وختمت هذا الكتاب بفائدة شرعيه مفيدة في الرؤيا وهو ما روي عن عبد الأعلى بن النجم قال بت ليلة في أيام حريش وابن خلف المعافري
بمصر وكانت ليلة جمعة وانا أقول في نفسي لا أدري من أتبع إلا أبا حريش وأصحابه وهو يقول بخلق القرآن أو لابن خلف وأصحابه وكان يقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق فلما أويت إلى فراشي ونمت رأيت هاتفا قد جاءني وقال قم فقمت فقال لي قل فقلت وما أقول فقال قل شعرا:
(سبحان من رفع السماء ... بلا عماد للنظر)
(ما قال خلق بخلقة الق ... رآن إلا قد كفر)
(لكن كلام منزل ... من عند خلاق البشر)
وقال لي اكتبه فمددت يدي إلى كتاب من كتبي وكتبته فيه فلما استيقظت وجدته مكتوبا بالكتاب والله أعلم بالصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله وحده.
تم الكتاب ولله الحمد والمنة)
ومن رأى أنه لبس خاتما وكان فصه من أصله فإنه يؤول بحصول ولد أو شراء جارية أو دابة أو دار وتحول فص الخاتم من موضعه يؤول للملوك بالاشراف على العزل ولغيرهم بتغير الأحوال.
هل يؤدي البحث عن تفسير الأحلام لما يسمي بالقلق التوقعي ، ومن ثم يؤدي بصاحبة للأوهام، والتطير والتفكير التشاؤمي؟
هذه وجهة نظر، وأسمعها كثيراً من بعض من يمتهن الطب النفسي،
والحقيقة أن هذا الكلام قد يصدق لدى فئة من المرضى، وهم قلة بيد أن الكثير ممن تتكرر لديهم الرؤى قد يكون معناها مؤشراً على بشارة أو خبر سعيد، وقد تنذر الأحلام المتكررة عن ذنب وقع به صاحب الحلم، ومن ثم يكون تعبير هذا الحلم سبباً في إقلاع صاحب هذا الحلم عن ذنب وقد يكون من الكبائر.
وخلاصة القول: إن هذه الفرضية لدى بعض المعالجين النفسانيين لا تصدق على الكل ولا يجب تعميمها لكل من تكرر عنده رؤى أو أحلام .
قد يكون هذا الافتراض السبب في معاداة فئة كبيرة منهم لتعبير الرؤى
ولكن يجب التفريق هنا بين الرؤى والحُلم وأضغاث الأحلام، وينطبق كثير من كلام الأطباء النفسيين على ما يسمى بأضغاث الأحلام وهي غير الرؤيا التي هي من الله وغير الحلم الذي هو من الشيطان،
فليعلم ذلك.
وختاما : أَلْفِتُ هنا إلى أنَّ جوانب الرؤيا ليست منفصلة لا علاقة بينها، بل هي مترابطة بمعنى أنَّ المعبّر لا يجب أن يغفل واحداً منها، فرؤية التمر وأكله مثلاً لا تكون محمودة إلاَّ إذا عضدها الجانب اللغوي والزمني، ورؤية النار لا تكون مذمومة دائماً إذا كانت شتاءً عضدها الجانب الاشتقاقي في الرؤيا،
ويمكن لنا القول إنَّ الشكل التالي يوضّح لنا جوانب الرؤيا متداخلة:
وهذه الدائرة تدور في ذهن المعبّر حال سماعه للرؤيا، وفي وقت يسير جداً؛ يحاول أن يربط الرؤيا بواحد من الجوانب للوصول بسلام إلى شاطئ النجاة وهو تعبيرها، ولذلك سمّي التأويل تعبيراً،
هنا أقدّم بعض التوجيهات لمَن أراد التعبير:
1_ التسلح بسلاح العلم الشرعي من القرآن الكريم والسنّة النبوية واللغة العربية ومرادفاتها وألفاظها، ومعرفة زمن الرؤيا، والتحرّي عن صاحبها.
2_ مراعاة الآداب الشرعية عند التعبير، والاقتداء بخير الخلق عليه الصلاة والسلام.
