رجل دين
إذا حلمت أنك تستدعي رجل دين ليعظ في مراسيم جنازة فإن هذا يعني أنك سوف تجاهد عبثاً ضد المرض وضد تأثيرات شريرة سوف تنتصر على الرغم من محاولاتك الجادة.
إذا تزوجت امرأة من رجل دين في حلمها فسوف تكون هدفاً لمحنة عقلية كبيرة وسوف تقودها يد القدر المعاكسة إلى مستنقع الكارثة.
رجل إطفاء
إذا رأيت رجل إطفاء في أحلامك فإن هذا يعني وفاء أصدقائك. إذا رأت فتاة رجل إطفاء أعرج أو يواجه حادثاً من نوع آخر فإن هذا يعني أن خطر الموت يتهدد صديقاً مقرباً.
ومنازعة الشمس الخروج على الملك، ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك. فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر، فإنه يخرج على الملك خارجي، فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمساً صحيحاً، فإن الخارجي يأخذ البلد كله، فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمساً كما كانت عاد إليه ملكه وظفر بالخارجي. فإن صار كل واحد من النصفين شمساً بمفرده، فإن الخارجي يملك مثل ما مع الملك من الملك، ويصير نظيره، ويأخذ نصف مملكته. فإن رأى الشمس سقطت، فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الوالدين. فإن رأى كأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها، نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقاً.
ومن رأى أنه ابتلع الشمس، فإنه يعيش عيشاً مغموماً. فإن رأى ذلك ملك مات.
ومن أصاب من ضوء الشمس، أتاه الله كنزاً ومالاً عظيماً. ومن رأى الشمس نزلت على فراشه، فإنه يمرض ويلتهب بدنه. فإن رأى كأنه يفعل به خير، دل على خصب ويسار، ويدل في كثير من الناس على صحة. ومن أخذت الشمس منه شيئاً أو أعطته شيئاً، فليس بمحمود. ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيأتها وعادتها، وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار. ومن وجد حر الشمس فأوى إلى الظل، فإنه ينجو من حزن. ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره، لأن البرد فقر. ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة، فإن الملك يضطر إليه في أمر من الأمور.
وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب، فكان شطر مع الشمس، وشطر مع القمر. فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي اللهّ. فقال له: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر. فقرأ عمر: " فَمَحَوْنَا آيَةَ الليّلِ وَجَعَلْنا آية النّهارِ مُبْصِرَة " . وصرفه عن عمل حمص، فقضي أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل.
ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها، وكان لها نور وشعاع، فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء. فإن لم يكن نور، فلا خير فيه لصاحب الرؤيا. فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه، فإن والديه راضيان عنه. فإن لم يكن لهما شعاع، فإنهما ساخطان عليه. فإن رأى شمساً وقمراً عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه، فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة، ويضطر معها إلى الفرار، لقوله تعالى: " وَجُمِعَ الشّمسُ والقَمَرُ يَقُولُ الإِنسانُ يَوْمَئِذٍ أيْنَ المَفَر " . وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها، تغير النعم في الدنيا. وكسوف الشمس، حدث بالملك.
ومن رأى سحاباً غطى الشمس حتى ذهب نورها، فان الملك يمرض. فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه، فإن الملك يموت، وربما كانت الشمس عالماً من العلماء فإن انجلى السحاب، انجلى الغم عنه.
القمر: في الأصل وزير الملك الأعظم، أو سلطان دون الملك الأعظم، والنجوم حوله جنود. ومنازله ومساكنه، أو زوجاته وجواريه. وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدي به من الأدلة، لأنه يهدي في الظلمات، ويضيء في الحنادس. ويدل على الولد والزوج والسيد، وعلى الزوجة والإِبنه، لجماله ونوره، يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال، فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر. ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس، وربما دل على الزيادة والنقص، لأنه يزيد وينقص، كالأموال والأعمال والأبدان، مع ما سبق من لفظ المرور، مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه، فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه. وإن كان في نقصان الشهر، ذهب عمره وتقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر، فربما كان أياماً وربما كان جمعاً أو شهوراً أو أعواماً، بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة. وإن نزل في أول الشهر، أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره. وإن كان ذلك في آخر الشهرِ، بعد في سفره وتغرب عن وطنه. ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده، تزوج زوجاً بقدر ضوئه ونوره، رجلاً كان أو امرأة.
رأت عائشة رضوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها، فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه، فقالت لها: إن صدقت رؤياك، دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض.
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أريت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني فلما أسلم خالد
بن الوليد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق الله رؤياك يارسول الله هذا كان إسلام خالد فقال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة
بن أبي جهل وكان ذلك تصديق رؤياه .
والجواب على هذا: أن أهل التعبير قد اتفقوا على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها, بخلاف رؤية النبي صلي الله علية وسلم .
قال ابن الباقلاني :
رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب وهي دلالات للرائي على أمور مما كان او يكون كسائر المر ئيات , والله اعلم (1).
س : ما اداب الرؤيا الصالحة ؟ وما مثالها ؟
ج : ذكر العلماء ادابا يعملها من رآى رؤية صالحة وهي:
1 أن يحمد الله عليها .
2 • آن يستبشر بها.
3 • آن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.
قال صلي الله علية وسلم : اذا رأى احدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله , فليحمد الله عليها وليحدث بها. ."(2) .
ومن اقسام الرؤيا الصحيحة الالهام كما سبق وهو مايلقية الله في قلب العبد وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قاله عبادة بن الصامت وغيره، ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه , وسأتحدث عنه لاحقأ بمزيد من التفعيل ان شاء الله. ومنها: عروج روحه الى الله سبحانه وخطابها له. ومنها: دخول روحه الجنة ومشاهاتها وغير ذلك(3).
____________________
(1) ابن حجر – مرجع سابق – (38812)
(2) رواة البخاري كما في الفتح – المرجع السابق – (36912)
(3) ابن القيم – الروح – مرجع سابق – ص 63
والصياد يؤول برجل يحتال في رزقه بالمكر والخديعة وربما يكون كسبه من النسوة لتغلبه عليهن وصياد الكواسر من الوحوش والطيور يؤول بملك ظالم يقهر الظلمة والأكابر وصياد السمك يؤول بطلب معيشة من جهة النسوة لتمكنه من السمك.
وأما خمار المرأة فزوجها أو قيمها الذي يسترها فإن رأى أن خمارها أوسع وأصفق وأجود مما هو فيه فإن ذلك حسن حال الزوج وإن رأت أن خمارها انتزع منها واحترق أو ذهب عنها فإنه يموت زوجها أو يطلقها فإن احترق بعضه أصاب الزوج ضرر وخوف وإن رأت أنها وضعت خمارها عن رأسها في محفل من الناس فأمر يذهب عنها فيه الحياء وإن رأت أنها سعت بلا جلباب في الأسواق فهو موت زوجها وإن رأت امرأة أنها تخمر رأسها بخمار غير المعتاد أو عمامة أو غيرها فإنها تزوج رجلا وإن رأى الرجل أن مقنعة امرأته على رأسه فإنه يفتضح في أمره
ومن رأى أن عليه تاجا من ذهب أو جوهر فإنه يصيب سلطانا عظيما وإن لم يصل لذلك فإنه يتزوج بامرأة حسناء موافقة له وإن رأت المرأة ذلك تزوجت رجلا أعجميا مذكورا في الناس وإن كانت حاملا أتت بغلام
** رؤيا فيها ولاة الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الرؤيا التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولها بعض الصحابة -رضي الله عنهم- ماجاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:(أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط بعمر) قال جابر: فلما قمنا من
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوط بعضهم ببعض
فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومن رأى أنه أحدث ريحا فإن كان عليه عهد أو نذر أو يمين فإنه ينكث ذلك وقال بعضهم من رأى أنه أحدث ريحا فحصول هم وغم وكلام فيه وإن كان بين قوم فحصول خجل وفضيحة وإن رأى أنه خرج منه ريح بصوت من غير عمد فرج عنه وربح وإن كان عمدا وله ريح دلت الرؤيا على قول قبيح
وأما البقول فإن كانت مما يؤكل مطبوخا أو نيئا فلا بأس به وأما ما لا يطبخ ولا يأكله الإنسان فهو خصومة وهم ومن رأى خضرة الباقلاء أو الحمص أو العدس واللوبياء ونحوها فهو هم وحزن لمن أكلها أو أصابها ومن رأى البصل أو الثوم أو الجزر أو اللفت ونحو ذلك فهو هم وحزن وقد يكون أكل الثوم والكراث وكل منتن من الطعام شيئا قبيحا أو قولا فاحشا ومن رأى كمأة في المنام فإنها امرأة لا خير فيها لأنها لا أصل لها وإن كانت كثيرة مما يعرف عددها فإنها رزق وأموال من قبل النساء وقيل من رأى الكمأة فهي شفاء لمن أصابها أو أكلها
وأما رؤية الحيات والعقارب فمن رأى أنه يقاتل حية فإنه يعالج عدوا والظافر منهما هو الظافر على صاحبه وحيات البر أشد من حيات الماء وسودها أشد من بيضها ومن رأى أن حية لدغته فإن عدوه يناله بمكروه بقدر اللدغة ومن رأى أنه قتل حية فإنه يظفر بعدو ومن رأى حية ميتة فإنه يكفيه الله أمره ومن رأى أنه ملك حية ليس يتخوفها فإنه يصيب سلطانا بقدر تلك الحية في الحيات وإن كانت الحية من ذهب أو كان عليها تصاوير فإنه يملك سلطانا عظيما وإن كانت بيضاء صغيرة وهو يملكها فإنه جده الذي يسعى له وإن لم يملكها فإنه عدو ضعيف والحية الصغيرة عدو من الأهل وغيره ومن رأى بين يديه حية تسعى فقبض عليها بيده فإنه يأمن مما يخاف ومن رأى أنه يتخوف حية ولم يعاينها فإن ذلك أمن له من عدوه فإن عاينها فإنه يصيبه خوف من عدوه ومن غير ضرر يلحقه منه ومن رأى أن حية كلمته فإنه يرى شيئا يتعجب منه وينال خيرا كثيرا ومن رأى حيات في أجواف البيوت فإنها أعداء من النساء والأقارب وإن رأى الحيات خارج البيوت فإنها أعداء من الأبعدين ومن رأى حية في بيته أو على سريره فإنه امرأته عدوة له ومن رأى أنه حية خرجت من أنفه أو من ظهره أو إحليله فإنه يولد له غلام وإن خرجت من أذنه أو من بطنه أو دبره فإن في عياله عدوا يخرج منه وإن رأى أن الحية دخلت في حلقه أفاد علما عظيما ومن رأى أنه يأكل من لحم حية فإنه يصيب من مال عدوه وينال غبطة وسرورا
113 – كان موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كثير العبادة والمرؤة ،وقد استدعاء المهدى إلى بغداد فحبسه،فلما كان فى بعض الليالى رأى المهدى علي بن أبى طالب وهو يقول له : محمد :(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى ألارض وتقطـٌعوا أرحامكم ) . سورة محمد ، الآية :22
فاستيقظ مذعوراً وأمر به فأخرج من السجن ليلاً فأجلسه معه وعانقه وأقبل عليه وأخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه ولا على أحد من أولاده ، فقال : والله ما هذا من شأنى ولا حدثت فيه ، نفسى فقال :صدقت. وأمر له بثلاثه آلاف دينار ، وأمر به فرد إلى المدينة (1)
114 -عن أيوب قال : سأل رجل محمداً قال : أنى رأيت كأنى آكل خبيصاً فى الصلاة ، فقال : الخبيص حلال ولا يحل لك الأكل فى الصلاة ، فقال له : أتقبل امرأتك وأنت صائم؟ قال : نعم ،قال : فلا تفعل.
والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتال بالسيف منازعة لقوم. والضرب بالسيف بسط اللسان، واليدين إذا كانت فيها سلاطة تشبه بالسيف. والسيف على الانفراد بغير شيء من السلاح، فإنّه ولد غلام. فإن رأى سيفاً في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطاً وهو لا ينوي أن يضرب به، نال سلطاناً مشهوراً له فيه صيت. وقال ابن سيرين الأقرب من السيف إن كان ينبغي له السلطان فالسلطان، وإلا فهو ولد ذكر.
من رأى واليا فإنه غلو به وإن رآه يفعل به ما يكره فلا خير فيه وكذلك ان فعل ما يحب معه فإنه لا اعتبار بفعل الظالم ولو كان حسنا وقيل رؤيا الوالي ما لم يكن فيها ما ينكر فلا بأس بها لاشتقاق الاسم من الولاية وقيل من رأى الوالي على هيئة غير محمودة فتأويله هتكه في حق اللصوص.
وأما الأسرة والكراسي فمن رأى أنه على سرير مجهول وعليه فراش فإن لاقى به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت له حامل أتت بغلام ومن رأى انه جلس على سرير ليس عليه فرش فإنه يسافر ومن رأى أنه أصاب كرسيا وقف عليه أصاب سلطانا أو يتزوج امرأة على قدر الكرسي وهيئته وقيل إن كانت له حامل أتت بمولود ذكر وقيل يموت شهيدا ومن رأى أنه انكسر سريره أو كرسيه فإنه دليل على موته أو موت امرأته وإن رأى المريض أنه يحمل على أسرة فهو نعشه
وأما الغنم فمن رأى أنه أصاب كبشا فإنه يستمكن من رجل ضخم منيع عزيز ومن رأى أنه يركبه ويصرفه كيف يشاء والكبش طائع له فإنه يقهر رجلا ضخما ويصرفه كيف أحب وإن لم يطعه الكبش فإنه لا ينقاد له ذلك الرجل ومن رأى أنه يحمل كبشا على ظهره فإنه يحمل مؤونة رجل كبير ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه ينازع رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب ومن رأى كبشا مات أو ذبح وقسم لحمه فإنه يموت رجل كبير ويقسم ماله ومن رأى أنه ذبح كبشا لغير الأكل أو قتله فإنه يظفر بعدوه ومن رأى في بيته كبشا مسلوخا فإنه يموت بعض أهله ومن رأى أنه يأكل لحم كبش فإنه يأكل من مال رجل كبير ومن رأى أنه يشوي كبشا فإنه يمرض أو تصيبه محنة ومن رأى أنه أصاب كباشا دون العشرة أو رآها في دراه فإنه إن كان يلي شيئا أو كانت عنده امرأة فليس يقيم في ذلك العمل ولا تقيم عنده تلك المرأة حتى تموت أو يفارقها إلا بعدد ما رأى من الكباش وإذا كثرت وزادت على العشرة فإنه يلي قوما ويصيب سلطانا عظيما ومن رأى انه أتى برؤوس كباش فإنه يؤتى برؤوس أعدائه ومن رأى أنه اصاب نعجة فإنه يصيب امرأة شريفة القدر مخصبة ومن رأى أنه يحلب نعجة أصاب مالا حلالا ومن رأى أنه ذبح نعجة فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يرعى غنما من الضأن فإنه يلي على الناس وإن رأى أنه أصابها أو ملكها فإنه يصيب غنيمة كثيرة ومن رأى أنه وهب له سخل فإنه يصيب ولدا مباركا شريفا ومن رأى أنه ذبح سخلا لغير اللحم فإنه يموت له ولد أو لبعض أهله ومن رأى أنه أصاب تيسا أو ملكه أو ركبه فإنه يصيب رفعة ومنزلة عند رجل كبير ومن رأى أنه قتل تيسا مجهولا أو ذبحه أو فعل به فعلا أو ملك منها جماعة فإنه يجري مجرى تأويل الكبش والمعزة تجري مجرى النعجة إلا أن النعجة أشرف من المعزة ومن رأى أنه أصاب جديا فإنه يصيب ولدا ومن رأى أنه يأكل لحم جدي أصاب مالا قليلا من صبي
ومن رأى أنه يملك فيلا ويصرفه حيث يشاء فإنه ينال سلطانا أعجميا ومن رأى أن قوما يركبون فيلا أو يضربونه فإن كانوا في حرب فإنهم مغلوبون وربما دل ركوبه على ظلم وكذب وربما يصيب امرأة أعجمية إذا لم يركبه على هيئة الركوب ولا في أرض حرب ومن رأى أنه قتل فيلا فإنه يقهر رجلا ضخما أو يستمكن من امرأة أعجمية إذا كان في الرؤيا دليل على ذلك ومن رأى أنه يأكل من لحم فيل فإنه يصيب مالا من سلطان أو من رجل مسلط بقدر ذلك
لم يترك الأب الحنون والشيخ الجليل ابنه في ذلك المكان الموحش القفر بصحراء مكة , دون أن يحن إليه ويذكره , ودون ان يزروه بين الحين والحين ,
وفي إحدى هذه الزيارات , وكان الغلام قد شب وارتحل , أطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل , رأي الخليل - عليه الصلاة والسلام -
أنه يؤمر بذبح ولده هذا , ولما كانت أنبياء الله تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم , فإن ( رؤيا الأنبياء وحي ) , ولهذا صمم الخليل على تنفيذ
أمر ربه , ولم يثنه على عزمه هذا , أن أسماعيل وحيده , وأنه قد رزق به وهو شيخ كبير , على رأس ست وثمانين سنة من عمره ,
وبعد أن ظل يرجوه أعواما وأعواما , رغم ذلك كله , فإن خليل الله قد عقد العزم على إنجاز ما امر به , بإيمان المؤمنين ,
وأستسلام المسلمين لله وحده , مما يدل على منتهى الطاعة والامتثال لأمر الله , وهذا هو الإسلام بعينه , إذ أن الإسلام هو الطاعة والأمتثال لله , وهو دين الأولين والأخرين ,
ولهذا فقد وصف الله - سبحانه وتعالى - هذا الأمر بقوله تعالى ( إن هذا لهو البلاء المبين ) من سورة العافات الأية 106
على أن الخليل إنما رأي أن يعرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا .
ولنقرأ هذه الأيات الكريمات ( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين , رب هب لي من الصالحين , فبشرناه بغلام حليم , فلما بلغ معه السعي قال يابي إني أري في المنام أني أذبحك
فانظر ماذا ترى , قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين , فلما أسلما وتله للجبين , وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزؤ المحسنين ,
إن هذا لهو البلاء المبين , وفديناه بذبح عظيم , وتركنا عليه في الأخرين , سلام على إبراهيم , كذلك نجزي المحسنين , إنه من عبادنا المؤمنين , وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ).
عن مخرمة بن نوفل-رضي الله عنه-عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي ابن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت: تتابعت على قريش سنون
جدبة أقحلت الجلد وأرقت العظم,قالت: فبينما انا راقدة اللهم أو مهومة إذا أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل يقول: يامعشر
قريش إن هذا النبي مبعوث منكم وهذا إبان مخرجه فحي هلا بالخير والخصب,ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض بضا أشم
العرنين,له فخر يكظم عليه وسنة تهدي إليه,ألا فليخلص هو وولده وليدلف إليه من كل بطن رجل,ألا فليشنوا من الماء وليمسوا من
الطيب وليستلموا الركن, وليطوفوا بالبيت سبعا ثم ليرتقوا أبا فبيس فليستسق الرجل وليؤمن القوم,ألا وفيهم الطاهر والطيب لذاته,ألا
فغشم إذا ما شئتم وعشتم.
قالت: فأصبحت علم الله مفئودة مذعورة قد قف جلدي ووله عقلي فاقتصصت رؤياي فنمت في شعاب مكة .
فوالحرمة والحرم إن بقى بها أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد,هذا شيبة,وتتامت عنده قريش.
وانفض إليه من كل بطن رجل فشنوا وطيبوا واستلموا وطافوا ثم ارتقوا أبا قبيس وطفق القوم يدفنون حوله ما إن يدرك سعيهم مهله
حتى قر لذروته فاستكنوا جنابيه ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب
فقام عبد المطلب فقال: اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهولاء عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك
يشكون إليك سنتهم التي قد أقحلت الظلف والخف,فاسمعن اللهم وامطرن غيثا مريعا مغدقا,فما راموا حتى انفجرت السماء بمائها
وكظ الوادي بشجيجه فلسمعت شيخان قريش وهي تقول لعبد المطلب:
هنيئا لك يا أبا البطحاء هنيئا,أي لك عاش أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة:
بشيسة الحمد أسقى الله بلدتنا وقد فقدنا الحيا واجلوذ المسطر
فجاد بالماء جوفي له سبل دان فعاشت به الأمصار والشجر
سيل من الله بالميمون طائرة وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الأمر يتقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر
وفي هذا الحديث غريب نشرحه مختصرا,قوله: لدة عبد المطلب اي عمل سنة .
وأقحلت ايبست .
وأرقت العظم أي جعلته ضعيفا من الجهد .والتهويم أول النوم والإبان الوقت .
وحي هلا كلمة تعجيل .
والحيا -مقصور-المطر والخصب, أي أتاكم المطر والخصب عاجلا .
والعظام بضم العين أبلغ من العظيم .
والبعض الرقيق البشرة .
والأشم المرتفع .
وقوله: له فخر يكظم عليه أن يخفيه ولا يفاخر به .
والسنة الطريقة . وتهدي إليه,أي تدل الناس عليه.
فليشنوا,بالسين والشين , أي فليصبوا , ومعناه فليغتسلوا .
فغثم أي أتاكم الغيث والغوث .
ونمت أي فشت وشيبة الحمد لقب عبد المطلب .
وتتامت إليه,أي جاءوا كلهم.ومهلة سكونه وقوله: كرب أي قرب. والخلة الحاجة. والعذرات الأفنية. والسنة القحط والشدة .
ويعني بالظلف والخف الغنم والأبل. والمغدق الكثير. واكتظ أي ازدحم. والثجيج سيلان كثرة الماء. والشيخان المشايخ. واجلوذ أي تأخر
والجوني السحاب الأسود.
قوله: بصوت صحل أي فيه بحوحة. وقوله: رجلا طوالا أي طويل فإذا أفرط في الطول قيل طوال بالتشديد. وقوله: فليدلف,الدليف
هو المشي الرويد يقال: دلف إذا مشى وقارب الخطو. وقولها: وفيهم الطاهر والطيب لذته -تعني به رسول الله صلى الله عليه وسلم-
وقولها: مفئودة,المفئود هو الذي أصيب فؤاده -أي قلبه- بوجع. والذعر بالضم الخوف والفزع. وقوله: وقف جلدي أي تقبض
وقيل: أرادت قف شعري فقام من الفزع. والوله دهاب العقل والتحير من شدة الوجد.
وقولها: فوالحرمة والحرم,هذا من الحلف بغير الله وهو شرك,وقد وقع ذلك منها في زمن الجاهلية وهي إذا ذاك مشركة.
وقولها: يدفون حوله أي يسيرون سيرا لينا. والميمون طائرة وخير من بشرت به مضر هو النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يبعد أن تكون إغاثة قريش بسبب كونه صلى الله عليه وسلم من المستغيثين منهم والله أعلم .
عن العباس بن عبد المطلب قال: رأيت في المنام كأن شميا أو قمرا في الأرض ترفع إلى السماء بأشطان شداد فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: (ذاك ابن أخيك) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه .
وفي رواية: رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان.
ما رأيك فيمن رأي رؤية , ثم استيقظ , ثم عاد لنومة ورأي تكملتها ؟
أري أن الرؤية الأولي صدق وحق , بشرط ألا يسبقها تفكير بها , وأما الأخري التي صارت تكملة لها , فهي من أضغاث الأحلام .
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة ومن رأى نقصا فيهما فتعبيره ضد ذلك ومن رأى في عنقه جرحا أو قيحا يدل على أنه خان الله فيما قلده ومن رأى طائرا على عنقه فإن كان الطائر محمودا فهو عمل حسن وإن كان بضد ذلك فضده ومن رأى في عنقه مصحفا أو حبلا فإنه يدل على الفضل والقيام بالعهد والحق ومن رأى أن في عنقه حية مطوقة وما يكره مثله في اليقظة فليس بمحمود ومن رأى أن عنقه طال أو غلظ فهو قوة وقهر لعدوه وقيل كسب مال وعدل وأمانة
وأما الصدر فيؤول على أوجه شريعة ودين وغير ذلك فمن رأى أن صدره متسع فإنه يدل على زيادة دينه وتقواه ومن رأى ضيقا في صدره فإنه يدل على نقصان دينه ومن رأى في صدره ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود وإن رأى ما يحمد فهو محمود ومن رأى في صدره ما يؤلمه فإنه ينفق ماله في إسراف
أما القميص في الرؤيا فامرأة الرجل وربما كان شأنه في مكبسه ومعيشته وربما كان دينه وعطاءه فمن رأى أنه لبس قميصا جديدا صفيقا صحيحا واسعا فإن امرأته موافقة له في مصالحه أو معيشته مستقيمة أو دينه صحيح ومن راى فيه نقصانا أو اختراقا أو ما يشبه ذلك كان الحدث في أحد الوجوه المذكورة وربما كان القميص المخرق يغرق شأن صاحبه وتكثر همومه أو يفارق امرأته ومن رأى أنه يلبس قميصا رقيقا فإنه رقة في شأن صاحبه وإن كان ثوب ما يعرف به من ألباس الصالحين فإنه يصيب نسكا وصلاحا في دينه وإن رأى العزب أنه لبس قميصا جديدا فإنه ينكح امرأة وقيل من رأى أنه وهب له قميص فإنه بشارة ومن رأى أن عليه قميصا جديدا فإنه يجتمع شأنه ويصلح أمره وإن رآها بالية أو سقطت عن قميصه فإنه يتفرق شأنه وإن رأى قميصه بلا جيب ولا طوق وهو لابسه فإن كان مريضا فهو موته وتكفينه ومن رأى أنه انتزع قميصه فهو موته
وأما التوابيت والأوعية فمن رأى أنه اشترى تابوتا أو وهب له أو أنزل عليه من السماء فإنه يرزق ملكا وعلما وحلما ورزقا وسكينة وقد يكون التابوت زوجة الرجل أو حانوته فمن رأى أنه حدث فيه حادث فإنه يحدث فيهما أو من رأى جولقا أو جرابا أو كيسا أو نحو ذلك من الأوعية فهو وعاء لما يكون فيه من شيء وربما كان ذلك قلب الإنسان وعاء لما فيه من خير أو شر ومن رأى أن كيسه قد انفتق أسفله وذهب منه ما كان فيه فإن الكيس جسمه والمال روحه فهو هالك لا محالة ومن رأى أنه يحمل مخلاة خالية فقد نفد عمره ومن رأى أنه اشترى عيبة أو مزودا أو نحوهما فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يحمل من مكسور الزجاج شيئا فإنه مال ومن رأى أن في يده قدح ماء فوقع القدح من يده وانكسر وبقي الماء في يده فإن امرأته تلد غلاما ويبقى ولدها ومن رأى في منزله قدور هرائس أو مقالي أو قصاع أو بواقل والناس عليها متألفون فإن كان فيه مريض مات وإن كان المريض يأكل منها فذلك دليل على موته وقد تكون القدور دالة على قيمة الدار والكانون زوجها ومن رأى أنه يمسح قنديله أو يصلح فتيلته فإنه بشارة له بسلامة بصره وصحة ناظره ومن رأى في كانون أو قدرة أو مسرجية صلاحا أو فسادا فتأويل ذلك في قيم البيت ومن رأى شيئا من الأباريق والطسوس والظروف والأواني فإن جميعها نساء وخدم فما رأى فيها من صلاح أو فساد فتأويل ذلك في الخدم والعبيد والفاس عبد والمسحاة خادم فما رأى فيهما فهو في عبد وخادمه
عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني رايت في المنام عنما سوداء يتبعها غنم يا أبا بكر اعبرها) .
فقال أبو بكر: يارسول الله هي العرب تتبعك ثم تتبعها العجم حتى تغمرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هكذا عبرها الملك بسحر) .
ومن المنامات التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤولها وأولها الصحابي بالخلافة ما جاء في حديث الأسود بن هلال عن رجل من قومه أنه كان يقول في
خلافة عمر بن الخطاب: لايموت عثمان بن عفان حتى يستخلف قلنا: من أين تعلم ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن قم وزن عثمان فنقص وهو صالح).
** رؤيا فيها الخلفيات الأربعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن سقينة مولى أم سلمة -رضي الله عنها- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه فقال: ( ايكم رأي الليلة رؤيا)؟
قال: فصلى إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه فقال: (أيكم رأي الليلة رؤيا)؟ قال: فصلى ذات يوم فقال: (أيكم رأى رؤيا)؟ فقال رجل: أنا رأيت
يارسول الله كأن ميزانا دلي به من السماء فوضعت في كفة ووضع أبوبكر في كفة أخرى فرجحت بأبي بكر فرقعت وترك أبوبكر مكانه فجئ بعمر بن الخطاب فوضع في الكفة
الأخرى فرجح به أبوبكر فرفع أبوبكر وجئ بعثمان فوضع في الكفة الأخرى فرجح عمر بعثمان ثم رفع عمر وعثمان ورفع الميزان قال: فتغير وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم قال: (خلافة النبوة ثلاثون عاما ثم تكون ملكا) قال سعيد بن جهمان: فقال لي سفينة: أمسك سنتي أبي بكر وعشر عمر وثنتي عشرة
عثمان وست على -رضي الله عنهم-
وعن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يارسول الله إني رأيت كأن دلوا دلي في السماء فجاء أبوبكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ثم جاء عمر
فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شئ .
عن أم هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان قالت: أغفى عثمان فلما استيقظ قال: إن القوم يقتلونني قلت كلا يا أمير المؤمنين قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر قال: قالوا: (أفطر عندنا الليلة) أو قالوا: (إنك تفطر عندنا الليلة).
وفي رواية من حديث ابن عمر أن عثمان -رضي الله عنه- أصبح يحدث الناس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الليلة في المنام فقال: (يا عثمان أفطر عندنا) فأصبح صائما وقتل من يومه رواه بنحوه أحمد في المسند وهو حديث صحيح
رؤيا الطفيل بن سخبرة
عن طفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها أنه رأي فيها يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود
قال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله فقالت اليهود: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ماشاء الله وشاء محمد
ثم مر برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى فقال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا:
وإنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون ماشاء الله وماشاء محمد قلما أصبح أخبر بها من اخبر ثم أتي النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال: (هل أخبرت بها أحدا)؟ قال: نعم فلما صلوا خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر
بها من أخبر منك وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال: لاتقولوا ماشاء الله وماشاء محمد
هل تدل رؤية الكلاب والقطط والحيّات والعقارب على أمر مريب أو على مرض أو سحر؟
الحقيقة أنَّ هذا السؤال يَرد كثيراً من السائلين والسائلات وهنا لا بدّ من التفريق بين شيئين.. فمن يرى هذه الأمور بكثرة ويتكرر عليه جنس هذه الرؤى فقد تكون منذرة له بأمراض أو سحر أو عين من مخالطة جلساء غير صالحين، واستحلال لِما حّرم الله من اللِّباس والطعام والعادات، أما مَن لا يراها إلاَّ قليلاً مرة أو مرتين فلا تدلّ على شيء مما في القسم الأول، وهي رؤيا تُفسر حسب حال صاحبها فالمهم..ألاَّ يفهم من جنس هذه الرؤى أمراً واحداً دائماً كالسحر والعين، ومعلوم أنَّ الرؤى لا تقاس، فقد يرى إنسان رؤيا وتعبر له بأمر مفرح، ويراها إنسان آخر فتعبر له بغير ذلك كلٌّ حسب حالته وصلاحه.
الهتف: فمن رأى أنّه سمع صوت هاتف بأمر أو نهي أو بشارة أو نذارة، فهو كما سمعه بلا تفسير. وكذلك كلام الموتى. وكذلك كلام كل الطيور لصاحب الرؤيا مبشر بنيل ملك عظيم، وعلم وفقه. وأما الكلام بلغات شتى، فمن رأى ذلك فإنّه يملك ملكاً عظيماً.
ومن رأى خضرة كثيرة على وجه الأرض مما يعرف جوهرها فإنه دين وصلاح له وللعامة وإن رأى فيها كلأ أو حشيشا فإنه مال وخصب ومن رأى أرضا مخضرة قد يبست أصاب خيرا وما كان من النبت المشموم فهو هم وحزن ومن رأى أن له زرعا معروفا فإنه عمله في دينه ودنياه بقدر الزرع وخطره ومن رأى زرعا في موضع مجهول أو معروف على غير صنعة الزرع وسنبله قد أدرك وتجاوز حاله فإنهم رجال مجتمعون في حرب فإن حصد قتلوا ومن رأى أن رجلا خالفه إلى زرعه فحصد منه فإن امرأته قد زنت ومن رأى سنابلا خضرا فإنها سنون مخصبة وإن كان يابسات فإنها سنون مجدبة ومن رأى أنه أعطي سنبلا أو يأكله فإنه يرزق مائة ومن رأى أنه أصاب من الحشيش والتبن شيئا أو أدخل أحدهما منزله فإنه يصيب مالا وخصبا كثيرا
ومن رأى أنه أصاب نقرة فضة فإنه يصيب امرأة أو جارية ومن رأى أن له آنية من فضة أو دراهم مجهولة في شيء من الأوعية فإنه يكتم سرا أو يستودع مالا ومتاعا وإن رأى أنه دفعه إلى غيره فإنه يستودعه سرا أو مالا ومن رأى أنه أصاب دراهم فإن كانت جددا بيضا فإنه يصيب دراهم في اليقظة كما رآها وإن كانت سودا فإنها صخب وخصومة وقيل ومن رأى أنه ضاع له دراهم فإنه يشتكي ولده أو يصيبه ما يكره له وإن رأى أنه انتزع منه أو ذهب منه درهم لا رجوع فيه مات ولده ومن رأى أنه أصاب فلوسا فإنه صخب وكلام دنيء وإن عرف عددها فهو أخف عليه وأهون ومن رأى أنه يذيب الفضة فهو كمن يذيب الذهب لكنه أخف
ومن رأى أنه أصاب زمردا فإنه يكتسب أخا في الله وإخوانا صالحين وأولادا ذكورا مهذبين أو علما نافعا أو مالا حلالا طيبا ومن رأى أنه أصاب خرزا أو أعطيه فإنه يصيب من الخدم والمال أو من سفلة الناس أمرا دنيا بقدر ذلك ومن رأى أن عليه قلادة ذهبا أو فضة وفيها جوهر أو حجر فإنه يلي ولاية ويتقلد أمانة ومن رأى أن عليه قلائد أو عقودا كثيرة وهو يضعف عن حملها فإنه يضعف عن العمل بعلمه والقيام به وإن رأت المرأة أن عليها عقدا أو قلائد فإن تأويل ذلك في زوجها أو قيمها وإن رأت على نفسها حليا فإنه لا خير فيه وإن رأى الرجل ذلك فهو له حزن وقيل يتزوج بامرأة خطرها في النساء كخطر الحلية
ومن رأى أنه أصاب هدهدا أو رآه واقفا بين يديه فإن ذلك خبر صحيح يرد عليه من بلد بعيد وقيل من أصاب هدهدا أو ملكه فإنه يستمكن من سلطان أو من رجل كاتب نبيل أو ذي بصر نافذ بالأمور ليس له دين فإن ذبحه أو قهرة فإنه يظفر برجل كذلك ومن رأى أنه أصاب هدهدا أنثى فإن كان أعزب تزوج فإن ذبحها فإنه يفتض عذراء ومن أصاب من لحمه أو ريشه فإنه يصيب مالا وخيرا
ومن رأى أنه أصاب جماعة من النحل واتخذها وأصاب من عسلها فإنه يصيب غنائم وأموالا وقد يكون النحل رجالا من أهل البادية والسعاية أو علماء وأما الزنبور واليعسوب والذباب فإن كل واحد منها إنسان ضعيف وجماعتها سفلة الناس فمن رأى أنه يعالج جماعة من أحدها فإنه يعالج سفلة الناس ومن لا قدر له ومن رأى أنه ناله منها مكروه فإنه يسمع منهم ما يكره
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
لحارثة بن النعمان ..
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت
: من هذا؟ فقالوا: حارثة ابن النعمان).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر كذلك البر) وكان أبر الناس بأمه .
54 - عن حرام بن عثمان الأنصاري قال : قدم أسعد بن زرارة من الشام تاجراً في أربعين رجلاً من قومة فرأي رؤيا أن آتياً أتاه فقال : إن يخرج بمكة با أبا أمامة فأتبعه ، وآيه ذلك أنكم تنزلون منزلاً فيضاب أصحابك فتنجو أنت وفلان يطعن في عينه ، فنزلوا منزلاً فبيتهم الطاعون فأصيبوا جميعاً غير أبي أمامة وصاحب له طعن في عينه (2) ، وتحقق ما رآه وأسلم - رضي الله عنه - .
95 - وروى الخطيب فى ((تاريخه )) عن عبدالله بن محمد بن أسحاق السمسار قال سمعت شيخى يقول : ذهبت عينا محمد بن إسماعيل - يعنى البخارى - فى صغره فرأت والدته فى المنام إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام - فقال لها : يا هذه قدر ردٌ الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو لكثرة دعائك ، قال : فأصبح وقد رد الله عليه بصره (1) .
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الله تعالى في المنام تؤول على سبعة أوجه حصول نعمة في الدنيا، وراحة في الآخرة، وأمن وراحة، ونور وهداية، وقوة للدين، والعفو والدخول إلى الجنة بكرمه، ويظهر العدل ويقهر الظلمة في تلك الديار، ويعز الرائي ويشرفه وينظر إليه نظرة الرحمة.
ومن رأى أنه ركب نمرا أو نازعه أو غلب النمر أو غلبه النمر أو أصابه من النمر مكروه أو نحو ذلك فإن تأويل ذلك كتأويل الأسد وكذلك من رأى أنه ركب دبا أو نازعه أو خالطه فتأويله كتأويل سائر السباع
ومن رأى أنه ملك طاووسا فإنه يستمكن من سلطان أعجمي أو يصيب مالا وحشما ومن رأى أنه ملك طاووسة أنثى فإنه يملك امرأة أعجمية حسناء ذات مال ومن رأى أنه يأكل لحم طاووسة فإن امرأته تموت ويرث مالها وقيل يصيب مالا من ولد تلك المرأة
وأما رؤيا كل من الفتيين فقد ذكرهما الله -تعالى- في قوله : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أعصر خمرا وقال الأخر إني أراني أحمل فوق رأسي
خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) . سورة يوسف الأيام 41 .
ثم أخبرهما بتأويل كل منهما فقال ( ياصاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الأخر فيصلب فتأكل الطبي من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )
سورة يوسف الأية 36 .
وقد وقع تأويل يوسف عليه السلام كما أخبر , فأحدهما صلب حتى أكلت الطير من رأسه , والأخر خرج من السجن وخدم الملك .
وقد روى ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه-قال :
(الفتيان اللذان أتيا يوسف -عليه الصلاة والسلام- في الرؤيا إنما كانا تكاذبا فلما أول رؤياهما قالا : إنا كنا نلعب
فقال يوسف : ( قصى الأمر الذي فيه تستفتيان ) .
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقة الذهبي في تلخيصه, قال ابن كثير : وكذا فسره مجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم ,
وحاصله أن من تحلم بباطل وفسره فإنه يلزم بتأويله .
عن ابن مسعود-رضي الله عنه-وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -رضى الله عنهم -: أن فرعون رأى في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس
حتى أشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل وأخربت بيوت مصر,فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عن رؤياه فقالوا له:
يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه-يعنون بيت المقدس-رجل يكون على وجهه هلاك مصر فأمر ببني إسرائيل أن لايولد لهم غلام إلا ذبحوه ولا يولد لهم جارية
إلا تركت .
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
لمن تولى الخلافة بعده ..
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو
فنزعت منها ماشاء الله ثم أخدها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت
غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بمطن).
وتأويل الحديث ظاهر من قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله -تعالى- وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم
أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم واخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها صلى الله عليه وسلم أتم القيام
ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم
من الباب الذي خرجوا منه ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وححصل في زمانه عدة انتصارات عليهم ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة
أن عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكانت ولاية عمر -رضي الله عنه- حسنة من حسنات أبي بكر -رضي الله عنه-
وكانت مدة ولاية أبي بكر -رضي الله عنه- سنتين وشهرين تقريبا فكانت مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه
أنه نزل بالدلو ذنوبا أو ذنوبين ثم قام عمر -رضي الله عنه- بعده بامور المسلمين أكثر من عشر سنين ففتح الله له الفتوح الكثيرة
بالشام والعراق وخراسان ومصر وغيرها من الأمصار وأذل الله به امم الكفر ودون الدواوين وقام بتدبير أمور المسلمين أتم القيام وكان
مضرب المثل في العدل والحزم وحسن السيرة فكانت أعماله في ولايته مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه من قوة
نزعه للماء وإرواء الناس حتى ضربوا بعطن .
وقوله: (وفي نزعه ضعف) قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته .
وقال النووي في (شرح مسلم): ومعنى ضرب الناس بعطن أي أرووا إبلهم ثم اووها إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد
السقي لتستريح .
قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في خلافتهما وحسن سيطرتهما وظهور اثارهما
وانتفقاع الناس بهما وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته واثار صحبته .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر فقام به أكمل قيام وقرر قواعد الإسلام ومهد أموره وأوضح أصوله وفروعه ودخل الناس
في دين الله أفواجا وأنزل الله -تعالى-: (اليوم أكملت لكم دينكم). (سورة المائدة الأية 3) .
ثم توفى صلى الله عليه وسلم فخلفه أبو بكر -رضي الله عنه- سنتين وأشهرا .
وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (ذنوبا أو ذنوبين) وحصل في خلافته قتال أهل الردة وقطع دابرهم واتساع الإسلام ثم توفى
فخلفه عمر -رضي الله عنه- فاتسع الإسلام في زمنه وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها
من الماء الذي به حياتهم وصلاحهم وشبه أميرهم بالمستقي لهم وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم وأما قوله صلى الله عليه وسلم
في أبي بكر -رضي الله عنه-: (وفي نزعه ضعيف) فليس في حط من فضيلة أبي بكر ولا إثبات فضيلة لعمر عليه وإنما هو إخبار
عن مدة ولايتهما وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها ولاتساع الإسلام وبلاده والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات ومصر
الأمصار ودون الدواوين .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (والله يغفر له) فليس فيه تنقيص له ولا إشارة إلى ذنب وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم
ونعمت الدعامة وقد سبق في الحديث في صحيح مسلم أنها كلمة كان المسلمون يقولونها افعل كذا والله يغفر لك.
قال العلماء: وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر وصحة ولايتهما وبيان صفتها وانتفاع المسلمين بها وقوله صلى الله عليه وسلم :
(فلم أر عبقريا من الناس بفري فريه) أما يفري فبفتح الياء وإسكان الغاء وكسر الراء وأما فريه فروي بوجهين:
أحدهما فرية بإسكان الراء وتخفيف الياء .
والثاني: كسر الراء وتشديد الياء وهما لغتان صحيحتان .
وأنكر الخليل التشديد وقال: هو غلط واتفقوا على أن معناه لم أر سيدا يعمل عمله ويقطع قطعه وأصل الفري بالإسكان القطع .
وقوله صلى الله عليه وسلم (حتى ضرب الناس بعطن) قال القاضي: ظاهرة أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة وقيل يعود إلى
خلافة إبي بكر وعمر جميعا لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر وضرب الناس بعطن لأن أبا بكر قمع
أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفهم وابتدا الفتوح ومهد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
أنتهي كلام النووس ملخصا .
رؤيا جويرية بنت الحارث
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
59 - عن حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي - صلي الله علية وسلم - بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتي وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحداً من الناس حتي قدم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتي كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرب إلا بجارية من بنات عمي تخبرتي الخبر فحمدت الله - عز وجل - (2).
61 - عن عمرو بن حبيب بن قليع قال : كنت جالساً عند سعيد بن المسيب يوماً وقد ضاقت عليَ الأشياء ورهقتي دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال : يا أبا محمد إني رأيت رؤيا، قال: ما هي؟ قال: رأيت كاني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلي الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أرعة اوتاد، قال: ما أنت رأيتها،قال:بلى أنا رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك ابن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسره وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء دين وأصبت منه خيراً. وتحقق ما رآه فقد أرسل عبدالملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي وقتل بن الزبير وصلبه ثم تولي الحكم بعد الحكم عبدالملك بن مروان أربعة من أبنائه.
أما الرمح: فهو مع السلاح سلطان ينفذ فيه أمره. والرمح على الانفراد ولد أو أخ. والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة، ولذلك قيل للعباب طعان وهماز، وقيل أنّ الرمح شهادة حق. وقيل هو سفر. وقيل هو امرِأة. ومن رأى في يده رمحاً وهو يولد له غلام، فإن كان فيه سنان فإنّه ولد يكون قيماً على الناس. ومن رأى بيده رمحاً وهو راكب، فهو سلطان في عز ورفعة. وانكساره في يد الراكب وهن في سلطانه. وانكسار الرمح المنسوب إلى الولد أو الأخ غلة في الولد والأخ. فإن كان الكسر مما يرجى إصلاحه، فهو يبرأ. وإن كان الكسر مما لا يجبر، فهو موت أحد هؤلاء. وكسر الرمح للوالي عزله. وضياع السنان موت الولد أو الأخ. والمرزاق يدل على ما يدل عليه الرمح.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ بيدي رمحاً وأنا ماشٍ بين يدي الأمير. فقال: إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير شهادة حق.
وحكي أنّ أبا مخلد رأى في المنام كأنّه أعطي رمحاً ردينياً، فولد غلاماً فسماه رد يني.
ورأى رجل كأنّ حربة وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة، فلدغته حية في تلك الرجل.
والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون.
ومن رأى يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطنة ويعلو قدره ويبلغ مراده، وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل امرأة وعاقبته إلى خير وربما دلت رؤيته على بشرى.
من رأى أنه خرج مع القوم إلى موسم من المواسم فإنه خروج من هم وغم وإن كانوا في حرب وكرب كشف الله عنهم ذلك، وقيل خلاص من أسر أو سجن أو قيل فرح وسرور، وربما دل على راحة وأمن الخاطر وقيل رؤيا الموسم تعبر على ستة أوجه عرس وطهور ووليمة وغزو وأمر مشهور وسفر.
ومن رأى أنه تقيا وكان ذلك سهلا عليه فإنه يدل على التوبة أو رد الحق إلى أهله وإن عسر عليه ذلك فيكون عقوبة وإن رأى ذلك المريض فهو موته وإن رأت ذلك امرأة حبلى فإنها تسقط ومن رأى أنه أكل قيأه فإنه يرجع في هبته وقيل بخل وتقتير ومن رأى أنه تقيأ جميع ما في بطنه فإنه يدل على هلاكه
وأما الرداء فهو دين الرجل الذي هو مرتديه في عنقه فمن رأى أن عليه رداء حسنا صفيقا فهو صلاح في دينه وإن رأى أنه رقيق فهو رقة دينه وإن رآه وسخا دنسا فإنه ذنوب وفساد دين صاحبه ومن رأى أنه انتزع رداءه فهو ذهاب دينه أو خروج من سلطان
وأما اللحفة فهي تؤول بالمرأة فمن رأى ملحفة ذهبت عنه أو انتزعت منه فإن امرأته خارجة عنه بموت أو حياة وأما الطيلسان فهو بهاء الرجل وجاهه ومروءته بقدر الطيلسان في جدته وصفاقته وقوته وسعته ومن رأى أنه يلبس طيلسانا ولم يكن ممن يلبسه في اليقظة فإنه يصيب اسما صالحا في الناس ويجتمع له أمره وشمله وينال خيرا وأما القلنسوة فموضعها الرأس والرأس رئيس الرجل فمن رأى أنه حدث في قلنسوته حادث من حرق أو سقوط أو نحو ذلك فإن تأويله في حاله مع رئيسه ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته فإنه يأخذ ماله وإن كان عاملا عزله
وأما رؤية الحيتان ودواب الماء فمن رأى أنه اصطاد سمكا أو نحوه طريا فإنه يصيب مالا وغنيمة وخيرا على قدرها في الكثرة والكبر وإن كانت حيتانا صغارا فإنها هموم وأحزان تصيبه في طلب رزقه وإن كانت كبارا وصغارا فإنها بمنزلة الكبار ومن رأى أنه اصطاد حوتا طريا من ماء صاف فأكل منه فإنه يصيب قرة عين وإن كان الماء كدرا أصابه هم وحزن وإن اصطاد صغارا مما يكره الناس فإنه يقع بينه وبين أصهاره خصومة شديدة وصيد سمك كبار من نهر عميق خير ما يكون لصاحبه ومن رأى أنه أصاب سمكة أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين ومن رأى أنه أصاب حوتا مالحا فإنه يصيبه هم من قبل الملوك ولا خير في الحوت المالح ومن رأى أنه طلب حوتا في حوض أو بركة فانفلت منه فليبادر غريمه فإنه يريد أنه يجحد ماله ومن رأى حوتا كبيرا فاغرا فاه فإنه سجن له ومن رأى أنه أصاب في بطن سمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين أو أكثر فإنه يصيب من امرأة يتخذها غلاما أو غلامين أو أكثر على قدر اللآلئ وإن أصاب في بطنها خاتما فإنه دولة وعز لصاحب الرؤيا ومن رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية
وأما الضفدع الواحد فهو إنسان عابد مجتهد والجماعة جند من جنود الله تعالى فمن رأى أنه أصاب ضفدعا فإنه يخالط رجلا خيرا فاضلا وإن رأى جماعة من الضفادع نزلت أرضا أو بلدة فإن عذاب الله ينزل في ذلك الموضع
وأما النمل فمن رأى في داره نملا كثيرا فإنه يكثر عدد أهل تلك الدار ونسلهم فإن كان في رؤياه ما يدل على مال فإنه يصيب أموالا كثيرة ومن رأى أن نملا يخرج من أرضه أو من داره فإن عدد ذلك بالموضع يقع فيهم موت أو جلاء عام
عن ابي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت
منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش على مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي,فقالت: مابال سيدنا قد
أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى,وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل
لأني كنت كبير قومي,فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت
نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا,ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت
رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع
أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال:
النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها,فانتبهت مذعورا فزعا,فرأيت وجه الكاهنتة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك
المشرق والمغرب ويدين له الناس,ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود قال: فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم,قد خرج ويقول
(كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين,فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كان إسلام خالد ابن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم,وكان بدء إسلامه أنه رأي
في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم,ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم اخذا بحقويه لئلا يقع ففزع من نومه فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق,فلقى أبا بكر بن قحافة فذكر ذلك
له فقال أبوبكر: أريد بك خير,هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الأسلام الذي يحجزك
من أن تقع فيها وأبوك واقع فيها .
فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده .
قال خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقى من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجوده فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنبه
وبكته وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال: اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب الهتهم وعيب
من مضى من ابائهم فقال خالد: قد صدث والله واتبعته فغضب أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه ثم قال: اذهب يالكع حيث شئت
فوالله لأمنعنك القوت فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به .
فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يلزمه ويكون معه .
فائدة ::::
وممن أسلم عن طريق المنام الأستاذ والمفكر الإسلامي محمد أسد العالم النمساوي فقد هداه الله بعد رؤيا راها وانظر ذلك في كتابه
(الطريق إلى مكة)
وكذاك أسلمت امرأة نصرانية بعد أن سمعت هاتفا يهتف بها أن تدخل في دين الأسلام فأسلمت .
