إن تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنها حية، وحولها إلى منزله، فإنه يعمل عملا يندم عليه، فإن وطئها وتلطخ من مائها. فإنه نادم من عمل في خسران وهم، وتحمد عاقبته، وينال خيرا بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر.
ومن رأى أنه يملك حية وليس يخاف منها فإنه ينال وسعة بعلو وإن كانت بيضاء صغيرة فإنها تؤول بجده في شغله وقيل الحية الصغيرة من أي لون كان تؤول على وجهين عدو ضعيف أو عدو من أهله.
ومن رأى أنه بشاذروان جالس وأصحابه حلوه فإنه ينال سرورا وفرحا ورزقا واسعا وحصول مرام، وقيل رؤيا الشاذروان إذا لم يكن له وتحقق أنه لغيره فإنه يتغير عليه أحوال الدنيا، وربما مات في غربة.
ومن رأى أنه جالس على فراش معروف أو مجهول والفراش على سرير من ألواح مجهولة فإنه يصيب سلطانا يعلو فيه على الرجال ويقهرهم خصوصا ان تمكن من الجلوس عليه ومن رأى أنه نائم على فراش يكون غافلا عن دينه ولكنه صاحب دنيا وربما كان آمنا من خوف.
ومن رأى أنه في المدينة المنورة دل على مصاحبة التجارة وحصول الخير منهم في الدين والدنيا ومن رأى أنه في حرم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه حصول خير وبركة ومن رأى أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة ومن رأى أنه واقف بأبواب الحرم وبأبواب الحجرة الشريفة وهو يستغفر الله تعالى فإنها توبة ومغفرة ومن رأى أنه بإحدى الأماكن التي حولها من الزارات فهو حصول خير على كل حال ومن رأى أنه مجاور بأحد الحرمين فإنه يدل على استمراره في العبادة
ماذا عن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ، هل هي ممكنة ؟ وما معناها ؟
وهل هي رؤيا حق دائما سواء أكان الرسول صلى الله عليه وسلم رؤي كما جاء وصفه في السيرة النبوية ، أو كان مختلفا ؛ في القول أو الوصف ؛ كأن يُرى شابا ، أو بلحية بيضاء ، أو يلبس ملابس لم يعتد لبسـها ، أو يُرى وهو يأمر ببعض ما يُخالف الشريعة المطهرة ، كتعظيم القبور ، أو قطيعة الأرحام ، أو القتل ، ...وغيرها مما ثبت لدي من القصص والروايات عمن رآه ...؟
ابتداءً أقول رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ممكنة ، وهي من أبرز الأمثلة على الرؤيا الصالحة ،
فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي . ]
وفي رواية عنه : [ من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي . ]
وفي رواية : [ من رآني فقد رأى الحق ] .
لكن يجب أن تكون هذه الرؤية على وفق ما جاء في السنة والسيرة من أوصافه ، ولذا قال الإمام محمد ابن سيرين بعد الحديث السابق ، [ من رآني فقد رأى الحق ] ،: إذا رآه في صورته .
وكان هذا الإمام إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ِصْف لي الذي رأيته ، فإن وصف له ِصفة لا يعرفها قال : لم تره . قال ابن حجر وسنده صحيح .
ولذا فمن رأى الرسول على خلاف صفته فالرؤيا لا تكون على ظاهرها ، أو رؤيا حق ، بل تكون رؤيا تحتاج للتأويل ؛ وهذا التأويل يتعلق بالرائي.
ولذا قال بعض العلماء : من رآه على هيئته وحاله كان دليلا على صلاح الرائي وكمال جاهه وظفر بمن عاداه ، ومن رآه متغير الحال عابسا ، أو فيه شين أو نقص في بعض بدنه ، كان دليلا على سوء حال الرائي .
لكن لا شك في أن من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم علـى أي صفة كانت فليستبشر ، وليعلم أنه إما أن يكون المعنى خيرا يُدل عليه ، أو شرا ُينهى عنه ، وهذا ما قرره الإمام ابن حجر رحمه الله