الحمأة
تدلّ في المنام على خير خاصة إن فقد الماء، أو كان فقيراً، فإنه يدل على سد فاقته بيسير الرزق. ومن كان أعزب، ورأى الحمأة تزوج وصار له حم وحماة، والحمأة دالة على أدنى العيش. فما حصل في المنام من الحمأة هم وحزن وهول، فمن رأى أنه يدخل في حمأة فإنه يقع في حزن وهم وذلك لسواد الحمأة. وتدل الحمأة على فضلات الأموال، ومبادىء الربح، ولوائح الخير والسؤدد.
إذا رأيت أتاناً في حلم فسوف تقابل منغصات كثيرة وسوف تتراكم التأخيرات في تلقي الإنباء أو البضائع.
إذا رأيت حميراً تحمل أثقالاً فإن هذا يدل على أنك بعد صبر وكدح سوف تنجح في تعهداتك سواء في السفر أو الحب إذا طاردتك أتان وكنت خائفاً منها فسوف تكون ضحية لفضيحة أو لإشاعات أخرى مقيتة.
إذا امتطيت أتاناً دون رغبة منك أو ركبتها كفارس فإن مشاجرات لا داع لها سوف تعقب ذلك الحلم.
قيم الحمام
تدل رؤيته في المنام على الطهارة وقضاء الدين. وربما دلّت رؤيته على الواقف بباب السلطان لقضاء أشغال الناس، أو على السجان أو على التوبة من الذنوب وصلاح الحال. والقيم في الكنائس تدل رويته على ضياع المال، والتفريط في الأعمال، أو معاشرة أرباب اللهو والطرب. والمرأة القيمة في الحمام تدل رؤيتها للعازب على الزوجة الفقيرة. انظر أيضاً الحمامي.
ومن رأى أنّه جمل لحم بعير: أو ناقة فإنّه يصيبه مرض. فإن رأى أنّه أصاب من لحومها من غير أن يأكله، فإنّه يصيب مالاً من سبب ما تنسب تلك الإبل إليه في التأويل.
لحم الإبل: مال يصيبه من عدو قوي ضخم ما لم يمسه صاحب الرؤيا، فإن مسه أصابه من قبل رجل ضخم قوي عدو. فإن أكله مطبوخاً أكل مال رجل ومرض مرضاً ثم برىء. وقيل من أكله نال منفعة من السلطان.
الحمارة: امرأة وخادم دنيئة، أو تجارة المرء وموضع فائدته. فمن رأى حمارته حملت، حملت زوجته أو جاريته أو خادمه. فإن كانت في المنام تحته، فحملها منه، ولدت في المنام ما لا يلده جنسها، فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنّه منهِ. ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضاً يسيراً وبرىء. ومن ولدت حمارته جحشاَ فتحت عليه أبواب المعاش، فإن كان الجحش ذكراً أصاب ذكراً، وإن كانت أنثى دلت على خموله. وقيل من ركب الحمارة بلا جحش، تزوجٍ امرأة بلا ولد. فإن كان لها جحش، تزوج امرأة لها ولد. فإن رأى كأنّه أخذ بيده جحشاً جموحاً أصابه فزع من جهة ولده. فإن لم يكن جموحاً أصاب منفعة بطيئة وقيل إنّ الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه.
ومن رأى أنه قص جناح الحمامة فإنه يؤول بمنع امرأته من خروجها من الدار ولحمها يؤول بمال وأما الفاختة فقال ابن سيرين الفاختة امرأة ناقصة الدين سيئة الخلق تداري مع الناس.
ومن رأى أن حماره قد صار بغلا فإنه يدل على حصول مال ومنفعة من جهة السفر وإن صار فرسا فإنه يدل على حصول منفعة ورزق ومعيشة من قبل السلطان بالظلم والعدوان وإن رآه صار نعجة فإنه يدل على حصول مال ونعمة من وجه حلال وإن رآه صار طيرا فإنه يدل على مال ومعيشة من وجه يدل في التأويل على ذلك الطير وإن رآه صار سنورا فإنه يدل على حصول مال ومعيشة من وجه السرقة وإن صار صيدا فإن كسبه يكون حراما.
لحم الخنزير المقدد
إذا حلمت أنك تأكل لحم الخنزير المقدد فهذا فأل حسن إذا كان شخص ما يشاطرك الطعام وإذا كانت أيديكما نظيفة.
