من رأى أنه ركع وسجد وصلى لله تعالى فإنَه يخضع له، ويتبرأ من الكبر، ويقيم حدود اللّه وفرائضه، وينال ما يتمناه في الدين والدنيا سريعاً، ويظفر بمن عاداه. وقيل: من رأى أنَه سجد للّه تعالى ظفر بعدوه، وغُفِر له. والساجد مذنب، فإذا سجد تاب من ذنبه وندم ونجا من مخاطره، ونال حاجته، وعُفيَ عنه، والمعفو عنه تطول حياته. فإن رأى أنَّه سجد لغير اللّه تعالى أو خرّ لوجهه من غير أن يقصد السجون فإنه يذل ويخذل، إن كان في نزاع أو حرب أو خصومة، وإن كان في تجارة خسر، وإن كانت له حاجة فإنها لا تُقضى، فإن خرّ على جبل ساجداً للّه تعالى فإنَّه يظفر برجل منيع، وإن كان على تل أو حائط فإنه يخضع لرجل رفيع يخذله. والسجود في المنام دليل على الإيمان بالله والتوبة للعاصي، وربما دلّ الركوع والسجود على الحج لقوله تعالى: (وطهر بيتي للطائفين، والقائمين، والركع السجود). وربما دلّ السجود على اتباع السنة ومرافقة النبي صلى اللّه عليه وسلّم في الجنة. والسجدة في المنام دليل الظفر، ودليل التوبة من الذنب ودليل الفوز بمال، ودليل طول الحياة، ودليل النجاة من الأخطار. والسجود نصر وصلاح في الأمور. وقد يكون السجود نعمة أنعمها اللّه تعالى على من رأى ذلك. ومن رأى لبنة ذهب سجدت للبنة فضة، فإن رجلاً شريفا يخضع لرجل وضيع. ومن سجن لصليب فإنَّه يخضع لقوم منافقين في ضرب البربط والغناء والمعازف.
سجود التلاوة
إذا سجد الإنسان في المنام سجدة الأعراف فإنَّه يحافظ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان قدره رفيعاً. وإن سجد سجدة الرعد دلّ على الإكرام بلزوم الطاعة. وإن سجد سجدة مريم دلّ على النعمة والرغد ورفع القدر في الدنيا والآخرة. وإن سجد السجدة الأولى من الحج دلّ على الموعظة والإرهاب بسبب ما هو عليه من الغفلة، وإن سجد السجدة الثانية منها دلّ على الحث على الطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإن سجد سجدة الفرقان دلّ على النفور عن الطاعة والإقبال على المعصية، وإن كان على شيء من زلل دلّ على حسن الظن بالله تعالى وحسن المعتقد. وإن سجد سجدة النمل دلّ على غلو الذكر، والصيت الحسن عند أهل البدعة، ونفاذ الكلمة عند الملوك، والصدق عندهم. وإن سجد سجدة الم تنزيل كان ذلك دليلاً على الإيمان بالله والخوف مما عنده، ورغبة في فضله والتوبة ولزوم الصلاة. وإن سجد سجدة صلى اللّه عليه وسلّم دلّ ذلك على الإنابة، وعلى أنه يستن سنة حسنة، وعلى تجديد نعمة لا يقوم بشكرها. وإن سجد سجدة فصلت دلّ ذلك على امتثال الأوامر للّه تعالى ولولي الأمر. وإن سجد سجدة النجم دلّ على التوبة للعاصي والإقلاع عن الذنوب واجتناب المناهي، والعبادة لله تعالى. وإن سجد سجدة الانشقاق دلّ على التخويف والزجر عن ارتكاب الذنوب والمعاصي. وإن سجد سجدة اقرأ دلّ على التوبة والإقلاع عن الذنوب وأفعال اللهو وما يوجب النار.
وقال ابن سيرين موت الولد أمان من عدو وحصول ميراث وموت البنت رجوع عن أمر فيه سرور وموت الوالد تحير بسبب معيشة وموت الوالدة عدم وصول إلى مقاصد وحصول هم وحزن.
نادرة روى أن رجل أتى معبر فقال إني رأيت طيرا طار من عبي ثم أتيت إلى أمي فأدخلتني جوفها فقال له المعبر إن صدقت رؤياك تموت وتدفن لأن طيران الطير من عبك خروج روحك من جسدك وأما دخولك جوف أمك فهي الأرض لقوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم.
موت
إذا حلمت برؤية أي من معارفك ميتاً فهذا يحذرك من بلاء قادم أو حزن. وتعقب مثل هذه الأحلام دائماً خيبات أمل.
