تدل رؤية الصبية الصغيرة في المنام على خصب وعز، ويسر بعد عسر ينمو ويزيد. والرضيعة خير محدث فيه ثناء حسن، وفيه خير مرجو. ومَن رأى طفلة صغيرة أو أنه حملها أو ولدت له وكان سجيناً أو مديناً أو فقيراً فرج اللّه عنه وأزال همه، وإن لم يكن شيء من ذلك فالطفلة هم وغم وحزن. والصبية والطفلة دنيا لمن رآها. وإذا رأت المرأة الحامل أنها طفلة فإنها تحمل بجارية تشبهها. ومَن رأى أنه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى فإنها تلد جارية. ومَن رأى أنه يحمل صبية فهو خرمن أن يحمل صبياً. ومَن رأى أنه عاد طفلاً وكان في قماط سجن أو مرض، وإن كان فقيراً عاش إلى أرذل العمر.
الصباغ
هو في المنام صاحب بهتان. وربما يجري على يده الخير. وتدل رؤية الصباغ على التوبة من الذنوب والمعاصي إن كان قد صبغ في المنام الأبيض أخضر. وإن صبغ الأبيض اسود دلّ ذلك على الردة في الدين.
الصبان
تدل رؤيته في المنام على القرآن والذكر، وعلى زوال الهموم والأنكاد، وقضاء الدين. والصبان رجل صاحب بهتان، فمن رأى صباناً فإنه إن كان في دار فإنه شخصاً يموت في تلك الدار.
الصبح
هو في المنام إنجاز الوعد، ومَن رأى الصبح في المنام وهو على حالة رديئة دلّ على كفره أو معصيته. ورؤية الصبح لأهل الزرع مغرم. ومَن رأى أنه ضاع له شيء فوجده عند طلوع الصبح فإنه يثبت على غريمه ما يدّعي بشهادة الشهود. ومَن رأى الصبح قد ظهر وكان مريضاً انصرم مرضه بموت أو عافية. فإن صلى الصبح بالناس ارتقب سفراً أو خرج إلى الحج أو مضى إلى الجنة إن مات. وإن رأى ذلك سجين خرج من السجن. وإن رأى ذلك مَن نشزت عليه زوجته فارقها وفارقته، لأن النهار يفرّق بين الزوجين والمتآلفين. وإن رأى ذلك مذنب غافل تاب من غفلاته. وإن رأى ذلك تاجر قد كسدت تجارته تحرك سوقه وقوي رزقه. وإن رأى ذلك العامة وكانوا في حصار أو شدة أو جور أو قحط أو فتنة خرجوا من جميع ذلك ونجوا منه.
الصبيّ
هو في المنام هم وغم إذ كان طفلاً يحمل. والصبي المراهق بشارة. وإذا كان البلد محصوراً والناس في شدة ورأى أحد أن صبياً حسن الصورة دخل المدينة، ونزل من السماء، أو خرج من الأرض فإن البشارة قد دنت. والصبي البالغ عزة وقوة. ومَن رأى أنه صبي يتعلم في المدرسة فإنه يتوب من ذنب كان يعمله إذا كان يتعلم القرآن. وإن رأى أحد من العلماء والولاة أنه يتعلّم في المدرسة فإنه يجهل، أو يتحول من العز إلى الذل. ومَن رأى أنه أمرد فإنه يرث ميراثاً من أمه. وإذا رأى الفقير أنه صبي قد ولدته أمه فإنه ينال رزقاً وغنى. وإذا رأى المريض أنه صبي فإنه يموت. ومَن رأى وجهه في المرآة وجه صبي وكان له امرأة حامل فإن امرأته تأتيه بولد ذكر يشبهه. وحمل الصبي الصغير في المنام هم. والصبي عدو ضعيف. فإن رأى أن له أولاداً قد ولدوا له دلّ ذلك على هم وغم. فإن كان الولد ذكراً كانت العاقبة محمودة، وإن كان الولد أنثى كانت عاقبته مذمومة. وإن رأى إنسان كبير أنه تحوّل صبياً رضيعاً فإنه يأتي جهلاً، وتذهب مروءته فيه، وإن كان في هم شديد أو ضيق فرّج اللّه عنه. والصبيان الصغار يدلون على هموم صغيرة. ومَن رأى أن في حجره صبياً يصيح فإنه يضرب بالعود. وربما دلّت رؤية الصغار على الأفراح والزينة، أو على الفتنة بالمال، أو القناعة بأدنى العيش أو العجز عن الأسباب.
والصبية في المنام: خصب وفرج، ويسر بعد عسر ينمو ويزيد. والوصيفة، خير محدث فيه ثناء حسن وخيرِ مرجو. ومن رأى كأنّه اشترى غلاماً، أصابه هم. ومن اشترى جارية، أصاب خيراً. وإن رأى العبد غير البالغ كأنه قد أدرك الحلم فإنّه يعتق. فإن رأى كأنّه أدرك وطرح عليه رداء أبيض، فإنّه يتزوج امرأة حرة. وإن رأى كأنّه طرح عليه رداء أسود، فإنّه يتزوج مولاة. ومن رأى كأنّه طرح عليه رداء أرجواني، تزوج بامرأة شريفة الحسب. فإن رأى مثل هذه الرؤيا شاب دلت رؤياه على أنّ ابنه يبلغ. وإن رآها شيخ، دلت رؤِياه على موته. وإن رآها مرتكب لمعصية خفية، فإنّه يفتضح. ومن رأى أنّه أصاب ولداً بالغاً، فهو له عز وقوة، وأمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه، وإذا رأت امرأة ذكراً أمرد، فهو خيرِ يأتيها على قدر حسنه أو قبحه. وقيل: من كان له ابن صغير، ورأى أنه قد صار رجلاً، دل على موته. وقيل: من كان من الصبيان قد أدرك ولحق بالرجال، فإنّه يدل على تقوية ومساعدة. ومن الناس من يرى أنّه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى، فإنّها تلد جارية. ويرى أنّها ولدت جارية، فتلد غلاماً، وربما اختلفت الطبيعة في ذلك، فيرى أنّه ولد له غلام، فهو غلام، أو يرى أنّه ولد له جارية فهي جارية، فسل عن ذلك الطبائع، فإنّه تخبرك. وقيل الوصيف خير.
وحكي أنّ امرأة بمكة تقرأ القرآن، رأت كأنّ حول الكعبة وصائف بأيديهن الريحان وعليهن معصفرات، وكأنّها قالت سبحان الله هذا حول الكعبة؟ قيل لها: أما علمت أنّ عبد العزيز بن أبي داود تزوج الليلة. فانتبهت، فإذا عبد العزيز بن أبي داود قد مات.
وجنون الصبي: غنى أبيه من ابنه، وجنون المرأة، خصب السنة. ومرض الرأسِ في الأصل، يرجع تأويله إلى الرئيس. وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه، ويعمل عملاً من أعمال البر، لقوله تعالى " أوْ بِهِ أذَىً مِنْ رَأسِهِ فَفِدْيةٌ مِنْ صِيَامٍ أوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ " .
والصباغ: صاحب بهتان، فمن رأى كأنّ صباغاً في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت، وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير.
الصائغ: شرير كذوب لا خير فيه، لأنّه يصوغ الكلام مع دخانه وناره، وإن كان معه ما يدل على الصلاح، وإن كان في مسجد أو تالياً القران، فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شيء من شيء. والصيقل: وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع، كالسلطان وسيوفه جنده، ورجاله أوامره. ويدل أيضاً على الفقيه أو الحاكم، وسيوفه فتواه وأحكامه والواعظ، وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض. فمن عاد في المنام صيقلاً، عمل من وجوه ذلك ما يليق به. ومن جرت بينه وبين صيقل مجهولة معالجة أو معاملة حراماً، يدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله، بما يطول شرحه.
وأما الصبر فإنه يؤول على أوجه قال ابن سيرين رؤيا الصبر تؤول برجل عالم علمه بكلام محال وخرافات وغرضه من ذلك العلم جمع المال والاغترار بالدنيا لأن علمه ليس بمفيد له ولا لغيره.
الصبي: في التأويل، فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة. فإن رأى رجل كأنّه صار صبياً، ذهبت مروءته. إلا أنّ رؤياه تدل على الفرج من هم فيه. فإن رأى كأنّه يحمل صبياً، فإنّه يدير ملكاً. ومن رأى كأنّه يتعلم في الكتب القرآن الأدب، فإنّه يتوب من الذنوب. ومن رأى كأنّه ولد له جملة من الأولاد دلّت رؤياه على هم، لأنّ الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في حجري صبياً يصيح.فقال: اتق الله ولا تضرب بالعود. وقيل من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده، فهو زيادة ينالها أو يغتم. وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة.
ورد في بعض الكتب أن من آداب الرؤيا ألا يقصها على امرأة أو بعد صلاة الصبح؟فهل هذا صحيح؟
نعم ورد هذا في بعض الكتب، ولكنه تخصيص غير صحيح،
فيجوز قص الرؤيا على النساء،
قال الإمام ابن حجر في الفتح في باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (12/439) :
فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض العلماء قامت على بعض المفاهيم الخاطئة كالاستعجال الذي يكون من المرأة وخشيتهم من تفسيرها الرؤيا تفسيراً غير صحيح،
أو قامت على بعض النظرات القاصرة للمرأة، ولا يخفى خطأ هذه النظرات،
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قص بعض رؤاه على نساء كعائشة وخديجة رضي الله عنهما من نسائه، وكأمّ حرام، وقصة ابن عمر وكان يتمنى أن يريه الله رؤيا وحين رآها قصها على أخته حفصة
رضي الله عنهم أجمعين،
كل هذه النقول كافية لتوهين هذا القول، وهي نقول صحيحة خرجتها في حينه.