إذا كان لحم الخنزير المقدد فاسداً فهو دلالة على بلادة في الإدراك وسوف تقلقك حالات غير مرضية.
إذا حلمت بأنك تملح وتقدد لحم الخنزير فهذا فأل سيئ إذا لم يكن خالياً من الملح والدخان. أما إذا كان خالياً فهذا فأل حسن.
حمار الوحش: فقد اختلف في تأويله، فمنهم من قال هو رجل، فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل. وقيل إنه يدل على مال، ومن رأى حمار وحش من بعيد، فإنه يصل إلى مال ذاهب. وقيل إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل، وشق عصا المسلمين. ومن أكل لحم حمار الوحش أو شرب لبنه، أصاب عبيداً من رجل شريف. وقيل إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش، دل على شر وضر. والوحشي إذا استأنس، دلت على خير ونفع. وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق.
وقال الكرماني من رأى أنه ينور بنورة في الحمام وتنظف وغسل جسده فإن كان خائفا أو مغموما أو ضعيفا أو مديونا فإنه فرج من جميع ما ذكر، وإن كان ذا مال فإنه نقصان في ماله، وإن لم يغسل النورة عن جسده لا يتم أمره.
ومن رأى أنه دخل الحمام فإنه يصيب هما وغما وغيظا بقدر حره وعاقبته إلى خير ما لم يغتسل بماء سخن فإنه يكثر همه وحزنه، وربما يكون من قبل النساء، وإن كان الماء باردا دل على نجاته من كل سوء، وربما دل دخول الحمام على دخول سجن أو شر أو مرض وعلى قدر حره يكون ذلك.
وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان الحمامي تؤول على ستة أوجه عز وشرف وولد وصديق وكلام حسن ومجلس علم ومعرفة وذكر جميل، وقيل رؤيا الرياحين ونحوها في موضع نباتها دون أن تكون مقلوعة تؤول بالولد لقول بعض العرب: ولدك ريحانك، وإن رآها مقلوعة قد وضعت في داره أو أمامه فإنه هم وحزن وبكاء، وربما كانت الريحانة امرأة فمن ملكها فإنه يتزوج بامرأة ولكن تقع الفرقة بينهما عاجلا، وقال بعض المعبرين الدليل على ان الريحانة امرأة ما نقل في الأخبار:
وأما لحم سائر الطيور فما كان منه مذكرا فإنه يؤول بمال الرجال وما كان مؤنثا فإنه يؤول بمال النساء وما كان يؤكل لحمه فهو مال حلال وما لا يؤكل لحمه فمال حرام وكذلك جميع الحيوان.
والحمال يؤول برجل ذي جاه وخطر ومن رأى أن حمله خفيف وهو ملكه فإنه يدل على مقدار ثقله من الخير والمنفعة وحصول الراحة فإن كان ثقيلا فإنه يدل على كثرة المعاصي لقوله تعالى ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة.
ومن رأى أنه يأكل لحما مطبوخا أو مشويا فإنه ينال رزقا بتعب وربما أصابه من أكل الشوي خوف وقيل الشوي هم وحزن ومال حرام فإن شوى كبشا مرض أو أصابه عذاب من السلطان وإن شوى نعجة مرضت زوجته أو أمه أو امرأة من أهله وإن شوى جديا أصاب ولده أو عبده جدري وإن شوى عجلا فإن كان ممن يطلب الولد بشر به وإلا ناله خوف من أعدائه وإن رأى أنه يأكل لحما طريا فإنه يغتاب الناس ومن رأى أنه اشترى لحما من قصاب ووصل اللحم إلى منزله فإن القصاب ملك الموت وهو يدل على موت إنسان هناك وإن لم يصل اللحم إلى المنزل فإنه مرض يصيبه ثم ينجو ومن رأى أنه يأكل لحما ميتا ويدع بين يديه طيبا فإنه يأتي حراما ويدع أهله ومن رأى أنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض ومن رأى أنه يأكل من لحم كبش فإنه يأكل من رجل كبير ومن رأى أنه يأكل لحم معز فإنه يمرض يسيرا ثم يبرأ ومن رأى أنه يأكل من لحم ضأن فإنه يصيب خيرا قليلا ومن رأى أنه يأكل من لحم جدي أصاب خيرا قليلا من قبل صبي ومن رأى أنه يأكل لحم دجاجة فإنه يصيب مالا من السبي والحرم ومن رأى أنه يأكل لحم عصفور