رأيت مدينتي حماه مغطاة بالثلج
ولكن هي في الأحوال الطبيعية لا يهطل الثلج بهذه الكثرة
وقد كنت في المنام سعيدة ومذهولة من جماله
لأنني انابطبيعتي أحب الثلج
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير رؤية الثلج من خلال أفضل إجابة
وأما الضراط: فمن رأى أنّه بين قوم خرجت منه ضرطة من غير إرادة، فإنّه يأتيه فرج من غم وعسر ويكون فيه شنعة. فإن ضرط متعمداً وكان له صوت عال ونتن، فإنه يتكلم بكلام قبيح، أويعمل عملاً قبيحاً وينال منه سوء الثناء على قدر نتنه، والتشنيع بقدرذلك الصوت. فإن رأى له نتناً من غير صوت، فإنّه ثناء قبيح من غيرتشنيع على قدر نتنه، وإذا ضرط بين قوم، فإنّهم إن كانوا في غم أو هم فرج عنهم، وإن كانوا في عسر تحول يسراً. فإن ضرط بجهد، فإنّه يؤدي ما لا يطيق. فإن ضرط سهلاً، فإنه يؤدي ما يطيق.
ومن الرؤيا التي تحققت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة البحر الذين غزوا قبرص في زمان عثمان -رضي الله عنه-
والذين غزوا الروم في زمان معاوية -رضي الله عنه- .
فعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب
إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكان أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يارسول الله؟
قال: (ناس من أمتي عرضوا على غزاه في سبيل الله يركبون ثيج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو قال: مثل الملوك على الأسرة)
يشك إسحاق فقلت: يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم أستيقظ وهو يضحك فقلت : ما يضحكك
يارسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة) كما قال في الأولى
قالت: فقلت: يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: (أنت من الأولين) قال: فركبت البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها
حين خرجت من البحر فهلكت .
الفائدة ::::
وأم حرام بنت ملحان هي أخت أم سليم وهي خالة أنس بن مالك .
ترجم البخاري لهذا الحديث بقوله: (باب رؤيا النهار) قال: وقال ابن عون عن ابن سيرين: رؤيا النهار مثل رؤيا الليل وذكر
الحافظ بن حجر عن علي بن أبي طالب القيرواني أنه قال: لافرق في حكم العبارة بين رؤيا الليل والنهار وكذا رؤيا النساء والرجال.
وعن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أستيقظ وهو يضحك فقلت:
تضحك مني يارسول الله؟ قال: (لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة) قالت :
ثم نام ثم استيقظ أيضا يضحك فقلت: تضحك يارسول الله مني؟ قال:(لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون
قليلة غنائمهم مغفور لهم)
قلت: ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها قال: فأخبرني عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم
وهي معنا فماتت بأرض الروم .
** رؤيا أم الفضل.
فعن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل -رضي الله عنها- قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رأيت في منامي
في بيتي أو حجرتي عضوا من أعضائك قال: (تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه) فولدت فاطمة حسنا فدفعته إليها فأرضعته
بلبن قثم .
وفي رواية: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجزعت من ذلك فأتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: (خيرا تلد فاطمة) الحديث .
إذا رأيت الثلج في الحلم فإن هذا يعني المرض وتدهور الأحوال وشؤون التجارة.
إذا وجدت نفسك في عاصفة ثلجية فإن هذا ينبئ بالحزن والخيبة على فشلك في تحقيق رغبات طالما حلمت بها. سوف تواجه بعض العوائق بعد هذا الحلم على الأغلب.
إذا أكلت ثلجاً في حلمك فإن هذا ينذر بالفشل في تحقيق أحلامك. إذا رأيت ثلجاً ملوثاً فإن هذا يدل على أن ثمة من سوف ينال من كبريائك وسوف تسعى إلى المصالحة مع أناس كنت قد أسأت إليهم. إذا رأيت الثلج وقد ذاب فإن مخاوفك سوف تنقلب إلى سعادة وفرح.
إذا رأيت جرفاً ثلجياً ينهار وأنت وراء نافذة فإن هذا يدل على لقاء غاضب مع حبيبتك وسوف يتعمق الخلاف مع ضيق ذات اليد.
إذا رأيت قمم الجبال عن بعد وهي مغطاة بالثلوج فإن هذا يعني أن طموحاتك ومساعيك لن تثمر في شيء.
إذا رأيت الشمس تشرق على أرض يغطيها الثلج فإن هذا يدل على أنك سوف تقهر الحظ التعيس وتقف على قدميك.
إذا حلمت فتاة أنها تنتقل فوق الثلج بواسطة مركبة فإن هذا يدل على معارضة من هم حولها لاختيارها للشخص الذي تحبه وسوف يسبب لها سلوكها كثيراً من المشاكل مع الآخرين.
إذا حلمت أنك تلعب بكرة من الثلج فسوف تتعرض لمشاكل وأقاويل تمس سمعتك وسوف تتعرض للهزيمة إذا لم تكن قادراً على التفكير بشكل منطقي.
إذا حلمت أن الثلج يحيط بك من كل صوب أو أنك ضللت طريقك وسط الثلوج فسوف تواجه موجات متواصلة من خيبات الأمل وسوء الحظ.
تأويل رؤيا جهنم نعوذ ب الله منها
أخبرنا أبوعمرو محمد بن جعفر بن مطر، قال: حدثنا حمد بن سعيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكرابسي، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الحكم بن ظهير، حدثنا ثابت بن عبد الله بن أبي بكرة عن أبيه عن جده، قال: من رأى أنّه يحرق، فهو في النار. فإن رأى كأنّ ملكاً أخذ بناصيته فألقاه في النار، فإنّ رؤياه توجب له ذلاً. فإن رأى مالكاً خازن النار طلقاً بساماً، سر من شُرطي أو جلاد أو صاحب عذاب السلطان. فإن رأى النار من قريب، فإنّه يقع في شدة ومحنة لا ينجو منها، لقول الله تعالى: " وَرَأى المجْرِمُونَ النّارَ فَظَنّوا أنّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ولمِ يَجدوا عَنْها مَصْرِفا " . وأصابه خسران فاحش، لقوله عزّ وجلّ: " إنّ عَذَابَها كَان غَرَامَا " . وكانت رؤياه نذيراً له ليتوب من ذنب هو فيه.
وأما أكل لحم الإنسان فمن رأى أنه يأكله وكان لما يأكله أثر ظاهر فإنه يأكل من مال ذلك الإنسان إن عرفه وإن لم يعرفه فهو حصول مال على كل حال وإن لم يكن له أثر ظاهر فإنه يغتابه ومن رأى أنه يأكل لحم نفسه فإنه يصيب مالا كثيرا وسلطانا عظيما ومن رأى أنه يأكل لحم عدوه فإنه يظفر به
عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني رايت في المنام عنما سوداء يتبعها غنم يا أبا بكر اعبرها) .
فقال أبو بكر: يارسول الله هي العرب تتبعك ثم تتبعها العجم حتى تغمرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هكذا عبرها الملك بسحر) .
والصلب: موضِع الرزانة، وموضع الولد والقوة، فمن رأى صلبه قوياً، رزق عقلاً وقيل ولداً قوياً، وقيل الصلب رجل شديد يعتمد عليه، وطول القد بالمقدار محمود، وفوق الحد دليل على قرب الأجل، وذهاب الحياة، وكذلك قصره دليل على قصر العمر والجاه. والسمن والقوة في البدن قوة الدين والإيمان فإن رأى كأنّ جسده جسد حية، فإنّه يظهر ما يكتم من العداوة. فإن رأى كأنّ له إلية كإلية الكبش، فإن له ولداً مرزوقاً يعيش بعده. ومن رأى أن جسده من حديد أو من حجارة، فإنّه يموت. فإن رأى زيادة في جسده من غير مضرة، فهو زيادة في النعمة عليه، وجاء رجل خاملِ الذكر، قليل المال إلى معبر فقال: رأيت كأنّ جسدي ازداد وتضاعف، وكان لي نوراً وبهاء، وكأني تزهدت، وأنا أسيح في الجبال والمفاوز. فقال المعبر: ستكون أهلاً لذلك، وتصيب ملكاً وتصير ذا مال وعز. فلم يلبث أن خرج مع الغزاة، وكان شجاعاً، فهزم المشركين ونال مالاً وغنائم.
عن أم هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان قالت: أغفى عثمان فلما استيقظ قال: إن القوم يقتلونني قلت كلا يا أمير المؤمنين قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر قال: قالوا: (أفطر عندنا الليلة) أو قالوا: (إنك تفطر عندنا الليلة).
وفي رواية من حديث ابن عمر أن عثمان -رضي الله عنه- أصبح يحدث الناس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الليلة في المنام فقال: (يا عثمان أفطر عندنا) فأصبح صائما وقتل من يومه رواه بنحوه أحمد في المسند وهو حديث صحيح
ومعنى هذه الآية، أنَّ الله يُنهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم
( وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا )
أي وقت النوم يحبسها عن التصرف كأنها شيء مقبوض فالتي حكم عليها بالموت حال النوم يقبضها حال النوم، ويرسل الأخرى التي لم يحكم عليها بالموت فيعيش صاحبها إلى نهاية أجله.
قال ابن عباس وغيره من المفسرين: إنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله منها فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح إلى أجسادها.
