وقال ابن سيرين رؤيا الرياحين والمشمومات جملة إذا كانت مقتطفة فيحتاج إلى اعتبارها إذا كانت قليلة فإنه سريع، وإن كانت تمكث فهو هم بطيء، وأما المنثور فهو على ثلاثة أوجه أما رؤيا الأصفر منه فيدل على تغير اللون، وأما الأحمر والأصفر فلا بأس برؤيتهما، وأما البان فإنه يدل على الثناء الحسن.
وأما الفتل فمن رأى أنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلوي ذلك على نفسه أو على قضيبه فإنه سفر وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح ومن رأى أنه مستمسك بالقرآن والإسلام قيل يسافر سفرا ومن رأى أنه متعلق بحبل من السماء فإنه يلي سلطانا في دين فإن رأى الحبل انقطع زال ذلك السلطان عنه ولم يزل الدين إذا بقي في يده من الحبل شيء ومن رأى حبلا في كتفه أو على عنقه أو ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وأما الغزل فمن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا ونحوهما مما يغزل الرجال مثله فإنه يسافر ويصيب خيرا وإن رأى أنه يغزل كتانا أو قطنا أو نحوهما مما يغزل النساء مثله فإنه يصيبه ذل وهوان ويعمل عملا حلالا غير مستحسن للرجال ومن رأى أنه ينقض غزلا فإنه ينقض الأيمان والعهود وإن رأت امرأة أنها أصابت مغازل ولدت جارية أو أصابت أختا
فإن رأى أنّه يصلّي بالنساء فإنّه يلي أمور قوم ضعاف. فإن أمَّ بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض، وينكر موضعه ذلك، ولا يقرأ في صلاته، ولا يكبر، فإنّه يموت ويصلّي الناس عليه.وكذلك إن رأت امرأة كأنّها تؤم بالرجال ماتت، لأنّ المرأة لا تقدم الرجال إلا في الموت. فإن رأى الوالي أنّه يؤم بالناس عزل وذهب ماله.
الميل: ابن، وقيل هو رجل يقول بأمور الناس محتسباً.
والمقدمة: خادمة. والمهد: بركة وخير وأعمال صالحة.
والصفحة والطبق: حبيب الرجل، والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو.
وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل فهدا أو أكل من لحمه فإنه يدل على قهر العدو وأخذ مال العدو بمقدار ذلك اللحم وقيل هو رد الوجه والبعد عن الأقارب ولا خير فيه وجلده وشعره وعظمه حصول مال لعدو بمقدار ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الرعاة تؤول بالولاية وإذا رأى الأعرابي أنه يرعى غنما فإنه يقرأ القرآن ولا يحسنه وقيل الراعي يؤول على وجهين محافظ على الأمور النافعة أو وال على كور.
أما الديباج والحرير: وجميع الثياب الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء، فإنّه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة، وهي صالحة لغير الفقهاء، فإنّها تدل على أنّهم يعملون أعمالاً يستوجبون بها الجنة، ويصيبون مع ذلك رياسة. وتدل أيضاً على التزوج بامرأة شريفة، أو شراء جارية حسناء.
القوس امرأة سريعة الولادة، أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة إلى الله تعالى. والقوس في غلاف غلام في بطن أمه. والقوس مع غيره من اِلسلاح سلطان وعز. ومن ناول امرأته قوساً ولدت بنتاً، فإن ناولته المرأة قوساً، رزق ابناً. ومد القوس بغير سهم دليل السفر. ومن رأى كأنّه مد قوساً عربية، فإنّه يسافر إلى رجل شريف سفراً في عز، فإن كانت القوس فارسية، سافر إلى قوم عجم.وانقطاع الوتر دليل العاقة عن السفر، ويدل على طلاق المرأة. وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد والشريك أو بعض الأقرباء، وربما دلت القوس على ولاية، وانكسارها على العزل. وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب، وللتجار على الخسران، وفي الولد على العقوق، وفي المرأة على النشوز، وسهولتها تدل على الضد من ذلك، وإن رمى عنها سهماً فأصاب الغرض، نال مراده. وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف، لقوله تعالى: " ثمَّ دَنَا فَتَدَلّى " الآية.
ومن مد قوساً بلا سهم سافر سفراً بعيداً وعاد صالح الحال: فإن انقطع الوتر، أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصل إليه. وإن انكسرت قوسه أصابه مصيبة في سلطانه بأمرِه ونهيه. والرمي عن قوس البندق قذف منِ يرميه. ومنِ اتخذ قوساً أصاب ولداً غلاماً وازداد سلطاناً. ومن رأى أنّه ينحت قوساً وكان عزباً ونوى التزوج، فإنّه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها. وإن تولى ولاية فإنّ الرعية لا تطيعه. وإنّما جعل تأويل القوس امرأة، لقول الناس: المرأة كالقوس، إن سويتها انكسرت. والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولداً صاحب كتابة ورسالات وإن مد قوساً لها صوت صافٍ فرمى عنها ونفذ السهم، فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإنصاف. وقيل من رأى بيده قوساً مكسورة تزوج امرأة حرة.