3_ عدم إفزاع الناس وإرهابهم بما يتوصل له _ ظناً _ من الرؤى.
4_ عدم الجزم بالتعبير من المعبرين أو الحلف على التعبير فتعبير الرؤى مرجعه الظن كما يتبين لنا.
5_ عدم الإكثار من هذا النوع من العلم في كل جلسة أو محاضرة؛ لأنَّ هذا يُفضي للتساهل في التعبير بعدم مراعاة الضوابط التي ذكرتها في جوانب تعبير الرؤيا، كما أنَّ مَن أكثر في فنّ احترق فيه، وهذا معلوم.
6_ ألاَّ يقول المعبّر عن نفسه أنه ممن يعبّر فراسةً أو إلهاماً ما في هذا من تزكية النفس، وقد أُمرنا بألاَّ نُزكي أنفسنا.
7_ أن يحاول المعبّر_ ما استطاع _ أن يصرف الرؤى إلى الخير، فإن لم يجد لذلك سبيلاً فعليه عدم تعبيرها والاحتراز منها.
8_ عدم الركون على الأحلام والأوهام، فما كثرة اشتغال الناس بهذا العلم في هذا العصر، وكثرة الداخلين فيه، والمستفسرين عنه إلاّ ويدلّ دلالة واحدة وإن كانت محزنة أننا أصبحنا أمة أحلام، تهرب من واقعها المرير، والمحزن، للأحلام، ومن ثم بناء القصور، وتحقيق الانتصارات، والصلاة في القدس وهزيمة الجيوش، والسيادة على الأمم لا بالعمل بل بالحلم وهذا واقعنا المرّ ولا بدّ من الاعتراف به أولاً لكي نصححه ونعالجه ومن ثم نتخلص من هذا الوهن والخور.
9_ على المعبّر أن يحافظ على أسرار الناس السائلين له عن رؤاهم ولا يبوح بها مفاخراً أو متهكماُ.
نعم لا بدّ أن نلحق بركب الدُّول المتقدمة في العلم والقوة والاقتصاد حقيقةً لا حلماً،
ألا هل بلَّغت اللَّهم فاشهد.
خاتم
إذا لبست خاتماً في الحلم فذلك يرمز إلى دخولك مشاريع جديدة تلاقي فيها التوفيق والخير.
رؤية الخاتم المكسور ترمز إلى الشجار والتعاسة العائلية لدى المتزوجين. أما غير المتزوجين فهم مهددون بفراق الأحباء.
إذا استلمت فتاة خاتماً فهذا يعني أنها بعد اليوم لن تقلق على سلوك حبيبها إذ أنه سيكرس نفسه لإسعادها وتأمين مستقبلها.
أما رؤية آخرين يلبسون خواتم فتعني الخير والبحبوحة ومزيداً من الأصدقاء.
قيل من رأى أنه أعطى خاتما من ذهب على هيئة الخواتم من غير زيادة ولا نقصان أصاب مكروها في الدين وإن كان عليه نقش يحمد كانت عقباه إلى خير وإن كان بخلافه فتعبيره ضده.
ومن رأى أن ابرته التي يخيط بها انكسرت وانخرمت أو انتزعت منه فإنه يتفرق شأنه ويفسد ومن رأى أنها ضاعت منه أو سرقت فإنه لا يتم له ما هو فيه أعني ما في نيته من الأمور ويتفرق شأنه والابرة تدل على المرأة لادخال الخيط فيها.
من رأى أن فص خاتمه أحمر فإنه يولد له ولد فاسد وإن كان أسود فولده يثبت على الذلة ومن رأى أنه أصاب خاتما وهو في مسجد أو في صلاة أو في سبيل الله فإنه يملك امرأة يحرز بها)
دينه وإن كان ملكا أو ذا سلطان فإنه يصيب رفعة وقوة ويلقى مع ذلك حربا وإن كان تاجرا أصاب ربحا في تجارته ونال خيرا.
ومن رأى أن لخاتمه فصين فص من ظاهر اليد وفص من باطنها وكلالهما في صياغتهما ونقشهما متشابهان فإن ذلك سلطان ظاهر وباطن وإن خالف أحد الفصين الآخر في صياغته فإنه يؤول لصاحبه أو لابسه على وجهين يأتي النساء والرجال أو يأتي امرأة من الجهتين فإن انكسر فإنه يقلع عن ذلك.
وختاما لهذا الكتاب واستجابة لرغبة الكثيرين فهذة أمثلة مما عبرتة من رؤي :
جاءت الكثير من الرغبات تطلب أن أذكر بعضا من الرؤى التي عبرتها ، ومن ثم تحققت ، وأود هنا ألا أخيب ظن أصحاب هذه الطلبات ، ولكن أحب كذلك أن أوضح شيئا وهو أني حريص على أسرار السائلين أو المتصلين ، ولذلك لن اذكر أسماء أصحاب الرؤى ، وكذلك لن أذكر الرؤى التي قد يكون فيها أشياء شديدة الخصوصية مثلا ، كما أني أعتذر سلفا لكل من قرأ هذا الموضوع واعترض عليه من أصحاب الرؤى أنفسهم .
1/ سائلة قالت أن عمة لها ترى أنها عليها أساور من ذهب ، ومضايقتها فقلت لها : إن صدقت رؤياك قد يكون التهاب بسيط في القصبة الهوائية ويشفى بعون الله . فقالت سبحان الله أنا فعلا عندي التهاب بالقصبة الهوائية وجزاك الله خيرا .
2/ متصل قال أرى أنه يطرق الباب علي رجل أعرفه . فقلت ما اسمه ؟ قال محمد الوهيبي ، قلت إن شاء الله ترزق بولد ، فقال رزقت بحمد الله ، قلت : أسميته محمدا ؟ قال نعم ، فحمدت الله .
3/ قال لي أحد السائلين أرى أني أصيد وزا ، أو بطا ، فقلت إن شاء الله ستخطب بنتا صالحة ، وسيكون أبوها مؤذنا ، يقول لي فيما بعد ، لما أردت الخطبة ذهبت فوجدت رجلا يؤذن في مسجد الحي الذي تسكن الفتاة فيه ، فإذا هو أب البنت .
4/ سائلة قالت لي رأيت أني أدفع كرسيا عليه الملك فهد ـ بارك الله في عمره ـ فقلت ستوظفين بوظيفة راتبها كذا وكذا ، تقول ومن الغد وظفت ، بمبلغ أقل قليلا ، ولم تكن تصدق أنها ستوظف .
5/ قالت لي طبيبة : زوجي يرى أنه يخرج من تحت سيارته قط . فقلت هل ستسافرون ؟ قالت نعم . فقلت الحمد لله ، بالسلامة ، لكن آمل فحص السيارة من الأسفل ، وبالتحديد العمود الذي يدور أسفل السيارة ، ولم أعرف اسمه ، فقالت لي فيما بعد ، ذهب زوجي بالسيارة ووجد خللا في المكان الذي أشرت علينا به .
6/ امرأة قالت أرى أني أقص شعر ابنة لي صغيرة ، وكان شعرها يصل لوركها ، فقلت هل أنت ممن يختن البنات ؟ فقالت نعم فقلت أعملي بالسنة في الختان ولا تخفضي أكثر من الحد الوارد .
7/ أب اتصل علي وقال إن ابنه يرى أن ضرسه الخلفي يؤلمه ، فقلت إن ابنك يعاني من قسوة مدرس العلوم ، فهلا سألته ، فأجاب بنعم ، فقلت : الحمد لله راجع المدرس ، ففعل .
8/ رجل قال لي : أرى أني أصعد السطح في البيت ، وأرى سلما ، وأصعده . فقلت له إن هناك من يتحرى عنك ويسأل ، ولعلك خاطب ابنته ، فلما رأيته بعد مدة ، أخبرني بحصول ما ذكرته عنه .
9/ امرأة قالت أرى أني أرضع ولدا ، وكانت كمية الحليب تخرج من ثديي بقوة وتضرب بالجدار . فقلت أظن أن عندك مشكلة في هرمون الحليب ، وستشفى وتحملين إن شاء الله . فقالت هو ما تقول والحمد لله .
10/ رجل قال لي أرى أختي الشقيقة ، وأرى الشمس تشرق من المغرب . فقلت لقد وعدتها وأخلفتها فنفذ ما وعدتها به . فقال وعدتها بأن أعتمر بها ولم أستطع .
11/ امرأة قالت أرى أني أذبح خروفا . فقلت هو نذر لم تنفذيه فافعلي . فقالت نعم .
12/ امرأة قالت أرى أني أنظر للكعبة وهي مهدمة . فقلت أنت في بلد غربي ودائما تفكرين بمغادرته ، ولكنك لا تفعلين . فقالت هو ما تقول والله .
13/ رجل اتصل وقال إني أرى أني أصيد طيرا حرا وحصلت على جمل غالي ، وصعدت جبلا ووجدت ناسا عرضوا علي شراء الطير فقلت هو ليس للبيع، وذكر باقي الرؤيا . فقلت أنت تتابع الصيد وتمارسه ؟ وأنت خوي لأحد الأمراء ، وقد قدمت على منحة أرض وسيخرج لك الأمر ، ومن ثم سيعرض عليك البعض شراءها ، ففكر جيدا قبل البيع . فقال أنا أحب الصيد واخرج له وأتتبع وقت هجرة الطيور ، وقد قدمت على أحد الأمراء طلب منحة ارض ولم تخرج إلى الآن . فقلت الحمد لله .
14/ رأت إحدى المتصلات امرأة تأتي إليها ، وذكرت اسمها ، فقلت هذه المرأة ستحمل ، فاتصل علي بعد مدة زوج هذه المرأة وبشرني بحمل امرأته ، والحمد لله .
15/ رجل اتصل علي وقال رأيت جبريل صلى الله عليه وسلم يطير.فقلت هل تعمل في عمل له علاقة بالطيران فقال نعم أنا أدرس الطيران ، فقلت أنهيت 600 ساعة طيران وبقي لك النصف ، فذكر رقما قريبا جدا ، والحمد لله .
16/ متصلة قالت أرى أني أخرج خيطين من فمي أبيض ، وأسود ، فقلت لها : إنك أحيانا يأتيك من الشيطان بعض الوساوس ، وتشكين في الدين ، فاتقي الله .فقالت والله إني أحيانا أحافظ على النوافل فضلا عن الفرائض ، لكن أحيانا أمل واترك كل شيء حتى الصلاة .... فادعوا لها أن يثبتها الله على الدين
17 / رجل قال : جاءني والدي المتوفي ، وقال لي : لا تهدم منارات المسجد
فقلت : نعم ، فقلت : لا تفعل فهذا لا يجوز .
18 / رجل قال لي : بأني أري أني أطوف ولا أكمل .
قلت : تنوي التعدد ولا تفعلة ؟ فقال : نعم .
فقلت : أنت تعرفين رجلا أخذ عقلك ولكنة يتلاعب بك فاحذري ,
فقالت : هو ما تقول , وجزاك الله خيرا , وهنا فائدة التحذير من المعني السئ في بعض الرؤي , وأثرها علي حياة صاحبها .
20 / رجل قال : أري أني اكل رزا وهناك من يسرقة !! فقلت لة : هذا مشروع لديك وتخبر بفكرتة رجل غير أمين . فقال : نعم , حصل ما قلت .
21 / رجل اتصل بالبرنامج وقال لي : رأيت الشمس والقمر في الأرض وكان هذا قبيل شهر رمضان المبارك , عام 1428 ة , فقلت لة : هذا اختلاف بين أهل الرؤية ,وأهل الحساب في تحديد دخول الشهر , فكان ما قلتة وحصل بعضا من التراشق بين الطرفين !
22 / رجل قال لي : رأيت أني أخلع نابا من فمي دون ألم , فقلت : هذا ولد لك يضايقك , فقال : نعم هو ذاك .
23 / امرأة قالت : اني أري ثعبانا في فمة وردة ,فقلت : زوجك يعدك ويخلف ,وأنت تدعين علية ؟ فقالت : نعم ,وهو ما قلت ,فحذرتها وخوفتها من الله .
ومن رأى أنه يختم بخاتم الخليفة وكان هاشميا أو عربيا أصاب ولاية جليلة وإن كان من الموالي فإنه يموت أبوه ويخلفه وإن لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمناه وإن كان خارجيا أصاب ولاية باطلة لا تدوم له.
ومعنى هذه الآية، أنَّ الله يُنهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم
( وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا )
أي وقت النوم يحبسها عن التصرف كأنها شيء مقبوض فالتي حكم عليها بالموت حال النوم يقبضها حال النوم، ويرسل الأخرى التي لم يحكم عليها بالموت فيعيش صاحبها إلى نهاية أجله.
قال ابن عباس وغيره من المفسرين: إنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله منها فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح إلى أجسادها.
( أبو بكر الجزائري _ص1124)
فالموت الحقيقي يسمى الوفاة الكبرى، ووفاة النوم تسمى وفاة صغرى، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه
يقول: (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ))، فسمى النوم موتاً.
وشاهد هذا من السنة أعني مسك الروح ما أخرجه الشيخان من حديث الدعاء قبل النوم،
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا أوى أحدُكُم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).
والشاهد في إمساك الروح في المنام وإرسالها، ولأن الشيء بالشيء يذكر،
كان واحدٌ ممن اشْتُهر بالطاعة والصلاة والصيام والصدقة
دائماً ما يشكو عدم رؤياه لأبيه المتوفى، مع كثرة اشتهاره برؤية الموتى وأحوالهم، وكثيراً ما سُئِلَ من القريبين منه عن موتاهم، وكان يعجب من عدم رؤيته لأبيه،
وذاتَ مرًّة لقيته فرحاً مستبشراً مسروراً، وقل ما شئت من الصفات الحسنة عن حالته، وقبل أن أسأله عن سرِّ سروره، بادرني وكأنما كشف عن سؤالي بقوله، رأيت أبي البارحة، رأيت أبي البارحة، وقص عليّ رؤياه،
فقلت له: خيراً رأيت وشراً كُفيتَ إن شاء الله، الحمد لله هذه رؤيا خير لك، وقد نفع الله بك والدك فرفعه الله إلى منزلتك، هكذا نحسبك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحداً،
( وقد اتفق أهل السنة أنَّ الأموات ينتفعون من سعي الأحياء، بدعائهم واستغفارهم لهم والصدقة والصوم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال، وقد فُصّل هذا الكلام في شرح العقيدة الطحاوي للعلاّمة ابن أبي العز الحنفي ص115 وما بعدها)
فبكى كثيراً وحمد الله واستغفر، وقد ثبت أنَّ أرواح الأموات متفاوتة في مستقرّها في البرزخ أعظم تفاوت،
فمنها: أرواح في أعلى علّيين كأرواح الأنبياء،
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر كبعض الشهداء، ومنهم مَن يكون محبوساً على باب الجنة، ومنهم مَن يكون محبوساً في قبره، ومنهم مَن يكون مقرُّ باب الجنة، ومنهم من يكون محبوساً في الأرض
خاتم زفاف
إذا حلمت امرأة أن خاتم زفافها متألق ولامع فإن هذا ينبئ أنها ستكون محمية من الهموم والخيانة.
إذا ضاع أو انكسر فسوف يدخل حياتها حزن كثير عبر موت وتنافر.
إذا رأيت خاتم زفاف في يد صديق أو شخص آخر فإن هذا يدل على أنك سوف تستخف بنذورك وسوف تحاول نيل متعة غير مشروعة.
وكذلك لورأى على الميت تاجا أوخواتيم، أورآه قاعدا على سرير، ولورأى على الميت ثيابا خضرا، دل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة، كما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة، فكذلك تدل على عقبه في الدنيا.
ومن رأى أنه وجد خاتما بفصين موافقا أحدهما للآخر فإنه يدل على حصول شرف ونفاذ أمر وحصول مال ونعمة وإن لم يكونا موافقين فإنه يدل على اللواطة والزنا وإن رأى أن أحدهما وقع وبقي الآخر فإنه يتوب من أحدهما.