( أبو بكر الجزائري _ص1124)
فالموت الحقيقي يسمى الوفاة الكبرى، ووفاة النوم تسمى وفاة صغرى، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه
يقول: (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ))، فسمى النوم موتاً.
وشاهد هذا من السنة أعني مسك الروح ما أخرجه الشيخان من حديث الدعاء قبل النوم،
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا أوى أحدُكُم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).
والشاهد في إمساك الروح في المنام وإرسالها، ولأن الشيء بالشيء يذكر،
كان واحدٌ ممن اشْتُهر بالطاعة والصلاة والصيام والصدقة
دائماً ما يشكو عدم رؤياه لأبيه المتوفى، مع كثرة اشتهاره برؤية الموتى وأحوالهم، وكثيراً ما سُئِلَ من القريبين منه عن موتاهم، وكان يعجب من عدم رؤيته لأبيه،
وذاتَ مرًّة لقيته فرحاً مستبشراً مسروراً، وقل ما شئت من الصفات الحسنة عن حالته، وقبل أن أسأله عن سرِّ سروره، بادرني وكأنما كشف عن سؤالي بقوله، رأيت أبي البارحة، رأيت أبي البارحة، وقص عليّ رؤياه،
فقلت له: خيراً رأيت وشراً كُفيتَ إن شاء الله، الحمد لله هذه رؤيا خير لك، وقد نفع الله بك والدك فرفعه الله إلى منزلتك، هكذا نحسبك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحداً،
( وقد اتفق أهل السنة أنَّ الأموات ينتفعون من سعي الأحياء، بدعائهم واستغفارهم لهم والصدقة والصوم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال، وقد فُصّل هذا الكلام في شرح العقيدة الطحاوي للعلاّمة ابن أبي العز الحنفي ص115 وما بعدها)
فبكى كثيراً وحمد الله واستغفر، وقد ثبت أنَّ أرواح الأموات متفاوتة في مستقرّها في البرزخ أعظم تفاوت،
فمنها: أرواح في أعلى علّيين كأرواح الأنبياء،
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر كبعض الشهداء، ومنهم مَن يكون محبوساً على باب الجنة، ومنهم مَن يكون محبوساً في قبره، ومنهم مَن يكون مقرُّ باب الجنة، ومنهم من يكون محبوساً في الأرض
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
58 - عن ابن عباس قال : كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي - صلي الله عليه وسلم - أقبل يمشي حتي وطىء علي عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال : وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقالت: حجراً وستراً قال هشام : الحجر تنفي عن نفسها ذاك، ثم رأت في المنام ليلة أخري أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتي أموت وتزوجين من بعدي فاشتكي السكرات من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلاً حتي مات وتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وأما اللطم فحصول مصيبة أو أمر مكروه أو هم وغم وندامة وأما النياحة فإنها أمر مهول وفعل ما لا يجوز وربما كانت نازلة ولا خير فيمن رأى ذلك خصوصا إن كان بالصراخ فتكون المصيبة أعظم
عن ابن مسعود-رضي الله عنه-وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -رضى الله عنهم -: أن فرعون رأى في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس
حتى أشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل وأخربت بيوت مصر,فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عن رؤياه فقالوا له:
يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه-يعنون بيت المقدس-رجل يكون على وجهه هلاك مصر فأمر ببني إسرائيل أن لايولد لهم غلام إلا ذبحوه ولا يولد لهم جارية
إلا تركت .
عن ابي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت
منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش على مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي,فقالت: مابال سيدنا قد
أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى,وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل
لأني كنت كبير قومي,فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت
نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا,ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت
رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع
أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال:
النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها,فانتبهت مذعورا فزعا,فرأيت وجه الكاهنتة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك
المشرق والمغرب ويدين له الناس,ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود قال: فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم,قد خرج ويقول
(كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين,فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).
** رؤيا أم سلمة في قتل الحسين .
فعن رزين -وهو الجهني- قال: حدثتني سلمى -وهي البكرية- قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني في المنام وعلى رأيه ولحيته التراب فقلت: مالك يارسول الله؟ قال: (شهدت قتل
الحسين انفا) وفي رواية قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يبكي وعلى رأسه ولحيته التراب .
وقد انتقم الله تبارك وتعالى من قتلة الحسين رضي الله عنه على يد المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب فتتبعهم وقتلهم وقد رأى
الشعبي في ذلك رؤيا رواها الطبراني في (الكبير) عن الشعبي قال: رأيت في النوم كأن رجالا نزلوا من السماء معهم حراب
يتتبعون قتلة الحسين رضي الله عنه قما لبث أن نزل المختار فتلهم .
قال الهيثمي: إسناده حسن .
س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟
نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي "(1) .
وفي رواية عنه: "من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.
وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : "من راني فقد رأي الحق " , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2).
والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . ".
فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : "فقد رأي الحق " أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3).
وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك.
وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : " فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها .
قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما
استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5)" واما معنى :" لكأنما راني في اليقظة " ففيه اقوال :
احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ .
والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم يره .
والثالث : يراه في الأخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك
____________________________
( 1 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 24 ).
( 2 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 26 ).
( 3 ) انظر: ابن حجر - المرجع السابق
( 4 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389) والنووي مرجع سابق -(15/25).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389).
ماذا عن رؤية الحيات والثعابين , وهل لها معني محددا ؟
رؤية الحيات بشكل عام مفزعة جدا ، وهي سبع الإنسان ، والإنسان سبعها ، فتخافه ويخافها ، وقد جوز لنا النبي صلى الله عليه وسلم قتلها في الحل والحرم في حديث خمس يقتلن في الحل والحرم وذكر منها في إحدى الروايات : الحية .
بالنسبة لكاتب هذة السطور ، فتختلف المعاني لرؤية الثعابين ، حسب وقت الرؤى ؛ صيفا أو شتاء ، فرؤيتها في الشتاء قد تكون أخف وطأة ، بل قد تكون مؤشرا على تحسن الحالة الطبية أو المرضية للرائي، والكل يعرف الرابط بين الحية والدواء ، وقد تكون مؤشرا على الشفاء من السحر، والرابط بين الحية والسحر واضح ، وأقصد به سحر السحرة حين أصبحت الحبال كأنها حيات ، فأبطل موسى سحرهم بحية حقيقية ، ولذا فلتعلم أيها المعبر أن رؤية الحية في الشتاء خاصة قد يدل على الشفاء من السحر ! وأعلم أنك قد تتفاجأ من هذا الكلام، ولكن هذه هي الحقيقة التي توصلت لها بعد النظر والتحليل والدراسة .
الحيات شتاء قد تكون دلالة على الأمطار ، وهذا الاستنباط من معناها اللغوي ، فهي حية والماء جعل الله لنا كل شيء حي منه، وتأمل كلمة حي !
قد يكون لرؤية الحيات الصغيرات معنى ساراً للمرأة المتزوجة، وهو أنها ستحمل ومن ثم ستلد، فالحيات الصغيرة كناية عن وجود روح أو حياة لكائن صغير جديد، وهو هذا المولود الصغير الذي سيولد بإذن الله.... وهنا فرمز كهذا، قد يخوف صاحبه، ولكن وكما تلاحظون فمعناه سار.
الحيات الطويلة بخاصة، قد تكون رمزا للأمعاء وما يجري فيها من راحة أو مرض، أو قد تكون رمزا للأقارب، وقد يكون لوقت الرؤيا؛ صيفا أو شتاءا أكبر دور لتحديد المعنى، سواء معنى حسن أو معنى سيء، فالحية صيفا وفي الغالب لها معنى سيء، وأما شتاءا ففي الغالب لها معنى حسن، ويبقى مسألة إيقاع المعنى المناسب على الرؤيا، وحسب معلومات صاحبها، على المعبر، وكلٌ وبراعته.
وأما قتل الحية , فمحمود في الصيف , وقد يدل علي قضاء دين , أو انتهاء من معمعة الامتحان والمذاكرة , وقد يدل علي انتهاء عداوة مع قريب , وقد يكون دلالة علي تخلص من معاملة محرمة , أو سلوك محرم , سواء فعلي أو قولي , وقد يكون زوال مشكلة مع ولد من أولادة , أو لولد من أولادة , وقد يكون معناة انهاء علاج مفيد.
والعكس في الشتاء فقتلها قد يكون لة معاني سيئة في الغالب , من مثل : قطعية رحم وخلاف بين الأقارب , قطع برنامج علاجي , انقطاع أو قلتة , تبذير مال أو صرفة , اهمال من يعول من ولد أو زوجة , ويبقي أن أقول : بأن كل رؤية ولها ظروفها , حسب باقي الرموز , ولذا فقد يختلف المعني تماما من رؤيا الي أخري تبعا لهذة المتغيرات , وما يهم كاتب هذة السطور ألا يربط بين رؤية الحيات , وبين دلالات مفزعة , مثل : الاصابة بالعين أو السحر أو المرض , وغير ذلك .
ما الرأي الذي يتبناة الكاتب فيمن استخار ثم رأي رؤية ؟
نظرا لكثرة السائلين عن هذة المواضيع , وبخاصة من الفتيات اللاتي يتقدم لهن خاطبون , ويستخرن الله من أجلهم
ويسألن الله أن يريهن رؤيا تعينهن على معرفة ما إن كان في هذا المتقدم خير لهن ، وبعضهن قد تجعل الرؤى المتولدة في ظل هذه الظروف أساسا لرد ، أو قبول هذا الخاطب !!!
