والفرس الحصان سلطان وعز، فمن رأى أنّه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة، أصاب عزاً وسلطاناً وشرفاً وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له. ومن ارتبط فرساً لنفسه أو ملكه، أصاب نحو ذلك. وكل ما نقصِ من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل، فإن كان ذنوباً كثر تبعه، وإن كان مهلوباً محذوفاً قل تبعه، وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء.
ومن رأى أنه دخل على حريم السلطان أو يخالطهن فإن كان مع ذلك ما يستدل به على بر أو خير فإنه يصيب سلطنة وحظا ومنزلة منه وإن لم يكن عنده شيء من ذلك فإنه يغتاب تلك الحريم أو يدخل في أمرهن بما لا يحل له من الاغتياب.
ومن رأى رسولا جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين إما بشارة وخيرأوهم ومصيبة.
فإن رأى كأنّه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفاً، فإنّه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالاً، يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية، وإن كان الفراش مجهولاً قلده الإمام بعض الولايات فإن رأى أنّ الإمام كلّمه، نال رفعة لقوله تعالى: " فلمّا كَلّمَهُ قَالَ إنّكَ اليَوْمَ لَدْيْنَا مَكِينٌ أمين " .
من رأى أنّه حمل ميتاً على غير هيئة الجنائز فإنّه يتبع ذا سلطان وينال منه براً، ومن رأى أنّه نبش عن قبر ميت معروف، فإنّه يطلب طريقة ذلك الميت في الدنيا إن كان علماً أو مالا فينال منه بقدر ذلك.
من رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقا سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنبا أيضاً ولائقا بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.
ومن رأى مجلساً يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلاً لذلك فإنه يبتلي ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه ويصدقون عليه، وإن كان أهلاً فهو زيادة علم ورفعة، وإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهمول عاقبته إلى خير، وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة، وقيل رحمة من الله تعالى، وربما دل على شبه ذلك نحو أمانة وإن رأى أنه أحدث في مثل ذلك المجلس ما ينكر في اليقظة فإنه لا خير فيه.
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا اصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود.
حجارة منصوبة على حافة الطريق
إذا حلمت أنك تخطو فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني ارتقاءك السريع في العمل، وسوف ينظر العامة والأصدقاء إليك باحترام كبير.
إذا حلم العشاق أنهم يخطون فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني زواجاً مبكراً يتبعه انسجام بين الزوجين، ولكن إذا سقطت في الحلم عن تلك الحجارة فسوف يعاكسك الحظ.
فإن رأى كأنّه يحبو على بطنه، فإنّه تصيبه علة تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر. فإن رأى أنّه لا يقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو، ويسأل الناس أن يحملوه، فإنّه يفتقر ويسأل الناس.
ومن رأى أنّ ذكره توجع: فقد اساء إلى قوم، وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه.
السوسن: قيل هو ثناء حسن، وقال بعضهم أنه يدل على السوء، لاشتقاق السوء من اسمه، والواحدة منه سوسنة.
وقال أكثر المعبرين أنّ الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة، فإنّها تدل على هم وحزن. وإذا رأيت ثابتة في مواضعها، فإنّها تدل على راحة أو زوج أو ولد. وبلغنا عن علي بن عبيد أنّه قال: كنت عند سفيان الثوري، فقال له رجل: رأيت البارحة كأنّ ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء. فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي. فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت، وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامداً للّه عزّ وجلّ. والنوم على الجنب خير أو مرض أو موت. ومن رأى أنّه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده.
ومن رأى أن رجلاً يضربه على هامته بالمقرعة والتوت في رأسه وبقى أثرها فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن وقعت في جفن عينيه فإنه يريد هتك دينه، وإن قلع اشفار جفنه فإنه يدعوه إلى بدعة، وإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته، وإن ضربه على شحمة أذنه وخرج منها دم فإنه يقرع ابنة المضروب.
ومن رأى أن أباه جاءه على أي وجه كان فإن لم يكن فيه ما يشين فإن كان الرائي محتاجا رزقه الله من حيث لا يحتسب، وإن كان له غائب قدم عليه، وإن كان به ألم أفاق منه.
إذا حلمت أنك تجدف فمعناه أنك ستعمل على التخلص من تلك الطباع التي تجعلك تشتم وتقلل من احترام زملائك وأصدقائك. وإذا حلمت أن الآخرين يجدفون فمعناه أنك ستشعر أن أحداً قد آذاك وربما أهانك.
يدل التجديف في الحلم على أن عدواً يزحف إلى داخل حياتك وتحت ستار صداقة مزعومة سوف يسبب لك ضراراً بالغاً.
إذا حلمت أنك تعلن نفسك فإن هذا يعني قدراً شريراً.
إذا حلمت أن الآخرين يلعنونك فإن هذا يعني ارتياحاً عن طريق العاطفة والازدهار.
إن تفسير هذا الحلم هنا ليس مقنعاً.
طرق على الباب
إذا سمعت طرقاً على الباب في أحلامك فإن هذا يعني أنك سوف تتلقى عما قريب أنباء ذات طبيعة خطيرة.
إذا حلمت أن طرقاً على الباب أيقظك فإن الأخبار سوف تؤثر عليك بشكل خطير.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة، أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً. وإن كانت بينهما عداوة، فإنّه يظفر بالمسلم، ويأمن بوائقه. ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه، فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
إن رأى أنه مريض مشرف على النزع، ثم مات وتزوجت امرأته فإنه يموت على كفرفإن رأى امرأته مريضة، حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم، ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً لا جاموساً. ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً، أو يرى الغنم والبقر من بعيد، أو يرى الاغتسال بالماء، فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض.
سقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف. وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه، وليس يرجى صلاحه ولا حياته. وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها. وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق، فإنه لا يرجى. والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه، وصلاحه وإفاقته لأنّه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه. والمخطوف كخطف الموت.
من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك يحصل له علو وقدر وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة، وإن كان غنيا يفتقر وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدل وإنصافه، وإن كان مفسدا يتوب الله عليه، وإن كان امرأة فيفتضح زوجها، وقيل يشتهر على رؤوس الأشهاد بكلام لا خير فيه، وقيل انها تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنا وعلى كل حال لا خير فيه.
ومن رأى أنه معه على فراش فإن كان الفراش معروفاً فإنه يأتيه منه جارية أو يتزوج من عياله ويكون مقامها بقدر سمك الفراش وحسنه وإن كان الفراش مجهولا فإنه يشركه في أمره ويوليه مكانا يحكم فيه أو يكون مقربا عنده.
ومن رأى أنه يصفق على العادة فإنه يؤول على وجهين قيل فرح وسرور وقيل لا فائدة فيه، وقال بعضهم من رأى أنه يصفق بالعرض فإنه حصول ما يكره، وقيل تصفيق ظاهر الكف على باطن الأخرى يدل على الفرقة ولطم الكفوف يدل على حصول مصيبة.
وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله عليه حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة هو والامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ.
ومن رأى أنه قد مات ووضع على النعش وحملوا جنازته والناس يسعون ويمشون في جنازته فإنه يدل على شرفه وعلو شأنه ولكن يكون في دينه خلل وفساد لأن الموت هو الانقطاع عن الخيرات وغيرها ويمكن الصلاح في دينه بعد ذلك خاصة إذا علم أنه لم يدفن في القبر.