السيل
هو في المنام هجوم العدو، كما أن هجوم العدو سيل. فمن رأى سيلا من مطر فيصيبه أذى أو يمرض أو يسافر. فإن صعد السيل الحوانيت فإنه طوفان أو جور من السلطان. ومن رأى أنه يمنع السيل عن داره فإنه يعالج عدوا يمنعه عن ضرر يقع بأهله أو حاشيته. والسيل دال على العدو إذا هدم الدير أو أتلف الأشجار أو قتل الدواب أو أغرق الناس، فإن انتفع الناس به دل على الخيرات المتتابعة. والسيل يدل على الهزر في الكلام والكذب في المقال. وإن جرى السيل بالدم والجيف فإنه يدل على مقت الله تعالى. ورؤية السيل دليل على نزول الغيث. وربما دل السيل في غير وقته على البدعة من الجهة التي جاء منها السيل. ومن رأى أن السيل دخل دار قوم وذهب بأموالهم وماشيتهم فإنه عدو يغير عليهم. والسيل في الشتاء يدل على قوم من العصاة لا معرفة لهم. ومن رأى أنه خرج من ذلك الماء سباحة إلى البر فإنه ينجو من سلطان جائر، وإن عجز عن العبور فليحذر من القعود بين يدي حاكم ولا يعصي رئيسه، ويدل دخول السيل إلى المدينة على الوباء إن كان لونه لون الدم أو كدرا.
ومن رأى أن السيل والماء يفرق الأرض فإنه بلاء وغرم يصيب الناس أو عدو يسير إليهم أو وباء يقع فيهم إلا أن يكون نزل من السماء فإنه خير وبركة للناس ومن رأى أن السيل ذهب به ثم نجا فإنه يصيبه أمر شديد من السلطان أو غيره ومن رأى أنه يخرج من سيل فإنه يخرج من هم أو مرض ومن رأى أن السيل فيه كدرة أو ماء مطر فإنه يصيب مالا
السيل: يدل دخوله إلى المدينة على الوباء، إذا كان الناس في بعض ذلك، أو كان لونه لون الدم أو كدراً. وقد يدل على دخوله عسكر بأمان أو رفقة، إذا لم يكن له غائلة ولا كان الناس منه في مخافة، فإن هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم، فإنّه عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم، على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة. وقال بعضهم السيل هجوم العدو كما أنّ هجوم العدو سيل. فإن صعد السيل الحوانيت، فإنّه طوفان أو جنود من سلطان جائر هاجم، والسيل عدو مسلط، فإن رأى أنِّ الميازيب تسيل من غير مطر، فذلك دم يهرق في تلك البلدة أو المحلة. فإن رأى أنّه سالت من مطر وانصب ماؤها، فإنّها هموم تنجلي عن أهل ذلك الموضع، وخصب دولة بقدر الميازيب، فإن لم تنصب الميازيب، فهو دون ذلك. وإن انصب الميزاب على إنسان، وقع عليه العذاب. فإن طرق السيل إلى النهر، فإنّه عدو له من قبل الملك، ويستعين برجل فينجو من شره. ومن رأى أنّه سكر السيل عن داره، فإنّه يعالج عدواً ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت المباغث تسيل من غير مطر، ورأيت الناس يأخذون منه، فقال ابن سيرين: لا تأخذ منه. فقال الرجال: إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئاً، فقال: قد أحسنت، فلم يلبث إلاّ يسيراً حتى كانت فتنة ابن المهلب.