فائدة بيان اختلاف الرؤيا فرؤيا الملوك الصالحين ألهام من الله تعالى ورؤيا أرباب دولة الملوك على حسب ديانتهم وتقربهم ورؤيا الأرقاء إذا كانت حسنة تخرج لساداتهم ورؤيا النسوة تخرج عن قريب ورؤيا الفساق حجة يوم القيامة عليهم ورؤيا الأغنياء آكد في الصحة من رؤيا الفقراء لأن الفقراء في هم وغم من العسر والإقتار ورؤيا الفقراء تتأخر إذا كانت حسنة وإذا كانت غير جيدة تظهر سريعا ورؤيا الطغار الذين لم يبلغوا الحلم أصح من غيرهم لكونهم لم يعصوا الله ورؤيا الذي بلغ منهم أضعف لكونهم مشتغلين بشهواتهم ورؤيا الجنب والحائض والسكران ليس لها أصل ولا صحة.
هل يختلف تعبير الرؤيا تبعاً لاختلاف بلاد الرائي؟
ج:نعم، يختلف التعبير تبعاً لاختلاف حال الرائي وهيئته كما ذكرنا، ويدخل في هذا صناعته، ومكانته، وديانته، وعمره...
والسؤال هنا عن البلد ومعرفته مهم في التعبير،
فالبلاد الحارة تختلف عن البلاد الباردة، والبلد البترولي الذي يعتمد على البترول، يختلف عن البلد الزراعي، والبلد الذي يعتمد عى مياه البحر وصيده يختلف عن البلد الذي يقع في الصحراء ويعتمد على صيد البر، والبلد ذو الطبيعة الجبلية يختلف عن البلد ذي الطبيعة المستوية..
فالبلد الصحراوية مثلاً رؤية الثلج لهم تعْبر بالرزق أو الخصب أو قدوم المطر.
ورؤية المزارع الخضراء لأهل البلد الزاعي قد تدل على البيع الوفير للمحاصيل، وسلامة المحصول من الآفات، وهي لغير أهل هذا البلد قد لا تكون بمثل هذا التعبير الدقيق بما يتعلق بالمحاصيل الزراعية. وهكذا،
وعادات البلد مهمة فلو رأى إنسانٌ في بلد أنه يمارس عادة بلده وهي مستنكرةُ عند المعبر فعلى المعبّر ألا يعجل ويسأل الرائي عن عاداته في بلده فربما هي حميدة في الوقت الذي يراها المعبر مستنكرة،
والعادات مرجعها إلى العرف السائد، وهو يختلف من بلد إلى آخر.
وقال بعض المعبرين الاختلاجات فيها ما يكره وما يحب فالمكروهة منها ما يكره مثلها في اليقظة والمحبوبة ما كانت محبوبة، وربما كان الاختلاج نهوض الأمر، وأما اللطم فحصول مصيبة أو أمر مكروه أو هم أو غم أو ندامة.