وحكي أنّ رجلاً قال: رأيت رأسي حلق وخرج من فمي طائر، وأنّ امرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها، ورأيت أبي يطالبني طلباً حثيثاً، ثم حبس عني. فقصها على أصحابه، وقال إني تأولتها، أما حلق رأسي فوضعه، وأما الطائر الذي خرج مني فروحي، والمرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأغيب فيها، وأما طلب أبي إياي ثم حبسه عني، فإنه يجتهد أن يصيبه ما أصابني. فقتل صاحب الرؤيا شهيداً. ورأى آخر كأنّه يحلق رأسه بيده، فقصها على معبر فقال: تقضي دينك.
ومن رأى ملك الموت عليه السلام مسروراً مات شهيداً، فإن رآه باسراً ساخطاً مات على غير توبة، ومن رأى كأنّه يصارعه فصرعه مات، فإن لم يكن صرعه أشفى على الموت ثم نجاه الله، وقيل من رأى ملك الموت طال عمره.
وحكي عن حمزة الزيات قال: رأيت ملك الموت في النوم، فقلت يا ملك الموت نشدتك بالله هل ذلي عند الله من خير؟ قال نعم، وآية ذلك أنّك تموت بحلوان، فمات بحلوان، فإن رأى كأنّ ملكاً من الملائكة يبشره بابن، رزق ابناً عالماً رضياً وجيهاً، لقوله تعالى: " إن الله يُبَشِّرًكَ بكَلِمَةٍ منه " 0 الآية وقوله: " إنّما أنا رسُولً ربِّكِ لأهَبَ لكِ غُلاماً زَكيّاً " . وإن رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه، خرج من الدنيا شهيداً.
وإن رأى ملكاً يقول له اقرأ كتاب الله تعالى، فإن كان رجلاً من أهل الخير أصاب شرفاً، وإن لم يكن من أهل الخير فليحذر لقوله تعالى: " اقرأ كِتَابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ اليومَ عَلَيْكَ حَسِيباً " .
ومن رأى أنّه ملك جمالاً أو حميراً: أو أدخلها إلى منزله وارتبطها أو اتخذها، فإنَّ الله عزّ وجلّ يسوق إليه خيراً وينجو منِ هم. فإن كانت الحمر موقرة، كان الخير أكثر وأفضل، كل ذلك إذا كان الحمار ذلولاً مطواعاً.
من رأى عزرائيل ملك الموت فليستعد للموت، وإن كان هناك عليل يدل على موته، وربما دل على عدو قاصد فليعتبر بسوء أحوال الرؤيا وما تدل عليه من صلاح وفساد.
ومن رأى أنه يقبله فيدل على حصول ميراث، وقيل تدل على تفرق جماعة أو حدوث أمر مكروه.
ومن رأى أن ملكا ضربه بغير الخشب فإنه يكسوه، وإن ضربه على ظهره فإنه يقضي دينه، وإن ضربه على عجيزته فإنه يزوجه، وإن ضربه بالخشب فإنه يصيبه منه ما يكرهه، وقيل ان الضرب يدل على التغير، وربما دل على الوعظ.
نادرة روى أن ملكا كان عنده شخص صوفي بمدرسة وكان يقربه وهو عنده بمرتبته وله فيه اعتقاد صالح فرأى في بعض الليالي أنه بالمدرسة التي ينسب ذلك الصوفي إليها وقد وجد عقربا فلسعته فمات من لسعتها فقص رؤياه على معبر حاذق فقال له إن صدقت رؤياك يظهر لك من تلك المدرسة من يحصل لك منه ألم بالغ فتفكر في نفسه عن الصوفي المذكور قال له هذا من أهل الخير ما يصدر منه ما يؤذي وأما الغير فتحترس منه فكان عن قريب قد حصل للملك أمر مهمول ادعى عليه بالكفر وحضر من عند أمير المؤمنين من يتولى ذلك على وجه الشرع فاستدعى بذلك الملك إلى تلك المدرسة فكان أول من وضع خطه بذلك الصوفي المذكور فكان
ومن رأى أحداً من الملائكة على هيئة إنسان حسن الملبس والمنظر فإنه سرور وخير.
