فإن رأى أنّه بمكة مع الأموات يسألونه، فإنّه يموت شهيداً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أُصلي فوق الكعبة. فقال:اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام.
ورأى مهندس أنّه دخل الحرم وصلّى على سطح الكعبة، فقص رؤياه على معبر،فقال تنال أمناً وولاية، وتجبي جباية من كل مكان، مع سوء المذهب ومخالفة السنة. فكان ذلك.
والأذن امرأة الرجل أو ابنته، فإن رأى كأنّ له ثلاثة اذان، دلت على أنّ له امرأة وابنتين، فإن كان له أربع آذان، دلت رؤياه على أحد خصلتين، إما أن يكون له أربع نسوة، أو أربع بنات لا أم لهن. فإن رأى كأنّ أذنه بانت منه فإنّه يطلق امرأته أو تموت ابنته. فإن رأى كأنّ له أذناً واحدة، فلا يعيش له قريب فإن رأى كأنّ له نصف أذن دلت الرؤيا علىِ موت امرأته وتزويجه بأخرى. فإن رأى كأنّ في أذنه خاتماً معلقاً، يزوج ابنته رجلاَ فتلد له ابناً. وقيل الدينِ الأذن، فإن رأى كأنّه حشا أذنيه بشيء، دلت رؤياه على الكفر. وإن رأى كألنّ له آذاناً كثيرة، فإنّه يعرض عن الحق فلا يقبله، لقوله تعالى: " أمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بها " .
وقيل أنّ الغنيِ إذا رأى آذاناً حساناً متشاكلة، سمع أخباراً حساناً سارة، فإذا لم تكن متشاكلة حساناً، سمع أخباراً كثيرة كريهة. ومن رأى كأنّ في أذنيه عينين، فإنه يعمىِ، ويعاين الأشياء التي كان يعاينها بعينيه ويسمعها بأذنيه. وقيل من رأى كأنّ آذاناً كثيرة، فذلك محمود لمن أراد أن يكون له إنساناً يطيعه، مثل المرأة والأولدا والمماليك. وأما الأغنياء، فإنّه تدل على أخبار تأتيهم محمودة إذا كانت الآذان حساذ أشكالاً. وإذا لم تكن حساناً ولا جيدة الأشكال، فإنّها أخبار مذمومة. وأما المماليك وأصحاب الخصومات المدعى منهم، فإنّها تدل على أنّ عبوديته تدوم، ويسمع ويطيع. ويدل المدعي على أنّ الحكم يلزمه.
وحكي أنّ إنساناً رأى أنّ له اثنتي عشرة أذناً وأكثر، فقص رؤياه علىِ معبر فقال:إن كان صاحب مماليك وحشم، فإنّه دليل خير كثير يناله، وإن كان غنياً، فإنّه يأتيه أخبار على قدر عدد الآذان من البلدان، بسبب معاش، وإن كان مملوكاً، أصابه مذمة وغم، وإن كان له خصوم، حكم عليه القاضي بأحكام كثيرة، وسمع كلاماً رديئاً، وإن كان في خصومة، ظفر بخصمائه.
إذا كان الالتفات في الصلاة دلّ ذلك على طمع صاحبه. فإن كان الالتفات لمحذور يخافه كمثل حيه أو أسد. فإن ذَلك دليل على الحذر من الزوجة والأولاد. والالتفات في الصلاة يدل على التطلع إلى الدنيا وزينتها، والإعراض عن الآخرة، والميل مع الأهواء.
من رأى في المنام شخصاً واحداً مجهولاً من بني آدم، فربما كانت رؤية ذلك الشخص هو نفسه. فإن رأى ذلك الشخص يفعل خيراً ربما كان هو فاعله، وإن رآه يفعل شرا كان هو مرتكبه. وربما كان الواحد حده الذي ينتهي إليه رزقه أو أجله. وان رأى اثنين فإن كان خائفاً شعر بالأمن. وإن رأى ثلاثة فإن ذلك دليل على الورع عن ارتكاب المحارم. ومن رأى رجلاً يعرفه فإنه يأخذ منه أو من شبهه شيئاً، ومن رأى كأنه أخذ منه شيئاً يحبه نال منه ما يؤمله. وإن كان من أهل الولاية ورأى كأنه أخذ منه قميصاً جديداً فإنه يوليه، فإن أخذ منه حبلا فإنه عهد. فإن رأى كأنه أخذ منه مالاً فإنه ييأس منه وتقع بينهما عداوة وبغضاء. ومن رأى إنساناً معروفاً انتقل ذلك الإنسان إلى رتبة عالية، فإن كان ذا رتبة عالية انحط قدره، أو نزلت به آفة، فإن ذلك يدل على نزول الخير أو الشر به كما رأى، ويكون ذلك مثلاً بمثل، أو يكون النقص فيه زيادة في عدده أو الزيادة في الرائي نقصاً في عدده فإن لم يكن ذلك كان عائدا على من هو من جنسه أو شبهه أو من هو من بلده.
وكذلك إن رأى في منامه كأنّ القبور قد انشقت، والأموات يخرجون منها، دلت رؤياه على بسط العدل، فإن رأى قيام القيامة، وهو في حرب. نصر. فإن رأى أنه في القيامة، أوجيت رؤياه سفراً، فإن رأى كأنه حشر وحده، أو مع واحداً آخر دلت رؤياه على أنّه ظالم، لقوله تعالى: " احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأزْوَاجَهُمْ " .
الأسطوانة: من خشب أو من طين أو من جص أو آجر، فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم، ويقوى على ما كلفوه، فما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه. والكوة في البيت أو الطرز والغرفة، ملك يصيبه صاحبها، وعز وغنى يناله. وللمكروب فرج، وللمريض شفاء، وللعزب امرأة، وللمرأة زوج. وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة، فإنّها لأجل الولاية ولاية، وللتاجر تجارة.
تدل الأضلاع: على النساء من أهله لاعوجاجهن، ولأنَّ حواء خلقت من ضلع آدم اليسرى. وقد تدل على حجارة بيته وداره، ولحمه طينها أو كلسها، وجلده ظهرها، ودمه الماء المعجون به ترابها، وعظمه عقودها. فمن رأى بيته أو داره مهدومة وهو مريض بالبطن، هلك بها. وإن عاد في المنام إلى بنائها وإصلاحهما، وأفاق من علته إن كان قد كملت له في منامه، وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه. لكن الصحة راجعة إلى اسمه، والدم جار في عروقه. وربما دلت أضلاعه على دوابه، ولحمه على بضائع وسلع يحملها فوقها، وجلده على جلابيبها، لمن كان ذلك شأنّه. فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر، دل ذلك على موت دابة من دوابه. وإن سلخ شيء من جلده انشق حمله أو رزقه، أو فتح سفطه أو قفصه بغير إذنه، فتفقد اليقظة وما فيها، واقدار الناس وزيادة المنام في ذلك. والكتف امرأة، وما حدث فيها فهو بامرأة.
إذا رأيت عصا الاستنباء في حلمك فهذا ينبئ عن حظ تعيس لا يقنعك بمحيطك الحالي. " عضا الاستنباء هي عصا يستعين بها بعضهم للتعرف إلى وجود الماء أو المعادن تحت الأرض " .
والآفة في الأصابع: دليل على محنة الولد. فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات. وقيل من رأى كأن خنصره قطعت غاب عنه ولده. ومن رأى بنصره قطعت، فإنّه يولد له ولد. ومن رأى الوسطى قطعت، مات عالم بلده أو قاضيها، فإن رأى كأنّ أربع أصابعه قطعت، تزوج أربع نسوة فيمتن كلهن، وقيل من رأى كأنّه قطع اصبع إنسان، أصابه بمصيبة في ماله. وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومص الأصابع زوال المال. وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم.
وأما الأظفار: فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد الدين والأمور وقيل انّ طول الأظفار غم، ومن رأى كأنّه لا ظفر له، فإنّه يفلس. فإن رأى كأنّ أظفاره مكسورة كلها، فإنّه يموت وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع، فإنّه يموت.
وأما الصدر: فمن رأى أنّه توجع صدره، فإنّه ينفق مالاً في إسراف من غير طاعة الله، وقد عوقب عليه.
والزكام: يدل على مرض يسير يتعقبه عافية وغبطة. والبرسام، فمن رأى أنّه مبرسم، فإنه رجل مجترىء على المعاصي، وقد نزل به عقوبة من السلطان.
والأعلام الحمر، تدل على الحبوب والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر، والخضر تدل على سفر في خير، والبيض تدل على المطر، والسود تدل على القحط. وقيل من رأى راية صار في بلدة مذكوراً والمتحير
الإبرة: فدالة على المرأة والأمة لثقبها، وإدخال الخيط فيها بشارة بالوطء وإدخال غير الخيط فيها تحذير، لقوله تعالى: " وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنّة حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخَيّاطِ " . وأما إن خاط بها ثياب الناس فإنّه رجل نصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم، لأنّ النصاح هو الخيط في لغة العرِب، والإبرة المنصحة، والخياط الناصح. وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيراَ، واجتمع شمله إن كان مبدداً، وانصلح حاله إن كان فاسداً. وأما إن رفأ بها قطعاً فإنّه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحاً متقناً، وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة، ومنه يقال من اغتاب فقد خرق، ومن تاب فقد رفأ. والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة، فإن رأى كأنّه يأكل إبرة فإنّه يفضي بسره إلى ما يضر به. وإن رأى كأنّه غرز إبرة في إنسان فإنّه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه.
وحكي أنَّ رجلاً حضر ابن سيرين فقال: رأيت كأنني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق. فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال: الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد، والإبرة المثقوبة ولد غير تمام، فولد له أولاد على حسب تعبيره.
وقال أكثر المعبرين أن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه، وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة، فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب، ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به. وما كان من الإبر قليلاً يعمل به ويخيط به، خير من كثير لا يعمل بها، وأسرع تصديقاً، فإن رأى أنّه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها، فإن يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقاً، ويصلح. فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت، فإنه يتفرق شأن من شأنه. وكذلك لو رأى أنّه انتزعت منه أو احترقت، فإن ضاعت أو سرقت فإنّه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم0 والخيط: بيّنة، فمن رأى أنّه أخذ خيطاً فإنّه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى: " حتى يتبَيّنَ لكم الخيْط الأبيَض مِنَ الخيْطِ الأسْوَدِ " .
من رأى أنّه عالج شيئاً من أسنانه: حتى قلعها، أو رأى أنّ ذلك عالجه منه غيره فقلعها، فإنه يكره على غرم مال أو يشبه ذلك. فإن رأى جميع أسنانه سقطت وصارت في يده أو عنده، فإنّه يكثر نسل أهل ذلك البيت وعددهم. فإن رأى أنّها سقطت جميعاً فإنِّ ذوي أسنانه من الناسِ يموتون قبله في قول سعيد بن المسيب. وكان سعيد يأخذ بالأسماء في التأويل كثيراً، فإن رأى أنّه فقد بعض أسنانه، فإنّه يغترب من تنسب تلك السن إليه، وقال القيرواني: ربما دلت الأسنان على الأسنان التي بها قوام الإنسان، واتصال الرزق إلى البطن. وربما دلت من الأموال على ما يستخدمه الإنسان في طلب معيشته وكسبه، من دواب وخدم وإرحاء.
فمن رأى أسنانه سقطت كلها، نظرت في حاله وزمانه ويقظته. فإن كان جميع أهل بيته مرضى في طاعون ونحوه هلكوا وبقي هو بعدهم. وإن لم يكن له أهل وكان ذا مال ذهب ماله وسلب نعمته. وإن كان فقيراً مات من تنسب إليه أسنانه وبقي بعدهم. وأما سقوط السن الواحدة، فإن كان من غير معالجة وذهبت منه في حين سقوطها مات المريض من أهل بيته، أو أُصيب بمال. وإن كان حين سقوطها أخذها بيده أو صرّها في ثوبه، فانظر في حاله، فإن كان عنده حمل جاءه ولد على قدر جوهر السن ومكانها، وإلا صالح أخاً أو قريباً كان قد قطعه. وإن كان هناك دم، فإنَّ ذلك إثم القطيعة للرحم، إلا أن يكون عليه دين، فإنه يطلب فيه ويعالج على قضائه وإزالته.
وأما الأيام قال جعفر الصادق أحسن ما يرى في الأيام يوم الجمعة ثم يوم الاثنين والخميس وكلما يرى الانسان اليوم صافيا نيرا فهو حسن في حقه وجيد حسبما يكون ضوؤه ونوره.
الاطلاع
اطلاع الإنسان في المنام على شيء مستور عليه ربما دلّ على العلم الغامض، أو الصنعة الجليلة إن كان المستور من أهل العلم والميكدة، يعلمها إن كان غير ذلك. وربما دلّ الاطلاع على سر من أسرار اللّه تعالى من كنز أو معدن يطلع عليه.
الاغتصاب
هو في المنام يدل على العقد الفاسد لَمن أراد الزواج أو المال الحرام أو ما كان أصله من الربا، والْربا باطل، قال تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)، والاغتصاب من جملة الباطل.
الاهرامات رؤيتها في المنام تدل على الأخبار الغريبة من الأمم السالفة والمواعظ والفكر. وربما دلّت رؤيتها على التزوج للأعزب بأهل الشرك أو الأعجام، أو معاشرة أولئك، أو التمذهب بمذاهب أهل البدعة، أو الاهتمام بطلب الفنون أو العلوم الدراسية. وربما دلّت رؤية ذلك على العمر الطويل وعلى مواضع اللهو واللعب والمعازف والرقص والخمور والأماكن التي تكثر فيها الصور كالكنائس، أو مواضع النسج والحياكة.
إذا حلمت بصانع الأحذية فهذا يدل على أن الظروف غير مؤاتية لدخولك في مشاريع وأعمال. إذا حلمت امرأة أن زوجها أو حبيبها صانع أحذية فهذا يدل على أنها إنسانة قادرة ومؤهلة لتحقيق أمنياتها وأحلامها.
فإن رأى أنّه زاد في الأذان أو نقص منه أو غير ألفاظه، فإنه يظلم الناس بقدر الزيادة والنقصان. وإن أذن في شارع، فإن كان من أهل الخير فإنّه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإن كان من أهل الفساد فإنّه يضرب، ومن رأى كأنّه يؤذن على حائط فإنّه يدعو رجلاً إلى الصلح، وإن أذن فوق بيتٍ فإنّه يموت أهله، فإن أذن فوق الكعبة فإنّه يظهر بدعة، والأذان في جوف الكعبة لا يحمد، ومن أذن على سطح جاره فإنّه يخون جاره في أهله. ومن أذن بين قوم فلم يجيبوه فإنّه بين قوم ظلمة، لقوله تعالى: " فَأذَّنَ مُؤَذْن بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ الله عَلَى الظّالمينْ " .
قال بعضهم أنّ من رأى أنّه يفطر في شهر رمضان، فإنّه يصيب الفطرة وقال بعضهم أنّه يسافر في رضا الله تعالى، لقوله عزّ وجلّ: " فَمَنْ كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَىِ سَفَر " .
فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون، لأنّها ودائع الله في أرضه، أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم، فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله، فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها، وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنسلها ومطالعتها والظفر بها، فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام، دل ذلك على ما يظهر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام، فإن كان سلطاناً في بحر عدوه أو معروفاً بالجهاد، فتح على عددها مدناً من مدن الشرك وسبى المسلمون منها وغنموا، وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً، كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد، لأنّ الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه، ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة.
والإجاص: في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء، وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفر، أو هم جاء إن كان أخضر. فإن رأى مريض أنّه يأكل إجاصاً، فإنّه يبرأ. وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين، كالخرنوب: خراب من اسمه، ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه. وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الأمطار، وأسودهما جميعاً على البرد. وقد يكون ذلك في الليل والأول في النهار، فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه العامة أو في الأسواق أو على السقوف، كان ذلك تأويله، والهم في ذلك لا يزاوله، لأنّ المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر، وعطلة للصناع تحت الهواء، والقطر والهدم والطين.
وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها، التي هي صالحة في وقتها، إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا، على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له إليها سبيل ومن هو ممنوع منها.
الاستماع: فمن رأى كأنه يستمع فإنه إن كان تاجرا استقال من عقدة بيع، وإن كان واليا عزل، لقوله تعالى: (إنهم عن السمع لمعزولون). فإن رأى كأنه يتسمع على إنسان، فإنه يريد هتك ستره وفضيحته. ومن رأى كأنه يسمع أقاويل ويتبع أحسنها، فإنه ينال بشارة، لقوله تعالى: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه). فإن رأى كأنه يسمع ويجعل نفسه أنه لا يسمع، فإنه يكذب ويتعود ذلك، لقوله تعالى: (يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم).
منِ رأى أنّه استغنى فوق قدره المعروف، فإنّه لا يعدم أن يكون قانعاً في معيشته راضياً بما قسم الله له فيها. وكذلك القنوع هو الغنى في التأويل. فإن رأى أنّه فقير فوق قدره المعروف، فإنّه لا يعدم أن يكون ضعيف القنوع بما قسم له من الرزق كالساخط على رزقه، فهو بمنزلة الفقير ينال بقنوعه منازل الأبرار والأشراف في الدين، خاصة إذا كان مع فقره ذلك في رؤياه دليل على البر والتقوى. فإن رأى مع فقره عليه ثياباً خلقة، فالأمر في المكروه عليه أشد وأقوى، ولا تكاد تصلح في المنام رؤيا الخلق من الثياب على حال، سيما إذا كان بالياً متقطعاً.
ومن رأى أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه الأول ان كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه، والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة، والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين.
سورة الانفطار من قرأها فإنه متهاون بالتوبة فليبادر وليخش الله تعالى.
وقال الكرماني يكون راغبا في الدنيا ونعيمها وقيل يتعين عليه الاحتراز من جيرانه فهم أعداؤه لا يخفون له قبيحا.
وقال جعفر الصادق يكون عند السلطان والأكابر معززا مكرما.
سورة الانشراح من قرأها تهون عليه الأمور الصعاب.
وقال الكرماني يتيسر أمره وينشرح صدره وقيل امتنان لصاحب الرؤيا على إنسان بما صنع معه.
وقال جعفر الصادق حصول راحة بعد تعب.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه احتقن وحصل له بذلك ما يكدر عليه فإنه ليس بمحمود، وإن رأى بخلاف ذلك فهو خير ومنفعة، وقيل الحقنة من داء يجده يدل على رجوع صاحبها في أمر يرجع إلى الدين، وإذا كانت من غير داء فإنه يرجع في هبته أو وعده.
وأما تغيير الاسم فعلى وجهين فإن دعي بغير اسمه وكان الاسم دون اسمه فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، وإن دعي باسم أحسن من اسمه سواء كان ظاهرا أو مشتقا من معنى حسن فإنه يدل على أنه ينال عزا وشرفا ورفعة على حسب قافية الاسم.
الاسكاف
وهو أنواع: أحدها: صانع أحذية النساء، فتدل رؤيته على عاقد الزيجات. وهناك صانع أحذية الرجال فهو دال على الخدم والأسفار. وكذلك صانع الزرابيل وصانع السراميذ تدل رؤيته على الرزق والسعي في الكسب والنسل والأولاد والأزواج، وعلى وضع الشيء في محله إذا فعل ذلك في المنام، وربما دلّت رؤيته على من يجري الخير على يديه من الدين والدنيا. والإسكاف المجهول رجل قاسم المواريث ويتصف بالعدل. وكذلك الصرم فإن جلود الحيوان مواريث. والحذاء نخاس الجواري أي دلاّل الجواري فالنعل يدل على المرأة.
من قرأ سورة الإخلاص نال مناه وعظم ذكره، ووقي زلات توحيده، وقيل يقل عياله ويطيب عيشه، وقد قيل أن قِراءتها أيضاً دليل على اقتراب الأجل.
وقد حكي أنّ بعض الصالحين رأى سورة الإخلاص مكتوبة بين عينيه فقص ذلك على سعيد بن المسيب، فقال إن صدقت رؤياك فقد دنا موتك. فكان كما قال.
فإن رأى أن الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، فإنّه يقفو أثره في سنته. فإن رأى أنّه عزل وولي مكانه شيخ، قوي أمره. وإن ولي مكانه شاب، ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه، وعزله الوالي في النوم، ولايته في اليقظة.
وقال إسماعيل بن الأشعث: السحاب الأسود خوف وشدة وسحاب المطر بركة وخير ورخاء وربما يكون غما وأما السحاب الذي يجاء به من شاطئ البحر ويقال له أسفع فهو يدل على الغنيمة.
الاحتقان
إذا كان احتقان الإنسان في المنام بما ينبغي استعماله حسب العادة دلّ ذلك على شيء كاسد فيه. وإن احتقن بما لا ينبغي استعماله، أو حقنه من ليس له بذلك عادة، كأن نهبت داره، أو نُبش ميته من قبر، أو أكره على إخراج ما عند، من الودائع، أو رأى أنه يحتقن من داء يجده من نفسه فإنه يرجع إلى أمرٍ له فيه صلاح في دينه. وإن احتقن من غير داء يجد من نفسه فربما دلّ ذلك على غضب شديد يُبتلى به.