إذا سمعت أن صديقاً أو قريباً لك قد مات فسوف تصلك أخبار سيئة منه. وتضلل بل تربك الأحلام المتعلقة بالموت أو الاحتضار مفسر الأحلام المبتدئ عندما يحاول تأويلها.
إن الإنسان الذي يفكر على نحو مكثف يملا الهالة التي تحيط به بالفكر أو بالصور الذاتية التي تتفاعل بحيوية مع العواطف التي أوجدتها. وبالتفكير أو العمل في مجالات أخرى قد يبدل الإنسان هذه الصور بصور أخرى ذات شكل وطبيعة مختلفين. وقد يرى هذه الصور تحتضر أو تموت، وبموتها أو دفنها قد يخطئ فيحسبها صور أصدقاء أو أعداء. في هذه الحالة قد يرى عندما يكون نائماً نفسه أو قريباً له يموت بينما يكون هذا في الواقع تحذيراً له أن فكرة أو عملاً شريرين سوف يحلان محل فكرة أو عمل خيرين.
للتوضيح: إذا كان يرى صديقاً أثيراً أو أحد أقربائه في سكرة الموت فإن في هذا تحذيراً ضد فكرة أو عمل لا أخلاقيين، أما إذا كان يرى عدواً أو شيئاً بغيضاً لحظة الاحتضار فقد يتغلب على أساليبه الشريرة وبذلك يعطي نفسه أو أصدقاءه سبباً للفرح.
غالباً ما تنبئ الأحلام التي هي على هذه الشاكلة بانتهاء أو ابتداء قلق شديد أو محنة.
ويتكرر حدوث هذه الأحلام أيضاً عندما تستحوذ على الإنسان حالات وهمية عن الخير والشر. والإنسان لا يكون في هذه الحالة هو نفسه. بل ما تصنعه به المؤثرات المهيمنة. قد يحذر من اقتراب أوضاع معينة أو تحرره من هذه الأوضاع.
تكون في أحلامنا أكثر اقتراباً من أنفسنا مما نحن عليه في حالة اليقظة. والأحداث البغية أو المبهجة في أحلامنا، مرئية كانت أو مسموعة، هي كلها من صنعنا نحن، إذ أنها تعكس حالة أرواحنا وأجسادنا في أرض الواقع، ولا نستطيع أن نتفاداها إلا إذا أبعدناها عن وجودنا وذلك عن طريق استخدام الأفكار الطيبة والأعمال المجيدة، أي عن طريق طاقة الروح الكامنة في داخلنا.
نادرة روى أن بعض الثقات رأى كأنه حج في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وأخبر في المنام أنه يعيش بعد عوده مدة كذا فلم يزل يترقب هذه المدة إلى أن جاوزها فقال رأيت ما هو كيت وكيت وقص رؤياه متعجبا من خرم ما وعد به وقال لو لم أتجاوز المدة لما أخبرت أحدا بذلك فقيل له أما ما رأيت فخلل معك في الحساب أو أضغاث أحلام فتوجه إلى منزله فمات تلك الليلة.
عربة موتى
إذا حلمت بعربة الموتى فإن هذا يعني علاقات غير لطيفة في البيت وفشلاً في استمرار العمل على نحو مرض. وتنبئ عربة الموتى أيضاً بموت شخص قريب منك أو بمرض وحزن. وإذا عبرت عربة الموتى طريقك فسوف تلقى عدواً قاسياً تتغلب عليه.
نادرة جاء رجل إلى ابن سيرين وقال إني رأيت طائرا نزل من السماء فوقع على شجرة ياسمين فجعل يلتقط ما عليها من الياسمين فتغير وجهه وقال يدل على موت العلماء فكان كذلك.
سجود الشكر
يدل في المنام على رفع البلاء، وتجديد الأرزاق، والمجازاة من الرائي للساعي على ذلك. وإن سجد لله شكراً وهو كهل وبه حرج، وليس في ظهره تقويس، فإنَّه بتقوى بمال ونعمة، ويستغني ولا يهرم.
السجدة في المنام دليل الظفر، ودليل التوبة من ذنب هو فيه، ودليل الفوز بمال، ودليل طول الحياة، ودليل النجاة من الأخطار. فإن رأى كأنه سجد للّه تعالى على جبل، فإنّه يظفر برجل منيع.
وقال أيضاً رؤيا السجود على خمسة أوجه حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم " الآية وقيل ان الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل.
ومن رأى في جبهته أثر السجود فإنه يدل على زيادة في دينه وتقواه وانتشاره بين الناس وقيل من رأى أنه أصيب بجبهته فإنه يحصل له من رجل سفل ما يكره وربما يكون نقص ماله.
ومن رأى ميتا معروفا، مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتا مات موتا جديدا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية.