بذلك السوق ومن رأى أن جنازة تسير في الهواء فإنه يدل على موت رجل كبير ومن رأى جنازة تسير على الأرض وهو موضوع بها فإنه يركب في سفينة ومن رأى أن جنازة كبيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يركبون الفواحش
ومن رأى أنه يحرث أرضا فإنه يضاجع أهله وإن رأى أنه يحرثها غيره بغير إذنه فإنه مخالف إلى أهله ومن رأى أنه زرع شعيرا فإنه يجمع مالا ومن رأى أنه زرع زرعا وحصده فإنه يصيب خيرا وإن رأى أنه بذر ولم يعلق ذلك البذر فإنه يصيبه هم وحزن بقدر ذلك البذر ومن رأى أنه يصيب قمحا فإنه يصيب ذهبا ومن رأى أنه يأكل قمحا رطبا فإنه ناسك فاضل وإن أكر قمحا يابسا أو مطبوخا فإنه لا خير فيه ومن رأى أنه يأكل شعيرا رطبا أو يابسا أو مقلوا أو مطبوخا فإنه صلاح يصيبه وخير على كل حال ومن رأى أنه أهدي إليه شعير فإنه يرى قرة عين وصحة جسم وينال خيرا ومن رأى أن طعامه عاد زبلا أو ترابا رخص أو فسد وإن رأى نارا أوقدت في الطعام غلا أو اشتد سعره ومن رأى دخنا أو عدسا أو ذرة فإنه مال على كل حال وهو دون القمح والشعير ومن رأى الباقلاء أو الحمص واللوبياء أو نحوها من الحبوب فهي هم وحزن لمن أصابها أو أكلها رطبة أو يابسة مطبوخة أو مقلوة وقيل في السمسم إنه مال في زيادة ومن رأى أنه أصاب أرزا فإنه يصيب رزقا قليلا خفيفا وفيه هم وغم ومن رأى أنه أصاب الحبة السوداء أو الحرمل أو نحوها مما فيه شفاء فإنه يصيب صحة وعافية في جسمه
ومن رأى أنه أصاب نقرة فضة فإنه يصيب امرأة أو جارية ومن رأى أن له آنية من فضة أو دراهم مجهولة في شيء من الأوعية فإنه يكتم سرا أو يستودع مالا ومتاعا وإن رأى أنه دفعه إلى غيره فإنه يستودعه سرا أو مالا ومن رأى أنه أصاب دراهم فإن كانت جددا بيضا فإنه يصيب دراهم في اليقظة كما رآها وإن كانت سودا فإنها صخب وخصومة وقيل ومن رأى أنه ضاع له دراهم فإنه يشتكي ولده أو يصيبه ما يكره له وإن رأى أنه انتزع منه أو ذهب منه درهم لا رجوع فيه مات ولده ومن رأى أنه أصاب فلوسا فإنه صخب وكلام دنيء وإن عرف عددها فهو أخف عليه وأهون ومن رأى أنه يذيب الفضة فهو كمن يذيب الذهب لكنه أخف
وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم وقال بعضهم إن كان الأمر من أمور الدين فمحمود وإن كان من أمور الدنيا فليس بمحمود وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئا ويجد في طلبه فإنه ينال مناه منه
وأما الحمل فهو للمرأة زيادة المال وللرجل حزن وقيل رؤية الحمل دليل على النعمة والمال سواء كان الرائي رجلا أو امرأة ورؤية الصبي الذي دون البلوغ أنه حامل تؤول لوالده ورؤية الصبية ذلك لوالدتها ومن رأى أن امرأته حامل فإنه يرجو شيئا من عرض الدنيا وقال بعضهم والحمل صالح للرجال والنساء على كل حال ومن رأى أن شيئا من الحيوان حامل فهو خير ومنفعة خصوصا إن كان نوعه محبوبا
وأما الأسرة والكراسي فمن رأى أنه على سرير مجهول وعليه فراش فإن لاقى به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت له حامل أتت بغلام ومن رأى انه جلس على سرير ليس عليه فرش فإنه يسافر ومن رأى أنه أصاب كرسيا وقف عليه أصاب سلطانا أو يتزوج امرأة على قدر الكرسي وهيئته وقيل إن كانت له حامل أتت بمولود ذكر وقيل يموت شهيدا ومن رأى أنه انكسر سريره أو كرسيه فإنه دليل على موته أو موت امرأته وإن رأى المريض أنه يحمل على أسرة فهو نعشه
وأما رؤية الحديد والصفر والرصاص فمن رأى أنه أصاب شيئا من ذلك فإنه يصيب خيرا من متاع الدنيا وقوة على ما يريد من أمره ومن رأى أن الحديد لان له فإنه يصيب ملكا ورزقا واسعا ومن رأى أنه يسبك حديدا أو نحاسا فإنه يعمل عملا يذكر به ومن رأى أنه يذيب حديدا أو رصاصا أو صفرا أو ذهبا أو فضة فإنه يقع في ألسنة الناس ويغتابونه وما صنع من الحديد فهو منفعة للناس وقوة
وأما رؤية التراب والرمل فمن رأى أنه أصاب كدسا من تراب فإنه يصيب مالا مجموعا ومن رأى أنه سف ترابا فإنه يأكل من مال يصيبه ومن رأى أنه ينفض يديه من التراب فإنه يفتقر وقيل يعيش طويلا ومن رأى أنه يجمع رملا أو يحمله أو يسفه فإنه يجمع مالا ويصيب خيرا ومن رأى أنه يمشي في رمل فإنه يعالج شغلا في دين أو دنيا على قدر الرمل
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كان إسلام خالد ابن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم,وكان بدء إسلامه أنه رأي
في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم,ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم اخذا بحقويه لئلا يقع ففزع من نومه فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق,فلقى أبا بكر بن قحافة فذكر ذلك
له فقال أبوبكر: أريد بك خير,هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الأسلام الذي يحجزك
من أن تقع فيها وأبوك واقع فيها .
فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده .
قال خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقى من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجوده فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنبه
وبكته وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال: اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب الهتهم وعيب
من مضى من ابائهم فقال خالد: قد صدث والله واتبعته فغضب أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه ثم قال: اذهب يالكع حيث شئت
فوالله لأمنعنك القوت فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به .
فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يلزمه ويكون معه .
فائدة ::::
وممن أسلم عن طريق المنام الأستاذ والمفكر الإسلامي محمد أسد العالم النمساوي فقد هداه الله بعد رؤيا راها وانظر ذلك في كتابه
(الطريق إلى مكة)
وكذاك أسلمت امرأة نصرانية بعد أن سمعت هاتفا يهتف بها أن تدخل في دين الأسلام فأسلمت .
وكذلك أسلم رجل أظنه هولندي عن طريق منام .. والله المستعان
وانظر قصص هؤلاء في كتابنا ضمن هذه السلسلة الواقعية ( التائبون إلى الله)
وهو كتاب يحوي قصصا من زمن ادم إلى الوقت المعاصر .
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
أنه يطوف بالبيت الحرام ..
ومن الرؤيا الظاهرة أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي البيت هو وأصحابه ويطوفون به وكان ذلك قبل عمرة الحديبية
فلما صدهم المشركون عن دخول مكة عام الحديبية وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يرجعوا عامهم ذلك وأن يعتمروا
في العام القابل قال عمر -رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال:
(بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام) .
قال: قلت: لا قال: (فإنك اتيه ومطوف به)
وقد وقع تصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء حيث جاء هو وأصحابه إلى البيت وطافوا به وهم امنون لايخافون
وقد ذكر الله هذه الرؤيا الصادقة في قوله تعالى (لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله فتحا قريبا)
وهذا الفتح هو الصلح الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش
قال الزهري قوله: (فجعل من دون ذلك فتحا مبينا)
يعني صلح الحديبية وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه .
ما رأيك فيمن رأي رؤية , ثم استيقظ , ثم عاد لنومة ورأي تكملتها ؟
أري أن الرؤية الأولي صدق وحق , بشرط ألا يسبقها تفكير بها , وأما الأخري التي صارت تكملة لها , فهي من أضغاث الأحلام .
قال الكرماني: رؤيا البرد عذاب وضيق واحتياج وإن نزل في وقته قليلا يحصل لأهل ذلك المكان رخاء وقيل من رأى البرد وقع بأرض فإنه غوث من الله تعالى ما لم يفسد شيئا وإن فحش فهو عذاب ينزل بذلك المكان.
