فإن رأى أن الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، فإنّه يقفو أثره في سنته. فإن رأى أنّه عزل وولي مكانه شيخ، قوي أمره. وإن ولي مكانه شاب، ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه، وعزله الوالي في النوم، ولايته في اليقظة.
زجاجة
أنه لفأل حسن إذا حلمت بزجاجات شرط أن تكون معبأة تماماً بسائل شفاف. سوف تتغلب على كافة العقبات التي تتعلق بشؤون القلب وسوف يتبع ذلك ارتباطات مزدهرة. إذا كانت الزجاجات فارغة فإن مشكلة قادمة سوف تغلفك بإشراك دسائس شريرة وسوف تكون مجبراً على استخدام الاستراتيجية لكي تحرر نفسك منها.
راعي البخاتي وال على العجم.
والرائض: صاحب ولاية. وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف. والزجاج: نخاس الجواري. والسقاء: رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجراً، فإن ملأ سقاء الملأ وحمله إلى منزلِه ولم ينو شربه، فإنّه يجمع مالاً يأكله غيره. فإن حمل الماء إلى رجل وأخذ عليه ثمناً، فإنّه يحمل وزراً وينال المحمول إليه مالاً من جهة سلطان، لأنّ النهر سلطان، والماء في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ، وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع.
من رأى أنّ إمام المسلمين ولاه أمره: حاضرة عقده، فهو يصيب شرفاً وذكراً عاجلاً في الدنيا والدين. فإن ولاه من أقاصي ثغور المسلمين نائباً عنه، فهو كذلك شرف وعز وسلطان فيه تأخير وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الأمان. ومن رأى أنّه دخل دار الإمام واستقر فيها واطمأن، فهو يداخله في خواص أمره فإن رأى أنِّ الإمام أعطاه شيئاً، فهو يصيب فخراً ورفعة وسلطاناً بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره. فإن رأى أنّه يخاصم الإمام أو سلطاناً دونه بكلام حكمة وبر، فهو يظفر بحاجة لديه.
فإن رأى أنّه يختلف إلى باب الإمام: أو باب نائب من نوابه، فإنَّ أعداءه لا يقدرون على مضرة له. فإن رأى أنّه في لحاف مع الإمام في فراشه ليس بينهما سترة، فهو فرج من سلبه إليه ويصير ماله وما يملك في العاقبة للإمام تركة منه في حياته أو مماته.
فإن رأى أنّ الإمام مريض: فهو مرض الدين له ولرعيته لمكانه. فإن مات فهو فساد في الدين. ودخول الإمام العدل مكاناً تزول البركة والعدل فيه. فإن كان إماماً جائراً، فهو فساد ومصائب. وإن كان معتاداً للدخول إلى ذلك، فلا يضره. ومن أكل مع الإمام العدل على مائدته، فإنّه يصيب شرفاً وخيراً في دينه ودنياه بقدر ما نال من الطعام وكذلك الملك والسلطان مثل الإمام.
فإن رأى نفسه قائماً مع الإمام ليس بينهما حاجز، ثم قام الإمام وبقي هو نائماً، دل على أنّ الإمام يحقد عليه. وإن ثبتت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام، لأنّ النائم كالميت، ووجود الميت وجود مال.
زجاج
إذا حلمت أنك تنظر من خلال الزجاج فإن هذا يعني أن خيبات شديدة سوف تخيم على آمالك البراقة.
إذا رأيت خيالك في مرآة فإن هذا ينبئ بخيانة وإهمال في الزواج، وبمضاربات تجارية عقيمة.
إذا رأيت وجهاً آخر مع وجهك فإن هذا يعني أنك تحيا حياة مزودجة وسوف تخدع أصدقاءك.
إذا كسرت مرآة أو نافذة فإن هذا ينبئ بنهاية سلبية للمشاريع.
إذا تلقيت قطعة زجاج فإن هذا يعني أنك سوف تكون محط إعجاب بسبب تألقك وموهبتك.