من رأى أنه أعطى خاتما على غير هيئة الخواتم وكان من ذهب وليس عليه نقش ولا عرف صياغته فإنه بمنزلة الذهب فيؤول على وجهين إذا لم يعرف نقشه وصياغته إما ذهاب شيء يملكه أو غضب من أميره عليه.
هل تفيد كتب تفسير الأحلام الموجودة لتفسير الرؤيا لصاحبها؟
هي تفيد المُعبّر في المقام الأول، حيث يستطيع بما وهبه الله من معرفه بأصول هذا الفن من استخراج التعبير المناسب لحالة الرائي، وأضرب هنا
مثالاً:
فالطبيب لو دخل إلى صيدلية مليئة بأنواع الأدوية فإنه يستطيع أخذ الدواء المناسب لحالة مريضه، لكن لو دخل المريض لهذه الصيدلية فقد يأخذ دواء لا يصلح لحالته، وقد يأخذ دواء يُسبب زيادة في حالة مرضية عنده.
ومثله المهندس الذي يستطيع أن يأخذ أدواته المناسبة وقد يصنع بها بيتاً، وقد يُصلح بها آلةً، وهكذا،
في حين أن هذه الأدوات عند صاحبها مثلاً ولا يستطيع أن يصنع منها شيئاً ذا فائدة.
وقفة: لا تساوم على أسرار السائلين:
هذه الوقفة المهمة موجهة للمعبرين الذين اءْتمنهم الناس على أسرارهم ووضعوا فيهم كامل ثقتهم، وقد يكون في رؤاهم أسرارٌ ومواضيع خاصة ولا يرغبون في كشفها، فالواجب كتمُ أسرارهم، وعدمُ إفشائها فالمستشار مؤتمن،
ولا يخفى أنَّ بعض الرؤى يلزم منها كشفُ بعض الأمور الخاصة للرائي، وقد يُخبر بعضُ السائلين ببعض أسرارهم ويكون فيها مثلاً مرضٌ نفسي، أو خطبةُ بنت، أو قطيعة رحم، أو مشكلةٌ خاصة بأحد الأبناء أو مشكلةٌ مع الوالدين، أو مشكلةٌ مع دَيْن، أو مع جهة حكومية...،
وهكذا القائمة تطول،
فالله الله في هؤلاء اكتموا عليهم أسرارهم، ومهما سُؤلتم عن هذه الرؤى فلا يخبروا بها أبداً،
ونصيحة لكل معبر: لا تساوم على أسرار السائلين.
ومن رأى أنه يلبس خاتما أو يدخره وفصه ياقوت فإنه يؤول ان كان عنده حامل تلد بنتا وتموت سريعا وإن لم يكن عنده حامل فإنه يدل على حملها وإن كان عزبا فإنه يلتقط بنتا مرمية وربما دل على وجدان شيء.
ومن رأى أن الخاتم فصه من فضة فإنه يدل على الفرح لصاحبه ولكن بقوة وقيل رؤيا الخاتم إذا كان فضة يدل على الفرح والراحة والخاتم الذهب في أصبع الرجل بدعة في دينه وخيانة في معاملته وقيل رؤيا فص الخاتم ولاية وللنساء زوج موافق.
ومن رأى أن خاتمه انكسر أو سقط وذهب عنه فإن ذلك يؤول على خمسة أوجه ذهاب ماله ومفارقة امرأته وقرب أجله وموت ولده وذهاب جاهه وإذا رأت المرأة ذلك فهو نظيره ولكن يزداد في ذلك للمرأة موت أقرب الناس إليها.
ومن رأى أن خاتمه بفصين فإن كان ملكا فإنه زيادة في ملكه وإن كان تاجرا فهو ربح له من وجه البيع والشراء وإن كان عالما فإنه يدل على مداراته لأهل الدنيا والدين.)
هذة المسألة من المسائل التي حصل فيها خطأ كبير; فأكثر الناس يشاهد أن الكثير ينسب أشهر الكتب في الأحلام للامام محمد بن سيرين , بينما الصحيح أن هذا الكلام غير صحيح .
لكن من أين أتي هذا الكتاب اذا ؟ وما الصحيح في هذة المسالة ؟
فاقول : لا يصح نسبة اي كتاب في تفسير الرؤيا , مثل : " تعبير الرؤيا " , أو "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" , أو غيرهما لة , وقد ثبت أن ابن سيرين قال : لو كنت متخذا كتابا لا تخذت رسائل النبي صلي الله علية وسلم .يعني أنة لم يتخذ كتابا أصلا .
ودليل اخر : أن الكتاب المنسوب لة فية كثير من المنقولات عمن هو بعد الامام محمد بن سيرين المتوفي سنة : 110 ة , مثل : أبو سعيد الواعظ وغيرة , وجميع من ترجم لابن سيرين من المتقدمين لم يذكر أنة ألف , لا في التعبير ,ولا في غيرة , بل قالوا أنة قد ورد عنة في ذلك أمورا منها من يروون عنة بالاسناد , كما فعل الامام البخاري في الصحيح .
وممن نسبة لة بالخطأ : ابن النديم في "الفهرست"ص439 , والخلال في "طبقات المعبرين" , وابن شاهين في الاشارات ص 24 , ولكنهم لم يذكروا علي صحة نسبة الكتاب لة دليلا صحيحا , وقد تتساءلون هنا : لمن الكتاب المشهور نسبتة لابن سيرين اذا ؟
أقول : هو كما قالة أكثر من واحد من المحققين لأبي سعيد الواعظ ,وممن قال بهذا العالم مشهور بن حسن في كتابة "كتب حذر منها العلماء" ج 2 , ص 275 الي 284 .
ومن رأى أنه أعطى خاتما وقيل اختم به إن كان لائقا للملك يكون ملكا وإن كان غنيا يحصل له زيادة في المال وإن كان في الغزو فإنه ينتصر ويظفر وإن كان زاهدا ازداد في زهده ويقاس عليه باقي الصنائع.
ومن رأى أنه وهب له خاتم هبة لا رجوع لها فإنه يصل إليه مال فإن عرف الواهب كان ذلك المال منه وإن لم يعرف فهو من رجل مجهول وبالجملة إذا تحقق أن لا رجوع عليه منه فإن ماله يدوم له مدة حياته.
هل هناك تفسير لبعض حالات توارد الخواطر التي تكون أحياناً بين بعض التوائم، أو الأقرباء، وهل لهذا علاقة بالأحلام؟
نعم هذه الظاهرة موجودة ومثال ذلك. قد يكون هناك أخوان أو صديقان، فيخبر أحدهما بشيء وقع عند الآخر سواء كان مفرحاً أو محزناً مثلا، ومن ثم يكتشف صدق هذا الخاطر الذي ورد لمخيّلة صاحبه، وهذا في رأيي له واحد من تفسيرين:
1_ أن هذا ما يسمى بالإلهام وقد تحدثت عنه وذكرت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من الملهمين وقصته مع سارية مشهورة، وقلت أن هذا من خصائص الأنبياء والأولياء.
2_ أن هذا الخاطر قد يكون وارداً لصاحبه حال النوم؛ حين تلتقي الأرواح، فقد تتلاقى روح أخ بأخيه، وصفيّ بصفّيه، وحبيب بحبيبه، وخليل بخليله، وغائب بعائلته، فيحصل مقابلة بين هذه الأرواح، ويحصل تلاقي،
ومن ثم قد يحصل إخبارٌ منها للبعض، ومن ثم وبعد استيقاظها تخبر هذه النفوس أو الذين رأوا الرؤى بما جرى، وقد يكون ما جرى مغيباً عنها كأن يكون خارج حدود المكان كأخبار غائب أو مسافر أو خارج حدود الزمان كأن يكون هذا المُخْبر ميتاً وهي ظاهرة لا تدعو للاستغراب،
ويوجد العديد من الأمثلة التي نرى فيها تواصلاً بين جهتين مع البعد بينهما ومثال ذلك إحساس الأم المرضعة بحاجة ولدها أو ابنتها للرضاعة مع كونها أحياناً بعيدة عنها وهذا من خلال بعض العلامات التي تعرفها النساء المرضعات من إدرار حليبهنّ وألم في أثدائهن قبيل وقت الإرضاع وهذا من الأمثلة الحية المشاهدة .
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق