حلمت ان اتعلم الانجليزى دي شيخ تركي لتعلم اللغة التركية وانا لم اذهب فندمت شاهدت اني في الصف و اكتب على دفتري مايكتبه الاستاذ ولكني لم استطع ان اكتب كل شيء لانه مسح السبورة وطلبت المساعدة ولم يساعدني احد رأيت امي تكتب باللغة الانجليزية وتعلمني اللغة تعلم اللغة الانجليزية من مدرس اجنبي رأيت نفسي اتعلم اللغة الانجليزية من شخص غير متعلم ذهبت للدراسة و أنا كذلك بدأت بدراسة اللغة الفرنسية زوجة خالي تعلمني الاشياء والواجبات و انني انظف منزل خالي
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير التعلم من خلال أفضل إجابة
إذا حلمت بالتعلم فإن هذا يدل على أنك سوف تولي اهتماماً كبيراً بنيل المعرفة وإذا كنت مقتصداً في وقتك فسوف توغل عميقاً في عالم الأدب.
إذا دخلت قاعات أو أماكن التعلم فإن هذا يدل على ارتفاع من عالم النسيان وسوف يكون المال نصيراً منسجماً.
إذا رأيت رجالاً متعلمين فإن هذا ينبئ أن رفاقك سوف يكونون ممتعين وبارزين.
إذا حلمت امرأة أنها تصاحب بأية طريقة أناساً متعلمين فسوف تكون طموحة وسوف تتفوق في مساعيها للارتقاء إلى عالم الشهرة.
هل يمكن تعلم تعبير الأحلام ؟
أو هي موهبة يهبها الله لمن يشاء من عبادة , كما هو شائع بين قطاع كبير من معبري الأحلام , ومن الناس ?
وهل هو علم يمكن أن يكتسب ويتعلم ومن ثم يتقدم صاحبة فية - حسب مواهبة - أو يستمر علي مستوي واحد فية نتيجة لقدراتة , التي لا يمكنة تجاوزها ؟
وهل هي فراسة يقطع بها صاحبها , أم تخمين وظن , والظن يخطي ويصيب ؟
ان الواضح لمن يقرأ هذا الكتاب , أن صاحبة يميل الي أن علم التعبير علي رفيع ، واختص بالله به بعضا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كيوسف وابراهيم ويعقوب ومحمد ، وبرع فية الكثير من الصحابة الأجلاء كابي بكر ، وعمر ، وعائشة ، وغيرهم ، ولكن ليس هذا العلم فراسة تولد مع صاحبها ، وليس الهامأ فحسب ، و ان كان المعبر للرؤيا من أصحاب هذين النوعين أفضل ورأيه أصوب ، لكن هذا لا يجعلنا نغلق باب تعليم الرؤيا لغير هذين النوعين !
نعم من يعبر الرؤيا من باب الفراسة أو الالهام مقدم علي غيرة ، ولكن لي هنا تساؤل بسيط :
من الذي يصنف على انة من هذين النوعين من غير الرسل م من غير السلف الصالح ، من الصحابة والتابعين المشهود لهم ؟
ومن الذي يملك أن يعطي الاخرين هذا الحق غير الرسل - عليهم الصلاة والسلام . ؟ ولعل منهم محمد صلي الله علية وسلم حين شهد لبعض صحابته بتفوقهم في بعض العلوم والمعارف ، ولذا فقد شهد لابي بكر رضي الله عنه بتفوقة في هذا الجانب ، ولعمر في جانب الالهام ، ولابن عباس في علم التفسيروهكذا ، يوجد الكثير من الاسئلة ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فية الله سبحانة :" وما ينطق عن الهوي (3) ان هو الا وحي يوحي (4)" .
من هذا المنطلق نحلل السؤال للتوصل لإجابته من خلال فهمنا للنصوص ، وبإستعراضنا للقصص التي وردت عن كبار المعبرين ، فماذا نجد ؟
نجد أن هذا العلم منحة الهية في أصلة ، ولكنه يمكن تعلمية وتعلمه من خلال دراسة كيفية التعبير عند اولئك المصطفين به ، من الرسل والصالحين ، أو من برع فيه ممن جاء بعدهم ممن شهد له بهذا من اهل العلم .
ومما يسند وجهة النظر هذة ، بروز الكثير من الصحابة في هذا الجانب وتعلمهم إياه على يدي رسول الله صلي الله علية وسلم . ولعلنا ننظر عند قول أبي بكر للرسول صلي الله علية وسلم في احدى المرات حين قص عليه الرسول رؤيا وهي :
عن ابن شهاب قال : رأى النبي صلي الله علية وسلم رؤيا فقصها على أبي بكر فقال : " يا أبا بكر ، رأيت كاني استبقت أنا وأنت درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف " ، فقال:يا رسول الله ، يقبضك الله الي رحمتة ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفأ ، ذكره السيوطي في الخصائص الكبري وعزاة لابن سعد ´1`).