وإن رآه على صورة قبيحة أو نقصان فإنه ضد ذلك.
وإن رأى ملكاً وأخبره بأمر فيكون كذلك.
نادرة روى أن ملكا من الملوك كان له أولاد وكان لهم فقيه من أهل الخير يعلمهم القرآن ويؤدبهم فمات فخرج أولاده يوما إلى التربة بسبب الزيارة فجسلوا عند قبره فتحدثوا بشيء من أمور الدنيا واجتاز بهم بائع تين فاشتروا منه وأكلوا وجعلوا يرمون قشور التين عند القبر ثم رجعوا إلى منزلهم فرأى والدهم تلك الليلة في المنام الفقيه فقال له قل لأولادك يقطعوا زيارتي فإنهم آذوني بقشر التين وتحدثوا عند قبري بكلام يشبه الكفر فلما أصبح سأل أولاده هل زرتم الفقيه وأكلتم عنده تين ورميتم القشور عند قبره وتحدثتم بشي من الدنيا قالوا نعم ما كان معنا أحد فمن)
أخبرك بهذا فقال الشيخ وقص عليهم الرؤيا فتباكوا جميعا وقالوا سبحان الله ما زال يؤدبنا ويعلمنا في الدنيا والآخرة.
نادرة روى أن بعض الملوك رأى في منامه كأن بين يديه ماعونا وفيه طعام وفأر بجانب المعون يدلي ذنبه في الطعام ويلتفت يمصه مرارا فاستيقظت متعجبا وكان قد رأى قبل أن يتسلطن كأنه في خيمه نصفها في البر ونصفها في البحر فاستدعى بمعبر وقص عليه الرؤيا الثانية فقال له عدني بشيء فوعده فقال أن صدقت رؤياك تكون سلطانا ويطيعك أهل البر والبحر فكان كذلك ونسي المعبر ما وعده به فلما رأى المنام المذكور أولا تذكر ذلك المعبر فأرسل خلفه وقال قد نسيت ما وعدتك به ولكن عبر لي هذه الرؤية ولك عندي ما تريد فقص عليه فقال له المعبر لأحضرن بين يدك الفأر بعينه وأريك الطعام وماعونه أدخلني الحريم فأدخله الحريم فجمع جميع الجواري السود وجعل يكشف عوارتهن واحدة واحدة حتى أنتهى إلى أسود بينهن ملتبس بزي النساء فأخذه بيده وأخرجه إلى السلطان وقال هذا الفأر بعينه وهذا ذنبه وأشاره إلى ذكره وإما الطعام فهو معروف وكذلك الماعون ففي الحال أمر السلطان بقتله وأنعم على ذلك المعبر بشيء جزيل.
ومن رأى أنّه تحول ملكاً من الملوك أو السلاطين، نال جدة في الدنيا مع فساد دين، وقيل من رأى كذلك ولم يكن أهلاً له مات سريعاً، وكذلك إن كان مريضاً دل على موته، لأنّ من مات لم يكن للناس عليه سلطان، كما أنّ الملك لا سلطان عليه. وإن رأى ذلك عبد أعتق.
ومن رأى أن ملكا أعطاه علما يجتمع عليه العسكر فإنه يحصل له الجاه والشرف خصوصا إذا كان العلم أبيض أو أخضر وإن سقط من يده فإنه يزول عن جاهه وشرفه والعلم الأصفر يدل على السقم والعلم الأسود محمود للقضاة والخطباء ولأحد من أقارب الخليفة ولغيرهم مكروه.
ما رأيك بالذين يلحون عليك بتفسير بعض الأحلام المفزعة ؟
أعاملهم بما علمته من السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم تعبير مثل هذه الأحلام والاحتراز عنها بما ورد.
