ومن رأى أنه يقسم ماله فإن كان مع ذلك ما يستدل به على الخير فإنه يزوج ولده أو من أهله ويقسم بينهم ماله في بر وصلاح وإن دل على غير ذلك فإنه يتفرق أمره وحاله بحياة أو موت ومن رأى أنه من أهل المال والسعة فإنه يتغير أمره أو سقوطه عن ماله أو موت يعاجله وإن رأى أنه من أهل الفقر وضيق المعيشة فإنه صلاح في دينه وثبات لحاله أو لعقبه بعده
وقال أما رؤيا الدار المعروفة البناء إذا كانت متصلة بالدور فاصابة دنيا بقدر حسنها، فإن كانت من لبن وطين فهي حلال، وإن كانت آجرا وجصا فهي حرام، وربما أنه يعمل سوءا فليتق الله تعالى، وإن كانت الدار مجصصة وبها مريض دل على موته، وإن كانت من لبن وطين أصابه هم.
ومن رأى أنه ملك عقابا مطواعا فإنه يصيب سلطانا أو يسافر سفرا بعيدا ومن رأى أن عقابا ضربه بمخالبه أو بغيرها فإنه يناله مكروه في سلطانه بقدر ذلك ومن رأى أن عقابا انقض عليه من السماء فإنه يموت سريعا ومن رأى أنه ملك حدأة وهو يطيعه ويصيد له فإنه يصيب سلطانا ورفعة ومالا كثيرا وإن رأى أن الحدأة ذهب منه بعدما ملكه فإن ابنه يموت ولا يبلغ مبلغ الرجال
وأما الوسائد ونحوها فخدم فمن رأى فيها جمالا وحسن هيئة فهو صلاح لخدمه وعبيده وإن رأى فيها مكروها فإنه فيهم وقيل من رأى أنه جالس على وسادة أفاد جارية ومن رأى أنه يحمل وسادة فإنه يعبث بذكره
** مراني رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤياه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في معركة أحد
عن أبي موسى -رضى الله عنه-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
فذهب وهلى إلى أنها اليهامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب
من المؤمنين يوم أحد .
ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر
من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي اتانا الله بعد يوم بدر .
وعن أبن عباس -رضي الله عنمها-قال: تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأي فيه الرؤيا
يوم أحد فقال: رأيت في سيفي ذا الفقار فلا فأوله فلا يكون فيكم ورأيت أني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أني في درع
حصينة فأولتها المدينة ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير.
فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل عمه حمزة بن عبد المطلب والبقر التي تذبح هو ما حصل في المسلمين من القتل
يوم أحد .
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
لمن تولى الخلافة بعده ..
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو
فنزعت منها ماشاء الله ثم أخدها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت
غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بمطن).
وتأويل الحديث ظاهر من قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله -تعالى- وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم
أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم واخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها صلى الله عليه وسلم أتم القيام
ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم
من الباب الذي خرجوا منه ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وححصل في زمانه عدة انتصارات عليهم ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة
أن عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكانت ولاية عمر -رضي الله عنه- حسنة من حسنات أبي بكر -رضي الله عنه-
وكانت مدة ولاية أبي بكر -رضي الله عنه- سنتين وشهرين تقريبا فكانت مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه
أنه نزل بالدلو ذنوبا أو ذنوبين ثم قام عمر -رضي الله عنه- بعده بامور المسلمين أكثر من عشر سنين ففتح الله له الفتوح الكثيرة
بالشام والعراق وخراسان ومصر وغيرها من الأمصار وأذل الله به امم الكفر ودون الدواوين وقام بتدبير أمور المسلمين أتم القيام وكان
مضرب المثل في العدل والحزم وحسن السيرة فكانت أعماله في ولايته مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه من قوة
نزعه للماء وإرواء الناس حتى ضربوا بعطن .
وقوله: (وفي نزعه ضعف) قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته .
وقال النووي في (شرح مسلم): ومعنى ضرب الناس بعطن أي أرووا إبلهم ثم اووها إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد
السقي لتستريح .
قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في خلافتهما وحسن سيطرتهما وظهور اثارهما
وانتفقاع الناس بهما وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته واثار صحبته .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر فقام به أكمل قيام وقرر قواعد الإسلام ومهد أموره وأوضح أصوله وفروعه ودخل الناس
في دين الله أفواجا وأنزل الله -تعالى-: (اليوم أكملت لكم دينكم). (سورة المائدة الأية 3) .
ثم توفى صلى الله عليه وسلم فخلفه أبو بكر -رضي الله عنه- سنتين وأشهرا .
وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (ذنوبا أو ذنوبين) وحصل في خلافته قتال أهل الردة وقطع دابرهم واتساع الإسلام ثم توفى
فخلفه عمر -رضي الله عنه- فاتسع الإسلام في زمنه وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها
من الماء الذي به حياتهم وصلاحهم وشبه أميرهم بالمستقي لهم وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم وأما قوله صلى الله عليه وسلم
في أبي بكر -رضي الله عنه-: (وفي نزعه ضعيف) فليس في حط من فضيلة أبي بكر ولا إثبات فضيلة لعمر عليه وإنما هو إخبار
عن مدة ولايتهما وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها ولاتساع الإسلام وبلاده والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات ومصر
الأمصار ودون الدواوين .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (والله يغفر له) فليس فيه تنقيص له ولا إشارة إلى ذنب وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم
ونعمت الدعامة وقد سبق في الحديث في صحيح مسلم أنها كلمة كان المسلمون يقولونها افعل كذا والله يغفر لك.
قال العلماء: وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر وصحة ولايتهما وبيان صفتها وانتفاع المسلمين بها وقوله صلى الله عليه وسلم :
(فلم أر عبقريا من الناس بفري فريه) أما يفري فبفتح الياء وإسكان الغاء وكسر الراء وأما فريه فروي بوجهين:
أحدهما فرية بإسكان الراء وتخفيف الياء .
والثاني: كسر الراء وتشديد الياء وهما لغتان صحيحتان .
وأنكر الخليل التشديد وقال: هو غلط واتفقوا على أن معناه لم أر سيدا يعمل عمله ويقطع قطعه وأصل الفري بالإسكان القطع .
وقوله صلى الله عليه وسلم (حتى ضرب الناس بعطن) قال القاضي: ظاهرة أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة وقيل يعود إلى
خلافة إبي بكر وعمر جميعا لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر وضرب الناس بعطن لأن أبا بكر قمع
أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفهم وابتدا الفتوح ومهد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
أنتهي كلام النووس ملخصا .
عن ابن شهاب قال: رأي النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال: (يا أبا بكر رأيت كأني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف)
قال خير يارسول الله يبقيك الله حتى ترى ما يسرك ويقر عينك قال: فأعاد عليه مثل ذلك ثلاث مرات وأعاد عليه مثل ذلك قال: فقال له في الثالثة:
(يا أبا بكر رأيت كأني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف)
قال: يارسول الله يقبضك الله إلى رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفا .
ومن رأى له أرجلاً كثيرة، فقيل أنّه للغني مرض لأنّه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه، وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم. ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة، فلا يمشون منفردين.
