قطع الرأس
هو في المنام للمملوك عتق، وربما دلّ على ترك الصلاة أو الردة عن الدين. ومَن رأى أن عنقه ضُرب وكان مهموماً فرج عنه، أو كان مديناً قُضي دينه، فإن عرف الذي ضربه نال منه خيراً كثيراً، وإن كان مريضاً شفي، وإن لم يكن حج فإنه يحج. وإن رأى أن ملكاً ضرب رقاب رعيته فإنه يعفو عن المذنبين. وإن رأى أن عنقه يضرَب بحكم الحاكم أو بقطع الطريق أو في الحرب فإنه يموت أبواه. وإذا رأى ذلك من حُكم عليه بالقتل فهو دليل نجاته. ويدل بالنسبة للصيارفة وأرباب رؤوس الأموال على ذهاب رؤوس أموالهم، ويدل بالنسبة للمسافرين على رجوعهم، وفي المتخاصمين على الغلبة.
إذا حلمت برؤية بساط الرحمة فإن عدواً لك سيحاول التجريح بك والتشهير بسمعتك وأمانتك. وإذا رأيت في الحلم بساط رحمة فسوف تدخل في خصام مع جهات لها وزنها وتجني كراهية الأصحاب.
الرسّام
تدل رؤيته في المنام على قبول الكلمة، أو على صاحب الرأي، أو على صاحب الأنساب والعقارات، والمشارك في كل علم والرسام صاحب أمر ونهي، وربما كان مهندساً.
الريح: تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها. وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه، وقد كانت خادماً لسليمان عليه السلام. وربما دلت على العذاب والجوائح والآفات لحدوثها عند هيجانها، وكثرة ما يسقط من الشجر، ويغرق من السفن بها، لاسيما إن كانت دبوراً، ولأنّها الريح التي هلكت عاد بها، ولأنّها ريح لا تلقح. وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات، لأنّ الله عزّ وجلّ يرسلها نشراً بين يدي رحمته، وينجي بها السفن الجاريات بأمره، فكيف بها إن كانت من رياح اللقاح، لما يعود منها من صلاح النبات والثمر، وهي الصبا وقد قال صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " . والعرب تسمي الصبا القبول لأنّها تقابل الدبور، ولو لم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمها لكفى. وربما دلت الريح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس، كالزكام والصداع، ومنه قول الناس عند ذلك هذه ريح هائجة، لأنّها علل يخلقها الله عزّ وجلّ عند ريح تهب وهواء يتبدل أو فصل ينتقل.
فمن رأى ريحاً تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة، فإنّه يملك الناس إن كان يليق به ذلك، أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز، أو يسافر في البحر سليماً إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله، أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة. أو تحته ريح تنقله وترفعه، ورزق إن كان فقيراً، وإن كان رفعها إياه وذهابها به مكوراً مسحوباً وهو خائف مروع قلق. أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازج وحس، فإن كان في سفينة عطبت به، وإن كان في علة زادت به، وإلا نالته زلازل وحوادث، أو خرجت فيه أو أمر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام. فإنّ لم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة. فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر، أو تطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام، فإنّه بلاء عام في الناس، إما طاعون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك. فإن كانت الريح العامة ساكتة أو كانت من رياح اللقاح، فإن كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو، بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم.
وريح السموم أمراض حارة. والريح مع الصفرة مرض، والريحِ مع الرعد سلطان جائر مع قوة. ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطاناً أو سافر سفراً لا يعود منه، لقوله تعالى: " أو تَهْوي بهِ الريخ في مَكَانٍ سحيق " .
وسقوط الريح على مدينة أو عسكر، فإن كانوا في حرب هلكوا والريح اللينة الصافية خير وبركة، والريح العاصف جور السلطان، والريح مع الغبار دليل الحرب.
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها، فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها. وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تدل من الإِسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه، كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحلق الذكر وجوامع الخير، وقبول أهل الصلاح، لقوله عليه السلام: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " . وقوله عليه السلام: " القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " .
وقد تدل الروضة على المصحف، وعلى كل كتاب في العلم والحكمة، من قولهم، الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء. وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها، فمن خرج من روضة إلى سبخة، أو إلى أرض سوداء أو محترقة، أو إلى حيات وعقارب، أو إلى رماد أو زبل، أو إلى سقوط في بحر، نظرت في حاله، فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً. وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة. أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية. وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها، فإن كان ذلك في إبان الحج، أو كان فيها يؤذن في المنام حج. وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره، وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له. فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره، وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه، وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه، وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته، مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
الراية
هي في المنام أمر معلوم مشهور، ورئاسة. والراية عالم أو إمام أو زاهد فطن شجاع أو غني سخي، أو قوي غالب يُقتدَى به. فإن كانت الراية حمراء فإن الرجل يرى ما يدل على السرير، وإن كانت سوداء فإنه يرى من الراية سؤدداً. واللواء للمرأة زوج. ومن رأى الأعلام فذلك مطر، وإن كانت الأعلام سوداء فإنه عالم، وإن كانت بيضاء فهو غيور لا يتزوج، وإن كانت حمراء فهو حرب، وإن كانت صفراء فهي وباء في الجند، وإن كانت خضراء فهو سفر في البر. وإن رأى العلم فإنه سيهتدي لأموره ويخرج من غمه وحزنه وتفتَح له ما انسد عليه من أموره ويُشرَح له صدره. وقيل: من رأى في منامه راية صار في بلده مذكوراً. وإذا رأت المرأة أنها دفنت ثلاثة ألوية، فإنَّها تتزوج ثلاثة أزواج من أشراف الناس يموتون عنها. والراية في المنام زواج، وللحامل ولد ذكر. والراية الكبيرة رياح وأمطار. وصاحب الراية يفسر بالقاضي، فإن حملها من كان طالب القضاء ناله. انظر أيضاً العلم، وانظر اللواء.
الرهن
من رأى في المنام أنه رهينة في موضع فقد اكتسب على نفسه ذنوبا كثيرة فنفسه بها رهينة. ومن رأى أنه رُهن عنده رَهن فإنه يوشك أن يظلم غيره ظلامة، فيصير الراهن عنده مطلوباً به حتى يفك رهنه. والرهن مأخوذ من ثبوت الشيء ودوامه، وهو دال عن الزلل، والإطلاع على الفضائح، أو على ما يبقى الإنسان به رهينا للإنسان القائل فيه. وربما دلّ الرهن على المحنة والابتلاء بالمحبة حتى يعود قلبه رهنا عند من هو مشغول به. فإن رهن في المنام شيئاً نفيساً على شيء حقير ابتلي بحب شخص حقير. ويستهلك منه قدر جليل. وربما دلّ الرهن في المنام على سوء الظن بالراهن والمرتهن وربما دلّ الرهن على السفر.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.
وقال أبو سعيد الواعظ الرطب ولاية بلدة عامرة، ومن رأى أنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه شفاء لقوله تعالى " وهزي إليك بجذع النخلة " الآية فأكلته بغير وقته فشفيت بإذن الله.
وأما السهم والرمي به فإنه يؤول على أوجه قال دانيال السهم يؤول بكلام مستقيم يصل إلى أحد وربما كان غيبة وقيل من رأى أن أحدا يرميه بسهم فإن الرامي يرسل إليه رسولا بكلام خصوصا إذا رماه بالغرض وإن رماه بغير الغرض فإنه يرسل إليه كتابا بقدر مشير السهم.)
غطاء حضن
إذا حلمت بغطاء حضن فإن هذا يشير إلى أن ارتباطات مريبة سوف تضعك تحت مراقبة أعداء أو أصدقاء.
إذا أضعت غطاء حضن فسوف يدين أعداؤك أعمالك ليوقعوا الأذى بأمورك.
وأما الرمح فإنه يؤول على أوجه. فمن رأى أن بيده رمحا مع سلاح غيره فإنه يدل على علو المرتبة وحصول المراد وإن لم يكن مع الرمح فإنه يدل على حصول ولد مقبل أو أخ.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات، والأمراض الحارة دليل على هم من قبل الملك، وأما الأمراض من اليبوسة فانها تؤول باسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها.
نادرة أخبرني رجل أيضا ان الشيخ محمد بن الشيخ عيسى الرحاوي المشهور بجبل بني عليم من بلاد حلب رأى في المنام كأن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أعطاه أربعين جملا فجاء إلى الشيخ شهاب الدين أحمد بن المحسن المغربي وكان يومئذ بقرية من زاوية البار نازلا بها وقص عليه الرؤيا فقال له مكاشفة تعيش من يومئذ أربعين سنة قال الراوي فأقام إلى تمام الأربعين فأشار إليه الشيخ شهاب الدين المذكور أن يحج فإنها آخر السنة التي بقيت من بقية الرؤيا فحج الشيخ محمد المذكور فلما رجع إلى قريته بسرحها المذكور أقام ثلاثة أيام ومات ودفن بازاء أبيه السيد عيسى المذكور فصلى عليه الشيخ شهاب الدين المذكور ثم مات بعده قال الراوي وسمعت ذلك من الشيخ شهاب الدين المذكور من فيه وقصته مشهورة في بلاده.
تدل في المنام على فَرَج أهلها من ضيقهم، أو غناهم بعد فقرهم، وعلى الزوجة للعازب والزوج للعازبة، ورؤية الرحى في الدار التي لم تجر لهم بها عادة دالة على الأنكاد والغلبة والخصام، فإن طحن فيها خبزاً أو لحما أو عسلاً دلّ على فساد أهلها، وريائهم. وإن طحن قمحاً أو شعيرا أو ما فيه نفع دلّ على تسهيل أمورهم وإدرار رزقهم وشفائهم من أمراضهم، وتجديد من يقوم بمصالحهم. وإذا رؤيت الرحى الكبيرة في وسط المدينة أو في المساجد وكان البلد خراباً كانت الرحى، لاسيما إن كانت تطحن ناراً أو صخرا، وإلا كانت طاعونا، لا سيما إن كان ما تطحنه شعيرا معفنا أو ماء وطيناً أو لحماً هزيلاً. وقال بعضهم: الرحى إذا دارت سفراً، فإن دارت بلا حنطة فهو تعب. والرحى إذا دارت معوجة فيغلو السعر. ومن رأى له رحى تدور بالدولاب فإنها رزق غزير لمن رآها. ومن رأى رحى تدور بلا طحن فإنها سفر. والرحى إذا دارت بلا سبب دلّت على قرب أجل الرائي. وأما رحى اليد فرجلان فاسقان شريكان لا يتهيأ لغيرهما صلاحهما. ومن رأى أنه يدير الرحى بيده فيطحن بها، فإنه يتكل في دينه ومعيشته على يده، وينال عيشا ورزقا بقدر ما خرج من ذلك الدقيق. والرحى تدل على الأمور الرديئة، وعلى خادمين أمناء. وقيل: الرحى تدل على الأعراس والأختان. ومن رأى بيده رحى فإنه يُضرَب ويسجن. ومن رأى رحى انكسرت وكان سجيناً فإنه ينجو من سجنه، وإن كان مهموما فرج عنه همه، وإن كان في مهلكة نجا أو مات. ومن رأى أن له رحى تطحن طعاما بماء جار أو بغير ماء، فإن معيشته من كد غيره. فإن رأى أن حجر الرحى انكسر مات صاحب الرحى. فإن رآها تطحن حجارة أصابه خوف. والرحى تدل على الخوف. ومن اشترى رحى تزوج إن كان عازبا، أو زوج ابنه أو ابنته،. أو أشترى خادما، أو سافر إن كان من أهل السفر. ورحى الريح خصوِمة لا بقاء لها. وقيل: انكسار الرحى يدل على فرَج صاحبها من الهموم، وقيل: موت صاحبها، وأما رحى الزعفران فإنها تدلى على الأفراح والمسرات وصلاح الحال والثناء الطيب. وربما دلّت على المرض بالصفراء. ورحى الماء والهواء غلمان السلطان أو بوابه. وربما دلّت على تيسير العسير وجريان السفن وهطول الغيث. ورحى اليد دالة على الراحة والفرَج، وربما دلّت على الشر والخصومة أو الجارية. وربما دلّت على الزوجة والمعيشة والرزق، فإن كانت كاملة العدة دلّت على إنجاز الأمور والسفر السريع. وتدل على المرأة الأكولة الكثيرة الشر.