وحقيقة أحزن من عدم فهم الكثير لوجهة النظر هذه ،ولكني أود أن يعلمون أن الخير لهم يكون في عدم تعبيرها ، ولا يبحثون لمن يعبرها لهم ، فقد يعبرها بشكل متعجل ، ومفزع ، وحينها قد تقع بإذن الله ، وحينها قد لا ينفع الندم.
ملك
إذا حلمت بملك فأنت تناضل بقوتك والطموح سيدك.
إذا حلمت أنك ملك فسوف ترتقي فوق رفاقك والعاملين معك.
إذا انتقدك ملك فسوف تكون عرضة للتوبيخ بسب إهمال الواجب.
إذا حلمت فتاة أنها في حضرة ملك فسوف تتزوج من رجل تخافه. إذا تلقت أفضالاً من ملك، فسوف ترتقي إلى مراكز عالية وسوف تزف على نحو مناسب.
إذا رأيت ملكاً في الحلم فهذا ينبئ بمستقبل باسم وبالتعرف على أصدقاء جدد.
نادرة قال بعض المعبرين رأيت ملكا في مكان عال وكأن جماعة ينظرون إليه فأولت ذلك العلو بانتهاء أمره ونظر الناس إليه بإشتغالهم بما يحصل له ثم مضى على ذلك مدة يسيرة وقد مات وأشتغل الناس بأمره.
يشيع بين الناس في مثل هذه الأيام من كل سنة بعض الأخبار عن تحديد ليلة القدر، وأنها بليلة كذا أو ليلة كذا، وقد أشيع العام الماضي عني أني حددت ليلة القدر في ليلة خمس وعشرين، وإبراء للذمة أحب أن أوضح التالي:
سؤال / هل من المصلحة تحديد ليلة القدر ؟ وما حكم ما يفعله البعض من الإخبار بها أو تحديدها - بناءً على الرؤى - وبدعوى الحث على قيامها، أو الاجتهاد فيها ؟
أجيب على هذا السؤال من خلال النقاط التالية:
1/ تعبير الرؤى يقوم على الظن ولا يقوم على القطع، كما أني أحذر من إدخال الرؤى في جانب العبادات، فالدين قد كمل.
2/ أننا نقر بأن رؤيا المؤمن حق، وأنها جزء من أجزاء النبوة، ونحن أيضا مع التبشير بالخير بدليل: قول النبي[لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا: وما المبشرات ؟ قال الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ] ولكن قد تكذب رؤيا المؤمن أيضا، ولا مرجع له العصمة اليوم يقطع بهذا أو بهذا.
3/ أن صدر هذه الأمة أفضل أقوالا وأفضل أعمالا من آخرها، وكانوا يحيون الشهر بأكمله، ولن تصلح هذه الأمة إلا بما صلح بت أولها.
4/ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يُخبر الصحابة بليلة مُعينة ، وإنما أخبر أنها في العشر الأواخر ، أو السبع الأواخر ، وهذا قاله بعد أن علم بأن رجالا من أصحابه رضي الله عنهم أُروا ليلة القدر في المنام، فقال كما في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه :
[ أرى رؤياكم قد تواطأت – أي توافقت – في السبع الأواخر ، فمن كان مُتحِّريها فليتحرَّها في السبع الأواخر ] .
وهذه القضية كانت من الأمور المهمة التي اشتغل بها الصحابة رضي الله عنهم ، حتى ورد أنهم كانوا يعتكفون في العشر الأوسط طلباً لها، وهذا قبل أن يحددها النبي بالعشر الأواخر.
5/ أُري الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ، وخرج ليخبر الصحابة بها ، ثم أُنسيها ، وأخبر أنه رأى في المنام أنه يسجد في ماء وطين ، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد – وكان من جريد النخل – وأقيمت الصلاة ، قال الراوي : فرأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته ، وهذا تصديق لرؤياه صلى الله عليه وسلم ، فانصرف من صلاة الصبح ووجهه مُمتلئ طينا وماءً.