وأما الفتل فمن رأى أنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلوي ذلك على نفسه أو على قضيبه فإنه سفر وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح ومن رأى أنه مستمسك بالقرآن والإسلام قيل يسافر سفرا ومن رأى أنه متعلق بحبل من السماء فإنه يلي سلطانا في دين فإن رأى الحبل انقطع زال ذلك السلطان عنه ولم يزل الدين إذا بقي في يده من الحبل شيء ومن رأى حبلا في كتفه أو على عنقه أو ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وأما الغزل فمن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا ونحوهما مما يغزل الرجال مثله فإنه يسافر ويصيب خيرا وإن رأى أنه يغزل كتانا أو قطنا أو نحوهما مما يغزل النساء مثله فإنه يصيبه ذل وهوان ويعمل عملا حلالا غير مستحسن للرجال ومن رأى أنه ينقض غزلا فإنه ينقض الأيمان والعهود وإن رأت امرأة أنها أصابت مغازل ولدت جارية أو أصابت أختا
وأما الإبل فمن رأى أنه يركب جملا مجهولا فإنه يسافر قريبا وقيل من رأى أنه يركب بعيرا فإنه يصيب سلطانا وإن كان مريضا مات وإن رأته امرأة لا زوج لها تزوجت وإن كان زوجها مسافرا قدم عليها ومن رأى أنه نزل عن بعير فإنه يصيبه مرض ومن رأى أنه يقاتل بعيرا فإنه ينازع عدوا بقدر ذلك وقيل مات بعض قرابته وإن رأى أنه يقهر بعيرا فإنه يقهر عدوا له ومن رأى على باب داره بعيرا مناخا فإن كان فيها مريض فهو نعشه ومن رأى أنه يدخل جملا من موضع ضيق ولم يقدر على إدخاله منه فإنه على بدعة ومن رأى ناقة تدر لبنا في الجامع أو سماط أو روضة فإنها سنة مخصبة ومن رأى أن قوما عقروا ناقة فإنه ينزل عليهم بلاء من السماء بفجورهم وقد تكون الناقة في التأويل امرأة فمن رأى أنه أصاب ناقة أو ركبها فإنه يتزوج امرأة نجيبة وإن رأى أنه يحلبها أصاب مالا من امرأة ومن رأى أنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض ومن رأى أن له إبلا كثيرة يملكها فإنه يلي ولاية على الناس وإن رأى أنه يحلبها أصاب مالا من السلطان فإن كان ما يحلب دما فهو مال حرام أو عسلا فهو حلال ومن رأى إبلا دخلت قرية أو أرضا والإبل مجهولة فإنه يدخل ذلك الموضع عدو أو سيل أو أمراض ومن رأى إبلا أو غيرها وطئته أصابه شدة وخوف وذلة وإن رأى أنه أصاب من جلود الإبل فإنه يصيب أموالا
وأما البقر فمن رأى أنه يركب ثورا أو ملكه وعليه أداته فإنه يصيب عملا من سلطان ومالا كثيرا وأفضل الثيران للركوب ما كان أسود فإن كان أصفر أو أحمر وليس عليه أداة المركوب فإنه مرض لراكبه ولا خير فيه ومن رأى أن له ثورا نطحه وأزاله عن موضعه فإنه يعزل عن عمله وإن لم يزله عن موضعه فإنه يناله مكروه ولا يعزل ومن رأى أن جماعة من الثيران أو البقر مجهولة لا أرباب لها أقبلت أو أدبرت أو دخلت موضعها أو خرجت منه فإن كانت ألوانها صفرا فإن ذلك أمراضا تقع في ذلك الموضع ذلك الموضع وإن كانت ألوانها مختلفة فإنه سنون مخصبة بقدر السمان منها والمهازيل فإن البقرات السمان سنون مخاصيب والمهازيل سنون مجاديب ومن رأى أنه يملك بقرة برسنها فإنه يتزوج امرأة ذات خلق ودين ومن رأى أنه راكب بقرة فإن امرأته تموت ويرثها وقيل إنه يتزوج أو يتسرى أو يلحقه من الغنى أو الفقر بقدر سمنها أو عجفها ومن رأى أنه يأكل لحم البقر أو يشرب من لبنها فإنه يصيب زيادة في سلطانه وماله وفطرة في الدين وإن كان مريضا شفاه الله ومن رأى أنه يأكل شحم بقرة يصيب خصبا ونعمة حسناء ومن رأى أنه يأكل سمن البقر فإنه زيادة في ماله وهو أفضل من سمن الغنم
** رؤيا أم الفضل.
فعن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل -رضي الله عنها- قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رأيت في منامي
في بيتي أو حجرتي عضوا من أعضائك قال: (تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه) فولدت فاطمة حسنا فدفعته إليها فأرضعته
بلبن قثم .
وفي رواية: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجزعت من ذلك فأتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: (خيرا تلد فاطمة) الحديث .
رؤيا الأنبياء وحيٌ بخلاف غيرهم. فالوحي لا يدخله خلل لأنه محروسٌ بخلاف الرؤيا من غير الأنبياء فإنه قد يحضرها الشيطان، وقد تكون من تصوير وفعل الشيطان نفسه كما ناقشنا هذا الأمر في حينه.
ولا شك أنَّ الإنسان إذا تَسلَّط عليه الشيطان لشدة العدواة بينهما فهو يكيده بكل وجه، ويريد إفساد أموره بكل طريق فَيلْبِسُ عليه رؤياه إما بتغليطه فيها، وإما بغفلته عنها . فهو إذاً يشارك الإنسان في يقظته فيأكل ويشرب مما لم يذكر اسم الله عليه، بل حتى في الجماع أمرنا أن نسمي لنطرده، ويشارك الإنسان في نومه فيفزعه ويتلاعب به.
ورؤيا الأنبياء
كلها صادقة، ثم هي قد تكون صالحة بالنسبة للدنيا وهي الأكثر وقد يكون منها غيرُ صالح بالنسبة للدنيا كما وقع في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين رأى بقراً تنحر فأوّلها بقتل أصحابه
وغير الأنبياء
يقع في رؤاهم الصادقة التي تقع ولا تحتاج إلى تعبير
ويقع في رؤاهم الصالحة وهي التي تعبر وتكون فيما يسر خاصة
ما رأيك فيمن رأي رؤية , ثم استيقظ , ثم عاد لنومة ورأي تكملتها ؟
أري أن الرؤية الأولي صدق وحق , بشرط ألا يسبقها تفكير بها , وأما الأخري التي صارت تكملة لها , فهي من أضغاث الأحلام .
55 - عن صالح بن كيسان أن خالد بن سعيد قال : رأيت في المنام قبل مبعث النبي - صلي الله علية وسلم - ظلمة غشيت مكة حتي ما أري جبلاً ولا سهلاً ، ثم رأيت نوراً يخرج من زمزم مثل ضوء المصباح كلما أرتفع عظم وسطع حتي ارتفع فأضاء لي أول ما أضاء البيت ثم عظم الضوء حتي ما بقي من سهل ولا جبل إلا وأنا أراه ثم سطع الضوء: سبحانه سبحانه تمت الكلمة وهلك ابن مارد بهضبة الحصى بين أذرح والأكمة ، سعدت هذه الأمة ، جاء النبي الأميين وبلغ الكتاب أجله ، كذبته هذه القرية ، تعب مرتين ، جاء نبي الأميين وبلغ الكتاب أجله ، كذبته هذه القرية ، تعذب مرتين ، تتوب في الثالثة ، ثلاث بقيت ، ثنتان بالمشرق وواحدة بالمغرب ؛ فقصها خالد بن سعيد علي أخيه عمرو بن سعي فقال : لقد رأيت عجباً واني لأري هذا أمراً يون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج من زمزم (طبقات ابن سعد)، وصدقت رؤيا خالد بن سعيد وبعث محمد بن عبد الله - صلي الله علية وسلم - .
رؤيا جويرية بنت الحارث
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
59 - عن حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي - صلي الله علية وسلم - بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتي وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحداً من الناس حتي قدم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتي كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرب إلا بجارية من بنات عمي تخبرتي الخبر فحمدت الله - عز وجل - (2).
ومن رأى داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدر من جهة العيال، وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله وربما ينال خير أو حكماً وملكاً، وربما يبتلى بسبب امرأة، وربما كان عنده شيء مدخر فأثر فيه السوس فليفقده.
وأما الفرنج فانهم يؤولون بالفرج والنصرة أيضا لمن رآهم ومن رأى أنه صار افرنجيا فإنه وأما الأرمن فتعبيرهم في جميع أحوالهم كما تقدم في النصارى ولكن فيهم زيادة لمن رأى أنه صار أرمنيا بسوء الخلق.
وأما الزئبق فقيل من رأى أنه دخل في مكان الزئبق وأخرج منه شيئا فإنه يؤول بأن امرأته تمكر معه وأكله يؤول بالغم والهم والضرر والخسارة وبيعه يؤول بالأمن من مكر المرأة.
من رأى أنه في مكة أو في طريقها فإنه يرزق الحج إن شاء الله تعالى وإن كان مريضا فإنه يطول مرضه وربما مات منه ودخل الجنة إن شاء الله تعالى ومن رأى أنه في مكة وهو مشتغل بالزهد والصلاح والعبادة يحصل له خير ومنفعة في دينه ودنياه وإن رأى أنه مشتغل بالشر والفساد فضد ذلك ومن رأى أنه نزل بمكة دل على إقبال الدنيا وكذا الناس أو على أن يحج في سرور كامل وسلامة ومن رأى أنه في حرم مكة فإنه أمن من آفات الدنيا ومن رأى أنه دخل البيت فإنه يأمن مما يخاف وإن كان عزبا تزوج أو كافرا أسلم أو عاقا لوالديه أبرهما أو يرجى له الزهد والعبادة وقيل يدل على أنه ملازم للصلاة وقيل يعمر مسجدا
ومن رأى كنيسة أو ديرا أو ما أشبه ذلك فتعبيره رجل كذاب يضر الناس بأفعاله ومن رأى أنه يقيم في شيء من ذلك فإن كان من أهل الصلاح فهو خير له وإن كان من أهل الفساد فلا خير فيه وقيل من رأى أنه فعل في كنيسة ما يوافق أهلها فإنه ارتكاب جرائم
ومن رأى أحدا من الفراعنة والجبابرة وهو حي أو ميت دخل مدينة أو أرضا وأقام بها فإنه يدل على ظهور سيرة الفراعنة في ذلك المكان ومن رأى أن أحدا منهم أعطاه شيئا أو أمر له بخلقة فإنه يدل على حصول مال حرام من ملك ظالم بقدر ما رأى ومن رأى أحدا من الفراعنة صار مسلما أو عادلا فتعبيره بخلاف ما تقدم
وأما التجرد فمن رأى أنه عريان فقد تجرد لأمر أمعن فيه ومن رأى أنه عريان في سوق أو في ملأ من الناس ورأى عورته بارزة وهو مستح من ظهورها للناس وكان عليه بعض ثيابه فإنه ينكشف ويظهر أمره للناس وربما دل على انتهاك ستره وإن تجرد في مسجد فإنه يتجرد عن ذنوب لبر يفعله فيه وإن رأى أنه عريان ولم ير عورته بارزة فإن كان مريضا برئ من مرضه أو مهموما ذهب همه أو مديونا قضي دينه وربما دل ذلك على التوبة والعري من الذنوب أو يتعرى من الدنيا ويتغطى بالآخرة وقيل يصاب في ماله أو يقال عنه ما يكره وقيل التجرد للرجل الصالح خير وخروج من الهم وللعاصي هم وغم وهتك ستر ومن رأى أنه يجري وهو عريان فإنه يتهم بتهمة يكون منها بريا وإن رأى ذو سلطان أنه سلب ثيابه حتى تجرد فلا يلبث أن يعزل وإن رأت امرأة أنها عريانة أو مكشوفة الرأس في محفل من الناس فإنها مصيبة تدخل عليها في زوجها ومن يعز عليها أو نفسها ومالها
عن وهب بن منبه أن بختنصر بعد أن خرب بيت المقدس واستدل بني إسرائيل بسبع سنين رأي في المنام رؤيا عظيمة هالته فجمع
الكهنة والحزار وسألهم عن رؤياه تلك,فقالوا : ليقصها الملك حتى نخبره بتأويلها,فقال : إني نسيتها وإن لم تخبروني بها إلى
ثلاثة أيام قتلتكم عن أخركم فذهبوا خائفين وجلين من وعيده فسمع بذلك دانيال-عليه السلام-وهو في سجنه فقال للسجان: اذهب إليه,
فقل له : إن هنا رجلا عنده علم رؤياك وتأويلها فذهب إليه فأعلمه فطلبه فلما دخل عليه لم يسجد له فقال له: ما منعك من السجود
لي؟ فقال: إن الله اتاني علما وعلمني وأمرني أن لا أسجد لغيره,فقال له بختنصر: إني أحب الذين يوفون لأربابهم بالعهود فأخبرني
عن رؤياي,فقال له دانيال:رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء,أعلاه من ذهب ووسطه من فضة وأسفله من نحاس
وساقاه من حديد ورجلاه من فخار فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك حسنه وإحكام صنعته قذفه الله بحجر من السماء فوقع على قمة رأسه
حتى طحنه واختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده حتى تخيل إليك أنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا
على ذلك ونظرت إلى الحجر الذي قذف به يربو ويعظم وينتشر حتى ملأ الأرض كلها فصرت لاترى إلا الحجر والسماء,فقال بختنصر:
صدقت هذه الرؤيا التي رأيتها فما تأويلها؟ فقال دانيال: أما الصنم فأمم مختلفة في أول الزمان وفي وسطه وفي وسطه وفي أخره,
وأما الحجر الذي قذف به اصنم فدين يقذف الله به هذه الأمم في أخر الزمان فيظهره عليها فيبعث الله نبيا أميا من العرب فيدوخ به
الأمم والأديان كما رأيت الحجر دوخ اصناف الصنم ويظهر على الأديان والأمم كما رأيت الحجر ظهر على الأرض كلها فيمحص الله
به الحق ويزهق به الباطل ويهدي به أهل الضلالة ويعلم به الأميين ويقوي به الضعفة ويعز به الأذلة وينصر به المستضعفين .
