ومن رأى أنه دخل روضة وهي ملك لغيره ثم أراد بدخوله التنزه فإنه يدل على مجالسته الصالحين وحجة معهم، وأما حرقها أو قلعها أو يبسها فتأويله كما تقدم في ذكر البساتين، وكذلك إذا رأى فيها من الوحوش أو هوام الأرض، وأما الروضة التي بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تقدم تعبيرها في الباب العاشر.
أشاهد الرغبة في اللحاق بركب المفسرين من الكثير من الأعضاء والعضوات،وقد سرني هذا ، وكما تلحظون فقد فتحنا المجال للأعضاء ليقوموا بالرد على رؤاكم ، وعلى من يريد أن ينضم لهم أن يكتب لي على البريد الخاص، لننظر في طلبه قبولا أو رفضا .
وأنصح من يريد التعلم بالعلم أولا فتعبير الرؤيا ؛ علم يعتمد كثيرا على فراستك بصاحب الرؤيا من خلال افتراسك لألفاظه ، والتعرف من خلالها على كنه شخصيته، للوصول إلى معنى رؤيته الصحيح بإذن الله .
ولذا آمل منك أن تتفرس في ألفاظه ، وتتعرف عليه من خلال رموز رؤيته ، ولا تعجل، واسأل نفسك كيف فرق ابن سيرين يرحمه الله بين رجلين رأيا رؤية واحدة ، فقال عن أحدهما سارق ، وقال عن الآخر بأنه سيحج ؟
الجواب أنه رآهما ، وكانت سمة أحدهما الخير فعبر له أنه يحج ، وكانت سمة الآخر غير ذلك فاتهمه بالسرقة .
وأنت أخي المعبر لا ترا هذا الذي يكتب لك الرؤيا في هذا المنتدى ، فكن حذرا من الاستعجال ، ولا تعبر الرؤيا مالم تكن واضحة لك تفاصيل أصحابها، والتي لم أطلبها اعتباطا، بل بعد خبرة ومعاناة طويلة، مع الرؤى وأصحابها .
تأمل الألفاظ ، فهناك فرق بين ألفاظ العالم وغيره ، وهناك فرق بين ألفاظ التلميذ والموظف ، والأمير والغني والفقير ، ولكل واحد منهم معنى يناسبه عند إيقاعك التعبير ، فهلا لاحظت هذا وتأملته يا رعاك الله !
وكنت أرى وما زلت عدم تعبير الرؤى المكتوبة ، غير أن كثرة الطلب على تعبير هذا النوع ، وصعوبة السماع أحيانا ، بل استحالته من كثير من السائلين ؛ جعلني أتراجع عن هذا القيد ، وأعبر الرؤى المكتوبة ، وإن كنت أقول ولا أزال إن الدقة فيها أقل بكثير من الرؤى التي تعبر سماعا وهذه درجة أعلى ، أو وجها بوجه وهذه الأعلى من الدرجات.
ولتعلم أن الوقت الذي رؤيت به الرؤيا هام جدا؛ فما رؤي شتاء، يختلف عما رؤي صيفا ،،،، فالنار في الأول محمودة ، وفي الثاني مذمومة، فلا تتنازل عن معرفة وقت الرؤيا .
وآخر هذه التوجيهات، للقاص رؤيته ، أن تعلم أن الرؤيا كتلة ، ولها معنى واحد غالبا ، فلا تجزأها ، وتذكر جزءا وتترك أجزاء قد تظن أن لا دلالة لها ، في حين هي هامة جدا للمعبرين،
إن الرؤى التي تدل على الحاضر، يكون غالبا تعبيرها له علاقة بحاضر الرائي ، فإذا التبس عليك أمرها ، وتعددت معاني رموزها ، وهذا يحصل كثيرا ، فلا عليك أن تسال صاحبها عن الموضوع الذي يشغله وقتها ، فقد يفتح لك آفاق فك الرؤيا ، وعلى السائل أن يصدق مع المعبر ، وكم من إنسان أخبرني بظروفه التي يعيشها ، فكان في تعبير رؤيته نجاته من أزمة مالية ، أو عائلية ، أو عملية ، وهذا يحصل كثيرا ، وهذا الشيء لا يقدح في المعبر ، بل يدل على أمانته ، وحرصه على خدمة السائل ، ولا حظ أخي أن المعبرين اليوم يقل فيهم من يعبر بالإلهام؛ وهو من يجري الحق على لسانه ، ويسمى صاحبه بالملهم، الذين كانوا ينجحون في الغوص على المعنى الذي يشغل بال السائل وقتها، ولم يكونوا بحاجة لسؤال السائل ، ولكن أين نحن وهؤلاء ، ورحم الله امرآ عرف قدر نفسه ،،،،،، والله أعلم
صديق
إذا حلمت بأصدقاء لطفاء وسعداء فإن هذا يعني أخباراً سارة عنهم أو أنك سوف تراهم قريباً أو ترى أقرباءهم. إذا رأيت صديقك متعباً أو منهكاً فإن هذا يدل على أن مرضاً أو مصيبة قد لحقا به. إذا رأيت أصدقاءك داكني الألوان فإن هذا يعني مرضاً غير عادي لك أو لهم. إذا رأيتهم وقد اتخذوا أشكال حيوانات فإن هذا يعني أن الأعداء سوف يفصلونك عن أقرب أقربائك.
إذا رأيت صديقك يرتدي ألواناً معتمة بألسنة لهيبة حمراء فإن هذا ينبئ أن أشياء مقيتة سوف تحدث مسببة لك القلق إن لم يكن الخسارة وإن أصدقاءك سيكونون معنيين بذلك. إذا حلمت أنك رأيت صديقك يقف كالتمثال فوق هضبة فإن هذا يعني أنك سوف تتقدم في وضعك الحالي ولكنك سوف تسترجع إنطباعات سابقة عن العدالة والمعرفة باحثاً عنهما من خلال كل تغيير يطرأ. إذا كان تمثال الصديق منخفضاً فسوف تتجاهل أصدقاء الأيام السابقة عندما تتحسن أمورك مستقبلاً. إذا كان التمثال فوق سهل أو على مستوى تبتعد عنه فسوف ترغم نفسك على البحث عن تغيير على الرغم من روابط الصداقة أو حب الذات.
إذا حلمت أنك رأيت صديقاً بقماش أبيض مربوط فوق وجهه فإن هذا يعني أنك سوف تتأذى من شخص سوف يحاول الحفاظ على رباط الصداقة معك.
إذا حلمت أنك صافحت صديقاً كان قد أساء إليك وأنه غادرك وقد بدا الحزن عليه فإن هذا ينبئ أنك سوف تواجه خلافاً مع صديق أثير وقد يعقب ذلك صلح.
من المؤكد أنك على وشك أن تخسر شخصاً.
فإن رأى أنّه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنّه يقضي دينه. فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنّه يقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: " فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُم " .
ومن رأى أن له زرعا وقد استوى في وقته فإنه يدل على حصول مراده وبلوغ مقصده، وإن كان في غير وقته فإنه يدل على حصول المخالفة بينهم أو مصيبة عظيمة، وربما دل للرائي على موت الفجأة أو لمن يعرف الزرع به أو كان الرائي من أهله، ومن رأى أن له زرعا أخضر وقد يبس فإنه يدل على حصول مصيبة.
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
فائدة إذا أراد الإنسان أن يرأى رؤيا صادقا تظهر له ما في ضميره ينام على وضوء على جانبه الأيمن ويذكر الله ويدعو بهذا الدعاء المروي عن جعفر الصادق وهذا هو: الله إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت إمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك أمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت تباركت ربنا وتعاليت أنت الغنى ونحن الفقراء إليك أستغفرك وأتوب إليك يا رب أنا هارب منك إليك اللهم أرني رؤيا صادقة غير كاذبة صالحة سارة غير محزنة نافعة غير ضارة. وإذا استيقظ يذكر الله تعالى ويقص رؤيا على معبر ومهما عبر له يعتمد عليه.