6/ جاء في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: [ خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى – أي تخاصم وتجادل – فلان وفلان، فرُفِعَتْ، وعسى أن يكون خيرا لكم.......] الحديث.
وقد استنبط السبكي الكبير من هذه القصة ، كما جاء في فتح الباري/ 4/286 : استحباب كتمان ليلة القدر لمن رآها. وذلك أن الله قدَّر لنبيه أنه لم يخبر بها . والخير كله فيما قُدِّر له ، فيستحب اتباعه في ذلك .
7/ معنى قوله صلى الله عليه وسلم: [ عسى أن يكون خيرا لكم ]: أن ليلة القدر لو عُيّنت في ليلة بعينها حصل الاقتصار عليها ففاتت العبادة في غيرها، وهذا حصل ويحصل من كثير من الناس، حتى أن هناك بعضا يقوم الليلة التي يشاع أنها ليلة القدر، ويترك ما سواها، وهذا خطأ كبير - كما بيناه سابقا - .
8/ من الأفضل للمسلمين عدم تناقل مثل هذه الأخبار عن تحديد ليلة القدر ، أو نشر بعض أقوال المعبرين عنها، على أنها ليلة كذا وكذا من الشهر، لما ثبت من النقول الصحيحة، من أن إخفاءها كان لحكمة وفيه خير للأمة ، والخير في اتباع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
9/ المطلوب من المسلمين بعامة الاجتهاد والعبادة والعمل في هذا الشهر كله ، والعشر الأخير منه بخاصة ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عائشة : [ إذا دخل العشر شدَّ مِئْزرهُ ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ] ، وفي هذا إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة ، ختم الله لنا بخير ، آمين يا رب العالمين .. والله أعلم .
من رأى أحد الملائكة في موضع فإن أهله يصيبون خيرا وظفرا وفرجا من هم أو غم، وإذا رأى جملة من الملائكة فربما يدل على عسكر وربما يكون طاعونا وحربا وقال بعضهم الملك يعبر بالملك أو بقاصده.
نادرة روى ان ملكا رأى جماعة دخلوا عليه ومعهم ما يهوله وأرادوا القبض عليه فاستفاق)
مرعوبا ولم يقصص رؤياه على أحد وكان ملك نظيره بمكان ففعل به ما رأى لنفسه فعلم ان ما رآه قد خرج في نظيره فقص رؤياه على معبر وعرفه كيفية الأمر فقال له الأمر كما قلت.
ما الرأي الذي يتبناة الكاتب فيمن استخار ثم رأي رؤية ؟
نظرا لكثرة السائلين عن هذة المواضيع , وبخاصة من الفتيات اللاتي يتقدم لهن خاطبون , ويستخرن الله من أجلهم
ويسألن الله أن يريهن رؤيا تعينهن على معرفة ما إن كان في هذا المتقدم خير لهن ، وبعضهن قد تجعل الرؤى المتولدة في ظل هذه الظروف أساسا لرد ، أو قبول هذا الخاطب !!!
