من رأى أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء فإن كان فيها قحط يدل على الخصب، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه عفا عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " وأما العلم الناقص فيدل على الاياس من الوجود ووقوع الحذر في الرؤيا، وأما العقد فهو على أنواع متعددة.
والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت، وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامداً للّه عزّ وجلّ. والنوم على الجنب خير أو مرض أو موت. ومن رأى أنّه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده.
ومن رأى الشمس مضيئة قد طلعت في بيته خاصة يخطب امرأة من أقاربه وإن رآها طلعت في بيت غيره يخطب امرأة من الأجانب وفي كلاهما يحصل له خير ومنفعة من أهل تلك المرأة.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة، أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً. وإن كانت بينهما عداوة، فإنّه يظفر بالمسلم، ويأمن بوائقه. ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه، فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
فإن رأى أنه وضع على مائدة طعاماً، فإنه سرور. وإن كان دسماً، فإن في المنازعة بقاء. وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم، فإنه خير فيه هم وثبات. فإن كان بغير دسم، فإنه لا يكون فيه ثبات. فإن كال رفع الطعام ووضعه، فإنه تطول تلك المنازعة.
من رأى منجنيقا يرمى به على قلعة أو مدينة منسوبة إلى الإسلام فإن الرائي يحصل منه كلام يكون فيه نقص للاسلام، وربما كان فيه ضرر لأهل ذلك المكان فليتق الله، وإن كان يرمي به على مدينة الكفار أو قلعتهم فإنه دليل على أن الرامي قائما في دين الله مبغضا لما سواه.
ومن رأى كأنه على الجنازة: فإنه يواخي إخوانا في الله تعالى: لقوله عز وجل: " إخوانا على سرر متقابلين " . وقال بعضهم أن الجنازة رجل موافق يهلك على يديه قوم أردياء.
إن رأى أنه مريض مشرف على النزع، ثم مات وتزوجت امرأته فإنه يموت على كفرفإن رأى امرأته مريضة، حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم، ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً لا جاموساً. ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً، أو يرى الغنم والبقر من بعيد، أو يرى الاغتسال بالماء، فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض.
ومن رأى رسولا جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين إما بشارة وخيرأوهم ومصيبة.
قال دانيال من رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه ويندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه، وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره.
طرق على الباب
إذا سمعت طرقاً على الباب في أحلامك فإن هذا يعني أنك سوف تتلقى عما قريب أنباء ذات طبيعة خطيرة.
إذا حلمت أن طرقاً على الباب أيقظك فإن الأخبار سوف تؤثر عليك بشكل خطير.
من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك يحصل له علو وقدر وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة، وإن كان غنيا يفتقر وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدل وإنصافه، وإن كان مفسدا يتوب الله عليه، وإن كان امرأة فيفتضح زوجها، وقيل يشتهر على رؤوس الأشهاد بكلام لا خير فيه، وقيل انها تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنا وعلى كل حال لا خير فيه.
ومن رأى أنه معه على فراش فإن كان الفراش معروفاً فإنه يأتيه منه جارية أو يتزوج من عياله ويكون مقامها بقدر سمك الفراش وحسنه وإن كان الفراش مجهولا فإنه يشركه في أمره ويوليه مكانا يحكم فيه أو يكون مقربا عنده.
وإذا رأى في المنام ما يدل على الخير وأراد بذلك أن المريض ينتظر الشفاء والمظلوم ينتظر الظفر وذكر قبل ما به خصب سائر الورى إلى آخره هذا إذا كان مع فقر وانخضاع، وأما الأغنياء فهو فقر وحاجة وليس لهم ذلك بمحمود.
ومن الرؤيا التي أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا فوقعت على وفق تأويله ثم أولتها عائشة -رضي الله عنها- بخلاف ما كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يؤولها عليه فوقعت على وفق تأويل عائشة -رضي الله عنها- وقد جاء ذلك فيما رواه سليمان ابن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم -رضي الله عنها- قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملا
فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا)
فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله
صلى الله عليه وسلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها: عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها فاتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت: فأخبريني ما هي؟ قالت: حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرعضها عليه كما
كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك ولتلدن غلاما فاجرا فقعدت تبكي وقالت: مالي حين عرضت عليك
رؤياي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها: (ما لها ياعائشة)؟ فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مه ياعائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها) فمات والله زوجها ولا اراها إلا ولدت ولدا فاجرا .
حجارة منصوبة على حافة الطريق
إذا حلمت أنك تخطو فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني ارتقاءك السريع في العمل، وسوف ينظر العامة والأصدقاء إليك باحترام كبير.
إذا حلم العشاق أنهم يخطون فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني زواجاً مبكراً يتبعه انسجام بين الزوجين، ولكن إذا سقطت في الحلم عن تلك الحجارة فسوف يعاكسك الحظ.
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
من رأى أنّه على فرس يجمح به، فإنّه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس، وقد يكون تأويل الفرس حينئذٍ هواه، يقال ركب فلان هواه، وجمح به هواه. وإن كان الفرس عرماً كان الأمر أشنع وأعظم، ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب، ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة، إلاّ أن يرى للفرس جناحاً يطير به بين السماء والأرض، فإنّ ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر. والبلق شهرة، والدهم مال وسؤدد وعز في سفر، والأشقر يدل على الحزن، وفي وجه آخر أنّ الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقراً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على فرس قوائمه من حديد. فقال توقع الموت. وحكي أنّ علي بن عيسى الوزير قبل أن ولي الوزارة، رأى كأنّه في ظل الشمس في الشتاء، راكب فرس مع لباس حسن، وقد تناثرت أسنانه، فانتبه فزعاً، فقص رؤياه على بعض المعبرين، فقال: أما الفرس فعز ودولة، واللباس الحسن ولاية ومرتبة، وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه، وأما انتثار أسنانه فطول عمره.
وقيل من رأى فرساً مات في داره أو يده، فهو هلاك صاحب الرؤيا. ومنِ ركب فرساً أغر محجلاً بجمِيع آلاته وهو لابس ثياب الفرس، فإنّه ينال سلطاناً وعزاً وثناء حسناً وعيشاً طيباً وأمناً من الأعداء.
ومن رأى أنه قتل على يد الكفار في الغزاة فإنه يدل على وفور السرور وحصول رزق حلال وطول عمر لقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله " .
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا اصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود.
ومن رأى أن رجلاً يضربه على هامته بالمقرعة والتوت في رأسه وبقى أثرها فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن وقعت في جفن عينيه فإنه يريد هتك دينه، وإن قلع اشفار جفنه فإنه يدعوه إلى بدعة، وإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته، وإن ضربه على شحمة أذنه وخرج منها دم فإنه يقرع ابنة المضروب.
ومن رأى على رأسه قلنسوة من حرير أسود كما هو عادة الأعاجم فإنه يدل على الخير والمنفعة، ومن رأى على رأسه قلنسوة من ذهب فإنه يدا على حصول منفعة من اناس متكبرين ضعيفي الدين، وإن كان من فضة فإنه يدل على حصول منفعة من علمه، وإن كانت من حديد فإنه عز وجاه وقوة من ملك.
سقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف. وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه، وليس يرجى صلاحه ولا حياته. وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها. وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق، فإنه لا يرجى. والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه، وصلاحه وإفاقته لأنّه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه. والمخطوف كخطف الموت.
أمثلة على الرؤى:
وهذا الجزء سأتحدث فيه عن امثلة لبعض رؤى الرسول صلي الله علية وسلم وبعض رؤى الصحابة رضي الله عنهم , وأبدأ. برؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
(أ) رؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
وألفت هنا إلى حديث عائشة المتفق عليه الذي رواه البخاري في صحيحه قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم من من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرئ رؤيا إلأ جاءته مثل فلق الصبح ). (1)
وقد جاء في رواية آخرى الرؤيا الصالحة , والصادقة والصالحة بمعنى واحد بالنسبة لأمور الآخرة في حق الأنبياء.
وأما بالنسبة لامور الدنيا , فالصالحة تختلف عن الصادقة; إذ أن الصالحة اخص , فرؤيا الأنبياء كلها صادقة , وقد تكون صالحة وهي الآكثر, وقد تكون غير صالحة بالنسبة للدنيا كما وقع في رؤياه يوم أحد حين رأى رؤيا وعبرها بقتل في اصحابه.
وشبهها بفلق الصبح دون غيره, لأن شمس النبوة كانت الرؤيا مبادي أنوارها، فما زال ذلك النور يتسع حتى اشرقت الشمس فمن كان باطنه نوريا كان في التصديق بكريا كا بي بكر, ومن كان باطنه مظلمأ كان في التكذيب خفاشا كأبي جهل , وبقية الناس بين هاتين المنزلتين كل منهم بقدر ما اعطي من النور. (2)
ومن الأمثلة على رؤى الرسول صلي الله علية وسلم المثال التالي:
(أ – 1) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال: "دخلت الجنة فرايت قصرا من ذهب. قلت: لمن هذا . قالوا: لشاب من قريش , فظننت اني أنا هو قالوا: لعمر بن الخطاب". (3)
وهذا الحديث جاء في رواية آخرى:" بينما أنا نائم رأيتني في الجنة" وقوله : " قالوا : لعمر " القائل: جبريل ومن معه من الملا ئكة" وقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "بينما أنا نائم رأيتني في الجنة , فإذا امرأة تتوضأ الى جانب قصرى فقلت , لمن هذا ؟ قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا" . فبكى عمر رضي الله عنه وقال : عليك أغار يا رسول الله صلي الله علية وسلم ؟
وفي رواية عند الامام أحمد : قال ابو هريرة : فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلي الله علية وسلم و قال عمر: بأبي انت يا رسول الله , أعليك أغار ؟ والوضوء هنا من الوضاءة وهي النظافة والحسن اذ أن الجنة ليست دار تكليف, وقد ذكر ابن حجر (4)أن المرأة التي شاهدها الرسول بجانب القصر هي أم سليم
وكانت في قيد الحياة حينئذ فرأها النبي صلي الله علية وسلم في الجنة الى جانب قصر عمر فيكون تعبيره أنها من أهل الجنة لكون الرائي هو رسول الله صلي الله علية وسلم , وكونها إلى جانب قصر عمر ففيه إشارة الى آنها تدرك خلافته وكان كذلك .
(أ - 2 ) وعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلي الله علية وسلم قال : "بينما انا نائم اذ رايت قدحا اتيت به فيه لبن , فشربت منه حتى اني لأرى ألري يجري في اظفاري" ثم اعطيت فضلي عمر بن الخطاب" . قالوا : فما أؤلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : "العلم ". (5)
وهنا أؤل الرسول صلي الله علية وسلم اللبن بالعلم وقد ربط بعض العلماء بين اللبن والعلم بقوله : اللبن رزق يخلقه الله طيبأ بين أخباث من دم وفرث كالعلم نوره يظهره الله في ظلمة الجهل , فضوب به المثل في المنام كما أن الذي خلص اللبن من بين دم وفرث قادر على أن يخلق المعرفة من بين شك وجهل ويحفظ العمل عن غفلة وزلل .
وفي الحديث أن علم النبي صلي الله علية وسلم بالله لا يبلغ أحد درجته فيه, لأنه شرب حتى رآى الري يخرج من أطرافه , وأما اعطاؤه فضل عمر ففيه إشارة إلى ما حصل لعمر بالله , بحيث كان لاياخذه في الله لومة لائم . (6)
(أ - 3 ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله علية وسلم "ارئتك في المنام ثلاث ليال ، جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك . فأكشف عن وجهك فإذا انت هي , فأقول :أن يك هذا من عند الله يمضه " . متفق عليه واللفظ للبخاري) .(7)
ومعنى: سرقة من حرير: لباس أو قماشى آبيض من الحرير.
ويلاحظ في المثال الأول والمثال الثالث من رؤى الرسول صلي الله علية وسلم أن الرسول صلي الله علية وسلم لم يعبرهما لعمر ولا لعائشة , ففهم اذا آنها من الرؤي التي تكون فيها الرؤيا على وجهها وظاهرها لا تحتاج الى تعبير ولا تفسير , وقد ذكر ابن حجر في شرحه لحديث ابن عمر ورؤيته للنار أن بعض الرؤى لا يحتاج الى تعبير. (8)
آما رؤيا عبد الله بن عمر فقد عبر الرسول صلي الله علية وسلم الرؤيا حين أول شرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه اللبن بالعلم
-----------------
( 1 ) متفق عليه من حديث عائشة . اخرجه البخاري في كتاب التعبير باب اول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم الرؤيا الصادقة ( 35112 ) ،واخرجه مسلم كما في شرح النووي في كتاب الإيمان باب بده الوحي إلى رسول الله صلي الله علية وسلم ( 2 / 197 ) - مرجع سابق.
( 2 ) انظر فتح الباري - مرجع سابق - (355/12 ).
( 3 ) رواه البخاري في كتاب التعبير, باب القصر في المنام ( 41612 ) - مرجع سابق - ورواه أحمد في مسنده في مسند انس بن مالك، انظر شرح ثلا ثيات أحمد للسفاريني (7391 ) . مرجع سابق .و أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح لسنن الترمذي في كتاب المناقب باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه - نشر دار احياء التراث العربي - بيروت.
( 4 ) فتح الباري • مرجع سابق - ( 12 / 416 ).
( 5 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 393) _ مرجع سابق - ومسلم كما في النووي ( 15/ 16 ) مرجع سابق.
( 6 ) فتح الباري ( 12 /0 41 ) - مرجع سابق - , محمد عبد العزيز الهلاوي: رؤى النبي صلي الله علية وسلم وأحلام الصحابة , نشر دار الطلائع ,القاهرة: 1412 ة ص 5 .
(7) أخرجه البخاري كما في الفتح (12/399) مرجع سابق و (7/223) ورواه مسلم كما في النووي (15/202) في كتاب فضائل الصحابة وفي فضل عائشة رضي الله عنها مرجع سابق.
(8) ابن حجر - فتح الباري - مرجع سابق (12/419).