وهنا نجد الرسول صلي الله علية وسلم بسكوته علي تعبير أبي بكر فكانما يعطيه شهادة الصحة لهذا التعبير. . نجده في موقف اخر يقول رؤيا اخرى وهي : قال صلي الله علية وسلم : " رأيت كأني أتيت بكتلة تمر فعجمتها في فمي فوجدت فيها نواة اذتني فلفظتها, ثم أخذت اخري فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها ، ثم أخذت ثالثة فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها " ، فقال أبوبكر: دعني فلأعبرها ، قال: قال: " اعبرها " .
قال: هو جيشك الذي بعثت يسلم ويغنم فيلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونة . قال : " كذلك قال الملك " . رواة أحمد في مسندة ، هنا لاحظ أن الرسول صلي الله علية وسلم حين طلب منة أبو بكر أن يعبرها لا
يجامل في الحق ولولا معرفته ببراعة أبي بكر ما وافق على طبلة ، ولاحظ هنا أن الرسول الكريم بقولة هذة . المرة لأبي بكر:" كذلك قال الملك " ، يعطيه شهادة عالية على صحة كلامه .
وقد يقول قائل اذا : ان أبا بكر ممن ألهموا هذا العلم فلا مجال للخطأ عنده ، ويرد على وجهة النظر هذه أن من صوب لأبي بكر وشهد لة ، هنا ، خطأة في موضوع اخر وهذا يثبت أن هذا علم يتعلم ، قد ينجح صاحبة في تعلمة وقد يفشل وقد يخطئ.
انظر لهذا الموقف الاخر . عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يحدث أن رجلا اتي رسول الله صلي الله علية وسلم فقال :
" إني رايت الليلة في المنام ظلة`1` تننظف`2` السمن والعسل ، فأرى الناس يتكففون منها `3` فالمستكثر والمستقل ، و اذا سبب `4`) واصل من الارض الى السماء ، فاراك اخذت ب فعلوت ، ثم أخذ بة رجل من بعدك فعلا ، تم أخذ بة رجل اخر فعلا ، ثم اخذ بة رجل اخر فانقطع بة ثم وصل لة فعلا .
فقال ابو بكر : يا رسول الله ، بأبي انت والله لتدعني فلاعبرنها
فقال لة رسول الله : " أعبرها " ، وفي رواية لابن ماجه : " عبرها "
قال أبو بكر : اما الظلة فالاسلام .
وأما الذي ينطف من العسل والسمن ، فالقران حلاوته تنطف فالمستكثر من القران والمستقبل .
وأما السبب الواصل من السماء الى الارض ، فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله ، ثم يأخذ بة رجل فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل اخر
فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل فينقطع به ، ثم يوصل لة فيعلو به . فاخبرني يا رسول الله بأبي أنت اصبت أم أخطأت ؟
فقال النبى صلي الله علية وسلم : "أصبت بعضا وأخطأت بعضا ؟
قال أبو بكر: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت ؟
قال : " لا تقسم " , متفق علية .
ولي مع هذا الحديث وقفة طويلة وهي :
ان أبا بكر هنا لم يصب في بعض تعبيره وبهذا يرد على قائل يقول : ان ابا بكر ممن يعبر الرؤيا فراسة أو الهامأ فلا مجال ولا سبيل للأستشهاد بحكاية تعلمة لتعبير الرؤيا. فهو ومن معة قبل النبوة لم يرد عنهم تعبير الرؤى . وانما هم في وجهة نظرى خريجون من مدرسة معلم الأمة ، الذي كان يسألهم عند رؤاهم ، وكان كثيرا ما قال لهم كما مر بنا : " من رأى منكم رؤيا " . كما في صحيح مسلم`2` ، وقد قال أهل العلم : أن من فوائد هذا الحديث:
الحث على علم الرؤيا والسؤال عنها وتأويلها ، وكان الرسول صلي الله علية وسلم يعلمهم تأويل الرؤى وفضائلها ، وما اشتملت علية من الاخبار بالغيب ، فهذه كما ترى دروس يومية من الرسول صلي الله علية وسلم على مسامع الصحابة ، ليس فيها تلقين فحسب ، بل تلقين ومحاورة وافهام واستنباط ، وهولاء الذين برعوا فى تعبير الرؤى منهم هم كالتلاميذ بين يدي أستاذهم ، فمنهم من برع في علم التفسير، ومنهم من برع في الفقه ، ومنهم من برع في علم المواريث ، ومنهم من برع في علم الحديث ، فلا عجب أن يوجد منهم من برع في علم التعبير. واذا سلمنا بهذة . النظرية نظرية التعلم ، فيمكن كذلك أن يبرع
في زمننا بعض العلماء في علم التعبير ويمكن لهؤلاء ان يدرسوا هذا الفن لغيرهم وهذا الرأي قد يكون غريبا على البعض في هذا العلم بخاصه ولكن ربما تحرجهم من هذا العلم كونه اشبه بالالهام والفراسه وكأن فيه تشبها بالرسل فوجد الحرج من هذه الجهه ,ومن وجهه نظرالكاتب ان هذا الرأي قاصر وفيه الزام للاخرين بما لا يلزم وهذا يقال لمن يعنف من يحاول السؤال عن الرؤى وتعلم التعبير قال النووي تعليقا على حديث سمره بن جندب :كان النبي اذا صلى الصبح اقبل عليهم بوجهه فقال "هل رأى احد منكم البارحه رؤيا؟".