ولمن يستغرب من فعل النساء ، أزيده فأقول إن هناك من الآباء من يتقدم له خاطب لابنته ، فيكتب لي ويسألني ، بعد الاستخارة عن أحلام رآها ، وقد تكون رؤى ، وهو حائر أمامها ؛ هل يمضي الخطبة أو يرد الخاطب ؟ ولي هنا عدة وقفات ، آمل تأملها والتمعن فيها لمن يندرج عليه الوصف السابق : 1/ من تقدم لها خاطب فعليها سلوك طريق العلم لا الحلم !! 2/ على من تقدم لها خاطب السؤال عن دينه ، وخلقه ، وأمانته ، وهذا يتم عادة بواسطة الولي ، من أب ، أو أخ أو نحوهما ، وبعد السؤال يسلك طريق الاستخارة ولا مانع من تكرارها ، وبعدها ينظر في رأي البنت ، وبعد الرؤية الشرعية تقرر وتحسم أمرها ، وهكذا يكون قرارها عن علم وحكمة ، وليس عن أحلام أو رؤى . 3/ ألحظ كثيرا ممن يكتب لي من النساء بخاصة ، أنها تفرط كثيرا في قبول من يتقدم لها بوقت مبكر ، وتتحجج بحجج غير منطقية ، ومنها : الدراسة ، صغر العمر ، كبر سن الخاطب نوعا ما ، عدم التكافؤ المالي أو الوظيفي أو في النسب ، وبعض هؤلاء الفتيات ترفض لا لسبب ، ولكن لأنها لم تجد من ينصحها ، أو يلح عليها بالقبول ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، قال عن البكر : وأذنها سكوتها ... كدليل على الحياء ، أو عدم القدرة في التصريح بالموافقة ، فيظن ممن حولها أنها رافضة ، وهذا يدعوني لأن أقول إن على الولي مهمة كبيرة في تسيير الزواج وإمضائه ، أو عرقلته – إن صح التعبير – . 4/ على ولي المرأة أو الفتاة عدم إقحام الأحلام أو الرؤى في اتخاذه لقراره ،إما بالموافقة أو عدمها ، وغالب الأحلام التي ترى وتتولد في مثل هذه الظروف ، هي من قبيل الأضغاث التي هي من حديث النفس . 5/ على الفتيات عدم التفريط بأول العمر ، ولتعلم أنها كلما عجلت بسن زواجها كان خيرا لها ، وتستطيع بالحب والعشرة والتراضي والتفاهم مع الزوج بحث أي موضوع ؛ أن تدرس ، أو تكمل دراستها ، أو تعمل....الخ 6/ إن التجربة قد دلت على أن المرأة تفضل الزواج ، أو الحمل والإنجاب ، أكثر من الدراسة أو العمل ، ولذا فلا أرى سببا يجعل الفتاة تؤخر زواجها بحجة إكمال الدراسة ، وما أدراها أن هناك من سيتقدم لها ؟ ، وما أدراها أن الخطاب سيستمرون في طرق بابها ؟ واسألوا كثيرا ممن فاتهن الزواج ، أو فاتهم السن الذهبي للزواج ، وكان رفضهم بسبب العمل ، أو تكوين النفس ، أو الدراسة ، وستجدون أن أكثرهم ، وأكثرهن ، يتمنون أنهم متزوجون ولهم عائلة ، وأولاد . 7/ ليس شرطا أن من استخار الله من الفتيات ، أو الآباء ، أو الأمهات ، يرى رؤيا صالحة ، وفيما ما لو رأى مثل هذه الرؤيا الصالحة ؛ فليس شرطا أن يعرف تفسيرها الصحيح ، أو ُيخبر به من المعبر؛ فقد يكون التعبير مخالفا للحال ،أو مجانبا للحقيقة - وهذا وارد من المعبرين- فهم بشر يخطئون ويصيبون ، ولا عصمة إلا لنبي . 8/ أغلب الأحلام التي رئيت بعد الاستخارات ، مجال الصدق فيها قليل ، إن لم يكن معدوما ؛ فمن استخار ، أو من استخارت في شئ ، فإن التفكير يكون منصبا عليه ، حال اليقظة ، وقبل النوم ، وهذا يجعل الإنسان المستخير قد يرى شيئا له علاقة بموضوع استخارته ، وهو بسبب التفكير به ، في حين يظن صاحبه أنه رؤيا صادقة ، ولا بد من تعبيرها ، واتخاذ القرار على ضوئها ، إلا أن الذي أراه أنها من أضغاث الأحلام . 9/ قد يرى المستخير أو المستخيرة رؤيا ليس فيها رموز مباشرة بالموضوع المستخار من أجله ، فهنا قد يكون في رؤيته معنى يمكن أن يكون فيه دلالة للمستخير ، وكل هذا على حسب تعبير المعبر للرؤيا . 10/ قد يكون هناك نوع من الرؤى له دلالة قوية للمستخير ؛ وذلك إن كان الرائي شخص بعيد عن المستخير ، ولا يعرف بأخباره التي جّدت واستخار من أجلها ، ومن ثم رأى رؤية ذات علاقة مباشرة بهذا المستخير، وما استخار من أجله ، وهذا يرد ويحصل كثيرا جدا ، ويكون في هذا النوع من الرؤى درجة كبيرة من الصدق ، وبخاصة إن كان الرائي مشهودا له بالصدق والصلاح . 11/ لعل من طريف ما يقال هنا ما يحكى عن الهنود الأقدمين ، أنهم كانوا يقولون : الليل يأتينا بالنصيحة ، وذلك أنهم يكتشفون من خلال أحلامهم مؤشرا على حظهم الجيد ، أو السيء ، وهذا المعنى موجود في معنى الرؤيا الحسنة ومشروعية الاستبشار بها والإخبار بها وانتظار تحققها .
67 - كان هارون الرشيد قد رأى وهو بالكوفة رؤيا أفزعته وغمه ذلك، فدخل عليه جبريل بن بختيشوع فقال : مالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيت كفا فيها تربه حمراء خرجت من تحت سريري وقائلاً يقول : هذه تربة هارون فهون عليه جبريل أمرها وقال: هذه من أضغاث الأحلام من حديث النفس، فتناساها يا أمير المؤمنين. فلما سار يريد خراسان ومر بطوس وإعتقلته العلة بها، ذكر رؤياه فهاله ذلك وقال لجبريل: ويحك! أما تذكر ا قصصته عليك من الرؤيا؟ فقال: بلى. فدعا مسروراً الخادم وقال: أئتني بشئ من تربة هذه الأرض، فجاءه بتربة حمراء في يده, فلما رآها قال: والله هذه الكف التي رأيت، والتربة التي كانت فيها. قال جبريل: فوالله ما أنت عليه ثلاث حتي توفي (1)، وقد أمر بحفر قبره قبل موته في الدار التي كان فيها، وهي دار حميد بن أبي غان الطائي، فجعل ينظر إلي قبره وهو يقول : يا ابن آدم تصير إلي هذا. ثم أمر ان يقرأوا القرآن في قبره، فقرأوه حتي ختموه.
70 – رأي المنصور في منامه ويقال بل هتف به هاتف وهو يقول :
أما وربُ السكون والحركِ إن المنايا كثيرة الشركِ
عليك يا نفس إن أسأتِ وإن أحسنت يانفسُ كان ذاَك لك
ما اختلف الليل والنهار ولا دارت نجوم السماء في الفلك
الا بنقل السلطان عن ملكٍ ما عزُ سلطانه بمشترك
ذاك بديع السماء والارض ولمرسي الجبال المسخر الفلك
فقال المنصور : هذا أوان حضور اجلي وانقضاء عمري . وكان قد رأي قبل ذلك في قصرة الخلد الذي بناه وتأنق فيه مناما افزعه فقال للربيع : ويحك ياربيع " لقد رايت مناما هالني , رأيت قائلا وقف في باب هذا القصر وهو يقول :
كأني بهذا القصر قد باد أهله وأوحش منه أهله ومنازله
وصار رئيس القصر من بعد بهجة الي جدث (3) يبني عليه جنادله فما أقام في الخلد الا اقل من سنه حتي مرض في طريق الحج , ودخل مكة مدنفأ ثقيلا , وكانت وفاتة ليلة السبت لست وقيل لسبع مضين من ذي الحجة , وكان آخر ماتكلم به أن قال : اللهم بارك لي في لقائك . وقيل : انه قال يارب ان كنت عصيتك في امور كثيرة فقط اطاعتك في احب الاشياء اليك شهادة ان لااله الا الله مخلصا . ثم مات . وكان نقش خاتمه . الله ثقة عبدالله وبه يؤمن . وكان عمره يوم وفاته ثلاثا وستين سنة على المشهور , منها اثنتان وعشرون سنة خليقة , ودفن ببان المعلاة مكه المكرمة.