فإن رأى أنّه صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيراً ورزقاً، لقوله تعالى: " فإذا قُضِيَتِ الصلاةُ فَانْتَشِرُوا في الأرْض وَابتَغُوا مِنْ فَضْل الله واذْكُروا الله كَثِيرَاً لَعلّكُمْ تُفْلِحُون " .
من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة.
سورة محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن سيرين من قرأها بظفر بالأعداء.
وقال الكرماني يكون في حفظ الله تعالى وأمانه وقيل علو وشرف وذكر جميل.
وقال جعفر الصادق يكون محمود الخصال وحسن الفعال.
وإن نودي بما يسمى به اليهود والنصارى كعريان وحنا وشميلة وما أشبه ذلك فيخاف عليه من سوء الحياة والممات، هذا إذا كان القائل ممن يقبل قوله في اليقظة، وإن كان ممن لا يقبل قوله فلا يعتبر قوله، وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتساب ماثم وهو لا يصدق لقوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه يكتب بلون من الألوان فتعبيره كل لون عائد إلى أصله ومن رأى أنه يكتب بمداد أخضر إن كان مصلحا فإنه يدل على ازدياد دينه ودنياه وإن كان مفسدا فإنه يموت.
أما البحر فهو السلطان والنهر سلطان دونه فمن رأى البحر أو وقف عليه فإنه يصيبه من السلطان شيئ لم يرجه ومن رأى أن البحر نقص وصار خليجا فإن السلطان يضعف ويذهب عن تلك البلاد التي ذهب عنها البحر ومن رأى أنه دخل بحرا بالسباحة حتى لا يرى فإن ذلك هلاكه وانقطاعه ومن رأى أنه غرق في بحر أو نهر ولم يمت فيه فإنه يغرق في أمر الدنيا وربما كان كثير الذنوب والمعاصي ومن رأى أنه دخل في بحر أو نهر فأصابه من قعره وحل وطين فإنه يصيبه هم من السلطان او رجل كبير ومن رأى أنه غواص في البحر يغوص على لؤلؤ أو غيره فخرج فإنه طالب علم أو مال ويصيب منه على قدر الظاهر من اللؤلؤ وغيره ومن رأى أن يستقي الماء من البحر أو النهر فيجعله في إناء فإنه يصيب مالا من سلطان وإن كان الماء كدرا أصابه خوف ومن رأى أنه اغتسل أو توضأ من ماء البحر أو النهر فإن كان مريضا شفاه الله أو ذا دين قضاه الله أو مهموما فرج الله همه أو خائفا أمن أو في سجن خرج منه إلى خير ومن رأى أنه مشى فوق الماء في بحر أو نهر فإنه يدل على حسن دينه وصحة يقينه ومن رأى ساقية ضعيفة بقدر ما لا يغرق الرجل فيها فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية الرجل فيها فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية خاصة ومن رأى أن البحر ارتفع من الأرض فهو سلطان يخاف إنه غشوم أو ظلوم ومن رأى أنه دخل في بحر أو نهر فإنه يدخل سلطانا أو ذا سلطان وإن كان مريضا اشتد مرضه وإن خرج منه فإنه يصيب من السلطان خيرا ويذهب عنه الهم ومن رأى أنه قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر فإنه يقطع هما أو هولا ويسلم من ذلك ومن رأى أنه يشرب ماء عذبا من نهر أو ساقية فإنه يصيب لذاذة عيش وطول حياة وإن كان مرا أو كدرا كان عيشه في هم أو خوف أو شدة وقيل هو مرض بقدر ما يشرب وإن رأى ماء قليلا في إناء أو في موضع محبوسا فإنه ولد وإن رأى أنه أهرق عليه ماء ساخن من حيث لا يشعر فإنه يسجن أو يمرض أو يصيبه هم أو فزع من الجن بقدر حره ومن رأى أنه وقع في الماء فإنه يقع في محنة شديدة أو قتنة ومن رأى أنه حمل ماء في وعاء فإن كان فقيرا فإنه يصيب مالا أو عزبا تزوج أو متزوجا حملت امرأته أو أمته وإن رأى أنه حمل ماء في ثوب أو فيما ينكر حمل الماء فيه فإنه غرور ومن رأى أنه يشرب ماء من كوز أو كأس أو نحوها فإن كان عزبا تزوج ومن رأى أنه يفرغ الماء في جرة أو خابية أو قربة أو غيرها فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يسوق الماء إلى داره فإنه يسوق إليها كل خير ومن رأى أن ماء سال في بيته أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على مريض أو على توديع مسافر أو على غير ذلك ومن رأى أن قناة داره أو بستانه جارية فإن كان مهموما فرج عنه وإن رآها قد انسدت فإنها تنسد عليه مذاهبه
ما معني رؤية البحر والغرق فية ؟؟
لدي البعض من الناس يوجد رمز مرعب ; وذلك هو : البحر والغرق فية !!! فعلام يدل هذا الرمز , وهل هو علي اطلاقة ؟؟؟؟
الحقيقة أني أعيد هنا وأؤكد أنة ليس هناك دلالة واحدة لرمز ما , وأنة لا بد من سماع الرؤيا كاملة بكل رموزها , ولكن وطالما الحديث الان عن هذا الرمز , فأقول : بأن الدلالة للبحر أو للغرق فية ليست سيئة دائما , فقد تدل مثلا :
للطالب , علي زيادة تعمقة بالعلم والتخصص في تخصص ما .
وللتاجر , فقد يكون البحر السوق الذي يعمل فية .
وللمذنب والعاصي , فقد يكون غرقة توبة وتأمل قولة تعالي : "حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ"(يونس : 90 ) .
والدلالة للسباحة والانغماس والغرق في البحر تكون جيدة عند رؤية البحر صيفا غالبا، وأما رؤيته شتاءا فقد تكون مؤشرا على دلالة سيئة، ولكن أكرر بأنه لا بد من النظر لباقي رموز الرؤيا، ومما يقال عن بعض الدلالات السيئة للسباحة والغوص أو للغرق في البحر:
1/ ارتكاب المعاصي والكبائر، وتأمل قوله تعالى: [ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا] نوح:25
2/ الانغماس في الدنيا وملذاتها.
ولكن على المعبر أن يحترز عنها إذا ما رأى الرؤيا أو الحلم قد تدل علي معني سيئ منها , ليصرف عن المعبر لة , هذا المعني السيئ ان شاء الله .
توجد مجوعة من المتغيرات النفسية و الاجتماعية التي يمكن إن تؤدي إلى اضطراب في النوم المختلفة (ارق . . .كوابيس . . .فزع ليلي. . . إلخ) و ذلك لدى الراشدين والأطفال . . .(مثل : وفاة عزيز، الانتقال إلي مدينة أخري ، الأزمات المالية ،
المشكلات مع القانون، مشكلات التوافق الزوجي، ضغوط العمل ، المشكلات المدرسية للطلاب . .).
3 . العادات السيئة في الطعام والشراب : مثل : أكل كميات كبيرة من الطعام في وجبة العشاء ، أو الإكثارمن الأطعمة الدسمة ثم النوم مباشرة أم تأخر وجبة العشاء إلى ما قبل النوم أو شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم ، وهو ما قد يؤدي الي نوع من التخمة وضيق النفس ومن ثم الي كوابيس وأحلام مفزعة . . إلخ.
و تشير الدراسات إلى أنة كلما زاد الوزن زادت فترة النوم الملي بالاحلام و الكوابيس ، ولكن هذا لمن : يفصل بين الاسباب الروحية و المتمثلة بالشيطان الذي ييجري في الإنسان مجرى دمة وبين ماذكرناه و نذكره في هذه الجزئية في حديثنا عن الكابوس. . .
إقامة الصلاة
تدل في المنام على إنجاز الوعد وبلوغ المراد، وعلى الفَرَج لَمن هو في شدة. ومَن رأى كأنه أقام الصلاة على باب أو سرير فإنه يموت. ومَن رأى سجيناً كأنه يقيم الصلاة أو يصلي قائماً فإنه يطلق من السجن. وإن رأى شخصاً غير سجين أنه يقيم الصلاة فستقوم له أمور بيع ناجحة. ومَن رأى أنه أذَن وأقام الصلاة فإنه يقيم سنْة ويميت بدعة.
قطع عليه الطريق: وذهب له مال أو متاع، أصيب بإنسان يعز عليه. وإن رأى لصا دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به، فإنه يموت إنسان هناك. فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو. ومن رأى أنه أسير أصابه هم. ومن رأى أنه ضعيف في جسمه أصابه هم. ومن رأى أنه محزون أصابه سرور. ومن رأى أنه عليه حملا ثقيلا مجهولا، أصابه هم.
السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما: فإنّه كلام حلو حسن أقبل من حبيب وولد أو زوجة، وقيل دنانير ودراهم. وأما ما يعمد من العسل والحلو، فإن كان هو الذي عقدها، جمع مالاً من كده وسعته طيباً. فإن أفادها ولم يدر من عقدها، نال ذلك ممن عمل غيره، كالغنائم والموارث والغلات.
ومن رأى أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الاسلام وراء ظهره لقوله تعالى " فنبذوه وراء ظهورهم " وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقال بعضهم ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح.
وقال بعض المعبرين ربما يكون التخليل دالا على النظافة وازالة شيء مكروه، وأما تخليل الأصابع فيؤول بالنظافة واتباع الأمور الحميدة، وقال بعض المعبرين ربما يكون مناكحة بين الانسان أو تزويج الأولاد.
قال الكرماني من رأى أنه يضرب بالجنك فإنه يؤول باتصال مع امرأة جميلة جليلة القدر وحصول العز والجاه له منها بالمال الحسن وحسن الكلام وسياقة القول والسمع ويكون الاتصال)
بينهما بنكاح شرعي.
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا
ومن رأى أنه جالس على الهواء فإنه على هوى من دينه وغرور من أمره ومن رأى أنه ينظر في سراب فإنه كلام باطل يبلغه أو هو مقيم على أمر باطل وكذلك الهباء في التأويل لا خير فيه
وأما رؤية الحيات والعقارب فمن رأى أنه يقاتل حية فإنه يعالج عدوا والظافر منهما هو الظافر على صاحبه وحيات البر أشد من حيات الماء وسودها أشد من بيضها ومن رأى أن حية لدغته فإن عدوه يناله بمكروه بقدر اللدغة ومن رأى أنه قتل حية فإنه يظفر بعدو ومن رأى حية ميتة فإنه يكفيه الله أمره ومن رأى أنه ملك حية ليس يتخوفها فإنه يصيب سلطانا بقدر تلك الحية في الحيات وإن كانت الحية من ذهب أو كان عليها تصاوير فإنه يملك سلطانا عظيما وإن كانت بيضاء صغيرة وهو يملكها فإنه جده الذي يسعى له وإن لم يملكها فإنه عدو ضعيف والحية الصغيرة عدو من الأهل وغيره ومن رأى بين يديه حية تسعى فقبض عليها بيده فإنه يأمن مما يخاف ومن رأى أنه يتخوف حية ولم يعاينها فإن ذلك أمن له من عدوه فإن عاينها فإنه يصيبه خوف من عدوه ومن غير ضرر يلحقه منه ومن رأى أن حية كلمته فإنه يرى شيئا يتعجب منه وينال خيرا كثيرا ومن رأى حيات في أجواف البيوت فإنها أعداء من النساء والأقارب وإن رأى الحيات خارج البيوت فإنها أعداء من الأبعدين ومن رأى حية في بيته أو على سريره فإنه امرأته عدوة له ومن رأى أنه حية خرجت من أنفه أو من ظهره أو إحليله فإنه يولد له غلام وإن خرجت من أذنه أو من بطنه أو دبره فإن في عياله عدوا يخرج منه وإن رأى أن الحية دخلت في حلقه أفاد علما عظيما ومن رأى أنه يأكل من لحم حية فإنه يصيب من مال عدوه وينال غبطة وسرورا
ما المستند علية في قلب المعني في التعبير , كالبكاء يعبر بالفرح , والموت في الحياة ؟
مما هو شائع بين المعبرين من مناهج التعبير; التعبير بقلب المعني , كالبكاء يعبر بفرح , والموت يعبر بحياة , وهذا أري استخدامة عند وجود معني سئ , فيقلب تفاؤلا , ومما وجدتة من أدلة تعضد هذا المنهج ما جاء في قولة تعالي : ( اذا يريكهم الله في منامك قليلا ولو أرئكهم كثيرا لفشلتم ولتنزعتم في الأمر ولكن الله سلم انة عليم بذات الصدور (43)واذ يريكموهم اذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا والي الله ترجع الأمور (44)(الأنفال : 43 , 44 ) .
قال مجاهد : أراهم الله اياة في منامة قليلا , وأخبر النبي صلي الله علية وسلم أصحابة بذلك فكان تثبيتا لهم .
قال سيد قطب : والرؤيا صادقة في دلالتها الحقيقية , فقد راهم النبي قليلا وهم كثير عددهم , ولكن قليل غناؤهم , قليل وزنهم في المعركة . . . الخ .
ولما تقابل الطرفان وجها لوجة تكررت الرؤيا النبوية الصادقة في صورة عيانية من الجانبين , بحيث يري المؤمنون الكافرين قلة , ويري الكافرون المؤمنين قلة , بحيث أن كلا من الفريقين أغري بخوض المعركة .
والسبب في أن الكافرين يرون المؤمنين قلة ; كما قال الرازي : ألا يستعد الكافرون كا الاستعداد , وأن يجترؤوا علي المؤمنين معتمدين علي قلتهم , ثم تفجؤهم الكثرة فيدهشوا ويتحيروا . . . الي أن قال : وفي التقليل من الطرفين معارضة تعرف بالتأمل .
اذا الكافرون كانوا في الحقيقة كثير , والمؤمنون قلة , ورؤية النبي صلي الله علية وسلم لهم قليل في الرؤيا , جاء لحكمة عظيمة , وهي أن يجرأ الله المؤمنين علي الكافرين في ميدان القتال , وهذا مما ساعد المؤمنين علي تحقيق النصر , والله أعلم .
ويوجد صورة قريبة من هذة , فالأقارب أحيانا ينوب بعضهم عن الاخر في المنام , فقد نري العم , ويكون المعني عم اخر , وقد نري أحد الاخوة , ويكون المعني منصرفا لأخ اخر , وهكذا .