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا والمبادرة الى تأويلها وتعجيلها اول النهار وفيه اباحه الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ونحوها.
قال الامام ابن السعدي في تفسيرة ( 2 / 442 ) تعليقأ على الاية التي امتن الله بها على يوسف بتأويل الأحاديث: ان فيها اصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله لمن يشاء من عباده ، وأن هذا العلم يثاب الإنسان على تعليمة وتعلمه .
ولذا ثبت أن عمر بن الخطاب كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبيرالرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر ( 12399 ).
وذكر ابن سعد في الطبقات ( 7124 ): أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك من أسماء بنت أبي بكر وأخذته اسماء عن أبيها وأخذة ابو بكرعن الر سول الكريم صلي الله علية وسلم .
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد ( 1 / 313 ) تعليقأ على حديث سمرة ايضأ : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ; لانة صلي الله علية وسلم انما كان يسال عنها لتقص عليه ويعبرها ; و ليعلم اصحاب كيف الكلام في تأويلها
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاتة ( 5 130 ) علم التعبير علم صحيح يمن الله بة علي من يشاء من عبادة .
وقال ايضأ ( 5 143 ) : عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله فى القران ولاجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
وقد نبة الشاطبي رحمة الله في الموافقات ( 2 415 ) : أنة ما من مزية و منقبة اعطيها النيي صلي الله علية وسلم سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجأ ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنة أعطي الوحي لة ، ولامتة أعطيت الرؤيا الصالحة .
وقال ابن حجر:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلي تعبيرها وترك إغفال السؤال عنة وفضيلتها لما تشتمل عليا من الاطلاع على بعض الغيب واسرار الكائنات ا.هـ كلامه.فاذا توفر في المتعلم ادوات هذا العلم من المعرفه بالقران والسنه والبراعه باللغه العربيه والامثال السائره ودقائق هذا العلم فما المانع ان يتعلم التعبير ومن ثم يعبر؟
اظن ان هذا حق مشروع والعلم واسع ولا يحاط به لكن لا بد من وجهه نظري من التتلمذ على من يجيد هذا العلم ويجيد تصديره للاخرين ممن وهبهم الله تبسيط المعلومه وتسهيلها على المتلقين وعلينا الا نفتح المجال للعامه الذين ليس عندهم ادوات هذا الفن من الذين يحلون لانفسهم ويحرمون بناء على حلم عابر.
واليك صورأ بسيطة من سخف عقول البعض منهم :
لقد حرر البعض فلسطين بالأحلام وصلى البعض الاخر في القدس ،
وتواعد البعض في ساحة الحرم المكي بانتظار أن يخسف بالجيش الذي سيأتي ويطهر بيت الله من تدنيسهم وأسقطت طائرات وصرفت وصفات طبية بناء على أحلام وهكذا القائمة تطول فهل ياترى أصبحت أمتنا أمة أحلام؟
حتى العبادة دخلتها الأحلام من أوسع أبوابها ، انظر الى ليلة القدر تجدها حددت من خلال الرؤى ، وانظر للصدقة تجد دافعها الأكبرما يقولة الموتي لهولاء العامة !
ان الكثير من الناس يرى باب الصدقة مفتوحأ ولا يتصدق حتى يفسر لة حلم على أنة مقصر في بابها .
هل تريدون امثة أكثر، وصورا أعظم ، والله ان منهم من رمى امراتة بالزني بسبب حلم شاهد فية امرأتة فعبرة لنفسة من خلال قراءة بعض الكتب أنها زانية فطلقها!
بل ان هناك من يزعم أن رسول الله صلي الله علية وسلم جاءه في المنام فأمرة ونهاه ، فلما أصبح شرع يعلم الناس ويعمل بما في هذه الرؤى !
ان المتصفح مثلا للانترنت يشاهد الكم الها ئل من التحليلات والاطروحات التي ان تصفحها وجدها ترتكز على رؤيا من هنا او هناك ، ولعل من طرائف ما قرأت من يؤكد أن المهدي كان من حجاج عام كذا وكذا، وحادثة طعن أحد الحجاج بزعم طاعنة انة المسيح الدجال بناء على رؤيا راها ليلة الحادثة !
إن الكاتب يتسائل سؤالا مهمأ: متى تفيق خذه الامة من أحلامها وتلحق بالعلم في زمن العلم ؟
العلم لة شروطة وأدواته وطرائقة ، التي لا يمكن تجاوزها ، فعلم التعبير من أشرف العلوم ولا يجدر بأي إنسان ان يعبر الرؤى فلا بد من المعرفة بالقران وألفاظة فاذا رأى أحد مثلا شيئا ما ، علية أن ينظر في القران الكريم اولا فان وجد علاقة بين الرؤيا واية من الايات ربط بينهما وهنا أضرب أمثلة : السفينة مثلا قد تعبر بالنجاة لقولة تعالي : وَقَوْله تَعَالَى : " فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَاب السَّفِينَة " ( العنكبوت : 15 ) .
والخشب قد يعبر بالمنافقين لقولة تعالي : " كأنهم خشب مسندة " ( المنافقون : 4 ) .
والطفل الرضيع قد يعبر بالعدو لقولة تعالي :" فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ " (8) .
والرماد قد يعبر بالعمل الباطل لقولة تعالي : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ ( ابراهيم : 18 ) .
وهكذا السنة ، فالرسول صلي الله علية وسلم وضع الأصول والقواعد الأساسية لهذا الفن ، وكان يخبر الصحابة بادابها وأنواعها ويسألهم عن رؤاهم ويعبرها لهم ، مما قد ذكرت أمثلة وجانبا منة في ثنايا الكتاب فلا داعي للتكرار ، لكن يجب أن يعلم هنا أن رؤي الأنبياء حق فهي وحي من الله واجب التنفيذ علي ظاهرها ، أو هي ترد علي صورة رموز وهذة الرموز يفسرها الرسول صلي الله علية وسلم لصحابتة ومن ثم يشاهدونها تتحقق كوقائع مادية ملموسة . وهذا من الخبرات التي مر بها هولاء الصحابة فاستفادوا منها ، وأفادوا فيما بعد رضي الله عنهم .كذلك لا بد من المعرفة بأصول هذا الفن من أن وقت الربيع هو من أفضل الأوقات للرؤي بدليل قولة صلي الله علية وسلم : " اذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب . . . " (1) رواة مسلم ، وقد أشرت لة وأن معناة اذا تساوي ليلة ونهارة وهذا وقت الربيع يحصل أكثر من غيرة . .
كذلك علية أن يعلم بمقادير الناس الذين يقصون رؤاهم علية فرؤيا العمال البسطاء غير رؤيا أصحاب المناصب والعلماء ، وأن يعلم ببلدانهم ومذاهبهم ووقت الرؤيا .
كذلك علية أن يعلم أن السباع والطيور – الا ما ندر – هي في التعبير رجال وأن القمح والشعير والعسل والصوف والحديد غالبا أموال ، وهكذا هذا الفن لة قواعدة وهي ليست سهلة المنال بل لا بد من دراستها والتتلمذ علي يد مجيد متقن لها لمن أراد التعلم ، والله أعلم .
لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا ، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ...] ، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم ] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب : كان النبي [صلى الله عليه وسلم ] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .
والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة ؛ أقصد إمكانية تعلم ، وتعليم هذا العلم ، وهي أنه يمكن تعلمه ، وتعليمه .
وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض ؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة ، وكأن فيه تشبها بالرسل ، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا .
وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي ، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي :تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة،ص:96، وما بعدها، الناشر : دار التدمرية .
قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق :
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا ، والمبادرة إلى تأويلها ، وتعجيلها أول النهار ، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ، ونحوهما .15/30
وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/437:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها ، وترك إغفال السؤال عنه ، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب ، وأسرار الكائنات .
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/313 تعليقا على الحديث السابق : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ، ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/130 :
علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
وقال في موضع آخر 5/143 :
عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/415 :
أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له ، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة .
وقال الإمام مالك ، وقد سئل : أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ، ثم قال : لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها . فإن رأى خيرا أخبره ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت .
وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/442 : ومنها أي الفوائد على الآية السابقة :أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده .
وقال أيضا 2/449 : ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية ، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه ، وتعليمه .
ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/399 .
وذكر ابن سعد في الطبقات 7/124 : أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم ، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى ، ويصوبه أحيانا ، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه ، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها ، ولذلك نجده بعد إحدى المرات ، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره : كذلك قال الملك . ، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لا يجامله ، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده : أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ فقال النبي : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .
كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها ، فكانت تعرض عليه الرؤى ، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف ، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله :
[ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .
وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها ، وتعبيره موجود في السلف والخلف ، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف .