86- عن شيخ من قريش قال : رأيت رجلاً بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه فسألته عن ذلك فقال : قد جعلت لله علىٌ أن لا يسألنى أحد عن ذلك إلا أخبرتة به ، كت شديد الوقيعة فى على بن أبى طالب - رضى الله عنه - فبينا أنا ذات ليلة إذ أتانى اَت فى منامى فقال لى : أنت صاحب الوقيعة فى ٌ ، فضرب شق وجهى فأصبحت وشق وجهى أسود كما ترى
والفرس الحصان سلطان وعز، فمن رأى أنّه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة، أصاب عزاً وسلطاناً وشرفاً وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له. ومن ارتبط فرساً لنفسه أو ملكه، أصاب نحو ذلك. وكل ما نقصِ من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل، فإن كان ذنوباً كثر تبعه، وإن كان مهلوباً محذوفاً قل تبعه، وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء.
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا اصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود.
. هل تدل الأحلام على الماضي أو الحاضر أو المستقبل ؟
تدل على هذا كله
. فمن الأمثلة على دلالتها على الماضي ما جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما أنا نائم إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ،ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟قال العلم .
فهذه الرؤيا أولت على الماضي ؛ لأن الذي أعطيه من العلم كان قد حصل له ،وكذلك أعطيه عمر.
. وقد تدل على الحاضر ،ويدل عليه حديث الأذان وحديث ترائي ليلة القدر .
. وقد تدل على المستقبل ويدل على هذا الكثير من الأدلة ،ومنها رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام التي تحققت بعد أربعين سنة وريته ورؤياه في زواجه من عائشة قبل أن يتزوجها ، وغير ذلك من الأدلة .
وإن رأى الملائكة في موضع على خيل، هلك هناك جبار، وإن رأى طيوراً تطير ولا يعرف أعيائها فهي ملائكة، ورؤيتهم في المنام في مكان دليل على الانتقام من الظالمين ونصر المظلومين.
ومن رأى أنّه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة، أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً. وإن كانت بينهما عداوة، فإنّه يظفر بالمسلم، ويأمن بوائقه. ومن رأى كأنّه سلم على شيخ لا يعرفه، فإنّ ذلك أمان من عذاب الله عزّ وجلّ.
ومن رأى كأنه على الجنازة: فإنه يواخي إخوانا في الله تعالى: لقوله عز وجل: " إخوانا على سرر متقابلين " . وقال بعضهم أن الجنازة رجل موافق يهلك على يديه قوم أردياء.
ومن رأى أن السحاب سقط على الأرض فإنها سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أعداء على تلك الأرض، إن كان مع السحاب ريح شديد أو ظلمة أو ما يكره في التأويل.
ومن رأى أنه وضع القدر على النار ليطبخ شيئا فإنه يحصل له من ملك مال ومنفعة بقدر عظم القدر وصغرها وقيل القدر قيم البيت أو قيمته فكل ما رأى فيها من زين أو شين فإنه يؤول عليهما.
إذا حلمت أنك تجدف فمعناه أنك ستعمل على التخلص من تلك الطباع التي تجعلك تشتم وتقلل من احترام زملائك وأصدقائك. وإذا حلمت أن الآخرين يجدفون فمعناه أنك ستشعر أن أحداً قد آذاك وربما أهانك.
يدل التجديف في الحلم على أن عدواً يزحف إلى داخل حياتك وتحت ستار صداقة مزعومة سوف يسبب لك ضراراً بالغاً.
إذا حلمت أنك تعلن نفسك فإن هذا يعني قدراً شريراً.
إذا حلمت أن الآخرين يلعنونك فإن هذا يعني ارتياحاً عن طريق العاطفة والازدهار.
إن تفسير هذا الحلم هنا ليس مقنعاً.
ومن رأى رسولا جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين إما بشارة وخيرأوهم ومصيبة.
ومن رأى على رأسه قلنسوة من حرير أسود كما هو عادة الأعاجم فإنه يدل على الخير والمنفعة، ومن رأى على رأسه قلنسوة من ذهب فإنه يدا على حصول منفعة من اناس متكبرين ضعيفي الدين، وإن كان من فضة فإنه يدل على حصول منفعة من علمه، وإن كانت من حديد فإنه عز وجاه وقوة من ملك.
طرق على الباب
إذا سمعت طرقاً على الباب في أحلامك فإن هذا يعني أنك سوف تتلقى عما قريب أنباء ذات طبيعة خطيرة.
إذا حلمت أن طرقاً على الباب أيقظك فإن الأخبار سوف تؤثر عليك بشكل خطير.
ومن رأى أنه يلوي العمامة على رأسه ليلا فإنه يسافر سفرا في ذكر وبهاء والعمامة، إذا كانت من حرير فليست محمودة، وربما كانت مالا من وجه حرام، وإذا كانت من القطن كان المال حلالا من وجه طيب، وإذا كانت من صوف أبيض دل على الصلاح والديانة والخز يدل على الغنى.
وإذا رأى في المنام ما يدل على الخير وأراد بذلك أن المريض ينتظر الشفاء والمظلوم ينتظر الظفر وذكر قبل ما به خصب سائر الورى إلى آخره هذا إذا كان مع فقر وانخضاع، وأما الأغنياء فهو فقر وحاجة وليس لهم ذلك بمحمود.
ومن رأى حمامة حطت على كتفه أو فوق رأسه أو في عنقه فإنه يؤول بعمله فيعتبر لونها إن كانت سوداء قبيحة المنظر أو ما أشبه ذلك كان عمله سوءا وإن كانت حسنة المنظر بيضاء
أمثلة على الرؤى:
وهذا الجزء سأتحدث فيه عن امثلة لبعض رؤى الرسول صلي الله علية وسلم وبعض رؤى الصحابة رضي الله عنهم , وأبدأ. برؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
(أ) رؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
وألفت هنا إلى حديث عائشة المتفق عليه الذي رواه البخاري في صحيحه قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم من من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرئ رؤيا إلأ جاءته مثل فلق الصبح ). (1)
وقد جاء في رواية آخرى الرؤيا الصالحة , والصادقة والصالحة بمعنى واحد بالنسبة لأمور الآخرة في حق الأنبياء.
وأما بالنسبة لامور الدنيا , فالصالحة تختلف عن الصادقة; إذ أن الصالحة اخص , فرؤيا الأنبياء كلها صادقة , وقد تكون صالحة وهي الآكثر, وقد تكون غير صالحة بالنسبة للدنيا كما وقع في رؤياه يوم أحد حين رأى رؤيا وعبرها بقتل في اصحابه.
وشبهها بفلق الصبح دون غيره, لأن شمس النبوة كانت الرؤيا مبادي أنوارها، فما زال ذلك النور يتسع حتى اشرقت الشمس فمن كان باطنه نوريا كان في التصديق بكريا كا بي بكر, ومن كان باطنه مظلمأ كان في التكذيب خفاشا كأبي جهل , وبقية الناس بين هاتين المنزلتين كل منهم بقدر ما اعطي من النور. (2)
ومن الأمثلة على رؤى الرسول صلي الله علية وسلم المثال التالي:
(أ – 1) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال: "دخلت الجنة فرايت قصرا من ذهب. قلت: لمن هذا . قالوا: لشاب من قريش , فظننت اني أنا هو قالوا: لعمر بن الخطاب". (3)
وهذا الحديث جاء في رواية آخرى:" بينما أنا نائم رأيتني في الجنة" وقوله : " قالوا : لعمر " القائل: جبريل ومن معه من الملا ئكة" وقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "بينما أنا نائم رأيتني في الجنة , فإذا امرأة تتوضأ الى جانب قصرى فقلت , لمن هذا ؟ قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا" . فبكى عمر رضي الله عنه وقال : عليك أغار يا رسول الله صلي الله علية وسلم ؟
وفي رواية عند الامام أحمد : قال ابو هريرة : فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلي الله علية وسلم و قال عمر: بأبي انت يا رسول الله , أعليك أغار ؟ والوضوء هنا من الوضاءة وهي النظافة والحسن اذ أن الجنة ليست دار تكليف, وقد ذكر ابن حجر (4)أن المرأة التي شاهدها الرسول بجانب القصر هي أم سليم
وكانت في قيد الحياة حينئذ فرأها النبي صلي الله علية وسلم في الجنة الى جانب قصر عمر فيكون تعبيره أنها من أهل الجنة لكون الرائي هو رسول الله صلي الله علية وسلم , وكونها إلى جانب قصر عمر ففيه إشارة الى آنها تدرك خلافته وكان كذلك .
(أ - 2 ) وعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلي الله علية وسلم قال : "بينما انا نائم اذ رايت قدحا اتيت به فيه لبن , فشربت منه حتى اني لأرى ألري يجري في اظفاري" ثم اعطيت فضلي عمر بن الخطاب" . قالوا : فما أؤلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : "العلم ". (5)
وهنا أؤل الرسول صلي الله علية وسلم اللبن بالعلم وقد ربط بعض العلماء بين اللبن والعلم بقوله : اللبن رزق يخلقه الله طيبأ بين أخباث من دم وفرث كالعلم نوره يظهره الله في ظلمة الجهل , فضوب به المثل في المنام كما أن الذي خلص اللبن من بين دم وفرث قادر على أن يخلق المعرفة من بين شك وجهل ويحفظ العمل عن غفلة وزلل .
وفي الحديث أن علم النبي صلي الله علية وسلم بالله لا يبلغ أحد درجته فيه, لأنه شرب حتى رآى الري يخرج من أطرافه , وأما اعطاؤه فضل عمر ففيه إشارة إلى ما حصل لعمر بالله , بحيث كان لاياخذه في الله لومة لائم . (6)
(أ - 3 ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله علية وسلم "ارئتك في المنام ثلاث ليال ، جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك . فأكشف عن وجهك فإذا انت هي , فأقول :أن يك هذا من عند الله يمضه " . متفق عليه واللفظ للبخاري) .(7)
ومعنى: سرقة من حرير: لباس أو قماشى آبيض من الحرير.
ويلاحظ في المثال الأول والمثال الثالث من رؤى الرسول صلي الله علية وسلم أن الرسول صلي الله علية وسلم لم يعبرهما لعمر ولا لعائشة , ففهم اذا آنها من الرؤي التي تكون فيها الرؤيا على وجهها وظاهرها لا تحتاج الى تعبير ولا تفسير , وقد ذكر ابن حجر في شرحه لحديث ابن عمر ورؤيته للنار أن بعض الرؤى لا يحتاج الى تعبير. (8)
آما رؤيا عبد الله بن عمر فقد عبر الرسول صلي الله علية وسلم الرؤيا حين أول شرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه اللبن بالعلم
-----------------
( 1 ) متفق عليه من حديث عائشة . اخرجه البخاري في كتاب التعبير باب اول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم الرؤيا الصادقة ( 35112 ) ،واخرجه مسلم كما في شرح النووي في كتاب الإيمان باب بده الوحي إلى رسول الله صلي الله علية وسلم ( 2 / 197 ) - مرجع سابق.
( 2 ) انظر فتح الباري - مرجع سابق - (355/12 ).
( 3 ) رواه البخاري في كتاب التعبير, باب القصر في المنام ( 41612 ) - مرجع سابق - ورواه أحمد في مسنده في مسند انس بن مالك، انظر شرح ثلا ثيات أحمد للسفاريني (7391 ) . مرجع سابق .و أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح لسنن الترمذي في كتاب المناقب باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه - نشر دار احياء التراث العربي - بيروت.
( 4 ) فتح الباري • مرجع سابق - ( 12 / 416 ).
( 5 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 393) _ مرجع سابق - ومسلم كما في النووي ( 15/ 16 ) مرجع سابق.
( 6 ) فتح الباري ( 12 /0 41 ) - مرجع سابق - , محمد عبد العزيز الهلاوي: رؤى النبي صلي الله علية وسلم وأحلام الصحابة , نشر دار الطلائع ,القاهرة: 1412 ة ص 5 .
(7) أخرجه البخاري كما في الفتح (12/399) مرجع سابق و (7/223) ورواه مسلم كما في النووي (15/202) في كتاب فضائل الصحابة وفي فضل عائشة رضي الله عنها مرجع سابق.
(8) ابن حجر - فتح الباري - مرجع سابق (12/419).
ومن رأى أنه يلوي العمامة على رأسه فإنه يسافر سفرا بعيدا يكون له فيه بهاء، وإن لم يكن هو من أهل السفر ولا عزم عليه فإنه يمشي في أمر عني به ذهابا ورجوعا.
حجارة منصوبة على حافة الطريق
إذا حلمت أنك تخطو فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني ارتقاءك السريع في العمل، وسوف ينظر العامة والأصدقاء إليك باحترام كبير.
إذا حلم العشاق أنهم يخطون فوق حجارة منصوبة على حافة الطريق فهذا يعني زواجاً مبكراً يتبعه انسجام بين الزوجين، ولكن إذا سقطت في الحلم عن تلك الحجارة فسوف يعاكسك الحظ.
ومن رأى أنه دخل على حريم السلطان أو يخالطهن فإن كان مع ذلك ما يستدل به على بر أو خير فإنه يصيب سلطنة وحظا ومنزلة منه وإن لم يكن عنده شيء من ذلك فإنه يغتاب تلك الحريم أو يدخل في أمرهن بما لا يحل له من الاغتياب.
ومن رأى أنه قاعد على جمل وقد ضل عن الطريق وهو يسوق الجمل ولم يعلم الطريق فإنه يدل ومن رأى أنه وجد ناقة فإنه يدل على التزوج وإن كانت الناقة معها فصيل فيكون لتلك المرأة ولد.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه عفا عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " وأما العلم الناقص فيدل على الاياس من الوجود ووقوع الحذر في الرؤيا، وأما العقد فهو على أنواع متعددة.
من رأى أنّه على فرس يجمح به، فإنّه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس، وقد يكون تأويل الفرس حينئذٍ هواه، يقال ركب فلان هواه، وجمح به هواه. وإن كان الفرس عرماً كان الأمر أشنع وأعظم، ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب، ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة، إلاّ أن يرى للفرس جناحاً يطير به بين السماء والأرض، فإنّ ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر. والبلق شهرة، والدهم مال وسؤدد وعز في سفر، والأشقر يدل على الحزن، وفي وجه آخر أنّ الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقراً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على فرس قوائمه من حديد. فقال توقع الموت. وحكي أنّ علي بن عيسى الوزير قبل أن ولي الوزارة، رأى كأنّه في ظل الشمس في الشتاء، راكب فرس مع لباس حسن، وقد تناثرت أسنانه، فانتبه فزعاً، فقص رؤياه على بعض المعبرين، فقال: أما الفرس فعز ودولة، واللباس الحسن ولاية ومرتبة، وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه، وأما انتثار أسنانه فطول عمره.
وقيل من رأى فرساً مات في داره أو يده، فهو هلاك صاحب الرؤيا. ومنِ ركب فرساً أغر محجلاً بجمِيع آلاته وهو لابس ثياب الفرس، فإنّه ينال سلطاناً وعزاً وثناء حسناً وعيشاً طيباً وأمناً من الأعداء.
ومن رأى أنه ربط من أحد أعضائه على إنسان آخر فإنه يقارنه في أفعاله سواء كانت حميدة أو ذميمة، وأما ربط المراكب فيأتي في فصله وما يربط كل شيء في فصله ومكانه.
ومن رأى على رأسه قلنسوة وما كان يلبس مثلها في اليقظة ان كانت بيضاء فإنها تدل على صلاح دينه، وإن كانت خضراء فإنها تدل على صلاح الطاعة والعبادات والخيرات، وإن كانت حمراء فإنها تدل على النقصان في الدين والعبادة، وإن كانت صفراء فإنها تدل على السقم والمشقة، وإن كانت سوداء فإنها مكروهة إلا إذا كان له عادة بلبسها.
من رأى أنّه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال، فإنّه يصيب سلطاناً ويفسد دينه، ويقهر الرجال ويركب أعناقهم، وتكون أتباعه في سلطانه بقدر من تبع جنازته، ويرجى له صلاح دينه، ما لم يدفن.
من رأى أن على فراشه نوعا من الحيوان فليحرص على زوجته وقيل رؤيا الفراش في المكان المجهول تدل على شراء أرض أو زراعة في أرض وربما كان ميراثا والنوم على الفراش من حيث الجملة راحة من تعب وعسر.
فأما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء والاستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق. ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه للأموات.
من رأى أنّه حمل ميتاً على غير هيئة الجنائز فإنّه يتبع ذا سلطان وينال منه براً، ومن رأى أنّه نبش عن قبر ميت معروف، فإنّه يطلب طريقة ذلك الميت في الدنيا إن كان علماً أو مالا فينال منه بقدر ذلك.
ومن رأى أنه سقط عن فرس أو نزل عنه أو صرع من فوقه فإنه يؤول بانحطاط منزلته أو عزله عن سلطانه وربما دل على موت زوجته وإن كان صرعه في سوق أو بين ملاء من الناس فإنه يشتهر في سقوط حاله وجاهه وربما كان نزوله إذا أضمر العود انفاق ماله حتى يصير إلى آخره وقيل لا يتم الأمر الذي هو طالبه خصوصا إن لم ينو العود.
وهي على أوجه فمن رأى أن طعاما كثيرا مد على سماطه وهو جالس في صدره فإنه يؤول على أحد عشر وجها عز وشرف وولاية وفرح وختان ووليمة وبشارة وعرس ودولة وخير ومنفعة.
وكذلك لورأى على الميت تاجا أوخواتيم، أورآه قاعدا على سرير، ولورأى على الميت ثيابا خضرا، دل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة، كما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة، فكذلك تدل على عقبه في الدنيا.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الامام أو من يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة.
الغالب فيها الدلالة على المستقبل،
ولكن قد تكون الرؤيا في أمر يعيشه صاحبها أي في الحاضر،
وهذا كرؤية بعض الصاحبة ليلة القدر، وإخبارهم الرسول برؤاهم فأخبرهم بالتعبير وكان التعبير له علاقة بما كانوا يعيشون أحداثة ذلك الوقت وهو السؤال عن ليلة القدر ومتى تكون،
وكرؤية عبد الله بن زيد للأذان.
وقد تكون في أمر ماضي، فمثلاً رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى أنه يشرب اللبن ثم أعطى فضله لعمر،
تتحدث عن القدر الذي أعطيه من العلم وكان هذا قد حصل له قبل الرؤيا،
كذلك كان قد أُعْطيه عمر رضي الله عنه، وهذا هو الذي قرّره علماء هذا الفن.
قال ابن حجر إن من الرؤيا ما يدل على الماضي والحال والمستقبل. ومن أبرز أمثلة الرؤى التي كانت تدل على المستقبل رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام.