إدريس عليه السلام
من رآه في المنام أكرمه اللّه بالورع، وختم له بالخير، وصار مجتهدا في العبادة بصيراً حليما عالما. ومن رأى في منامه أنه أصبح إدريس عليه السلام كثر علمه، أو تقرب من الأكابر، ونال المنازل العالية.
ومن رأى نوحاً عليه السلام، طال عمره وكثر بلاؤه من أعدائه، ثم رزق الظفر بهم. وأكثر شكِره الله تعالى لقوله تعالى: (إنّهً كانَ عَبْداً شَكُوراً) وتزوج امرأة دنية فولدت له أولاداً.
تدل رؤيته في المنام على الملك أو القضاء، وربما دانت له الصعاب، ونال من الله تعالى المنزلة العظيمة مع حسن العاقبة في الآخرة. وربما دلت رؤيته على المحنة من جهة النساء. وإن كان الرائي واليا عزل، وربما تزوج بالاحتيال امرأة غنية وشريفة. وإن كان الرائي يرزق من جهة الطيور أو إحضار الجان أو عمل القوارير أفاد من ذلك رزقا كبيرا. وربما ينتصر على عدوه بعد ظفره به وانتصار عليه. ومن رأى سليمان عليه السلام ظهرت نعمة الله تعالى عليه، وربما دلت رؤيته على العلم باللغات أو على سلامة المريض، وإن من اسمه سليم كما أن من اسمه أمان. وكما أن من إبراهيم إبراء خلافا لرؤية نوح عليه السلام، فإن رؤيته في المنام دالة على موت المريض وإن منه ناح ينوح. فمن عصاه في المنام كان نماما، وإن كان مريضا مات. ورؤية خاتمه عليه السلام تجديد ولاية لمن ملكه. ومن رآه عليه السلام تكثر أسفاره وينال ولاية يطيعه فيها العدو والصديق. ومن رآه عليه السلام يكسب مالا وينال ملكا وينال خيرا وسلامة.
ومن رأى يوسف عليه السلام، فإنّه يصيبه ظلم وحبس وجفاء من أقربائه، ويرمى بالبهتان، ثم يؤتى ملكاً وتخضع له الأعداء. فقد قيل في التعبير أنّ الأخ عدو، وهذه دليل على كثرة صدقة صاحبها، لقوله تعالى: " وتَصَدّقْ عَلينا " .
وقد حكي أنّ بعض الناس رأى كأن يوسف عليه الْسلام ناوله إحدى خفيه فانتبه وقد صار معبراً. وحكي أنّ إبراهيِم بن عبد الله الكرماني، رأى كأنّ يوسف عليه السلام كلّمه، فقال له علمني مما علمك الله، فكساه قميص نفسه، فاستيقظ وهو أحد المعبرين.
وعن ابن سيرين قالت: رأيت في المنام كأني دخلت الجامع، فإذا أنا بمشايخ ثلاثة، وشاب حسن الوجه إلى جانبهم، فقلت للشاب: من أنت رحمك اللهّ؟ قال: أنا يوسف، قلت: فهؤلاء المشيخة؟ قال: آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فقلت علمني مما علّمك اللهّ، قال ففتح فاه وقال: انظر ماذا ترى، فقلت أرى لسانك، ثم فتح فاه فقال: انظر ماذا ترى، فقلت لهاتك، ثم فتح فاه فقال: انظر ماذا ترى، قلت أرى قلبك، فقال عبر ولا تخف، فأصبحت وما قصت علي رؤيا إلا وكأني أنظر إليها في كفّي.
ومن رأى يونس عليه السلام، فإنّه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبسآَ وضيقآَ ثم ينجيه الله تعالى. وهذه الرؤيا تدل على أنّ صاحبها يسرع الغضب والرضا، ويكون بينه وبين قوم خائنين معاملة.
هارون عليه السلام
من رآه في المنام فانه خليفة لرجل يصيبه بسببه بلاء وخصومة. ومن رآه صار إماماً، وإن كانت له حاجة قضيت، ومن رأى هارون وموسى عليهما السلام فيهلك على يديه جبار ظالم، ومن رأى أحدهما وكان قاصداً حرباً فإنه ينتصر.
نسيم عليل
إذا حلمت بنسائم ناعمة فإن هذا يدل على أنك سوف تضحي في سبيل الحصول على هدف عواطفك وسوف تجد عاطفة متبادلة في مسعاك. إذا حلمت فتاة أن همسات النسائم قد سببت لها الحزن فسوف تمر بفترة من القلق بسبب غياب حبيبها الاضطراري.
أيوب عليه السلام
تدل رؤيته على البلوى وفقدان الأهل والمال والأزواج. وربما دلّت رؤيته على ما خرج من يده من مال أو ولد. وربما وقع الرائي في يمين احتاج فيها إلى فقيه. وإن كان الرائي مريضاً شُفي من مرضه، وزال عنه سقمه وربما بلغ ما يرجوه من إجابة دعاء، أو سؤال حاجة. ومَن لبس ثوب أيوب عليه السلام في المنام أصابه البلاء والنكد. وفراق الأحبة وكثرة المرض، ثم يزول ذلك جميعه، ويكون ممدوحاً عند الأكابر. وقيل: إن رؤياه تدل على البلاء والوحدة والبشارة بالعز والثواب. وإذا رأت المرأة في منامها زوجة أيوب عليه السلام دلّ ذلك على سلب مالها وكشف حالها وإن عاقبتها ستنتهي إلى خير وسلامة. وإن رآها مريض مات، وكان عند اللّه تعالى مرحوما، أو رحمه اللّه تعالى وكشف ضره لأن اسمها رحمة.
موسى عليه السلام
من رآه في المنام فإن اللّه تعالى يهلك على يديه جباراً، وينال من بعد عزاً ونصراً. ورؤية موسى عليه السلام تدل على قوة أصحاب الحق وقهر أصحاب الباطل، وإن كان هناك ملك جبار أو رئيس زنديق أهلكه اللّه تعالى. ومن رأى أنه تحول في صورة موسى عليه السلام، فإن كان سلطاناً وله عدو ظفر بعدوه. وإن رآه سجين دلّ على نجاته، ورؤيته تدل على هلاك الجبابرة. ومن رآه وكان في حرب نصر، وإن كان في بحر مسافراً فإنَّه ينجو من البحر ويسلم، ورؤية موسى عليه السلام تدل على الابتلاء في الطفولة وفرقة الأهل والأقارب ومعاشرة الملوك والجبابرة ومصاهرة الصالحين، والإطلاع منهم على عجائب الأمور لأنه صاحب الخضر عليه السلام وقد شاهد منه خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار. وتدل رؤيته على السفر في البحر وتكون عاقبته إلى سلامة وربح. ومن رأى موسى عليه السلام من أرباب التجريد دلّ ذلك على زيادة باطنه في النور والترقيات ورفع الدرجات. ومن رأى عصا موسى بيده فإنه ينال منزله عظيمة ونصرة على أعدائه. وإن كان مسحوراً بطل السحر عنه. وربما دلّ ظهور عصا موسى على نصر المؤمنين ودمار الكافرين.
ومن رأى إسحاق عليه السلام، أصابه شدة في بعض الكبراء أو الأقرباء، ثم يفرج الله عنه ويرزق عزاً وشرفاً وبشراً وبشارة، ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله، هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله، فإن رآه متغير الحال ذهب بصره نعوذ بالله.
ومن رأى إسماعيل عليه السلام، رزق السياسة والفصاحة، وقيل إنّه يتخذ مسجداً أو يعين عليه، لقوله تعالى: " وإذْ يرفعُ إبراهيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإسْماعِيل " . وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه، ثم يسهل الله ذلك عليه.
أدم عليه السلام
من رأى في المنام وكان قد أذنب فيتوب منه. وربما دلّت رؤيته على الوالد أو السلطان. ومن رأى أنه يقتل أدم عليه السلام فإنْه يغدر بالسلطان، أو يعق والديه، أو أستاذه. ومن رأى آدم عليه السلام على هيئة معينة نال ولاية إن كان أهلاً لها، فإن رأى أنه كلُمه نال علماً. وقيل: من رأى لدم عليه السلام اغتر بقول بعض أعدائه، ثم فرج اللّه تعالى عنه بعد مدة، فإن رأى متغير اللون أو الحال، دلّ ذلك على الانتقال من مكان إلى مكان، ثم العودة إلى المكان الأول. ومن صار آدم عليه السلام أو صاحبه فإن كان أهلاً للرئاسة نالها، وإن كان عالماً انتفع الناس بعلمه. أو نال علماً لا يجاريه أحد من الناس. وربما دلّت رؤية آدم عليه السلام على الحج والاجتماع الأحباب، أو على كثرة النسل، أو على المكيدة والحيلة، وعلى معاشرة من يصنع السموم، أو يرتزق من استحضار الشياطين ويتكلم على ألسنتهم. وربما دلّت رؤيته على اللباس الخشن أو البكاء، أو على تنكيد الرائي من حيث المأكول، أو على السفر البعيد، أو على الخدم والسجود للملوك. ومن رأى أدم عليه السلام في حال حسن كان ذلك خيراً كبيراً عليه.
أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلّم
تدل رؤيتهن في المنام على الأمهات، كما تدل على الخير والبركة والأولاد وأكثرهم البنات. وربما دلّت رؤيتهن على الأنكاد واليمين بسبب إظهار سر أو كتمانه، وعلى القذف. والمرأة إذا رأت عائشة رضي اللّه عنها في المنام نالت منزلة عالية وشهرة صالحة وحظوة عند الآباء والأزواج، وإن رأت حفصة رضي اللّه عنها دلّت رؤيتها على المكر، وإن رأت خديجة رضي اللّه عنها دلّت على السعادة والذرية الصالحة، وتدل رؤية فاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم على فقدان الأزواج والآباء والأمهات، وأما رؤية الحسن والحسين رضي اللّه عنهما فإنها دالة على الفتنة وحصول الشهادة، وربما دلّت على كثرة الأزواج والأولاد والأسفار والتغرب وعلى أن الرائي يموت شهيداً. ومن رأى من الرجال أحداً من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلّم وكان أعزب تزوج امرأة صالحة. وإذا رأت المرأة أحداً منهن دلّت رؤيتها على بعل صالح يكفيها.
ومن رأى نبينا محمداً وكان مهموماً فرج عنه، أو سجيناً خرج من سجنه، وإذا كان في غلاء فُرّج عنه، وإن كان مظلوماً نصر، أو خائفاً أمن. ورؤيته بشارة للرائي بحسن العاقبة في دينه ودنياه. فإن رآه مقبلاً عليه، أو مؤتماً به في صلاته أطعمه شيئاً حسناً أو كساه ملبوساً لائقاً، وإن كان عالماً عمل بما علم، وإن كان عابداً بلغ منازل أهل الكرامات، وإن كان عاصياً تاب، وإن كان كافراً اهتدى، لقوله تعالى: (فآمنوا باللّه ورسوله النبي الأمي). وتدل رؤية الرسول على إظهار الحجج وصدق المقالة والوفاء بالوعد، وربما حصلت من أهله وأقاربه العداوة والحسد والبغضاء، وربما فارق أهله وانتقل من وطنه إلى غيره، وربما أدركه اليتم من أبويه. وقد تدل رؤيته على إظهار الكرامات، لأن الظبي سلَّم عليه، والبعير قبّل قدميه، وأسري به إلى السماء، وكلمه الذراع، ومشت الأشجار إليه. وإن كان الرائي من الكحالين الذين يعالجون الأبصار بلغ في صناعته مبلغاً عظيماً لأنه عليه السلام ردّ عين قتادة. وإن أجهد الناس العطش دلّ على نزول الغيث لأنه صلى اللّه عليه وسلّم نبع الماء من بين أصابعه. وإن رأته امرأة بلغت مرتبة عظيمة، وشهرة صالحة، وعفة وأمانة، وربما ابتليت بالضرائر ورزقت نسلاً صالحاً، وإن كانت ذات مال أنفقته في طاعة اللّه تعالى. لرؤيته عليه السلام تدل على الصبر على الأذى. وربما دلّت رؤيته على نصر المؤمنين ودمار الكافرين، وإن رآه مدين قُضي دينه وإن رآه مريض شفاه اللّه تعالى، وإن رآه محارب نصره اللّه تعالى، وإن رؤي في أرض مجدبة أخصبت ومن رأى جنازة الرسول عليه السلام فيحدث تلك البقعة مصيبة فظيعة، وإن شيع جنازته فإنه يميل إلى البدعة، وإن زار قبره أصاب مالاً عظيماً وإن رأى أنه ابن الرسول عليه السلام دلّ عن خلوص إيمانه ويقينه. ومن رأى أنه تحول في صورته عليه السلام وكان طالباً للملك ناله ودانت له الأرض، وإن كان في ذل أعزه اللّه، وإن كان طالب علم ناله، وإن كان فقيراً استغنى، أو عازباً تزوج، أو كان في مكان ضرب فإنَّه يعمر ببركته ومن رآه عليه السلام يؤذن في موضع كثر خصبه ورجاله. وإن رأته حامل أو رآه زوجها فإنَّ الحق كلام. ومن رآه حسناً فهو زيادة في دين الرائي ومن رأى لحيته سوداء فينال سروراً وخصباً. وإن رأى عنقه غليظاً فالإمام حافظ لأمانة المسلمين ومن رآه عليه السلام في عسكر وعليه سلاح وهم يضحكون فإن جيش المسلمين ينهزم. وإن رأى أنه عليه السلام يمشط رأسه ولحيته فإنَّه يدل عن زوال هم. ومن رآه يؤاخي بين الصحابة فينال علماً وفقهاً. ومن رأى قبره عليه السلام وكان تاجراً ربح في تجارته. وإن رأى أنه أبو النبي على السلام فيفسد دينه ويضعف يقينه. وإن رأى واحدة من زوجات النبي عليه السلام هي أمه زاد إيمانه. وإن رأى أنه يمشي وراء النبي عليه السلام فإنه يتبع السّنة. ومن رأى أنه يأكل وحده فإن الرائي يمنع السائل ولا يتصدق. وإن رأى النبي عليه السلام بلا نعل فإنَّه تارك الصلاة مع الجماعة، ومن رآه لابساً خفيه فإنَه يأمره بالجهاد في سبيل اللّه تعالى. ومن رأى دمه مخلوطاً بدم النبي عليه السلام فإنَّه يصاهر شريفاً. فإن ناوله النبي شيئاً مما يستحب كالرطب والعسل فإنَّه يحفظ القرآن وينال من العلم بقدر ما ناوله. ومن رأى النبي عليه السلام في صورة شاب طويل فتكون بين الناس فتنة وقتل، فإن رآه وهو شيخ كبير فإنَّ الناس في عافية، وإن رآه أبيض اللون فإنه يتوب إلى اللّه تعالى ويحسن عمله. ومن رآه يعاتبه أو يجادله فإن ذلك بدع قد أحدثها في الدين.
ميكائيل عليه السلام
تدل رؤيته في المنام على نيل المنى في الدارين لمن كان تقياً. وإن كلمة الرائي فينال نعمة وسروراً ويدخل الجنة لأنه ملك الرحمة. ورؤية ميكائيل دالة على الخصب والرزق والبركة وكثرة الأمطار. وربما دلّت رؤيته على الجدب أو على حمل المرأة العقيم وتيسير العسير. وإن رآه مسافراً خيف عليه. وربما تعطل عن سفره لأنه يتولى الأمطار وهي معطلة للحركة. رؤيته لمن يتضرر بالأمطار هموم وأنكاد، ولأرباب الفلاحة أرزاق وأرباح. ومن تحول في صورة ميكائيل نال خصباً ومالاً، وحسنت سريرته.
فإن رأى كأنّه يعادي جبريل وميكائيل أو يجادلهما، فإنّه في أمر يحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة، وكان رأيه موافقاً لرأي اليهود، نعوذ بالله.
ومن رأى ميكائيل عليه السلام، فإنّه ينال مناه في الدارينِ إن كان تقياً. وإن لم يكن تقياً فليحذر. فإن راه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطراً عاماَ، وأرخصت الأسعار فيها، فإن كلم صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئاً فإنّه ينال نعمة وسروراً لأنه ملك الرحمة.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال رأيت كأنّي أؤذن، فقال تحج. وأتاه آخر فقال رأيت كأنّي أؤذن فقال تقطع يدك، قيل له كيف فرقت بينهما؟ قال رأيت للأول سيماً حسنة، فأولت " وأذن في الناس بالحج " . ورأيت للثاني سيماً غير صالحة فأولت " فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون " .
هود عليه السلام
من رآه في المنام فيسلّط عليه قوم سفهاء جهال، ثم يظفر بهم، وينجو من شدة عظيمة، لقوله تعالى: (ونجيّناهم من عذاب غليظ). ومن رأى هوداً عليه السلام يرى رشداً وخيراً، وينجو قوم على يده.
يوسف عليه السلام
رؤيته في المنام دالة على الملك والخلافة، وربما كان في زمنه الغلاء والقحط وفقدان الأهل والأقارب والولد. وتدل رؤيته على السجن والخلاص منه، وعلى الحظ من النساء، أو على علم الرؤيا وتفسير الأحلام، وربما ظفر بعدوه وعفا عنه. وربما ظهرت له معجزة عظيمة كرجوع بصر أبيه عليهما السلام وإن رأت المرأة يوسف عليه السلام وكانت عازبة تزوجت واستغنت، وإن كانت فقيرة حسنت حالتها في الدنيا والآخرة. ومن رأى يوسف عليه السلام خضع له الأولياء والأقارب، ويكون كثير الصدقة والإحسان وقيل: من رأى يوسف عليه السلام فإنه يصيبه بلاء وفتنة من إخوته، ثم ينجو ويظفر بأعدائه. ومن رأى يوسف عليه السلام يكلمه أو يعطيه شيئاً فإنه يصير معبراً للمنامات، عارفاً بعلم التواريخ. ومن رآه نال خيراً في غربته وإن كان سجيناً تخلص من سجنه، وخضع له أعداؤه، وإن كان غائباً رجع إلى وطنه سالماً، وإن كان طالباً للرئاسة نالها.
ومن رأى طواشيا دخل عليه وهو في هيئة حسنة فيؤول على وجهين حصول رزق وأمن، وإن كان في هيئة قبيحة أو بيده ما ينكر فربما يكون دعوى إلى حاكم، وإن رآه يدعوه إلى أمر معين فتأويله على معنى ذلك الأمر.
وأما نبات الحناء فإن المعنى في ذلك عائد إلى الورق لا على القضبان فهو مال ومنفعة وقضبانه تقدم تعبيره في رؤيا الأشجار والخضاب منها تقدم في فصله أيضاً في الباب التاسع عشر.
ما المستند علية في قلب المعني في التعبير , كالبكاء يعبر بالفرح , والموت في الحياة ؟
مما هو شائع بين المعبرين من مناهج التعبير; التعبير بقلب المعني , كالبكاء يعبر بفرح , والموت يعبر بحياة , وهذا أري استخدامة عند وجود معني سئ , فيقلب تفاؤلا , ومما وجدتة من أدلة تعضد هذا المنهج ما جاء في قولة تعالي : ( اذا يريكهم الله في منامك قليلا ولو أرئكهم كثيرا لفشلتم ولتنزعتم في الأمر ولكن الله سلم انة عليم بذات الصدور (43)واذ يريكموهم اذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا والي الله ترجع الأمور (44)(الأنفال : 43 , 44 ) .
قال مجاهد : أراهم الله اياة في منامة قليلا , وأخبر النبي صلي الله علية وسلم أصحابة بذلك فكان تثبيتا لهم .
قال سيد قطب : والرؤيا صادقة في دلالتها الحقيقية , فقد راهم النبي قليلا وهم كثير عددهم , ولكن قليل غناؤهم , قليل وزنهم في المعركة . . . الخ .
ولما تقابل الطرفان وجها لوجة تكررت الرؤيا النبوية الصادقة في صورة عيانية من الجانبين , بحيث يري المؤمنون الكافرين قلة , ويري الكافرون المؤمنين قلة , بحيث أن كلا من الفريقين أغري بخوض المعركة .
والسبب في أن الكافرين يرون المؤمنين قلة ; كما قال الرازي : ألا يستعد الكافرون كا الاستعداد , وأن يجترؤوا علي المؤمنين معتمدين علي قلتهم , ثم تفجؤهم الكثرة فيدهشوا ويتحيروا . . . الي أن قال : وفي التقليل من الطرفين معارضة تعرف بالتأمل .
اذا الكافرون كانوا في الحقيقة كثير , والمؤمنون قلة , ورؤية النبي صلي الله علية وسلم لهم قليل في الرؤيا , جاء لحكمة عظيمة , وهي أن يجرأ الله المؤمنين علي الكافرين في ميدان القتال , وهذا مما ساعد المؤمنين علي تحقيق النصر , والله أعلم .
ويوجد صورة قريبة من هذة , فالأقارب أحيانا ينوب بعضهم عن الاخر في المنام , فقد نري العم , ويكون المعني عم اخر , وقد نري أحد الاخوة , ويكون المعني منصرفا لأخ اخر , وهكذا .
إسرافيل عليه السلام
من رآه في منامه ينفخ في الصور، وظن أنه سمعه وحده دون غيره فإنه يموت. وإن كان يظن أن أهل ذلك الموضع سمعوا ظَهَرَ في ذلك الموضع موت ذريع. وقيل: هذه الرؤيا تدل على بسط العدل بعد انتشار الظلم. ورؤية اسرافيل عليه السلام دالة على تجهيز الجيش والأسفار والمشقة والخوف والجزع والتوعد وقضاء الديون والمجازاة بالأعمال. وتدل رؤيته أيضاً على عمران الخراب. وقيل: إن نفخته الأولى تدل على الوباء، والثانية تدل على الحياة والخلاص من الطاعون.
ومن رأى عيسى عليه السلام، دلت رؤياه على أنّه رجل نفاع مبارك كثير الخير كثير السفر، ويكرم بعلم الطب، وبغير ذلك من العلوم.
أخبرنا الشريف أبو القاسم جعفر بن محمد بمصر، قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني، قال أخبرنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي، قال حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال حدثنا موسى بن جعفر الرضا عن أبيه عن جده، قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: رأيت عيسى بن مريم عليه السلام في النوم، فقلت يا روح الله إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش؟ قال إنقش عليه لا إله إلا الله الحق المبين، فإنّه يذهب الهم والغم. وقيل إن رأت امرأة عيسى بن مريم عليه السلام وهي حامل، ولدت ابناً حكيماً.
فإن رأى كأنّه يعادي جبريل وميكائيل أو يجادلهما، فإنّه في أمر يحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة، وكان رأيه موافقاً لرأي اليهود، نعوذ بالله.
وإن رأى أنّه أخذ من جبريل طعاماً، فإنّه يكون من أهل الجنة إن شاء الله وإن رآه حزيناً مهموماً أصابته شدة وعقوبة، لأنّه ملك العقوبة.
ومن رأى كأنّ الملائكة يسلمون عليه، أتاه الله بصيرة في حياته وختم له بالخير.
وحكي أنّ شمويل اليهودي التاجر، رأى في منامه وكان في سفر، كأنّ الملائكة يصلّون عليه، فسأل معبراً، فقال إنّك تدخل في دين الله وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: " هو الّذي يُصلّي عَلَيْكًمْ وَمَلَائِكتُهُ ليُخْرِجكُمْ مِنَ الظلُمَاتِ إلى النُّور " . فأسلم وهداه الله وكان سبب إسلامه أنّه وارى رجلاً مديوناً فقيراً عن غريم له كان يطلبه.
ومن رأى أنه ينازع انسانا في أمر أبهم عليهما فإنه يدل على أنه محاكمة إلى الشرع الشريف ويعود أمره إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " ، وقيل المنازعة مع النسوة والصبيان الصغار ليست بمحمودة.
رؤيته في المنام دالة على الهم والنكد، إلا أن يكون له ولد عقه، فإنه يرجع إلى طاعته، وربما دلّت رؤيته على البشارة والأمن من الخوف. وقيل: من رأى اسحق عليه السلام أصابته شدة من بعض الكبراء والأقرباء، ثم يفرج اللّه عنه، ويرزقه عزاً وشرفاً، ويكثر الملوك والرؤساء الصالحون من نسله، هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله، فإن رآه متغير الحال ذهب بصره، وربما دلّت رؤيته على الخروج من هم إلى فرج، ومن ضيق إلى سعة ومن معصية إلى طاعة، ومن عقوق إلى صلة. ومن رأى أنه تحول إلى صورة إسحاق عليه السلام ولبس ثوبه فإنه يشرف على الموت، ثم ينجو منه.
حواء عليها السلام
تدل رؤيتها في المنام على البركة في الزرع، والثمار ونتاج الأولاد، وإدرار الفوائد من الصناعة كالنسيج والحراثة والحدادة وغير ذلك. وربما دلت رؤية آدم وحواء عليهما السلام على النقلة منمحل شريف إلى ما دونه، وعلى الزلل والوقوع في المحذور، وشماتة الحاسدين، وعلى الهموم والأنكاد من الجيران. وتدل رؤيتهما على النكد من الأزواج والأولاد، وعلى قبول المعذرة والتوبة والندم على ما فات. فإن رأت المرأة حواء عليها السلام في المنام أدخلت الهموم والأنكاد وربما ابتليت في نفسها ببلوى شديدة لأنها أول من حاضت من النساء، وربما عالجت الحبل والولادة، وربما رزقت أولاداً صالحين. وإن كانت مفارقة لزوجها او غائبة عنه، عادت إليه، واجتمعت به، وربما رزقت رزقاً حلالاً من كدها. وربما كان من نسلها من يسفك الدم، و يقتل النفس التي حرم اللّه تعالى قتلها. ومن رأى حواء عليها السلام فإنه يغتر بقول امرأة. ومن رأى حواء عليها السلام بوجه جميل فإنها أمه لأنها أم المسلمين. وأن كان في غم فرج عنه. وإن نفذّ كلام امرأة تدم وزالت رئاسته.
ومن رأى إبراهيم عليه السلام، رزق الحج إن شاء اللهّ، وقيل أنه يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم ثم ينصره الله عليه وعلى أعدائه، ويكثر الله له النعمة ويرزقه زوجة صالحة. وقيل أنّ رؤيا إبراهيم عليه السلام عقوق الأب.
وحكي أنّ سماك بن حرب كف، فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينيه، وقال إئت الفرات فاغتمس فيه، يرد الله عليك بصرك، فلما انتبه فعل ذلك، فأبصر.
ومن رأى أنه قد أُغشي عليه، فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة، تدل على اطهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى، وقيل عامة الأمراض، في الدين، لقول الله تعالى: " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " . إلا أنّها توجب صحة البدن. فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب، أصابه جراحة. لقوله تعالى: " أوْ كُنْتُم مَرْضَى أنْ تَضَعُوا أسلحتكم " .
يعني جرحى.
ومن رأى ملك الموت عليه السلام مسروراً مات شهيداً، فإن رآه باسراً ساخطاً مات على غير توبة، ومن رأى كأنّه يصارعه فصرعه مات، فإن لم يكن صرعه أشفى على الموت ثم نجاه الله، وقيل من رأى ملك الموت طال عمره.
وحكي عن حمزة الزيات قال: رأيت ملك الموت في النوم، فقلت يا ملك الموت نشدتك بالله هل ذلي عند الله من خير؟ قال نعم، وآية ذلك أنّك تموت بحلوان، فمات بحلوان، فإن رأى كأنّ ملكاً من الملائكة يبشره بابن، رزق ابناً عالماً رضياً وجيهاً، لقوله تعالى: " إن الله يُبَشِّرًكَ بكَلِمَةٍ منه " 0 الآية وقوله: " إنّما أنا رسُولً ربِّكِ لأهَبَ لكِ غُلاماً زَكيّاً " . وإن رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه، خرج من الدنيا شهيداً.
والآفة في الأصابع: دليل على محنة الولد. فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات. وقيل من رأى كأن خنصره قطعت غاب عنه ولده. ومن رأى بنصره قطعت، فإنّه يولد له ولد. ومن رأى الوسطى قطعت، مات عالم بلده أو قاضيها، فإن رأى كأنّ أربع أصابعه قطعت، تزوج أربع نسوة فيمتن كلهن، وقيل من رأى كأنّه قطع اصبع إنسان، أصابه بمصيبة في ماله. وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومص الأصابع زوال المال. وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم.
وأما الأظفار: فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد الدين والأمور وقيل انّ طول الأظفار غم، ومن رأى كأنّه لا ظفر له، فإنّه يفلس. فإن رأى كأنّ أظفاره مكسورة كلها، فإنّه يموت وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع، فإنّه يموت.
وأما الصدر: فمن رأى أنّه توجع صدره، فإنّه ينفق مالاً في إسراف من غير طاعة الله، وقد عوقب عليه.
والزكام: يدل على مرض يسير يتعقبه عافية وغبطة. والبرسام، فمن رأى أنّه مبرسم، فإنه رجل مجترىء على المعاصي، وقد نزل به عقوبة من السلطان.
ومن رأى أن النور يصعد من ضريح النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بهاء في دينه وذاته، ومن رأى أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة لقوله عليه السلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
دانيال عليه السلام
من رآه في المنام ينال علماً، ويناله الأذى من ملك جبار. ومن رأى كأنه قد حمل دانيال عليه السلام على عاتقه، فوضعه على جدار، أو كلّمه، أو بشّره ببشارة، أو ألعقه بيده عسلاً صار إماماً من أئمة التعبير.
من رآه في المنام أصاب قوة وسلطانا، ووقع في خطأ ثم ندم وزهد وابتُلي بسلطان ظالم ثم نجاه اللّه تعالى منه، وظفر به، ونصره عليه، ورزقه الملك والشرف. وقيل: من رأى داود عليه السلام فإنه يكون في تلك البلدة ملك عادل، أو رئيس فاضل، أو قاض حكيم منصف، وإن كان رئيس تلك البلدة ظالماً بدلّه اللّه تعالى رئيسا عدلاً، وإن كان قاضيا جائرا بدله اللّه تعالى مكانه قاضيا عدلاً في حكمه. ورواية داود عليه السلام تدل على الخلافة، وربما دلّت رؤيته على الامتحان بالنساء، أو على التلاوة والتسبيح والطرب والتلحين في القراءة، وتدل رؤيته على الإقلاع عن الذنوب والتوبة، والرجوع إلى اللّه تعالى، وقبول توبته، وربما دلّت رؤيته على السلاح وما يُعمَل من الحديد، وإن كان الرائي يصنع ذلك استفاد منه نعمة طائلة، وربما هانت عليه المصائب. وتدل رؤيته على حسن العاقبة. ومن رأى أنه تحوّل إلى صورة داود عليه السلام أو لبس ثوبا من ثيابه فإن كان ممن يليق به القضاء والحكومة نال ذلك، وإن لم يكن يليق به ذلك، فإن كانت معيشته وصناعته من الحديد أو بالحديد أفاد مالاً وإن لم يكن له شيء من ذلك، فإن كان رجلاً صالحاً بُشر بازدياد الخير وكثرة البكاء والخشوع والحزن، إن كان ظالماً جائراً، أو رآه يتوّعده أو رآه عابس الوجه فليتق اللّه تعالى وليصلح شأنه.
لوط عليه السلام
رؤيته في المنام تدل على الأنكاد والهموم من قومه وزوجته، وربما انتصر الرائي على أعدائه، ورأى فيهم المقت من اللّه تعالى. وتدل رؤيته على الطمس والخسف والهلاك. وإن رأت امرأة امرأة لوط في المنام خرجت عن طاعة زوجها، وسعت في فساد حاله، وربما تهلك. وإن رآها الناس كافة ظهر الفساد في النساء في تلك المنطقة. ومَن رأى لوطاً عليه السلام فإنه إنذار له على عمله عمل قوم لوط.
ميكائيل عليه السلام
تدل رؤيته في المنام على نيل المنى في الدارين لمن كان تقياً. وإن كلمة الرائي فينال نعمة وسروراً ويدخل الجنة لأنه ملك الرحمة. ورؤية ميكائيل دالة على الخصب والرزق والبركة وكثرة الأمطار. وربما دلّت رؤيته على الجدب أو على حمل المرأة العقيم وتيسير العسير. وإن رآه مسافراً خيف عليه. وربما تعطل عن سفره لأنه يتولى الأمطار وهي معطلة للحركة. رؤيته لمن يتضرر بالأمطار هموم وأنكاد، ولأرباب الفلاحة أرزاق وأرباح. ومن تحول في صورة ميكائيل نال خصباً ومالاً، وحسنت سريرته.
ومن رأى الخضر عليه السلام، دل على ظهور الخصب والسعة بعد الجدوبة، والأمن بعد الخوف، وقال بعضهم: من رأى كأن بعض الأنبياء ضربه نال مناه في الدنيا ديناً ودنيا، ومن رأى كأنّه بنفسه تحول نبياً معروفاً، نالته الشدائد بقدر مرتبة ذلك النبي في البلاء، ويكون آخر أمره الظفر، ويصير داعياً إلى الله سبحانه وتعالى.
وأما الأصابع: فولد الأخ، على القول الذي قيل أنّ اليد أخ. وتشبيكها من غير عمل بها ضيق اليد. والاشتغال بشغل أهل البيت، وبني الأخوة، بأمر قد حزَّبهم يخافون منه على أنفسهم، وقد تظاهروا في دفعه وكفايته.
وقيل أصابع اليد اليمنى، هي الصلوات الخمس، والإبهام صلاة الفجر، والسبابة صلاة الظهر، والوسطى صلاة العصر، والبنصر صلاة المغرب، والخنصر صلاة العتمة، وقصرها يدل على التقصير والكسل فيها، وطولها يدل على محافظته على الصلوات، وسقوط واحدة منها، يدل على ترك تلك الصلاة. ومن رأى إحدى الأصابع موضع الأخرى، فإنّه يصلي تلك الصلاة في وقت الأخرى. فإن رأى كأنه عض بنان إنسان، دل على سوء أدب المعضوض، ومبالغة العاض في تأديبه. فإن رأى كأنّه يخرج من إبهامه اللبن، ومن سبابته الدم، وهو يشرب منهما يباشر أم امرأته أو أختها. وفرقعة الأصابع تدل على كلام قبيح بين أقربائه. فإن رأى الإمام زيادة في أصابعه، كان ذلك زيادة في طمعه وجوره وقلة إنصافه.
وحكي أنّ هارون الرشيد رأى ملك الموت عليه السلام، قد مثل له، فقال له: يا ملك الموت كم بقي من عمري؟ فأشار إليه بخمس أصابع كفه مبسوطة، فانتبه مذعوراً باكياً من رؤياه، وقصها على حجام موصوف بالتعبير، فقال: يا أمير المؤمنين، قد أخبرك أنّ خمسة أشياء علمها عند اللهّ، تجمعها هذه الآية: " إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ الساعَةِ " الآية. فضحك هارون وفرح بذلك.
وأصابع اليد اليسرى أولاد الأخ والأخت، والأظافير مقدرة الرجل في دنياه، وبيض الأظفار يدل على سرعة الحفظ والفهم، ورؤية الأظفار في مقدارها صلاح الدين والدنيا. والمعالجة بها دليل الاحتيال في جمع الدنيا، وطولها مع حسنها مال وكسوة، وإعداد سلاح لعدو، أو حجة أو مال، يتقي بذلك شرهم. وطولها بحيث يخاف انكسارها، دليل على تولي غيره إفساد أمر بيده، لإفراطه في استعمال مقدرته. فإنّه يخرج زكاة الفطر فإن رأى كأنّ شيخاً أمره بقلمها، فإن وجده يأمره بالقيام بتعهد نفسه وصيانة جاهه.
وخضاب أصابع الرجل بالحناء، دليل على كثرة التسليح، وخضاب أصابع المرأة بالحناء يدل على إحسان زوجها إليها. فإن رأى كأنّه خضبتها فلمٍ تقبل الخضاب فإن زوجها لا يظهر حبها. فإن رأى الرجل كفه مخضوبة خضاباً وحشاً، نال كداً في معاشه، فإن كانت يده اليمنى مخضوبة خضاباً وحشاً، دلت رؤياه على أنّه يقتل رجلاً. فإن رأى كأنّ يديه مخضوبتان بالحناء، فإنّه يظهر ما في يده من خير أو شر، أو من ماله أو من مكسبه أو صناعته. فإن رأى يديه منقوشتين بالحناء، فإنّه يحتال حيلة من البيت، ليصرف بعض أثاث البيت في نفقته لقلة كسبه، ويشمت به عدوه، ويناله ذل. فإن رأت امرأة يدها منقوشة، فإنه تحتال لزينتها في أمر هو حق. فإن كان النقش بالطين، دل على كثرة تسبيحها. فإن رأت نقش يديها قد اختلط بعضه ببعض، أُصيبت بأولادها. فإن رأت كأن يدها مخضوبة بالذهب أو منقوشة به، فإنها تدفع مالها إلى زوجها أو يصيبها منه فرح، فإن رأى رجل أنّه مخضوب أو منقوش بالذهب، فإنّه يحتال حيلة يذهب فيها ماله أومعيشته.
وأما شعر الإبط: فإنّ طوله دليل على نيل الحاجة، لقوله تعالى: " واضْمُمْ يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بيضاء مِنْ غَيْرِ سوء " ويدل على دين صاحبه وكرمه. فإن رأى شعر إبطه كثيراً، فإنه رجل يطلب بجلادته جمع المال في العلم والولاية والتجارة وغيرها، ولا يرجع إلى المرأة والدين. فإن كان فيه قل كثير دل على كثرة العيال.
وقيل من رأى أنه يحاصر قوما ورمى عليهم بأنواع آلات القتال فإنه ينازع مع قوم ويرميهم بالكلام فإن أصاب ما رمى به شيئا أثر كلامه، وإن لم يصب لم يؤثر وكذلك ان رأى أنه يرمي عليهم من أعلى شيء مما ذكر.
إسماعيل عليه السلام
من رآه في المنام فينال فصاحة ورئاسة، ويبني للُه مسجداً. وربما دلّت رؤيته على أن إنساناً وعده بوعد وهو في قوله صادق. وقيل: إن من رآه رُزق السياسة. وقيل: إن من رأى إسماعيل عليه السلام أصابه همُ من جهة أبيه، ثم يسهل اللّه تعالى ذلك عليه.
جبريل عليه السلام
من رآه في المنام مستبشراً به، وكان يكلمه بكلام خير وموعظة أو وصية أو بشرى فإنه ينال شرفاً وعزاً وقوة وظفراً وبشارة. وإن كان مظلوما انتصر، وإن كان مريضاً شفي، وإن كان خائفاً شعر بالأمن، وإن كان في هم فرج اللّه عنه، أو لم يحج حج. وإن رأى كأنه يعادل جبريل وميكائيل عليهما السلام فإنه يوافق رأي اليهود في الجبر، ويباشر أمراً فيه الخلاف على اللّه تعالى. ومن رأى أنَ جبريل عليه السلام يسلم عليه فإنه يصير عالماً رفيعا، ويسمو ذكره، ويعز بين نظرائه. ورؤية جبريل عليه السلام تدل على رسول الملك، وعلى الأمين على الأسرار، وعلى البشارة بحمل الأولاد الذكور. كما تدل رؤيته على التعبد، أو العلم، وعلى تعليم الأسرار لأربابها. وتدل رؤيته على سريان الروح فيمن يشرف على التلف والموت. وربما دلّت رؤيته على التنقل والحركات والجهاد والنصر على الأعداء، وتدل رؤيته على الاطلاع على العلوم الشرعية والتنجيم وغيرهما. ومن رأى جبريل عليه السلام حزينا مهموما أصابته شدة وعقوبة. ومن رأى أنه صار في صورة جبريل عليه السلام فإنه يكون سخياً كثير الخير والبركة.
عيسى عليه السلام
مَن رآه في المنام فإنه رجل مبارك كثير الخير، كثير السفر، صاحب نسك ويرضى بالقليل ويرزق معرفة الطلب، أو أنه لا يصيبه مكروه في تلك السنة، أو يصير زاهداً سائحاً في الأرض وينجو مما يخاف. ومَن رآه كثيراً فإنه يرزق علم الطب. ومَن رآه في مدينة أو جامع وكان الناس في شدّة أو بلاء فإنهم ينجون من ذلك لأنه روح اللّه ورحمته، وإن كانت أمه معه فهي آية عظيمة تظهر في ذلك المكان. ومَن رأى أنه تحوّل في صورته أو لبس ثوباً من أثوابه وكان سلطاناً عظم سلطانه، وإن كان عالماً كثر نفعه وظهرت فضائله، وإن كان طبيباً كثر توفيقه. وإن رآه وكان خائفاً أمن، وتدل رؤياه على العز والبركة أينما حلّ، وإذا رآه المريض نجا وشفي. ورؤياه تدل على ظهور شيء يتعجب الناس منه، وعلى حصول العدل والرخاء. والمرأة الحامل إذا رأت عيسى عليه السلام ولدت غلاماً طبيباً. ورؤيا عيسى عليه السلام تدل على الشك في الدين، فإن اليهود قالوا: قتلناه وصلبناه، قال تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم). وقال تعالى: (وقالت النصارى المسيح ابن الله). وقال تعالى: (ما اتخذ اللّه من ولد). وربما اتهم الرائي بتهمة وهو منها بريء، أو ربما كذب عليه أو على أمه. وربما دلّت رؤيته على البشارة لأنه بشّرنا بالنبي صلى اللّه عليه وسلّم. وربما دلّت رؤيته على إجابة الدعاء أو على الغضب والسخط ولأن الذين سألوا المائدة ولم يؤمنوا بها ولا بعيسى مسخوا خنازير، كما مسخ الذين اعتدوا في السبت من قوم موسى عليه السلام قردة. وتدل رؤيته على التردد من مصر إلى الشام ومن الشام إلى مصر، وإن كان الرائي خامل الذكر في بدء أمره دلّ على حسن توفيقه لأنه ينزل من السماء في آخر الزمان ويقتل الدجال ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً. وهذا النزول يدل على البركات وهلاك الكافرين ونصر المؤمنين.
عليق
الحلم بثمر العليق يدل على شرور كثيرة.
يدل تجميعها على سوء الحظ أما تناولها فيدل على خسارات.
إذا حلمت بالعليق وهو يربكك فسوف يكون هذا رسول شر. سوف تقام ضدك دعاوى قضائية، ومرض مؤذ يهاجمك أو يهاجم بعض أفراد عائلتك.
نوح عليه السلام
من رآه في المنام فإنه يعيش عيشاً طويلاً، وتصيبه شدة عظيمة، وأذى من الناس، ثم يظفر بهم ويُرزق أولاداً ويكون شكوراً. وقيل: من رأى نوحاً عليه السماء فيكون عالماً مجتهداً في طاعة اللّه تعالى حليماً ذا أعداء، وينصر عليهم وينال ولاية عظيمة. وقيل: رؤيته تدل على كثرة المطر في ذلك العام، أو أنه رجل له أعداء وجيران يحسدونه وسينجو منهم، وينتقم اللّه تعالى منهم. وقيل: إن رؤيته تدل على هلاك الكفار وأمان المؤمنين ونجاتهم، وإن رؤي في قحط دلّ على كثرة الأمطار، وإن رؤي في سفينة دلّ على نجاتها ونجاة من فيها، وقد تدل رؤيته على قوة أهل البدع والفجور وضعف أهل الإيمان. وتدل رؤيته على طول العمر في طاعة اللّه تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن كان الرائي ملكاً عصته رعيته. وتدل رؤيته على النَوح من اسمه. وتدل رؤيته على معاداة الأهل وانتصار عليهم، أو على القحط وغلاء الأسعار. وربما دلّت رؤيته على تفريج الهموم ونزول الغيث، وربما دلّت رؤيته على صنعة النجارة وتسوية السفن والأسفار في البحار، وتدل رؤيته على كل من له علم بأنساب الآدميين والحيوان أو الطير وربما ارتد أحد أولاده عن دينه أو سنته، وامتحن لأجل ذلك بمحنة، ومات عليها عاصياً. وإذا رأت المرأة نوحاً دلّ على عصيانها لزوجها.
ومن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى وقال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي وقيل رؤيته عليه السلام تدل على سعادة العقبى، وقيل ان كان مغلوباً ينتصر على أعدائه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى.
ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه الشريفة ويحصل للناس على يديه خير، وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود، وإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك.
ومن رأى آدم عليه السلام جماله وبهائه ولي ولاية إن كان أهلا وإلا نال من كبير عزا أو دل على أنه أذنب ذنبا فليتب فإن رأى أنه كلمه حصل له علم ومعرفة ومن رأى شيت نال نعمة وفرحا ومن رأى إدريس نال عزا ودرجة عالية
ومن رأى نوحا عمر طويلا وأصاب شدة وأذى ويظفر ويرزق أولادا من زوجة دينة
ومن رأى هودا يسلط عليه قوم سفهاء جهال وينجو ويفوز برشد وخير ومن رأى صالحا ناله هم من سفهاء ثم يظفر أو يكون في أمره صالحا وفي قوله صادقا ومن رأى لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره محمودة أو يكون له امرأة فاسقة وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب
ومن رأى إبراهيم فإنه يحج أو يرزق محبة الله ويذهب همه وغمه وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وينصر وقيل يعق أباه
ومن رأى إسماعيل نال فصاحة ورياسة وعمر مسجدا أو يوعده أحد بوعد يصدق فيه ومن رأى ومن رأى أيوب أصابه بلاء ثم يخلص ويعوض خيرا وإن كان مريضا أو له مريض حصل له الشفاء من الله تعالى
ومن رأى يونس فإنه يعجل في أمر يصيبه من حبس وضيق ثم يخلص
ومن رأى داود ولي ولاية وربما ابتلي بسبب امرأة وربما كان عنده شيء مدخرا فأثر فيه السوس ومن رأى سليمان ولي ولاية ورزق فقها ومن رأى زكريا نال عند كبره ولدا تقيا ومن رأى يحيى نال ورعا وتقوى أو صار ذا جاه ودولة وبشارة تأتيه ومن رأى عيسى صار زاهدا عابدا كثير السفر ومن رأى إلياس فإن له دعوة مجابة على أعدائه ومن رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلا وربما دل على خصب بعد غلاء ومن رأى لقمان رزق حكمة أو ولدا صالحا ومن رأى نبيا من الأنبياء عليهم السلام في موضع فإن كان أهله في حرب ظفروا بعدوهم وإن كانوا في كرب أو قحط فرج الله عنهم ومن رأى أنه يزور نبيا من الأنبياء حيا أو ميتا فإن كان تقيا زاد في تقواه وإن كان عاصيا تاب الله عليه أو دل على أنه يزوره كما رأى أو دل على أنه من أهل الجنة أو حصل له خير وبركة ومن رأى أحدا منهم وهو في صورة حسنة حصل له صلاح في دينه ودنياه وإن رأى فيه نقصانا وعلى غير صورة حسنة دل على نقصان دين الرائي ومن رأى أنه نبي من الأنبياء فإنه يموت شهيدا ويقتر في رزقه ويرزق الصبر على المصائب ويصير بعد إلى الظفر ومن رأى ضريح نبي من الأنبياء فهو حصول خير وبركة وقيل يكون في شفاعته وإن كان عزبا يتزوج وقال بعضهم من رأى أنه يزور ضريح أحد من الأنبياء أو من الصحابة أو من الصالحين فإنه يفرج همه وغمه وتكفر ذنوبه
فمن رآه في المنام دلّ على الشهادة. ومن رآه غضبان فإنه يموت على غير توبة. ومَن صارع عزرائيل أو غلبه فإنه ينجو من مرض، وإن غلبه عزرائيل فإنه يموت. وقيل: مَن رأى عزرائيل طال عمره وإن عزرائيل عليه السلام أطول عمراً من جميع الخلائق. وقيل: مَن رأى عزرائيل فإنه يدخل في أمر لا بد له منه. وقيل: رؤياه خوف عظيم. ومَن صار في صورة عزرائيل فإنه يقهر الناس وتجري على يديه أمور عظيمة. ومَن رأى أنه يقبل ملك الموت فيصيبه ميراث. ورؤية عزرائيل عليه السلام دالة على تفرقة الجمع، وموت المرضى، والهدم والحريق، والأخبار المزعجة، مما يوجب الصراخ واللطم والبكاء. وربما دلّت رؤياه على كساد المعاش، والقعود عن الكسب، والسجن ونسيان العلم، وترك الصلاة ومنع الزكاة، وغلاء الأسعار. وربما دلّت رؤيا إسرافيل وعزرائيل على إرغام الأعداء وتكذيب المكذبين بالبعث والنشور.
قيل إن من رأى آدم، اْغترّ بقول بعض أعدائه، ثم فرج عنه بعد مدة. فإن رؤي متغير اللون والحال، دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان، ثم على العودة إلى المكان الأول أخيراً.
ومن رأى شيئاً عليه السلام نال أموالاً وأولاداً وعيشة راضية.
رؤيا أم حبيبة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتزوجها .
فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أرى في النوم كأن اتيا يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتزوجني قالت: فما هو إلان أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها
أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك
فقلت: بشرك الله بخير وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك .
ج : هذا السؤال يذكرني بقول ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان الرجل في حياة الرسول صلي الله علية وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلي الله علية وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلي الله علية وسلم وقد سبق أن ذكرت الحديث في موضع سابق(1), وجوابأ على السؤال : فقلة الرؤى لدى انسان لا تدل على
شيء كما أن كثرتها لا تدل على شيء من صلاح أو فساد ولا يجب على الإنسان أن يكون متوترا ان رأى رؤيا مفزعة , فيضطرب ويحزن ويبدأ بالبحث عمن يعبرها له , بل يتعامل مع الأمر كما ورد في السنة أنه اذا رأى ما يفرحه فليحمد الله وان رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وليتفل ثلاث مرات ولا يحدث بها أحدأ فإنها لا تضره.
روى البخاري عن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم يقول :" الرؤيا الحسنة من الله فاذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به الأ من يحب , واذا رأى ما يكره قليتعوذ بالله من شرها
وليتفل ثلاث مرات ولا يحدث بها أحدا فانها لن تضره ".
إذا حلمت بالصعود إلى علية فإن هذا يعني رغبتك في ملاحقة النظريات تاركاً وقائع الحياة الباردة للآخرين والذين هم أقل مقدرة منك على تحملها. بالنسبة للفقراء يبشر هذا الحلم بظروف أسهل. بالنسبة للمرأة يعني هذا الحلم أن عليها أن تكبح غرورها وأنانيتها.
إذا حلمت أنك في علية فإن هذا يدل على أنك تضمر آمالاً سوف تخفق بسبب ماديتها.
إذا حلمت فتاة أنها تنام في علية فإن هذا ينبئ بأنها سوف تفشل في إيجاد رضى في مهنتها الحالية.
" العلية: موضع يقع تحت سطح المنزل مباشرة " .
مقام إبراهيم عليه السلام
من رأى في المنام أنه جاء المقام وصلى فإنه رجل مؤمن يحفظ الشريعة، وُيرزَق الحج، لقوله تعالى: (فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم). ومَن دخل مقام إبراهيم وكان خائفاً أمن، وربما دلّ دخول المقام على تولية المنصب الجليل، أو التصدي لإفادة العلم، أو الوراثة من أبيه أو أمه. وربما دلّ الجلوس في المقام على الوقوف عند الحد حتى ينتقل.
تساءلت عن مسألة علمية مهمة في علم التعبير، وهي ما عنونت له مقالتي هذه، فأقول عنها:
بداية فالرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، وهذا ثابت بنص السنة الصريحة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[الرؤيا من الله والحلم من الشيطان] متفق عليه.
والشيطان تعهد بعداوة دائمة لكل إنسان، فعداوته لا تنفك عنهم في النوم فيأتي بالأحلام المفزعة لهم، أو اليقظة بما سيرد من صنوف للأذى، والله سبحانه وتعالى يقول:
[وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ] أي نسبب له شيطانا جزاء له على كفره " فهو له قرين " قيل في الدنيا , يمنعه من الحلال , ويبعثه على الحرام , وينهاه عن الطاعة , ويأمره بالمعصية ; وهو معنى قول ابن عباس .
ولذا فالأحلام المفزعة تكثر على من ابتعد عن الذكر وهجر الطاعة وصلاة الجماعة، وتأمل قول الله تعالى عن أوليائه: [ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة...] وفسرت البشرى بالرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
فالأحلام تقل أو تنعدم على أولياء الله، لأن أعمالهم جعلتهم في معزل عن أذى الشيطان الرجيم، ومن أهمها الإيمان والتقوى.
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرى الحلم أبدا، وهكذا بقية الأنبياء والدليل على ذلك حديث:
عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرين من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير]﴾ صحيح مسلم.
ومن أعطي هذه الكرامة في اليقظة، فلا يمنع من إعطائها له في النوم، فلا يرى الحلم أبدا بمعناه الشرعي الذي قررناه في بداية هذا المقال. والله أعلم
يحيى عليه السلام
من رآه في المنام فإنه يؤتى ورعاً وتقى، وعصمة من الآفات، ولا يكون له نظير، لقوله تعالى: (لم نجعل له من قبل سميا). وقوله: (وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين). ومن رأى يحيى عليه السلام فإن ذلك حياة ودولة وبشارة تأتيه.
من رأى عزرائيل ملك الموت فليستعد للموت، وإن كان هناك عليل يدل على موته، وربما دل على عدو قاصد فليعتبر بسوء أحوال الرؤيا وما تدل عليه من صلاح وفساد.
ومن رأى أنه يقبله فيدل على حصول ميراث، وقيل تدل على تفرق جماعة أو حدوث أمر مكروه.