وفي رواية أخرى : عن وهب بن منبه,وفيه أن بختنصر رأي رؤيا فبينما هو قد أعجبه ما رأي إذ رأي شيئا أصابه فأنساه الذي
كان فدعا دانيال وحنانيا وعزاريا وميشايل من ذراري الأنبياء فقال : أخبروني عن رؤيا رأيتها ثم أصابني شئ فأنسانيها وقد كانت
أعجبتني,ما هي ؟ قالوا له : أخبرنا بها نخبرك بتأويلها,قال:ما أذكرها وإن لم تخبروني بتأويلها لأنزعن أكتافكم,فخرجوا من عنده
فدعوا الله واستغاثوا وتضرعوا إليه وسألوه أن يعلمهم إياها فأعلمهم الذي سألهم عنه فجاءوه فقالوا له: رأيت تمثالا؟ قال: صدقتم,
قالوا:قدماه وساقاه من فخار وركبتاه وفخذاه من نحاس وبطنه من فضة وصدره من ذهب ورأسه وعنقه من حديد؟ قال:صدقتم,
قالوا: فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك فأرسل الله عليه صخرة من السماء فدقته فهي التي أنستكها؟ قال: صدقتم,فما تأويلها؟
قالوا: تأويلها أنك رأيت ملك الملوك فكان بعضهم ألين ملكا من بعض,وبعضهم كان أحسن ملكا من بعض,وبعضهم كان أشد ملكا من بعض
فكان أول الملك الفخار وهو أضعفه وألينه,ثم كان فوقه النحاس وهو أفضل منه وأشد,ثم كان فوق النحاس الفضة وهي أفضل من ذلك
وأحسن,ثم كان فوق الفضة الذهب فهو أحسن من الفضة وأفضل,ثم كان الحديد ملكك فهو كان أشد الملوك وأعز مما كان قبله,
وكانت الصخرة التي رأيت أرسل الله عليه من السماء فدقته نبيا يبعته الله من السماء فيدق ذلك أجمع ويصير الأمر إليه.
وفي رواية أخرى : أن دانيال وأصحابه قالوا لبختنصر: رأيت كذا وكذا فقصوها عليه,فقال: صدقتم,قالوا: نحن نعبرها لك,أما
الصنم الذي رأيت رأسه من ذهب فإنه ملكك حسن مثل الذهب,وكان قد ملك الأرض كلها,وأما العنق من الشبه فهو ملك ابنك بعدك
يملك فيكون ملكه حسنا ولا يكون مثل الذهب,وأما صدره الذي من حديد فهو ملك أهل فارس يملكون بعد ابنك فيكون ملكهم شديدا مثل
الحديد,وأما بطنه الأخلاط فإنه يذهب ملك أهل فارس ويتنازع الناس الملك في كل قرية حتى يكون الملك يملك اليوم واليومين والشهر
والشهرين ثم يقتل فلا يكون للناس قوام على ذلك كما لم يكن للصنم قوام على رجلين من فخار,فبينما هم كذلك إذ بعث الله-تعالى-
نبيا من أرض العرب فأظهره على بقية أهل فارس وبقية ملك ابنك وملكك فدمره وأهلكه حتى لا يبقى منه شئ كما جائت الصخرة
فهدمت الصنم .
عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم,أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك,قال: نعم انا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيشى ورأت أمي
حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام .
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه-قال: قلت يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسي ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت
منه قصور الشام .
كما قال الهيثمي : إسناده حسن وله شواهد تقوية.
عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني رايت في المنام عنما سوداء يتبعها غنم يا أبا بكر اعبرها) .
فقال أبو بكر: يارسول الله هي العرب تتبعك ثم تتبعها العجم حتى تغمرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هكذا عبرها الملك بسحر) .
س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟
نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي "(1) .
وفي رواية عنه: "من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.
وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : "من راني فقد رأي الحق " , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2).
والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . ".
فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : "فقد رأي الحق " أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3).
وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك.
وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : " فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها .
قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما
استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5)" واما معنى :" لكأنما راني في اليقظة " ففيه اقوال :
احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ .
والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم يره .
والثالث : يراه في الأخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك
____________________________
( 1 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 24 ).
( 2 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 26 ).
( 3 ) انظر: ابن حجر - المرجع السابق
( 4 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389) والنووي مرجع سابق -(15/25).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389).
نادرة روى أن محمد بن عبد العزيز روى عن عبد الرحمن السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه آخى بين أبي بكر الصديق وسلمان الفارسي رضي الله عنهما فرأى سلمان رؤيا لأبي بكر الصديق فتباعد عنه وتركه بسبب تلك الرؤيا فقال له أبو بكر الصديق لم تركتني يا أخي فقال له رأيتك في المنام وقد غلت يدك في عنقك فقال ابو بكر الصديق الله أكبر غلت يدي وقصرت عن الشر فأخبر سلمان النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤياه وما قاله أبو بكر رضي الله عنه فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم واستحسنه منه.
وأما العرس فمن رأى عرسا وليس فيه شيء من الملاهي فإنه يدل على الخير والبركة والسرور خصوصا إن كان فيه ما يدل على الخير وإن رأى ضد ذلك فليس بمحمود ومن رأى أن العرس في دار بها مريض دل على موته وقال بعضهم أكره رؤية العرس في المنام خصوصا إذا كان فيه شيء من الملاهي وجميع الأفراح في ذلك مصائب وأحزان
وأما المزبلة فهي الدنيا فمن رأى أنه وفق مزبلة أو اشتراها أو ورثها فإن كان فقيرا استغنى من مال غيره وإن كان طالب عمل من سلطان ناله ومن رأى أنه تعرى فوق مزبلة فإن كان واليا عزل أو مريضا
وأما الغنم فمن رأى أنه أصاب كبشا فإنه يستمكن من رجل ضخم منيع عزيز ومن رأى أنه يركبه ويصرفه كيف يشاء والكبش طائع له فإنه يقهر رجلا ضخما ويصرفه كيف أحب وإن لم يطعه الكبش فإنه لا ينقاد له ذلك الرجل ومن رأى أنه يحمل كبشا على ظهره فإنه يحمل مؤونة رجل كبير ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه ينازع رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب ومن رأى كبشا مات أو ذبح وقسم لحمه فإنه يموت رجل كبير ويقسم ماله ومن رأى أنه ذبح كبشا لغير الأكل أو قتله فإنه يظفر بعدوه ومن رأى في بيته كبشا مسلوخا فإنه يموت بعض أهله ومن رأى أنه يأكل لحم كبش فإنه يأكل من مال رجل كبير ومن رأى أنه يشوي كبشا فإنه يمرض أو تصيبه محنة ومن رأى أنه أصاب كباشا دون العشرة أو رآها في دراه فإنه إن كان يلي شيئا أو كانت عنده امرأة فليس يقيم في ذلك العمل ولا تقيم عنده تلك المرأة حتى تموت أو يفارقها إلا بعدد ما رأى من الكباش وإذا كثرت وزادت على العشرة فإنه يلي قوما ويصيب سلطانا عظيما ومن رأى انه أتى برؤوس كباش فإنه يؤتى برؤوس أعدائه ومن رأى أنه اصاب نعجة فإنه يصيب امرأة شريفة القدر مخصبة ومن رأى أنه يحلب نعجة أصاب مالا حلالا ومن رأى أنه ذبح نعجة فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يرعى غنما من الضأن فإنه يلي على الناس وإن رأى أنه أصابها أو ملكها فإنه يصيب غنيمة كثيرة ومن رأى أنه وهب له سخل فإنه يصيب ولدا مباركا شريفا ومن رأى أنه ذبح سخلا لغير اللحم فإنه يموت له ولد أو لبعض أهله ومن رأى أنه أصاب تيسا أو ملكه أو ركبه فإنه يصيب رفعة ومنزلة عند رجل كبير ومن رأى أنه قتل تيسا مجهولا أو ذبحه أو فعل به فعلا أو ملك منها جماعة فإنه يجري مجرى تأويل الكبش والمعزة تجري مجرى النعجة إلا أن النعجة أشرف من المعزة ومن رأى أنه أصاب جديا فإنه يصيب ولدا ومن رأى أنه يأكل لحم جدي أصاب مالا قليلا من صبي
ومن رأى أنه ذبح بقرة وحشية وأكل من لحمها فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء ومن رأى أنه ذبح ظبية فإنه يفتض جارية ومن رأى أنه ملك ظبيا أو ظبية فإنه يصيب غلاما أو جارية ومن رأى أنه رمى ظبيا أو ظبية للصيد وأصابه فإنه يصيب غنيمة وإن لم يصبه فإنه ما يرجوه من ذلك ومن رأى أنه قتل ظبيا أو مات بيده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء ومن رأى أنه أصاب أرنبا فإنه يصيب امرأة سوء
ومن رأى أنه يملك فيلا ويصرفه حيث يشاء فإنه ينال سلطانا أعجميا ومن رأى أن قوما يركبون فيلا أو يضربونه فإن كانوا في حرب فإنهم مغلوبون وربما دل ركوبه على ظلم وكذب وربما يصيب امرأة أعجمية إذا لم يركبه على هيئة الركوب ولا في أرض حرب ومن رأى أنه قتل فيلا فإنه يقهر رجلا ضخما أو يستمكن من امرأة أعجمية إذا كان في الرؤيا دليل على ذلك ومن رأى أنه يأكل من لحم فيل فإنه يصيب مالا من سلطان أو من رجل مسلط بقدر ذلك
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
لحارثة بن النعمان ..
