أما كل نوع مما يؤكل لحمه فقد تقدم كل منها في بابه وتأويله وإنما أذكر هذه الأنواع لأجل الاختلاف فيها ومناسبتها وأما ما ذكره المعبرون مما يغني من تفصيل كل حيوان وجنسه وقيل إن جميع لحوم الحيوان من سباع الوحوش وكواسر الطيور الجوارح فإنها تؤول بالمال الحرام من قبل الملوك.
وأما لحم سائر الطيور فما كان منه مذكرا فإنه يؤول بمال الرجال وما كان مؤنثا فإنه يؤول بمال النساء وما كان يؤكل لحمه فهو مال حلال وما لا يؤكل لحمه فمال حرام وكذلك جميع الحيوان.
لحم البقر: فإنّه يدل على تعب، لأنّه بطيء الإنهضام، ويدل على قلة العمل لغلظه. وقيلِ لحم البقر إذا كان مشوياً أمان من الخوف. وإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملاَ، فإنّها تلد غلاماً، لقوله تعالى: " أن جاء بِعِجْلٍ حَنِيذ " . إلى آخر القصة.
وكل شيء أصابته النار في اليقظة، فهو في النوم رزق فيه إثم. ومن رأى في النوم كأنّه يأكل لحم ثور، فإنّه يقدم إلى حاكم.
والعجل السمين الحنيذ بشارة كبيرة سريعة، وتكون البشارة على قدر سمنه، وقيل انه رزق وخصب ونجاة من خوف، والمطبوخ من لحم البقر فضل يسير إلى صاحب الرؤيا، حتى يجب للّه تعالى فيه شكر، لقوله تعالى: " وجِفَانٍ كالْجواب وقُدورٍ راسِياتٍ اعْمَلوا آل داوُد شكْراً " .
لحم الضأن إذا كان مشوياً مسلوخاً، فرآه في بيته، دلت رؤياه على اتصاله بمن لا يعرفه ويعمل ضيافة لمن لا يعرفه، أو يستفيد إخواناً يسر بهم. فإن كان المسلوخ مهزولاً، دل على أنّ الإخوان الذين استفادهم فقراء لا نفع في مواصلتهم وإن رأى في بيته مسلوخة غير مشرحة، فإنّها مصيبة تفجؤه. فإن كانت سمينة فهو يرث من الميت مالاً، وإن كانت مهزولة لم يرثه، وقيل لحم الضأن إذا كان مطبوخاً، فهو مال في تعب، كحال النار. وإذا كان نيئاً فهمّ وخصومة، والفج غير النضيج، هموم وبغي ومخاصمات.
حمار الوحش: فقد اختلف في تأويله، فمنهم من قال هو رجل، فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل. وقيل إنه يدل على مال، ومن رأى حمار وحش من بعيد، فإنه يصل إلى مال ذاهب. وقيل إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل، وشق عصا المسلمين. ومن أكل لحم حمار الوحش أو شرب لبنه، أصاب عبيداً من رجل شريف. وقيل إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش، دل على شر وضر. والوحشي إذا استأنس، دلت على خير ونفع. وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق.
الحمارة: تجري مجرى الحمار. فإن رأى أنّه ذبح حمارة ليأكل لحمها، فإنّه يجد مالاً وسعة، وكذلك لو رأى أنّه أكله، فإن لم ينو عند ذبحه إياه أنّه يأكله، فإنّه يفسد على نفسه معيشته. ولو رأى أنّه صرع حماره، فإنه يفتقر. فإن كان الحمار الذي صرع عنه لغيره، فإنّه ينقطع ما بينه وبين صاحب الحمار أو نظيره أو سميه. فإن رأى أنّه نزل عنه نزولاً لا يضمر العود إليه، فإنّه ينفق ماله حتى يأتي على آخره. فإن كان نزوله لحاجة ويضمر العود إليه، فإنَّ الأمر الذي هو طالبه لا يتم. فإن رأى أنّه يشرب من لبن أتان، فإنّه يمرض مرضاً شديداً ثم يبرأ.
ومن رأى أنه ركب حمار وحش فإنه يركب المعاصي الصعاب ويخالف طريق الإسلام بسبب)
حقارة الدين هذا إذا كان حمار الوحش مطيعا له أما إذا لم يكن مطيعا له فإنه يدل على الغم وصعوبة الأمور.
ومن رأى أنه وجد رأس حمار وحش فإنه يجد ألف درهم بيضا أو يحصل له صحبة برجل شريف ويحصل له منه خير ومنفعة وعظمه وجلده ولحمه وشعره مال وغنيمة ولبنه يؤول بالعبادة الكثيرة ومحافظة طريق الدين.
ومن رأنه أصاب بيضا فأكل قشورة وترك ما بوسطه فإنه يؤول على وجهين أكل أموال الموتى أو أخذ أكفانهم وقيل رؤيا جميع البيض تؤول بطلب عدة من النساء ويكون حريصا على المرأة.
إذا رأيت أتاناً في حلم فسوف تقابل منغصات كثيرة وسوف تتراكم التأخيرات في تلقي الإنباء أو البضائع.
إذا رأيت حميراً تحمل أثقالاً فإن هذا يدل على أنك بعد صبر وكدح سوف تنجح في تعهداتك سواء في السفر أو الحب إذا طاردتك أتان وكنت خائفاً منها فسوف تكون ضحية لفضيحة أو لإشاعات أخرى مقيتة.
إذا امتطيت أتاناً دون رغبة منك أو ركبتها كفارس فإن مشاجرات لا داع لها سوف تعقب ذلك الحلم.
حمار
إذا حلمت أن حماراً ينهق في وجهك فإن هذا يدل على أن شخصاً فاسقاً فاسد الضمير سوف يهينك اجتماعياً.
إذا سمعت نهيقاً بعيداً يملا الفضاء بالحزن والكآبة فإنك سوف تتلقى ثروة وتتحرر من قيود بغيضة بموت شخص قريب منك.
إذا رأيت نفسك تركب حماراً فسوف تزور بلاداً غريبة، وتقوم باكتشافات داخل أماكن صعبة العبور.
أما إذا رأيت الآخرين يركبون حميراً فإن هذا يدل على أنهم سوف يتلقون إرثاً ضئيلاً وسوف تكون حياتهم شاقة.
وإذا حلمت أن عدداً من البطاركة الطاعنين في السن يسافرون على ظهور الحمير فإن هذا يبين أن تأثير المسيحية سوف يمنعك من استهتار يدفعك إلى تجاوز حقوق وواجبات الإنسان تجاه الإنسان.
إذا قدت حماراً فإن هذا يدل على أنك سوف تكرس كل طاقاتك وشجاعتك لمواجهة محاولة يائسة من أعدائك للتغلب عليك.
أما إذا كنت عاشقاً فسوف تسبب امرأة شريرة المتاعب لك.
إذا رفسك حمار فهذا يعني أنك على صلات محرمة تقلقك كثيراً وسوف ينتابك الخوف من الخيانة.
إذا حلمت أنك تجر حماراً من رسنه فإن هذا يعني أنك سوف تمتلك زمام الأمور وتغوي نساء بطريقتك المميزة في الإطراء.
إذا رأيت أطفالاً يركبون حميراً فإن هذا يدل على أنهم سوف يكونون موفوري الصحة ومطيعين.
إذا وقعت عن حمار أو ألقاك حمار أرضاً فإن هذا يدل على سوء الطالع وخيبة الأمل في الأمور الدنيوية، أو على خصام الأحبة أو فراقهم.
إذا رأيت في حلمك حماراً ميتاً فإن هذا يدل على إشباع رغباتك عن طريق الانغماس في الفسق والفجور.
إذا حلمت أن تشرب حليب الحمير فإن هذا يدل على أن أمنية غريبة سوف يتم إشباعها حتى ولو على حساب واجبات هامة.
إذا رأيت في أحلامك حماراً غريباً يتجول بين أعمدتك أو على أرض مبناك فسوف ترث بعض الممتلكات القيمة.
إذا حلمت باقتناء حمار جاءك هدية أو عن طريق الشراء فسوف تنال ترقية على صعيد العمل أو المجتمع، وإذا كنت عازباً فسوف ترتبط بزواج مناسب.
إذا حلمت بحمار أبيض فهذا يدل على ثروة دائمة ومؤكدة مما يمكنك من متابعة المتعة أو الدراسات القريبة إلى قلبك.
أما بالنسبة للمرأة فإن ذلك يشير إلى دخولها المجتمع الذي طالما حلمت به.
تملك المرأة في تكوينها العقلي صفتي الطاعة والعناد مما ينطبق تماماً على صفات الحمار، فكلاهما يتزودان من المخزن نفسه، أي من الطبيعة الأم، وعلى ذلك فهما يحافظان على هذه الصلة. وليس أقبح شكل من أشكال الحمير في حلمها إلا كناية عن طبيعة المرأة في أن تبقى صامتة عند تحذيرها، أو العكس عندما تكون السعادة أمامها تماماً.
الحمار الوحشي
يدل في المنام على معصية، فمن رأى أنّه ركبه، وسقط عن ظهره فليحذر معصية. وحمار الوحش إذا استأنس دلّ على خير. وإن رأى النائم حمارا أهليا صار وحشيا دلّ على ضرر. وحمار الوحش يدل على الزوجة أو الولد من ذوي الجفاء والقسوة، وكذلك البقرة الوحشية إلاّ أنها كثيرة الحنو والأشفاق على الأولاد. ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه فهو دال على معصية، فإن لم يكن الحمار ذلولا، ورأى أنّه صرعه، أو جمح به، أصابته شدة في معصية وهم وخوف. فإن دخل منزله حمار وحش دخله رجل لا خير فيه في دينه، ومن ركب حمار الوحش فإنّه يرحل عن الحق إلى الباطل ويفارق جماعة المسلمين.
السمك: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها. قال: فتش خادمك فإنّه يصيب من أهلك. ففتش خادمه فإذا هو رجل.
والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم، أو صحبة رئيس، لقوله تعالى: " نَسِيَا حُوتَهُمَا " . ومن أصاب سمكة طرية مشوية، فإنّه يصيب غنيمة وخيراً، لقصة مائدة عيسى عليه السلام، والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى أو رزق واسع، إن كان الرجل تقياً. وإلا كانت عقوبة تنزل عليه. فإن رأى أنّه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن، فإنّه ينفق ماله في شيء لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذاً شريفاً.
وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه، ما خلا السمك الصغار، فإنّ شوكها أكثر من لحمها، ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته، ويدل على رجاء شيء لا ينال. وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت.
وأما ذوق الأشياء: فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال، فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فاستلذه واستطابه، فإنّه ينال الفرج والنعمة، لقوله تعالى: " وإِنّا إذا أذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا " . فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فوجد له طعماً مراً، فإنّه يطلب شيئاً يصيب منه أذى. فإن رأى كأنّه ابتلع طعاماً حاراً خشناً، دل على تنغيص عيشه ومعيشته.
الحمارة: امرأة وخادم دنيئة، أو تجارة المرء وموضع فائدته. فمن رأى حمارته حملت، حملت زوجته أو جاريته أو خادمه. فإن كانت في المنام تحته، فحملها منه، ولدت في المنام ما لا يلده جنسها، فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنّه منهِ. ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضاً يسيراً وبرىء. ومن ولدت حمارته جحشاَ فتحت عليه أبواب المعاش، فإن كان الجحش ذكراً أصاب ذكراً، وإن كانت أنثى دلت على خموله. وقيل من ركب الحمارة بلا جحش، تزوجٍ امرأة بلا ولد. فإن كان لها جحش، تزوج امرأة لها ولد. فإن رأى كأنّه أخذ بيده جحشاً جموحاً أصابه فزع من جهة ولده. فإن لم يكن جموحاً أصاب منفعة بطيئة وقيل إنّ الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه.
يأكل اللبان، فإنَّ اللبان بمنزلة بعض الأدوية. ولو يرى أنّه يمضغ اللبان والعلك فإنّه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك.
ومن أكل شيئاً من المواعين والمستخدمات: أكلاً لا ينقص المأكول، أكل من عمله أو من مال من يدل عليه من الناس. وإن أكله كله، باعه وأكل ثمنه. وإن أكل من حيوان أو جارح، أفاد منه أو ممن يدل عليه، أو من كده وسعيه. وإن لم ينقصها أكله، اغتاب من يدل عليه من الناس.
إن رأى أنّه جمل القرع نيئَاً: على غير ما وصفت، فهو يصيبه فزع من الجن والإنس، أو يقاتل إنساناً يقارعه بالمنازعة في حرب، أو كلام صخب يكون فيها بينهما، وإنّما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل، وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه، فلذلك دار أكل القرع الطري النيء شبيهاً في الأسماء بالقارعة، وهي الفزع الأكبر، ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤذيه، وإنما اشتق تأويل شجرة القرِع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعاً إلى بلاده بالموصل وقومه، واستأنس من وحشته.
وحدث مقاتل، أنّ نبياً من بني إسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه، فأمره أن يأكل الدباء مطبوخاً وهو القرع وهو اليقطين، فلذلك صار القرع مطبوخاً رجوع ذهن صاحبه إليه.
وأما الذنب من الحيوان إذا كان لفرس أو حمار وما أشبه ذلك فمال ونعمة خصوصا إن ثبت به وراحة في عمره لكنه يكون ضعيفا في الدين وربما يتبعه جماعة من الناس وإذا كان الذنب منسوبا إلى الذئب أو الكلب أو نحوه ورآه كذلك فإنه يدل على حصول مال حرام ويلومه الناس.
وقال بعض المعبرين سمعت من الشيخ محمد القروني أحد مشايخ التعبير أن بعض الملوك رأى في منامه كأنه أكل تتماجا فقصها عليه فقال له تصدق بشيء يدفع عنك الشر فبعد ذلك سأله بعض أخصائه في خلوة فعرفه أنه سيمسك ويموج أهل بيته لأن لفظة تت بالتركي أي أمسك هو فعل أمر وماج ظاهر.
درة روى أن رجلا أتى معبرا فقال رأيت كأنني آكل تينا فقال تأكل بعدد كل تينة عصا فكان كذلك ثم رأى بعد مدة كذلك فأتى إليه وقص ذلك عليه ثانيا فقال له يطلع فيك بعدد كل تينة دمل فكان كذلك ثم مضى فرأى بعد مدة كذلك ثالثا فلما وصل إلى باب منزله وجد كيسا فيه مبلغ فأخذه ثم قص عليه ما رآه مما تقدم فقال له تجد بعدد كل تينة أكلتها دينار فقال وجدت ذلك وكان ذلك الكيس وقع من العبر فلم يبد بشيء من ذلك فقال له الرائي سبحان الله تأويل الرؤيا بيدك ومهما قلته ظهر قال أما أكلك التين أول مرة فكانت الشجرة عارية عن ورقها وهي عصا فأولتها بذلك وفي المرة الثانية أكلته عنه نبته في فروعه وكان يشبه الدماميل وفي المرة الثالثة أكلته عند استوائه وخيره فكان كالدنانير والكيس الذي وجدته كانت صفته كذا وكذا وهو لي وقد وهبته لك.
إذا حلمت بحمار الزرد فإن هذا يدل على أنك سوف تكون مهتماً بمشاريع متنوعة وزائلة.
إذا شاهدت حمار الزرد هائجاً في موطنه الأصلي فإن هذا يدل على أنك سوف تتعقب وهماً خيالياً سوف يعود عليك بمتعة غير مرضية عند امتلاكه. " حمار الزرد: حمار وحشي مخطط " .
لحم البقر
إذا كان نيئاً وعليه دماء فسوف تهاجم الحالم الأورام ذات الطبيعة الخبيثة والسرطان. كن حذراً واحترس من الكدمات والأضرار من أي نوع كانت.
إذا رأيت أو أكلت لحم البقر المطبوخ فسوف يمثل أمامك ألم مبرح يفوق الطاقة البشرية. سوف يحدث فقدان الحياة بوسائل مرعبة. لحك البقر المقدم على نحو مناسب وتحت ظروف سارة يدل على حالات انسجام في الحب والعمل. خلافاً لذل يكون الشر هو النذير على الرغم من أنه قد يكون ذا طبيعة تافهة.
لحم الخنزير المقدد
إذا حلمت أنك تأكل لحم الخنزير المقدد فهذا فأل حسن إذا كان شخص ما يشاطرك الطعام وإذا كانت أيديكما نظيفة.
إذا كان لحم الخنزير المقدد فاسداً فهو دلالة على بلادة في الإدراك وسوف تقلقك حالات غير مرضية.
إذا حلمت بأنك تملح وتقدد لحم الخنزير فهذا فأل سيئ إذا لم يكن خالياً من الملح والدخان. أما إذا كان خالياً فهذا فأل حسن.
لحم مفروم
إذا حلمت أنك تأكل لحماً مفروماً فإن هذا ينبئ بعدة أحزان ومنغصات.
من المحتمل أن تعاني من أعراض غيرة قليلة ومتنوعة ومن خلافات ناجمة عن تفاهات فحسب وسوف تكون صحتك مهددة بالوهن.
وإذا حلمت امرأة أنها تطبخ لحماً مفروماً فإن هذا يعني أنها سوف تكون غيورة على زوجها، وسوف يكون أولادها حجر عثرة في طريق متعتها.
ومن رأى كأنّه يأكل الخبز مع الجبن، فإنّه معاشه بتقدير، وقيل: من أكل الخبز مع الجبن، أصابته علة فجأة. والمصل قيل هو دين غالب لحموضته، وقيل هو مال نام، يقوم قليله مقام كثير من الأموال، يناله بعد كد. والأقط مال عزيز لذيذ.
لحم الإبل: مال يصيبه من عدو قوي ضخم ما لم يمسه صاحب الرؤيا، فإن مسه أصابه من قبل رجل ضخم قوي عدو. فإن أكله مطبوخاً أكل مال رجل ومرض مرضاً ثم برىء. وقيل من أكله نال منفعة من السلطان.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير. ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال. ومن رأى كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة، لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
الحمار: جد الإنسان كيفما رآه سميناً أو مهزولاً، فإذا كان الحمار كبيراً فهو رفعته، وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا، وإذا كان جميلاً فهو جمال لصاحبه، وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه، وإن كان مهزولاً فهو فقر صاحبه. والسمين مال صاحبه، وإذا كان أسود فهو سرووه وسيادته، وملك وشرف وهيبة وسلطان. والأخضر ورع ودين. وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب، ويختار منها الأسود.
والحمار بسرج ولد في عز. وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه. وموت الحمار يدل على موت صاحبه. وحافر الحمار قوام ماله، وقيل من مات حماره ذهب ماله، وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها، أو مات عبده الذي كان يخدمه، أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه، وإلا مات سيده الذي كان تحته، أو باعه أو سافر عنه. وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها.
وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه، فإنّه رجل جاهل أو كافر، لصوته، لقوله تعالى: " إنَّ أنْكَرَ الأصْواتِ " . ويدل أيضاً على اليهودي لقوله تعالى: " كَمَثَل الحِمارِ يَحْمِلُ أسْفَاراً " . فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة، دعا كافراً إلى كفره ومبتدعاً إلى بدعته. وإن أذن أذان الإسلام، أسلم كافر ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة. ومن رأى أنّ له حميراً، فإنّه يصاحب قوماً جهالاً، لقوله تعالى: " كأنّهُمْ حُمُرٌ مُسْتنفرة " . ومن ركب حماراً أو مشى به مشياً طيباً موافقاً فإنّ جده موافق حسن.
ومن أكل لحم الحمار، أصاب مالاً وجدة. فإن رأى أنّ حماره لا يسير إلا بالضرب، فإنّه محروم لا يطعم إلا بالدعاء. وإن دخل حماره داره موقراً، فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهرِ ما يحمل. ومن رأى حماره تحول بغلاً، فإن معيشته تكون من سلطان. فإن تحول سبعاً، فإنّ جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشاً، فإنّ جده من شرف أو تمييز. ومن رأى أنّه حمل حماره، فإنّه ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه.
ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها، فهو مطر وسيل. والحمار للمسافر خير مع بطء، وتكون أحواله في سفره على قدر حماره. ومنِ جمع روث الحمار ازداد ماله. ومن صارع حماراً مات بعض أقربائه. ومن نكح حماراً قوي على جده. ومن رأى كأنّ الحمار نكحه أصاب مالاً وجمالاً لا يوصف لكثرته. والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك. ومن ملك حماراً أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم، وإن كان موقوراً فالخير أفضل. ومن صرع حماره افتقر، وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره. ومن ابتاع حمراً ودفع ثمنها دراهم أصاب خيراً من كلام.
فإن رأى أنّه له حماراً مطموس العينين، فإنّ له مالاً لا يعرف موضعه. وليس يكره من الحمار إلا صوته، وهو في الأصل جد الإنسان وحظه.
رأى أنّه يأكل القرع: مطبوخاً قطعاً لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل، أو مما يكره نوعه في التأويل، لأنّ التوابل هم وحزن، إذا كان يأكل من القرع مطبوخاً لم يتغير عن طعمه، فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه، أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه، أو قرة عين فاتته ترجع إليه، أو اجتماع شمل كان تفرق عنه، أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه، ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ، على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته، وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد.
رأى أنّه جمل لحم سرطان: فإنّه يصيب مالاً وخيراً من مكان بعيد. ومن رأى أنّه أصاب سرطاناً أو ملكه أو اتخذه لنفسه، فإنّه يصيب أو يظفر برجل كذلك في أخلاقه وطبائعه. والسرطان إنسان بعيد المأخذ في أخلاقه، بعيد الهمة في أمره، بعيد المراجعة عما لهج به عسر في عمله.
ومن رأى أنّه يركب حمار وحش: يصرفه حيث شاء ويطيعه، فإنَّ ذلك راكب معصية، وهو مفارق لرأي جماعة المسلمين في دينه وفي رأيه وهواه. فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنَّه صرعه أو كسره أو جمح به أو ما أشبه ذلك، فإنه يصيبه شدة في أمره وخوف شديد. فإن رأى أنّه أدخله بيته على هذا الضمير أو اتخذه للبقاء في منزله، فإنّه يداخله رجل كذلك في رأيه ولا خير فيه. فإن رأى أنّه أدخل بيته شيئاً من ذلك وضميره أنّه اصطاده وهو يريده للطعام، فإنّه تدخل عليه غنيمة وخير.
وذكور الوحش في التأويل رجال. وإناثهم نساء. وألبان الوحش أموال نزرة قليلة لمن أصابها، إلا لبن حمارة الوحش، فإنّه من يشرب من ألبانها يصيب نسكاً في دينه، وصلاحه فيه.
ومن تحول حمار وحش، فإنّه يفارق رأي جماعة المسلمين ويعتزلهم. وكذلك لو تحول شيئاً من الوحش، إلا أن يرى أنّه تحول ظبياً، فإنّه يصيب لذاذة من النساء.
ومن رأى أنّه جمل لحم بعير: أو ناقة فإنّه يصيبه مرض. فإن رأى أنّه أصاب من لحومها من غير أن يأكله، فإنّه يصيب مالاً من سبب ما تنسب تلك الإبل إليه في التأويل.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة، وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأي الانسان.