مَن رأى في المنام أنه غرق فهو في النار، لقوله تعالى: (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً). ومَن رأى أنه غريق فإنه يخطئ بارتكاب ذنوب كثيرة، وإن مات في غرقه فيُخاف عليه الكفر، أو يغرق في بدعة. وإن خرج ولم يغرق أفضى في أمر دنياه إلى صلاح دينه، وإن كانت عليه ثياب خضر فإنه ينال علماً وورعاً. وإن غرق وغاص في قرار البحر فإن السلطان يغضب عليه أو يعذبه، فيموت في ذلك العذاب. وإن رأى كافر أنه غرق في بحر فإنه يؤمن لقوله تعالى: (حتى إذا أدركه الغرق. قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين). ومَن رأى أنه مات غريقاً في الماء كاده عدوه. والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير.
إذا حلمت بالغرق فإن هذا يدل على فقدان الثروة والحياة ولكن إذا نجوت فسوف ترتفع عن وضعك الحالي إلى وضع موسر ومشرف. إذا رأيت الآخرون يغرقون ورأيت نفسك تحاول إنقاذهم فإن هذا يعني أنك سوف تساعد صديقاً ليرتفع إلى مناصب عالية وهذا ما سوف يجلب لك السعادة التي تستحقها. إذا حلمت فتاة أنها ترى حبيبها يغرق فإن هذا يدل على موت بأبيها أو أمها.
ومن رأى أنه حين غرقت السفينة ذهب متاعه فإنه نقص في ماله، ويعوض منه لأن السفينة على كل حال نجاة، ومن رأى أن السفينة انكسرت به ثم تفرقت ألواحها فإن ذلك مصيبة، وربما كانت في الوالد أو العم.
ومن رأى كأن السفينة غرقت وتفرقت ألواحها أصيبت في والده أو من يقوم مقامه أو في الأقرباء، والسفينة القائمة التي لا تجري تدل على الحبس لأنه لما قامت السفينة بيونس عليه السلام حبس في الحوت، وأما بقية الأبحر فكل واحدة تعبر في أهلها ومكانها نظير ما تقدم.
هل يعتد برؤية من نام لوقت قصير جدا ، كا الإنسان الذي ينام في النهار نومة قصيرة ، أو يضع يده على المكتب ، أثناء الدوام مثلا ، ومن ثم يغفو غفوة قصيرة جدا ، بل إن البعض قد يسترخي عند إشارة المرور ويغمض عينيه ، ويرى هذه اللحظة مناما ، أو رؤية ، فهل هذه الرؤى يعتد بها ، وهل تعبر ..... ؟
هذا سؤال يكثر طرحه من المهتمين بهذا الفن ، وإجابتي عليه أن الرؤى في مثل هذه الحالات يُعتد بها وتعبر ، بل إنها قد تكون أصدق من الرؤى التي تُرى مع النوم الطويل المُستغرق . ولذا تجد العلماء الذين يهتمون بهذا الفن يفضلون رؤى الأسحار ، أو القيلولة ؛ وهي نَومة نصف النهار ، على غيرها . وقد استدل البعض على كلامهم بحديث أبي سعيد [ أصدق الرؤيا بالأسحار] والذي أخرجه أحمد مرفوعا وصححه ابن حِبَّان .
وعنون ابن حجر في الفتح باب رؤيا الليل ، وقال شارحا لها : أي رؤيا الشخص في الليل هل تُساوي رؤياه بالنهار ، أو تتفاوتان ، وهل بين زمان كل منهما تفاوت ؟ وذكر أن نصر بن يعقوب الدينوري قال : أن الرؤيا أول الليل يُبطئ تأويلها ، ومن النصف الثاني يسرع بتفاوت أجزاء الليل ، وأن أسرعها تأويلا رؤى السحر ولا سيما عند طلوع الفجر . وعن جعفر الصادق : أن أسرعها تأويلا رؤيا القيلولة. وإذا كان كل هذا في تفضيل رؤيا النهار على رؤيا الليل ، فإننا نجد البعض يقول بالتساوي بينهما ، وأنَّ لا فرق بينهما ، ومما جاء من المنقول في هذا ما جاء في صحيح البخاري ، عن ابن سيرين قال : رؤيا النهار مثل رؤيا الليل . وقال القيرواني شارحا لها : أي لا فرق في حكم العَبارة بين رؤيا الليل والنهار وكذا رؤيا النساء والرجال
نادرة روى أن رجلا نام وكان بجانبه رفيق مستيقظ فأتى بلبن في اناء فوضعه وحز رأس بطيخ ووضع السكين على إناء اللبن منتظرا استيقاظ رفيقه فرأى شيئا خرج من أنف رفيقه كالذبابة ولم يتحقق ما هي فمشى على تلك السكين ثم عاد إلى أنفه فاستيقظ وقال رأيت عجبا كأنني)
على جسر مضروب من حديد في وسط بحر من لبن فتعجب رفيقه وعرفه عما رآه خرج من نفسه وعاد إليه.
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية الغرق مر النام في المنام فيؤول إلى التالي