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت
: من هذا؟ فقالوا: حارثة ابن النعمان).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر كذلك البر) وكان أبر الناس بأمه .
ومن المنامات التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤولها وأولها الصحابي بالخلافة ما جاء في حديث الأسود بن هلال عن رجل من قومه أنه كان يقول في
خلافة عمر بن الخطاب: لايموت عثمان بن عفان حتى يستخلف قلنا: من أين تعلم ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن قم وزن عثمان فنقص وهو صالح).
والجواب على هذا: أن أهل التعبير قد اتفقوا على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها, بخلاف رؤية النبي صلي الله علية وسلم .
قال ابن الباقلاني :
رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب وهي دلالات للرائي على أمور مما كان او يكون كسائر المر ئيات , والله اعلم (1).
س : ما اداب الرؤيا الصالحة ؟ وما مثالها ؟
ج : ذكر العلماء ادابا يعملها من رآى رؤية صالحة وهي:
1 أن يحمد الله عليها .
2 • آن يستبشر بها.
3 • آن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.
قال صلي الله علية وسلم : اذا رأى احدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله , فليحمد الله عليها وليحدث بها. ."(2) .
ومن اقسام الرؤيا الصحيحة الالهام كما سبق وهو مايلقية الله في قلب العبد وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قاله عبادة بن الصامت وغيره، ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه , وسأتحدث عنه لاحقأ بمزيد من التفعيل ان شاء الله. ومنها: عروج روحه الى الله سبحانه وخطابها له. ومنها: دخول روحه الجنة ومشاهاتها وغير ذلك(3).
____________________
(1) ابن حجر – مرجع سابق – (38812)
(2) رواة البخاري كما في الفتح – المرجع السابق – (36912)
(3) ابن القيم – الروح – مرجع سابق – ص 63
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق
ومن رأى أن عليه طوقا من ذهب أو فضة أو غيرهما فقد أمعن في فساد دينه ومن رأى أن عليه منطقة غير محلاة فإنه يصيب ولدا أو أخا أو رجلا يستظهر به من الناس فإن كانت محلاة فإنه يصيب مالا يشتهر به أو ولدا يسود أهل بيته ومن رأى أكثر من منطقة فهو أجود
ومن رأى أنه شاك السلاح فهو له جنة من المكاره وربما كان صلاحا في دين وإن كان خائفا أمن أو مريضا شفاه الله أو مسافرا رجع إلى أهله سالما ومن رأى أنه وسط قوم عليهم السلاح وليس عليه سلاح وهو بينهم منظورا إليه فإنهم يرمونه بكلام ولا يصلون إليه بمكروه وإن لم يكن بينهم شحناء ولا منازعة فهو حصن وحرز لهم من أعدائهم ومن رأى أنه سلب منه سلاحه فإن ذلك ضعف لسلطانه وقوته
أما أصناف الوحش فمن رأى أنه يركب حمارا وحشيا وهو مطواع يصرفه كيف يشاء فإن صاحب ذلك راكب معصية مفارق جماعة المسلمين برأيه وهواه وإن لم يكن ذلولا وهو يجمح به أو يصرعه فإنه يصيبه شدة وخوف من قبل رأيه ذلك وهواه وإن رأى أنه أدخله منزله أو رآه في منزله فإنه يداخل رجلا مخالفا للشريعة وإن اصطاده أو صيد له ليأكله فإنه تدخل عليه غنيمة ويصيب خيرا ومن رأى حمارة وحشية أنه ملكها وحدث فيها حادث فإنها امرأة لا خير فيها
وأما الضبع فهي امرأة سوء فمن رأى أنه ركب ضبعا فإنها امرأة كذلك ومن رأى أنه أكل من لحم ضبع فإنه قد عمل به سحر وهو عنه غافل ويوشك أن يشفيه الله منه ومن رأى أنه أصاب من جلد ضبع أوعظامها أو شعرها فإنه يصيب من مال امرأة بقدر ذلك ومن رأى أن الضبع كان ذكرا فهو في التأويل رجل مخذول بخذوله فما جرى منه وعليه فتأويله كتأويل السباع
ومن رأى أنه أصاب جماعة من النحل واتخذها وأصاب من عسلها فإنه يصيب غنائم وأموالا وقد يكون النحل رجالا من أهل البادية والسعاية أو علماء وأما الزنبور واليعسوب والذباب فإن كل واحد منها إنسان ضعيف وجماعتها سفلة الناس فمن رأى أنه يعالج جماعة من أحدها فإنه يعالج سفلة الناس ومن لا قدر له ومن رأى أنه ناله منها مكروه فإنه يسمع منهم ما يكره
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: كل مشرك رأى في منامه أو رآه غيره كأنّه في الجنة، أو على أساور من فضة، فإنّه يسلم لقوله تعالى: " وحُلوا أسَاوِرَ من فَضّة " .