ومن رأى أنه دخل روضة وهي ملك لغيره ثم أراد بدخوله التنزه فإنه يدل على مجالسته الصالحين وحجة معهم، وأما حرقها أو قلعها أو يبسها فتأويله كما تقدم في ذكر البساتين، وكذلك إذا رأى فيها من الوحوش أو هوام الأرض، وأما الروضة التي بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تقدم تعبيرها في الباب العاشر.
فمن رأى أن ملكا أعطاه منطقة وشد بها وسطه فإنها تؤول على أنه مضى من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب المنقوش فإنه يؤول بكثرة الجماع وقيل المنطقة الذهب تؤول ومن رأى منطقة وأخذها بيمينه فإنه يسافر وإن أخذها بيسارة فهي ولاية وإذا كانت مرصعة فهي أبلغ وأجود.
ومن رأى ملكا كتب له خطا فأحرزه حين أخذه منه فإنه يؤول على خمسة أوجه حصول ولاية ووصول رزق وقضاء حاجة وعز ورفعة وبلوغ مقاصد كما قال بعض المعبرين في إيضاحه شعرا:
(حصول ولاية وحصول رزق ... قضاء حوائج وبلوغ قصد)
وقيل من رأى أنه يكتب على صك فإنه يقتحم.
كيف أتخلص من مشكلة توقع الشرور بمن حولي , ان رأيت فيهم حلما مفجعا ؟
هذا نموذج من أسئلة كثيرة , ما فتئت تتري , ولا أخفيكم أنني كنت ممن أعيش هذة المشكلة , حيث أني أري ما سيحدث للبعض من حولي , ومن ثم أعيش في هم وقلق بانتظار ما قد يحدث ، وهذه المشكلة موجودة عند بعض الناس كذلك، في حال اليقظة !! ومن جهة نظري أن احساسهم بالشئ قبل وقوعة قد يكون من نوع الالهام ; وهو أن يتحدث الواحد عن شئ ويحري الله الحق علي لسانة .وقد وافقة القران في ستة مواضع.
وقد كان عمر بن الخطاب ملهما ؛ يجري الحق على لسانه ، وقد وافقه القرآن في ستة مواضع
وقد جاء في صحيح مسلم من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ، قال عمر :
[ وافقت ربي في ثلاث : مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي أسارى بدر ].
وأيضا حين احتج نساء النبي عليه في الغيرة ، قال : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، فنزلت الآية بذلك.
وجاء في حديث صحيح عند مسلم موافقته في منع الصلاة على المنافقين [ انظر شرح النووي على صحيح مسلم 15/167 ]
وجاءت أيضا موافقته في تحريم الخمر ، قال النووي : فهذه ست وليس في لفظ الحديث السابق عن عمر ما ينفي زيادة الموافقة ، والله أعلم ،
وأعود للموضوع السابق ، فأقول:
وقد يكون بسبب آخر وهو الإحساس المرهف بالشعور بالآخرين ، والعيش مع مشاكلهم ، كما يحدث لبعض الأمهات أو الآباء مع أولادهما مثلا ، فقد يشعر الأب أو الأم بمعاناة أحد الأبناء وهو في غربة ، أو محنة.
وقد يقول مثلا : إني أحس بأن صدري منقبض على فلان أو فلانة ، وقد يحدث هذا الأمر من غيرهم ممن يتميز بهذه الصفات ، من بعض الفئات ، كبعض رجال الأمن ، أو الأطباء ، أو المدرسين ، أو الممرضين والممرضات ، وغيرهم ممن يحمل شعورا نحو من هو مسؤول عنه .
ويمكن دفع هذه المشكلة بطريقتين :
1/ إن كان هذا الحدس جاء من خلال حلم ، فدفعه بما ورد من الاحترازات عن الرؤيا المكروهة ، وهي تدفع هذا الشيء الذي يخاف حدوثه بإذن الله . وعلى من ابتلي بهذه الخاصية الإلحاح على الله بالدعاء لدفع هذا الأمر عنه ، ولن يرى شيئا من هذا بإذن الله .
2/ وإن كان هذا الحدس جاء من خلال الإلهام ، فدفعه من خلال الدعاء بأن يزيل الله عنه هذه الخاصية ، والله قمن أن يستجيب للعبد مسألته ، وبخاصة لمن ألح بالدعاء ، والله أعلم .
وأما رؤيا ملك مصر فقد ذكرها الله -تعالى- وذكر تأويلها الذي أولها به يوسف-عليه السلام-فقال-تعالى-:
(وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون,
قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين, وقال الذي نجا منهما واذكر بعد أمه أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون, يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون , قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله ألا قليلا مما تأكلون ,
ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون , ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) .
سورة يوسف الأيات 43-49.
وقوله -تعالى-: (قالوا أضغاث أحلام)
قال ابن جرير : يعنون أها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها,وهي جمع ضغث,والضغث أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المختلطة التي لا تأويل لها .
وذكر الماوردي والقرطبي عن أبي عبيدة أنه قال : الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا,وروى ابن جرير أيضا عن قتادة في قولة
(أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) .
قال :أما السمان فسنون منها مخصبة,وأما السبع العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئا ,وقوله :
(وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) .
أما الخضر فهن السنون المخاصيب,وأما اليابسات فهن الجدوب المحول,والعجاف هي المهازيل.
وقوله : (قال تزرعون سبع سنين دأبا)
قال القرطبي : لما أعلمه بالرؤيا جعل يفسرها له فقال : السبع من البقرات السمان والسنبلات الخضر سبع سنين مخصبات,وأما البقرات العجاف والسنبلات
اليابسات فسبع سنين مجدبات فذلك قوله :(تزرعون سبع سنين دأبا).أي متوالية متتابعة .
قال القرطبي : وهذه الأية أصل في صحة رؤيا الكافر وأنها تخرج على حسب ما رأي.
وقوله :(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
قال ابن جرير: هذا خبر من يوسف -عليه السلام-للقوم عما لم يكن في رؤيا ملكهم ولكنه من علم الغيب الذي أتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه,
ثم روى عن قتادة أنه قال زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها فقال : (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
ويعني بقوله :(فيه يغاث الناس) بالمطر والغيث,وروى أيضا عن ابن جرج قال: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-:(ثم يأتي من بعد ذلك عام)
قال أخبرهم بشئ لم يسألوه عنه وكان الله قد علمه إياه عام فيه يغاث الناس بالمطر.وذكر القرطبي عن قتادة أنه قال: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها إظهار لفضله,
وإعلاما لمكانه من العلم وبمعرفته.
ما رأيك فيمن رأي رؤية , ثم استيقظ , ثم عاد لنومة ورأي تكملتها ؟
أري أن الرؤية الأولي صدق وحق , بشرط ألا يسبقها تفكير بها , وأما الأخري التي صارت تكملة لها , فهي من أضغاث الأحلام .
ومن رأى أن ملكا شد سيفا على وسطه فإنه يؤول على حصول قوة ونفاذ أمر من الملوك وإن أعطى له سيفا فإنه يدل على حصول قوة ونفاذ أمر من الملوك ومن رأى أن ملكا شد سيفا على وسطه فإنه يؤول على حصول قوة ونصرة وربما يرزق ولدا ومن رأى أن سيفه يلمع فإنه وقال أبو سعيد الواعظ قبيعة السيف تؤول بالولد.