إذا صنعت هدايا من زخرفة قطع الزجاج فإن هذا يعني أنك سوف تفشل في مشاريعك.
إذا رأت امرأة حبيبها في مرآة فإن هذا يعني أنها سوف تجد سبباً لتقوم بنقض تعهد الزواج.
وإذا رأت امرأة متزوجة زوجها في مرآة فإن ذلك ينذرها بأنها سوف تجد سبباً لتشعر بالقلق حول سعادتها وشرفها.
إذا نظرت بوضوح خلال زجاج نافذة فسوف تجد وظيفة، ولكن عليك أن تعمل بالتعاون. وإذا كان الزجاج مغبشاً فسوف تكون عاطلاً عن العمل لسوء الحظ.
إذا رأت امرأة رجالاً غير زوجها أو حبيبها في زجاج مرآة فسوف تتعرض للافتضاح في وضع غير متحفظ وسوف يسبب الذل لها والقلق لأقربائها.
إذا حلم رجل برؤية نساء غريبات في مرآة فإن ذلك يعني أنه سوف يلحق الضرر بصحته وعمله بسبب ارتباطات حمقاء.
فإن رأى كأنّه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفاً، فإنّه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالاً، يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية، وإن كان الفراش مجهولاً قلده الإمام بعض الولايات فإن رأى أنّ الإمام كلّمه، نال رفعة لقوله تعالى: " فلمّا كَلّمَهُ قَالَ إنّكَ اليَوْمَ لَدْيْنَا مَكِينٌ أمين " .
الزجاج
هو في المنام هم. وتأويله أنه من جوهر النساء. ومَن رأى الزجاج وقد خفي عنه شيء ظهر له واتضح وإن الزجاج لا يخفي شيئاً. وأما ما يعمل من الزجاج الملوَّن فتلك شبهات في المال والأزواج والأولاد، ورياء ونفاق وما يتداوى به من ذلك دليل على العلماء والحكماء. فمَن ابتاع في المنام أو قبض جوهرا بزجاج أو دراً بصدف دلّ على اختياره الدنيا على الآخرة، أو المعصية على الطاعة، أو أنه يرتد عن دينه.
نافخ الزجاج
إذا حلمت أنك ترى نافخي الزجاج منكبين على عملهم فإن هذا يعني أنك سوف تفكر بتغيير عملك وسوف يبدو هذا التغيير متجهاً نحو الأفضل ولكنك سوف تقوم به مقابل خسارة لك.
ومن رأى كأنه يستعمل طشتا من نحاس فإنه يبتاع جارية تركية لأن النحاس يحصل من الترك وإن كان الطشت من فضة فإن الجارية التي يبتاعها رومية وإن كان من ذهب فإنه يؤول بامرأة جميلة تأمر بما لا يستطيع وتكلفه بما لا يطيق وإن كان من زجاج فجارية سفيلة وإن كان من بلور فحرة يتزوج بها.
هذة المسألة من المسائل التي حصل فيها خطأ كبير; فأكثر الناس يشاهد أن الكثير ينسب أشهر الكتب في الأحلام للامام محمد بن سيرين , بينما الصحيح أن هذا الكلام غير صحيح .
لكن من أين أتي هذا الكتاب اذا ؟ وما الصحيح في هذة المسالة ؟
فاقول : لا يصح نسبة اي كتاب في تفسير الرؤيا , مثل : " تعبير الرؤيا " , أو "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" , أو غيرهما لة , وقد ثبت أن ابن سيرين قال : لو كنت متخذا كتابا لا تخذت رسائل النبي صلي الله علية وسلم .يعني أنة لم يتخذ كتابا أصلا .