ومن رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك فإنه ينال رفعة وسلطانا في الدين وإن لم يكن أهلا فإنه يصيبه بعض بلاء الدنيا ومن رأى أنه لم يتم خطبته وهو ذو منصب فإن الأمر الذي يطلبه متعذر عليه وربما يعزل عن منصبه ومن رأى أن الخطيب عزل عن خطابته وبدل بغيره أو حدث له حادث فيعتبر ذلك في ملك ذلك المكان ومن رأى أنه يعظ الناس فإنه يتولى أمرا يحكم فيه إن كان أهلا وقيل إنه يدعو قوما إلى الحق وسبيل الرشاد وإن رأى أنه يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه ومن رأى أنه يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فليستغفر الله ومن رأى مجلسا يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلا لذلك فسبيلى ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه وإن كان أهلا فهو زيادة علم ورفعة فإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهول وعاقبته إلى خير وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة وقيل رحمة من الله تعالى وربما دل ما أشبه ذلك على أمانة
وأما الحجامة فهي أمانة أو شرط أو عزلة وذهاب مال أو نجاة من كرب فمن رأى أنه احتجم فإنه يتقلد أمانة أو يكتب عليه كتاب وإن كان مريضا برئ ومن رأى أنه احتجم وتلطخ سرادقه بدمه فإنه يموت وقال أبو سعيد الواعظ الحجامة للوالي عزل وربما كانت ذهاب مال في منفعة أو نجاة من كرب وإن رأى أنه احتجم وكان في حبس فإنه يطلق ومن رأى أنه احتجم ولم يخرج منه شيء فإنه دفن ما لا يهتدى إليه أو دفع وديعة إلى من لا يردها إليه فإن خرج منه دم صح جسمه في تلك السنة وإن كسرت المحجمة فإنه يطلق امرأته أو يموت ومن رأى حجاما فإنه ينجو من شر أو خوف
ومن رأى أنه أصاب مرآة ولم ينظر وجهه فيها فإنه ينال ما يكره في جاهه في الناس فإن نظر فيها فلا خير فيه وإن كان ذا سلطان لا يلبث أن يرى مكانه مثله إلا أن تكون المرآة من جديد أو صفر أو نحو ذلك فإنه يصيب ولدا غلاما وإن لم ينتظر ولدا وكان سلطانا أو عاملا فإنه يعزل ويرى مكانه غيره وإن لم يكن كذلك فإنه يفارق امرأته وقيل من رأى بيده مرآة ينظر فيها فإنه يذهب همه وإن رأت امرأة أنها تنظر في مرآة من غير فضة فإن كانت حبلى ولدت جارية مثلها ومن رأى أنه ينظر في مرآة هندية فإنه يموت له ولد ذكر فإن كانت له امرأة حامل فالذي في بطنها هو الميت
أما الخيل فمن رأى أنه على فرس وعليه سرجه ولجامه وهو يسير عليه رويدا فإنه يصيب سلطانا وشرفا بقدر تمكنه من الفرس فإن كان الفرس أدهم فهو فرج من هم وفرح يصيبه من سلطان وقيل السواد سؤدد وإن كان أشقر فهو هم وحزن في الدين وإن كان أصفر فهو مرض يصيبه في سلطان وإن كان أبلق فهو شهرة يشتهر بها ومن رأى أنه يركب فرسا وفي سرجه أو لجامه أو ركابه نقص فهو نقصان من سلطانه وشرفه ومن رأى أن له فرسا مربوطا فإنه يصيب بعض عز وشرف ومن رأى أن له خيلا مربوطة فإنه يقهر عدوه ومن رأى أنه يركب فرسا بلا لجام فلا خير فيه في الدين والدنيا ومن رأى أن الفرس يجري فإن ذلك شرف له ومن رأى أنه سقط عن فرس أو غيره ونزل عنه فإن منزلته تتضع وتنحط وربما يكون نزوله إذا أضمر العود إليه أنه ينفق ماله ومن رأى أنه نزل عن فرسه وركب غيره فإنه تحويل من حال إلى حال ومن رأى أنه يأكل لحم فرس فإنه يصيب اسما صالحا وذكرا في الناس ومن رأى خيلا مسرجة بلا ركاب فهن نساء يجتمعن لمأتم أو عرس ومن رأى أنه رديف رجل معروف على فرس فإنه يتوصل بذلك الرجل إلى ما يطلبه من أمر دين أو دنيا وإن كان الرجل مجهولا فإنه عدو على كل حال
ومن رأى أنه ركب نمرا أو نازعه أو غلب النمر أو غلبه النمر أو أصابه من النمر مكروه أو نحو ذلك فإن تأويل ذلك كتأويل الأسد وكذلك من رأى أنه ركب دبا أو نازعه أو خالطه فتأويله كتأويل سائر السباع
ومن رأى أنه أصاب غرابا وأمسكه بيده فإنه في غرور من أمره وباطل مما يطلبه ومن رأى غرابا في دار أو محلة فإن في ذلك الموضع إنسانا فاسقا ومن رأى غرابا يقع بين يديه فإنه يصيبه قرة عين وإن رآه يبحث في الأرض فإنه موت القريب وقيل من رأى غرابا يبحث في الأرض بين يديه فإنه يفعل شيئا يندم عليه أو يظهر له أمر قد التبس عليه
وأما رؤية الحيات والعقارب فمن رأى أنه يقاتل حية فإنه يعالج عدوا والظافر منهما هو الظافر على صاحبه وحيات البر أشد من حيات الماء وسودها أشد من بيضها ومن رأى أن حية لدغته فإن عدوه يناله بمكروه بقدر اللدغة ومن رأى أنه قتل حية فإنه يظفر بعدو ومن رأى حية ميتة فإنه يكفيه الله أمره ومن رأى أنه ملك حية ليس يتخوفها فإنه يصيب سلطانا بقدر تلك الحية في الحيات وإن كانت الحية من ذهب أو كان عليها تصاوير فإنه يملك سلطانا عظيما وإن كانت بيضاء صغيرة وهو يملكها فإنه جده الذي يسعى له وإن لم يملكها فإنه عدو ضعيف والحية الصغيرة عدو من الأهل وغيره ومن رأى بين يديه حية تسعى فقبض عليها بيده فإنه يأمن مما يخاف ومن رأى أنه يتخوف حية ولم يعاينها فإن ذلك أمن له من عدوه فإن عاينها فإنه يصيبه خوف من عدوه ومن غير ضرر يلحقه منه ومن رأى أن حية كلمته فإنه يرى شيئا يتعجب منه وينال خيرا كثيرا ومن رأى حيات في أجواف البيوت فإنها أعداء من النساء والأقارب وإن رأى الحيات خارج البيوت فإنها أعداء من الأبعدين ومن رأى حية في بيته أو على سريره فإنه امرأته عدوة له ومن رأى أنه حية خرجت من أنفه أو من ظهره أو إحليله فإنه يولد له غلام وإن خرجت من أذنه أو من بطنه أو دبره فإن في عياله عدوا يخرج منه وإن رأى أن الحية دخلت في حلقه أفاد علما عظيما ومن رأى أنه يأكل من لحم حية فإنه يصيب من مال عدوه وينال غبطة وسرورا
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كان إسلام خالد ابن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم,وكان بدء إسلامه أنه رأي
في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم,ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم اخذا بحقويه لئلا يقع ففزع من نومه فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق,فلقى أبا بكر بن قحافة فذكر ذلك
له فقال أبوبكر: أريد بك خير,هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الأسلام الذي يحجزك
من أن تقع فيها وأبوك واقع فيها .
فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده .
قال خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقى من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجوده فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنبه
وبكته وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال: اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب الهتهم وعيب
من مضى من ابائهم فقال خالد: قد صدث والله واتبعته فغضب أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه ثم قال: اذهب يالكع حيث شئت
فوالله لأمنعنك القوت فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به .
فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يلزمه ويكون معه .
فائدة ::::
وممن أسلم عن طريق المنام الأستاذ والمفكر الإسلامي محمد أسد العالم النمساوي فقد هداه الله بعد رؤيا راها وانظر ذلك في كتابه
(الطريق إلى مكة)
وكذاك أسلمت امرأة نصرانية بعد أن سمعت هاتفا يهتف بها أن تدخل في دين الأسلام فأسلمت .
وكذلك أسلم رجل أظنه هولندي عن طريق منام .. والله المستعان
وانظر قصص هؤلاء في كتابنا ضمن هذه السلسلة الواقعية ( التائبون إلى الله)
وهو كتاب يحوي قصصا من زمن ادم إلى الوقت المعاصر .
عن قيس بن عباد قال: كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل
الجنة هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين بتجوز فيهما ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا فلما استأنس قلت له: إنك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا
قال: سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصتها عليه رأيتني في روضة -ذكر سعتها
وعشبها وخضرتها- ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي: ارقه فقلت له: لا أستطيع فجاءني منصف
قال ابن عون والمنصف الخادم فقال: بثيابي من خلفي وصف أنه رفعه من خلفه بيده فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة فقيل لي: أستمك فلقد استيقظت
وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى وأنت على الإسلام حتى تموت)
قال والرجل عبد الله بن سلام .
وفي رواية: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر فمر عبد الله ابن سلام فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فقمت فقلت له: إنهم قالوا كذا وكذا قال: سبحان الله
ماكان ينبغي لهم أن يقولوا ماليس لهم به علم إنما رأيت كأن عمودا وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف -والمنصف الوصيف-
فقيل لي: ارقه فرقيت حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يموت عبد الله وهو اخذ
بالعروة الوثقى).
عن خرشة بن الحر قال: كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة قال: وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام قال: فجعل يحدثهم حديثا حسنا قال:
فلما قام قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا قال: فقلت: والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته قال: فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج
من المدينة ثم دخل منزله قال: فاستأذنت عليه فأذن لي فقال: ماحاجتك ياابن أخي؟ قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك لما قمت: من سره أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك قال: الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك مم قالوا ذاك إني بينما أنا نائم إذا أتاني رجل فقال لي: قم
فأخذ بيدي فأنطلقت معه قال فإذا انا بجواد عن شمالي قال: فأخذت لأخذ فيها فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال قال: فإذا جواد منهج على يميني
فقال لي: خذ ههنا فأتي بي جبلا فقال لي: اصعد قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي قال: حتى فعلت ذلك مرارا قال: ثم انطلق بي حتى
أتي بي عمواد رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي: اصعد فوق هذا قال : قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء قال: فأخذ بيدي فزجل
بي قال: فإذا أنا متعلق بالحلقة قال: ثم ضرب العمود فخر قال: وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت قال: فأتين النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه
فقال: (أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال قال: وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين وأما الجبل فهو منزل الشهداء
ولن تناله واما العمود فهو عمود الإسلام وأما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكا بها حى تموت).
قوله: فإذا جواد منهج قال النووي: الجواد جمع جادة وهي الطريق البينة المسلوكة والمشهور فيها جواد بتشديد الدال.
والنهج الطريق المستقيم وطريق منهج بين واضح وقوله: زجل بي أي رمي بي .
عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن أباه قال: رأيت في المنام أني أسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (إن الروح لتلقى الروح وأقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما النبش فمن رأى أنه ينبش قبر أحد من الأنبياء والصالحين فإنه مجتهد في سلوك طريقته ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سنته الشريفة ويحصل للناس على يديه خير وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود فإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك ومن رأى أنه ينبش قبر أحد من الناس فإنه مجتهد فيما كان ذلك يسلكه ومن رأى أنه ينبش عن جثته فإنه مجتهد في طلب الدنيا فإن نال شيئا ظفر بحاجته وإن لم ينل فضده ومن رأى أنه ينبش قبرا فطلع منه رجل حي فإنه خير وسرور خصوصا إن كان من أهل التقوى فإنه خير الدنيا والآخرة ومن رأى شيئا من الحيوان نبش في بيته فإنه عدو فليحذره
من رأى أن له سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطانا عظيما وخيرا ومن راى أن له فسطاطا مضروبا أو قبة مضروبة فإنه يصيب سلطانا دون السرادق وربما كانت القبة امرأة يزوجها أو خدمة سلطان يتولاها ومن رأى أن له خباء مضروبا عليه أو ما أشبه ذلك فإنه يصيب خيرا ويرتفع صيته ومن رأى أن سلطانا خرج من هذه الأخبية خروج فراق فإنه يخرج من سلطانه ذلك ومن رأى أن أبنية طويت فإنها سلطانه ذلك يذهب أو عمره ينفد ومن رأى أن فسطاطا أو خباء أو نحوهما في مغارة من الأرض أو في روضة فإنه قبر شهيد يكون هنالك
ومن رأى أنه بسط له بساط جديد واسع صفيق فإنه ينال في دنياه عمرا طويلا وسعة في الرزق وإن كان البساط ثخينا صغيرا فإنه يكون عمره طويلا ورزقه قليلا وإن كان رقيقا طويلا فإن رزقه يكون كثيرا وعمره قليلا ومن رأى أنه بسط له بساط مجهول الجوهر في موضع مجهول أو عند قوم مجهولين فإنه يتغرب عن بلده وقومه وينال في الغربة عزا وجاها ومن رأى أنه جالس على حصير فإنه يأتي أمرا يتحسر عليه ويندم ومن رأى أنه يلتحف في حصير فإنه يحصر أو يناله حصر البول وقد يدل الحصير على ما يدل عليه البساط
ومن رأى أن عليه تاجا من ذهب أو جوهر فإنه يصيب سلطانا عظيما وإن لم يصل لذلك فإنه يتزوج بامرأة حسناء موافقة له وإن رأت المرأة ذلك تزوجت رجلا أعجميا مذكورا في الناس وإن كانت حاملا أتت بغلام
ومن رأى أنه عقد له لواء فإن كان أهلا له فقد رأى خيرا وإن لم يكن أهلا فإنه له شهرة ومن رأى بيده لواء فهو فلاح يعقده وقيل من رأى بيده رمحا فيه لواء مات سريعا أو مات له ولد وإن رأى اللواء في دار مات فيها رجل
ومن رأى أنه اصطاد عصفورا فإنه يظفر برجل عظيم القدر ويستمكن منه وإن رأى أنه ذبحه فإنه يظفر بما أراد من ذلك الرجل ومن رأى أنه ينتف من ريشه ويأكل من لحمه فإنه يصيبه من ماله وإن كان العصفور أنثى فهي امرأة كذلك وإن رأى أنه ذبح عصفورة فإنه يفتض جارية وقد يكون العصفور ولدا فمن رأى أنه أصاب فرخ عصفور فإنه يولد له غلام يبلغ مبلغ الرجال الضخام ومن رأى أنه يعبث بالعصافير أو بفراخها أو يذبحها من أقفيتها فإنه يعبث بالصبيان وقد تكون العصافير مالا وفراخها أولادا فمن رأى أنه أصاب عصافير كثيرة فإنه يصيب رياسة ومالا وإن رأى أنه أصاب فراخ العصافير فإنه يصيب أولادا كثيرين
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أريت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني فلما أسلم خالد
بن الوليد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق الله رؤياك يارسول الله هذا كان إسلام خالد فقال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة
بن أبي جهل وكان ذلك تصديق رؤياه .
اتق الله
103- عن مسلم خياط قال : قال رجل لابن المسيب :إنى أرانى أبول فى يدى ،فقال اتق الله فإن تحتك ذات محرم ،فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع.
104 -وجاءه آخر فقال : يا أبا محمد إنى أرى كأنى أبول فى أصل زيتونة ،قال : انظر من تحتك ،تحتك أمرأة لا يحل له نكاحها.
105 -عن مسلم الخياط قال : قال له رجل - يعنى سعيد بن المسيب - أنى رأيت حمامة وقعت على المنارة منارة المسجد فقال : يتزوج الحجاج ابنة عبدالله أبن جعفربن أبى طالب (5) . وقد تزوج الحجاج بنت عبدالله بن جعفر فكتب أليه عبدالمللك بن مروان يعزم عليه بطلاقها فطلقها .
