100 - قال الإمام السمرقندى : ذكر أنه لما مات عتبة الغلام ، رآه رجل فى المائم ،فسأله ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لى ربإت كنت أدعو بها ، وهى مكتوبة على الحائط ، فاستيقظ الرجل ، فنظر فى الحائط فإذا هو مكتوب بخط عتبة الغلام - رحمه الله تعالى - : اللهم يا هادى المضلين ، ويا راحم المذنبين ، ويا مقيل عشرات العائرين ،ارحم عبدك من ذا الخطر العظيم والمسلمين كلهم اجمعين ،واجعلنا من الاخيار المرزوقين ، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا برحمتك يا أرحم الراحمين
وقد روي أن رجلا رأى كأنه يأكل على مائدة فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه فقص رؤياه على معبر فقال إن صدقت رؤياك فإن غلاما لك يشاركك في أهلك فتفحص عن الأمر فوجده كما ذكر.
88 - عن هشان بن حسان عن واصل مولى أبى عييينة عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة قالت : كنت عند عائشة -رضى الله عنها - فأتتها امرأة مشتملة على يدها فجعل النساء يولعن بها فقالت :نا أتيتك إلا من أجل يدى إن أبى كان رجلاً سمحًا وإنى رأيت فى المنام حياضًا عليها رجال معمهم آنية يسقون من أتاهم فرأيت أبى قلت : أين أمى ؟ فقال : انظرى ، فنظرت فإذا أمى ليس عليها إلا قطعة خرقة ،فقال : إنها لم تتصدق قط إلا بتلك الخرقة وشحمة من بقرة ذبحوها فتلك الشحمة تذاب وتطرى بها وهى تقول واعطشاه قالت : فأخذت اناء من الآنية فسقيتها فنوديت من فوقى : من سقاها أيبس الله يده فأصبحت يدى كما ترين
من رأى في يده كسرة خبز: يأكلها في طريق أو سوق، فقد بقي من عمره قليل. وإن كانت الكسرة رقيقة، فالأمر أعجلِ. وإن كان على مائدة أو طبق فهو رزق ومعيشة. فإن رأى أنّه يأكل على مائدة رغفاناً غلاظَاً، فهو طول عمره بعد أن لا يرى المائدة رفعت من بين يديه. فإن رفعت بعد فراغه. فقد نفد رزقه من ذلك الموضع أو ذلك البلد.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه ادخل يده تحت ابطه وأخرجها ولها نور فإنه ينال علما إن كان من اهله والا كان ربحا وخيرا ومنفعة، وإن اخرجها وبها نار فإنه ينال قوة وغلبة في الأمر الذي هو فيه، فإن اخرجها وبها ماء فإنه ينال خيرا وزيادة وربما قدم عليه غائب.
من رأى أنّه يمشي على يديه أو بطنه، أو يده ورجله، أو شيء غير اللسان، فإنَّ كلاً من ذلك بر أو فجور وعلى الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك ومن رأى أنّه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة، فإنَّ ذلك تبعات ذنوب أحاطت به، وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا، أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا.
ومن رأى أن يده قطعت وبانت منه مات أخوه أو شريكه أو صديقه أو كاتبه أو ينقطع ما بينهم من المواصلة والمؤالفة ويتغرب عنه، وربما كان قطع اليمين يمينا يحلفه يريد قطع حق انسان وربما كان قطع أو عمل أو غيره من معيشته أو يكون قاطعا لرحمه وقيل إذا كان الرائي من أهل الصلاح يكون قطعا عن المحارم أو يصدر منه أيمان غير صادقة، وقيل رؤيا قطع اليد تهمة بسرقة أو يكون سارقا لقوله تعالى " والسارق والسارقة " الآية.
وقال السالمي من رأى أن يده اليمنى قد شلت فإنه يظلم ضعيفا ويضرب بريئا وإن كانت شماله مات أخوه أو أخته، وقال بعض المعبرين انقباض الأصابع تدل على ترك المحارم، وأما أظفار الإنسان فإنها زينته وشجاعته وقوته وزيادة دينه ونقصانه، فمن رأى منها ما يشين أو يزين فتأويله في ذلك.
ومن رأى أنه وجد مطالعة مكتوبة كبيرة بعنوان ثم فتح ختمها وقرأها فإنه يدل على ارتفاع أمره وإن كان من أهل الولاية نالها وإن لم يكن من أهلها فإنه يزداد في عزه وجاهه وإذا لم يكن كتابا ولا قارئا ولكن قرأها فإنه يدل على ازدياد العز والدولة وربما دل على قرب أجله لقوله تعالى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.