ومن رأى يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطنة ويعلو قدره ويبلغ مراده، وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل امرأة وعاقبته إلى خير وربما دلت رؤيته على بشرى.
ومن رأى أن به علة من العلل مملوءة من القيح والصديد فإنه مال ومنفعة من وجه حرام فإن رأى أن ذلك سال منه أو خرج فإنه ذهابه عنه وقيل فرج من هم وغم ومن رأى أن قيحا يخرج من ذكره فإنه ينكح لأن القيح يشبه المني وإن خرج من دبره لا خير فيه
ومن رأى أنه يأكل ملحا أو اشتراه أو وهب له أو أنزل عليه من السماء فإن كان فقيرا أصاب دراهم أو مريضا شفاه الله تعالى ومن رأى أنه أصاب زعفرانا أو أكله في إدامه فإنه ثناء حسن ومن رأى أنه يأكل فلفلا أو كمونا أو نحوهما من الأبزار فهو صلاح
من رأى أن له سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطانا عظيما وخيرا ومن راى أن له فسطاطا مضروبا أو قبة مضروبة فإنه يصيب سلطانا دون السرادق وربما كانت القبة امرأة يزوجها أو خدمة سلطان يتولاها ومن رأى أن له خباء مضروبا عليه أو ما أشبه ذلك فإنه يصيب خيرا ويرتفع صيته ومن رأى أن سلطانا خرج من هذه الأخبية خروج فراق فإنه يخرج من سلطانه ذلك ومن رأى أن أبنية طويت فإنها سلطانه ذلك يذهب أو عمره ينفد ومن رأى أن فسطاطا أو خباء أو نحوهما في مغارة من الأرض أو في روضة فإنه قبر شهيد يكون هنالك
ماذا عن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ، هل هي ممكنة ؟ وما معناها ؟
وهل هي رؤيا حق دائما سواء أكان الرسول صلى الله عليه وسلم رؤي كما جاء وصفه في السيرة النبوية ، أو كان مختلفا ؛ في القول أو الوصف ؛ كأن يُرى شابا ، أو بلحية بيضاء ، أو يلبس ملابس لم يعتد لبسـها ، أو يُرى وهو يأمر ببعض ما يُخالف الشريعة المطهرة ، كتعظيم القبور ، أو قطيعة الأرحام ، أو القتل ، ...وغيرها مما ثبت لدي من القصص والروايات عمن رآه ...؟
ابتداءً أقول رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ممكنة ، وهي من أبرز الأمثلة على الرؤيا الصالحة ،
فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي . ]
وفي رواية عنه : [ من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي . ]
وفي رواية : [ من رآني فقد رأى الحق ] .
لكن يجب أن تكون هذه الرؤية على وفق ما جاء في السنة والسيرة من أوصافه ، ولذا قال الإمام محمد ابن سيرين بعد الحديث السابق ، [ من رآني فقد رأى الحق ] ،: إذا رآه في صورته .
وكان هذا الإمام إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ِصْف لي الذي رأيته ، فإن وصف له ِصفة لا يعرفها قال : لم تره . قال ابن حجر وسنده صحيح .
ولذا فمن رأى الرسول على خلاف صفته فالرؤيا لا تكون على ظاهرها ، أو رؤيا حق ، بل تكون رؤيا تحتاج للتأويل ؛ وهذا التأويل يتعلق بالرائي.
ولذا قال بعض العلماء : من رآه على هيئته وحاله كان دليلا على صلاح الرائي وكمال جاهه وظفر بمن عاداه ، ومن رآه متغير الحال عابسا ، أو فيه شين أو نقص في بعض بدنه ، كان دليلا على سوء حال الرائي .
لكن لا شك في أن من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم علـى أي صفة كانت فليستبشر ، وليعلم أنه إما أن يكون المعنى خيرا يُدل عليه ، أو شرا ُينهى عنه ، وهذا ما قرره الإمام ابن حجر رحمه الله
وقال الشيخ عبد القادر الأشموني أولت رؤيا المدن وأوضحت ما استحضرته واعتمدت في ذلك على ابن سيرين والكرماني وغيرهما وألحقتهما بما أولته بتوفيق الله مما لم يأتيا بذكره، فرؤيا مكة صلاح ودين وتوبة وأمن وربح.
وأما السراويل والإزار فجارية أعجبته أو امرأة دينة فمن رأى أنه أصاب سراويل أصاب جارية أو امرأة كذلك ومن رأى أنه حدث في السراويل والإزار حادث فإنه ينسب ذلك إلى تلك الجارية والمرأة وأما سائر الثياب التي فوق القميص فتأويلها على قدر أخطارها وألوانها فمن رأى أنه يلبس قباء خز أو ديباج فإنه سلطان يصيبه ومال وخير بقدر خطر الكسوة وجدتها وإن رأى أنه انتزع منه بعض هذه الثياب أو احترق فإنه زوال ذلك السلطان عنه وإن رأى أنه سرق أو ضاع فإنه يشرف على زوال ذلك عنه ولا يتم ذلك الزوال وقيل من رأى أن ثيابه سرقت فإنه يخاصم رجلا إلى سلطان ومن رأى أن في ثيابه وسخا أو دنسا فإن ذلك هموم وأحزان أو خطايا وأوزار وإن رآها بيضا نقية أو جددا فإنه يدل على صلاح دينه وحسن حاله وذهاب همومه وإن رآها خلقة متخرقة فإنه يصيبه هم وفقر بقدر ذلك وإن رأى في ثوب يلبسه رقعا فإنها ذنوب صاحبه وفساد في دينه ومن رأى أن ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإن كان على سفر فلا يسافر وإن كان في أمر لا يتم له ومن رأى أنه يبيع خلقانه من الثياب فهو صلاح له ولا خير فيه للمشتري
وأما التجرد فمن رأى أنه عريان فقد تجرد لأمر أمعن فيه ومن رأى أنه عريان في سوق أو في ملأ من الناس ورأى عورته بارزة وهو مستح من ظهورها للناس وكان عليه بعض ثيابه فإنه ينكشف ويظهر أمره للناس وربما دل على انتهاك ستره وإن تجرد في مسجد فإنه يتجرد عن ذنوب لبر يفعله فيه وإن رأى أنه عريان ولم ير عورته بارزة فإن كان مريضا برئ من مرضه أو مهموما ذهب همه أو مديونا قضي دينه وربما دل ذلك على التوبة والعري من الذنوب أو يتعرى من الدنيا ويتغطى بالآخرة وقيل يصاب في ماله أو يقال عنه ما يكره وقيل التجرد للرجل الصالح خير وخروج من الهم وللعاصي هم وغم وهتك ستر ومن رأى أنه يجري وهو عريان فإنه يتهم بتهمة يكون منها بريا وإن رأى ذو سلطان أنه سلب ثيابه حتى تجرد فلا يلبث أن يعزل وإن رأت امرأة أنها عريانة أو مكشوفة الرأس في محفل من الناس فإنها مصيبة تدخل عليها في زوجها ومن يعز عليها أو نفسها ومالها
وأما الكلب فهو عدو ضعيف دنيء فمن رأى أنه ينبح عليه كلب فإنه يسمع من إنسان صغير المودة ما يكرهه ومن رأى أن كلبا مزق ثيابه فإنه يمزق عرضه أو يغرق ماله أو يناله مكروه بقدر مبلغ التمزيق ومن رأى أن كلبا تناوله أو عضه فإنه ما يناله من ذلك فوق الكلام وإن رأى أنه يقتل كلبا فإنه يظفر بعدوه ومن رأى أنه اشترى كلبا أو وهب له فإن بعض أهله يخالفه إلى بعض نفقته ثم يرده ومن رأى كلبا أو غيره من الحيوان على سريره أو على مائدته أو يبول في كنيفه أو في موضع ينكر فإن رجلا دنيئا يخالفه إلى أهله ومن رأى كلبا مزق عضوا منه أو نحوه فإنه رجل فاسق يفسق بولده وابنته أو غلامه
ومن رأى أنه ملك عقابا مطواعا فإنه يصيب سلطانا أو يسافر سفرا بعيدا ومن رأى أن عقابا ضربه بمخالبه أو بغيرها فإنه يناله مكروه في سلطانه بقدر ذلك ومن رأى أن عقابا انقض عليه من السماء فإنه يموت سريعا ومن رأى أنه ملك حدأة وهو يطيعه ويصيد له فإنه يصيب سلطانا ورفعة ومالا كثيرا وإن رأى أن الحدأة ذهب منه بعدما ملكه فإن ابنه يموت ولا يبلغ مبلغ الرجال
وأما الضفدع الواحد فهو إنسان عابد مجتهد والجماعة جند من جنود الله تعالى فمن رأى أنه أصاب ضفدعا فإنه يخالط رجلا خيرا فاضلا وإن رأى جماعة من الضفادع نزلت أرضا أو بلدة فإن عذاب الله ينزل في ذلك الموضع
ومن المنامات التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤولها وأولها الصحابي بالخلافة ما جاء في حديث الأسود بن هلال عن رجل من قومه أنه كان يقول في
خلافة عمر بن الخطاب: لايموت عثمان بن عفان حتى يستخلف قلنا: من أين تعلم ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن قم وزن عثمان فنقص وهو صالح).
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا
من رأى رأسه مقطوعة في بلدة أو محلة أو على باب فإن رؤساء الناس يأتون ذلك الموضع وإن رأى أنه يأكل منهم أو يأخذ شيئا فهو حصول مال ومنفعة ومن رأى أن رأسه كبير فإنه زيادة في ماله وإن كان ذا منصب فزيادة في الأبهة وإن كان من غير ذلك فخير على كل حال ومن رأى أن رأسه صغر فبعكس القضية ومن رأى أن رأسه كرأس الفيل أو الفرس أو الأسد أو البغل أو الحمار فإن ذلك محمود وإن كان كرأس الإبل أو البقر أو الغنم أو الخنزير فليس ذلك بمحمود وقال بعضهم من رأى أن رأسه كرأس بهيمة مما يجوز أكله فلا بأس به وإن كان مما لا يجوز أكلها فلا خير فيه وقال بعضهم رؤية رؤوس الحيوان مال ورياسة فإن كان مما يؤكل يكون المال زوجة وإن كان مما لا يؤكل يكون من وجه حرام ومن رأى أن أدخل رأسه في تنور فإنه يصحب من ليس يحصل به فائدة وكذلك إن أدخله فيما لا يجب مثله في اليقظة
أما البحر فهو السلطان والنهر سلطان دونه فمن رأى البحر أو وقف عليه فإنه يصيبه من السلطان شيئ لم يرجه ومن رأى أن البحر نقص وصار خليجا فإن السلطان يضعف ويذهب عن تلك البلاد التي ذهب عنها البحر ومن رأى أنه دخل بحرا بالسباحة حتى لا يرى فإن ذلك هلاكه وانقطاعه ومن رأى أنه غرق في بحر أو نهر ولم يمت فيه فإنه يغرق في أمر الدنيا وربما كان كثير الذنوب والمعاصي ومن رأى أنه دخل في بحر أو نهر فأصابه من قعره وحل وطين فإنه يصيبه هم من السلطان او رجل كبير ومن رأى أنه غواص في البحر يغوص على لؤلؤ أو غيره فخرج فإنه طالب علم أو مال ويصيب منه على قدر الظاهر من اللؤلؤ وغيره ومن رأى أن يستقي الماء من البحر أو النهر فيجعله في إناء فإنه يصيب مالا من سلطان وإن كان الماء كدرا أصابه خوف ومن رأى أنه اغتسل أو توضأ من ماء البحر أو النهر فإن كان مريضا شفاه الله أو ذا دين قضاه الله أو مهموما فرج الله همه أو خائفا أمن أو في سجن خرج منه إلى خير ومن رأى أنه مشى فوق الماء في بحر أو نهر فإنه يدل على حسن دينه وصحة يقينه ومن رأى ساقية ضعيفة بقدر ما لا يغرق الرجل فيها فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية الرجل فيها فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية خاصة ومن رأى أن البحر ارتفع من الأرض فهو سلطان يخاف إنه غشوم أو ظلوم ومن رأى أنه دخل في بحر أو نهر فإنه يدخل سلطانا أو ذا سلطان وإن كان مريضا اشتد مرضه وإن خرج منه فإنه يصيب من السلطان خيرا ويذهب عنه الهم ومن رأى أنه قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر فإنه يقطع هما أو هولا ويسلم من ذلك ومن رأى أنه يشرب ماء عذبا من نهر أو ساقية فإنه يصيب لذاذة عيش وطول حياة وإن كان مرا أو كدرا كان عيشه في هم أو خوف أو شدة وقيل هو مرض بقدر ما يشرب وإن رأى ماء قليلا في إناء أو في موضع محبوسا فإنه ولد وإن رأى أنه أهرق عليه ماء ساخن من حيث لا يشعر فإنه يسجن أو يمرض أو يصيبه هم أو فزع من الجن بقدر حره ومن رأى أنه وقع في الماء فإنه يقع في محنة شديدة أو قتنة ومن رأى أنه حمل ماء في وعاء فإن كان فقيرا فإنه يصيب مالا أو عزبا تزوج أو متزوجا حملت امرأته أو أمته وإن رأى أنه حمل ماء في ثوب أو فيما ينكر حمل الماء فيه فإنه غرور ومن رأى أنه يشرب ماء من كوز أو كأس أو نحوها فإن كان عزبا تزوج ومن رأى أنه يفرغ الماء في جرة أو خابية أو قربة أو غيرها فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يسوق الماء إلى داره فإنه يسوق إليها كل خير ومن رأى أن ماء سال في بيته أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على مريض أو على توديع مسافر أو على غير ذلك ومن رأى أن قناة داره أو بستانه جارية فإن كان مهموما فرج عنه وإن رآها قد انسدت فإنها تنسد عليه مذاهبه
وأما خمار المرأة فزوجها أو قيمها الذي يسترها فإن رأى أن خمارها أوسع وأصفق وأجود مما هو فيه فإن ذلك حسن حال الزوج وإن رأت أن خمارها انتزع منها واحترق أو ذهب عنها فإنه يموت زوجها أو يطلقها فإن احترق بعضه أصاب الزوج ضرر وخوف وإن رأت أنها وضعت خمارها عن رأسها في محفل من الناس فأمر يذهب عنها فيه الحياء وإن رأت أنها سعت بلا جلباب في الأسواق فهو موت زوجها وإن رأت امرأة أنها تخمر رأسها بخمار غير المعتاد أو عمامة أو غيرها فإنها تزوج رجلا وإن رأى الرجل أن مقنعة امرأته على رأسه فإنه يفتضح في أمره
وأما رؤية الحرير والصوف ونحوهما فالحرير مال حرام والصوف والقطن والكتان والشعر والوبر مال حلال فمن رأى أنه أصاب وقرا أو قارا من أحد هذه الأصناف فإنه يصيبه خير كثير ورزق واسع
ومن رأى أنه أعطي سوطا فإنه يصيب سلطانا ومن راى أن سوطه انقطع أو انتزع منه فإنه يذهب سلطانه ومن رأى أنه ضرب أحدا بعصا فإنه يبسط عليه لسانه ومن رأى أنه ضرب حجرا بعصا فانفجر منه الماء فإن كان فقيرا استغنى أو غنيا ازداد غنى وربما كان رزقا هنيا ومن رأى أنه اعتمد على عصا فإنه يعتمد على رجل شريف وربما كانت العصا رجلا خبيث الدين
ومن رأى أنه شاك السلاح فهو له جنة من المكاره وربما كان صلاحا في دين وإن كان خائفا أمن أو مريضا شفاه الله أو مسافرا رجع إلى أهله سالما ومن رأى أنه وسط قوم عليهم السلاح وليس عليه سلاح وهو بينهم منظورا إليه فإنهم يرمونه بكلام ولا يصلون إليه بمكروه وإن لم يكن بينهم شحناء ولا منازعة فهو حصن وحرز لهم من أعدائهم ومن رأى أنه سلب منه سلاحه فإن ذلك ضعف لسلطانه وقوته
وأما الغنم فمن رأى أنه أصاب كبشا فإنه يستمكن من رجل ضخم منيع عزيز ومن رأى أنه يركبه ويصرفه كيف يشاء والكبش طائع له فإنه يقهر رجلا ضخما ويصرفه كيف أحب وإن لم يطعه الكبش فإنه لا ينقاد له ذلك الرجل ومن رأى أنه يحمل كبشا على ظهره فإنه يحمل مؤونة رجل كبير ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه ينازع رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب ومن رأى كبشا مات أو ذبح وقسم لحمه فإنه يموت رجل كبير ويقسم ماله ومن رأى أنه ذبح كبشا لغير الأكل أو قتله فإنه يظفر بعدوه ومن رأى في بيته كبشا مسلوخا فإنه يموت بعض أهله ومن رأى أنه يأكل لحم كبش فإنه يأكل من مال رجل كبير ومن رأى أنه يشوي كبشا فإنه يمرض أو تصيبه محنة ومن رأى أنه أصاب كباشا دون العشرة أو رآها في دراه فإنه إن كان يلي شيئا أو كانت عنده امرأة فليس يقيم في ذلك العمل ولا تقيم عنده تلك المرأة حتى تموت أو يفارقها إلا بعدد ما رأى من الكباش وإذا كثرت وزادت على العشرة فإنه يلي قوما ويصيب سلطانا عظيما ومن رأى انه أتى برؤوس كباش فإنه يؤتى برؤوس أعدائه ومن رأى أنه اصاب نعجة فإنه يصيب امرأة شريفة القدر مخصبة ومن رأى أنه يحلب نعجة أصاب مالا حلالا ومن رأى أنه ذبح نعجة فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يرعى غنما من الضأن فإنه يلي على الناس وإن رأى أنه أصابها أو ملكها فإنه يصيب غنيمة كثيرة ومن رأى أنه وهب له سخل فإنه يصيب ولدا مباركا شريفا ومن رأى أنه ذبح سخلا لغير اللحم فإنه يموت له ولد أو لبعض أهله ومن رأى أنه أصاب تيسا أو ملكه أو ركبه فإنه يصيب رفعة ومنزلة عند رجل كبير ومن رأى أنه قتل تيسا مجهولا أو ذبحه أو فعل به فعلا أو ملك منها جماعة فإنه يجري مجرى تأويل الكبش والمعزة تجري مجرى النعجة إلا أن النعجة أشرف من المعزة ومن رأى أنه أصاب جديا فإنه يصيب ولدا ومن رأى أنه يأكل لحم جدي أصاب مالا قليلا من صبي
وأما السباع فمن رأى أنه هرب من أسد فإنه نجاة له مما يحاذر ويكون له عاقبة الظفر ومن رأى أنه ينحر أسدا ولم يعاينه فإنه أمن له من عدوه ومن رأى أنه عاين الأسد دون أن يخالطه فإنه يصيبه فزع من سلطان ولا يضره ذلك وربما كانت رؤيته في المنام كذلك موعظة تدل على الموت وقرب الأجل ومن رأى الأسد في بيته فإنه يصيب سلطانا وخيرا وطول حياة وربما كانت تذكرة للموت وإن كان فيه مريض مات ومن رأى أنه قاتل الأسد فإنه يقاتل عدوا مسلطا فإن رأى أنه غلب الأسد فإنه يقهر عدوه ومن رأى أنه يضاجع الأسد أو يخالطه فإنه يداخله عدو له ومن رأى أنه ينكح لبوة فإنه ينجو من شدائد كثيرة ويعلو أمره ويكون مرجوا في الناس مهيبا ومن رأى أنه يأكل لحم أسد فإنه سلطان عظيم ومن رأى أنه أصاب شعر أسد أو جلده أو أنه يأكل من أعضائه فإنه يصيب مال عدو مسلط
وأما السنور فإنه لص فمن رأى سنورا دخل دارا فإنه يدخل هناك لص فإن ذهب السنور بشيء فإنه يذهب اللص بشيء هناك ومن رأى أنه ذبح سنورا أو قتله فإنه يصيب لصا أو يظفر به ومن رأى أنه أصاب من لحم السنور وشحمه فإنه يصيب مال اللص أو مما يسرق ومن رأى أنه نازع سنورا حتى خدشه أو تناوله فإنه يصيبه مرض طويل ثم يبرأ أو هم شديد ثم يفرج وإن كان السنور هو المغلوب برئ من مرضه أو من همه عاجلا وإن كان السنور وحشيا فإنه أشد في المرض والهم
رؤيا يوسف - عليه الصلاة والسلام - وقد ذكرها الله - تعالى - في قوله : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين , قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين , وكذاك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث
ويتم نعمته عليه وعلى ال يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ) من سورة يوسف الأيات 4-6.
وقد وقع تأويل هذه الرؤيا بعد أربعين سنة وقيل : بعد ثمانين سنة والصحيح الأول .
وهو قول سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وعبد الله بن شداد , وقد أخبر الله - تعالى - عن وقوع تأويلها بقوله :
( فلما دخلوا على يوسف أوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين , ورفع أبويه على العرض وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل
رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ). سورة يوسف الأيتان 99-100 .
أحيانا أري في المنام رؤيا حسنة وأفرح بها ,ولكن لا يكون عندي في اليقظة ما يدل عليها ؟ فعلام يدل ؟
ذكر أهل العلم أنه إذا كان ما يراه الإنسان أحيانا ، لا يجده في اليقظة ، ولا يجد شيئا يدل عليه ، فإنه يدخل في قسم أضغاث الأحلام ، وهذا يرجع غالبا إلى اشتغال الخاطر قبل النوم به ، ثم إذا نام الإنسان قد يرى شيئا يدل عليه ، وهذا لا يضر ولا ينفع (3) .
وأما الأصابع فقال ابن سيرين أصابع اليد اليمنى الخمس تدل على الصلوات الخمس وأما أصابع اليد اليسرى فتؤول بأولاد الأخ فمن رأى في أصابع يده اليمنى زينا أو شينا فتعبيره في الصلوات الخمس وكذلك إن رأى في أصابع اليد اليسرى فتأويله في أولاد الأخ ورؤية أصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيها ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كان في يديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود ومن رأى أنه يشبك أصابعه فإن ذلك عسر وفقر ومن رأى أنه يفرقع أصابعه فإنه يدل على وقوع كلام قبيح بين قرابته وقيل فرقعة الأصابع استهزاء وربما يرتكب ما لا ينبغي
ومن رأى أنه مسموم فإنه لهج بأمر توحد فيه وربما يصيبه هم وكرب فإن قتله السم أصاب ذلك خيرا وقال بعضهم السم مال حرام فمن أكل منه أو ملكه فإنه يصيب قدر ذلك وقال بعضهم استعمال السم طول حياة ومنفعة دنيوية
وأما النبش فمن رأى أنه ينبش قبر أحد من الأنبياء والصالحين فإنه مجتهد في سلوك طريقته ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سنته الشريفة ويحصل للناس على يديه خير وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود فإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك ومن رأى أنه ينبش قبر أحد من الناس فإنه مجتهد فيما كان ذلك يسلكه ومن رأى أنه ينبش عن جثته فإنه مجتهد في طلب الدنيا فإن نال شيئا ظفر بحاجته وإن لم ينل فضده ومن رأى أنه ينبش قبرا فطلع منه رجل حي فإنه خير وسرور خصوصا إن كان من أهل التقوى فإنه خير الدنيا والآخرة ومن رأى شيئا من الحيوان نبش في بيته فإنه عدو فليحذره
من رأى أنه يدخل بستانا مجهولا في أيام سقوط الورق من الشجر فرآه كذلك فإنه يصيبه هم وأحزان وإن رأى أنه دخل بستانا مثمرا فجنى منه شيئا فإنه ينال مالا وخيرا ورزقا حلالا بلا نصب ومن رأى بستانا عامرا له وفيه ماء يجري وامرأة تدعوه إلى نفسها ويأكل من ثمارها أو يشرب لبنا وعسلا من أنهاره أو شبه ذلك فإنه يرزق الشهادة إن شاء الله وقد يكون البستان امرأة فمن رأى أن له بستانا يأكل من ثمر شجره فإنه يصيب مالا أو امرأة غنية ومن رأى أنه يسقي بستانه وأثمر فإنه يصيب من امرأته أو جاريته ولدا
ومن رأى أنه أعطى جوزا أو لوزا فإنه يصيب مالا بقدر ذلك والسدر رجل كبير شريف كريم مخصب والتين مال حاضر لا يكذب وليس شيء من الثمار يعدلة وشجرة الزيتون رجل مبارك نفاع وثمره هم وحزن لمن أصابه أو أكله وشجرة الرمان رجل على قدرها والرمان كورة عامرة لمن ملكها إذا كان حلوا أو مال مجموع أو ولد يصيبه أو خير من قبل ولد وربما كانت امرأة فمن رأى أنه ملك رمانة وأكل منها فإنه يفتض جارية وإن كان الرمان حامضا فهو هم وحزن والتفاح هم الإنسان الذي يهمه من ملك وكتابة وتجارة أو صناعة أو حراثة فمن رأى أنه ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما ملك منه وقيل من رأى أنه أصاب تفاحا كثيرا أصاب مالا على قدر ما رأى من عدده ومن رأى أنه أصاب تفاحة يشمها فإنه يولد له ولد يشمه والموز مال لصاحب الدنيا ودين لصاحب الدين والأترج الكثير مال ودين وهو نظير الموز وإن كانت أترجة واحدة أو اثنتان أو ثلاث فهم أولاد كثير وشجرة الكرم رجل كريم فمن رأى أنه ملك كرما فإنه يكون مع رجل كريم وقيل من رأى أنه يغرس كرما فإنه يصيب رفعة وسرورا والعنب الأبيض في وقته نضارة الدنيا وحسنها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه فيه وربما يكون مالا حراما والزبيب في كل وقت مال على كل حال وأكل ثمرة صفراء في المنام مثل السفرجل والكمثرى والخوخ والرطب والبطيخ ونحو ذلك مرض وما كان منه أخضر فليس بمرض وكل حامض من الثمار فهو هم وحزن إلا الأترج والتفاح والنبق وكل ثمر حلو غير ما تقدم ذكره فإنه رزق ومال وخير ومن رأى أن شجرا كثيرا عليها حملها وافر أفنانه يصيب سلطانا وظفر وتطول حياته ومن رأى أنه يلتقط من شجرة موقرة فإنه يصيب مالا من رجل مكثر بقدر الشجرة في الأشجار وبقدر الثمرة في الثمار فإن التقط منها وهو جالس فإنه يصيبه رزق بلا كد ولا نصب وقيل من رأى أنه يلتقط من الثمار من أصول الشجر فإنه يخاصم رجلا شريفا ويظفر في خصامه ومن رأى أنه على شجرة طويلة فإنه يتعلق برجل ضخم أو ينجو مما يخاف ويحذر فإن كان عزبا فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه هبط من شجرة أو سقط منها لم يتم ما بينه وبين من يروم التعلق به ومن رأى أنه سقط من شجرة ومات فإنه يهلك على يد رجل كبير وإن انكسرت به هلك ذلك الرجل ومن رأى أنه ملك عددا من الشجر فإنه يلي على جماعة في حال رياسة أو مكرمة أو إمامة أو نحو ذلك ومن رأى شجرا مجهولا عاريا من الورق فإنه يصيبه هم وأحزان ومن رأى شجرا كثيرا يابسا فإنه لا خير فيه ومن رأى في داره شجرة تنبت وتطول فإنه يسمو ذكره ويرتفع صيته ومن رأى أن له شجرة لها ثمر وليس لها ورق فإن لصاحبها الدين ما خلا حسن الخلق وإن كان لها ورق وليس لها ثمر فإن لصاحبها حسن الخلق وليس له دين ومن رأى أنه قلع شجرة أو قطعها أو يبست فإنه يمرض مرضا شديدا أو يموت وربما دل على موت بعض أهله مكانه فإن كانت الشجرة لغيره فإنه سقوط رجل عن معيشته أو قتله ومن رأى داخل داره أو خارجها أو سافلها أو عاليها فيه أنواع الشجر نابتة وفي خلالها الرياحين فإنه يكون في تلك الدار مصيبة تجمع النساء فيها للبكاء والحزن ومن رأى أنه يأكل صمغا من الشجر فإنه يأكل وصلة من مال رجل على قدر الصمغ
أما القميص في الرؤيا فامرأة الرجل وربما كان شأنه في مكبسه ومعيشته وربما كان دينه وعطاءه فمن رأى أنه لبس قميصا جديدا صفيقا صحيحا واسعا فإن امرأته موافقة له في مصالحه أو معيشته مستقيمة أو دينه صحيح ومن راى فيه نقصانا أو اختراقا أو ما يشبه ذلك كان الحدث في أحد الوجوه المذكورة وربما كان القميص المخرق يغرق شأن صاحبه وتكثر همومه أو يفارق امرأته ومن رأى أنه يلبس قميصا رقيقا فإنه رقة في شأن صاحبه وإن كان ثوب ما يعرف به من ألباس الصالحين فإنه يصيب نسكا وصلاحا في دينه وإن رأى العزب أنه لبس قميصا جديدا فإنه ينكح امرأة وقيل من رأى أنه وهب له قميص فإنه بشارة ومن رأى أن عليه قميصا جديدا فإنه يجتمع شأنه ويصلح أمره وإن رآها بالية أو سقطت عن قميصه فإنه يتفرق شأنه وإن رأى قميصه بلا جيب ولا طوق وهو لابسه فإن كان مريضا فهو موته وتكفينه ومن رأى أنه انتزع قميصه فهو موته
ومن رأى أنه بسط له بساط جديد واسع صفيق فإنه ينال في دنياه عمرا طويلا وسعة في الرزق وإن كان البساط ثخينا صغيرا فإنه يكون عمره طويلا ورزقه قليلا وإن كان رقيقا طويلا فإن رزقه يكون كثيرا وعمره قليلا ومن رأى أنه بسط له بساط مجهول الجوهر في موضع مجهول أو عند قوم مجهولين فإنه يتغرب عن بلده وقومه وينال في الغربة عزا وجاها ومن رأى أنه جالس على حصير فإنه يأتي أمرا يتحسر عليه ويندم ومن رأى أنه يلتحف في حصير فإنه يحصر أو يناله حصر البول وقد يدل الحصير على ما يدل عليه البساط
وأما الإبل فمن رأى أنه يركب جملا مجهولا فإنه يسافر قريبا وقيل من رأى أنه يركب بعيرا فإنه يصيب سلطانا وإن كان مريضا مات وإن رأته امرأة لا زوج لها تزوجت وإن كان زوجها مسافرا قدم عليها ومن رأى أنه نزل عن بعير فإنه يصيبه مرض ومن رأى أنه يقاتل بعيرا فإنه ينازع عدوا بقدر ذلك وقيل مات بعض قرابته وإن رأى أنه يقهر بعيرا فإنه يقهر عدوا له ومن رأى على باب داره بعيرا مناخا فإن كان فيها مريض فهو نعشه ومن رأى أنه يدخل جملا من موضع ضيق ولم يقدر على إدخاله منه فإنه على بدعة ومن رأى ناقة تدر لبنا في الجامع أو سماط أو روضة فإنها سنة مخصبة ومن رأى أن قوما عقروا ناقة فإنه ينزل عليهم بلاء من السماء بفجورهم وقد تكون الناقة في التأويل امرأة فمن رأى أنه أصاب ناقة أو ركبها فإنه يتزوج امرأة نجيبة وإن رأى أنه يحلبها أصاب مالا من امرأة ومن رأى أنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض ومن رأى أن له إبلا كثيرة يملكها فإنه يلي ولاية على الناس وإن رأى أنه يحلبها أصاب مالا من السلطان فإن كان ما يحلب دما فهو مال حرام أو عسلا فهو حلال ومن رأى إبلا دخلت قرية أو أرضا والإبل مجهولة فإنه يدخل ذلك الموضع عدو أو سيل أو أمراض ومن رأى إبلا أو غيرها وطئته أصابه شدة وخوف وذلة وإن رأى أنه أصاب من جلود الإبل فإنه يصيب أموالا
أما أصناف الوحش فمن رأى أنه يركب حمارا وحشيا وهو مطواع يصرفه كيف يشاء فإن صاحب ذلك راكب معصية مفارق جماعة المسلمين برأيه وهواه وإن لم يكن ذلولا وهو يجمح به أو يصرعه فإنه يصيبه شدة وخوف من قبل رأيه ذلك وهواه وإن رأى أنه أدخله منزله أو رآه في منزله فإنه يداخل رجلا مخالفا للشريعة وإن اصطاده أو صيد له ليأكله فإنه تدخل عليه غنيمة ويصيب خيرا ومن رأى حمارة وحشية أنه ملكها وحدث فيها حادث فإنها امرأة لا خير فيها
وأما التمساح فهو عدو غادر فمن رأى أنه أصاب تمساحا فإنه يصيب رجلا كذلك وإن رأى أنه جر التمساح إلى البر فإنه يظفر بعدو له أو غريم ومن رأى أنه أصاب من لحم التمساح أو جلده أو شيء منه فإنه يصيب من مال عدوه بقدر ذلك وأما السلحفاة فإنه إنسان زاهد عالم بالعلوم القديمة فمن رأى أنه أصاب سلحفاة في منزله أو طريق مطروحة فإن هناك علما
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
عن ابي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت
منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش على مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي,فقالت: مابال سيدنا قد
أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى,وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل
لأني كنت كبير قومي,فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت
نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا,ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت
رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع
أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال:
النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها,فانتبهت مذعورا فزعا,فرأيت وجه الكاهنتة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك
المشرق والمغرب ويدين له الناس,ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود قال: فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم,قد خرج ويقول
(كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين,فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).
رؤيا الرعد خوف من عامل الملك أو من أعوانه، وإن كان مع الرعد مطر يكون الأمن والرخاء وإن كان الرعد شديداً والمطر قليلا يدل على خوف الرائي من دعاء والديه عليه ومن سمع صوت الرعد في وقت نزول المطر فإنه يدل على حصول الخير والبركة والرخاء في ذلك المكان.
وأما الأشجار في التأويل فرجال على قدر جواهرها ومنافعها ولحا الشجر دين لصاحبها وشعبها أولاده وأقرباؤه وأعوانه وورقها دراهم وأغصانها فضول ماله والنخل الكثير في موضع معروف أشراف كرام وفي غير موضعه عقدة فمن رأى نخلا في موضع فسيكون فيه رجال أشراف وإن رأى نخلا انقلعت فإنهم رجال أشراف يموتون
ومن رأى أنه أصاب دقيقا فإنه يصيب مالا صالحا بغير تعب وإن رأى أنه يأكله أفاد مالا وأنفقه وأكله وكذلك أكل العجين ومن رأى أنه يأكل نخالة فإنه لا يربح في كسبه ومن رأى أنه أصاب خبزا فإنه مال فيه تعب وربما دل على العلم والإسلام ومن رأى أنه يوزع خبزا على الناس فإنه يجري على يديه أرزاق وإن كان من أهل العلم بلغ منه إلى ما ينتفع الناس به ومن رأى أنه يأكل هريسة فإن كان مريضا مات أو سليما مرض أو ضرب أو سجن ومن رأها تعمل في داره فإنها مصيبة تحل بها
ومن رأى أنه أعطي خاتما يتختم به فإنه يملك شيئا لم يملكه قط ومن رأى أنه تختم بخاتم فضة أبيض فإنه يولد له ولد بار وإن كان أحمر فولده فاسد وإن كان أسود فولد يثبت على الذل والمسكنة وإن رأى أنه أصاب خاتما وهو في مسجد أو صلاة أو عبادة فإنه يملك امرأة وإن كان ذا سلطان فإنه يصيب رفعة أو تاجرا أصاب ربحا ومن رأى أنه أعطي خاتما من ذهب فإنه بمنزلة الذهب يذهب عنه بعض ما يملكه أو يغضب عليه سلطان ومن رأى أنه يلبس خاتما من فضة أو ياقوت ولدت له جارية ويموت سريعا وإن كان الفص زبرجدا فإنه يعيش طويلا ومن رأى أن خاتمه انتزع منه فإنه يذهب عنه سلطانه وإن رأى أنه ضاع فإنه يدخل عليه في سلطانه ما يكره وإن رأى أنه انكسر أو سقط فإنه يدل على سقوط جاهه أو ذهاب ماله أو مفارقته لامرأته بموت أو حياة أو قرب أجله أو موت ولده وإن رأت المرأة ذلك فهو موت زوجها ومن رأى أن فص خاتمه سقط فإنه يذهب وجه سلطانه وجاهه
في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموماً ورؤيا محمد خصوصاً
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسيين بن مهران المقري، قال: اشتريت جارية أحسبها تركية، ولم تكن تعرف لساني، ولا أعرف لسانها، وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها، قال فكانت يوماً من الأيام نائمة، فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول: يا مولاي علمني فاتحة الكتاب، فقلت في نفسي انظر إلى خبثها، تعرف لساني ولا تكلمني به، فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها: لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلّمينه؟ فقالت الجارية: إني رأيت في منامي رجلاً غضبان وخلفه قوم كثير، وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا موسى عليه السلام. ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة، فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا، وبقيت أنا وامرأتان، فدققنا الباب ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له، فقرأتا فأذن لهما، وبقيت أنا. فعلمني فاتحة الكتاب، قال فعلمتها مع مشقة كبيرة، فلما حفظتها سقطت ميتة.
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: رؤيا الأنبياء صلوِات الله عليهم، أحد شيئين، إما بشارة وإما إنذار. ثم هي ضربان: أحدهما أن يرى نبياً على حالته وهيئته، فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه، والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه، فذلك يدل على سوء حاله وشدة مصيبته، ثم يفرج الله عنه أخيراً، فإن رأى كأنّه قتل نبياً، دل على أنّه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى: (فبمَا نقضِهِم ميثَاقَهًمْ وكُفْرِهِمْ بِآياتِ الله وَقَتْلِهِم الأنْبياءَ بِغَيْرِ حَق).
هذا على الجملة، وأما على التفصيل: فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلاً لها. لقوله تعالى: (إنِّي جَاعِلٌ في الأرض خليفةً) فإن رأى أنّه كلمه، نال علماً لقوله تعالى: (وَعًلّمَ آدم الأسماء كُلّها).
الصبي: في التأويل، فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة. فإن رأى رجل كأنّه صار صبياً، ذهبت مروءته. إلا أنّ رؤياه تدل على الفرج من هم فيه. فإن رأى كأنّه يحمل صبياً، فإنّه يدير ملكاً. ومن رأى كأنّه يتعلم في الكتب القرآن الأدب، فإنّه يتوب من الذنوب. ومن رأى كأنّه ولد له جملة من الأولاد دلّت رؤياه على هم، لأنّ الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في حجري صبياً يصيح.فقال: اتق الله ولا تضرب بالعود. وقيل من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده، فهو زيادة ينالها أو يغتم. وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة.
وأما رؤية الأعضاء فمن رأى رأسا مقطوعا وكان ذا منصب وشوكة فإنه زيادة في أبهته وإن كان من غير ذلك فحصول مال وعز وجاه ومن رأى أن رأسه بان منه من غير ضرب لعنقه ولا ما يشبه ذلك فإنه يفارق رئيسه أو أبويه أو معلميه ومن رأى أن عنقه ضرب وبان رأسه منه فإن كان غنيا نقص ماله أو فقيرا استغنى أو عبدا أعتق أو مديونا قضى الله دينه أو مهموما فرج الله همه وإن كان مريضا ومرضه لا يوجد له طب يدل على موته ومن رأى أن عنقه ضرب في ملأ وحصل بالضرب إيلام فإنه يدل على ارتكاب معاصي عظيمة وربما كان تكفيرا ومجازاة وقد يدل رأس الإنسان على رأس ماله فإن رأى أن رأسه زال عنه فإنه يزول عنه رأس ماله الذي به قوامه وربما حلق رأسه أو فارق قلنسوته أو عمامته في الحرب أو هدم غرفته أو سقف داره وإن كان عبدا باعه سيده ومن رأى أن رأسه بيده وهو ينظر إليه فإن ذلك تدبيرا في رأس ماله ومعيشته ومن رأى أنه ذهب برأسه فإنه يمرض وربما يذهب ماله ومن رأى أن رأسه رد إلى جسده فهو على ثلاثة أوجه عودة مال ضائع أو عودة إلى رئيسه أو يرزق الشهادة ومن رأنه أنه يكلم رأسا أصاب خيرا كثيرا من عشرة دراهم إلى عشرين ألفا ومن رأى رؤوس الناس مقطوعة فهو يدل على الخير ويرزق الشهادة
ومن رأى أن شفته السفلى انقلعت فإنه زوال نعمة وإن رأى ذلك في العليا دل على موت زوجته أو طلاقها ومن رأى في شفتيه ما ينكر مثله في اليقظة فيدل على الهم والغم ومن رأى أن شفتيه ملتصقتان ولا يقدر أن يفتحهما فيدل على تعقد الأمور وصعوبتها وإن رأى أن حمرتهما زادت فنفاذ أمر وإن اصفرتا فربما يضعف وإن اسودتا يحصل له هم وغم وإن رأى أن غير ذلك من الألوان فليس بمحمود
ومن رأى أنه التقط عددا من الحصى يكون فائدة تفيده أو دراهم تتألف له ومن رأى أنه يرمي بحصاة في بحر فإنه يذهب ماله فيه ومن رمى بها في بئر أخرج مالا في نكاح أو شراء خادم وإن رمى بها في شيئ اشترى ذلك الشيئ بما معه وإن رمى بها إنسانا فإنه يقذفه
وما رؤية النعل اليمنى التي هي للسفر فسفر في التأويل والتي للمحضر فامرأة ومن رأى أنه ليس له نعل أو لم يمش بها فإنه يطأ امرأة أو جارية فإن كانت النعل جديدة فإنها بكر وإن كانت منكسرة أو مقطوعة فإنها ثيب ومن رأى أنه يمشي في نعل فاختلفت إحداهما عن رجله ومشى بنعل واحدة فإن ذلك فراق أخ له أو شريكه على ظهر سفر بموت أو حياة أو يطلق امرأته أو يبيع خادمه وإن رأى أن نعله سرقت منه أو لبسها غيره ثم ردت عليه فإنه يغتال في امرأته أو جاريته ويطؤها غيره ومن رأى أن نعله انتزعت منه أو انقطعت ولا جيران لها فإنه موت امرأة وإقامة على سفر على كره منه
ومن رأى أنه أصاب هدهدا أو رآه واقفا بين يديه فإن ذلك خبر صحيح يرد عليه من بلد بعيد وقيل من أصاب هدهدا أو ملكه فإنه يستمكن من سلطان أو من رجل كاتب نبيل أو ذي بصر نافذ بالأمور ليس له دين فإن ذبحه أو قهرة فإنه يظفر برجل كذلك ومن رأى أنه أصاب هدهدا أنثى فإن كان أعزب تزوج فإن ذبحها فإنه يفتض عذراء ومن أصاب من لحمه أو ريشه فإنه يصيب مالا وخيرا
وأما رؤية الحيتان ودواب الماء فمن رأى أنه اصطاد سمكا أو نحوه طريا فإنه يصيب مالا وغنيمة وخيرا على قدرها في الكثرة والكبر وإن كانت حيتانا صغارا فإنها هموم وأحزان تصيبه في طلب رزقه وإن كانت كبارا وصغارا فإنها بمنزلة الكبار ومن رأى أنه اصطاد حوتا طريا من ماء صاف فأكل منه فإنه يصيب قرة عين وإن كان الماء كدرا أصابه هم وحزن وإن اصطاد صغارا مما يكره الناس فإنه يقع بينه وبين أصهاره خصومة شديدة وصيد سمك كبار من نهر عميق خير ما يكون لصاحبه ومن رأى أنه أصاب سمكة أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين ومن رأى أنه أصاب حوتا مالحا فإنه يصيبه هم من قبل الملوك ولا خير في الحوت المالح ومن رأى أنه طلب حوتا في حوض أو بركة فانفلت منه فليبادر غريمه فإنه يريد أنه يجحد ماله ومن رأى حوتا كبيرا فاغرا فاه فإنه سجن له ومن رأى أنه أصاب في بطن سمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين أو أكثر فإنه يصيب من امرأة يتخذها غلاما أو غلامين أو أكثر على قدر اللآلئ وإن أصاب في بطنها خاتما فإنه دولة وعز لصاحب الرؤيا ومن رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية
رؤيا جويرية بنت الحارث
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
59 - عن حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي - صلي الله علية وسلم - بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتي وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحداً من الناس حتي قدم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتي كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرب إلا بجارية من بنات عمي تخبرتي الخبر فحمدت الله - عز وجل - (2).
وما مقعد الإنسان وأليته فكسب مال وشغل منفعة فمن رأى في ذلك ما يشين أو يزين فعبر به وأما الذكر فهو ولد ومال وذكر وسمعة فمن رأى له ذكرين أو أكثر كان زيادة في ذلك ومن رأى أن ذكره قطع بيد أحد فضد ذلك وإن قطعه فإنه لا يولد له ولد وإن رآه ضعف وقلت قوته فليس بمحمود ومن رأى أنه كبر وضخم فإنه زيادة في سلطانه وماله وولده ومن رأى أن شخصا يحلم ذكره أو يملطه فإنه ينال منه منفعة ومن رأى أن أحدا يضرب ذكره فلا خير فيه للضارب ومن رأى أن ذكره مربوط فإنه يكتم الشهادة ومن رأى أنه خرج من ذكره شيئ فهو ولد فإن كان محبوبا كان الولد جيدا أو مكروها فضده ومن رأى في ذكره جراحة فإنه كلام يقال فيه ومن رأى أنه ختن فإنه صلاح في دينه ومن رأى أن ذكره انتشر وانتصب فإن الحاجة التي هو طالبها تقضى وقال بعضهم حركة الذكر وانتصابه يدل على زيادة المال وكثرة الأولاد والجاه ومن رأى أنه ورم فنظير ذلك ما لم يكن به وجع
ومن رأى أن له فرجا مثل فرج المرأة فإنه يدل على المذلة وإن رأت المرأة أن لها فرجين فربما تؤتي في القبل والدبر وإن رأت أنه ينزل من فرجها ماء فهو حصول ولد وقطع الفرج ليس بمحمود وقيل ظفر على الأعداء وإن رأت أنه يخرج من فرجها ما يكره نوعه فهو ولد لا خير فيه وإن كان نوعه محبوبا فهو ولد صالح ومن رأى أنه ينظر إلى فرج امرأته فإنه يخرج من شدة وخروج من ضيق إلى سعة ومن رأى على فرج امرأة معروفة حيوانا يلعقه أو يمصه أو يحوم حوله فإنه يدل على أنها فاسقة لا خير فيها وإن كانت مجهولة فليس بمحمود للرائي
ومن رأى شجرة القرع فإنه رفعة وجد بقدر ورق القرع لفضله على الأشجار ومن رأى أنه يستظل بشجرة القرع فإنه يستأمن من وحشة ويستقبل أمره بصلاح ومن رأى البطيخ أو أكله فإنه مرض والقثاء هم وحزن وقيل خير وربح والخيار لا بأس به
وأما رؤيا ملك مصر فقد ذكرها الله -تعالى- وذكر تأويلها الذي أولها به يوسف-عليه السلام-فقال-تعالى-:
(وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون,
قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين, وقال الذي نجا منهما واذكر بعد أمه أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون, يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون , قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله ألا قليلا مما تأكلون ,
ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون , ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) .
سورة يوسف الأيات 43-49.
وقوله -تعالى-: (قالوا أضغاث أحلام)
قال ابن جرير : يعنون أها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها,وهي جمع ضغث,والضغث أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المختلطة التي لا تأويل لها .
وذكر الماوردي والقرطبي عن أبي عبيدة أنه قال : الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا,وروى ابن جرير أيضا عن قتادة في قولة
(أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) .
قال :أما السمان فسنون منها مخصبة,وأما السبع العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئا ,وقوله :
(وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) .
أما الخضر فهن السنون المخاصيب,وأما اليابسات فهن الجدوب المحول,والعجاف هي المهازيل.
وقوله : (قال تزرعون سبع سنين دأبا)
قال القرطبي : لما أعلمه بالرؤيا جعل يفسرها له فقال : السبع من البقرات السمان والسنبلات الخضر سبع سنين مخصبات,وأما البقرات العجاف والسنبلات
اليابسات فسبع سنين مجدبات فذلك قوله :(تزرعون سبع سنين دأبا).أي متوالية متتابعة .
قال القرطبي : وهذه الأية أصل في صحة رؤيا الكافر وأنها تخرج على حسب ما رأي.
وقوله :(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
قال ابن جرير: هذا خبر من يوسف -عليه السلام-للقوم عما لم يكن في رؤيا ملكهم ولكنه من علم الغيب الذي أتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه,
ثم روى عن قتادة أنه قال زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها فقال : (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
ويعني بقوله :(فيه يغاث الناس) بالمطر والغيث,وروى أيضا عن ابن جرج قال: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-:(ثم يأتي من بعد ذلك عام)
قال أخبرهم بشئ لم يسألوه عنه وكان الله قد علمه إياه عام فيه يغاث الناس بالمطر.وذكر القرطبي عن قتادة أنه قال: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها إظهار لفضله,
وإعلاما لمكانه من العلم وبمعرفته.
عن مخرمة بن نوفل-رضي الله عنه-عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي ابن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت: تتابعت على قريش سنون
جدبة أقحلت الجلد وأرقت العظم,قالت: فبينما انا راقدة اللهم أو مهومة إذا أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل يقول: يامعشر
قريش إن هذا النبي مبعوث منكم وهذا إبان مخرجه فحي هلا بالخير والخصب,ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض بضا أشم
العرنين,له فخر يكظم عليه وسنة تهدي إليه,ألا فليخلص هو وولده وليدلف إليه من كل بطن رجل,ألا فليشنوا من الماء وليمسوا من
الطيب وليستلموا الركن, وليطوفوا بالبيت سبعا ثم ليرتقوا أبا فبيس فليستسق الرجل وليؤمن القوم,ألا وفيهم الطاهر والطيب لذاته,ألا
فغشم إذا ما شئتم وعشتم.
قالت: فأصبحت علم الله مفئودة مذعورة قد قف جلدي ووله عقلي فاقتصصت رؤياي فنمت في شعاب مكة .
فوالحرمة والحرم إن بقى بها أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد,هذا شيبة,وتتامت عنده قريش.
وانفض إليه من كل بطن رجل فشنوا وطيبوا واستلموا وطافوا ثم ارتقوا أبا قبيس وطفق القوم يدفنون حوله ما إن يدرك سعيهم مهله
حتى قر لذروته فاستكنوا جنابيه ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب
فقام عبد المطلب فقال: اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهولاء عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك
يشكون إليك سنتهم التي قد أقحلت الظلف والخف,فاسمعن اللهم وامطرن غيثا مريعا مغدقا,فما راموا حتى انفجرت السماء بمائها
وكظ الوادي بشجيجه فلسمعت شيخان قريش وهي تقول لعبد المطلب:
هنيئا لك يا أبا البطحاء هنيئا,أي لك عاش أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة:
بشيسة الحمد أسقى الله بلدتنا وقد فقدنا الحيا واجلوذ المسطر
فجاد بالماء جوفي له سبل دان فعاشت به الأمصار والشجر
سيل من الله بالميمون طائرة وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الأمر يتقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر
وفي هذا الحديث غريب نشرحه مختصرا,قوله: لدة عبد المطلب اي عمل سنة .
وأقحلت ايبست .
وأرقت العظم أي جعلته ضعيفا من الجهد .والتهويم أول النوم والإبان الوقت .
وحي هلا كلمة تعجيل .
والحيا -مقصور-المطر والخصب, أي أتاكم المطر والخصب عاجلا .
والعظام بضم العين أبلغ من العظيم .
والبعض الرقيق البشرة .
والأشم المرتفع .
وقوله: له فخر يكظم عليه أن يخفيه ولا يفاخر به .
والسنة الطريقة . وتهدي إليه,أي تدل الناس عليه.
فليشنوا,بالسين والشين , أي فليصبوا , ومعناه فليغتسلوا .
فغثم أي أتاكم الغيث والغوث .
ونمت أي فشت وشيبة الحمد لقب عبد المطلب .
وتتامت إليه,أي جاءوا كلهم.ومهلة سكونه وقوله: كرب أي قرب. والخلة الحاجة. والعذرات الأفنية. والسنة القحط والشدة .
ويعني بالظلف والخف الغنم والأبل. والمغدق الكثير. واكتظ أي ازدحم. والثجيج سيلان كثرة الماء. والشيخان المشايخ. واجلوذ أي تأخر
والجوني السحاب الأسود.
قوله: بصوت صحل أي فيه بحوحة. وقوله: رجلا طوالا أي طويل فإذا أفرط في الطول قيل طوال بالتشديد. وقوله: فليدلف,الدليف
هو المشي الرويد يقال: دلف إذا مشى وقارب الخطو. وقولها: وفيهم الطاهر والطيب لذته -تعني به رسول الله صلى الله عليه وسلم-
وقولها: مفئودة,المفئود هو الذي أصيب فؤاده -أي قلبه- بوجع. والذعر بالضم الخوف والفزع. وقوله: وقف جلدي أي تقبض
وقيل: أرادت قف شعري فقام من الفزع. والوله دهاب العقل والتحير من شدة الوجد.
وقولها: فوالحرمة والحرم,هذا من الحلف بغير الله وهو شرك,وقد وقع ذلك منها في زمن الجاهلية وهي إذا ذاك مشركة.
وقولها: يدفون حوله أي يسيرون سيرا لينا. والميمون طائرة وخير من بشرت به مضر هو النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يبعد أن تكون إغاثة قريش بسبب كونه صلى الله عليه وسلم من المستغيثين منهم والله أعلم .
عنوان البخاري في صحيحة : باب : الرؤيا من الله , وهكذا معناة مطلقا وورد في الحديث : "
الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان " وظاهر هذا القول : أن التي تضاف الي الله لا يقال لها حلم والتي تضاف الي الشيطان لا يُقال لها رؤيا ، وهو تصرف شرعي يقوم علي التفاؤل والا فالكل يسمي رؤيا ، وقد جاء في حديث اخر (الرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ)
ثم ذكر الحديث وفية أطلق علي كل نوع اسم رؤيا , ويؤيد التفاؤل قولة صلي الله علية وسلم " الرؤيا الحسنة من الله " وفي رواية : " الرؤية الصالحة " فسماها حسنة
ومن رأى أنه يأكل من بلحها أو بسرها فإنه يأتيه ربح ورزق ومن رأى أنه أصاب تمرا أو أكله فإنه يصيب مالا حاضرا من رجل كبير وأكل التمر رزق حسن ومن رأى أنه يأكل التمر مع النوى فإنه يخلط حلالا بحرام ومن رأى أنه أصاب طلعة واحدة أو تمرة واحدة فإن كانت امرأته حاملا فإنها تأتي بذكر ومن رأى أنه أكل تمرا ليس مثله يكون في الدنيا من العظم وصفاء اللون فإنه مفكر فيما أمر الله به ونهى عنه ومن رأى أنه أصاب نوى التمر فإنه ينوي سفرا ومن رأى أنه أصاب خوصا من النخل فإنه يصيب مالا ومن رأى أنه صرم نخلة فإنه ينصرم الأمر الذي هو فيه من خصومة أو غيرها
ومن رأى أنه أعطي ياقوتة حمراء فإنه يصيب امرأة أو جارية حسناء وإن رأى أنه أصاب يواقيت كثيرة فإنه مال مكروه ومن رأى أنه أصاب لؤلؤا منثورا فإنه يصيب ولدا أو غلاما وإن كان اللؤلؤ مكنونا فإنه نساء ذوات حسن وجمال وإن كان كثير فإنه أموال ومن رأى أنه يبتلع لؤلؤا فإنه حكمة وعلوم يحفظها ومن رأى أن اللؤلؤ يخرج من فيه فإنه كلام من كلام الله تعالى ومن رأى لؤلؤا منظوما أو منثورا في مزبلة أو موضع يستبشع ذلك فيه فإنه تضييع علم البر هناك والاستخفاف به ومن رأى أن بيده لؤلؤة فإن كانت امرأته حبلى ولدت له جارية حسناء
وقال جعفر الصادق رؤيا حلق الرأس تؤول على خمسة أوجه حج وسفر وعز وجاه لقوله تعالى " محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون " وأما إذا كان من أهل الدولة فليس بمحمود الا أن يكون من عادته حلق الرأس في الجمعة مرارا فليس هو رديئا وقيل طول الشعر إذا تجاوز حده ضعف عن القيام بأهله وقيل شقاوة وقيل كثرة أطفال وخوف وهموم.