حلمت الأم بزواج ابنتها الصغرى من رجل غني و أن عائلة الزوج أتت بمجموعة من الهدايا و الأثواب الفاخرة للبنت أثناء الخطوبة، كما أن الأم تطلب من ابنتها أن يبقى الأمر سري لفترة
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير الأم بزواج ابنتها الص من خلال أفضل إجابة
الصهريج
هو في المنام يدل على الزوجة لما يودع فيه من الماء، وربما دلّ على كل ما يودع فيه من مال وغيره كالكيس والخزانة والصندوق والمطمورة وما أشبه ذلك. ويدل الصهريج على كل من يطّلع على السر كالشريك والولد، فإن صار في صهريج الزيت ماء دلّ على كساده وبواره. وإذا صار صهريج الماء زيتاً دلّ ذلك على غنى أهله. وصهريج الرباط والجامع دال على إمامه أو الناظر في أمره. وإن صار البئر صهريجاً دلّ على توسط حال أهله. وإن صار في الصهريج سمن أو عسل أو لبن دلّ على حمل الزوجة. وربما دلّ الصهريج على الجوف الحافظ لما فيه إلى حين نزعه، ويدل على تيسير العسير، والعز والمنصب الجليل، ويدل على الأمن من الخوف.
نزع الصندل مفارقة خادم أو امرأة. والنعل المحذوة إذا مشى فيها طريق وسفر، فإن انقطع شسعها أقام من سفر، فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل، عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه، وتكون إرادته في سفره حسب لون نعله، فإن كانت سواء، كان طالب مال وسؤدد، وإن كانت حمراء كان لطلب سرور، وإن كانت خضراء كان لدين، وإن كانت صفراء كان لمرض وهم. فإنّه رأى أنّه ملك نعلاً ولم يمش فيها ملك امرأة. فإن لبسها وطىء المرأة. فإن كانت غير محذوة كانت عذراء، وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس، وتكون المرأة منسوبة إلى لون النعل، فإن رأى أنّه يمشي في نعلين فانخلعت إحداهما عن رجله، فارق أخاً له أو شريكاً. ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر، فإن لبسها ولم يمش فيها فهي امرأة يتزوجها. فإن رأى أنّه مشى فيها في محلته وطىء امرأته.
والنعل المشعرة غير المحذوة مال، والمحذوة امرأة. والنعل المشرِكة ابنة فإن رأى كأنه لبس نعلاً محذوة مشعرة جديدة، لم تشرك ولم تلبس تزوج بكراً. فإن رأى كأنّ عقبها انقطع، فإنّها امرأة غير ولود. وقيل أنّه يتزوج امرأة بلا شاهدين. فإن لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي. فإن رأى كأنّ نعله مطبقة فانشق الطبق الأسفل ولم يسقط، فإنّ امرأته تلد بنتاً. فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها، وإن سقطت فإنّها تموت. ومن رأى كأنّه رقع نعله فإنّه يردم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة. فإن رقعها غيره، دل على فساد في امرأته، فإن دفع نعله إلى الحذاء ليصلحها، فإنّه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة. فإن رأى كأنّه يمشي بفرد نعل، فإنّه يطلّق امرأته أو يفارق شريكه. وقيلِ إنّ هذه الرؤيا تدل على أنّه يطأ إحدى امرأتيه دون الأخرى، أو يسافر سفراً ناقصاً. فإن رأى كأنّ نعله ضلّت أو وقعت في الماء، فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم. فإن رأى رجلاً سرق نعله فلبسها، فإن رجلاً يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك.
والنعل من الفضة حرة جميلة، ومن الرصاص امرأة ضعمفة، ومن النار امرأة سليطة، ومن الخشب امرأة منافقة خائنة، والنعل السوداء امرأة غنية ذات سؤدد، والنعل المتلونة امرأة ذات تخليط.
ومن جلود البقر فهي من العجم، ومن جلود الخيل فهي من العرب، ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين. والنعل الكتانية امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة.
وقيل إن خلع النعلين أمن ونيل ولاية، لقوله تعالى: " فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ " .
وسأل رجلِ ابن سيرين فقال: رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة.
فقال: تلتمس مالاً ثم تجده بعد المشقة.
وقيل إنّ المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى، وسئل ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال: تسافر إلى أرض العرب. وقيل إنّ النعل يدل على الأخ. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أمشي في نعليَّ، فانقطع شسع إحداهما، فتركتها ومضيت على حالي. فقال له: ألك أخ غائب؟ قال: نعم. قال: خرجتما إلى الأرض معاً فتركته هناك ورجعت؟ قال: نعم. فاسترجع ابن سيرين وقال: ما أرى أخاك إلا قد فارق الدينا. فورد نعيه عن قريب.
الصخور الميتة: المقطوعة الملقاة على الأرض، ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة، وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة، وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار، والحكماء تشبه الجاهل بالحجر، وربما أخذت الشدة من طبعها، والحجر والمنع من اسمها، فمن رأى كأنه ملك حجراً أو اشترى له أو قام عليه، ظفر برجل على نعته، أو تزوج امرأة على شبهه على قدر ما عنده من الحال فيِ اليقظة. ومن تحول فصار حجراً، قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه، وإن كان مريضاً، ذهبت حياته وتعجلت وفاته، وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته.
وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم أو في الجوامع، فإنه رجل قاس والٍ أو عشار، يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان، إلا أن يكونوا يتوقعون قتالاً، فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلْك المكان، فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت، فإنه دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية، فكل من دخلت داره منها فلقة نزل بها منها مصيبة، وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته، كان الحجر شدة تنزل بالمكان، على قدر عظم الحجر وشدته وحاله، فكيف إن كان سقوطه في الإنادر أو في رحاب الطعام. وإن كانت حجارة عظيمة قد يرمي بها الخلق من السماء، فعذاب ينزل من السماء بالمكان، لأن الله سبحانه قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها، فإما وباء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم أو غارة ونهبة، وأمثال ذلك، على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.
وقال الكرماني الصوت صيت الإنسان وذكره بين الناس فإن كان قويا حسنا فهو فخر وصيت حسن وإن كان بخلافه فتعبيره ضده وليس الصوت الغليظ بمحمود في حق المرأة وقيل من رأى أن صوته ضعيف فهو حصول مذلة.
الصدقة
تدل في المنام على دفع البلاء وعافية المريض والرزق والخير. وتدل الصدقة على الصدق إذ هي هو إذا حُذفت الهاء. وإن تصدق الإنسان في المنام بما يجوز به التصدق دلّت الصدقة على صدق الحديث المروي، وإن تصدق بما تحل به الصدقة كالميتة أو الخمر أو الجيفة أساء التدبير في ماله أو مال غيره. وإن تصدّق في المنام بصدقة طيبة وكان ممن يقتني الماشية بورك له فيها، وإن كان له زرع دلّ على نموه وبركته. فإن تصدّق على زانية ربما دلّ على توبتها، وإن تصدق على سارق دلّ على كفه عن السرقة. وربما دلّت الصدقة على إرغام الحاسد وكبت الأعداء وصدقة السر في المنام تدل على غفران الذنوب أو القرب من الملك أو العلماء. ومَن كان يتصدق حين يسأله الناس فإنه كان عالماً فإنه يعلم الناس، وإن كان تاجراً فينتفع به غيره في البيع، وإن كان صانعاً فإن يعلم أجيراً الصناعة، فإن أطعم مسكيناً فإنه رجل خائف فيأمن ويخرج من همومه. وتأويل المسكين هو الممتحن. والصدقة تدل على التسبيح وزيارة القبور وأعمال البر.
مانعة الصواعق
إذا رأيت مانعة الصواعق في الحلم فإن هذا يدل على أن تهديداً بتدمير عمل أثير على قلبك سوف يواجهك.
إذا رأيت مانعة صواعق تتحول إلى أفعى فإن هذا ينبئ أن الأعداء سوف ينجحون في مخططاتهم المرسومة ضدك. إذا ضرب البرق مانعة الصواعق فسوف يكون هنالك حادث أو أنباء مفاجئة تسبب الحزن لك.
إذا أقيمت من أجل منزلك مانعة صواعق فإن هذا ينذرك بأن تنته إلى كيفية بدء مشروع جديد حيث أن من المحتمل أن تباغتك خيبة الأمل.
إذا أنزلت مانعة الصواعق فسوف تغير خططك وتعزز بذلك مصالحك. إذا رأيت الكثير من مانعات الصواعق فإن هذا يدل على تنوع المحن.
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنّها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة، أو قضاء دين، أو اداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى. ثم هي على ثلاثة أضرب، فريضه وسنة وتطوع، فالفريضة منها تدل على ما قلنا، وأنّ صاحبها يرزق الحج ويجتلب الفواحش، لقوله تعالى: " إن الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ " .
والسنّة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره، وظهور اسم حسن له، لقوله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " . وشفقة على خلق الله تعالى، وعلى أنّه يكرم عياله ومن تحت يده، ويحسن إليهم، فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة، ويسعى في أمور أصدقائه فيورثه ذلك عزاً. والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم.
إقامة الصلاة
تدل في المنام على إنجاز الوعد وبلوغ المراد، وعلى الفَرَج لَمن هو في شدة. ومَن رأى كأنه أقام الصلاة على باب أو سرير فإنه يموت. ومَن رأى سجيناً كأنه يقيم الصلاة أو يصلي قائماً فإنه يطلق من السجن. وإن رأى شخصاً غير سجين أنه يقيم الصلاة فستقوم له أمور بيع ناجحة. ومَن رأى أنه أذَن وأقام الصلاة فإنه يقيم سنْة ويميت بدعة.
فإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها، فإنّه يخرج من همومه، فإن سلّم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره، فإن سلّم عن يساره دون يمينه فإنّه يتشوش عليه بعض أحواله.
فإن رأى أنّه يصلّي بالنساء فإنّه يلي أمور قوم ضعاف. فإن أمَّ بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض، وينكر موضعه ذلك، ولا يقرأ في صلاته، ولا يكبر، فإنّه يموت ويصلّي الناس عليه.وكذلك إن رأت امرأة كأنّها تؤم بالرجال ماتت، لأنّ المرأة لا تقدم الرجال إلا في الموت. فإن رأى الوالي أنّه يؤم بالناس عزل وذهب ماله.
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب: فإنّه بشارة، لقوله تعالى: " فَنَادَتْهُ المَلاَئكة وهو قَائِمٌ يُصلِّي فِي المَحْرابِ " . فإن كان صاحب الرؤيا امرأة ولدت ابناً.
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب صلاة لغير وقتها، فإنّ ذلك خير يكون لعقبه بعده. فإن رأى أنّه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثاً، فكل قطرة ابن بب وجيه يولد له. والمحراب في الأصل إمام رئيس.
وأما الصدغان: فابنان شريفان مباركان. والحاجبان: حسن سمت الرجل،وحسن دينه وجاهه والنقصان فيهما نقصان في هذه وقيل إذا كان الحاجبان متكاثفي الشعر فهما محمودان، من أجل أنّ النساء يسودن حواجبهن طلباً للزينة.
والصيرفي: عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا، وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب، لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش، كالقاضي، وميزانه وحكمه وعدله، وربما كان ميزانه نفسه ولسانه، وكفتاه أذناه، وصنجتاه، وأوزانه عدله وأحكامه، والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده، وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالاً ويعطي جواباً بالعدل والموازنة، وهو المعبر أيضاً لاعتباره ما يرد عليه، ووزنه وعبارته، فيأخذ عقداً كالدنانير ويعطي كلاماً مصرفاً كالدراهم، أو يأخذ كلاماً متفرقاً كالدراهم، ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير، فمن صرف في منامه ديناراً من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله، فإن كان في خصومه نقصت. وإن كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه، وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه، أو يرى رؤيا يحتاج فيها إلى سؤال معبر، ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه، لأخذه الدراهم، لأنّها دار الهموم فاتنة القلوب والهم. يشتق من اسمها، إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره. وكذلك لو قبض ذهباً ودفع دراهم، لأنّ الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه، ومنفعته لا تصلحه، وكذا عادة الذي رآه.
وقال جعفر الصادق رؤيا المنبر على خمسة أوجه سلطان وقاض وإمام وخطيب ومرتبة وقال صعود أحد من أهل الذمة على المنبر دليل على ولاية حاكم فاسد الدين في ذلك المكان.
الصدى
هو في المنام رجل مرائي، يظهر الخشوع والنسك بالنهار، ويفجر بالليل من السرقة والأذى للناس. وقيل: هو رجل قاطع الطريق يجمع أموالا كثيرة، ولا يخالط أحداً.
الصداع
مَن رأى في المنام أن به صداعاً فينبغي له أن يتوب، أو يتصدّق، أو يعمل الخير، أو يرجع عما هو عليه من ذنب، لقوله تعالى: (أو به أذى من رأسه، ففدية من صيام أو صدقة أو نسل). وصداع الرأس نكد ممن دلّت الرأس عليه، وهو رئيسه. وقيل: هو ذنب تجب التوبة منه.
الصور
إن النفخ في صور إسرافيل عليه السلام هو نجاة، وسماع النفخ فيه حق. وهو في المنام دال على الأخبار المرجفة. وإن كان الرائي مريضاً وسمع نفخة الصور شُفي، وإن كان قد انتشر القحط زال ورخصت الأسعار وأتاهم الفرج. ومَن سمع النفخة الثانية دلّ على إدرار المعاش أو ظهور الأسرار وشفاء المرضى أو خلاص السجين أو الاجتماع بالمسافرين.
الصيّاد
هو في المنام رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن. وربما دلّ الصيّاد على النخّاس أو على صاحب الحمّام أو معلم الكتاب. وصياد السباع سلطان عظيم مكّار ويخدع السلاطين. وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم. وصياد الطيور رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس. وصياد الوحوش يمكر بأقوام أعاجم. وصياد السمك جامع النساء والجواري. وتدل رؤية المياد على الظفر بالغرماء.
فإن رأى أنّه صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيراً ورزقاً، لقوله تعالى: " فإذا قُضِيَتِ الصلاةُ فَانْتَشِرُوا في الأرْض وَابتَغُوا مِنْ فَضْل الله واذْكُروا الله كَثِيرَاً لَعلّكُمْ تُفْلِحُون " .
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد جميع الغساني بصيدا قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني، قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني، عن أبي معمر عبد الله بن عمر المقري، عن عبد الوارث بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان المعلم، أنّ يحيى بن كثير حدثهم، أنّ عكرمة بن خالد حدثه، أنّ عمربن الخطاب رضي الله عنه، رأى في المنام، قيل له لتتصدق بأرضك، ثم قيل له ذلك مرات ثلاث، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بذلك، فقال: يا رسول الله إنه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه، فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدّق بها وأشرط.
رؤية الصدقة في المنام: تختلف باختلاف أحواله الرائينِ، فإن رأى عالم كأنّه يتصدّق، فإنّه يبذل للناس علمه. فإن رآها سلطان ولي أقواماً، وإن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام. وإن رآها محترف، علم الأجراء حرفته.
فإن رأى أنّه بمكة مع الأموات يسألونه، فإنّه يموت شهيداً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أُصلي فوق الكعبة. فقال:اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام.
ورأى مهندس أنّه دخل الحرم وصلّى على سطح الكعبة، فقص رؤياه على معبر،فقال تنال أمناً وولاية، وتجبي جباية من كل مكان، مع سوء المذهب ومخالفة السنة. فكان ذلك.
والصلب: موضِع الرزانة، وموضع الولد والقوة، فمن رأى صلبه قوياً، رزق عقلاً وقيل ولداً قوياً، وقيل الصلب رجل شديد يعتمد عليه، وطول القد بالمقدار محمود، وفوق الحد دليل على قرب الأجل، وذهاب الحياة، وكذلك قصره دليل على قصر العمر والجاه. والسمن والقوة في البدن قوة الدين والإيمان فإن رأى كأنّ جسده جسد حية، فإنّه يظهر ما يكتم من العداوة. فإن رأى كأنّ له إلية كإلية الكبش، فإن له ولداً مرزوقاً يعيش بعده. ومن رأى أن جسده من حديد أو من حجارة، فإنّه يموت. فإن رأى زيادة في جسده من غير مضرة، فهو زيادة في النعمة عليه، وجاء رجل خاملِ الذكر، قليل المال إلى معبر فقال: رأيت كأنّ جسدي ازداد وتضاعف، وكان لي نوراً وبهاء، وكأني تزهدت، وأنا أسيح في الجبال والمفاوز. فقال المعبر: ستكون أهلاً لذلك، وتصيب ملكاً وتصير ذا مال وعز. فلم يلبث أن خرج مع الغزاة، وكان شجاعاً، فهزم المشركين ونال مالاً وغنائم.
الصدر واتساعه: فيدله على العلم والحلم وصلاح الحال. وسعة القلب والصدر وضيقهما دال على ضد ذلك. وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وكيسه، وكل ما يوعى فيه خير متاعه وأنفس ماله، لأنّ القلب فيه، والقلب محل سر كل عقد، وقيل أنّ ضيق الصدر يدل على البخل، وسعته تدل على السخاء.
وقال الكرماني من رأى أن صدره ضيق فإنه ضيق الخلق لقوله تعالى " فلا يكن في صدرك حرج " وربما كان قوة المعاصي لقوله تعالى " ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " .
وإن رآه متسعا فتعبيره ضد ذلك.
وقال جعفر الصادق ارتعاش الأعضاء تؤول على أربعة أوجه تغيير وضعف وخوف وغم ومضرة، وأما الكذب فإنه يدل على الفساد في الدين والملامة في الدنيا، وقال أبو سعيد الواعظ الكذب يدل على قلة العقل خصوصا إذا رأى أنه يكذب على الله تعالى لقوله عز وجل " إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " .
وقال بعض المعبرين الصعود للجميع محمود ما لم يكن فيه ما ينكر مثله في اليقظة والهبوط ضده إلا أن يكون نصب سلما لمصلحة فإنه سلامة، وربما دل وجود السلم على بلوغ المراد وعدمه عند الضرورة إليه ضده لقوله تعالى " أم لهم سلم يستمعون فيه " الآية.
يدل على ما يمير الإنسان ويسعفه. ويدل على زواج الأعزب حتى يصير في بيته كالأمير. وربما دلّت رؤية الأمير على الحظوة فيما هو بصدده. ومن تأمر في منامه خشي عليه السجن والغل، وإن الأمير يأتي يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه فلا يفكهما إلا عدل أقامه. ومن رأى أن السلطان ولاه من أقاصي تغور المسلمين نائبا عنه فإنه عز وشرف وسمو ذكر بقدر بُعْد تلك الطرق عن موضع السلطان. وإن رأى وال أن عهده أتاه فهو عزله في الوقت. وكذلك إن نظر في أمره فهو عزله، ولا يلبث أن يرى مثله. وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل. ومن حمل إلى أمير طعاما أصابه حزن ثم أتاه الفرح وأصاب مالاً من حيث لا يرجو. ووضع الأمير قلنسوته أو حلته أو قباءه أو منطقته فهو إهمال في سلطانه، ولبسه إياه قيامه بأسباب سياسته. وإذا رأى أنه لبس خفاً جديداً فذلك فوز بمال أهل الشرك والذمة. وعزل الوالي في النوم هو ولايته. ومن تأمر في المنام من العبيد صار حراً أو عابداً لا يتقيد بالدنيا ويصبح أمير نفسه.
الصحف
هي في المنام شهود أو أئمة يُهتَدى بهم، قال اللّه تعالى: (أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى)، وقال تعالى: (إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى). والصحف دالة على العلم والهداية والأخبار الصحيحة.
الصدغ
الصدغان في المنام ابنان شريفان، فمَن رأى بهما حدثاً من خير أو شر فهو حادث في الأبنين. وربما دلّ الصدغ على الشفاء من الأسقام. ومَن رأى من المرضى أن صدغه صار من حديد، وكان يشكو من صدغيه في اليقظة دلّ على الشفاء. وربما يُعبَّر الصدغ بالمال.
الصدق
هو في المنام إيمان، والإيمان صدق. فمَن رأى من الكفار أنه صدق فإنه يؤمن، ومَن رأى من المؤمنين أنه آمن فإنه يصدق، وهذا من المقلوبات. والصدق في المنام نجاة من المكايد. وقال بعضهم: الصدق حصن.
الصفّار
هو في المنام صاحب متاع من الدنيا، ومن رأى الصفر يُضرَب على السندان وقع في خصومة ومن أراد الزواج ورأى شيئاً من الصفر فإن المرأة طويلة اللسان. والصفار رجل يغش الناس وهو صاحب خصومة. وإن رأى أنه يعمل عمل الصفَّارين وهو يريد الزوج فالمرأة حسنة الخلق مع طول اللسان.
وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة. وهي تدل على حادث في ذلك المكان من حاكم أو سلطان. وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلّت الشمس أو القمر عليه. وربما دلّ ذلك على توبة الفاسق وإسلام الكافر، أو على موت عالم. ومن رأى أنَّه يصلي النافلة أو التطوع فإنها تدل على صلاح دينه وتمسكه بالسنة، أو أنه يقوم بأمر الآخرة، وصلاة النافلة دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال، وإن كان الرائي عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رزق بولدين ذكرين، لقوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة). وإن صلّى تطوعاً لله تعالى وكان فقيراً استغنى ونال خيراً، أو تقرب إلى اللّه تعالى، وربما ألّف بين قوم لتشتت أهوائهم. وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم. وصلاة القضاء دالة على قضاء الدين، أو توبة الفاسق، أو إسلام الكافر، أو الوفاء بالنذر. وصلاة القاعد تدل على العجز والفشل والقناعة بما تيسر من الرزق، وربما دلّت على الإنذار بمرض والده أو أستاذه. وصلاة الاستغفار تدل في المنام على غفران الذنوب، فإن صلاها الناس دلّ ذلك على نزول الغيث، وإن كان المصلي فقيراً استغنى وإن كان عقيماً رزق أولاداً ذكوراً.
وصلاة التسابيح في المنام دالة على الهداية والدلالة على الخير وإدرار الرزق.
وصلاة الجمعة تدل للمصلي على ما يريد، أو على الفرح وشهود الأعياد، والمواسم والحج. وصلاة الجمعة مثل صلاة القصر تدل على السفر، أو على الفرج القريب والاجتماع بالحبيب.
وصلاة عيد الفطر في المنام دالة على قضاء الدين وشفاء المريض والتخلص من الشدائد وزوال الهموم. وصلاة عيد الأضحى تدل على تقليد الأمور وحفظ الوصية ووفاء النذر. وربما دلّت الصلاتان على ملاقاة الأعداء لأن ملاقاتهم تكون بالتكبير. ومن فقد شيئاً ورأى أنه في عيد عاد إليه ما فقده، فإن كان عيد الفطر فإنه يخرج من ضيق إلى سعة، وإن كان عيد الأضحى وكان مملوكاً عتق أو سجيناً تخلص من سجنه، وإن كان مديناً قُضيَ عنه دينه.
وصلاة الاستخارة في المنام تبدد وحيرة، وتدل على حسن العاقبة. وصلاة الغائب في المنام طلب ربح.
ومن رأى الإمام أو السلطان دخل داراً أو محلة أو موضعاً ينكر دخوله إليه، أو قرية، أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة، وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن، فهو حسن حالة رعيته.
فإن رأى أن الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، فإنّه يقفو أثره في سنته. فإن رأى أنّه عزل وولي مكانه شيخ، قوي أمره. وإن ولي مكانه شاب، ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه، وعزله الوالي في النوم، ولايته في اليقظة.
وكذلك الصرام، فإنّ جلود الحيوان مواريث. والحذاء نخاس الجواري يزين أمور النساء، لأنّ النعل امرأة، والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع، وتلتئم على يديه أمور متفرقة، فإن خيط لنفسه، فإنّه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين، فإن رأى كأنّه يخيط ولا يحسن الخياطة، فإنّه يريد أن يجمع متفرقاً ولا يجمع، فإن رأى كأنّه يخيط ثوب امرأته، فإنّه يصيبه محنة
الصقر: يدل على شيئين: أحدهما سلطان شريف ظالم مذكور، والثاني ابن رفيع. ومن رأى صقراً تبعه فقد غضب عليه رجل شجاع.
وحكي أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب فقال: رأيت على شرفات المسجد الجامع حمامة بيضاء، فعجبت من حسنها، فأتى صقر فاحتملها. قال ابن المسيب: إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر. فما مضى يسيراً حتى تزوجها، فقيل له: يا أبا محمد، بم تخلصت إلى هذا؟ فقال: لأن الحمامة امرأة، والبيضاء نقية الحسب، فلم أر أحداً من النساء أنقى حسباً من بنت الطائر في الجنة، ونظرت في الصقر فإذا هو طائر عربي ليس هو من طير الأعجام، ولم أر في العرب أصقر من الحجاج بن يوسف.
الصومعة: تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة، وكذلك المنازل بمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها، يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها، فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه. وما كان منها في الهواء أو الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها، وما كان منها أسود اللون، أو مملوءاً بالخنازير فهي كنائس. والبيعة مجراها في التأويل. وأما الناوس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام، وإذا رآه خالياً من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.
الصندوق: امرأة أو جارية. وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت، فقال إنّه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه، وكذلك العتبة. فمارؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة، فإنَّ فيه بيتاً دخلت صدره غنيمة. وإن كانت زوجته حاملاً ولدت ابناً. وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا.
خبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميمي بمصر قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد. وإبراهيم بن أبي داود، وأبو أمية قالوا: حدثنا سليمان بن حرب، واللفظ لابن جناد، قال: حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج الصواف، وأبي الزبير عن جابر، أن الطفيل بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصنه ومنعه حصين، كان لدوس في الجاهلية فأفتى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله تعالى للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاحتوى المدينة، فمرض فخرج فأخذ مشاقص، وقطع بها براجمه، وشخبت يداه حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في هيئة حسنة فقال: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى المدينة إلى نبيه صلوات الله عليه وسلامه، فقال: ما لي أراك مغطياً يديك؟ فقال: قيل لي أنّه لا تصلح منك ما أفسدت. فقال قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.
أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني، قال أخبرنا جعفر بن محمد العرائي، حدثنا محمد بن الحسين البلخي عن عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، عن عطية بن قيس، عن عوف بن مالك الأشجعي، أنّه كان مؤاخياً لرجل من قيس يقال له محلم، ثم أنّ محلماً حضره الموت، فأقبل عليه عوف فقال: يا محلم، إذا أنت وردت فأرجع إلينا وأخبرنا بالذي صنع بك. فقال إن كان ذلك يكون لمثلي فعلت. فقبض محلم، ثم أقام عوف بعده عاماً فرآه في المنام، فقال: يا محلم ما صنعت وما صنع بكم؟ قال: وفينا أجورنا كلنا إلا خواص قد هلكوا في الشر الذين يشار إليهم بالأصابع، والله قد وفيت أجري كله حتى وفيت أجر هرة ضلت في أهلي قبل وفاتي بليلة. وأصبح عوف فغدا على امرأة محلم، فلما دخل قالت له مرحباً زوراً أضيفاً بعد محلم، فقال عوف: هل رأيت محلماً بعد وفاته؟ قالت: نعم رأيته ونازعني ابنتي ليذهب بها معه، فأخبرها عوف بالذي رأى وما ذكره من الهرة التي ضلت. قالت لا علم لي بذلك خدمي أعلم بذلك. فدعت خدمها فسألتهم عن الخبر فأخبروها أنّ هرة ضلت لهم قبل موته بليلة.
أخبرنا الوليد بن أحمد، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى الواسطي، عن محمد بن الحسين، عن يحيى بن بسطام الأصغر، عن يحيى بن ميمون، عن واصل موالي ابن عيينة، عن رجل من بلحارث، يقال له صالح البراد، قال: رأيت زرارة بن أوفى بعد موته في منامي فقلت يرحمك الله، ماذا قيل لك وماذا قلت؟ فأعرض عني، فقلت ماذا صنع الله بك؟ فأقبل علي فقال: تفضل علي بوجوده وكرمه. قال: قلت وأبو العلاء يزيد أخو مطرف؟ قال بخ بخ صار إلى رضوان الله عزّ وجلّ. قلت وأخوه مطرف؟ قال: ذاك في الدرجات العلا. قلت فأي الأعمال أنفع عندكم؟ قال: التوكل وقصر الأمل.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: من رأى لون السماء أبيض يكون في ذلك المكان نعمة وخصب، وإن رآه أخضر فهو خير، وإن رآه أصفر فهو داء ومرض، وإن رآه أحمر فهو حرب وسفك دم، وإن رآه أسود فهو قحط وضيق، وإن رأى أن السماء تتلون يكون في ذلك المكان بلاء وفتنة عظيمة.
وقال جعفر الصادق رؤيا الغزاة تؤول على ستة أوجه خير ومنفعة وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والظفر على الأعادي والصحة من المرض واطاعة السلطان العادل وحصول غنيمة.
وقال جعفر الصادق رؤيا الطحالات من جميع الحيوانات مال فما كان مما يؤكل لحمه كان حلالا، وما كان مما لا يؤكل لحمه كان حراما، وأما الأمعاء فهم قوم الإنسان وأصحابه فمهما رآه من زين أو شين كان ذلك فمن رأى أنه يأكل الأمعاء فإنه يحصل له مال من قومه وربما دل على الولاية.
وقال جعفر الصادق المعدة تؤول على ستة أوجه مثل الأمعاء، وأما السرة فهي عند المعبرين معاملة الإنسان وسروره وزوجته فمن رأى بها ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك.
وهو ما يكون الهامأ من الل للعبد , وقيدها بعض علماء الرؤى
بقولهم: وذلك عندما تصفو نفسة , وتتخلص سريرته من افكار السوء , ويتعلق قلبه بذكر الله , فلا يرى الا حقا وصدقا, وتلك هي الرؤيا الصادقة
التي توصف بأنها جزء من النبوة(1) .
يقول الرسول الكريم صلي الله علية وسلم في الحديث المتفق عليه وهو عند أحمد في مسنده أيضآ من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه:"رؤيا المؤمن جزء من سته واربعين جزءا من النبوة"(2) .
ولي عند هذا الحديث وقفة مطولة لاشتماله على بعض المسائل المهمة:
فأقول: هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة , فروى حديث أنس هذا الشيخان , وروى الإمام أحمد والشيخان مثله عن عبادة بن الصامت , وكذلك أبو داود والترمذي , ورواه الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه من حديث أبي هريرة .
وبالنسبة لعدد الأجزاء: فقد جاء عدة روايات أو جزها مقتصرأ على الشاهد فقط كما جاء في شرح صحيح مسلم للنووي مفصلا:
فقد جاء في البخاري ومسلم:"الرؤيا الصالحة جزءا" , من ستة واربعين جزءا من النبوة " كما سبق(3) .
وجاء في مسلم: "من خمس وأربعين جزء", وجاء فيه أيضا: "من سبعين جزءا".
وجاء في الطبراني : "جزء من ستة وسبعين جزءا " .
ولابن عبدالبر رواية : "من ستة وعشرين جزء".
وعند الامام أحمد: "جزء من خمسين جزء".
وجاء عند الترمذي: "جزء من أربعين جزءا" .
وعند الطبري: "جزء من تسعة وأربعين جزءا", وله أيضا: "من اربعة واربعين".
وجاء ايضا عن ابن عباس : "جزء من اربعين جزءأ".
ونحن هنا أمام روايات متعددة وأقلها جزء من ستة وعشرين واكثرها جزء من ستة وسبعين , قال النووي في شرح صحيح مسلم(4) : هذا الاختلاف راجع الى اختلاف حال الرائي , فالمؤمن الصالح تكون رؤ ياه جزءأ من ستة وأربعين جزءأ والفاسق جزءأ من سبعين جزءأ , فالاختلاف بحب مراتب الأشخاص وكلما قلت الأجزاء كانت الرؤيا أقرب إلى الصدق , وقيل المراد أن الخفي منها جزء من سبعين , والجلي جزء من ستة وأربعين.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : وكون العدد جزء من ستة وأربعين جزءأ موافق للواقع بالنسبة للوحي الذي أوحي ا،لى النبي صلي الله علية وسلم لأن أول الوحي كان بالرؤيا الصالحة من ربيع الأول الى رمضان وهذا ستة آشهر , ثم اوحى الله إليه بعد ذللك في اليقظة بقية مدة حياته , فاذا نسبت هذا إلى بقية زمن الوحي كان جزءأ من ستة وأربعين جزءا: لأن الوحي كان ثلاثا وعشرين منة وستة أشهر"(5). وقد استشكل كون الرؤيا جزءأ من النبوة مع أن النبوة انقطعت بموت النبي صلي الله عليم وسلم وسأذكر بعضا مما قيل في توضيح هذا.
قال القرطبي معنى كونها جزء ا من النبوة :
أن المسلم الصادق الصالح ، يناسب حاله حال الأنبياء، وهو الاطلاع على الغيب ، بخلاف الكافر والفاسق والمخلط ، وتعقب هذا القول الامام
محمد السفاريني بقوله: ( بل يشابه حال الانبياء في صحة رؤياه وصفاء خاطره واتصال روحه في حال نومه بعالم الملكوت ) . وهذا هو الصحيح فلا يعلم الغيب إلا هو سبحانه
وقال بعض العلماء :
معنى كونها جزءأ من أجزاء النبوة على سبيل المجاز, وهو أنها تجيء على موافقة النبوة ; وذلك لأنها جزء من النبوة.
وقيل : المعنى : أنها جزء من علمها ، لأنها وان انقطعت النبوة فعلمها باق.
وقيل: معنى كونها جزءأ من أجزاء النبوة مشابهتها في صدق الأخبار عن الغيب ; والخبر بالغيب أحد ثمرات النبوة.
والخلاصة من هذا العرض : أن رؤيا الكافر لا تعد أصلأ من أجزاء النبوة , وبعده الفاسق وهو مثل الكافر, وذكر بعضهم أن رؤيا الفاسق تعد من أقصي الأجزاء فيبقى المسلم الصالح والمؤمن وهو الذي رؤياه من هذا النوع يقول الجلال السيوطي رحمه الله وهو يقلق على هذا الحديث :
( وهذا الحديث عندي من الأحاديث المتشابهة التي نؤمن بها و نكل معناها المراد إلى قائله صلي الله علية وسلم ولا نخوض في تفسير هذا الجزء من هذا العدد ولا حكمته، خصوصا وقد اختلفت الروايات في كمية العدد كما تقدم فالله أعلم بالمراد بالمقصود من ذلك ) أ. هـ(6).
والرؤيا الصالحة من اقسام الوحي , وقد تكون سببأ لشرع بعض الأحكام ومن ذلك رؤيا إبراهيم عليه الصلاة والسلام , وقد كان إبراهيم نذر إن رزقه الله ولدأ من سارة أن يذبحه قربانأ فرأى في المنام : أن أوف بنذرك(7) ، وحديث الطفيل أخي عائشة لأمها حول قول ما شاء الله وشاء
محمد وأمرهم الرسول بعدها أن يقولوا: ما شاء الله وحده , أو ما شاء الله ثم محمد , ولا يقولوا: ما شاء الله ومحمد(8) , ورؤيا عبد الله بن زيد في الأذان وتشريع الأذان بعدها وقد ثبت عنه صلي الله علية وسلم أنه قال عنها: إنها رؤيا حق.
كذلك أثبت أبو بكر رضي الله عنه رؤيا من رأى ثابت بن قيس بن شماس(9) حول درع سلبت منه بعد موته واستردادها بهذه الرؤيا وتنفيذ
الوصية بها وانتزاع الدرع ممن هي في يده بها , ولكن أبا بكر الصديق هو أول الخلفاء الر اشدين وهو ممن ذكاة الرسول صلي الله علية وسلم فاجتهاده في هذا وقبول الصحابة لهذا الاجتهاد بوجود القرأئن الدالة على الصدق مقبول , ويوجد الكثير من الشواهد على مثل هذا في كتب الفقه , أما اليوم فتنفيذ وصية او أمر له علاقة بالشرع من خلال الرؤى غير جائز لا عقلا ولا شرعأ كما لا
يخفى على كل ذي لب.
وهذه الرؤيا الصالحة جاءت من هذا الصحابي الجليل لتؤكد لنا وجودها من الرجل الصالح كما أقر هذا علماء هذا الفن تأسيسا على حديث الرسول صلي الله علية وسلم وقال فيه : ". . واصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا. . ." وسيرد ان شاء الله.
وقوله صلي الله علية وسلم : "رؤيا المؤمن جزء من. . . . " الحديث , يشمل المرأة المؤمنة الصالحة كذلك , وقد عنون البخاري في صحيحه: باب رؤية النساء , وأورد ابن حجر: ما ذكره ابن بطال من الاتفاق على أن رؤيا المؤمنة الصالحة داخلة في قوله صلي الله علية وسلم :"رؤيا المؤمن الصالح جزء من اجزاء النبوة ",
فلا فرق بين الرجل والمرأة من حيث الرؤى , ولكن قد يوجد الفرق من ناحية التعبيره فالمعبرون يقولون: إن المرآة اذا رأت ما ليسته له أهل ء فهو لزوجها , وقالوا: كذلك الطفل رؤياه غالبأ تكون لأبويه , والله اعلم (10).
وأعود لقصة ثابت بن قيس بن شماس، وكان من خيار الصحابة رضي الله عنهم , وقد ثبت أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال له :" يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدأ وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ " قال مالك بن أنس وهو أحد رواة الحديث: فقتل ثابت بن قيس يوم اليمامة شهيدا(11).
وقصه ثابت هذا ذكرها ابن القيم(12)
قال:لما كان يوم اليمامة وهي الحرب ضد المرتدين , خرج ثابت مع خالد بن الوليد الى قتال مسيلمة فلما التقوا وتكشفوا قال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ها هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلي الله علية وسلم , ثم حفر كل واحد له حفرة فثبتا وقاتلا حتى قتلا وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها , فبينما رجل من المسلمين نائم إذ أتاه في منامه . أي ثابت - فقال له: أوصيك بوصية فاياك أن تقول هذا حلم فتضيعة , إني لما قتلت مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي , فنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس- يستن - أي يعدو بمرح ونشاط . وقد كف على الدرع برمة أي قدر من الحجارة - وفوق البرمة رحل - وهو ما يوضع على ظهر الدابة للركوب فأت خالدأ فمرة أن يبعث الى درعي فيأخذها, واذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلي الله علية وسلم يعني أبا بكر الصديق , فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق , فيأتى الرجل خالدأ , فأخبره فبعث الى الدرع فأتي ووجدها كما أخبرهم في الرؤيا تحت البرمة وعندها الفرس بوصفه , وأجاز أبو بكر باقي وصيته.
قال أبو عمر بن عبد البر وغيره من الأقدمين , وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين حديثأ رحمة الله عليهم:
أجاز أبو بكر وصيتة لوجود القرائن التي تدل على صدقها ، قال أبو عمر بن عبد البر : ولا نعلم أحدأ أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله ، أ . هـ(13) .
إذا كما نلاحظ : اتفق خالد بن الوليد وأبو بكر الصديق والصحابة معه على العمل بهذه الرؤيا وتنفيذ ما جاء فيها.
__________________________________________
( 1 ) محمد الهلا وي - مرجع سابق - ص 5 .
( 2 ) تخريجه: رواه البخاري كما في الفتح ( 12 /373 , 383 ,404 ) - مرجع سابق- , ومسلم كما في النووي ( 15 / 22 , 23 ) - مرجع سابق- , ورواه الترمذي في كتاب الرؤيا باب أن رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءأ من ألنبوة - مرجع سابق - وفي باب ما جاء في رؤيا النبي صلي الله علية وسلم الميزان والدلوم رواه أبو داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - , وابن ماجه في موضعين في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا الصالحة يرأها المسلم أو ترى له وباب أصدق الناس رؤيا أصاقهم حديثأ - مرجع سابق- وأحمد في باقي مسند المكثرين في مسند أبي هريرة وفي مسند أنس بن مالك -مرجع سابق - , والدارمي في كتاب الرؤيا باب في رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة - مرجع سابق - .
( 3 ) انظر المرجع السابق.
( 4 ) صحيح مسلم شرح النووي ( 15 / 21 ) - مرجع سابق.
( 5 ) محمد العثيمين ، القول المفيد على كتاب التوحيد ( 2 / 348 ) - مرجع سابق.
( 6 ) للتوسع انظر: محمد السفاريني - مرجع سابق - ( 1 / 808 ).
( 7 ) تنوير المقاس من تفسير ابن عباس لأبي طاهر الفيروز ابادي - دار الفكر- بيروت (ص 377 ) 0 وابن حجر - مرجع سابق ( 12 / 377 ).
( 8 ) رواه الإمام ابن ماجه في كتاب الكفارات باب النهي أن يقال ما شاء ألله وشئت - مرجع سابق -.
( 9 ) ابن عثيمين - مرجع سابق - ( 1 / 349 ).
( 10 ) مرجع سابق - ( 12 / 392 ).
( 11 ) وهذا الحديث أورده ابن حجر في الفتح وقال هذا مرسل قوي الإسناد أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسي عن مالك عنه.وأخرجه , الدارقطني في الغرائب من طريق إسماعيل بن ابي أويس عن مالك كذلك.
( 12 ) الروح . ابن القيم الجوزية, دار الكتاب العربي - تحقيق: د.السيد الجميلي, ط 1412
( 13 ) انظر: ابن القيم الجوزية - المرجع السابق- ص 43 .