جسر
إذا رأيت جسراً طويلاً متهدماً ويميل إلى السواد بغموض فسوف تخيم الكآبة بسبب فقدان أعز ممتلكاتك وسوف تنهال عليك أوضاع محزنة. بالنسبة للشباب والعشاق فإن أعز ما في قلوبهم من أمان سوف تمنى بخيبة أمل كأن يكون المحبوب دون مستوى أحلامك.
إذا عبرت الجسر بأمان فإن هذا يعني انتصارا أخيراً على الصعوبات، على الرغم من أن الوسائل لا تكاد تبدو مأمونة العواقب عند استعمالها. ويعني أي تأخير أو عائق أن مصيبة ستحل.
إذا رأيت جسراً ينهار أمامك فخذ حذرك من المعجبين المحتالين والمزيفين.
إذا كانت المياه صافية فهذا يعني الغنى. سوف تعاني من نتائج محزنة لأفضل جهودك إذا نظرت إلى أو اتصلت بالمياه الموحلة أو العكرة في أحلامك.
ومن رأى أنه سقط من شجرة فحصل له عطب أو مات فإنه يهلك على يد رجل ضخم أو سلطان جائر، فإن انكسرت به هلك ذلك الضخم أيضاً أو واحد من أعيان جماعة إذا كان الكسر في فرع، وربما دل على ولد الرجل الضخم.
ومن رأى أن السحاب سقط على الأرض فإنها سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أعداء على تلك الأرض، إن كان مع السحاب ريح شديد أو ظلمة أو ما يكره في التأويل.
ومن رأى أن جميع أسنانه سقطت وذهبت فإنه يؤول على خمسة أوجه موت أقاربه وطول عمره وذهاب ماله وعيشة رديئة وربما يموت وإن سقطت في حجره أو يده أو فيما يحصل به حفظ فتؤول على عشرة أوجه حصول مال وكثرة نسل واجتماع اقاربه بمكان وهدم بئر له ووفاء ديون وذهاب مال في مصلحة ومضى ثمان وعشرين سنة من عمره وحياة مدة اثنتين وثلاثين سنة وغرم ثلاثين درهما إلى ثلاثين ألفا على حسب المقام واذهاب مال في نفقة ويستفيد غيره.
جسر للمشاة
إذا حلمت أنك تعبر جسراً للمشاة فوق جدول من الماء الصافي فإن هذا يعني وظيفة سارة وربحاً.
إذا كان الماء كثيفاً وموحلاً فإن هذا يعني خسارة وإزعاجاً مؤقتاً. ويعني هذا الحلم بالنسبة للمرأة زوجاً محباً للشجار أو زوجاً ذا مزاج لطيف وعادات منتظمة وهذا يتوقف على كون الماء موحلاً أو صافياً. أما الوقوع من جسر للمشاة في ماء صاف فيعني ترملاً قصير الأمد ينتهي إلى زواج حسن. إذا لم يكن الماء صافياً فإن ذلك يعني دلائل قائمة.
من رأى أنّه عالج شيئاً من أسنانه: حتى قلعها، أو رأى أنّ ذلك عالجه منه غيره فقلعها، فإنه يكره على غرم مال أو يشبه ذلك. فإن رأى جميع أسنانه سقطت وصارت في يده أو عنده، فإنّه يكثر نسل أهل ذلك البيت وعددهم. فإن رأى أنّها سقطت جميعاً فإنِّ ذوي أسنانه من الناسِ يموتون قبله في قول سعيد بن المسيب. وكان سعيد يأخذ بالأسماء في التأويل كثيراً، فإن رأى أنّه فقد بعض أسنانه، فإنّه يغترب من تنسب تلك السن إليه، وقال القيرواني: ربما دلت الأسنان على الأسنان التي بها قوام الإنسان، واتصال الرزق إلى البطن. وربما دلت من الأموال على ما يستخدمه الإنسان في طلب معيشته وكسبه، من دواب وخدم وإرحاء.
فمن رأى أسنانه سقطت كلها، نظرت في حاله وزمانه ويقظته. فإن كان جميع أهل بيته مرضى في طاعون ونحوه هلكوا وبقي هو بعدهم. وإن لم يكن له أهل وكان ذا مال ذهب ماله وسلب نعمته. وإن كان فقيراً مات من تنسب إليه أسنانه وبقي بعدهم. وأما سقوط السن الواحدة، فإن كان من غير معالجة وذهبت منه في حين سقوطها مات المريض من أهل بيته، أو أُصيب بمال. وإن كان حين سقوطها أخذها بيده أو صرّها في ثوبه، فانظر في حاله، فإن كان عنده حمل جاءه ولد على قدر جوهر السن ومكانها، وإلا صالح أخاً أو قريباً كان قد قطعه. وإن كان هناك دم، فإنَّ ذلك إثم القطيعة للرحم، إلا أن يكون عليه دين، فإنه يطلب فيه ويعالج على قضائه وإزالته.
وأما الاسنان في التأويل فهم أهل البيت والقرائب فاما الأعالي فرجال وأما الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بيته أو من يناسبه، وقيل إن الناب الأعلى الأيمن صبي يقوم مقام أبيه والأيسر دونه وقيل الأيمن عم والأيسر خال، وقيل عمر صاحب الرؤيا وأما الثنايا الفوقية فاليمنى أب واليسرى عم وقد يكون أخان أو عمان يقوم مقامهما وغيرهما في النصح والشفقة والرباعيات السفلى ابن عم أو عمة أو بنات اخوات، وقيل الضواحك الاخوان وبنوهم وقيل الخال والخالة، وبالجملة من رأى ما يشين الأسنان فإن كانوا من الأعالي عبروا بالرجال، وإن كانوا من الأسافل عبروا بالنساء وقال بعض المعبرين الثنايا السفلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات.
وقال السالمي من رأى أن شيئا من أسنانه سقط إلى حجره أو صره في ثوبه أو وقعت في يده فإنه يؤول على وجهين فاما وضع حامل أو استفادة مال، ومن رأى أن بأسنانه عيبا ينكر في اليقظة فإنه يؤول على ثلاثة أوجه هم وحزن وافلاس وموت قرابة أو ضعف همه.
ومن رأى أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو جبل أو نحو ذلك فإن الأمر الذي هو فيه لا يتم له ولا يبلغ منه ما يريده بامتناع ذلك عليه ولا يتم له ما يرجوه ولا يبلغ منه ما يريد، وقد يدل على السقوط لمن عنده خلل في دينه على انهماكه في المعاصي والفتن والأعمال المضلة.
من رأى أن نجما سقط في الأرض فإنه سقوط جليل القدر، وإن كان له غائب قدم إليه، وإن كان عنده حامل فتعبير ذلك النجم، أو كان مذكرا تضع ولدا ذكرا وإن كان مؤنثا تضع بنتا.
ومن رأى أن خاتمه انكسر أو سقط وذهب عنه فإن ذلك يؤول على خمسة أوجه ذهاب ماله ومفارقة امرأته وقرب أجله وموت ولده وذهاب جاهه وإذا رأت المرأة ذلك فهو نظيره ولكن يزداد في ذلك للمرأة موت أقرب الناس إليها.
وأما الأسنان: فإنّهم أهل بيت الرجل، فالعليا هم الرجال من أهل البيت، والسفلى هم النساء، فالناب سيد بيته، والثنية اليمنى الأب، والثنية اليسرى العم وإن لم يكونا فأخوان أو ابنان، فإن لم يكونا فصديقان شقيقان، والرباعية ابن العم، والضواحك الأخوال والخالات، ومن يقوم مقامهم في النصح، والأضراس الأجداد، والبنون الصغار، والثنية السفلى اليمنى الأم، واليسرى العمة، فإن لم يكون فأُختان أو ابنتان أو من يقوم مقامهما، والرباعية السفلى بنات العم وبنات العمات، والناب السفلى سيدة أهل بيتها، والضواحك السفلى بنات الخال والخالة وأضراس السفل الأبعدون من أهل بيت الرجل، من النساء والبنات الصغار.
وحركة بعض الأسنان، دليل على من هو تأويله في المرض، وسقوطه وضياعه دليل على موته أو غيبته عنه غيبة من لا يعود إليه، فإن أصابه بعدما فقده، فإنّه يرجع، وتآكله دليل على بلاء يصيب من ينتسب إليه. واصطكاك الأسنان على جدال بين أهل بيته. فإن رأى في أسنانه قلحاً، فهو عيب بأهل بيته يرجع إليه. ونتن الأسنان قبح الثناء على أهل البيت، وكلال الأسنان ضعف حال أهل بيته، وتنقية الأسنان من القلوحة، يدلي على بذل المالي في نفي الهموم عنهم. وبياض الأسنان وطولها وجمالها، زيادة قوة ومال وجاه لأهل البيت. فإن رأى كأنه نبت مع ثنيته مثلها، فإنّ أهلِ بيته يزيدون. فإن رأى كأنّ النابت معها يضرها، كان الزائد في أهل البيت عاراً ووبالاً عليه.
فإن رأى كأنّه قلع أسنانه، دلت رؤياه على قطع رحمه، أو ينفق ماله على كره منه. فإن رأى كأنّه يرمي أسنانه بلسانه، فسدت أمور أهل بيته بكلام يتكلّم به. فإن رأى كأنّ أسنانه من ذهب، فإن كان من أهل العلم والكلام حمدت رؤياه، وإلا فلا تحمد، لأنّها تدل في غير العلم وأهله، على مرض أو حريق، فإن رأى كأنّها من فضة، دلت على خسران في المال. فإن رآها من زجاج أو خشب، دلت على الموت. فإن رأى مقاديم أسنانه سقطت فنبت مكانها أخرى، دلت على تغيير أموره وتدابيره.
وقيل أنّ من رأى أسنانه العليا سقطت في يده، فهو مال يصير إليه. فإن رآها قطت في حجره، فهو ابن، لقوله تعالى: " ويكلم الناس في المهد " . يعني في حجر. فإن رآها سقطت إلى الأرض، فهي الموت. فإن رأى كأنّه أمسك الساقط من ضانه فلم يدفنه، فإنّه يستفيد بدل من هو مثله في الشفقة والنصيحة وكذلك التأويل في سائر الأعضاء إذا أصابتها آفة فلم يدفنها. فإن رأى كأنه نبت في قلبه أسنان، دل على موته، وقيل أنّ سقوط الأسنان يدل على عائق يعوق فيما يريده، وقيل هو دليل قضاء الديون. فإن رأى كأنّ جميع أسنانه سقطت، وأخذها في كمه أو حجره، فإنه يعيش عيشاً طويلاً حتى تسقط أسنانه، ويكثر عدد أهل بيته. وإن رأى كأنّ جميع أسنانه قطت وذهبت عن بصره، فإنّ أهل بيته يموتون قبله، وربما كان ذلك موت ذوي سنه. من الناس ،وأقرانه في العمر. فإن رأى كأنّ الناس يلكوه بأضراسهم أو يعضوه، فإنّه يمكنه أن يتضع للناس فلا يتضع، وقيل ينبغي أن يجعل الفم بمنزلة المنزل، والأسنان بمنزلة السكان، فما كان فيها من ناحية اليمنى فهو يدل على الذكور، وما كان من اليسرى فهو يدل على الإناث، في جميع الناس إلا قليلاً منهم. وقيل من رأى أسنانه تنكسر فإنه يقضي دينه قليلاً قليلاً. فإن تساقط أسنانه بلا وجع، يدل على أعمال تبطل. فإن رأى كأنّها تسقط بلا وجع، يدل على ذهاب شيء مما في منزله. ومقاديم الأسنان إذا سقطت، منعت من أن يفعل الإنسان شيئاً مما يعمل بالكلام والقول. فإن كان مع ذلك وجع أو خروج دم أو لحم، فإنّ ذلك يبطل أو يفسد الأمر الذي يراد.
وأما الأصحاء والأحرار والمسافرون، إذا سقطت جميع أسنانهم، دل على مرض طويل ووقوع في السل من غير أن يموتوا، وذلك أنّ الإنسان لا يمكنه أن ينال الغذاء القوي بلا أسنان، لكنه يستعمل الإحساء والعصارات، وإنّما لا يموتون لأنّ الموتى لا تسقط أسنانهم، والشيء الذي لا يعرض للموتى هو مخلص للمرضى فلهذا السبب صار محموداً في المرض. وإن تساقطت أسنانهم جميعاً فإنّه يدل على سرعة نجاتهم من المرض، وأما التجار المسافرون فيدل على خفة حملهم، وخاصة إن رأى أنّ تلك الأسنان تتحرك، فإن رأى كأنّ بعض أسنانه قد طال وازداد عظماً، دل على جدال وخصومة في منزل. ومن كانت أسنانه سوداً متآكلة معوجة، فرأى سقوطها، فإنه ينجو من جميع الشدائد. فإن رأى كأنّ أسنانه تسقط وهو يأخذها بيده أو بلحيته وفي حجره، فذلك يدل على أنّ أولاده تنقطع، فلا يولد له، وما يلد فلا يبقى ولا يتربى.
وحكي أنّ رجلاً رأى أسنانه كلها سقطت، فاغتم لذلك غماً شديداً، وقص رؤياه على معبر، فقال: تموت أسنانك كلها قبلك، فكان كذلك. ورأى اخر كأنّه أخذ ثلاث أسنان من فمه في كفه، وضم عليهم أنامله، فعرض له أنّه وجد درهماً ونصفاً.
ومن رأى عضوا من أعضائه سقط من البرد فإنه يؤول بهلاكه أو هلاك أحد من أقاربه، وقيل رؤيا البرد في وقته ما لم يتجاوز الحد فليس بمضر وكذلك الحر والله أعلم بالصواب.