نادرة قال أبو القاسم المغربي رأيت في المنام عبد الرحيم ابن نباتة الخطيب فقلت له ما فعل الله بك فقال دفع لي ورقة فيها سطران بالأحمر وهما شعر:
(قد كان أمن لك من قبل إذا ... واليوم أدخلتك في أماني)
وأما تغيير الاسم فعلى وجهين فإن دعي بغير اسمه وكان الاسم دون اسمه فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، وإن دعي باسم أحسن من اسمه سواء كان ظاهرا أو مشتقا من معنى حسن فإنه يدل على أنه ينال عزا وشرفا ورفعة على حسب قافية الاسم.
ومعنى هذه الآية، أنَّ الله يُنهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم
( وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا )
أي وقت النوم يحبسها عن التصرف كأنها شيء مقبوض فالتي حكم عليها بالموت حال النوم يقبضها حال النوم، ويرسل الأخرى التي لم يحكم عليها بالموت فيعيش صاحبها إلى نهاية أجله.
قال ابن عباس وغيره من المفسرين: إنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله منها فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح إلى أجسادها.
( أبو بكر الجزائري _ص1124)
فالموت الحقيقي يسمى الوفاة الكبرى، ووفاة النوم تسمى وفاة صغرى، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه
يقول: (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ))، فسمى النوم موتاً.
وشاهد هذا من السنة أعني مسك الروح ما أخرجه الشيخان من حديث الدعاء قبل النوم،
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا أوى أحدُكُم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).
والشاهد في إمساك الروح في المنام وإرسالها، ولأن الشيء بالشيء يذكر،
كان واحدٌ ممن اشْتُهر بالطاعة والصلاة والصيام والصدقة
دائماً ما يشكو عدم رؤياه لأبيه المتوفى، مع كثرة اشتهاره برؤية الموتى وأحوالهم، وكثيراً ما سُئِلَ من القريبين منه عن موتاهم، وكان يعجب من عدم رؤيته لأبيه،
وذاتَ مرًّة لقيته فرحاً مستبشراً مسروراً، وقل ما شئت من الصفات الحسنة عن حالته، وقبل أن أسأله عن سرِّ سروره، بادرني وكأنما كشف عن سؤالي بقوله، رأيت أبي البارحة، رأيت أبي البارحة، وقص عليّ رؤياه،
فقلت له: خيراً رأيت وشراً كُفيتَ إن شاء الله، الحمد لله هذه رؤيا خير لك، وقد نفع الله بك والدك فرفعه الله إلى منزلتك، هكذا نحسبك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحداً،
( وقد اتفق أهل السنة أنَّ الأموات ينتفعون من سعي الأحياء، بدعائهم واستغفارهم لهم والصدقة والصوم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال، وقد فُصّل هذا الكلام في شرح العقيدة الطحاوي للعلاّمة ابن أبي العز الحنفي ص115 وما بعدها)
فبكى كثيراً وحمد الله واستغفر، وقد ثبت أنَّ أرواح الأموات متفاوتة في مستقرّها في البرزخ أعظم تفاوت،
فمنها: أرواح في أعلى علّيين كأرواح الأنبياء،
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر كبعض الشهداء، ومنهم مَن يكون محبوساً على باب الجنة، ومنهم مَن يكون محبوساً في قبره، ومنهم مَن يكون مقرُّ باب الجنة، ومنهم من يكون محبوساً في الأرض
ومن رأى شيئا من الزهور لا يعرف اسمه ولا يعرف ما هو فإنه يؤول على وجهين، إما رؤية أناس مختلفة الملبوس لا يعرفهم، وإما وشي منسوج يكون فيه ألوان متعددة، وقيل رؤيا الأزهار الزكية الرائحة من حيث الجملة سواء كانت صفراء أو غيرها فإنه يؤول بالثناء الحسن خصوصا لمن شمه، وإذا كانت ليس لها رائحة ربما يكون هما أو أمرا لا يدوم لصاحب الرؤيا، وربما دام قليلا، وقيل رؤيا الزهرة الواحدة إذا كانت حسنة وهي مفردة تؤول بدنياه فمهما رأى فيها من حادث فهو يؤوب بحياته لقوله تعالى " زهرة الحياة الدنيا " .
الاسم
إذا تحول اسم الإنسان في المنام إلى غيره فيعبِّر عنه بالفأل فسعد بالسعاد. وسالم بالسلامة. وإن تحول إلى ذي عاهة كالعمى والْعرج فإنه يبلى بذلك. ومن رأى أنه يدعى بغير اسمه فإن دُعي باسم قبيح فإنه يظهر به عيب فاحش، أو مرض فادح. وإن دُعي باسم حسن نال عزاً وشرفاً وكرامة حسب ما يقتضي معنى ذلك الاسم.
جاء رجل إلى ابن سيرين رحمه الله فقال إني رأيت كأن طائرا نزل من السماء فوقع على شجرة الياسمين فجعل يلقط ثم طار إلى السماء فتغير وجه ابن سيرين فقال موت العلماء فمات في ذلك العام الحسن ومعمر وغيرهما
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق
الياسمين
من وجد في المنام ياسميناً أو رآه نال سروراً وفرحاً وخيراً. ومن رأى الملائكة نزلوا يلتقطون الياسمين ذهب علماء ذلك البلد. والياسمين يأس ومين أو هو الكذب. وربما دلّ الياسمين على انفراج الهموم والانكاد، والزواج للعازب، وما لم ينفتح منه يدل على زواج الأبكار. ومن كان يشكو برداً ورأى معه في المنام ياسميناً زال ما به من الشكوك.
تغيير الاسم: فمن رأى كأنه يدعى بغير اسمه، فإن دعي باسم قبيح فإنه يظهر به عيب فاحش، أو مرض فادح. فإن دعي باسم حسن مثل محمد أو علي أو حسن أو سعيد، نال عزا وشرفا وكرامة على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الاسم.
هذة المسألة من المسائل التي حصل فيها خطأ كبير; فأكثر الناس يشاهد أن الكثير ينسب أشهر الكتب في الأحلام للامام محمد بن سيرين , بينما الصحيح أن هذا الكلام غير صحيح .
لكن من أين أتي هذا الكتاب اذا ؟ وما الصحيح في هذة المسالة ؟
فاقول : لا يصح نسبة اي كتاب في تفسير الرؤيا , مثل : " تعبير الرؤيا " , أو "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" , أو غيرهما لة , وقد ثبت أن ابن سيرين قال : لو كنت متخذا كتابا لا تخذت رسائل النبي صلي الله علية وسلم .يعني أنة لم يتخذ كتابا أصلا .
ودليل اخر : أن الكتاب المنسوب لة فية كثير من المنقولات عمن هو بعد الامام محمد بن سيرين المتوفي سنة : 110 ة , مثل : أبو سعيد الواعظ وغيرة , وجميع من ترجم لابن سيرين من المتقدمين لم يذكر أنة ألف , لا في التعبير ,ولا في غيرة , بل قالوا أنة قد ورد عنة في ذلك أمورا منها من يروون عنة بالاسناد , كما فعل الامام البخاري في الصحيح .
وممن نسبة لة بالخطأ : ابن النديم في "الفهرست"ص439 , والخلال في "طبقات المعبرين" , وابن شاهين في الاشارات ص 24 , ولكنهم لم يذكروا علي صحة نسبة الكتاب لة دليلا صحيحا , وقد تتساءلون هنا : لمن الكتاب المشهور نسبتة لابن سيرين اذا ؟
أقول : هو كما قالة أكثر من واحد من المحققين لأبي سعيد الواعظ ,وممن قال بهذا العالم مشهور بن حسن في كتابة "كتب حذر منها العلماء" ج 2 , ص 275 الي 284 .
كراميل
إذا حلمت بصنع الكراميل فهذا يعني أن فائدة تتراكم في مجال الصناعة.
إذا حلمت أنك تأكل قطعة كراميل طازجة وهشة فإنها تتضمن متعاً اجتماعية وكثيراً من مطارحات الهوى بين الشباب والشيوخ. أما الكراميل الحامضة فهي علامة مرض أو أن إزعاجات مغثية سوف تنشأ عن المواثيق التي طال حفظها.
ويرمز استلام صندوق بونبون للشاب أو الفتاة أن أياً منهما سوف يتلقى الكثير من التملق. ويعني هذا النجاح على وجه العموم.
إذا أرسلت صندوقاً منه فسوف تقدم اقتراحاً ولكنك سوف تصاب بالخيبة.
وأما الياسمين فقال أبو سعيد الواعظ حكى أن رجلاًأتى الحسن البصري فقال رأيت كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن، وقال ذهب علماء البصرة وقد اختلف فيه إذا رآه الإنسان في المنام فمنهم من قال يدل على السرور والفرح ومنهم من قال انه يدل على الحزن والغم لأن أول اسمه ياس.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن له سيفين وهو متقلد بهما يمينا ويسارا فإنه يدل على حصول ولاية في عملين أو وظيفتين إن كان أهلا لذلك وإن لم يكن فهو ولدان.
هل تفيد كتب تفسير الأحلام الموجودة لتفسير الرؤيا لصاحبها؟
هي تفيد المُعبّر في المقام الأول، حيث يستطيع بما وهبه الله من معرفه بأصول هذا الفن من استخراج التعبير المناسب لحالة الرائي، وأضرب هنا
مثالاً:
فالطبيب لو دخل إلى صيدلية مليئة بأنواع الأدوية فإنه يستطيع أخذ الدواء المناسب لحالة مريضه، لكن لو دخل المريض لهذه الصيدلية فقد يأخذ دواء لا يصلح لحالته، وقد يأخذ دواء يُسبب زيادة في حالة مرضية عنده.
ومثله المهندس الذي يستطيع أن يأخذ أدواته المناسبة وقد يصنع بها بيتاً، وقد يُصلح بها آلةً، وهكذا،
في حين أن هذه الأدوات عند صاحبها مثلاً ولا يستطيع أن يصنع منها شيئاً ذا فائدة.
وقفة: لا تساوم على أسرار السائلين:
هذه الوقفة المهمة موجهة للمعبرين الذين اءْتمنهم الناس على أسرارهم ووضعوا فيهم كامل ثقتهم، وقد يكون في رؤاهم أسرارٌ ومواضيع خاصة ولا يرغبون في كشفها، فالواجب كتمُ أسرارهم، وعدمُ إفشائها فالمستشار مؤتمن،
ولا يخفى أنَّ بعض الرؤى يلزم منها كشفُ بعض الأمور الخاصة للرائي، وقد يُخبر بعضُ السائلين ببعض أسرارهم ويكون فيها مثلاً مرضٌ نفسي، أو خطبةُ بنت، أو قطيعة رحم، أو مشكلةٌ خاصة بأحد الأبناء أو مشكلةٌ مع الوالدين، أو مشكلةٌ مع دَيْن، أو مع جهة حكومية...،
وهكذا القائمة تطول،
فالله الله في هؤلاء اكتموا عليهم أسرارهم، ومهما سُؤلتم عن هذه الرؤى فلا يخبروا بها أبداً،
ونصيحة لكل معبر: لا تساوم على أسرار السائلين.
الرؤي هل يمكن أن تحدد جنس أو اسم المواليد ؟
يكثر الاختلاف بين المعبرين فيمن يري أنة يرزق بنتا فيكون ولدا أو العكس , أنها من قبيل الأضغاث الناتج عن التفكير ,ولهذا الحامل التي من هذا النوع يكثر لديها الأحلام عن الولادة وجنس المولود , ولا يميز هذا الا المدقق من المعبرين . أما بالنسبة الي اختيار اسم المولود بناء علي رؤية , فانة لا يجب تنفيذ الوصية التي ترد من خلال الرؤي أو الأحلام بعامة , ويجب هنا أن نفرق بين رؤي الأنبياء التي هي وحي واجب التنفيذ , ورؤي غيرهم , التي لا يجب تنفيذها , ويخاصة اذا ما جاءت بأمر مخالف للشريعة مثلا , وأما ما يرد من خلال الرؤي للبعض ويحمل أمرا بتسمية ما , فلا يجب التقيد بها ولا اثم علي من خالفها .
ج : الرؤيا سبق أن عرفناها , واستخلصنا من تعريفها , أنها أفعال مضروبة يضربها الملك الذي وكلة الله بالرؤيا ، ليستدل بها الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ، و يعبر منة الى شبيهه ، ولهذا سمي تأويلها تعبيرا.
وهذا الملك قيل: ان اسمه (صديقون) ولم أقف على خبر صحيح بهذه التسمية ، وانما تقول ملك الرؤيا ، أو الملك بلا تخصيص اسم بدليل ما أخرجه أحمد فى مسنده ، بسنده عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال "رأيت كأني أُتيت بكتلة تمر فعجمتها في فمي، فوجدت فيها نواة آذتني فلفظتها، ثم أخذت أخرى فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها، ثم أخذت ثالثة فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها ". فقال أبو بكر : دعني فلأعبرها ، قال : قال اعبرها .
قال أبو بكر رضي الله عنه : هو جيشك الذي بعثت يسلم ويغنم، فيلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، قال صلى الله عليه وسلم : كذلك قال الملك .
والذي يهمني من إيراد الحديث، أن الرسول الكريم أطلق عليه الملك ، ولم يسمه، ولو كان له اسم لسماه ، كما سمى غيره من الملائكة ، مثل جبرائيل واسرافيل وميكائيل ، وغيرهم .
وقد ورد عن هذا الملك بعضا من الأوصاف التي لم أقف على صحتها ؛ ومن ذلك أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة.
قال ابن حجر في الفتح : قال الحكيم : وكل الله بالرؤيا ملكا اطلع على أحوال بني آدم من اللوح المحفوظ، فينسخ منها ويضرب لكل على قصته مثلا، فإذا نام الإنسان مثل له الملك الأشياء على طريق الحكمة، لتكون له بشرى، أو نذارة، أو معاتبة .
هل يؤدي البحث عن تفسير الأحلام لما يسمي بالقلق التوقعي ، ومن ثم يؤدي بصاحبة للأوهام، والتطير والتفكير التشاؤمي؟
هذه وجهة نظر، وأسمعها كثيراً من بعض من يمتهن الطب النفسي،
والحقيقة أن هذا الكلام قد يصدق لدى فئة من المرضى، وهم قلة بيد أن الكثير ممن تتكرر لديهم الرؤى قد يكون معناها مؤشراً على بشارة أو خبر سعيد، وقد تنذر الأحلام المتكررة عن ذنب وقع به صاحب الحلم، ومن ثم يكون تعبير هذا الحلم سبباً في إقلاع صاحب هذا الحلم عن ذنب وقد يكون من الكبائر.
وخلاصة القول: إن هذه الفرضية لدى بعض المعالجين النفسانيين لا تصدق على الكل ولا يجب تعميمها لكل من تكرر عنده رؤى أو أحلام .
قد يكون هذا الافتراض السبب في معاداة فئة كبيرة منهم لتعبير الرؤى
ولكن يجب التفريق هنا بين الرؤى والحُلم وأضغاث الأحلام، وينطبق كثير من كلام الأطباء النفسيين على ما يسمى بأضغاث الأحلام وهي غير الرؤيا التي هي من الله وغير الحلم الذي هو من الشيطان،
فليعلم ذلك.
وختاما : أَلْفِتُ هنا إلى أنَّ جوانب الرؤيا ليست منفصلة لا علاقة بينها، بل هي مترابطة بمعنى أنَّ المعبّر لا يجب أن يغفل واحداً منها، فرؤية التمر وأكله مثلاً لا تكون محمودة إلاَّ إذا عضدها الجانب اللغوي والزمني، ورؤية النار لا تكون مذمومة دائماً إذا كانت شتاءً عضدها الجانب الاشتقاقي في الرؤيا،
ويمكن لنا القول إنَّ الشكل التالي يوضّح لنا جوانب الرؤيا متداخلة:
وهذه الدائرة تدور في ذهن المعبّر حال سماعه للرؤيا، وفي وقت يسير جداً؛ يحاول أن يربط الرؤيا بواحد من الجوانب للوصول بسلام إلى شاطئ النجاة وهو تعبيرها، ولذلك سمّي التأويل تعبيراً،
هنا أقدّم بعض التوجيهات لمَن أراد التعبير:
1_ التسلح بسلاح العلم الشرعي من القرآن الكريم والسنّة النبوية واللغة العربية ومرادفاتها وألفاظها، ومعرفة زمن الرؤيا، والتحرّي عن صاحبها.
2_ مراعاة الآداب الشرعية عند التعبير، والاقتداء بخير الخلق عليه الصلاة والسلام.
3_ عدم إفزاع الناس وإرهابهم بما يتوصل له _ ظناً _ من الرؤى.
4_ عدم الجزم بالتعبير من المعبرين أو الحلف على التعبير فتعبير الرؤى مرجعه الظن كما يتبين لنا.
5_ عدم الإكثار من هذا النوع من العلم في كل جلسة أو محاضرة؛ لأنَّ هذا يُفضي للتساهل في التعبير بعدم مراعاة الضوابط التي ذكرتها في جوانب تعبير الرؤيا، كما أنَّ مَن أكثر في فنّ احترق فيه، وهذا معلوم.
6_ ألاَّ يقول المعبّر عن نفسه أنه ممن يعبّر فراسةً أو إلهاماً ما في هذا من تزكية النفس، وقد أُمرنا بألاَّ نُزكي أنفسنا.
7_ أن يحاول المعبّر_ ما استطاع _ أن يصرف الرؤى إلى الخير، فإن لم يجد لذلك سبيلاً فعليه عدم تعبيرها والاحتراز منها.
8_ عدم الركون على الأحلام والأوهام، فما كثرة اشتغال الناس بهذا العلم في هذا العصر، وكثرة الداخلين فيه، والمستفسرين عنه إلاّ ويدلّ دلالة واحدة وإن كانت محزنة أننا أصبحنا أمة أحلام، تهرب من واقعها المرير، والمحزن، للأحلام، ومن ثم بناء القصور، وتحقيق الانتصارات، والصلاة في القدس وهزيمة الجيوش، والسيادة على الأمم لا بالعمل بل بالحلم وهذا واقعنا المرّ ولا بدّ من الاعتراف به أولاً لكي نصححه ونعالجه ومن ثم نتخلص من هذا الوهن والخور.
9_ على المعبّر أن يحافظ على أسرار الناس السائلين له عن رؤاهم ولا يبوح بها مفاخراً أو متهكماُ.
نعم لا بدّ أن نلحق بركب الدُّول المتقدمة في العلم والقوة والاقتصاد حقيقةً لا حلماً،
ألا هل بلَّغت اللَّهم فاشهد.
ما رأيك بالذين يلحون عليك بتفسير بعض الأحلام المفزعة ؟
أعاملهم بما علمته من السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم تعبير مثل هذه الأحلام والاحتراز عنها بما ورد.
وحقيقة أحزن من عدم فهم الكثير لوجهة النظر هذه ،ولكني أود أن يعلمون أن الخير لهم يكون في عدم تعبيرها ، ولا يبحثون لمن يعبرها لهم ، فقد يعبرها بشكل متعجل ، ومفزع ، وحينها قد تقع بإذن الله ، وحينها قد لا ينفع الندم.
من رأى أنه خرج مع القوم إلى موسم من المواسم فإنه خروج من هم وغم وإن كانوا في حرب وكرب كشف الله عنهم ذلك، وقيل خلاص من أسر أو سجن أو قيل فرح وسرور، وربما دل على راحة وأمن الخاطر وقيل رؤيا الموسم تعبر على ستة أوجه عرس وطهور ووليمة وغزو وأمر مشهور وسفر.
نادرة قال أبو القاسم بن العلاء الشاعر رأيت في المنام بعد موت الصاحب أبي القاسم بن عباد قائلا يقول لم لا ترثي الصاحب مع فضلك وشعرك فقلت ألجمتني كثرة محاسنه فلم أدر بم أبدأ)
منها وخفت أن أقصر وقد ظن بي الاستيفاء لها فقال أجز ما أقوله قلت قل فأنشد.
ثوى الجود والكافي معا في حفيرة فأجبته: ليأنس كل منهما بأخيه هما ضجعا حيين ثم تعانقا فأجبته: ضجيعين في اللحد بباب كريه فقال: إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم فأجبته: أقاما إلى يوم القيامة
ومن رأى إسماعيل عليه السلام، رزق السياسة والفصاحة، وقيل إنّه يتخذ مسجداً أو يعين عليه، لقوله تعالى: " وإذْ يرفعُ إبراهيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإسْماعِيل " . وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه، ثم يسهل الله ذلك عليه.
هل هناك تفسير لبعض حالات توارد الخواطر التي تكون أحياناً بين بعض التوائم، أو الأقرباء، وهل لهذا علاقة بالأحلام؟
نعم هذه الظاهرة موجودة ومثال ذلك. قد يكون هناك أخوان أو صديقان، فيخبر أحدهما بشيء وقع عند الآخر سواء كان مفرحاً أو محزناً مثلا، ومن ثم يكتشف صدق هذا الخاطر الذي ورد لمخيّلة صاحبه، وهذا في رأيي له واحد من تفسيرين:
1_ أن هذا ما يسمى بالإلهام وقد تحدثت عنه وذكرت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من الملهمين وقصته مع سارية مشهورة، وقلت أن هذا من خصائص الأنبياء والأولياء.
2_ أن هذا الخاطر قد يكون وارداً لصاحبه حال النوم؛ حين تلتقي الأرواح، فقد تتلاقى روح أخ بأخيه، وصفيّ بصفّيه، وحبيب بحبيبه، وخليل بخليله، وغائب بعائلته، فيحصل مقابلة بين هذه الأرواح، ويحصل تلاقي،
ومن ثم قد يحصل إخبارٌ منها للبعض، ومن ثم وبعد استيقاظها تخبر هذه النفوس أو الذين رأوا الرؤى بما جرى، وقد يكون ما جرى مغيباً عنها كأن يكون خارج حدود المكان كأخبار غائب أو مسافر أو خارج حدود الزمان كأن يكون هذا المُخْبر ميتاً وهي ظاهرة لا تدعو للاستغراب،
ويوجد العديد من الأمثلة التي نرى فيها تواصلاً بين جهتين مع البعد بينهما ومثال ذلك إحساس الأم المرضعة بحاجة ولدها أو ابنتها للرضاعة مع كونها أحياناً بعيدة عنها وهذا من خلال بعض العلامات التي تعرفها النساء المرضعات من إدرار حليبهنّ وألم في أثدائهن قبيل وقت الإرضاع وهذا من الأمثلة الحية المشاهدة .