ومن رأى أنه أفطر في غير الوقت فإنه يغتاب الناس أو يكذب وربما دل على المرض أو السفر لقوله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر " الآية.
فإن رأى أنّه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنّه يقضي دينه. فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنّه يقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: " فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُم " .
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: من رأى كأنّه خارج إلىِ الحج في وقته،فإن كان صرورة رزق الحج، وإِن كان مريضاً عوفي، وإِن كان مديوناَ قضي دينه، وإن كان خائفاً أمن، وإن كان معسراً يسر، وإن كان مسافراَ سلم، وإن كان تاجراً ربح، وإن كان معزولاً ردت إليه الولاية، وإن كان ضالاً هدي، وإن كان مغموماً فرجِ عنه. فإن رأى كأنّه خارج إلى الحج ففاته، فإنّه إن كان والياً عزل، وإن كان تاجراً خسر، وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإن كان صحيحاً مرض.
وقال الكرماني لبس ذلك للمتوجه في الحروب يدل على الظفر، وإن لم يكن لذلك فهو غير، وإن كان لونه أخضر أو أبيض فإنه يدل على زيادة الدين، وإن كان أصفر فإنه يؤول بالضعف والسقم، وإن كان أزرق فإنه يدل على المصيبة، وإن كان اسود فإنه يدل على الحزن والغم، وإن كان ملونا فإنه يدل على انتظام أموره، وإن كان عتيقا ممزقا فإنه يدل على الحزن ونقصان المال.
ومن رأى أن له زرعا وقد استوى في وقته فإنه يدل على حصول مراده وبلوغ مقصده، وإن كان في غير وقته فإنه يدل على حصول المخالفة بينهم أو مصيبة عظيمة، وربما دل للرائي على موت الفجأة أو لمن يعرف الزرع به أو كان الرائي من أهله، ومن رأى أن له زرعا أخضر وقد يبس فإنه يدل على حصول مصيبة.
رأى أنه يكون من أحفظ الناس للحديث فكان كذللك
101 - يعتبر الإمام المحدث الجهبذ أبو زرعة الرازى أحد حفاظ الدنيا ، فما نعمة الله عليه فى ذلك وماذا يقول ؟ قال : رأيت فيما يرى النائم كأنى فى مسجد النبى -صلى الله عليه وسلم - وكأنى أمسح يدى على منبر النبى - صلى الله عليه وسلم -
موضع المقعد والذى يليه والذى ثم أمسكته ،فقصصته على رجل من أهل سجستان كان معنا بحران . فقال : هذا أنت تعنى بحديث النبى -صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين وكنت إذ ذاك لا أحفظ كثير شىء من مسائل الأوزاعى ومالك والثورى وغيرهم ، ثم عنيت به بعد (2) .
وتحققت الرؤيا وأصبح من أحفظ الناس للحديث حتى قال عنه الإمام أحمد :أنه يحفظ أكثر من ستمائة ألف حديث
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية الوقت والإعادة للح في المنام فيؤول إلى التالي