ولمن يستغرب من فعل النساء ، أزيده فأقول إن هناك من الآباء من يتقدم له خاطب لابنته ، فيكتب لي ويسألني ، بعد الاستخارة عن أحلام رآها ، وقد تكون رؤى ، وهو حائر أمامها ؛ هل يمضي الخطبة أو يرد الخاطب ؟ ولي هنا عدة وقفات ، آمل تأملها والتمعن فيها لمن يندرج عليه الوصف السابق : 1/ من تقدم لها خاطب فعليها سلوك طريق العلم لا الحلم !! 2/ على من تقدم لها خاطب السؤال عن دينه ، وخلقه ، وأمانته ، وهذا يتم عادة بواسطة الولي ، من أب ، أو أخ أو نحوهما ، وبعد السؤال يسلك طريق الاستخارة ولا مانع من تكرارها ، وبعدها ينظر في رأي البنت ، وبعد الرؤية الشرعية تقرر وتحسم أمرها ، وهكذا يكون قرارها عن علم وحكمة ، وليس عن أحلام أو رؤى . 3/ ألحظ كثيرا ممن يكتب لي من النساء بخاصة ، أنها تفرط كثيرا في قبول من يتقدم لها بوقت مبكر ، وتتحجج بحجج غير منطقية ، ومنها : الدراسة ، صغر العمر ، كبر سن الخاطب نوعا ما ، عدم التكافؤ المالي أو الوظيفي أو في النسب ، وبعض هؤلاء الفتيات ترفض لا لسبب ، ولكن لأنها لم تجد من ينصحها ، أو يلح عليها بالقبول ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، قال عن البكر : وأذنها سكوتها ... كدليل على الحياء ، أو عدم القدرة في التصريح بالموافقة ، فيظن ممن حولها أنها رافضة ، وهذا يدعوني لأن أقول إن على الولي مهمة كبيرة في تسيير الزواج وإمضائه ، أو عرقلته – إن صح التعبير – . 4/ على ولي المرأة أو الفتاة عدم إقحام الأحلام أو الرؤى في اتخاذه لقراره ،إما بالموافقة أو عدمها ، وغالب الأحلام التي ترى وتتولد في مثل هذه الظروف ، هي من قبيل الأضغاث التي هي من حديث النفس . 5/ على الفتيات عدم التفريط بأول العمر ، ولتعلم أنها كلما عجلت بسن زواجها كان خيرا لها ، وتستطيع بالحب والعشرة والتراضي والتفاهم مع الزوج بحث أي موضوع ؛ أن تدرس ، أو تكمل دراستها ، أو تعمل....الخ 6/ إن التجربة قد دلت على أن المرأة تفضل الزواج ، أو الحمل والإنجاب ، أكثر من الدراسة أو العمل ، ولذا فلا أرى سببا يجعل الفتاة تؤخر زواجها بحجة إكمال الدراسة ، وما أدراها أن هناك من سيتقدم لها ؟ ، وما أدراها أن الخطاب سيستمرون في طرق بابها ؟ واسألوا كثيرا ممن فاتهن الزواج ، أو فاتهم السن الذهبي للزواج ، وكان رفضهم بسبب العمل ، أو تكوين النفس ، أو الدراسة ، وستجدون أن أكثرهم ، وأكثرهن ، يتمنون أنهم متزوجون ولهم عائلة ، وأولاد . 7/ ليس شرطا أن من استخار الله من الفتيات ، أو الآباء ، أو الأمهات ، يرى رؤيا صالحة ، وفيما ما لو رأى مثل هذه الرؤيا الصالحة ؛ فليس شرطا أن يعرف تفسيرها الصحيح ، أو ُيخبر به من المعبر؛ فقد يكون التعبير مخالفا للحال ،أو مجانبا للحقيقة - وهذا وارد من المعبرين- فهم بشر يخطئون ويصيبون ، ولا عصمة إلا لنبي . 8/ أغلب الأحلام التي رئيت بعد الاستخارات ، مجال الصدق فيها قليل ، إن لم يكن معدوما ؛ فمن استخار ، أو من استخارت في شئ ، فإن التفكير يكون منصبا عليه ، حال اليقظة ، وقبل النوم ، وهذا يجعل الإنسان المستخير قد يرى شيئا له علاقة بموضوع استخارته ، وهو بسبب التفكير به ، في حين يظن صاحبه أنه رؤيا صادقة ، ولا بد من تعبيرها ، واتخاذ القرار على ضوئها ، إلا أن الذي أراه أنها من أضغاث الأحلام . 9/ قد يرى المستخير أو المستخيرة رؤيا ليس فيها رموز مباشرة بالموضوع المستخار من أجله ، فهنا قد يكون في رؤيته معنى يمكن أن يكون فيه دلالة للمستخير ، وكل هذا على حسب تعبير المعبر للرؤيا . 10/ قد يكون هناك نوع من الرؤى له دلالة قوية للمستخير ؛ وذلك إن كان الرائي شخص بعيد عن المستخير ، ولا يعرف بأخباره التي جّدت واستخار من أجلها ، ومن ثم رأى رؤية ذات علاقة مباشرة بهذا المستخير، وما استخار من أجله ، وهذا يرد ويحصل كثيرا جدا ، ويكون في هذا النوع من الرؤى درجة كبيرة من الصدق ، وبخاصة إن كان الرائي مشهودا له بالصدق والصلاح . 11/ لعل من طريف ما يقال هنا ما يحكى عن الهنود الأقدمين ، أنهم كانوا يقولون : الليل يأتينا بالنصيحة ، وذلك أنهم يكتشفون من خلال أحلامهم مؤشرا على حظهم الجيد ، أو السيء ، وهذا المعنى موجود في معنى الرؤيا الحسنة ومشروعية الاستبشار بها والإخبار بها وانتظار تحققها .
رؤية الموتى بشكل عام ، أو رؤية أحد من مات للرائي بشكل خاص لا تدل على قرب الأجل ولا يجوز لأحد أن يقول بهذا ، ولا التصديق به ،
وإني أتعجب من الذين يروعون الناس ، ويزعمون أن بعض الرؤى لها علاقة بآجالهم ! إن الموت حق وكل الناس سيدخلون مع بابه ، ولكن لا أحد يعلم بهذا إلا الله ، فلا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وهذا من الأمور التي استأثرها الله بعلمه ، ويدل عليه قوله تعالى :
[ إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في
الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري
نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير . ] لقمان : 34
وقد يقول قائل أن عمـر رضي الله عنه رأى ديكا ينقره ثلاث نقرات ، فعبرها بموته بعد ثلاث ،
أو بقتله على يد أعجمي ، والرد على هذه الرواية إن صحت ، أن عمر كان ملهما ؛ يجري الحق على لسانه ، وقد وافقه القرآن في ستة مواضع ، ومن منا ، أو المعبرين كعمر ؟ إذا ملك الرؤيا لا يعلم بموعد الموت ،
فلا تصدق إذا ما جاءك أحدهم ، وأفزعك بخبر عن موعد موتك ، من خلال رؤية رأيتها ، واطمئن ، وطب نفسا.
وأما الملامسة فمن رأى أنه يلامس ما لا يحل له فإنه يرتكب أمرا مكروها وقيل من رأى أنه يلامس أحدا فإنه يختبره وقيل من رأى أنه يلامس من يحبه فهو مسرور ومن رأى أنه لامس فأنزل فإنه حصول مراد ومن رأى أنه لامس فأنزل ووجب عليه الغسل بطلت رؤياه لأنه من فعل الشيطان فهو مال من كنز والمني الأصفر ولد كثير الأمراض والأحمر وقد قصير العمر والأسود أهل بيته وقال بعضهم رؤية الجنابة مال ونعمة وقال بعضهم الجنابة والمني بمعنى واحد والمني غيره وتعبيره بالفرح والسرور وقيل المني يعبر بحصول المال وذهابه فإن قال الرائي رأيت أن المني خرج مني فهو خروج مال وإن قال جائني المنى فهو حصول مال وقال جعفر الصادق رؤية الجنابة تدل على ثلاثة أوجه ولد وحصول مال وخروجه
وأما رؤية الحيتان ودواب الماء فمن رأى أنه اصطاد سمكا أو نحوه طريا فإنه يصيب مالا وغنيمة وخيرا على قدرها في الكثرة والكبر وإن كانت حيتانا صغارا فإنها هموم وأحزان تصيبه في طلب رزقه وإن كانت كبارا وصغارا فإنها بمنزلة الكبار ومن رأى أنه اصطاد حوتا طريا من ماء صاف فأكل منه فإنه يصيب قرة عين وإن كان الماء كدرا أصابه هم وحزن وإن اصطاد صغارا مما يكره الناس فإنه يقع بينه وبين أصهاره خصومة شديدة وصيد سمك كبار من نهر عميق خير ما يكون لصاحبه ومن رأى أنه أصاب سمكة أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين ومن رأى أنه أصاب حوتا مالحا فإنه يصيبه هم من قبل الملوك ولا خير في الحوت المالح ومن رأى أنه طلب حوتا في حوض أو بركة فانفلت منه فليبادر غريمه فإنه يريد أنه يجحد ماله ومن رأى حوتا كبيرا فاغرا فاه فإنه سجن له ومن رأى أنه أصاب في بطن سمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين أو أكثر فإنه يصيب من امرأة يتخذها غلاما أو غلامين أو أكثر على قدر اللآلئ وإن أصاب في بطنها خاتما فإنه دولة وعز لصاحب الرؤيا ومن رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
لمن تولى الخلافة بعده ..
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو
فنزعت منها ماشاء الله ثم أخدها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت
غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بمطن).
وتأويل الحديث ظاهر من قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله -تعالى- وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم
أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم واخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها صلى الله عليه وسلم أتم القيام
ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم
من الباب الذي خرجوا منه ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وححصل في زمانه عدة انتصارات عليهم ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة
أن عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكانت ولاية عمر -رضي الله عنه- حسنة من حسنات أبي بكر -رضي الله عنه-
وكانت مدة ولاية أبي بكر -رضي الله عنه- سنتين وشهرين تقريبا فكانت مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه
أنه نزل بالدلو ذنوبا أو ذنوبين ثم قام عمر -رضي الله عنه- بعده بامور المسلمين أكثر من عشر سنين ففتح الله له الفتوح الكثيرة
بالشام والعراق وخراسان ومصر وغيرها من الأمصار وأذل الله به امم الكفر ودون الدواوين وقام بتدبير أمور المسلمين أتم القيام وكان
مضرب المثل في العدل والحزم وحسن السيرة فكانت أعماله في ولايته مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه من قوة
نزعه للماء وإرواء الناس حتى ضربوا بعطن .
وقوله: (وفي نزعه ضعف) قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته .
وقال النووي في (شرح مسلم): ومعنى ضرب الناس بعطن أي أرووا إبلهم ثم اووها إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد
السقي لتستريح .
قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في خلافتهما وحسن سيطرتهما وظهور اثارهما
وانتفقاع الناس بهما وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته واثار صحبته .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر فقام به أكمل قيام وقرر قواعد الإسلام ومهد أموره وأوضح أصوله وفروعه ودخل الناس
في دين الله أفواجا وأنزل الله -تعالى-: (اليوم أكملت لكم دينكم). (سورة المائدة الأية 3) .
ثم توفى صلى الله عليه وسلم فخلفه أبو بكر -رضي الله عنه- سنتين وأشهرا .
وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (ذنوبا أو ذنوبين) وحصل في خلافته قتال أهل الردة وقطع دابرهم واتساع الإسلام ثم توفى
فخلفه عمر -رضي الله عنه- فاتسع الإسلام في زمنه وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها
من الماء الذي به حياتهم وصلاحهم وشبه أميرهم بالمستقي لهم وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم وأما قوله صلى الله عليه وسلم
في أبي بكر -رضي الله عنه-: (وفي نزعه ضعيف) فليس في حط من فضيلة أبي بكر ولا إثبات فضيلة لعمر عليه وإنما هو إخبار
عن مدة ولايتهما وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها ولاتساع الإسلام وبلاده والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات ومصر
الأمصار ودون الدواوين .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (والله يغفر له) فليس فيه تنقيص له ولا إشارة إلى ذنب وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم
ونعمت الدعامة وقد سبق في الحديث في صحيح مسلم أنها كلمة كان المسلمون يقولونها افعل كذا والله يغفر لك.
قال العلماء: وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر وصحة ولايتهما وبيان صفتها وانتفاع المسلمين بها وقوله صلى الله عليه وسلم :
(فلم أر عبقريا من الناس بفري فريه) أما يفري فبفتح الياء وإسكان الغاء وكسر الراء وأما فريه فروي بوجهين:
أحدهما فرية بإسكان الراء وتخفيف الياء .
والثاني: كسر الراء وتشديد الياء وهما لغتان صحيحتان .
وأنكر الخليل التشديد وقال: هو غلط واتفقوا على أن معناه لم أر سيدا يعمل عمله ويقطع قطعه وأصل الفري بالإسكان القطع .
وقوله صلى الله عليه وسلم (حتى ضرب الناس بعطن) قال القاضي: ظاهرة أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة وقيل يعود إلى
خلافة إبي بكر وعمر جميعا لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر وضرب الناس بعطن لأن أبا بكر قمع
أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفهم وابتدا الفتوح ومهد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
أنتهي كلام النووس ملخصا .
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أعطي مفاتيح خزائن الأرض .
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على المبيت ثم أنصرف إلى المنبر فقال:
(إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ماخاف عليكم أن تشركوا بعدي
ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلام وبينما أنا نائم إذ جئ بمفاتيح خزائن الأرض
فوضعت في يدي) فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: لقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتشلونها .
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): قال أهل التعبير: المفتاح مال وعز وسلطان فمن رأى أنه فتح بابا بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس وإن
رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطانا عظيما .
ونقل عن الخطابي أنه قال: المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة .
وقال غيره: بل يحمل على أعم من ذلك قال الحافظ: ومفاتيح خزائن الأرض المراد منها ما يفتح لأمته من بعده من الفتوح وقيل: المعادن . قلت: وهذا
هو المطابق للواقع في زماننا كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وقال الحافظ في الكلام على قوله وأنتم تنتشلوها من النثل بالنون والمثلثة أي تستخرجونها تقول: نثلت البئر إذا استخرجت ترابها .
وقد ظهر مصداق حديثي عقبة وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في زماننا حيث ظهرت ابار البترول والماء البعيد في أعماق الأرض وما ظهر أيضا من معادن الذهب
وغير ذلك من خزائن الأرض التي لم يتمكن الناس من الوصول إليها إلا في هذه الأزمان .
رؤيا جويرية بنت الحارث
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
59 - عن حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي - صلي الله علية وسلم - بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتي وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحداً من الناس حتي قدم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتي كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرب إلا بجارية من بنات عمي تخبرتي الخبر فحمدت الله - عز وجل - (2).
الثلج والجليد والبرد: كل هذه الأشياء قد تدلت على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام، وعلى العذاب والأغرام النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه، وبالبلد الذي نزل به، وكذلك الحجارة والنار، لأنّها تفسد الزرع والشجر والثمر، وتعقل السفن، وتضر الفقير وتهلكه في القر والبرد، وتسقم في بعض الأحيان، وربما دلت على الحرب والجراد وأنواع الجوائح، وربما دلت على الخصب والغنى وكثرة الطعام في الأنادر، وجريان السيول بين الشجر.
فمن رأى ثلجاً نزل من السماء وعم في الأرض، فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه، دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب، حتى يملأ تلك الأماكن بالإطعام والإنبات، كامتلائها بالثلج، وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها، فإنّ ذلك دليل على جور السلطان وسعي أصحاب الثغور. وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره، غالباً على المساكن والشجر والناس، فإنّه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم، أو جائحة على أموالهم، على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها. وكذلك إن رأى في الحضارة، وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات، فإنّ ذلك عذاب وبلاء وأسقام، أو موتان أو غرام يرمي عليهم وينزل عليهم، وربما دل على الحصار والقلة عن الأسفار وعن طلب المعاش.
وكذلك الجليد: لأنّه لا خير فيه، وقد يكون ذلك جلداً من الشيطان، أو ملك أو غيره وأما البرد: فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئاً ولا ضر أحداً، فإنّه خصب وخير، وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر، وعلى القطا والعصفور، فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية، ويجمعونه في الأسقية. وكذلك الثلج أو الجليد، فإنّها فوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض، وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات، فإنّه جوائح وإغرام ترمى على الناس، أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب، وأما من حمل البرد في منخل أو ثوب، أو فيما لا يحمل الماء فيه، فإن كان غنياً ذاب كسبه، وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها، وإن كان فقيراً فجميع ما يكسبه ويفيده لا بقاء له عنده، ولا يدخر لدهره شيئاً منه، وقال بعضهم: الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته، وقبح كلامه لهم، ومن رأى الثلج يقع عليه، سافر سفراً بعيداً فيه معزة. والثلج هم إلا أن يكون من الثلج قليلاً غير غالب في جنبه وموضعه الذي يثلج فيه الموضع، وفي الذي لا ينكر الثلج فيه، فإن كان كذلك، فإنَّ الثلج خصب لأهل ذلك الموضع، وإن كان كثيراً غالباً لا يمكن كسحه، فإنّه حيئنذٍ عذاب يقع في ذلك المكان.
ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف، فإنّه يصيبه فقر، ومن اشترى وقر ثلج في الصيف، فإنّه يصيب ما لا يستريح إليه، ويستريح من غم بكلام حسن، أو بدعاء لمكان الثلج، فإن ذاب الثلج سريعاً، فإنّه تعب وهم يذهب سريعاً، فإن رأى أنّ الأرض مزروعة يابسة وثلوجاً، فإنّه بمنزلة المطر، وهو رحمة وخصب. ومن ثلج وعليه وقاية من الثلج، فإنّه لا يصعب عليه، لما قد تدثر وتوقى به، وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك، وقيل من وقع عليه الثلِج، فإن عدوه ينال منه. ومن أصاب من البرد شيئاً معدوداً، فإنه يصيب مالاً ولؤلؤاً.
وقيل: البرد إذا نزل من السماء، تعذيب من السلطان للناس، وأخذ أموالهم.
والنوم على الثلج يدل على التقيد، ومن رأى كأنّ الثلج علاه، فإنّه تعلوه هموم، فإن ذاب الثلج زال الهم.
وأما أصل القر، ففقر. والجليد هم وعذاب، إلا أن يرى الإنسان أنّه جعل ماء وعاء فجمد به، فإنَّ ذلك يدل على إصابة مال باق. والمجمدة بيت مال الملك وغيره.
رأى أنّه دخل الجنة: فهو يدخلها إن شاء الله تعالى، وذلك بشارة له بها لما قدم لنفسه أو يقدمه من خير. فإن رأى أنّه أصاب من ثمارها أو أكلها أو أعطاه غيره، فإنّ ثمار الجنة أعمال البر والخير، فهو ينال من البر والخير بقدر ذلك. فإن أصابها ولم يأكل منها شيئاً، أو لم يصل لمأكلها، فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به. وإن أعطاها غيره انتفع بعلمه غيره. وأما رياضها وبناؤها فهي بعينها كهيئتها. وأما نساؤها، فهن أمور من أعمال البر على قدر جمالهن. فإن رأى أنّه كان في الجنة مقيماً فيها لا يدري متى دخلها، لا يزال منعماً مفضلاً عزيزاً مصنوعاً له في أموره، مدفوعاً عنه المكاره حتى يخرج منها إلى خير إن شاء اللهّ.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الله تعالى في المنام تؤول على سبعة أوجه حصول نعمة في الدنيا، وراحة في الآخرة، وأمن وراحة، ونور وهداية، وقوة للدين، والعفو والدخول إلى الجنة بكرمه، ويظهر العدل ويقهر الظلمة في تلك الديار، ويعز الرائي ويشرفه وينظر إليه نظرة الرحمة.
ومن رأى أحداً من التابعين اعطاه شيئاً أو كلمة أو خالطه فإنه حصول خير على كل حال ما لم يكن في الرؤيا ما ينكر في اليقظة فيؤول بحسب ذلك وقيل رؤيا التابعين تدل على اتباع معروف وسلوك طريق الخير.
من رأى أحداً من أصحاب الوظائف الدينية فهو خير وبركة ونعمة وإن كان من أصحاب الوظائف الدنيوية فازدياد رزق وتجديد أمر وقيل شروع في مهم وإن كان من أرباب البيوت فتعبيره قريب من شغله مثاله البيا البابية فنظافة وصلافة، والشريدارية أمانة ونظافة، والفراشين ذهاب غم وأنس ما لم يصدر منهم كنس فإن صدر فليس بمحمود وسيأتي بيانه، والركبدارية شجاعة وإقدام وقيل وكذب وإفساد وفلسفة كذلك خدام الاصطبل، وأما الهجانة فعلى وجهين إما بشارة وإما مصيبة، وإما المبردارية والكلانرة فلا خير ولا خيرة وقيل نجاسة في الأثواب، وأما رؤيا الطيور فيأتي تعبيره في بابه وأما رؤيا جماعة المطبخ فكثرة كلام يقع وتعب في طلب الرزق، وأما السقاؤون فديانة وتقي وخصب وربما يعمل عملا حسنا، وأما البوابون فمن رأى أنه صار بوابا ولم يعاين الباب فإنه تقضي حوائجه خاصة والله أعلم بالصواب.
وأما السلخ فمن رأى أنه يسلخ أحدا فإنه يأخذ ماله وسلخ البهائم حصول مال ومن رأى أنه شرح لحمه من غير أن تتفرق اعضاؤه فإنه يقال فيه كلام أو يصاب بعض أمواله ومن رأى أنه ينتشر بمنشار فإنه يرزق ولدا أو أخا أو أختا ومن رأى أنه سلخ برفق فإنه يصيب خيرا ويزوج امرأة وينال منها خيرا وإن كان فاسقا دل على موته
وأما الجنائز فمن رأى أن جماعة ماشين في جنازة فإنه يدل على أن صاحب الجنازة يسود على تلك الجماعة أو على مقدارهم من الناس لكنه يقهرهم ويظلمهم ومن رأى أنه سقط من جنازته فإنه يقع من مرتبته وعزه وجاهه ومن رأى أنه حامل جنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال ومن رأى الناس يزدحمون على جنازته وهو مرفوع على أيديهم فهو ينال سلطانا ورفعة ومن رأى الناس يبكون خلف جنازته حمدت عاقبته وكذلك إن أثنوا عليه ودعوا له ومن رأى جنازة في سوق فإنه يدل على نفاق السلع التي بذلك السوق ومن رأى أن جنازة تسير في الهواء فإنه يدل على موت رجل كبير ومن رأى جنازة تسير على الأرض وهو موضوع بها فإنه يركب في سفينة ومن رأى أن جنازة كبيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يركبون الفواحش
ومن رأى أنه ذبح بقرة وحشية وأكل من لحمها فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء ومن رأى أنه ذبح ظبية فإنه يفتض جارية ومن رأى أنه ملك ظبيا أو ظبية فإنه يصيب غلاما أو جارية ومن رأى أنه رمى ظبيا أو ظبية للصيد وأصابه فإنه يصيب غنيمة وإن لم يصبه فإنه ما يرجوه من ذلك ومن رأى أنه قتل ظبيا أو مات بيده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء ومن رأى أنه أصاب أرنبا فإنه يصيب امرأة سوء
وأما الطير فمن رأى أنه أصاب نسرا أو ملكه وكان له مطواعا فإنه يصيب مالا عظيما ويستمكن من سلطان أو ذي سلطان ومن رأى أنه أصاب من لحم النسر ومن ريشه فإنه يصيب مالا من سلطان وشرفا ورفعة ومن رأى أنه يركب على ظهر نسر فإنه يظفر بسلطان قوي ومن رأى أنه احتمله فطار به حتى بلغ السماء أو دونها فإنه يسافر سفرا بعيدا في سلطان ويعلو ذكره فإن رأى أنه لم يرجع من السماء إلى الأرض فإنه لا يتم له أمره ويزول عنه سلطانه وماله
وأما النمل فمن رأى في داره نملا كثيرا فإنه يكثر عدد أهل تلك الدار ونسلهم فإن كان في رؤياه ما يدل على مال فإنه يصيب أموالا كثيرة ومن رأى أن نملا يخرج من أرضه أو من داره فإن عدد ذلك بالموضع يقع فيهم موت أو جلاء عام
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
لم يترك الأب الحنون والشيخ الجليل ابنه في ذلك المكان الموحش القفر بصحراء مكة , دون أن يحن إليه ويذكره , ودون ان يزروه بين الحين والحين ,
وفي إحدى هذه الزيارات , وكان الغلام قد شب وارتحل , أطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل , رأي الخليل - عليه الصلاة والسلام -
أنه يؤمر بذبح ولده هذا , ولما كانت أنبياء الله تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم , فإن ( رؤيا الأنبياء وحي ) , ولهذا صمم الخليل على تنفيذ
أمر ربه , ولم يثنه على عزمه هذا , أن أسماعيل وحيده , وأنه قد رزق به وهو شيخ كبير , على رأس ست وثمانين سنة من عمره ,
وبعد أن ظل يرجوه أعواما وأعواما , رغم ذلك كله , فإن خليل الله قد عقد العزم على إنجاز ما امر به , بإيمان المؤمنين ,
وأستسلام المسلمين لله وحده , مما يدل على منتهى الطاعة والامتثال لأمر الله , وهذا هو الإسلام بعينه , إذ أن الإسلام هو الطاعة والأمتثال لله , وهو دين الأولين والأخرين ,
ولهذا فقد وصف الله - سبحانه وتعالى - هذا الأمر بقوله تعالى ( إن هذا لهو البلاء المبين ) من سورة العافات الأية 106
على أن الخليل إنما رأي أن يعرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا .
ولنقرأ هذه الأيات الكريمات ( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين , رب هب لي من الصالحين , فبشرناه بغلام حليم , فلما بلغ معه السعي قال يابي إني أري في المنام أني أذبحك
فانظر ماذا ترى , قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين , فلما أسلما وتله للجبين , وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزؤ المحسنين ,
إن هذا لهو البلاء المبين , وفديناه بذبح عظيم , وتركنا عليه في الأخرين , سلام على إبراهيم , كذلك نجزي المحسنين , إنه من عبادنا المؤمنين , وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ).
وأما رؤيا كل من الفتيين فقد ذكرهما الله -تعالى- في قوله : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أعصر خمرا وقال الأخر إني أراني أحمل فوق رأسي
خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) . سورة يوسف الأيام 41 .
ثم أخبرهما بتأويل كل منهما فقال ( ياصاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الأخر فيصلب فتأكل الطبي من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )
سورة يوسف الأية 36 .
وقد وقع تأويل يوسف عليه السلام كما أخبر , فأحدهما صلب حتى أكلت الطير من رأسه , والأخر خرج من السجن وخدم الملك .
وقد روى ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه-قال :
(الفتيان اللذان أتيا يوسف -عليه الصلاة والسلام- في الرؤيا إنما كانا تكاذبا فلما أول رؤياهما قالا : إنا كنا نلعب
فقال يوسف : ( قصى الأمر الذي فيه تستفتيان ) .
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقة الذهبي في تلخيصه, قال ابن كثير : وكذا فسره مجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم ,
وحاصله أن من تحلم بباطل وفسره فإنه يلزم بتأويله .
وأما رؤيا ملك مصر فقد ذكرها الله -تعالى- وذكر تأويلها الذي أولها به يوسف-عليه السلام-فقال-تعالى-:
(وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون,
قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين, وقال الذي نجا منهما واذكر بعد أمه أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون, يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون , قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله ألا قليلا مما تأكلون ,
ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون , ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) .
سورة يوسف الأيات 43-49.
وقوله -تعالى-: (قالوا أضغاث أحلام)
قال ابن جرير : يعنون أها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها,وهي جمع ضغث,والضغث أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المختلطة التي لا تأويل لها .
وذكر الماوردي والقرطبي عن أبي عبيدة أنه قال : الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا,وروى ابن جرير أيضا عن قتادة في قولة
(أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) .
قال :أما السمان فسنون منها مخصبة,وأما السبع العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئا ,وقوله :
(وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) .
أما الخضر فهن السنون المخاصيب,وأما اليابسات فهن الجدوب المحول,والعجاف هي المهازيل.
وقوله : (قال تزرعون سبع سنين دأبا)
قال القرطبي : لما أعلمه بالرؤيا جعل يفسرها له فقال : السبع من البقرات السمان والسنبلات الخضر سبع سنين مخصبات,وأما البقرات العجاف والسنبلات
اليابسات فسبع سنين مجدبات فذلك قوله :(تزرعون سبع سنين دأبا).أي متوالية متتابعة .
قال القرطبي : وهذه الأية أصل في صحة رؤيا الكافر وأنها تخرج على حسب ما رأي.
وقوله :(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
قال ابن جرير: هذا خبر من يوسف -عليه السلام-للقوم عما لم يكن في رؤيا ملكهم ولكنه من علم الغيب الذي أتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه,
ثم روى عن قتادة أنه قال زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها فقال : (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
ويعني بقوله :(فيه يغاث الناس) بالمطر والغيث,وروى أيضا عن ابن جرج قال: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-:(ثم يأتي من بعد ذلك عام)
قال أخبرهم بشئ لم يسألوه عنه وكان الله قد علمه إياه عام فيه يغاث الناس بالمطر.وذكر القرطبي عن قتادة أنه قال: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها إظهار لفضله,
وإعلاما لمكانه من العلم وبمعرفته.
ومن المرائي الواقعة رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أن الوجع الذي أصابه كان بسبب السحر فعن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم
قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعاء ثم دعا ثم قال: (ياعائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فقعد
أحدهما عند رأسي والأخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجل للذي عند رأسي: ماوجع الرجل؟
قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شئ؟ قال: في مشط ومشاطة قال: وجب طلعة ذكر قال: فأين هو
قال: في بئر ذي أروان قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال: (يا عائشة والله لكأن ماءها
نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين) .
قالت: فقلت: يارسول الله أفلا أحرقته؟ قال: (لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرت بها فدفنت).
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه
يأتي ولا يأتي فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والأخر عند رجليه فقال أحدهما: ماباله؟ قال: مطبوب قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم قال: فيم؟ قال: في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذروان تحت رعوفة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم
من نومه فقال: (أي عائشة ألم ترين أن الله أفتاني فيما أستفتيته) فأتي البئر فأمر به فأخرج فقال: (هذه البئر التي أريتها
والله كأن ماءها نقاعة الحناء وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)
فقالت عائشة: لو أنك كأنما تعني أن ينتشر قال: (أما والله قد عافاني الله وأنا أكره أن أثير على الناس منه شرا
ما معني رؤية البحر والغرق فية ؟؟
لدي البعض من الناس يوجد رمز مرعب ; وذلك هو : البحر والغرق فية !!! فعلام يدل هذا الرمز , وهل هو علي اطلاقة ؟؟؟؟
الحقيقة أني أعيد هنا وأؤكد أنة ليس هناك دلالة واحدة لرمز ما , وأنة لا بد من سماع الرؤيا كاملة بكل رموزها , ولكن وطالما الحديث الان عن هذا الرمز , فأقول : بأن الدلالة للبحر أو للغرق فية ليست سيئة دائما , فقد تدل مثلا :
للطالب , علي زيادة تعمقة بالعلم والتخصص في تخصص ما .
وللتاجر , فقد يكون البحر السوق الذي يعمل فية .
وللمذنب والعاصي , فقد يكون غرقة توبة وتأمل قولة تعالي : "حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ"(يونس : 90 ) .
والدلالة للسباحة والانغماس والغرق في البحر تكون جيدة عند رؤية البحر صيفا غالبا، وأما رؤيته شتاءا فقد تكون مؤشرا على دلالة سيئة، ولكن أكرر بأنه لا بد من النظر لباقي رموز الرؤيا، ومما يقال عن بعض الدلالات السيئة للسباحة والغوص أو للغرق في البحر:
1/ ارتكاب المعاصي والكبائر، وتأمل قوله تعالى: [ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا] نوح:25
2/ الانغماس في الدنيا وملذاتها.
ولكن على المعبر أن يحترز عنها إذا ما رأى الرؤيا أو الحلم قد تدل علي معني سيئ منها , ليصرف عن المعبر لة , هذا المعني السيئ ان شاء الله .
95 - وروى الخطيب فى ((تاريخه )) عن عبدالله بن محمد بن أسحاق السمسار قال سمعت شيخى يقول : ذهبت عينا محمد بن إسماعيل - يعنى البخارى - فى صغره فرأت والدته فى المنام إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام - فقال لها : يا هذه قدر ردٌ الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو لكثرة دعائك ، قال : فأصبح وقد رد الله عليه بصره (1) .
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: من رأى رجلاً يعرفه دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبيهه أو من سميه شيئاً،
فإن رأى كأنّه أخذ منه ما يستحب جوهره نال منه يؤمله، فإن كان من أهل الولاية ، ورأى كأنّه أخذ منه قميصاً جديداً فإنّه يوليه.فإن أخذ منه حبلاً، فإنّه عهد. فإن رأى كأنّه أخذ منه مالاً يستحب جوهره أو نوعه، فإنّه س منه، ويقع بينهما عداوة وبغضاء.
وفرق بين الفساق والبركة فأما البركة فهي المتسعة جدا التي تكون بالفلاة، وأما إذا كانت في البيوت المسقوفة فتسمى بحرة، وربما تسمى بركة، وأما الفسقية فهي التي تكون بالبيوت والحمامات وما أشبه ذلك.
ومن رأى أن السيل والماء يفرق الأرض فإنه بلاء وغرم يصيب الناس أو عدو يسير إليهم أو وباء يقع فيهم إلا أن يكون نزل من السماء فإنه خير وبركة للناس ومن رأى أن السيل ذهب به ثم نجا فإنه يصيبه أمر شديد من السلطان أو غيره ومن رأى أنه يخرج من سيل فإنه يخرج من هم أو مرض ومن رأى أن السيل فيه كدرة أو ماء مطر فإنه يصيب مالا
أما الخيل فمن رأى أنه على فرس وعليه سرجه ولجامه وهو يسير عليه رويدا فإنه يصيب سلطانا وشرفا بقدر تمكنه من الفرس فإن كان الفرس أدهم فهو فرج من هم وفرح يصيبه من سلطان وقيل السواد سؤدد وإن كان أشقر فهو هم وحزن في الدين وإن كان أصفر فهو مرض يصيبه في سلطان وإن كان أبلق فهو شهرة يشتهر بها ومن رأى أنه يركب فرسا وفي سرجه أو لجامه أو ركابه نقص فهو نقصان من سلطانه وشرفه ومن رأى أن له فرسا مربوطا فإنه يصيب بعض عز وشرف ومن رأى أن له خيلا مربوطة فإنه يقهر عدوه ومن رأى أنه يركب فرسا بلا لجام فلا خير فيه في الدين والدنيا ومن رأى أن الفرس يجري فإن ذلك شرف له ومن رأى أنه سقط عن فرس أو غيره ونزل عنه فإن منزلته تتضع وتنحط وربما يكون نزوله إذا أضمر العود إليه أنه ينفق ماله ومن رأى أنه نزل عن فرسه وركب غيره فإنه تحويل من حال إلى حال ومن رأى أنه يأكل لحم فرس فإنه يصيب اسما صالحا وذكرا في الناس ومن رأى خيلا مسرجة بلا ركاب فهن نساء يجتمعن لمأتم أو عرس ومن رأى أنه رديف رجل معروف على فرس فإنه يتوصل بذلك الرجل إلى ما يطلبه من أمر دين أو دنيا وإن كان الرجل مجهولا فإنه عدو على كل حال
وأما رؤية الفئران فمن رأى أنه أصاب فأرة فإنه يصيب امرأة لا خير فيها ومن رأى أنه قتل فأرة فإنه يظفر بامرأة سوء ومن رأى أنه اصطاد فأرة فإنه يمكر بامرأة ويضاجعها ومن رأى أن فئرانا كثيرة بيضاء وسودا في موضع بسيط لا تعمل شيئا فإنه يطول عمره ويصلح حاله ومن رأى أن فأرة خرجت من أنثييه أو ذكره فإنه يصيب ابنة لا خير فيها وإن خرجت من دبره فإنها تخرج منه امرأة لا خير فيها ومن رأى في بيته جرذانا فإنه يدخله نساء لا خير فيهن ومن رأى أن في فراشه أو ثيابه فأرة فإنها امرأة تداخله لا خير فيها ومن أصاب جلدة فأرة فإنه يصيب مالا نذرا من امرأة سوء
رؤيا يوسف - عليه الصلاة والسلام - وقد ذكرها الله - تعالى - في قوله : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين , قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين , وكذاك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث
ويتم نعمته عليه وعلى ال يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ) من سورة يوسف الأيات 4-6.
وقد وقع تأويل هذه الرؤيا بعد أربعين سنة وقيل : بعد ثمانين سنة والصحيح الأول .
وهو قول سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وعبد الله بن شداد , وقد أخبر الله - تعالى - عن وقوع تأويلها بقوله :
( فلما دخلوا على يوسف أوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين , ورفع أبويه على العرض وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل
رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ). سورة يوسف الأيتان 99-100 .
قال ابن إسحاق : كان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك .التبابعة فرأي رؤيا هالته وفظع بها فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته
إلا جمعه إليه فقال لهم إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بها وبتأويلها,فقالوا له: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها,قال: إني أخبرتكم بها لم اطمئن
إلي خبركم عن تأويلها فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها,فقال له رجل منهم: فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلي سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم
منهما فهما يخبرانه بها سأل عنه,فبعث إليهما فقدم عليه سطيخ قبل شق فقال له: إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني بها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها
قال: أفعل,رأيت حممة خرجت من ظلمة,فوقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة,فقال له الملك: ما اخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك في تأويلها؟
فقال: أحلف بها بين الحرتين من حنش لتهبطن أرضكم الحبش,فليملكن ما بين أبين إلي جرش,فقال له الملك: وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائط موجع فمتي
هو كائن,أفي زماني هذا أم بعده؟ قال: لا بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين,يمضين من السنين,قال: أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع
لبضع وسبعين من السنين,ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين,قال: ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم؟ قال: يليه إرم بن ذي يزن,يخرج عليهم من عدن,فلا يترك
أحدا منهم باليمين,قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع,قال: ومن يقطعه؟ قال:نبي ذكي,يأتيه الوحي من قبل العلي قال: وممن هذا
النبي؟ قال: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر,يكون الملك في قومه إلي أخر الدهر,قال : وهل للدهر من أخر؟ قال: نعم,يوم يجمع فيه الألون
والأخرون,يسعد فيه المحسنون,ويشقى فيه المسيئون,قال أحق ما تخبرني؟ قال: نعم,والشفق والغسق,والفلق إذا اتسق, إن ما أنبأتك به لحق.
ثم قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان,فقال: نعم,رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت
منها كل ذات نسمة قال: فلما قال له ذلك عرف أنهما قد أتفقا,فإن قولهما واحد إلا أن سطحيا قال: وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة,وقال شق:
وقعت بين روضة وأكمة فأكلت كل ذات نسمة فقال الملك: ما أخطأت يا شق منها شيئا فما عندك في تأويلها؟ قال: أحلف بها بين الحرتين من إنسان,لينزلن
أرضكم السودان,فليغلبن على كل طفلة البنان,وليملكن ما بين أبين إلى نجران,فقال له الملك: وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائط موجع فمتى و كائن؟
أفي زماني أم بعده؟ قال: ومن هذا العظيم الشأن؟ قال: غلام ليس بدني ولا مدن,يخرج عليهم من بيت ذي يزن,فلا يترك أحدا منهم باليمن,قال: أفيدوم
سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع برسول مرسل,يأتي بالحق والعدل,بين أهل الدين والفضل ,يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل,قال: وما يوم الفصل؟
قال: يوم تجزي فيه الولاة,ويدعى فيه من السماء بدعوات,يسمع منها الأحياء والأموات,ويجمع فيه الناس للميقات,يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات,قال:
أحق ما تقول؟ قال: إي ورب السماء والأرض,وما بينهما من رفع وخفض,إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض.
قال ابن إسحاق: فوقع في نفس ربيعة بن نصر ماقلا فجهز بنيه وأهان بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاد
فأسكنهم الحيرة,فمن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان بن المنذر,فهو من نسب اليمن وعلمهم النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي ابن ربيعة بن نصر
ذلك الملك.
قال ابن هشام: النعمان بن المنذر بن المنذر فيها اخبرني خلف الأحمر.
وقد ذكر هذه القصة ابن هشام في السيرة وابن جرير في تاريخه وأبونعيم الأصبهاني في دلائل النبوة وابن كثير في البداية والنهاية كلهم عن ابن إسحاق وزاد ابن جرير
في رواية له عن ابن إسحاق قال: ولما قال سطيح وشق لربيعة بن نصر ذلك وصنع ربيعة بولده وأهل بيته ما صنع ذهب ذكر ذلك في العرب وتحدثوا به حتى فشا
ذكره وعلمه فيهم,فلما نزلت الحبشة اليمن ووقع الأمر الذي كانوا يتحدثون به من أمر الكاهنين,قال الأعشى:أعشى بن قيس بن ثعلبة البكري في بعض ما يقول
وهو يذكر ما وقع من أمر ذينك الكاهنين سطيح وشق
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها حقا كما نطق الذئبي إذ سجعا .
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
أنه يطوف بالبيت الحرام ..
ومن الرؤيا الظاهرة أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي البيت هو وأصحابه ويطوفون به وكان ذلك قبل عمرة الحديبية
فلما صدهم المشركون عن دخول مكة عام الحديبية وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يرجعوا عامهم ذلك وأن يعتمروا
في العام القابل قال عمر -رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال:
(بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام) .
قال: قلت: لا قال: (فإنك اتيه ومطوف به)
وقد وقع تصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء حيث جاء هو وأصحابه إلى البيت وطافوا به وهم امنون لايخافون
وقد ذكر الله هذه الرؤيا الصادقة في قوله تعالى (لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله فتحا قريبا)
وهذا الفتح هو الصلح الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش
قال الزهري قوله: (فجعل من دون ذلك فتحا مبينا)
يعني صلح الحديبية وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه .
عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن أباه قال: رأيت في المنام أني أسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (إن الروح لتلقى الروح وأقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم .
رؤيا الطفيل بن سخبرة
عن طفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها أنه رأي فيها يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود
قال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله فقالت اليهود: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ماشاء الله وشاء محمد
ثم مر برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى فقال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا:
وإنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون ماشاء الله وماشاء محمد قلما أصبح أخبر بها من اخبر ثم أتي النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال: (هل أخبرت بها أحدا)؟ قال: نعم فلما صلوا خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر
بها من أخبر منك وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال: لاتقولوا ماشاء الله وماشاء محمد
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق
سؤال / لماذا يكثر عند البعض رؤية الأحلام المفزعة ، لا الرؤى المفرحة والمبشرة ، وهل لهذا تفسير علمي ؟
بين يدي هذا السؤال أجد أني بحاجة لأن ألفت النظر إلى بعض النقاط المهمة :
1) أن الحلم من الشيطان حقيقة لا مجازا ، وهذا الرأي قاله أكثر من إمام وصرح به ، ومنهم الإمام محمد السفاريني في شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد ، وهو فعل للشيطان ، كأفعاله الأخرى ، من مثل :
الوسوسة ، والإغواء ، والعقد على قافية النائم ، والبكاء عند سجود ابن آدم ، والفرار عند النداء للصلاة ، ولا تنس هنا أن الشيطان يجري مجرى الدم من الإنسان ، وانظر لكي تتأكد من هذا إلى وجه الغضبان كيف يتغير ويحمر !!!
2) ورد في الصحيـح عن أبى هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على مكان كل عقدة عليك ليل
طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ،
فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان] .
وقد عنون البخاري رحمه الله بقوله : باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل من الليل ، والمراد بها صلاة العشاء ، كما قاله ابن حجر في شرحه على الفتح .
فانظر يا رعاك الله إلى الصلاة كيف تحمي صاحبها ، وهي بمثابة خط الدفاع الأول ـ أي العشاء ـ ضد الشيطان الرجيم ووسوسته وكيده ، ثم تأمل معي قوله تعالى :
[ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ] الإسراء : 65.
وقوله تعالى : [ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ] الحجر : 42.
فمن تخلى عن هذه الأعمال من الذكر والصلاة والأوراد فقد أسقط حصونه باختياره ، ورضي باجتياح
عدوه ، ولذا فعليكم بقراءة الأوراد ومن أهمها آية الكرسي ؛ فقد ثبت أنها تحفظ قارئها حتى يصبح ،
وعليكم ملازمة الطاعة ، لكي تكونوا في مأمن من الشيطان الرجيم في يقظتكم ، وفي نومكم ، والله أعلم .
رؤيا صفية بني حيي أن النبي - صلي الله عليه وسلم - سيتزوجها
60 - وقد روى قصتها محمد بن سعد في ((الطبقات)) والطبراني في ((الكبير))، فأما ابن سعد فروى في ذكر غزوة خيبر عن عدد من الصحابة - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -أصطفي صفية يوم خيبر وأنه رأي بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال : ((ما هذا))؟ فقالت : يا رسول الله رأيت في المنام قمراً أقبل من يثرب حتي وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال : تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي.
وأما الطبراني فروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - ((ما هذه الخضرة بعينيك))؟ فقالت: قلت لزوجي إني رأيت فيما يري النائم قمراً وقع في حجري فلطمني وقال : أتريدين ملك يثرب؟
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت و الله أعلم، أنك إذا رأيت ميتا في منامك يعمل شيئا حسنا، فإنه يحثك على فعل ذلك، وإذا رأيته يعمل عملا سيئا، فإنه ينهاك عن فعله ويدلك على تركه. ومن رأى كأنه نبش عن قبر ميت، فإنه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته دينا ودنيا، ليسير بمثل سيرته. فإن رأى الميت حيا في قبره، نال برا وحكمة ومالا حلالا. وإن وجد ميتا في قبره فلا يصفو ذلك المال. قال بعضهم: من رأى كأنه أتى المقابر، فنبش عنها، فوجدهم أحياء أو أمواتا، فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة، و الله أعلم.
ومن هذا الباب مسائل كثيرة، تجيء في الباب التاسع والثلاثين، والثامن والثلاثين، فمن أحبها فليطلبها هنالك.
ومن رأى امرأة حسناء دخلت داره، نال سروراً وفرحاً. والمرأة الجميلة مال لا بقاء له، لأنّ الجمال يتغيّر. فإن رأى كأدن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها، أقبل أمره بعد الإدبار. والمرأة العربية الادماء المجهولة الشابة المتزينة، يطول وصف خيرها ونفعها في التأويل والسمينة من النساء في التأويل، خصب السنة. والمهزولة جدبها، وأفضل النساء التأويل العربيات الأدم، والمجهولة منهن خير من المعروفة، وأقوى والمتصنعات منهن في الزينة والهيئة، أفضل من غيرهن.
وكل مواتاة العربيات والأدم ومعاملتهن في التأويل خير بقدر مواتاتهن، ولهن فضل على من سواهن من النساء. وإٍذا رأت امرأة في منامها امرأة شابة، فهي عدوة لها على أية حالة رأتها. وإذا رأت عجوزا فهي جدها.
ومن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى وقال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي وقيل رؤيته عليه السلام تدل على سعادة العقبى، وقيل ان كان مغلوباً ينتصر على أعدائه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى.
ومن رأى أنه ينتقل من مدينة إلى قرية فإنه ينتقل من أمن إلى خوف ومن نعيم إلى شقاء ومن رأى أنه في قرية فإن ذلك مكروه في الدين ومن رأى أنه انتقل من قرية إلى مدينة فإنه صلاح في الدين وأمان من خوف وتجديد نعيم ومن رأى أنه خرج من قرية فإنه جيد حسن ومن رأى أنه دخل قرية فإنه يصل إليه رزق وإن كانوا قرى كثيرة كان الرزق واسعا وقال بعضهم من رأى قرية فتعبير رؤياه باشتقاق اسمها إذا كان حسنا فهو كما ذكر ومن رأى أنه يعمر قلعة فإنه يدل على صلاح دينه وإن رأى أنه يخرب قلعة فبخلاف ذلك
وأما البقر فمن رأى أنه يركب ثورا أو ملكه وعليه أداته فإنه يصيب عملا من سلطان ومالا كثيرا وأفضل الثيران للركوب ما كان أسود فإن كان أصفر أو أحمر وليس عليه أداة المركوب فإنه مرض لراكبه ولا خير فيه ومن رأى أن له ثورا نطحه وأزاله عن موضعه فإنه يعزل عن عمله وإن لم يزله عن موضعه فإنه يناله مكروه ولا يعزل ومن رأى أن جماعة من الثيران أو البقر مجهولة لا أرباب لها أقبلت أو أدبرت أو دخلت موضعها أو خرجت منه فإن كانت ألوانها صفرا فإن ذلك أمراضا تقع في ذلك الموضع ذلك الموضع وإن كانت ألوانها مختلفة فإنه سنون مخصبة بقدر السمان منها والمهازيل فإن البقرات السمان سنون مخاصيب والمهازيل سنون مجاديب ومن رأى أنه يملك بقرة برسنها فإنه يتزوج امرأة ذات خلق ودين ومن رأى أنه راكب بقرة فإن امرأته تموت ويرثها وقيل إنه يتزوج أو يتسرى أو يلحقه من الغنى أو الفقر بقدر سمنها أو عجفها ومن رأى أنه يأكل لحم البقر أو يشرب من لبنها فإنه يصيب زيادة في سلطانه وماله وفطرة في الدين وإن كان مريضا شفاه الله ومن رأى أنه يأكل شحم بقرة يصيب خصبا ونعمة حسناء ومن رأى أنه يأكل سمن البقر فإنه زيادة في ماله وهو أفضل من سمن الغنم
وأما السرطان فهو إنسان عظيم النسب بعيد الهمة عسر الأخلاق فمن رأى أنه أصاب سرطانا أو ملكه أو اتخذه فإنه يظفر برجل كذلك ومن رأى أنه يأكل من لحم سرطان فإنه يصيب مالا وخيرا من مكان بعيد وأما دواب البحر فهم رجال على قدر أخطارها ومنافعها وعداوتها للإنسان فمن رأى أنه أصاب دابة من دواب البحر فإنه يصيب رجلا يكون في الرجال على قدر تلك الدابة في الدواب
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: (قد رأيت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل
بين لابتين وهما حرتان).
فخرج من كان مهاجرا قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض
الحبشة من المسلمين .
** رؤيا فيها ولاة الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الرؤيا التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولها بعض الصحابة -رضي الله عنهم- ماجاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:(أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط بعمر) قال جابر: فلما قمنا من
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوط بعضهم ببعض
فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم .
** رؤيا الأذان
عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: اهتم النبي صلى الله عليه وسلم كيف يجمع الناس لها فقيل له: أنصب راية عن حضور الصلاة
فإذا رأوها اذن بعضهم بعضا فلم يعجبه ذلك قال: فذكر له القنع -يعني الشبور- شبور اليهود فلم يعجبه ذلك وقال: (هو من أمر اليهود) قال فذكر له
الناقوس فقال (هو من أمر النصارى) فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرى الأذان في منامه قال: فغدا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: يارسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني ات فأراني الأذان قال: وكان عمر بن الخطاب قد راه قبل ذلك فكتمه عشرين
يوما ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (ما منعك أن تخبرني) فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يابلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله) قال: فأذن بلال .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يارسول الله رأيت في المنام كأن رجلا قام وعليه يردان أخضران على جذمة حائط فأذن مثنى وأقام مثتنى وقعد قعدة .
قال فسمع ذلك بلال فقام فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدة .
رؤيا أم حبيبة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتزوجها .
فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أرى في النوم كأن اتيا يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتزوجني قالت: فما هو إلان أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها
أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك
فقلت: بشرك الله بخير وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك .
أحيانا أري في المنام رؤيا حسنة وأفرح بها ,ولكن لا يكون عندي في اليقظة ما يدل عليها ؟ فعلام يدل ؟
ذكر أهل العلم أنه إذا كان ما يراه الإنسان أحيانا ، لا يجده في اليقظة ، ولا يجد شيئا يدل عليه ، فإنه يدخل في قسم أضغاث الأحلام ، وهذا يرجع غالبا إلى اشتغال الخاطر قبل النوم به ، ثم إذا نام الإنسان قد يرى شيئا يدل عليه ، وهذا لا يضر ولا ينفع (3) .
هل تدل رؤية الكلاب والقطط والحيّات والعقارب على أمر مريب أو على مرض أو سحر؟
الحقيقة أنَّ هذا السؤال يَرد كثيراً من السائلين والسائلات وهنا لا بدّ من التفريق بين شيئين.. فمن يرى هذه الأمور بكثرة ويتكرر عليه جنس هذه الرؤى فقد تكون منذرة له بأمراض أو سحر أو عين من مخالطة جلساء غير صالحين، واستحلال لِما حّرم الله من اللِّباس والطعام والعادات، أما مَن لا يراها إلاَّ قليلاً مرة أو مرتين فلا تدلّ على شيء مما في القسم الأول، وهي رؤيا تُفسر حسب حال صاحبها فالمهم..ألاَّ يفهم من جنس هذه الرؤى أمراً واحداً دائماً كالسحر والعين، ومعلوم أنَّ الرؤى لا تقاس، فقد يرى إنسان رؤيا وتعبر له بأمر مفرح، ويراها إنسان آخر فتعبر له بغير ذلك كلٌّ حسب حالته وصلاحه.
عنوان البخاري في صحيحة : باب : الرؤيا من الله , وهكذا معناة مطلقا وورد في الحديث : "
الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان " وظاهر هذا القول : أن التي تضاف الي الله لا يقال لها حلم والتي تضاف الي الشيطان لا يُقال لها رؤيا ، وهو تصرف شرعي يقوم علي التفاؤل والا فالكل يسمي رؤيا ، وقد جاء في حديث اخر (الرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ)
ثم ذكر الحديث وفية أطلق علي كل نوع اسم رؤيا , ويؤيد التفاؤل قولة صلي الله علية وسلم " الرؤيا الحسنة من الله " وفي رواية : " الرؤية الصالحة " فسماها حسنة
ما حكم اطلاق لفظ التجسم علي الله حين بحث مسألة : هل يمكن رؤية الله في المنام ؟
تجد عند بحث هذه المسألة بعض الأوصاف التي لا تليق به سبحانه قال القاضي: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها وإن رآه الإنسان على صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام لايجوز عليه سبحانه وتعالى التجسم ولا اختلاف الأحوال
إنَّ لفظ الجسم والحيز والعرض والحدّ وغيرها من أمثال هذه الألفاظ من الألفاظ المحدثة التي لم ترد من كلام الله، ولا كلام رسوله ولذلك لا تنفى ولا تثبت إلاَّ بعد الاستفصال، فإن كان معناها صحيحاً أُثبت وإلا نُفي. ولذلك لا يجوز قول: بحاله من صفات الأجسام، ولا يجوز عليه التجسّم؛ لأنَّ هذا من الألفاظ المحدثة.