وكذلك أسلم رجل أظنه هولندي عن طريق منام .. والله المستعان
وانظر قصص هؤلاء في كتابنا ضمن هذه السلسلة الواقعية ( التائبون إلى الله)
وهو كتاب يحوي قصصا من زمن ادم إلى الوقت المعاصر .
** مراني رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤياه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في معركة أحد
عن أبي موسى -رضى الله عنه-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
فذهب وهلى إلى أنها اليهامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب
من المؤمنين يوم أحد .
ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر
من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي اتانا الله بعد يوم بدر .
وعن أبن عباس -رضي الله عنمها-قال: تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأي فيه الرؤيا
يوم أحد فقال: رأيت في سيفي ذا الفقار فلا فأوله فلا يكون فيكم ورأيت أني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أني في درع
حصينة فأولتها المدينة ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير.
فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل عمه حمزة بن عبد المطلب والبقر التي تذبح هو ما حصل في المسلمين من القتل
يوم أحد .
عن أبن عباس -رضي الله عنهما- قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشتعث أغبر معه قارورة فيها دم
يلتقطه أو يتتبع فيها شيئا قال: قلت: يارسول الله ماهذا؟ قال: (دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم) .
قال عمار أحد رواة الحديث: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم .
س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟
نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي "(1) .
وفي رواية عنه: "من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.
وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : "من راني فقد رأي الحق " , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2).
والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . ".
فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : "فقد رأي الحق " أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3).
وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك.
وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : " فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها .
قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما
استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5)" واما معنى :" لكأنما راني في اليقظة " ففيه اقوال :
احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ .
والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم يره .
والثالث : يراه في الأخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك
____________________________
( 1 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 24 ).
( 2 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 26 ).
( 3 ) انظر: ابن حجر - المرجع السابق
( 4 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389) والنووي مرجع سابق -(15/25).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389).
وقال أيضاً رؤيا السجود على خمسة أوجه حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم " الآية وقيل ان الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل.
ومن رأى أنه يدخل رياضا وكان وسطها أو أصاب منها فإنه ينال من الدين والبر بقدر ذلك وقد تكون الروضة المصحف أو كتب العلم وسبل الخير فمن رأى أنه خرج من روضة سيخة أو نحوها فإنه يخرج من الهدى إلى الضلالة ومن رأى أنه يأكل من رياض فإنه ينال علما وصلاحا
وأما رؤية الحرير والصوف ونحوهما فالحرير مال حرام والصوف والقطن والكتان والشعر والوبر مال حلال فمن رأى أنه أصاب وقرا أو قارا من أحد هذه الأصناف فإنه يصيبه خير كثير ورزق واسع
ومن رأى أن عليه طوقا من ذهب أو فضة أو غيرهما فقد أمعن في فساد دينه ومن رأى أن عليه منطقة غير محلاة فإنه يصيب ولدا أو أخا أو رجلا يستظهر به من الناس فإن كانت محلاة فإنه يصيب مالا يشتهر به أو ولدا يسود أهل بيته ومن رأى أكثر من منطقة فهو أجود
ومن رأى أنه عقد له لواء فإن كان أهلا له فقد رأى خيرا وإن لم يكن أهلا فإنه له شهرة ومن رأى بيده لواء فهو فلاح يعقده وقيل من رأى بيده رمحا فيه لواء مات سريعا أو مات له ولد وإن رأى اللواء في دار مات فيها رجل
وأما رؤية الحديد والصفر والرصاص فمن رأى أنه أصاب شيئا من ذلك فإنه يصيب خيرا من متاع الدنيا وقوة على ما يريد من أمره ومن رأى أن الحديد لان له فإنه يصيب ملكا ورزقا واسعا ومن رأى أنه يسبك حديدا أو نحاسا فإنه يعمل عملا يذكر به ومن رأى أنه يذيب حديدا أو رصاصا أو صفرا أو ذهبا أو فضة فإنه يقع في ألسنة الناس ويغتابونه وما صنع من الحديد فهو منفعة للناس وقوة
ومن رأى أنه ملك عقابا مطواعا فإنه يصيب سلطانا أو يسافر سفرا بعيدا ومن رأى أن عقابا ضربه بمخالبه أو بغيرها فإنه يناله مكروه في سلطانه بقدر ذلك ومن رأى أن عقابا انقض عليه من السماء فإنه يموت سريعا ومن رأى أنه ملك حدأة وهو يطيعه ويصيد له فإنه يصيب سلطانا ورفعة ومالا كثيرا وإن رأى أن الحدأة ذهب منه بعدما ملكه فإن ابنه يموت ولا يبلغ مبلغ الرجال
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
ومن الرؤيا التي تحققت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة البحر الذين غزوا قبرص في زمان عثمان -رضي الله عنه-
والذين غزوا الروم في زمان معاوية -رضي الله عنه- .
فعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب
إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكان أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يارسول الله؟
قال: (ناس من أمتي عرضوا على غزاه في سبيل الله يركبون ثيج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو قال: مثل الملوك على الأسرة)
يشك إسحاق فقلت: يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم أستيقظ وهو يضحك فقلت : ما يضحكك
يارسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة) كما قال في الأولى
قالت: فقلت: يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: (أنت من الأولين) قال: فركبت البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها
حين خرجت من البحر فهلكت .
الفائدة ::::
وأم حرام بنت ملحان هي أخت أم سليم وهي خالة أنس بن مالك .
ترجم البخاري لهذا الحديث بقوله: (باب رؤيا النهار) قال: وقال ابن عون عن ابن سيرين: رؤيا النهار مثل رؤيا الليل وذكر
الحافظ بن حجر عن علي بن أبي طالب القيرواني أنه قال: لافرق في حكم العبارة بين رؤيا الليل والنهار وكذا رؤيا النساء والرجال.
وعن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أستيقظ وهو يضحك فقلت:
تضحك مني يارسول الله؟ قال: (لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة) قالت :
ثم نام ثم استيقظ أيضا يضحك فقلت: تضحك يارسول الله مني؟ قال:(لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون
قليلة غنائمهم مغفور لهم)
قلت: ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها قال: فأخبرني عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم
وهي معنا فماتت بأرض الروم .
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق
ومن رأى أنه يأكل ثريدا فإنه يصيب حالا صالحة ومن رأى أنه يأكل في صحفة واستوعب ما فيها فقد نفد عمره وإن بقي منه شيء بقي من عمره بقدر ذلك ومن رأى أنه يلعق قصعة أو أصابعه فإنه دنف وأجله حضر ومن رأى أنه يمضغ طعاما أو علكا فإنه يكثر كلامه في أمر ومن رأى أنه يأكل على مائدة فإنه ينال خيرا ورزقا وربما كانت المائدة ميدانا للحرب واللقاء والمواكلة عليها مطاعنة بالأيدي وقيل من رأى أنه على مائدة تزوج فإن لم يأكل عليها كانت بكرا ومن رأى أنه يستبدل طعاما بين يديه بطعام غيره من نبات الأرض فإنه يفتقر وينتقل إلى الذل والمسكنة
ومن رأى أنه ذبح بقرة وحشية وأكل من لحمها فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء ومن رأى أنه ذبح ظبية فإنه يفتض جارية ومن رأى أنه ملك ظبيا أو ظبية فإنه يصيب غلاما أو جارية ومن رأى أنه رمى ظبيا أو ظبية للصيد وأصابه فإنه يصيب غنيمة وإن لم يصبه فإنه ما يرجوه من ذلك ومن رأى أنه قتل ظبيا أو مات بيده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء ومن رأى أنه أصاب أرنبا فإنه يصيب امرأة سوء