ومن رأى أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه الأول ان كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه، والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة، والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين.
إذا قمت بزيارة في الحلم فإن هذا ينبئ بأحداث سعيدة قريبة الوقوع. إذا كانت زيارتك غير موفقة فإن هذا يدل على أن ثمة أشخاصاً حقودين يعملون على إفساد أفراحك وسعادتك. إذا زارك صديق لك فإن هذا ينبئ أنك سوف تسمع أخباراً مفرحة طيبة. إذا بدا الحزن والتعب على الصديق فسوف تحمل الزيارة معها أخباراً سيئة وقد يعقب ذلك بعض التكدير والهم. إذا زارتك صديقة وكانت تلبس الأبيض والأسود وتبدو شاحبة أو مريضة فستقع حادثة محزنة لك أو تصاب بمرض خطير.
ومن رأى أنه أقام مقام القمر أو أخذ منه نورا يكون أحد هؤلاء، ومن أخذ القمر لكن لا من السماء ولا نور له ولا شعاع ولم يكن مظلما يدل على الفرج من الغموم، وإن كان مظلما ولم يكن في مكانه يدل على احتياج أحد هؤلاء إلى الرائي في أمر من الأمور.
من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو البيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه السلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس. وقيل يكون قاصدا ثلاثة أمور قال بعضهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال.
الستر: فقد قال أكثرهم هو همّ، فإذا رآه على باب البيت كان هماً من قبل النساء، فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش، فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين، فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلقِ هم سريع الزوال، والجديد هم طويل، والممزق طولاً فرج عاجل، والممزق عرضاَ تمزق عرض صاحبه، والأسود من الستور هم من قبل ملك، والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة.
هذا كله إذا كان الستر مجهولاً أو في موضع مجهول. فإذا كان معروفاً فبعينه في التأويل. وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة. وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه ستراً، فهو ستر عليه من اسمه، وأمن له. وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع.
وقال الكرماني إنَّ الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها، إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج، فإنّه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر، فإنّه أهون وأضعف في الهم. وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت. وليس في ذلك عطب، بل عاقبته إلى سلامة.
وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك، فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع. وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل. وكذلك ما رؤي أنّه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب، فإنّه يفرج عن صاحبه الهم والخوف. والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده. وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنّه هو بعينه في اليقظة، لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولَا لم يعرفه في اليقظة.
من رأى أنّه مزق ستراً معروفاً على باب معروف: فإنّه يمزق عرض صاحبه، وكذلك إذا مزق الكلب ثوباً على صاحبه، تمزق عرضه كذلك. فإن كان الستر مجهولاً، فهو نجاة من أمر يخافه، لأنّ الستر المجهول شر وخوف، وإذا مزق نجا صاحبه.
الستور فإنها تؤول بملك مشهور عالي الهمة صالح في الدين ينفذ السلطان وجميع العساكر ما أمر به ويكون من هذا النوع في حق الأمراء والنواب فمن رأى أنه ضرب له ستر فإنه ينال رفعة وعزا وإن كان من الأمراء نال مرتبة عالية لأن الستور لا تضرب إلا للسلاطين والنواب والأمراء المقدمين على الألوف خاصة وأما دون ذلك فلا يضرب لهم ستر وقيل رؤيا الستر في القفر تؤول بالسفر للرائي إذا لم يعرف صاحبه فإن كان عرفه كان عائدا عليه وأما الاشارات وهي التي تعلق بها القناديل لتعرف وطاق كل اضربها على عدد القناديل فإنها تؤول بالعز والجاه وعلو المرتبة
قال أبو سعيد الواعظ الستر يدل على هم من قبل النساء وإذا رآه على باب الحانوت فإنه هم من قبل المعاش وإذا كان على باب المسجد فإنه هم من قبل الدين وإذا كان على باب دار فإنه هم من قبل الدنيا والستر الخلق هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولا فرج عاجل وعرضا تمزق عرض صاحبه.
هو في المنام دال على ستر الأمور، وربما دلّ على الرفيق الكاتم الأسرار، والزوجة التي تستتر على الإنسان أحواله تصونه عن النظر إلى غيرها، فإن كان معلماً دلّ على رفع قدر مَن دلّ عليه من زوجة أو ولد أو دار. والستر المجهول همّ لمن رآه في المنام، فإن كان بباب حانوت فهو همّ في المعيشة. وإن كان بباب دار فهو همّ من قبل الدنيا، والستر العتيق هم لا يدوم. ومن رأى سترا ممزقاً فرح ونال سروراً، والسر الأسود همّ من قِبَل مال، والستر على باب المسجد هم من قِبَل الدين. والستر المعروف الذي يُرَى في المنام بعينه لا يضر ولا ينفع. والستور في غير مواضعها هم وحزن، وفي مواضعها لا تأويل لها ومَن رأى ستراً على غير باب أو مدخل أو في موضع شنيع فهو همّ شديد، وخوف قوي، ثمّ تؤول عاقبته إلى خير وعافية، وما عظم منها وضعف فهو أقوى وأشد، وما رقّ فهو أسهل وأضعف. وإن رأى أن ذلك الستر قطع أو ذهب به فإنه يذهب عن ذهنه الهم والحزن. والستارة إذا رآها رجل عازب فإنه يتزوج امرأة تستره عن المعاصي وعن الفقر والحاجة، وكذلك المرأة إذا لم يكن لها زوج. والستر على باب البيت همّ من قِبَل النساء. والستر البالي هم سريع الزوال. والستر الجديد هم طويل. والستر الممزق طولاً فرع عاجل، والممزق عرضاً تمزّق عرض صاحبه. والستر الأسود هم من قِبَل الملك. والستر الأبيض أو الأخضر محمود العاقبة. وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي ستراً على سرير فهو ستر عليه. وكلما كان الستر أكبر كان همه أكبر وأعظم وأشنع. وكثرة الستائر في المنام دليل على تعذر الأحوال. وربما دلّت الستائر على الستر في الأمور، وكشفها دليل على الافتضاح. انظر أيضاً الكتمان.
مقام إبراهيم عليه السلام
من رأى في المنام أنه جاء المقام وصلى فإنه رجل مؤمن يحفظ الشريعة، وُيرزَق الحج، لقوله تعالى: (فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم). ومَن دخل مقام إبراهيم وكان خائفاً أمن، وربما دلّ دخول المقام على تولية المنصب الجليل، أو التصدي لإفادة العلم، أو الوراثة من أبيه أو أمه. وربما دلّ الجلوس في المقام على الوقوف عند الحد حتى ينتقل.