ما حكم الكذب في الأحلام في مجالي الشعر , والتمثيل ؟
الكذب كبيرة من كبائر الذنوب , وهو : الاخبار عن الشئ خلاف ما هو علية وعكسة الصدق وهو : مطابقة الخير للواقع
والصدق من أعظم خصال الخير , وهو من مكارم الأخلاق التي جاء الشرع بتأكيدها والأمر بها . فهو خلق رفيع يتمثلة الأفاضل من الناس , ويجتنبة الأراذل منهم , ولذلك كان وصفا ملازما للأنبياء عليهم وعلي نبينا الصلاة والسلام , وضدة ما كان ملازما للمنافقين وأشباههم وهو الكذب كما قلنا , وقد جاءت نصوص الشريعة متضافرة بالعدوة للصدق والتحذير من الكذب , ومن ذلك ما يلي :
قال الله تعالي : "يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين (119) , وعن ابن مسعود رضي الله عنة عن النبي صلي الله علية والة وسلم أنة قال : "ان الصدق بر , وان البر يهدي الي الجنة , وان العبد ليتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا , وان الكذب فجور , وان الفجور يهدي الي النار , وان العبد ليتحري الكذب حتي يكتب كذابا" . رواة البخاري (5743) , ومسلم (2607).
.
وقد رخص الشارع في أمور يجوز فيها الكذب، فروت أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار، الكذب كله على ابن آدم حرام إلا في ثلاث خصال : رجل كذب على امرأته ليرضيها، ورجل كذب في الحرب فإن الحرب خدعة، ورجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما ". رواه الترمذي برقم ( 1939 ) .والحديث : حسنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 7723 ) .
وعن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً . رواه البخاري ( 2546 ) ، ومسلم ( 2605 ) .
والكذب لا يجوز في جد ولا هزل بل كله خلق مذموم، وليس هناك كذب سائغ ككذبة أبريل مثلا، إلا كما قلنا مما استثني، أو دعت إليه ضرورة كما نص عليه في الحديث، و كالكذب لإنقاذ معصوم الدم من قاتل، أو لتحصين مال من غاصب، ونحو ذلك .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : (لا يصلح الكذب في هزل ولا جد) .(رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد برقم 387)، ويعظم الكذب إذا ترتب عليه ضرر أو فساد، ويعتبر اعتياد الكذب من كبائر الذنوب.
والكذب في الشعر وإن أساغه البعض من النقاد، فلست معهم؛ والقصائد الخالدة..هي خالدة لصدق مشاعرها وصدق أحاسيسها، وصدق تعابيرها، ولكن لا أجد مسوغا لمن يكذب في الشعر ويدخل ضمن كذبه حلما رآه.
وأما التمثيل فغير ما فيه من مساوئ ومفاسد كثيرة جدا، فيزداد حرمة إن استخدم للسخرية، أو حصل فيه عري واختلاط، أو كذب، ويتأكد جرم الكذب هذا حين تحبك قصة لإنسان، يحلم وهو يكذب، و يستعمل فقط هذا لزيادة الحبكة الفنية كما يثار أو يقال، أو كما يحتج به من النقاد.
والخلاصة أن الكذب في الشعر، أو في التمثيل، مما لا يجوز ولا يحسن فعله من المؤمن أو من المسلم، وعلى الشاعر والممثل أن يبحث عن النصوص الجائزة، وفي هذا براءة له ولذمته، من أن ينشر بين الناس محرما، فيكون مفسدا ومشيعا للفساد، وتأمل أخي لكثير من الشعراء أو الممثلين، ممن اختط لنفسه خطا نزيها، فلم يقدم ما قد يندم عليه غدا، وحاول أن تتشبه به في مجالك، فهناك شعر جيد وجميل، وهناك تمثيل هادف وصادق.
فإن رأى كأنّه يصلي في جماعة مستوية الصفوف، فإنّهم يكثرون التسبيح والتهليل، لقوله تعالى: " وإنّا لَنَحْنُ الصَّافّونَ وإنّا لَنَحْنُ المُسَبِّخون " . فإن رأى كأنّه ترك صلاة فريضة، فإنه يستخف ببعض الشرائع
وقال جعفر الصادق رؤيا الملح الأبيض على خمسة أوجه دراهم وحياء وفعل خير ومال كثير وخادم حسن والملح المر يؤول على خمسة أوجه دراهم مردودة وكلام سيء وحزن وغم وعدم حركة.