ودليل اخر : أن الكتاب المنسوب لة فية كثير من المنقولات عمن هو بعد الامام محمد بن سيرين المتوفي سنة : 110 ة , مثل : أبو سعيد الواعظ وغيرة , وجميع من ترجم لابن سيرين من المتقدمين لم يذكر أنة ألف , لا في التعبير ,ولا في غيرة , بل قالوا أنة قد ورد عنة في ذلك أمورا منها من يروون عنة بالاسناد , كما فعل الامام البخاري في الصحيح .
وممن نسبة لة بالخطأ : ابن النديم في "الفهرست"ص439 , والخلال في "طبقات المعبرين" , وابن شاهين في الاشارات ص 24 , ولكنهم لم يذكروا علي صحة نسبة الكتاب لة دليلا صحيحا , وقد تتساءلون هنا : لمن الكتاب المشهور نسبتة لابن سيرين اذا ؟
أقول : هو كما قالة أكثر من واحد من المحققين لأبي سعيد الواعظ ,وممن قال بهذا العالم مشهور بن حسن في كتابة "كتب حذر منها العلماء" ج 2 , ص 275 الي 284 .
لوح زجاج
إذا حلمت أنك تحمل لوح زجاج فهذا ينبئ بأنك سوف تحتار وتضطرب خطواتك في العمل. إذا كسرت لوح الزجاج فهذا ينبئ بالفشل الذريع في حياتك. إذا تحدثت إلى شخص من وراء لوح زجاج فإن هذا ينبئ بوجود عوائق ومشاكل في مستقبلك سوف تسبب لك قلقاً وهماً بسيطين.
الزجاج: وما يعمل منه، فحمله غرور، ومكسوره أموال.
والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء. وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر.
وأما العروة: فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافراً أسلم واستمسك بالعروة الوثقى، وإن استيقظ ويده فيها مات علي الإسلام. ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب.
الزجاج: فهو لا بقاء له، وهو من جوهر النساء، ورؤيته في وعاء أقل ضرراً. وقيل هو هم لا بقاء له، وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها. وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها بأنها قامت من نومها باكية، فسئلت عن ذلك فقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة، فقلت ما هذه يا رسول الله؟ قال أجمع فيها دم الحسين، فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام.
ومن رأى الإمام أو السلطان دخل داراً أو محلة أو موضعاً ينكر دخوله إليه، أو قرية، أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة، وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن، فهو حسن حالة رعيته.
فإن رأى أنّه موقوف بين يدي الله عزّ وجلّ: في ذلك اليوم، فهو كذلك، وأشد الأمر وأقواه. وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئاً من نحو نشر من القبور أو بعث لأهلها، أو طلوع الشمس من مغربها، حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب.
96 - يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوى (2) المحدث الحافظ ، كان ممن جمع وصنف مع الورع والنسك والصلابة فى التمسك بالسنة ، وقال الحاكم : ((فأما سماعه ورجلته وأفراد حديثه فأكثر من أن يمكن ذكرها )) وقال أبو عبد الرحمن النهاوندي :سمعت يعقوب بن سفيانيول : ((كتبت عن ألف شيخ وكسر كلهم ثقات )) . وقال يعقوب ايضًا ((قمت فى الرحلة ثلاثين سنة )) وقال أبو زرعة الدمشقى : ((قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان ، يعجز أهل العراق أن يروا مثله ))مات سنة سبع وسبعين ومائتين .
قال عبدان بن محمد المروزي :((رأيت يعقوب بن سفيان فى النوم فقلت : ما فعل الله تعالى بك ؟ قال : غفر لى وأمرنى أن أحدث فى السماء كما كنت أحدث فى الأرض )).
ومن عنايات الله بهذا الامام فى طلبه للحديث الذى أخبر به عن نفسه نسوقه عبرة لطلاب العلم
* قال محمد بن يزيد العطار سمعت يعقوب بن سفيان يقول : ((كنت فى رحلتى فَقَلَت نفقتى ، فكنت اُدمِنُ الكتابة ليلاً ،وأقرأ نهاراً ،فلما كان ذات ليلة كنت جالساً أنسخ فى السراج ، وكان شتاء ، فنزل الماء فى عينى فلم أبصر شيئاً ، فبكيت على نفسى لانقطاعى عن بلدى وعلى مافاتنى من العلم ، فغلبتنى عيناى فنمتُ فرأيت النبى -صلى الله عليه وسلم - ، فى النوم فناداتى : ((يا يعقوب لم أنت بكيت ؟ )) فقلت : يارسول الله ذهب بصرى فتحسرت على ما فاتني . فقال لي : ((أدنُ منى )) فدنوت منه فأمر يده على عينى كأنه يقرأ عليهها ، ثم أستيقظت فأبصرت ، فأخذت نسخى وقعدت أكتب (1) .
نافلة التعليم وفضلها
97 -اعلم أيها الإنسان المسلم أن الاشتغال بالنافلة من العلم أفضل من الاشتغال بالنافلة من العبادة وعلى ذلك الائمة الاربعة الأربعة قال الشافعى : طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة . وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله ورزقنا علمه - : ما صليت اليوم غير الفرض ، استأثرت بمذاكرة أبى زُرعة على نوافلى.
جاء فى ((ترتيب المدراك )) للقاضي عياض ، 3 : 234-235 ، 240 ، 261
في ترجمة الإمام المحدٌث الفقيه العابد الزاهد (عبدالله وهب القرشى المصرى )
صاحب الإمام ماللك اليث والثورى وغيرهم، المتوفى سنة 197 هــ رحمه الله تعالى ، جاء فيه أن سحنون قال : ((كان ابنُ وهب قد قسم دهره أثلاثاً ، ثلث في الرباط ، وثُلُث يعلم بمصر ، وثُلُث بالحج ، وذكر أنه حجٌ ستٌا وثلاثين حجة قال ابن أخيه :كنتُ معه بالإسكندرية مرابطاً ، فاجتمع الناس عليه يسألونه نشر العلم ، فقال لي : هذا بلدٌ عبادة ، وقلما أمهٌدُ لنفسى فيه مع شغل الناس ، فترك الجلوس لهم فى الأوقات التى كان يجلس ، وأقبل على العبادة والحراسة .
فبعد يومين أتاه إنسان فأخبره أنه رأى نفسه فى مسجد عظيم نحو المسجد الحرام ، والنبى - صلى الله عليه وسلم - ، فيه وأبو بكر عن يمينه ، وعمرو عن شماله ، وأنت بين يديه ، وفي المسجد قناديل تَزهرُ أحسن شيء وأشدها ضياء ، إذ خفت منها قنديل فانطفأ ، فقال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قم يا عبدالله أوقده فأوقدته ، ثم أخر كذلك ، ثم أقمت أياماً فرأيت القناديل كلها همت أن تطفأ ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أترى هذه القناديل ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - هذا عمل عبدالله ، يريد يطفئها !
فبكى ابن وهب ، فقال له الرجل : جئت لأبشرك ،ولوعملتُ أنه يغٌمك لم آتك .فقال : خير ، هذه رؤيا وُعظتُ بها ، ظننت أن العبادة أفضلُ من نشر العلم ، فترك (وقتاً) كثيراً وعملَهُ للعلم ، وحبس نفسه لهم يقرأون عليه ويسألونه
* قال ابن وهب : كنتُ بين يدى ماللك أكتب ، فأقيمت الصلاه - وفى لفظ آخر فأذٌن المؤذن - وبين يديه كتب منشورة ، فبادرت إلى جمعها ، فقال لي ماللك : على رسُلك ، فليس ما تقوم إليه بأفضل مما أنت فيه .
وإن رأى أنه واقف بأبواب الحرم أو بأبواب الحجرة الشريفة وهو يستغفر الله تعالى فانها توبة ومغفرة لقوله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " .
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية واقف امام زجاج في المنام فيؤول إلى التالي