106 -عن مسلم الخياط قال : جاء رجل إلى ابن المسيب فقال :إنى أرى أن تيساً أقبل يشتد من الثنية ، فقال : اذبح اذبح ، قال ذبحت ، قال : مات ابن أم صلاء ، فما حتى جاء أنه قد مات ، قال محمد بن عمر- يعنى الوافدى - وكان ابن أم صلاء رجلا من موالي أهل المدينة يسعى بالناس
107 - رجل من فهم لابن المسيب إنه يرى فى النوم كأنةه يخوض فى النار فقال : إن صدقت رؤيام لا تموت حتى تركب البحر وتموت قتلا ، قال : فركب البحر فأشفى على الهلكة وقتل يوم قديد (2) بالسيف (3) .
108 - عن الحصين بن عبيد الله بن نوفل قال : طلبت الولد فلم يولد لى ، فقلت لابن المسيب :إنى أرى أنه طرح فى حجرى بيض ، فقال ابن المسيب : الدجاج عجمى فاطلب سبباً إلى العجم ، قال فتسريت فولد لى وكان لا يزلد لي (4) .
109 - عن مسلم الخياط قال : قال رجل لابن المسيب : يا أبا محمد إنى رأيت كأنى جالس فى الظل فقمت إلى الشمس ،فقال ابن المسيب : والله لئن صدقت لتخرجن من الإسلام ، يا أبا محمد إنى أخرجت حتى أدخلت في الشمس فجلست ،قال : تكره على الكفر ، قال : فخرج فى زمان عبد الملك بن مروان فأسر فأكرى على الكفر فرجع ثم قدم المدينة وكان يخير بهذا (5) .
110 - عن غالب العقيلى قال : أتى سعيد بن المسيب آت فقال : يا أبا محمد إنى رأيت عندوجه السحر كأن موسى قاتل فرعون ،فقال له :ايها الغالب ؟ قال : موسى غلب فرعون ، قال فصاح بأعلى صوته : هللك ابن مروان ورب الكعبة - ثلاث مرات - فأعلم صاحب المدينة فخرج حتى وقف على رأسه ثم قال : تتمنى موت أمير المؤمنين إني لأرجو ان يقتلك الله قبله ، قال سعيد : ويحك سجيتك خبره إلي تسعة ايام , قال : فما مكثوا إلا تسعة أيام حتي أتي راكب بموته واستخلاف الوليد ابنه.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين " .
ومن رأى أنه شيخ مكتهل وليس كذلك فإنه صالح في دينه وله وقار وزيادة في شرفه وإن كان شيخا ورأى أنه صار صبيا فإنه يصبو ويجهل ولا خير فيه وكذلك المرأة ومن رأى عجوزا في المنام قد عادت شابة فإنها دنيا تقبل عليه وإن كان مريضا أفاق ومن رأى أنه صار غضا طريا جميلا فربما يموت سريعا ومن رأى أنه صار طويلا عريضا فهو زيادة في العمر ومن رأى أنه صغر وقصر فإنه يبيع داره أو دابته وإن كان ذا وظيفة عزل وقيل قهر وإفلاس وربما يخاف عليه من الموت ومن رأى فيه نقصانا فإنه ضعف ونقص في دينه ودنياه ومن رأى أنه صار في هيئة امرأة وزينتها أو أن له فرجا كفرج المرأة فإنه ذل وخضوع وحقارة وإن رأت امرأة أن لها ذكرا مثل ذكر الرجل أو لحية فإن كان لها ولد ساد على قومه وإن كانت حاملا أتت بغلام وإن لم تكن حاملا فإنها لا تلد ولدا أبدا أو ربما تنصرف الرؤيا إلى زوجها أو أبيها أو أخيها وقيل حصول شرف لأحد محارمها وإن رأت امرأة أنها صارت رجلا وهي تجامع النساء أو تتزوج بامرأة فإنها تصيب خيرا وشرفا وعزا ومن رأى أن له ذنبا وقرنا أو حافرا مثل الدواب أو خرطوما أو منقارا فلذلك صلاح كله وجيد ومن رأى أن له ريشا أو جناحا فإن ذلك رياسة ويصيب خيرا وإن رأى أنه يطير فإنه يسافر ومن رأى أنه صار حيوانا مما لا يؤكل لحمه فإنه ذل ومصيبة وإن كان ذا وظيفة يعزل عنها وقيل من رأى أنه صار ضفدعا فإنه يشتغل بالعبادة ومن رأى أنه صار حيوانا من الممسوخات فإنه يدل على غضب الله عليه ومن رأى أنه تحول عنكبوتا فإنه يصير عابدا خيرا تائبا من ذنوب كثيرة ومن رأى أنه صار من حديد فإنه يطول عمره وإن رأى أنه صار من فخار أو قوارير فإنه لا بقاء له ومن رأى أنه تحول جسرا أو قنطرة فإنه يصيب سلطانا أو صاحب سلطان أو عالما يتوصل الناس به في أمورهم ومن رأى أنه صار معدنا من المعادن فإنه يستعمل شيئا من الأشياء يحصل به النفع
ومن رأى أنه أصاب زمردا فإنه يكتسب أخا في الله وإخوانا صالحين وأولادا ذكورا مهذبين أو علما نافعا أو مالا حلالا طيبا ومن رأى أنه أصاب خرزا أو أعطيه فإنه يصيب من الخدم والمال أو من سفلة الناس أمرا دنيا بقدر ذلك ومن رأى أن عليه قلادة ذهبا أو فضة وفيها جوهر أو حجر فإنه يلي ولاية ويتقلد أمانة ومن رأى أن عليه قلائد أو عقودا كثيرة وهو يضعف عن حملها فإنه يضعف عن العمل بعلمه والقيام به وإن رأت المرأة أن عليها عقدا أو قلائد فإن تأويل ذلك في زوجها أو قيمها وإن رأت على نفسها حليا فإنه لا خير فيه وإن رأى الرجل ذلك فهو له حزن وقيل يتزوج بامرأة خطرها في النساء كخطر الحلية
ومن رأى أن عليه سوارين من فضة فإنه يصيبه ضيق في ذات يده ومكروه فيما يملك فإن كانا من ذهب فهو أشد من الفضة والأجوف خير من المصمت ومن رأى أنه سوره السلطان بعدد سوار فإنه ولد أو أخ ومن رأى أن عليه خلخال ذهب فإنه يصيبه شدة وخوف أو حبس أو قيد فإن كان من فضة فهو أهون وأسرع لفرجه
وأما رؤية الحديد والصفر والرصاص فمن رأى أنه أصاب شيئا من ذلك فإنه يصيب خيرا من متاع الدنيا وقوة على ما يريد من أمره ومن رأى أن الحديد لان له فإنه يصيب ملكا ورزقا واسعا ومن رأى أنه يسبك حديدا أو نحاسا فإنه يعمل عملا يذكر به ومن رأى أنه يذيب حديدا أو رصاصا أو صفرا أو ذهبا أو فضة فإنه يقع في ألسنة الناس ويغتابونه وما صنع من الحديد فهو منفعة للناس وقوة
وأما السنور فإنه لص فمن رأى سنورا دخل دارا فإنه يدخل هناك لص فإن ذهب السنور بشيء فإنه يذهب اللص بشيء هناك ومن رأى أنه ذبح سنورا أو قتله فإنه يصيب لصا أو يظفر به ومن رأى أنه أصاب من لحم السنور وشحمه فإنه يصيب مال اللص أو مما يسرق ومن رأى أنه نازع سنورا حتى خدشه أو تناوله فإنه يصيبه مرض طويل ثم يبرأ أو هم شديد ثم يفرج وإن كان السنور هو المغلوب برئ من مرضه أو من همه عاجلا وإن كان السنور وحشيا فإنه أشد في المرض والهم