ومن رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك فإنه ينال رفعة وسلطانا في الدين وإن لم يكن أهلا فإنه يصيبه بعض بلاء الدنيا ومن رأى أنه لم يتم خطبته وهو ذو منصب فإن الأمر الذي يطلبه متعذر عليه وربما يعزل عن منصبه ومن رأى أن الخطيب عزل عن خطابته وبدل بغيره أو حدث له حادث فيعتبر ذلك في ملك ذلك المكان ومن رأى أنه يعظ الناس فإنه يتولى أمرا يحكم فيه إن كان أهلا وقيل إنه يدعو قوما إلى الحق وسبيل الرشاد وإن رأى أنه يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه ومن رأى أنه يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فليستغفر الله ومن رأى مجلسا يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلا لذلك فسبيلى ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه وإن كان أهلا فهو زيادة علم ورفعة فإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهول وعاقبته إلى خير وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة وقيل رحمة من الله تعالى وربما دل ما أشبه ذلك على أمانة
ومن رأى أن عليه سوارين من فضة فإنه يصيبه ضيق في ذات يده ومكروه فيما يملك فإن كانا من ذهب فهو أشد من الفضة والأجوف خير من المصمت ومن رأى أنه سوره السلطان بعدد سوار فإنه ولد أو أخ ومن رأى أن عليه خلخال ذهب فإنه يصيبه شدة وخوف أو حبس أو قيد فإن كان من فضة فهو أهون وأسرع لفرجه
ومن رأى أنه ملك عقابا مطواعا فإنه يصيب سلطانا أو يسافر سفرا بعيدا ومن رأى أن عقابا ضربه بمخالبه أو بغيرها فإنه يناله مكروه في سلطانه بقدر ذلك ومن رأى أن عقابا انقض عليه من السماء فإنه يموت سريعا ومن رأى أنه ملك حدأة وهو يطيعه ويصيد له فإنه يصيب سلطانا ورفعة ومالا كثيرا وإن رأى أن الحدأة ذهب منه بعدما ملكه فإن ابنه يموت ولا يبلغ مبلغ الرجال
لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا ، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ...] ، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم ] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب : كان النبي [صلى الله عليه وسلم ] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .
والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة ؛ أقصد إمكانية تعلم ، وتعليم هذا العلم ، وهي أنه يمكن تعلمه ، وتعليمه .
وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض ؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة ، وكأن فيه تشبها بالرسل ، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا .
وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي ، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي :تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة،ص:96، وما بعدها، الناشر : دار التدمرية .
قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق :
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا ، والمبادرة إلى تأويلها ، وتعجيلها أول النهار ، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ، ونحوهما .15/30
وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/437:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها ، وترك إغفال السؤال عنه ، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب ، وأسرار الكائنات .
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/313 تعليقا على الحديث السابق : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ، ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/130 :
علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
وقال في موضع آخر 5/143 :
عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/415 :
أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له ، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة .
وقال الإمام مالك ، وقد سئل : أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ، ثم قال : لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها . فإن رأى خيرا أخبره ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت .
وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/442 : ومنها أي الفوائد على الآية السابقة :أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده .
وقال أيضا 2/449 : ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية ، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه ، وتعليمه .
ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/399 .
وذكر ابن سعد في الطبقات 7/124 : أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم ، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى ، ويصوبه أحيانا ، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه ، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها ، ولذلك نجده بعد إحدى المرات ، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره : كذلك قال الملك . ، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لا يجامله ، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده : أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ فقال النبي : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .
كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها ، فكانت تعرض عليه الرؤى ، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف ، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله :
[ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .
وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها ، وتعبيره موجود في السلف والخلف ، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف .
حكاك الفصوص والجواهر
تدل رؤيته في المنام على المؤدب، وعلى العالم بمقاصد الناس في العلم والحكمة. وربما دلّت رؤيته على الشر والخصومات والتردد والأسفار. وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس.
ومن رأى أنه جالس على الهواء فإنه على هوى من دينه وغرور من أمره ومن رأى أنه ينظر في سراب فإنه كلام باطل يبلغه أو هو مقيم على أمر باطل وكذلك الهباء في التأويل لا خير فيه
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
تدل على نفسها، فما نزل منها أوجاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ، ليس للخلق فيه تسبب، مثل أن يسقط منها نار في الدور، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت. وإن سقطت منها نار في الأسواق، عز وغلا ما يباع بها من المبيعات. وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات، أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد، وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال، كالعسل والزيت والتين والشعير، فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة، يكون نفعها في الشيء النازل من السماء، وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته، لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها، مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها، وضعفهم عن الخروج من تحتها. فما رؤي منها وفيها أو نزل بها وعليها، من دلائل الخير والشر، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله، فمن صعد إليها بسلم أو سبب، نال مع الملك رفعة. وعنده، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم، ناله خوف شديد من السلطان، ودخل في غزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه. وإن كان ضميره استراق السمع، تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه. وإن وصل إلى السماء، بلغ غاية الأمر، فإن عاد إلى الأرض، نجا مما دخل فيه، وإن سقط من مكانه عطب في حاله، على قدر ما آل أمره في سقوطه، وما انكسر له من أعضائه، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة، ثم لم يعد إلى الأرض، هلك من علته، وصعدت روحه كذلك إلى السماء. وإن رجع إلى الأرض، بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجوان شاء الله، إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرج منه، فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام، لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، ولا تصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب، فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله، أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك، فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة، والخصب، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر. وأما إن رمى الناس منها بسهام، فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون، فتحت أبوابه عليهم. وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه، وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار، فهي فتنة تطيش سهامها، يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره. وإن كانت تقع عليهم ضرر فيجمعونها ويلتقطونها، فغنائم من عند الله، كالجراد، وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه، أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه، وأما دنو السماء، فيدل على القرب من الله، وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات. وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي، يقبل دعاؤه ويستجاب، لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء، وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد، وكل من هو فوقك بدرجة، الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه، وما وقع في ضميره. وأما سقوط السماء على الأرض إن كان مسافراً وقد يعود أيضاً ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم، وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة، أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون، وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال، فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن، والعرب تسمي المطر سماء، لنزوله منها.
وقال الكرماني من رأى أنه يقسم شيئا بلا رضا صاحبه فإن تأويله عن الخير والشر يؤول إليه والعض على الشيء فيه وجهان إذا كان على نحو حبل مما ليس فيه نتيجة فليس بمحمود وإذا كان مما يحصل نتيجة فلا بأس به.
وأما الجريان والعدو سواء كان راكبا أو ماشيا فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع وقال بعضهم من رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الأمر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلا ويظفر به وإن كان راكبا فإنه يدل على تجديد سفره
وأما الخف فمن رأى أنه يلبس خفا وليس ممن يلبسه في اليقظة فإنه خوف وهم يصيبه أو سجن أو تكون له امرأتان وقيل إن كان في غم فإنه أمن مما يخاف وربما كان الخف جنة من المكاره وربما كان سفرا في البحر ومن رأى أن احد خفيه انتزع منه واحترق فإنه يذهب نصف ماله وإن ذهب خفاه معا ذهب ماله كله وإن رأى أنه يلبس جوربا فإن الجورب له وقاية فإن كان الجورب جديدا صحيحا فإنه يؤتي الزكاة ويفعل بماله خيرا وإن كان باليا متقطعا فإنه يمسك الزكاة ومن رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح
نادرة روى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رآني فقد رآني حقا أخبرني من هو مقبول الرواية إن حاكما رأى النبي عليه الصلاة والصلاة في المنام وهو عريان قال فغطيته بسجادة كانت لي فلما أصبحت أتيت مستبشرا إلى بعض المعبرين فقصصت عليه الرؤيا فقال أنت تحكم بغير الحق لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ورؤيته حق وتغطيتك إياه تغطية الحق قال فسمع بهذه الرؤيا وتعبيرها قاضي القضاة بتلك المدينة فعزله عن الحكم.
ومن رأى العرش والكرسي دل على أن الرائي زاكي العمل كثير الخير والبركة هذا إن رآهما على هيئة حسنة وإلا دل على بدعة وضلالة ومن رأى العرش وهو مريض دل على أنه يموت ومن رأى أنه جالس عليه فإنه رفعة وعز وشرف إن كان أهلا والكرسي يدل للعلماء وذوي المناصب على الرفعة والعدل لمن جلس عليه ويدل على التزوج والسفر وللمريض على الموت
ومن رأى أنه حوسب وقع في محنة وعذاب ومن رأى ميزانه قد رجح حسن عمله وأطاع به وإلا فعلى قدر ما رآه ومن رأى الميزان دل على انبساط العدل وارتفاع الظلم ومن رأى أنه مر على الصراط سليما نجا من شدة وفتن وبلاء وإن سقط منه في النار يقع في فتنة وبلاء وإن رأى أنه قائم عليه تستقيم على يديه أمور معوجة ومن رأى أنه شرب من الحوض فإنه يموت على الإسلام
ومن رأى أنه يصلي الفريضة وتمت صلاته واستقامت قبلته فإن حاجته تتم ويبلغ منها ما أمله ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول كسب حلال أو وعد قريب يأتيه خيرا كان أو شرا وإن رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه من أمر دنياه وآخرته وإن رأى أنه يصلي الجمعة فإنه يتم له ما يريده ويبلغ ما أمله وإن رأى أنه يصلي العصر فهو حصول مراد لكن بعد مشقة وإن رأى أنه يصلي المغرب فإنه الأمر الذي هو طالبه من خير أو شر قد انقضى وإن رأى أنه يصلي العشاء فإنه يعامل أقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء وشرط فيما ذكر ان يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو مخالف لما ذكر ومن رأى أنه يصلي صلاة فاتته من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه ومن رأى أنه يصلى بالقصر في صلاته فإنه يسافر ومن رأى أنه يصلي النافلة في ليل أو نهار فإنه يعمل عملا صالحا ومن رأى أنه يصلي وهو يضحك فيها فإنه كثير اللهو عنها ومن رأى أنه يصلي وهو جنب أو في مكان لا تجوز الصلاة فيه فإنه فاسد الدين ومن رأى أنه يصلي بغير وضوء فإنه يمرض ومن رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد انحرف عن الإسلام وربما التمس من امرأته دبرها أو توجه عنها لغيرها أو يرزق الحج إن كان الرائي مشهورا بالخير وقيل من رأى أن أهل المسجد يصلون إلى غير قبلة عزل رئيسهم ومن رأى عالما يصلي إلى غير قبلة أو عمل بخلاف السنة أو أنه يصلي فوق الكعبة فقد خالف الشريعة واتبع الأهواء ومن رأى أنه يصلي في الصحراء فهو إما سفر أو حج ومن رأى أنه يصلي بأحد المساجد الثلاثة فإنه دليل على مضاعفة الأجور له وقبول أعماله ومن رأى أنه يصلي على دابة فهو حصول هم ومن رأى أن الصلاة فاتته عن وقتها ولا يجد موضعا يصليها فيه عسر في أمر