الرمح
تدل رؤية الرماح في المنام على الحرب والخصومات والمنازعات، وتدل على الطعن في الأعراض والكسب الحرام. وانتصار الرائي على خصومه. والرماح نظير الملك في سعة الولاية. والرماح تدل على المؤدب المصلح للمنافقين وأهل الاعوجاج. والرماح تدرك بها المهمات الجليلة والغنائم الجزيلة. والرمح في المنام عود من العود، وقني من القنيه، وخطي من الخطأ. والرمح امرأة أو ولد أو شهادة حق أو سفر. فمن رأى أن في يده رمحا فيلد له ولد غلام. فإن كان في الرمح سنان فإن ولده يكون قيما على الناس. وانكسار الرمح علة في الولد. وكل كسر لا جبر فيه لا خير فيه. ومن رأى بيده رمحاً وهو راكب فهو سلطان في رفعة وعز. فإن كان الرمح منسوبا إلى السلطان ثم انكسر فإنَ حادثاً يحدث في سلطانه. وإن كان منسوبا إلى أخ فهو مصيبة فيه، هذا إذا انكسر ورمي به ولم يمكن إصلاحه، فإن أمكن إصلاحه فهناك مرض يشفى منه أو يشرف على عزل ثم يُصلَح. وضياع السنان موت أخيه أو ابنه، والمزراق كذلك. والرمح أخ أو صاحب يدافع عن صاحبه. ومن رأى بيده رمحا وهو يسير به في السوق فإنَّه يُرزَق ولداً ذكرا، وإن جعله خلف بابه أو غطاه باليد فإنَّ امرأته تلد جارية. والرمح بلا حديد بنت للحامل، ورزق تلك البنت بنات بعدد عقد الرمح إذا عدها الرائي. ومن رأى سلطاناً ناوله رمحاً فإنَه يولّيه ولاية. وإن كان الرمح راية فالولاية لها صيت. ومن رأى إنساناً طعنه برمح فإنَه يؤذيه بلسانه، ويطعن في عرضه. وإن رأى ملك أن رمحه طال حتى جاوز الحد فإنه يظلم رعيته. ومن رأى أنَه طُعِنَ برمح فسال منه دم، فإنَه يؤجر على ما أصابه من الضارب. وقيل: يصح جسمه ويكثر ماله. وإن كان غائباً رجع إلى أهله سالماً. ومن رأى أنَّه جرح برمح واشتدت الجراح، فإنَّ المجروح يصيب من الجارح مالاً حراماً، فإن قطِع الرمح لحماً أو عضواً فصار ذلك في يد الفاعل فإنه يصيب من الجارح مالاً مكروها في الدين. ومن رأى أنه قاتل الأعداء برمحه فإنَه ينال مالاً حراماً.
الروض
من رأى الرياض الخضر في المنام التي لا يعرف جوهرها فهي الإسلام والدين. وكذلك كل خضرة في الأرض. وقيل من رأى روضة تضرّر فجأة. وإن رؤي الميت في روضة حسنة فهو في الجنة. وتدل الروضة على الدنيا وزينتها وعلى الزوجة الكثيرة المال. والروضة المجهولة قد تدل على كل مكان فضيل يطاع اللّه تعالى فيه كقبر النبي عليه السلام وحلقات الذكر وجوامع الخير وقبور الصالحين، وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كتاب العلم والحكمة، وربما دلّت على الجنة، فمن خرج منها إلى أرض سبخة أو خرج من سنة إلى بدعة أو إلى فعل معصية. ومن رأى نفسه في روضة وهو يأكل منها، وكان في زمن الحج، أو كان فيها يؤذّن، فإنه يحج، وإن رأى الكافر ذلك أسلم، أو رآه المذنب تاب، وإلا فهو فعل خير يفعله كحضور صلاة الجمعة أو تشييع الجنازة.
تختلف الرياحين في المنام باختلاف رائحتها واستعمالها، فهي تدل على تفريج الهموم وعلى العمل الصالح والوعد الصادق. فإن أعطى الميت للحي ريحاناً أو رآه معه فإنه يدلّ على أنه في الجنة. والريحان للأعزب زوجة، وللزوجة ولد، أو علم يتصف به، أو ثناء جميل. وربما دلّ دخول الريحان على الإنسان في المنام على الهم والنكد، وربما دلّ على المرض لأنه يقدّم للمريض. واجتماع الماء والخضرة في المنام دليل على زوال الهموم. والحماحم لا خير في رؤيتها إذا دخلت على المريض فإنه دال على موته لأنه منه حمام وحم. وكذلك جميع الرياحين تدل على قرب الحين وهو الموت، وربما دلّت على الوباء. والريحان السعتري يدل على ما يحتاج ليه الإنسان من مكتوب. والريحان إذا كان نابتاً في محله فهو ذكر جميل وكلام يُسّر به. وعرق الريحان ولد ذكر. ومن رأى على رأسه إكليلاً من الريحان فإنه يُعزل إن كان والياً. وبائع الرياحين صاحب هموم. وإذا رؤيت الرياحين مقطوعة فإنها تدل على كل هم وحزن، فإذا رؤيت في مواضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد. ومن رأى ريحانة رفعت إلى السماء من ناحية من الأرض فذلك موت عالم تلك الناحية. وإنما يدل الريحان على الولد إن كان نابتاً في البستان. ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة. ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه إن لم تكن له رائحة. وقيل: الريحان امرأة، حسنه حسنها، ورائحته حبه لها. وإذا رؤي الريحان مبسوطاً في دار رجل فهو الثناء عليه. فإذا رمى إنسان إنساناً آخر بريحان فالتقفه رجل آخر، فإن الملتقف بينهما يدخل عليه حزن. ومن رأى غيره جالساً في مسجد وحوله ريحان فإن ذلك غيبته وذكرهم له بما ليس فيه. والريحاني في المنام رجل راض عند المصائب، صابر على القضاء والقدر.
زهرة الربيع العطري
إذا حلمت بجمع زهر الربيع العطري فإن هذا ينبئ على ما يبدو بنهاية تعيسة لصداقة دافئة وحميمة، ولكن رؤية زهر الربيع العطري ينمو تعني نصيباً محدوداً للعشاق. هذا حلم مشؤوم.
إذا رأيته في أزهار كامل، فهذا يعني أزمة في أحوالك، قد يتبع هذا الحلم تحطم البيوت السعيدة.
قميص الرجل: شانه في مكسبه ومعيشته ودينه، فكل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك، وقيل القميص بشارة لقوله تعالى: " إذْهَبُوا بقَميصِي هَذَا " . وقيل هو للرجل امرأة، وللمرأة زوج، لقوله تعالى: " هنَّ لباسٌ لَكمْ وأنْتمْ لِبَاسٌ لَهُنّ " . فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته، فإن رأى أنّه لبس قميصاً ولا كمين له، فهوحسن شأنه في دينه، إلا أنّه ليس له مال ويكون عاجزاً عن العمل، لأنّ العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمّان. فإن رأى جيب قميصه ممزقاً فهو دليل فقر. فإن رأى كأنّ له قمصاناً كثيرة، دلت ذلك على أنّ له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجراً عظيماً.
والقميص الأبيض دين وخير، ولبسه القميص شأن لابسه، وكذلك جبته، وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما. فإن رأت امرأة أنّها لبست قميصاً جديداً صفيقاً واسعاً، فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها، وقال النبي عليه السلام: رأيت كأنّ الناس يعرضون عليَّ، وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك، وعرض علي عمر، وعليه قميص يجره، قالوا فما أولت ذلك يا رسول اللهّ؟ قال: الدين.
ا الربيع: فيدل على الدراهم، وقيل إنه يدل علىِ ولد لا يطول عمره، وامرأة لا يدوم نكاحها، أو ولاية لا تبقى، أو فرح يزول سريعاً. والحشيش والمرعى دين، فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش، رأى امرأته مع رجل. فإن نبت على باطن راحته، فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش. وكذلك الحلفاء.
ومن رأى أنه يدخل باب الرحمة فإنه رحمة وإن رأى أنه بظاهره فلا خير فيه لقوله تعالى " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " الآية.
وأما الرشاد فإنه يؤول بالرشد، وإن كان مذهب من قال كل شيء لا يكون طعمه طيبا فليس بمحمود خصوصا إذا أحرق في الفم، وربما دلت رؤياه على غير ذلك مما تقدم في فصل النبات إذا عد منه، وأما الماش فإنه إذا كان مطبوخا دل على خير قليل، وإذا كان نيئا فإنه حزن، وإذا رآه كثيراً ولم يأكل منه فلا بأس به.
ما موقفك من الذين يسألونك عن معني بعض الرموز في المنامات أو الأحلام كمن يسأل عن معني : النار مثلا , أو الجن , أو الفواكه , أو الثعابين وغيرها ؟ فهل لهذة الأشياء معني محددا ؟
هذا يحدث من المتصلين كثيرا. وجوابي أن هذا السؤال لا يصح ، ولست مع من يفسر الأحلام بهذا الشكل ؛ لأن الرؤى(كتل) لا يجوز تجزأتها أو الفصل بين رموزها
وقد يكون في الرؤيا رمز سيء، لكنه قد يكون ذا دلالة حسنة بالنظر لعامل الزمن الذي رئيت فيه الرؤيا ؛ كالنار مثلا رؤيتها محمودة في فصل الشتاء، ومذمومة في فصل الصيف.
كذلك قد ينصرف معنى الرمز السيئ بسبب الرموز الأخرى ذات المعنى الحسن في الرؤيا.
وهكذا ترون أن السؤال بهذا الشكل خاطئ، وقد يحتمل الرمز الواحد الكثير من الدلالات التي تختلف من إنسان إلى آخر حسب الجنس، أو الوظيفة ،أو الحالة الاجتماعية، أو مكان المعيشة ؛وهل يعيش في البحار أو الصحراء مثلا ،أو في المدن أو القرى ....وهكذا .
الحديث عن هذا النوع من الأحلام يطول ويختلف معنى الحلم الجنسي في رأيي حسب رائيه.
يوجد كثير من المراهقين يرون مثل هذه الأحلام الجنسية، وهؤلاء لهم معنى يكاد يتفق بينهم ومن أهم المعاني لديهم: [ تفريغ طاقة الجنس لديهم، سوء فهم لأهليهم]، ويوجد كثير من الإخوان والأخوات أيضا يرون مثل هذا النوع وهؤلاء يكادون يتفقون أيضا في المعنى ومن المعاني لديهم: [ العداوة والخصام أو النفع الشديد ] ويوجد من يرى الأحلام الجنسية بأحد والديه وهؤلاء معانيهم كثيرة أيضا ومن أهما [ البر الكبير بالوالدين، العمرة أو الحج، مال يأتي منهم .
الركوب
من رأى في منامه أنه ركب دابة فإنه يسيطر على هواه. وركوب الدواب كلها عز وسلطان. فإن رأى أنه ركب فرساً ولا يحسن ركوبها ركب هوى، فإن أحسن الركوب وضبطه فإنه يسلم من الأذى. وإن رأى أنه ركب عنق رجل جبراً فإنه يموت، ويحمل المركوب جنازته عنوة، فإن ركبه بطيبة من نفسه، فإن المركوب يتحمل مؤونة الراكب وأذاه.
الرهن: فمن رأى كأنّه رهينة في موضع، فإن رؤياه تدل على أنّه قد اكتسب ذنوباً كثيرة، لقوله تعالى: (كلُّ نَفْس بمَا كَسبَتْ رَهِينَة). وقيل إنَّ المرهون مأسور، فإن رأى كأنّه رهن عنده رهن، فَإنّه يظلم في شيء ويبخس حقه، ثم يصل إلى حقه بسبب الراهن الذي رهن عنده الرهن، والمرهون مأسور بذنب أو دين عند المرتهن، وكذلك الراهن حتى يفك رهنه.
وقال جابر المغربي صوت الرعد الشديد يدل على انبساط صيت الملك وهيبته في ذلك المكان وإن رأى الرعد مع البرق وفي الهواء ظلمة شديدة يدل على ظهور ملك جائر في ذلك المكان.
فائدة بيان اختلاف الرؤيا فرؤيا الملوك الصالحين ألهام من الله تعالى ورؤيا أرباب دولة الملوك على حسب ديانتهم وتقربهم ورؤيا الأرقاء إذا كانت حسنة تخرج لساداتهم ورؤيا النسوة تخرج عن قريب ورؤيا الفساق حجة يوم القيامة عليهم ورؤيا الأغنياء آكد في الصحة من رؤيا الفقراء لأن الفقراء في هم وغم من العسر والإقتار ورؤيا الفقراء تتأخر إذا كانت حسنة وإذا كانت غير جيدة تظهر سريعا ورؤيا الطغار الذين لم يبلغوا الحلم أصح من غيرهم لكونهم لم يعصوا الله ورؤيا الذي بلغ منهم أضعف لكونهم مشتغلين بشهواتهم ورؤيا الجنب والحائض والسكران ليس لها أصل ولا صحة.
وقال جعفر الصادق إذا رأى الأنسان مناما ثم نسيه فيحسب اسمه ويجمع حروفه على حساب ابجد ويطرح من ذلك تسعة تسعة ويحفظ ما بقى منها فإن وجده زوجا فهو خيرا وإن وجده فردا فضده.
فائدة في بيان قص الرؤيا وتعبيرها فمنهم من قال أنه جائز في كل الأوقات ويرجع من طلوع الشمس إلى وقت الزوال ومنهم من قال لا يجوز بغير شمس ومنهم من قال من طلوع الشمس إلى فائدة لا ينبغي أن تقص الرؤيا إلا على معبر ويجب على من لا يعرف علم التعبير أن لا يعبر رؤيا أحد فإنه ياثم على ذلك لأنها كالفتوى وهي في الحقيقة علم نفيس وقد ورد في الحديث ما معناه أن الإنسان إذا لم يعلم الجواب وسكت عنه فإنه يؤجر.
وأما الربط فمن رأى أنه مربوط من يده فإنه يدل على أنه اكتسب مأثما وربما دل على الغم والهم ومن رأى أنه مربوط من رجله فإنه إن كان في خير يستمر فيه وإن كان في شر يستمر فيه أيضا ومن رأى أن رجليه مربوطتان حتى لا يستطيع القعود فهو حصول أمر يكرهه ومن رأى أنه ربط إنسانا أو بهيمة فقال بعضهم إنه احتراس بالأمور وقال آخرون ربط البهيمة محمود وربط الإنسان ليس بمحمود ومن رأى أنه ربط إلى شجر أو خشب فليس بمحمود وإن ربط من أحد أعضائه إلى إنسان آخر فإنه يقارنه في أفعاله سواء كانت حميدة أو ذميمة
1/ أن ما كان موافقا لمرضاة الله ، وموافقا لما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فهو من الملَك- بفتح الميم واللام - ، وما كان غير موافق لمرضاته فهو من إلقاء الشيطان .
2/ أن ما أثمر إقبالا على الله ، وإنابة إليه ، وذكرا له وزيادة في الهمة ، فهو من إلقاء الملَك. وما أثمر ضد ذلك فهو من إلقاء الشيطان .
3/ أن ما أورث أنسا ونورا في القلب ، وانشراحا في الصدر فهو من الملك ، وما أورث ضد ذلك ، فهو من الشيطان .
4/ أن ما أورث سكينة وطمأنينة ، فهو من الملك . وما أورث قلقا وانزعاجا واضطرابا فهو من الشيطان . فالإلهام الملكي ، يكثر في القلوب الطاهرة النقية المؤمنة ، فللملك بها اتصال ، وبينه وبينها مناسبة ، فإنه طيب طاهر ، لا يجاور إلا قلبا يناسبه ، فتكون لمة الملك بهذا القلب أكثر من لمة الشيطان .
وأما القلب المظلم الذي قد اسود بدخان الشهوات والشبهات ، فإلقاء الشيطان ولمته به أكثر من لمة الملك ، والذي جعل القلب مظلما ، كما لا يخفى على القارئ والقارئة ، الذنوب والمعاصي ، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
إن العبد إذا أذنب نُكت في قلبه نكتة سوداء ....الحديث ، ويدل عليه قوله تعالى { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } . انظر : الروح لآبن القيم : 380 ص .
وروي أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت رأسي قطع، فكأني أنظر إليه بإحدى عيني. فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال: بأيهما كنت تنظر إليه: فلبث ما شاء الله أن يلبث؟ ثم مات صلى الله عليه وسلم. والنظر إليه اتباع السنة، والرأس الإمام.
ورأى ابن مريم ستين جارية يدخلن داره، وفي يد كل جارية طبق، وعليه رأس إنسان مغسول ممشوط، فكأنّ تالياً يتلو: " ومَا كَانَ لِبَشَرِ أنْ يُكَلِّمَهُ الله إلا وَحْياً أوْ مِنْ وراءِ حِجَاب " . فقص رؤياه، فقيل له أنّ الخليفة يقَلدك حجته، وأنّك تنال ستين ألف دينار،ً فكان كذلك.
والنبلي: زاهد عابد، وقيل جاسوس. والقواس: رئيس الفرج. والتراس: سلطان قوي يغري العساكر بأعدائهم. والرماح. صاحب ولاية. والزراد: معلم دال إلى الخير، وقيل ذو سلطان. والسراج: نخاس لأنّ السرج امرأة أو جارية، لأنّه مقعد الرجل.
التل والرابية: إذا كانت الأرض دالة على الناس، إذ منها خلقوا. فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف، يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة، بنسب أو علم أو مال أو سلطان. وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة فمن رأى نفسه، فوق شيء منها، فإن كان مريضاً كان ذلك نعشه، سيما إن رأى الناس تحته. وإن لم يكن مريضاً وكان طالباً للنكاح، تزوج امرأة شريفة عالية الذكر، لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرضِ، وكثرة التراب والرمل. وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يؤذن، فإن كان أهلاً للملك ناله، أو القضاء أو الفتيا أو الآذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة، لأنها مقام أشراف العرب، ومن رأى أرضاً مستوية فيها رابية أو تل، فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية. فإن رأى حوله خضرة، فإنه دينه أو حسن معاملته، فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه، فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت، فإن رأى أنه جالس في ظل التل، فإنه يعيش في كنف الرجل. فإن رأى أنه سائر على التلال، فإنه ينجو، ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع، فإنه يناله هم وغم. والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته.
الرصاص: يدل على عوام الناس، ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس. وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال، والرصاص الجامد لا يدل على خسران. ومن رأى أنّه يذيب رصاصاً فإنّه يخاصم في أمر فيه وهن، ويقع في ألسنة الناس.
والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت، وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامداً للّه عزّ وجلّ. والنوم على الجنب خير أو مرض أو موت. ومن رأى أنّه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده.
الرباب فإنه يؤول باللهو والاشتغال بما لا فائدة فيه ولا نتيجة وإن رآه مريض فإنه يشتد مرضه وربما يموت وقيل رؤيا الرباب عند أهل الصلاح ربما تؤول بالحج لأنه من آلاته وكثيرا ما يستعمل في أرض الحجاز.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه رفا ثوب أمه أو أبيه بعد أن ظهرت عورتهما فإنه ينسبهما إلى فاحشة ثم يعتذر إليهما بالكذب وإن رفا ثوب نفسه يخاصم بعض أقاربه ويصاحب من لا خير فيه.
ومن رأى أن ريحا هاجت فإنه يهيج في الناس هم وخوف بقدر ذلك ومن رآها قلعت الشجر أو هدمت الدور فإن ذلك مصائب تنزل في ذلك الموضع ومن رأى ريحين تقابلتا فهما جيشان متقابلان ومن رأى أن الريح تحمله من موضع إلى آخر فإنه يسافر سفرا بعيدا أو يصيب رفعة ومن رأى أنه ملك الريح فإنه يصيب سلطانا
جانب القران جانب الحديث جانب اللغة العربية جانب الرموز
وقت الرؤيا الرئي ماذا عنة ؟
فالمعبّر عند قصّ الرؤيا عليه، ينظر لجوانب متعددة وضّحتها في الرسم السابق ويلاحظ أنَّ الأقسام العلوية هي ذات علاقة باللفظ،
والأقسام التي في الأسفل لها علاقة بصاحب الألفاظ أو صاحب الرؤيا والزمن الذي رؤيت فيه الرؤيا.
ولنضرب هنا مثالاً بما رواه البخاري في صحيحه:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قُمُص، منها ما يبلغ الثُّدِيَّ ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومرَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه ))،
قالوا: ماذا أوَّلت ذلك يا رسول الله ؟
قال: (( الدِّين ))
فتح الباري 12/413 _ النووي 15/159
الرسول صلى الله عليه وسلم هنا عبر القميص بالدِّين،
ولسائل أن يقول: لماذا عبّر الرسول صلى الله عليه وسلم القميص هنا بالدِّين؟
لو نظرنا للقرآن لزال عنا هذا التساؤل،
قال تعالى: { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف: 26 ]
ولذا عبّرها الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بالدِّين كما أنَّ هناك علاقة من حيث المعنى، فالقميص يستر العورة في الدنيا، والدِّين يسترها في الآخرة، ويبعد عنها كل مكروه.
إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم هنا من خلال تفرّسه بالرؤيا فسّرها من الجانب الأقوى فيها وهو القرآن الكريم،
والأمثلة على هذا كثيرة،
ومنها: تعبير السفينة بالنجاة، والخشب بالمنافقين، والحجارة بقسوة القلب، وأكل لحم الرجل بغيبته، والنعاس بالأمن ... وغيرها.
ويضرب أمثلة أخرى لإمكانية فك رموز الرؤى من خلال السنة المطهرة فرؤية النخلة قد تعبر بالرجل المؤمن لتشبيه الرسول للرجل المسلم بالنخلة،
والحديث عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مَثَلُ المُسْلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله : فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت. ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله. قال: هي النخلة )).
[ فتح الباري 1/145 ]
_ ورؤية قارورة الماء تعبر بالمرأة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح
((رفقاً يا أنجشة بالقوارير )) [ فتح الباري 10/ 538 ] ،
_ ورؤية الثوب تعبر بالدين كما عبر الرسول صلى الله عليه وسلم الثوب الذي رآهُ لعمر وهو يجره بالدين.
إذا من هنا أستطيع أن أوضّح للقارئ الكريم [ مراحل تعبير الرؤيا ].
في الشكل التالي:
الرؤيا
النظر فيها وتأمل جوانبها من حيث :
أ - الرموز والألفاظ للرؤيا هل لها علاقة ب :
القران الكريم - السنة النبوية - اللغة العربية واشتقاقاتها
ثم ب - صاحب الرؤيا من حيث : حالتة الاجتماعية وجنسة ووظيفتة
ثم ج - وقت الرؤيا وهل هي حديثة أم قديمة , صيفا أو شتاء . . .
ومثال آخر ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنّا في دار عُقبة بن رافع، فأُتينا برُطَب ابن طاب فأوَّلتُ الرِّفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة، وأنَّ ديننا قد طاب)).
لا حظ تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤيا تجده قد عّبرها من جانب اللغة واشتقاقاتها دون الربط بين التعبير وجانب القرآن، والسنّة مثلاً وهذا نلاحظه من خلال تأمّلك للتعبير.
فالرسول صلى الله عليه وسلم
أوّل عقبة في الرؤيا: بحُسن العاقبة في الحقيقة وهذا في الآخرة،
وأوّل رافع في الرؤيا: بالرِّفعة والانتصار وهذا في الدنيا،
وأوّل الرطب من رطب ابن طاب: باستقرار الدَّين وكمال أحكامه،
ومن المعروف أن الرطب هو آخر مراحل النضج بالنسبة للتمور ولهذا والله أعلم عبّرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم باستقرار الدِّين وكماله وانتهاء أحكامه.
وأخذ من كلمة طاب معنى الاستقرار أيضاً.
ولو تساءلنا عن سبب تعبيرها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من جانبها اللغوي والاشتقاقي،
فالجواب: لأنه أقوى في هذه الرؤيا من الجوانب الأخرى، والمعبّر وهو هنا رسول الله من فراسته وعلمه الذي هو من علم الله ، فهو لا ينطق عن الهوى عبّرها من هذا الجانب.
لذا فالمعبرون عند قصّ الرؤيا عليهم يبحثون عن الجانب الأقوى أو جانب الرؤيا الجيد والذي من خلاله يفترسون هذه الرؤيا ولا يخفى على القارئ الكريم أنَّ افتراسهم للرؤيا هو معرفة تعبيرها من خلال النظر والتأمّل فيها.
أولا :إن كانت الرؤية منقولة ، فلا بد أن يكون المتحدث ، أو الناقل للرؤيا أمينا في النقل ، وأن يكون ضابطا لها ، وعالما بألفاظها ، ووقت رؤيتها ، كما لو كان صاحبها تماما ، وأن يخبرني ابتداءً بحالة صاحبها ، أو يكون عالما بحالة صاحبها عند السؤال عنه .
ثانيا :وإن كانت الرؤيـا لصاحبها ، فأفضل أن يخبرني ابتداء بوقت الرؤيا ؛ من يوم أو أسبوع ، صيفا أو شتاء ...الخ ، وأن يخبر بأسماء من رآهم في المنام ، وأن يوضح حالته الاجتماعية ؛ وقت الرؤية ، وحالته الوظيفية ، وهي أدوات لازمة لي ، والله أعلم .
وقد أكد لي معالي الشيخ الدكتور سعد الشري عضو هيئة كبار العلماء , في حوارة معي في برنامجي بالتلفاز في حلقة من الحلقات التي خرجت بها في أثناء بث برنامجي بقناة الراية , علي أنة يجب علي السائلين عن رؤاهم الا يكون قصدهم التشفي في اظهار معائب لفلان أو فلانة , لو قدر رؤيتها في المنام مثلا , وقال فضيلتة : بأنة وجد من يقول رأيت فلانا أو فلانة وهو يعمل كذا وكذا , علي سبيل التشفي وفضح المعائب , وهذا مما لا يجوز اظهارة , بل المطلوب ستر عورات المسلمين والمسلمات , وهذة فائدة رائعة أفدت منها من فضيلتة شخصيا بورك لنا في علمة .
الحراث: ذو أخطار، وقيل مشتغل بعمل صالح.والحلاق: رجل يصلح أمور الناس عند السلطان. ورائق الجراحات داعي النالس إلى خير وألفة، وراقي الحيات رجل غدار، والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم.
الرماد: كلام باطل لا ينتفع به. ومن أوقد ناراً على باب سلطان، فإنّه ينال ملكاً وقوة. فإن رأى ناراً عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس، فإنّه رجل سلطاني نفاع. فإن رأى أنّه قاعد مع قول حول نار يأمن غوائلها، كان ذلك نعمة وبركة وقوة، لقوله تعالى: " أنْ بُورِكَ مَنْ في النَارِ ومَنْ حَوْلهَا " . وإن رأى ناراً أخرجتَ من داره، نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى ناراَ سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى، ولدت غلاماً، ويكون له نبأ عظيم. فإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان، فإنّه يحج. فإن رآها وسط داره، فإنّه يعرس في تلك الدار. فإن آنس ناراً في ليلة مظلمة، نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً، لقصة موسى عليه السلام.
ومن رأى في تنوره ناراً موقدة، حملت امرأته إن كان متأهلاً. فإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق، نزل داره الجند. فإن رأى ناراً خرجت من إصبعه، فإنّه كاتب ظالم، فإن خرجت من فمه فإنّه غماز. فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم.
ومن أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها، فإنّه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة، ويجيبه من إصابته. ومن رأى داره احترقت خربت داره وشيكاً.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أصلي بخفي بالنار، فوقعت إحداهما في النار فاحترقت، وأصابت النار من أخرى سفعاً. فقال ابن سيرين: إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها، وأصيب من النصف الآخر شيء قليل. فكان كذلك.
ومن رأى كأنّه في نار لا يجد لها حراً، فإنّه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه، لقصة إبراهيم. ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ، فإنّه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه. ومن رأى ناراً توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت، فإن قيم الدار يموت، فإن كان ذلك في بلد فهو موت رئيسه العالم. فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله. فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها، دخل بيته اللصوص. فإن رأى أنّه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب، فإن أطفأت قهر، وإن كان تاجراً لم يربح.
الرطب: رزق حلال وشفاء وفرج. ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام، وكان في أوانه. وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع، فأتينا برطب من ابن طاب، فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت.
فمن رأى أنّه ينكح رجلاً مجهولاً وكان المجهول شاباً فإنّ الفاعل يظفر بعدو له. وكذلك لو كان المنكوح معروفاً أو كانت بينهما منازعة أو خصومة أو عداوة، فإنَّ الفاعل يظفر بالمفعول به. وإن كان المنكوح معروفاً وليست بينهما منازعة ولا عداوة، فإنَّ المفعول به يصيب من الفاعل خيراً، أو سميه إن لم يكن لذلك أهلاً، أو نظيره أو في سبب من أسباب هؤلاء. فإن كان المنكوح شيخاً مجهولاً، فإنَّ الشيخ جده وما يصل إلى جده من خير فإنّه يحسن ظنه واحتماله فيه.
وكذلك لو رأى أنّه يقبل رجلاً أو يضاجعه أو يخالطه بعد أن يكون ذلك من شهوة بينهما، فإنّه على ما وصفت في النكاح إلا أنّه دونه في القوة والمبلغ. فإن رأى أنّه يقبل رجلاً غير قبلة الشهوة، فإنّ الفاعل ينال من المفعول به خيراً ويقبله كقبوله.
فإن رأى رجلاً أنّ بنفسه حملاً: فإنّه زيادة في دنياه. ولو رأى أنّه ولد له غلام أصابه هم شديد، فإن ولد له جارية أصاب خيراً، وكذلك شراء الغلام والجارية.
الركض: على الدابة أو على الرجلين دال على سرعة ما يطلبه، وعلى النجاة والأمن ممن يخافه، لقول موسى، كما أخبر عنه تعالى في القرآن: " فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لمّا خِفْتُكُمْ " إلا أن يكون هربه من الله تعالى أو من ملك الموت فإنه مدرك هالك، وبلوغ الغايات والمنى والكمال، دال على النقص والزوال.
س : هل من الرؤى الصادقة او الصالحة ما يكرهه الانسان؟
ج : الرؤى الصالحة كما سبق بيانه منها ما يكون انذارأ ومنها ما يقع تبشيرأ ، وفي الانذار نوع ما يكرهه الرائي ، كما رأى الرسول صلي الله علية وسلم بقرا تنحر وأولة له بقتل أصحابه في غزوة أحد , وفي هذا فائدة للرائي , لأن من أنذر بما سيقع له ولو كان لا يسره أحسن حالا ممن هجم عليه ذلك فيكون في هذا تخفيفا عنه ورفقا به, ويكون لهذا الانذار فائدة.
لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا ، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ...] ، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم ] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب : كان النبي [صلى الله عليه وسلم ] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .
والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة ؛ أقصد إمكانية تعلم ، وتعليم هذا العلم ، وهي أنه يمكن تعلمه ، وتعليمه .
وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض ؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة ، وكأن فيه تشبها بالرسل ، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا .
وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي ، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي :تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة،ص:96، وما بعدها، الناشر : دار التدمرية .
قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق :
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا ، والمبادرة إلى تأويلها ، وتعجيلها أول النهار ، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ، ونحوهما .15/30
وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/437:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها ، وترك إغفال السؤال عنه ، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب ، وأسرار الكائنات .
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/313 تعليقا على الحديث السابق : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ، ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/130 :
علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
وقال في موضع آخر 5/143 :
عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/415 :
أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له ، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة .
وقال الإمام مالك ، وقد سئل : أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ، ثم قال : لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها . فإن رأى خيرا أخبره ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت .
وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/442 : ومنها أي الفوائد على الآية السابقة :أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده .
وقال أيضا 2/449 : ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية ، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه ، وتعليمه .
ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/399 .
وذكر ابن سعد في الطبقات 7/124 : أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم ، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى ، ويصوبه أحيانا ، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه ، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها ، ولذلك نجده بعد إحدى المرات ، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره : كذلك قال الملك . ، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لا يجامله ، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده : أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ فقال النبي : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .
كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها ، فكانت تعرض عليه الرؤى ، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف ، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله :
[ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .
وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها ، وتعبيره موجود في السلف والخلف ، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف .
رؤيا الرعد خوف من عامل الملك أو من أعوانه، وإن كان مع الرعد مطر يكون الأمن والرخاء وإن كان الرعد شديداً والمطر قليلا يدل على خوف الرائي من دعاء والديه عليه ومن سمع صوت الرعد في وقت نزول المطر فإنه يدل على حصول الخير والبركة والرخاء في ذلك المكان.
ورد في بعض الكتب أن من آداب الرؤيا ألا يقصها على امرأة أو بعد صلاة الصبح؟فهل هذا صحيح؟
نعم ورد هذا في بعض الكتب، ولكنه تخصيص غير صحيح،
فيجوز قص الرؤيا على النساء،
قال الإمام ابن حجر في الفتح في باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (12/439) :
فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض العلماء قامت على بعض المفاهيم الخاطئة كالاستعجال الذي يكون من المرأة وخشيتهم من تفسيرها الرؤيا تفسيراً غير صحيح،
أو قامت على بعض النظرات القاصرة للمرأة، ولا يخفى خطأ هذه النظرات،
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قص بعض رؤاه على نساء كعائشة وخديجة رضي الله عنهما من نسائه، وكأمّ حرام، وقصة ابن عمر وكان يتمنى أن يريه الله رؤيا وحين رآها قصها على أخته حفصة
رضي الله عنهم أجمعين،
كل هذه النقول كافية لتوهين هذا القول، وهي نقول صحيحة خرجتها في حينه.
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية بكاء في حضن الر في المنام فيؤول إلى التالي