فإنه يأكل مال رجل كبير ومن رأى أنه يأكل شيئا من دواب الماء فإنه يصيب مالا من قبل رجل قدره في الناس بقدر تلك الدابة في دواب الماء ومن رأى أنه يأكل رأس شيء من الحيوان فإنه يصيب ما لم يكن يرجوه وتطول حياته ومن رأى أنه يأكل من بطونها فإنه مال باطن يصيبه ومن رأى أنه يأكل من رأس نفسه فإنه يأكل من رأس ماله ومن رأى أنه يأكل من عينه فإنه يأكل من عين ماله ومن رأى أنه يأكل من كبده أو قلبه فإنه مال مدفون يأكل منه ومن رأى أنه يأكل لحم إنسان فإنه يغتابه ومن رأى أنه يأكل لحم مجذوم أو أبرص فإنه يصيب من السلطان مالا وكسوة وإن رأى أنه يأكل لحم مصلوب فإنه يأكل مالا حراما من إنسان مسلط ومن رأى أنه يأكل لحم نفسه فإنه يصيب سلطانا عظيما ومن رأى أنه يأكل الميتة أو الدم ولحم الخنزير فإنه يصيب مالا حراما ويرتكب معصية ومن رأى أنه يأكل لحم أسد أو كلب ونحوهما من السباع فتأويل ذلك يأتي في بابها إن شاء الله تعالى
الحمار الوحشي
يدل في المنام على معصية، فمن رأى أنّه ركبه، وسقط عن ظهره فليحذر معصية. وحمار الوحش إذا استأنس دلّ على خير. وإن رأى النائم حمارا أهليا صار وحشيا دلّ على ضرر. وحمار الوحش يدل على الزوجة أو الولد من ذوي الجفاء والقسوة، وكذلك البقرة الوحشية إلاّ أنها كثيرة الحنو والأشفاق على الأولاد. ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه فهو دال على معصية، فإن لم يكن الحمار ذلولا، ورأى أنّه صرعه، أو جمح به، أصابته شدة في معصية وهم وخوف. فإن دخل منزله حمار وحش دخله رجل لا خير فيه في دينه، ومن ركب حمار الوحش فإنّه يرحل عن الحق إلى الباطل ويفارق جماعة المسلمين.
لحم البقر
إذا كان نيئاً وعليه دماء فسوف تهاجم الحالم الأورام ذات الطبيعة الخبيثة والسرطان. كن حذراً واحترس من الكدمات والأضرار من أي نوع كانت.
إذا رأيت أو أكلت لحم البقر المطبوخ فسوف يمثل أمامك ألم مبرح يفوق الطاقة البشرية. سوف يحدث فقدان الحياة بوسائل مرعبة. لحك البقر المقدم على نحو مناسب وتحت ظروف سارة يدل على حالات انسجام في الحب والعمل. خلافاً لذل يكون الشر هو النذير على الرغم من أنه قد يكون ذا طبيعة تافهة.
لحم مفروم
إذا حلمت أنك تأكل لحماً مفروماً فإن هذا ينبئ بعدة أحزان ومنغصات.
من المحتمل أن تعاني من أعراض غيرة قليلة ومتنوعة ومن خلافات ناجمة عن تفاهات فحسب وسوف تكون صحتك مهددة بالوهن.
وإذا حلمت امرأة أنها تطبخ لحماً مفروماً فإن هذا يعني أنها سوف تكون غيورة على زوجها، وسوف يكون أولادها حجر عثرة في طريق متعتها.
الحمار: جد الإنسان كيفما رآه سميناً أو مهزولاً، فإذا كان الحمار كبيراً فهو رفعته، وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا، وإذا كان جميلاً فهو جمال لصاحبه، وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه، وإن كان مهزولاً فهو فقر صاحبه. والسمين مال صاحبه، وإذا كان أسود فهو سرووه وسيادته، وملك وشرف وهيبة وسلطان. والأخضر ورع ودين. وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب، ويختار منها الأسود.
والحمار بسرج ولد في عز. وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه. وموت الحمار يدل على موت صاحبه. وحافر الحمار قوام ماله، وقيل من مات حماره ذهب ماله، وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها، أو مات عبده الذي كان يخدمه، أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه، وإلا مات سيده الذي كان تحته، أو باعه أو سافر عنه. وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها.
وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه، فإنّه رجل جاهل أو كافر، لصوته، لقوله تعالى: " إنَّ أنْكَرَ الأصْواتِ " . ويدل أيضاً على اليهودي لقوله تعالى: " كَمَثَل الحِمارِ يَحْمِلُ أسْفَاراً " . فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة، دعا كافراً إلى كفره ومبتدعاً إلى بدعته. وإن أذن أذان الإسلام، أسلم كافر ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة. ومن رأى أنّ له حميراً، فإنّه يصاحب قوماً جهالاً، لقوله تعالى: " كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنفرة " . ومن ركب حماراً أو مشى به مشياً طيباً موافقاً فإنّ جده موافق حسن.
ومن أكل لحم الحمار، أصاب مالاً وجدة. فإن رأى أنّ حماره لا يسير إلا بالضرب، فإنّه محروم لا يطعم إلا بالدعاء. وإن دخل حماره داره موقراً، فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهرِ ما يحمل. ومن رأى حماره تحول بغلاً، فإن معيشته تكون من سلطان. فإن تحول سبعاً، فإنّ جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشاً، فإنّ جده من شرف أو تمييز. ومن رأى أنّه حمل حماره، فإنّه ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه.
ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها، فهو مطر وسيل. والحمار للمسافر خير مع بطء، وتكون أحواله في سفره على قدر حماره. ومنِ جمع روث الحمار ازداد ماله. ومن صارع حماراً مات بعض أقربائه. ومن نكح حماراً قوي على جده. ومن رأى كأنّ الحمار نكحه أصاب مالاً وجمالاً لا يوصف لكثرته. والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك. ومن ملك حماراً أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم، وإن كان موقوراً فالخير أفضل. ومن صرع حماره افتقر، وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره. ومن ابتاع حمراً ودفع ثمنها دراهم أصاب خيراً من كلام.
فإن رأى أنّه له حماراً مطموس العينين، فإنّ له مالاً لا يعرف موضعه. وليس يكره من الحمار إلا صوته، وهو في الأصل جد الإنسان وحظه.
الحمام: يدل على المرأة لحل الإزار عنده، ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه، كنزول نطفته في الرحم، وهو كالفرج. وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام، كدور الزناة والسجون، ودور الحكام والجباة لناره وظلمته أو جلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه. وربما دل على البحر والأسقام، وعلى جهنم. فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه، فإن رأى فيه ميتاً فإنّه في النار والحميم، لأنّ جهنم ادراك وأبواب مختلفة، وفيها الحميم والزمهرير، وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله، فإن رأى أنّه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر، وكانت علته في اليقظة حراً، تجلت عنه. فمان اغتسل وخرج منه، خرج سليماً. وإن كانت علته برداً، تزايدت به وخيف عليه. فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضاً من الثياب خلاف عادته، وركب مركوباً لا يليق به، فإنّ ذلك غسله وكفنه ونعشه. وإن كان ذلك في الشتاء، خيف عليه الفالج. وإن رأى أنّه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج، يجري الاعتبار، ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى، دالاً على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج، فإما نكسة أو إفاقة. وإن كان غير مريض، وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب، حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده، أو زلق أو رش. فإن لم يكن شيء من ذلك، وكان الرجل عزباً، تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة، وكان فيها من الجلبة أو الضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام، وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق، وهي أموال. وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته. فإن كان فيه متجرداً من ثيابه، فلأمر مع زوجته، ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به. فإن كان فيه بأثوابه، فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضاً، وتنقل مراتبه ومقاماته، وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام، وانتقاله فيه من مكان إلى مكان. وإن رأى أنّه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه، أو كان فيه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات، فإنّه امرأة يدخل إليها في زينة، ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس. وقال بعضهم: الحمام بيت أذى، ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء.
والحمام اشتق من اسمه الحميم، فهو حم، والحم صهر أو قريب. فإن استعمل فيه ماء حاراً أصاب هماً من قبل النساء، وإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه. فإن اتخذ في الحمام مجلساً، فإنّه يفجر بامرأة ويشهر بأمره، لأنّ الحمام موضع كشف العورة. فإن بنى حماماً فإنّه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك. فإن كان الحمام حاراً ليناً، فإنّ أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له، مشفقون عليه. فإن كان بارداً، فإنّه لا يخالطونه ولا ينتفع بهم. وإن كان شديد الحرارة، فإنّه يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سروراً لشدتهم.
وقيل إن رأى أنّه في البيت الحار. فإنّ رجلاً يخونه في امرأته، وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له. فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط، فإنّه يغضبه على امرأته، وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا، فإن كان بارداً، فإنّ صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلىِ ما يريد. وإن كان حاراً ليناً واستطابه، فإنّ أموره تكون على محبة، ويكون كسوباً صاحب دولة، يرى فيه فرجاً وسروراً. وإن كان حاراً شديد الحرارة، فإنّه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة.
وقيل من رأى أنّه دخل حماماً، فهو دليل الحمى النافض. فإن رأى أنّه شرب من البيت الحار ماء سخناً، أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل، فهو هم وغم ومرض وفزع، بقدر سخونة الماء، وإن شربه من البيت الأوسط، فهي حمى صالبة. وإن شربة من البيت البارِد، فهو برسام، فإن رأى أنّه اغتسل بالماء الحار وأراد سفراً فلا يسافر. فإن كان مستجيراً بإنسان يطلب منفعته، فليس عنده فرج، لقوله تعالى: " وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْل " . فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة، فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام، فإنّ ذلك أقوى في التأويل. فإن رأى في محله حماماً مجهولاً، فإنّ هناك امرأة ينتابها الناس. وقال بعضهم: من رأى كأنّه يبني حماماً قضيت حاجته.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه زلق في الحمام فقصها على معبر، فقال: شدة تصيبك. فعرض له أنّه زلق في الحمام، فانكسرت رجله.
ومن رأى أنه ركب حمارا ومات تحته وسقط عنه فإنه يدل على موته سريعا ومن رأى أن حماره قد مات ولم يكن راكبا عليه وقت موته فإنه يدل على ضيق معيشته وتعكيس أحواله.
ومن رأى أن الحمار رفعه على ظهره وقى به صاعدا أو عدى به نهرا فإنه يدل على قوة الاحتمال وعلو رتبة واقبال وقيل لم يكن في رؤيا الحمار أخس من صوته وأنكر لقوله تعالى إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.
وأما الحمرة فإنها للنسوة محمودة سواء كانت في الثوب أو البدن وللرجال مكروهة من حيث الجملة وربما تؤول للرجال إذا لطخت بالثياب بالفتنة إلا أن يرى نفسه في جامع أو نحوه فإنه يكون أخف من ذلك.
وأما أكل لحم الإنسان فمن رأى أنه يأكله وكان لما يأكله أثر ظاهر فإنه يأكل من مال ذلك الإنسان إن عرفه وإن لم يعرفه فهو حصول مال على كل حال وإن لم يكن له أثر ظاهر فإنه يغتابه ومن رأى أنه يأكل لحم نفسه فإنه يصيب مالا كثيرا وسلطانا عظيما ومن رأى أنه يأكل لحم عدوه فإنه يظفر به
وأما الحمل فهو للمرأة زيادة المال وللرجل حزن وقيل رؤية الحمل دليل على النعمة والمال سواء كان الرائي رجلا أو امرأة ورؤية الصبي الذي دون البلوغ أنه حامل تؤول لوالده ورؤية الصبية ذلك لوالدتها ومن رأى أن امرأته حامل فإنه يرجو شيئا من عرض الدنيا وقال بعضهم والحمل صالح للرجال والنساء على كل حال ومن رأى أن شيئا من الحيوان حامل فهو خير ومنفعة خصوصا إن كان نوعه محبوبا
لحم البقر: فإنّه يدل على تعب، لأنّه بطيء الإنهضام، ويدل على قلة العمل لغلظه. وقيلِ لحم البقر إذا كان مشوياً أمان من الخوف. وإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملاَ، فإنّها تلد غلاماً، لقوله تعالى: " أن جاء بِعِجْلٍ حَنِيذ " . إلى آخر القصة.
وكل شيء أصابته النار في اليقظة، فهو في النوم رزق فيه إثم. ومن رأى في النوم كأنّه يأكل لحم ثور، فإنّه يقدم إلى حاكم.
والعجل السمين الحنيذ بشارة كبيرة سريعة، وتكون البشارة على قدر سمنه، وقيل انه رزق وخصب ونجاة من خوف، والمطبوخ من لحم البقر فضل يسير إلى صاحب الرؤيا، حتى يجب للّه تعالى فيه شكر، لقوله تعالى: " وجِفَانٍ كالْجواب وقُدورٍ راسِياتٍ اعْمَلوا آل داوُد شكْراً " .
الثياب الحمر: مكروهة للرجال، إلا الملحفة والإزار والفراش، فإنّ الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور، وهي صالحة للنساء في دنياهن، وقيل إنّها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه. ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب، وقيل يدل في المريض على الموت. ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره.
الحمامة: هي المرأة الصالحة المحبوبة التي لا تبغي ببعلها بديلاً، وقد دعا لها نوح عليه السلام، وتدل على الخبر الطارىء والرسول والكتاب، لأنّها تنقل الخبر في الكتاب، وأصل ذلك أنّ نوحاً بعث الغراب ليعرف له أمر الماء، فوجد جيفة طافية على الماء، فاشتغل بها، فأرسل الحمامة فأتته بورقة خضراء، فدعا لها: فهي لمن كان في شدة أو له غائب بشرى إذا سقطت عليه أو أتت إليه طائرة، إلا أن يكون مريضاً فتسقط على رأسها، فإنّها حمام الموت، ولا سيما إن كانت من اليمام وناحت عند رأسه في المنامِ، وربما كانت الحمامة بنتاً. وأفضل الحمام الخضر، ومن رأى أنّه يملك منها شيئاَ كثيراً لا يحصى، أصاب غنيمة وخيراً. وبعضها بنات وجوار، وبرجها مجمعِ النساء، وفراخها بنون أو جوار. ومن رأى حمامة إنسان فإنّه رجل زان، فإن نثر علفاً لحمام ودعاهن إليه، فإنّه يقود. وهدير الحمامة معاتبة رجل لإمرأة. والبيض منها دين، والخضر ورع، والسود منها سادة نساء ورجال، والبلق أصحاب تخاليط، ومن نفرت منه حمامة ولم تعد إليه، فإنّه يطلق امرأته أو تموت ومن كان له حمائم فإنّ له نسوة وجواري لا ينفق عليهن. فإن قص جناح حمامة، فإنّه يحلف على امرأته أن لا تخرج، أو يولد له من امرأته، أوتحبل.
والحمامة رجل أو امرأة عربية، ومن ذبحها افتض امرأة بكراً، ومن أكل لحمها أكل مال المرأة. والحمام مع فراخهن، سبي مع أولادهن. والحمامة الهادية المنسوبة، خبر يأتي من بعيد. وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاماً.
حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أصبت حمامة بيضاء معجبة لي جداً، وكأنّ إحدى عينيها من أحسن عيني حمامة، والعين الأخرى فيها حول قد غشيتها صفرة. فضحك ابن سيرين وقال: إنك تتزوج امرأة جميلة تعجبك جداً ولا يهمك الذي رأيت بعينها، فإن العيب ليس في بصرها، وإنّما هو شيء فيِ بظرها، وتكون سيئة في خلقها وتؤذيك به. فتزوج صاحب الرؤيا امرأة فرأى منها خلقاً شديداً.
الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك، مطبوخاً ومقلواً على كل حال، فهمَّ وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً، والكثير منها مال. وقيل إن الباقلا الخضراء هم، واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
غرفة الحمام
إذا رأيت وروداً بيضاء في غرفة الحمام ووروداً صفراء في صندوق فهذا يدل على أن المرض سوف يتداخل مع المتعة ولكن أفراحاً طويلة الأمد سوف تنجم عن هذا الإحباط.
إذا حلمت فتاة بغرفة حمام فإن هذا ينبئ أن ميولا تتجه كثيراً نحو المتع الرخيصة والعبث.
الجوالقي: رجل يحرض الناس على السفر، وقيل هو رجل يفشي الناس إليه أسرارهم.
وجزاز الشعور: رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء. وجالب الأمتعة جامع الدنيا. والنحاس صاحب عشور. والحارس يدل على ظهور الأسرار. والحمام جامع بين الناس على معصية، وهو أيضاً قيم من يدل الحمام عليه، لأنّ الحمام يدل على أشياء كثيرة.