ومن رأى أنه يؤم قوما في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها أو يستقيم أمره ويصلح حاله ومن رأى أنه يؤم قوما مجهولين بموضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت ومن رأى أنه يصلي قائما والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمرا لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الأمر ومن رأى أنه يصلي قاعدا والناس يصلون خلفه قياما فتعبيره ضد ما تقدم ومن رأى أنه يصلي قاعدا أو راقدا فإنه يدل على عجز عن امر وربما دل على توعك البدن أو دل على كبر السن ومن رأى أنه يسأل الله في صلواته فإنه يرزق ولدا ومن رأى أنه جلس في التحيات فهو زيادة خير ومن رأى أنه يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة للرائي ومن رأى أنه راكع أو ساجد كان ذلك ظفرا وصلاحا إلا أنه يرى أنه خر على وجهه من غير أن ينوي به السجود وهو إن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر
ما الفرق بين السنة والغفوة والنوم :
لعل هذة المسالة الدقيقة جديرة بتضمينها الكتاب , ومما قيل في الفرق بينها :
أن الأبخرة متصاعدة على الدوام من الجسد إلى الدماغ. فمتى صادفت منه فتوراً أو إعياءً استولت عليه. وهو معدن الحس والحركة، فيحصل فيه فتور وهو السنة.
فإن عم الاستيلاء حاسة البصر فهو غفوة.
وإن عم جميع الجسد فهو نوم مستثقل.اهـ . وانظر : "القرافي في الذخيرة"(1227) :
وقال الكرماني من رأى أنه راكب نمرا فإنه يؤول على أوجه بعلو المنزلة والقدر والجاه ويقهر عدوه ورؤيا لبنه تؤول بالخوف من الأعداء وآخر الأمر إلى سلامة ولحمه يؤول بالمال وقيل)
بشهرة له في الحرب وجلده وشعره وعظمه يؤول بمال العدو.
ومن رأى العرش والكرسي دل على أن الرائي زاكي العمل كثير الخير والبركة هذا إن رآهما على هيئة حسنة وإلا دل على بدعة وضلالة ومن رأى العرش وهو مريض دل على أنه يموت ومن رأى أنه جالس عليه فإنه رفعة وعز وشرف إن كان أهلا والكرسي يدل للعلماء وذوي المناصب على الرفعة والعدل لمن جلس عليه ويدل على التزوج والسفر وللمريض على الموت
ومن رأى أنه حوسب وقع في محنة وعذاب ومن رأى ميزانه قد رجح حسن عمله وأطاع به وإلا فعلى قدر ما رآه ومن رأى الميزان دل على انبساط العدل وارتفاع الظلم ومن رأى أنه مر على الصراط سليما نجا من شدة وفتن وبلاء وإن سقط منه في النار يقع في فتنة وبلاء وإن رأى أنه قائم عليه تستقيم على يديه أمور معوجة ومن رأى أنه شرب من الحوض فإنه يموت على الإسلام
ويؤول القمر بوزير السلطان أو عامله وكذا الأنجم الخمس السيارة الزهرة والمريخ وعطارد والمشتري وزحل فمن رأى منها تلطفا وإقبالا حصل له عز ورفعة فالزهرة تؤول بزوجة الملك والمريخ بصاحب الجيش وعطارد بكائن والمشتري بالخزان أي خازن الملك وزحل بصاحب عذابه وأما سائر النجوم فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى أنه اقتدى بهم اهتدى وتؤول أيضا بأشراف الناس فمن رآها قد اجتمعت في حال إشراق فإنه صلاح حال أشراف الناس واجتماع أمرهم وإن رآها قد تفرقت أو طمست فإنه افتراق أمرهم وفساد حالهم ومن رأى أنه يصنع شيئا لها فإنه يصنع بالناس مثل ذلك ومن رأى أنه يأكلها فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ومن رأى أنه أخذ نجما من السماء فإن كانت امرأته حبلى ولد له ابن ومن رأى نجوما انقضت على رأسه أو رآها في بيته أصاب سلطانا ورفعة ومن رأى نجما سقط في الأرض دل على سقوط رجل كبير عن منزلته وإن كان له غائب قدم عليه أو حامل أتت بولد شريف وإن كان ذلك من النجوم المؤنثة فإن الولد جارية وإن رأى نجما سقط عليه مات سريعا