إنه لايت 35جنيه وي قولت حد ضيع منه فلوس غيلان الدوله واحد ديه منه 5جنه وي وحدا ديه منه 10جنه انت امتمخبيه الفلوس علشان ميشفوهش لات ربع جنه و قلت لبنه يوسف هاه اله ده ربع جنه هوه اما يوسف جبه
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير اكتب هنا الكلمة الر ئيسية من خلال أفضل إجابة
وأما الرمح فإنه يؤول على أوجه. فمن رأى أن بيده رمحا مع سلاح غيره فإنه يدل على علو المرتبة وحصول المراد وإن لم يكن مع الرمح فإنه يدل على حصول ولد مقبل أو أخ.
(ان كنت تراها أنها بالفعل أفضل اجابة اضغط)
ويتم تفسير حلم اكتب هنا الكلمة الر ئيسية بالشكل الآتي
ومن رأى أنه قد مات وحمل على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطانا وينفذ أمره ويكون ارتداعه في سلطان بقدر من قد تبع جنازته ولكن يفسد دينه ويرجى له الصلاح فيما بعد ما لم يدفن.
الرآس
تدل رؤيته على المتصرف في رؤوس أموال الناس كالصراف والصيرفي وربما دلّت رؤيته على الموت أو الوقوع في الشدائد. وإن كانت الرؤوس مجهولة، وأنها بشعرها وقرونها ودمائها، دلّ ذلك على فناء العلماء ومسك الرؤساء خاصة إن كان بائعها متجولاً شديد البأس. والرآس مالك رؤوس الناس وقاهر رؤوسهم سلطاناً أو صناعة، تدبيراً. والرآس يعبر بالسلطان.
الرماد
هو مال حرام محترق. وقيل: هو رزق من قِبَل السلطان. فمن رأى الرماد فإنه يتعب في أمر سلطاني لا يحصل له منه إلا العناء والتعب. وقيل: الرماد كلام باطل أو علم لا ينتفع به. ومن رأى أنه أصاب رماداً أو حمله أو جمعه فإنَه يحمل باطلا من الكلام أو العلم ولا ينتفع به. والرماد يدل على الحزن ورمد العين أو الضلال بعد الهدى. وربما دلّ على إخماد الفتنة والشر، والأمن من الخوف. والرماد المتجمع من الأفران دال على الأموال من الصدقة.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة، وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأي الانسان.
أما الرطب فقال الكرماني من رأى أنه ملك رطبا فإنه يملك رزقا ونعمة بتعب ومشقة، وربما كان منفعة وسرورا يحصل له من قبل الأكابر، وإن أكله فإنه يدل على حلاوة الإيمان وانتظام أموره.
وقال بعض المعبرين ربما دلت رؤيا الرطب على طيب الدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت الليلة كأني في دار عقبة بن نافع وقد أتانا برطب من طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والآخرة، وإن ديننا قد طاب، وأما البلح فإنه يؤول على أوجه.
فائدة في بيان قص الرؤيا وتعبيرها فمنهم من قال أنه جائز في كل الأوقات ويرجع من طلوع الشمس إلى وقت الزوال ومنهم من قال لا يجوز بغير شمس ومنهم من قال من طلوع الشمس إلى فائدة لا ينبغي أن تقص الرؤيا إلا على معبر ويجب على من لا يعرف علم التعبير أن لا يعبر رؤيا أحد فإنه ياثم على ذلك لأنها كالفتوى وهي في الحقيقة علم نفيس وقد ورد في الحديث ما معناه أن الإنسان إذا لم يعلم الجواب وسكت عنه فإنه يؤجر.
ومن رأى أنه يدخل رياضا وكان وسطها أو أصاب منها فإنه ينال من الدين والبر بقدر ذلك وقد تكون الروضة المصحف أو كتب العلم وسبل الخير فمن رأى أنه خرج من روضة سيخة أو نحوها فإنه يخرج من الهدى إلى الضلالة ومن رأى أنه يأكل من رياض فإنه ينال علما وصلاحا
وأما الرداء فهو دين الرجل الذي هو مرتديه في عنقه فمن رأى أن عليه رداء حسنا صفيقا فهو صلاح في دينه وإن رأى أنه رقيق فهو رقة دينه وإن رآه وسخا دنسا فإنه ذنوب وفساد دين صاحبه ومن رأى أنه انتزع رداءه فهو ذهاب دينه أو خروج من سلطان
رؤيا أم حبيبة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتزوجها .
فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أرى في النوم كأن اتيا يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتزوجني قالت: فما هو إلان أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها
أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك
فقلت: بشرك الله بخير وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك .
الرؤى جمع رؤيا ويجوز نطقها بلا همز على وزن فعلى . وهي في اللغة ما يرى في النوم مشتقة من الفعل راى . وهي في الاصل مصدر كاليسرى. فلما جعلت اسمأ لما يتخيلة النائم اجريت مجرى الأسماء و الرؤية بالهاء إدراك المره بحاسة البصر. ويقال لمن كثرت رؤاه: (ارأى).
والحلم بضم الحاء وتسكين اللام . وبجوز ضمهما فيقال: الحلم .مشتق من حلم حلمأ ومعناه من راى في نومه رؤيا. يقال: حلم بالشيء أي رآه في نومه وحلم حلما ومعناه من رأئ في نومة رؤيا يقال حلم بالشئ أي راة في نومة وحلم عنة اي رأي لة رؤيا والجمع : احلام نسأل هنا كم مرة وردت كلمة أحلام في القران
وردت هذه الكلمة في القران مرتين :
1 – قولة تعالي ( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ) [يوسف:44]
2 – قولة تعالي (بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون)[الأنبياء:5]
والأية الأولي في شأن يوسف مع الملك . والثانية في حكاية سخرية مشركي العرب بمحمد صلى الله عليه وسلم (1)
صلي الله علية وسلم .
ونسأل أيضأ كم مرة وردت كلمة رؤيا في القران ؟
وردت كلمة الرؤيا في القرآن ) أربع مرات هي كالتالي:
ا - قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف:43]
2 - قوله تعالى : وَمَا جَعَلۡنَا الرُّؤيَا الَّتِى أَرَيۡنَاكَ إِلاَّ فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الۡمَلۡعُونَةَ فِى القُرۡآنِ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلاَّ طُغۡيَانًا كَبِيرًا [الاسراء :60 ]
7 - قوله تعالى: قد صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات: 105 ).
4 - قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ (الفتح: 27 ) . (1)
والآية الأولى في شأن الملك مع يوسف والآية الثانية المراد بها رؤيا عين أريها النبي صلي الله علية وسلم ليلة أسري به الى البيت المقدس حيث .أراد ذبح والرابعة في شأن رؤية الرسول حين رآى أنه سيدخل مكة معتمرا.
___________________________________
( 1 ) انظر: المعجم المفهرس لالفاظ القرآن الكريم
• محمد فؤاد عبدالباقي. دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - بلا تاريخ مادة (ضغث) ص 421
النيابة في قص الرؤيا محمودة اذا كان السائل امرأة تجد حرجا في محادثة المعبر, .و كان السائل قد رأى رؤيا حسنة فيها بشارة واضحة له فأناب غيره ورعأ ليعلم تعبيرها.
جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر قال : رايت في المنام كأن في يدي قطعة من استبرق - وهو ما غلظ من الديباج - وليس مكان أريد في الجنة ألا طارت اليه , قال: فقصصتها على حفصة , فقصتها على النبي صلي الله علية وسلم فقال النبي صلي الله علية وسلم :" أرى عبد الله رجلا صالحا " , رواه مسلم في صحيحه(1)، كما جاء عن ابن عمر أيضا أنه قال :
كان الرجل في حياة الرسول صلي الله علية وسلم اذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلي الله علية وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلي الله علية وسلم .
قال: وكنت غلامأ شابأ عزبا , وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلي الله علية وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي الى النار, فاذا هي مطوية كطي البئر , واذا لها قرنان كقرني البئر , واذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار (ثلاثا). . قال: فلقيهما ملك فقال
النبي صلي الله علية وسلم : " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل " .
قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا متفق عليه واللفظ للبخاري(2).
فهذا الحديث كما قال ابن حجر في الفتح فيه مشروعية النيابة في قص الرؤيا وتأدب ابن عمر مع النبي صلي الله علية وسلم ومهابته له حيث لم يقص رؤياه بنفسه , وكأنه لما هالته لم يؤثر أن يقصها بنفسه , فقصها على أخته لإدلاله عليها(3) , كذلك على المعبرألا يجزم عند التعبير , وقد أخرج الطبراني بسنده عن أبي بكر آن عائشة قالت: يا رسول الله رأيت ثلاثة أقمار هوين في حجرتي. فقال لها: "ان صدقت رؤياك دفن في بيتك أفضل أهل الجنة " , فقبض رسول الله صلي الله علية وسلم وهو أفضل أقمارها ، ثم قبض أبو بكر، ثم قبض عمر , فدفنوا في بيتها (4) .
كما يسن للمعبر عند البدء بالتعبير أن يقول : خيرا , أو خير أو رأيت خيرا, وهذا من التفاؤل. وقد ورد ما يفيد هذا عن أكثر من واحد من صحابة رسول الله فهذا أبو بكر كان يقول عند التعبير : ان صدقت رؤياك وقبله الرسول صلي الله علية وسلم , فقد أخرج ابن ماجه في سنئه بسنده عن أم الفضل قالت: يا رسول الله رأيت كأن في بيتى عضوا من أعضائك. قال :" خيرا رأيت. . تلد فاطمة غلامأ فترضعينه "(5) . فولدت حسينأ او حسنا» فأرضعتة
بلبن ابنها قثم ابن العباس بن عبد المطلب .
ويذكر عن النبي صلي الله علية وسلم قال: " من عرضت عليه رؤيا فليقل لمن عرض عليه: خيرا " .
وهكذا سار باقي صحابته على هذا النهج , فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه , اذا قصت عليه الرؤيا قال : اللهم إن كان خيرا فلنا , وان كان شرا فلعدونا.
وذكر عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان أبو بكر الصديق اذا أراد أن يعبر الرؤياء , قال: ان صدقت رؤياك يكون كذا وكذا (6) .
كذلك على المعبر أن يفرق بين ما يحمد فى المنام ويذم في اليقظة , وهذا مثل جر القميص للرجال , فهو فى المنام محمود وقد عبره الرسول صلي الله علية وسلم لعمر بالدين أما فى اليقظة فقد توعد الله المسبل إزاره , وعلى هذا قس .
وأؤكد هنا على أمر مهم جدا لا أمل من تكراره , أن الرؤيا إن احتملت أكثر من وجه فهي تقع على وفق كلام أول عابر ان أصاب , وان لم يصب فهى لمن أصاب بعده , إذ ليس المدار إلا على اصابة الصواب في تعبير المنام , ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل كما قاله ابن حجر وغيره(7) . فاذا أصاب فلا ينبغي ان يسأل غيره , وان لم يصب فليسأل عنها الثانى , وعلى السائل أن يخبر بما عنده .
وقد ذكر بعض أهل العلم بعض الاداب الأخرى والتي لا دليل عليها ومنها: أن لا يعبر الرؤى عند طلوع الشمس ولا عند غروبها ولا عند الزوال
ولا في الليل , وهو أمر - في رأيي - لا دليل عليه ولا اثم لمن عمل بخلافه , فلا حرج على من عبر عند طلوع الشمس أو عند غروبها، أو عبر ليلا , وما ورد من أن الشمس تغرب بين قرني شيطان فلا يتعلق بتعبير الرؤى والله أعلم.
__________________
( 1 ) أخرجة البخاري كما في الفتح في كتاب التعبير باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام (12 03 4 ) - مرجع سابق - وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة بابن فضائل ابن عمر كما في النووي ( 16 / 38 ) - مرجع سابق -.
( 2 ) سبق تخريجه , ص 33
( 3 ) الفتح ( 12 / 437 ) - مرجع سابق - .
( 4 ) لم أجده في الكتب التسعة وأخرجه الطبراني .
( 5 ) أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا - باب تعبير الرؤيا - 0 وأخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار - حديث أم الفضل بن عباس وهي أخت ميمونة رضي الله عنهم أجمعين 0 وحكم عليه العلامة الألباني بالضعف.
( 6 ) ابن قيم الجوزية - زاد المعاد - مرجع سابق . ( 2 / 459 ، 460 )
( 7 ) انظر ابن حجر . مرجع سابق . ( 12 / 396 - 432 ).
** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي
أولا يجب أن يعلم هنا أنه ليس صحيحا أن كل الرؤى تتحقق ، حتى ولو كان الرائي مؤمنا ، فقد لا تتحقق رؤيا المؤمن مباشرة ، وقد تتأخر ، وقد لا تتحقق مطلقا ، كذلك رؤيا المؤمن قد تكذب ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة ] متفق عليه واللفظ لمسلم .
ومن رأى ما يسره ، فالأفضل له أن يعرضها على من يعبرها له . وأما من رأى ما يفزعه ، أو يحزنه ، فلا يقصها على أحد ، وليعمل ما ورد من الاحترازات . وبعض الناس قد يقول لماذا لا ندع الرؤى أو الأحلام ليتكفل بها الزمن أو الوقت ، وهي وجهة نظر تحترم ، ودائما أقول : رأيي خطأ يحتمل الصواب ، ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ،ولكن على هؤلاء عدم لوم الذين يبحثون عن تعبير رؤاهم أو حتى أحلامهم ؛ فقد يكون فيها بشارة ، أو نذارة لصاحبها ، وكان الإمام أحمد رحمه الله يقول :الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره. وقد ينتفع الرائي بما يراه في نومه ، قال الإمام الذهبي في السيرٍٍٍٍ[1/81]ٍٍ في رؤيا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، أنه يدخل الجنة حبوا ، مع أنه من أهل الجنة ، وأحد العشرة المبشرين ، قال : إسناده حسن.فهو وغيره منام ، والمنام له تأويل ، وقد انتفع ابن عوف رضي الله عنه بما رأى، وبما بلغه ، حتى تصدق بأموال عظيمة أطلقت له ـ ولله الحمد ـ قدميه ، وصار من ورثة الفردوس فلا ضير . والله أعلم ،،
قيل في الروح أقوال. كا لقول بأنها الدم أو النَّفْس أو النَّفَس.
أما القول بأنها الدم فباطل لأمور منها أن الإنسان بعد موته وصعود روحه يبقى فيه الدم.
وأما القول بأنها النفس[ بسكون الفاء] فبحاجة إلى دليل مع معرفة حقيقة النفس عنده. إذ النفس قد تطلق على الدم، ومنه قول الأوزاعي: ما لا نفس له سائلة.
وأما القول بأنها النفَس[ بفتح الفاء] فمن المعلوم بأنه أثر من آثارها.
والروح من الأمور المغيبة التي لا يجوز البحث في كيفيتها، وفي الصحيح أن بعض اليهود سألوا النبي [ص] عن الروح؟ فسكت النبي فأنزل الله[ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا] الإسراء:85 .
.إن إدراك كيفية الشيء إما أن يكون بالمشاهدة، أو رؤية النظير المساوي له، أو الخبر الصادق. وما سوى ذاك فباطل.
ونحن لم نشاهد الروح، ولم ندرك النظير المساوي لها، و الخبر الصادق قد ورد لنا بعدم جواز البحث في كنهها، فنحن نثبتها مع جهلنا بكيفيتها.
وقد عني كثير من علماء المسلمين بها، وممن ألف فيه ابن القيم فألف كتابا مستقلا أسماه الروح.
حجر الرحى
إذا حلم شخص أنه يقلب حجر الرحى فإن حلمه ينبئ بحياة نشيطة وجهود حسنة التوجيه سوف تجلب له دخلاً كافياً مرموقاً. إذا كنت تسن أدوات فسوف ينعم الله عليك بزوجة فاضلة. إذا تاجرت بأحجار الرحى فإن هذا يدل على ربح صغير ولكنه شريف.
الراعي
هو في المنام صاحب ولاية، ويدل على معلم الصبيان، ومن يتولى أمر السلطان والحاكم. ومن رأى أنه أعرابي يرعى الغنم، ولا يعرف مواضع الرعي، فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن فهم معانيه. وراعي الجيل البخاتي وال على العجم. والراعي وال على رعيته يحتشد لمصلحتهم. فإن رأى أنه راع فهي ولاية يليها على نحو ما رأى من الأغنام. وتدل رؤية الراعي على علو القدر والتحكم في الرعية بالعدل والإنصاف، إلا أن يرعى الخنازير فإنه يدل على معاشرة الكفار والمبتدعين.
تدل في المنام على فَرَج أهلها من ضيقهم، أو غناهم بعد فقرهم، وعلى الزوجة للعازب والزوج للعازبة، ورؤية الرحى في الدار التي لم تجر لهم بها عادة دالة على الأنكاد والغلبة والخصام، فإن طحن فيها خبزاً أو لحما أو عسلاً دلّ على فساد أهلها، وريائهم. وإن طحن قمحاً أو شعيرا أو ما فيه نفع دلّ على تسهيل أمورهم وإدرار رزقهم وشفائهم من أمراضهم، وتجديد من يقوم بمصالحهم. وإذا رؤيت الرحى الكبيرة في وسط المدينة أو في المساجد وكان البلد خراباً كانت الرحى، لاسيما إن كانت تطحن ناراً أو صخرا، وإلا كانت طاعونا، لا سيما إن كان ما تطحنه شعيرا معفنا أو ماء وطيناً أو لحماً هزيلاً. وقال بعضهم: الرحى إذا دارت سفراً، فإن دارت بلا حنطة فهو تعب. والرحى إذا دارت معوجة فيغلو السعر. ومن رأى له رحى تدور بالدولاب فإنها رزق غزير لمن رآها. ومن رأى رحى تدور بلا طحن فإنها سفر. والرحى إذا دارت بلا سبب دلّت على قرب أجل الرائي. وأما رحى اليد فرجلان فاسقان شريكان لا يتهيأ لغيرهما صلاحهما. ومن رأى أنه يدير الرحى بيده فيطحن بها، فإنه يتكل في دينه ومعيشته على يده، وينال عيشا ورزقا بقدر ما خرج من ذلك الدقيق. والرحى تدل على الأمور الرديئة، وعلى خادمين أمناء. وقيل: الرحى تدل على الأعراس والأختان. ومن رأى بيده رحى فإنه يُضرَب ويسجن. ومن رأى رحى انكسرت وكان سجيناً فإنه ينجو من سجنه، وإن كان مهموما فرج عنه همه، وإن كان في مهلكة نجا أو مات. ومن رأى أن له رحى تطحن طعاما بماء جار أو بغير ماء، فإن معيشته من كد غيره. فإن رأى أن حجر الرحى انكسر مات صاحب الرحى. فإن رآها تطحن حجارة أصابه خوف. والرحى تدل على الخوف. ومن اشترى رحى تزوج إن كان عازبا، أو زوج ابنه أو ابنته،. أو أشترى خادما، أو سافر إن كان من أهل السفر. ورحى الريح خصوِمة لا بقاء لها. وقيل: انكسار الرحى يدل على فرَج صاحبها من الهموم، وقيل: موت صاحبها، وأما رحى الزعفران فإنها تدلى على الأفراح والمسرات وصلاح الحال والثناء الطيب. وربما دلّت على المرض بالصفراء. ورحى الماء والهواء غلمان السلطان أو بوابه. وربما دلّت على تيسير العسير وجريان السفن وهطول الغيث. ورحى اليد دالة على الراحة والفرَج، وربما دلّت على الشر والخصومة أو الجارية. وربما دلّت على الزوجة والمعيشة والرزق، فإن كانت كاملة العدة دلّت على إنجاز الأمور والسفر السريع. وتدل على المرأة الأكولة الكثيرة الشر.
الرقص
هو في المنام مصيبة، ومن رقص لغيره فإنه يشاركه في المصيبة. ومن رقص في منزله وحده فرح وشبع وإن الرقص لا يكون إلا عن شبع وبطر. والمريض إذا رقص كثر قلقه. والرقص للطفل لا يُحمَد ويُخشىَ عليه من الخرس وإن الأخرس يشير بيده، والطفل إذا رقص يشير بيده. والرقص على المكان المرتفع خوف. ومن رأى أنه يرقص داخل بيته وحوله أهله وحدهم، وليس معهم غريب، فإن ذلك خير للناس كلهم. ومن رأى أن امرأته أو ابنه أو أحد أقربائه يرقص فإن ذلك خير، ويدل على فرح وعز كثير. ورقص المريض يدل على طول مرضه، رجلاً كان أو امرأة. ورقص المرأة على فضيحة كبيرة، غنية كانت أو فقيرة. ورقص من يسير في البحر في سفينة يدل على شدة يقع فيها. ورقص الفقيرغنى لا يدوم. ورقص المملوك يدل على أنه يضرب.
هي في المنام كد الرجلِ وتعبه في معيشته. فإن رأى أن جلدها قوي فإنَه قوة معيشته. فإن رأى أن جلدها انسلخ ناله كد وتعب في معيشته. فإن رأى أن جلدها غليظ وفيه ورم ودرن نال مالاً من كد معيشته، وذهب له مال كان قد جناه من كد وتعب. والركبتان قوة البدن وحركته وجودة علمه، فإن كانتا صحيحتين قويتين فذلك دليل على سفر أو حركة أو أعمال يعملها، وعلى صحة البدن. وإن رؤي فيها وجع أو عله دلّ على ثقل الركبتين، وإن كان مريضاً دلّ ذلك على موته. والركبة للمسافر مركبة وركابه ودابته. والركبتان يعبران بالأخوة والشركاء، وقد يعبران بالموالي. والركبة قد تشتق منها الكربة. وربما دلّت الركبة على إتمام الركوع والسجود، وتدل على أخذ الإنسان وعطائه، وحركته وسكونه، وسفره ومقامه، وعلى ما يجمعه من المال وما يصرفه. ومن رأى أن ركبته قد كبرت أو اشتد عظمها وكان في كربة فرَج اللّه عنه. وربما دلّ ذلك على ملازمته الصلاة والقيام بشروطها. وإن رآها قد انفكت أو انكسرت أو حصل فيها قرح أو دماء دلّ على تعطيل حركته. وإن كان سفراً قعد عنه. وإن كان بينه وبين أحد مودة انفصلت، وربما دلّ على تعطل المركب والدابة.
كلمة السر
تنبئ رؤية كلمة السر في الحلم بأنك ستتعرض لمشاكل بسيطة لكنك ستجد العون من أشخاص. إذا حلمت امرأة أنا تعطي كلمة السر فسوف تسير في طريق إرضاء رغباتها وملذاتها المحرمة مما سيؤدي إلى تشويه سمعتها.
وقيل من رأى رأسه مقلوباً، فإن ذلك يدل فيمنِ يريد سفراً، على مانعِ يمنعه من خروجه، على أنّه لا يرى ما يتمنّاه عاجلاً لكن آجلاً. ويدل لمن كان مسافراً غريباً على رجوعه إلى بلده، بعد إبطاء على غير طمع. والرأس والعنق، وإذا رآهما الإنسان وكان فيهما قرحة أو ألم، فإن ذلك مرض يكون في جميع الناس بالسوية.
وقال الكرماني الركبة قيام الإنسان بشغله فميزها على كثير من الأعضاء واستحسنها ونعوذ بالله من الحادث فيه.
وأما نفس الرمانة وعينها فتؤول عنه بعضهم برأس المال.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات، والأمراض الحارة دليل على هم من قبل الملك، وأما الأمراض من اليبوسة فانها تؤول باسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها.
وقال دانيال رؤيا الري أحسن من العطش وأما الشرب من جميع أنواع المشارب مع وضع كل نوع في إنائه والشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار فجميعه مفصل في بابه.
وقيل إسماعيل بن الأشعث الرمانة الواحدة للملك تؤول بمدينة واحدة، وللرئيس بقرية واحدة، وللتاجر بعشرة آلاف درهم، وللسوقي ألف درهم، وللفقراء من درهم إلى عشرة، وأما الرمانة فكورة عامرة أو عقد على امرأة لمن ملكها، وربما كانت ملا مجموعا وولدا يصيبه أو خيرا من قبل ولد أو امرأة.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.
وأما الركاب فإنه يؤول على أوجه إذا كان منفصلا عن السرج يؤول بالولد وإذا كان متصلا بالسرج فإنه ولد معتمد في جميع الأشغال وأمين لا يخون أمانته وقال الكرماني من رأى أن ركابه منقوش فيكون ولده متكبرا معجبا بنفسه وإن كان مطليا فيكون ولده مغترا بمال الدنيا وإن كان من شبة أو نحاس فيكون ولده قصير الهمة قليل الفهم وإن كان من حديد يكون ولده قويا شديد البأس.
وحكي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت الليلة روحي وعقلي مجتمعين على صورة آدميين فجاء إلي وشربا معي الخمر كما كنا نفعل في الجاهلية فقال عليه السلام: العقل يؤول بقسمة الدنيا والروح تؤول بقسمة الآخرة.
نادرة أخبرني رجل أيضا ان الشيخ محمد بن الشيخ عيسى الرحاوي المشهور بجبل بني عليم من بلاد حلب رأى في المنام كأن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أعطاه أربعين جملا فجاء إلى الشيخ شهاب الدين أحمد بن المحسن المغربي وكان يومئذ بقرية من زاوية البار نازلا بها وقص عليه الرؤيا فقال له مكاشفة تعيش من يومئذ أربعين سنة قال الراوي فأقام إلى تمام الأربعين فأشار إليه الشيخ شهاب الدين المذكور أن يحج فإنها آخر السنة التي بقيت من بقية الرؤيا فحج الشيخ محمد المذكور فلما رجع إلى قريته بسرحها المذكور أقام ثلاثة أيام ومات ودفن بازاء أبيه السيد عيسى المذكور فصلى عليه الشيخ شهاب الدين المذكور ثم مات بعده قال الراوي وسمعت ذلك من الشيخ شهاب الدين المذكور من فيه وقصته مشهورة في بلاده.
فائدة ينبغي للمعبر أن يستوفي قص الرؤيا فما كان منها موافقا للأصول فيجتهد في تعبيره وما كان خارج عنها فيلغيه عنه وإذا قصت عليه رؤيا ورأى ما يكره فلا يكتمه بل يعرف الرائي بعبارة حسنة بحيث يفهم الرائي منه ذلك ومنهم من قال إنه يعبر الرؤية الجيدة ويترك ضدها بحيث يأمر الرائي بالتحذير والتوبة والصدقة.
النوع الأول:
الرؤيا المكروهه وهي ما يكون من فعل الشيطان , والقائه في النفس, مما يسمى بأضغاث الأحلام والتي ترجع إلى مكر الشيطان وخداعه وعداوته للانسان.(1)
ومثال هذا النوع ما رواه مسلم في صحيحة من حديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله علية وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن راسي قطع فأ نا أتبعة فزجره النبي صلي الله علية وسلم وقال :"لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام". (2)
وفي رؤاية أخرى قال جابر: سمعت النبي صلي الله علية وسلم تقد يخطب فقال : لايحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه".
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: أما أضغاث الأحلام فانها مشوشة غير منظمة , والغالب أن المرائي المكروهة من الشيطان قال تعالى : " ليحزم الذين ءامنو وليس بضارهم شيئا الا باذن الله " (المجادلة: 10). (3)
و هذا النوع من الرؤى له أداب ستة :
الأول: أن يتعوذ بالله من شرها , وهذا علته واضحة, فالاستعاذة مشروعة عن كل أمر يكره.
الثاني: أن يتعوذ بالله من الشيطان. لحديث:" اذا راى احدكم رؤيا يكرهها فليتحوله وليتفل عن يساره ثلاثا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ بالله من شرها" رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعأ ورواه مسلم أيضا". (4)
وجاء في رواية في مسلم عن جابر أيضأ: "اوليستعذ بالله من الشيطان ثلاثآ" وجاء في رواية لمسلم أيضأ: "افليبصق عن يسأره ثلاثا "وهذا سأوضحه في:
الثالث: أن يتفل حين ينتبه من نومه عن يساره ثلاثأ . أي يبصق عن جانبه الأيسر ثلاث مرات بصقآ خفيفا" والسر في هذا والله أعلم " كراهة لما رأى وتحقيرأ للشيطان الذي أراه تلك الرؤيا على الصحيح بشكل حقيقي" وخص اليسار لأنه محل الأقذار , والتثليث في رواية مسلم السابقة للتأكيد" وقد ورد بثلاثة ألفاظ: التفث ويكون بلا ريق" والتفل يكون معه ريق لطيف . والبصق ويكون معه ريق وأشد من التفل.
الرابع: أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه حين رأى ذلك , إلى جنبه الثاني ؟ والسبب في هذا: تفاؤلا بتحويله وانتقاله ولعل هناك سببا آخر وهو مجانبة مكان الشيطان , ولكي تتحول الرؤيا من المكروه إلى المحبوب وتنتقل من المضر إلى السار.
الخامس: أن لا يذكرها لأحد أصلأ , وقد جاء بذلك عدة أحاديث صحيحة منها ما رواه البخاري رحمه الله من طريق أبي سعيد الخدري رضي اثه عنه وقال فيه:"ولا يذكرها لأحد فانها لا تضره"(5).
وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه, فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له" أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه.
وقد يرد سؤال هنا, ما السر في ذلك النهي؟
فأ قول السر والله أعلم - لآن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها . ويكون ذلك محتملا" فيقع بتقدير الله تعالى" ويدل على هذا حديث أبي رزين رضي الله عنه مرفوعأ: " أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر" فاذا عبرت وقعت " , والحديث حسن. (6)
والمعنى: أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين" فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة , ويدل على ذلك مثل رجل رفع رجلة فهو ينتظر متي يضعها .
وقال الشيخ (محمد بن ناصر الدين الألباني) تعليقا على حديث: "أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر , ولذلك ارشدنا رسول الله إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب , لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك
لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضا, والأ فلا تأثير له حينئذ والله واعلم", وقد أشار الى هذا المعنى الإمام البخاري في كتاب التعبير من صحيحه بقوله: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب ).
ويدل عليه قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر حين عبر له رؤيا : "أ صبت بعضا وأخطأت بعضا " والرسول صلي الله علية وسلم لم يبين ما أخطأ فيه آبو بكر , ولو بين هذا الذي أخطأ فيه لكان تعبير الرسول صلي الله علية وسلم هو الثاني والاول يكون المعتمد، ولكن اتضح خطا هذا.
ولذلك فلا تقص رؤاك بشكل عام إلأ على من تثق به , وبنصحه وعلمه ورأيه، وقد روئ آبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم أنه كان يقول : "لا تقصوا الرؤيا الأ على عالم او ناصح " وفي رواية: "ولا يقصها الا على واد، بتشديد الدال اسم فاعل من الود أخرجه الترمذي وقال الشيخ الألباني: اسناده صحيح على شرط الشيخين ، ومعنى الحديث السابق "الرؤيا على رجل طائر" أنها لا تستقر ما لم تعبر, فكأنها كانت على رجل طائر" فسقطت ووقعت حيث عبرت ، كما يسقط الشيء الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة وهذا تشبيه تمثيلي، حيت شبه الرؤيا بالطا ئر السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدني حركة.
ومما يدل على امكانية وقوع الرؤيا على وجه تحتمله ما رواه الدارمي
وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه , فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له , أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه.
وقد يرد سؤال هنا , ما السر في ذلك النهي ؟
فأ قول السر والله أعلم - لأن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها - ويكون ذلك محتملا , فيقع بتقدير الله تعالى , ويدل على هذا حديث أبي رزين رضي الله عنه مرفوعأ: "أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر , فاذا عبرت وقعت", والحديث حسن.
والمعنى: أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين , فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة , ويدل على ذلك ما جاء عن عبد الرزاق قال: الرؤيا تقع على ما يعبر مثل ذللك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها . (7)
وقال الشيخ (محمد بن ناصر الدين الألباني) تعليقا على حديث : " ان الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " .
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر, ولذلك أرشدنا رسول الله صلي الله علية وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم أو محب , لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك ,
, ,
لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضا , والأ فلا تأثير له حينئذ والله أعلم (8), وقد أشار الى هذا المعنى الإمام البخاري في كتاب التعبير من صحيحه بقوله: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب).
ويدل عليه قول الرسول صلي الله علية وسلم لأبي بكر حين عبر له رؤيا : "أصبت بعضا وأخطأت بعضا", والرسول صلي الله علية وسلم , لم يبين ما أخطأ فيه أبو بكر, ولو بين هذا الذي أخطأ فيه لكان تعبير الرسول صلي الله علية وسلم هو الثاني والأول يكون المعتمد، ولكن اتضح خطأ هذا. (9)
ولذلك فلا تقص رؤاك بشكل عام إلأ على من تثق به , وبنصحه وعلمه ورأيه ، وقد روئ أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم أنه كان يقول: "لا تقصوا الرؤيا الأ على عالم أو ناصح "(10) , وفي رواية : "ولا يقصها الا على واد" , بتشديد الدال اسم فاعل من الود , أخرجه الترمذي وقال الشيخ الألباني : اسناده صحيح على شرط الشيخين(11) ، ومعنى الحديث السابق "الرؤيا على رجل طائر" أنها لا تستقر ما لم تعبر, فكأنها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الشيء الذي يكون على رجل الطا ئر بأدنى حركة وهذا تشبيه تمثيلي، حيث شبه الرؤيا بالطائرالسريع طيرانه ، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدني حركة .
ومما يدل على امكانية وقوع الرؤيا على وجه تحتمله ما رواه الدارمي
في سننه في كتاب الرؤيا بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلي الله علية وسلم قالت:
كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، فكانت ترئ رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب إلا تركها حاملأ ، فتأتي رسول الل صلي الله علية وسلم فتقول : إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملأ، فرأيت فيما يرى النأئم أن سارية بيتي انكسرت واني ولدت غلامأ أعور فقال رسول الله صلي الله علية وسلم :
"خير , يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحأ، وتلدين غلامأ برا " .
فكانت تراها مرتين أو ثلاثاء كل ذلك تأتي رسول الله صلي الله علية وسلم فيقول ذلك لها , فيرجع زوجها وتلد غلامأ. . فجاءت يومأ كما كانت تأنيه , ورسول الله صلى الله علية وسلم غائب , وقد رأت تلك الرؤيا , فقلت لها:
عم تسألين رسول الله صلي الله علية وسلم يا أمة الله ؟
فقالت: رؤيا كنت أراها فاتي رسول الله صلي الله علية وسلم فأسأله عنها , فيقول :
"خيرا, فيكون كما قال ، فقلت: أخبريني ما هي ؟
قالت: حتى يأتي رسول الله صلي الله علية وسلم ، فأعرضها عليه كما كنت أعرض .
قالت عائشة : فوالله ما تركتها حتى أخبرتني ، فقلت :
والله إن صدقة رؤياك ليموتن زوجك , وتلدين غلامأ فاجرا!!
فقعدت تبكي وقالت: مالي ين عرضت عليك رؤياي؟؟
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها: (مالها يا عائشة ؟)
فأخبرته الخبر وما تأولت لها، فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها ) قالت عائشة : فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاما فاجرا (12).
والخلاصة التي نخرج بها من هذا , أن الرؤيا إذا كانت محتملة وجهين , فعبرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة. ولذلك نهى يعقوب ابنه يوسف أن يقصص رؤياه على إخوته خشية من كيدهم وحسدهم له , قال ابن حجر: نهى رسول الله صلي الله علية وسلم أن يحدث بالرؤيا إلا من يحب لأنه قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضأ واما حسدأ , فقد تقع عن تلك الصفة , أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنأ ونكدأ, فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك. (13)
الساد س: مما يطلب عند الرؤيا المكروهة أيضأ : الصلاة, ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " إذا رأى .حدكم ما يكره , فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ". (14)
والحكمة والله وأعلم: أن في الصلاة التجاء من كل أمر ينوب العبد من المخاوف كما أن فيها تحرز عن المكاره.
وذكر بعض أهل العلم أمرأ سابعأ وهو قراءة اية الكرسي ولكن لا دليل له، ولو قرأ اية الكرسي في صلاته هذه يكون قد حقق الأمرين معأ ، الصلاة وقراءة اية الكرسي .
وان اقتصر على عمل بعض ما ذكر أجزأه في دفع ضررها باذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث. لكن الأفضل أن يفعلها جميعأ لكي يجمع بين الروايات.
قال ابن القيم في زاد المعاد: ومتي فعل ذلك لم تضرة الرؤيا المكورهة بل هذا يدفع شرها.
قال النووي: إن الله جعل ما ذكر سببأ للسلامة من المكروة المترتب على الرؤيا كما جعل الصدقة وقاية للمال. . . وجعل الدعاء فيه رد و دفع للبلاء و الصدقة تدفع ميتة السوء م كل هذا بقضاء الله وقدرة. (15)
__________________________________________
( 1 ) محمد عبد ألعزيز ألهلاوي - مرجع سأبق - ص5 .
( 2 ) اخرجه مسلم في صحيحه كما في شرح النووي ( 2715 ) • مرجع سابق ..
( 3 ) القول المفيد على كتاب التوحيد - شرح الشيخ : محمد بن صالح المعثيمين ج2
( 4 ) رواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا 0 باب من رأى رؤيا يكرهها - مرجع سابق - ومسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 17 ) - مرجع سابق •.
( 5 ) انظر الفتح ( 12 /369 ) كتاب التعبير باب الرؤيا من الله - مرجع سابق.
( 6 ) الحديث صححه الحاكم وسنده حسن , رواه أبو داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - ورواء الترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في تعبير الرؤيا - مرجع سابق -ورواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا أذا عبرت وقعت فلا يقصها إلا على واد - مرجع سابق - 0 ورواه الامام أحمد في أول مسند المدنيين حديث أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر المنتفق - مرجع سابق" ورواه الدارمي في كتاب الرؤيا باب الرؤيا لا تقع ما لم تعبر 0 نشر دار الكتب العلمية - بيروت.
( 7 ) انظر: فتح الباري لابن حجر - مرجع سابق - ( 12 / 432 ).
( 8 ) سلسلة الأحاديث الصحيحة , ج1 , ص 28 , ط 2 , المكتب الإعلامي 1399 ة.
( 9 ) رواه البخاري في كتاب التعبير باب من لم ير الرؤيا لأول عابر اذا لم يصب كما في فتح الباري ( 12 / 431 ) , ومسلم في كتاب الرؤيا كما في شرح النووي ( 15 / 29 ) , - مرجع سابق- , وسيأتي الحديث بنصه في ص 101 .
( 10 ) رواه الترمذي في كتاب الرؤيا باب في تأويل الرؤيا ما يستحب منها وما يكره - مرجع سابق - وأخرجه الدارمي في كتاب الرؤيا باب كراهية أن يعبر الرؤيا إلا على عالم أو ناصح - مرجع سابق- ورواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا إذا عبرت وقعت فلا يقصها الا على واد - مرجع سابق.
( 11 ) سلسلة الاحاديث الصحيحة - مرجع سابق ( 1 / 26 )..
( 12 ) رواة الدرامي في سننة - مرجع سابق - ( 2 / 131 ) .
( 13 ) للتوسع انظر: السفا ريني - مرجع سابق - ( 1 / 176 ) . وابن حجر - مرجع سابق (63112).
( 14) رواه الإمام مسلم في كتاب الرؤيا ( 15 / 21 ) - مرجح سابق - وأبو داود في كتاب الأدب في باب ما جاء في الرؤيا - مرجع سابق - , وابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب الرؤيا ثلاث - مرجع سابق ., وأخرجه أحمد في مسنده في باقي مسند المكثرين - مرجع سابق -والدارمي في كتاب الرؤيا باب الرؤيا ثلاث - مرجع سابق - والترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي محمد صلي الله علية وسلم الميزان والدلو- مرجع سابق - .
( 15 ) للتوسع انظر: شرح ثلاثيات الإمام أحمد للسفاريني ( 1 / 177 ) - مرجع سابق - وشرح مسلم للنووي ( 15 / 18 ) - مرجع سابق - وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية , تحقيق شعيب وعبد القادر الأرئاؤؤط , نشر مؤسسة الرسالة , مكتبة المنار
الإسلامية , ط 13 , تاريخ 1406 ة ( 2 / 459 ).
أيهما اكثر الرؤي قبل بعثة محمد ام الرؤي في امة محمد ؟
الرؤي قبل بعثة محمد صلي الله علية وسلم أكثر , وقد كان غالب أمور الأولين الرؤيا , ثم قلت في هذة الأمة , لعظم ما جاء بة نبيها من الوحي , ولكثرة من في أمتة من الصديقين وأهل اليقين.
يقول صلى الله عليه وسلم (( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ....)) _ الحديث _ (الفتح _ 12/406 )
جوابه في قوله: (( وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ))
فهناك علاقة قوية، لأن من كثر صدقه تنوّرَ قلبهُ وقويَ إدراكُه فترسخ فيه المعاني على وجه الصحة هذا سبب،
والسبب الثاني: أنَّ مَن كان غالب حاله الصدق في اليقظة استصحب ذلك في نومه فلا يرى إلاَّ صدقاً وهذا بخلاف غيره كالكاذب أو الذي يَخْلِطُ الصدقَ بالكذب، فإنه يؤثر هذا الكذب على قلبه فيَفْسُد ويُظْلم فلا يرى إلاَّ تخليطاً وأضغاثاً، وهذا قد يأتي ما يخالفه أحياناً وإن كان نادراً فيرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، كما وضحنا من رؤية الملك، والصحابي الذي رأى رأسه قطع، كما وضحنا من رؤية الملك، والصحابي الذي رأى رأسه قطع ويعدو أمامه، لكن ما ذكرته هنا هو الأغلب، والله أعلم
ولذلك والله أعلم، فصدر هذه الأمة أحسن حالاً وأقوالاً ولذا كانت رؤاهم لا تكذب ثم الذين من بعدهم قلّ عندهم الدِّين والتمسك بالفضائل وهؤلاء أصدقهم حديثاً، والله أعلم.
وقد سبق أن قلنا: أنَّ المراد بتقارب الزمن، أي قربه من يوم القيامة، والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان هي: أنَّ المؤمن في ذلك الوقت يكون غريباً كما في الحديث:
(( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً )) _ أخرجه مسلم،
( أنظر شرح مسلم للنووي _2/176)
وفيه يقلُّ أنيسُ المؤمن ومُعينُه في ذلك الوقت، فيكرم بالرؤيا الصادقة
( ابن حجر _12/206 )
فتكون له تسليةً وأنيساً مع غلبة الكفر والجهل وقلّه عدد المؤمنين.
ورد في بعض الأحاديث الصحيحة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى بعضاً من الرؤى واكتفى بتفسيرها الذي ورد في المنام،
ومثاله على سبيل المثال لا الحصر : رؤياه لأمّ حرام وأنها تكون مع من يغزون في البحر،
ورؤياه لعائشة :: حين أُريها قبل أن يتزوجها ،
ورؤياه: في المسيح الدجال،
وقد ذكر ابن حجر في الفتح عن ابن بطال كلاماً يدلُّ على إمكانية ذلك،
قال ابن بطال عند حديثه على حديث ابن عمر حين رأى جهنم وأنها مطوية كطي البئر: في هذا الحديث أنَّ بعض الرؤيا لا تحتاج إلى تعبير وعلى أن ما فُسر في النوم فهو تفسيره في اليقظة لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد في تفسيرها على ما فسرها المَلَك، والله أعلم.
ما السبب في الحاح كثير من المعبرين في معرفة أسماء من يردون في الرؤيا ؟
هذا سؤال مهم، وله تعلّق بالسائل كذلك؛ لأنَّ بعض السائلين أو السائلات قد يُحرج عند السؤال عن الأسماء، ولا أدري لِمَ هذا الحرج والمسألة لا تعدو كونها حُلْماً؟
ومن حيث السبب فسبب السؤال من المعبرين وجيهٌ لعلاقة الجواب بالتعبير فالأسماء لها علاقة وتؤثر سلباً أو إيجاباً بتعبير الرؤيا،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه التفاؤل من دلالة بعض الأسماء في الحقيقة، بل أمر بتغيير بعض الأسماء إلى أخرى أحسن دلالة ومعنى، وهذا ورد من طرق صحيحة عنه صلى الله عليه وسلم، ومن حيث التعبير فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم بسند فيه ضعف في سنن ابن ماجه بسنده عن أنس بن مالك قال:
قال صلى الله عليه وسلم ((اعتبروها بأسمائها، وكنوها بكُنَاها، والرؤيا لأول عابر))
رواه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا باب علام تعبر به الرؤيا
والمراد بقوله: اعتبروها بأسمائها، أي اشتقوا من الأسماء التي وردت في الرؤيا تأويلها، فتكون الأسماء التي رُئيت عبرةً وقياساً،
كأن يرى رجلاً يسمى سالماً فيُأول بالسلامة، أو غانماً فيأول بالغنيمة، أو اسمه متعب فيأول بالتعب،
أو يرى غرباً فيأول بالرجل الفاسق لتسميته في الحديث فاسقاً وهكذا.
والمراد بقوله: (( كنوها بكناها ))،
أي مثّلوا لها مثالاً إذا عبر تموها، مشتق من قوله: كنّيتُ عن الأمر وكَنَوْتُ عنه إذا ورَّيتَ عنه بغيره
وهذا الحديث ذكره العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
في ضعيف سنن ابن ماجه [ ص315_ ح849]
ورمز له بقوله: ضعيف، وقال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي _ محقق سنن ابن ماجه _ بعد أن ساقه بسند ابن ماجه، في الزوائد: في إسناده يزيد بن أبان الرقاشيّ، وهو ضعيف،
وعلى كل حال فقد لا حظنا في حديثنا عن أمثلة لبعضٍ من الرؤى التي عبرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه كان يَعْبُر بعض الرؤى مستعيناً بدلالة الأسماء في بعض الرؤى مما يؤكد على صحة نهج بعض المعبرين إذا سألوا عن الأسماء أحيانا،
ومن ذلك حديث: أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع)) , فاتينا رطب ابن طاب – وهو رجل من أهل المدينة – وذكرت نص الحديث وتخريجة في (ص 50 ) , وأوضحت أن الرسول صلي الله علية وسلم أول عقبة بالعاقبة ورافع بالرفعة , وهو من اشتقاق الاسماء كما هو بين .
كما قلت سابقاً ( ) لا ذنب أعظم من الشِّرك والكفر، وإذا وقعت الرؤيا من الكافر، كقصة الملك مع يوسف، فلا يمنع من وقوعها من شارب الخمر، وقد عنون البخاري في صحيحة باب: رؤيةُ أهلِ السجون والفسادِ والشركِ _ ابن حجر ووقع في رواية: الشُرَّاب، وهم أهل الشراب، والمراد: الشراب المحرم وورد أنَّ الساقي قال ليوسف: رأيت فيما يرى النائم أن غرستُ حبةً فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فَعَصَرْتُهُنَّ ثم سقيتُ الملك، فقال له يوسف: تمكث في السجن ثلاثاً ثم تخرج فَتَسْقِيْه على عادتك، فكان كما قال وخرج.
هل هناك تفسير لبعض حالات توارد الخواطر التي تكون أحياناً بين بعض التوائم، أو الأقرباء، وهل لهذا علاقة بالأحلام؟
نعم هذه الظاهرة موجودة ومثال ذلك. قد يكون هناك أخوان أو صديقان، فيخبر أحدهما بشيء وقع عند الآخر سواء كان مفرحاً أو محزناً مثلا، ومن ثم يكتشف صدق هذا الخاطر الذي ورد لمخيّلة صاحبه، وهذا في رأيي له واحد من تفسيرين:
1_ أن هذا ما يسمى بالإلهام وقد تحدثت عنه وذكرت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من الملهمين وقصته مع سارية مشهورة، وقلت أن هذا من خصائص الأنبياء والأولياء.
2_ أن هذا الخاطر قد يكون وارداً لصاحبه حال النوم؛ حين تلتقي الأرواح، فقد تتلاقى روح أخ بأخيه، وصفيّ بصفّيه، وحبيب بحبيبه، وخليل بخليله، وغائب بعائلته، فيحصل مقابلة بين هذه الأرواح، ويحصل تلاقي،
ومن ثم قد يحصل إخبارٌ منها للبعض، ومن ثم وبعد استيقاظها تخبر هذه النفوس أو الذين رأوا الرؤى بما جرى، وقد يكون ما جرى مغيباً عنها كأن يكون خارج حدود المكان كأخبار غائب أو مسافر أو خارج حدود الزمان كأن يكون هذا المُخْبر ميتاً وهي ظاهرة لا تدعو للاستغراب،
ويوجد العديد من الأمثلة التي نرى فيها تواصلاً بين جهتين مع البعد بينهما ومثال ذلك إحساس الأم المرضعة بحاجة ولدها أو ابنتها للرضاعة مع كونها أحياناً بعيدة عنها وهذا من خلال بعض العلامات التي تعرفها النساء المرضعات من إدرار حليبهنّ وألم في أثدائهن قبيل وقت الإرضاع وهذا من الأمثلة الحية المشاهدة .
جانب القران جانب الحديث جانب اللغة العربية جانب الرموز
وقت الرؤيا الرئي ماذا عنة ؟
فالمعبّر عند قصّ الرؤيا عليه، ينظر لجوانب متعددة وضّحتها في الرسم السابق ويلاحظ أنَّ الأقسام العلوية هي ذات علاقة باللفظ،
والأقسام التي في الأسفل لها علاقة بصاحب الألفاظ أو صاحب الرؤيا والزمن الذي رؤيت فيه الرؤيا.
ولنضرب هنا مثالاً بما رواه البخاري في صحيحه:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قُمُص، منها ما يبلغ الثُّدِيَّ ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومرَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه ))،
قالوا: ماذا أوَّلت ذلك يا رسول الله ؟
قال: (( الدِّين ))
فتح الباري 12/413 _ النووي 15/159
الرسول صلى الله عليه وسلم هنا عبر القميص بالدِّين،
ولسائل أن يقول: لماذا عبّر الرسول صلى الله عليه وسلم القميص هنا بالدِّين؟
لو نظرنا للقرآن لزال عنا هذا التساؤل،
قال تعالى: { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف: 26 ]
ولذا عبّرها الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بالدِّين كما أنَّ هناك علاقة من حيث المعنى، فالقميص يستر العورة في الدنيا، والدِّين يسترها في الآخرة، ويبعد عنها كل مكروه.
إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم هنا من خلال تفرّسه بالرؤيا فسّرها من الجانب الأقوى فيها وهو القرآن الكريم،
والأمثلة على هذا كثيرة،
ومنها: تعبير السفينة بالنجاة، والخشب بالمنافقين، والحجارة بقسوة القلب، وأكل لحم الرجل بغيبته، والنعاس بالأمن ... وغيرها.
ويضرب أمثلة أخرى لإمكانية فك رموز الرؤى من خلال السنة المطهرة فرؤية النخلة قد تعبر بالرجل المؤمن لتشبيه الرسول للرجل المسلم بالنخلة،
والحديث عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مَثَلُ المُسْلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله : فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت. ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله. قال: هي النخلة )).
[ فتح الباري 1/145 ]
_ ورؤية قارورة الماء تعبر بالمرأة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح
((رفقاً يا أنجشة بالقوارير )) [ فتح الباري 10/ 538 ] ،
_ ورؤية الثوب تعبر بالدين كما عبر الرسول صلى الله عليه وسلم الثوب الذي رآهُ لعمر وهو يجره بالدين.
إذا من هنا أستطيع أن أوضّح للقارئ الكريم [ مراحل تعبير الرؤيا ].
في الشكل التالي:
الرؤيا
النظر فيها وتأمل جوانبها من حيث :
أ - الرموز والألفاظ للرؤيا هل لها علاقة ب :
القران الكريم - السنة النبوية - اللغة العربية واشتقاقاتها
ثم ب - صاحب الرؤيا من حيث : حالتة الاجتماعية وجنسة ووظيفتة
ثم ج - وقت الرؤيا وهل هي حديثة أم قديمة , صيفا أو شتاء . . .
ومثال آخر ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنّا في دار عُقبة بن رافع، فأُتينا برُطَب ابن طاب فأوَّلتُ الرِّفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة، وأنَّ ديننا قد طاب)).
لا حظ تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤيا تجده قد عّبرها من جانب اللغة واشتقاقاتها دون الربط بين التعبير وجانب القرآن، والسنّة مثلاً وهذا نلاحظه من خلال تأمّلك للتعبير.
فالرسول صلى الله عليه وسلم
أوّل عقبة في الرؤيا: بحُسن العاقبة في الحقيقة وهذا في الآخرة،
وأوّل رافع في الرؤيا: بالرِّفعة والانتصار وهذا في الدنيا،
وأوّل الرطب من رطب ابن طاب: باستقرار الدَّين وكمال أحكامه،
ومن المعروف أن الرطب هو آخر مراحل النضج بالنسبة للتمور ولهذا والله أعلم عبّرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم باستقرار الدِّين وكماله وانتهاء أحكامه.
وأخذ من كلمة طاب معنى الاستقرار أيضاً.
ولو تساءلنا عن سبب تعبيرها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من جانبها اللغوي والاشتقاقي،
فالجواب: لأنه أقوى في هذه الرؤيا من الجوانب الأخرى، والمعبّر وهو هنا رسول الله من فراسته وعلمه الذي هو من علم الله ، فهو لا ينطق عن الهوى عبّرها من هذا الجانب.
لذا فالمعبرون عند قصّ الرؤيا عليهم يبحثون عن الجانب الأقوى أو جانب الرؤيا الجيد والذي من خلاله يفترسون هذه الرؤيا ولا يخفى على القارئ الكريم أنَّ افتراسهم للرؤيا هو معرفة تعبيرها من خلال النظر والتأمّل فيها.
ما اوصاف الرسول صلي الله علية وسلم التي جاءت في السيرة , والتي ان رأيتها في المنام أعرف من خلالها أنني رأيتة حقيقة . . ؟
لقد أحببت أن أكتب أوصافه ، فإذا ما رأى أحد منكم رؤيا في الرسول صلى الله عليه وسلم فليقارن ما رأى بالأوصاف ، فإن تطابقت ؛ فقد رآه ، وحينها فليفرح وليستبشر ، وإن لم تتطابق ، فيكون لم يره ، وحينها تكون الرؤيا رؤيا تأويل ، وعلى حسب حال الرائي ، وقد وردت صفته في عدة أحاديث ، ومنها : حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير ، َشْثنَ الكفين والقدمين – أي غليظ وخشن الأصابع- ضخم الرأس ، ضخم الكرادِيس – أي العظام والكردوس كل عظم تام ضخم – طويل المَسْرُبةِ – أي الشعر الذي بين الصدر والسرة - ، إذا مشى تكفَّا تكفِّياً ، كأنما ينحطُّ من َصَببٍ ، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وسأل رجل البراء : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا ، مثل القمر. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف آخر : ليس بالطويل المُمَّغِط ، ولا بالقصير المُتردِّد ، وكان َرْبعة من القوم ، ولم يكن بالجَعْد الَقطط ، ولا بالسَّبط ، كان جَعْداً َرِجلا ، ولم يكن بالمطَّهِم ، ولا بالمََُكلثم ، وكان في الوجه تدويرٌ أبيضُ مُشْربٌ ، أدْعَجُ العينين ، أهدبُ الأشفار ، جليل المُشاش والكتد ، أجرد ذو مسْربة ، شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلَّع كأنما يمشي في َصَبب ، وإذا التفت ، التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفا ، وأشرحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عِشرةً ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . شرح غريب الحديث : الممغط : الذاهب طولا المتردد : الداخل بعضه في بعض قصرا القطط : الشديد الجعودة المطهم : البادن الكثير اللحم المكلثم :المدور الوجه المشرب : الذي في بياضه حمرة الأدعج : الشديد سواد العين الأهدب : الطويل الأشفار الكتد : مجتمع الكتفين وهو الكاهل المسربة : هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة الشثن : الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين التقلع : أن يمشي بقوة جليل المشاش : رؤوس المناكب قالت عائشة عنه : ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه ، فصل يحفظه من جاس إليه . وقال عنه عبد الله بن الحارث : ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسما . وعن جابر بن سمرة قال : كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمُوشة ، وكان لا يضحك إلا تبسما ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين ، وليس بأكحل . وعنه قال : كان صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العينين منهوس العقب . شرح غريب الحديث : أشكل العينين : طويل شق العين منهوس العقب : قليل اللحم ،،،،،نقلا عن سنن الترمذي ، كتاب المناقب
هل يمكن لغير المسلم ؛ كاليهودي أو النصراني ، أن يعبر الرؤيا أو يفسرها ، أم أن هذا العلم خاص بالمسلمين فقط ....؟
جوابنا على هذا السؤال هو أننا يجب أن نعلم شيئا مهما ، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال في الصحيح : { لم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا وما هي يا رسول الله ؟ قال الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرا له . } ، فقد وضع الأصل للرؤيا ، وهو ديني في المقام الأول ؛ لأن من قال هذا الكلام ، ثبت أنه يعبر الرؤيا مستعينا بالقرآن الكريم ، والقرآن هو كلام الله المعجز في كل زمان ومكان ، ولذا غالبا ما يكون في بعض الرؤى بعضا من الأمور المغيبة ، التي إن استعنا بالقرآن في فك رموزها نرى الصدق والتحقق فيها .
وكذلك ثبت أنه يعبر الرؤيا من خلال الوحي الثاني ؛ وهو السنة المطهرة ، والتي صارت مرجعا للمعبرين بما حوته من الأمثال النبوية ، وصاحبها وصفه الله بقوله : [ إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى ] . ومن يرجع في تعبيره إلى واحد من هذين المصدرين ، فإنه يبرع أيما براعة ، ولكن هناك تعبير باستخدام أمور أخرى أو بالاستعانة بأمور أخرى ، كالاستعانة بالفراسة ، أو بمعرفة حال الرائي عن قرب ، أو الاستعانة بمعرفة أحوال المجتمع ، وهذه يمكن لغير المسلم القيام بها ، ولكن لا أحبذ تسميته تعبيرا للرؤيا ، وإنما تحليلا للمجتمع أو الشخصية ، أو دراسة لها ، وهذا لكون التعبير فتوى وتسميتها لها منطلق قرآني ، أو ديني ، وينزه عنه غير المسلم ، كما لا يجوز التجرؤ عليها من غير المسلمين ، ولو مسمى فقط .
كما أنه لابد من معرفة الأدوات الرئيسية للتعبير ، وهما القرآن والسنة في المقام الأول ، وهذه قد لا تكون متوفرة لغير المسلم ، ولا يرجع لها غير المسلمين . وقد ذكرت بعض المراجع وأثبتت وجود بعض المعبرين من غير المسلمين وقسمتهم أقساما ، ومنها :
1/ المعبرون من الفلاسفة ، مثل : أفلاطون ، وبطليموس .
2 / المعبرون من الأطباء ، مثل : جالينوس ، وأبقراط .
3 / المعبرون من اليهود ، مثل : حيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف .
4 / المعبرون من النصارى ، مثل : حنين بن إسحاق ، وأبو مَخلد .
5 / المعبرون من المجوس ، مثل : كسرى أنو شر وان ، وكشمور ، وهرمز .
6 / المعبرون من مشركي العرب ، مثل : أبو جهل ، وأبو طالب ، وعبد الله بن أبي .
7 / المعبرون من الكهنة ، مثل : سطيح ، وأبو زرارة ، وعوسجة .
8 / المعبرون من السحرة ، مثل : عبد الله بن هلال ، وقرط بن زيد الأبلي .
ولكن يلاحظ من تتبع تعبيرات هؤلاء ، اعتمادهم على أمور لا علاقة لها بالقرآن أو السنة في التعبير ، بل تراهم يعتمدون على الكهانة ، أو الجن ، أو السحر بأنواعه ، وغيرها من طرق محاولة معرفة الغيب المحرمة .
أهل الملل السابقة هل يهتمون بالأحلام ؟
نعم جاء ما يدل على هذا ؛ ومن ذلك : جاء في سفر التكوين : إصحاح/8:40 ،ص:66 ما يلي: قال يوسف لصاحبي السجن :[ أليست لله التعابير قصا علي ] . وجاء في تعبير يوسف للملك قوله : [ أن الحلمين حلم واحد . وتكرر لأن الأمر مقرر من قبل الله ، والله مسرع ليصنعه]، سفر التكوين :إصحاح /32:41 ، ص:69 . وهناك غيرها كثير من النقول ولكن هذه نماذج ،، والله أعلم.
أما بالنسبة للرؤيا التي هي من عند الله ، فلا علاقة لها بالجسد و بالمادة كما قلت ، بل هي متعلقة بالروح ، فهي وحي إلهي يُسيِّره الله بمشيئته وإرادته كيفما يشاء سبحانه وتعالى ، وكذلك الحلم ؛ فهو من الشيطان كما ناقشناه حقيقة لا مجازا . ووجهة النظر هذه شرعية للمتأمل ، ولكن هناك وجهة نظر أخرى توّصلتْ - بعد إجراء العديد من التجارب المعملية - التي تم فيها فحص الدماغ عند بعض الحيوانات كالقطط إلى وجود مجموعة من الخلايا العصبية في مكان ما من الدماغ ، تتحكم بحركة الحيوان ، أو جموده أثناء النوم ، ولأن التجارب تعضد بعضها ، ولأن بعض الحيوانات ُتشاهد وهي نائمة تصدر بعض الحركات أو تصرخ ، مما جعل هؤلاء العلماء يحكمون بإمكانية الحلم عند هذه الحيوانات ، وهذا قد يكون مقبولا ؛ أعني إمكانية حلمها ، وإمكانية كونه صادرا عن بعض الخلايا العصبية ، لكنه حينها يكون من نوع الأضغاث ، كما قررناه عند الحديث عن : أحلام الحيوان ، أما الرؤيا ، والحلم فمحلهـما هو ما قررناه ، ومنطلقه شرعي للمتأمل المنصف ، وآمل أني وضحت هذه المعلومة . والله أعلم .
هذا السؤال يتم طرحه علي باستمرار ، ويهمني جدا أن أوضح ما غمض فيه على كل سائل ؛ ليعلم الجميع أننا ننطلق من منطلقات ثابتة راسخة ، وأننا نتحدث - إن شاء الله – عن علم ، ولا شك أن هذا العلم ذو هوية شرعية ، ويختلف عمن يفسر الرؤى ، أو الأحلام ، من منطلقات نفسية محضة ، وهو أسلوب موجود ، وبكثرة ، بخاصة عند المعالجين النفسيين وفقهم الله ونفع بهم .
وأقول هنا : إن ما رؤي في شدة الحر يختلف عما رؤي في شدة البرد فالنار في الأول مذمومـة ، وفي الثاني محمودة ، وكذلك عند التعبير تكون النار محمودة شتاءا ، ومذمومة صيفا في الغالب .
وهي شتاءا تقرب ويتجمع الناس من حولها وتكون أنيسا لهم ، في حين أنها تُبعد في الحر ، كذلك الثمار أيضا ، رؤيتها تؤكل في وقت نضجها محمود جدا ، والتعبير مبشر بخير للرائي ، أما إن رؤيت تؤكل في غير أوان نضجها ، فقد تكون الرؤيا ذات دلالة سيئة للرائي ، وقد جرت العادة أن أكل الثمار يكون سائغا ، ومفيدا في وقت نضجها لكن يجب أن يعلم أنه قد يختلف التعبير هنا كليا ، حسب حال الرائي ، أو مهنته ، أو جنسه ، أو عمره مثلا ، وهكذا من رأى أنه يلبس ملابس الشتاء في وقت الشتاء أحسن في التعبير ممن رأى أنه يلبسها في وقت الحر الشديد ، ومن رأى أنه يحج في وقت الحج مثلا يختلف عمن رأى أنه يحج في غير وقته.
وهكذا تلحظ سبب السؤال عن وقت الرؤيا للمعبر ، ولكن أحيانا لا يكون في الرؤيا ما يدعوني للسؤال عن وقتها فلا أسأل ، أو يكون في ألفاظ الرائي دلالة أغنتني عن السؤال ، َفلتُعلم هذه المسألة
هل يفيد المعيون وهو – من أصابته العين – ما يراه من الرؤى ، أو الأحلام في اكتشاف علته ، أو عائنه وهو – من تسبب عليه بالعين - ؟
هذة مسألة تطرح علي باستمرار ، وهي مما ناقشتة في برنامج الأحلام علي شاشة ال : Mbc ، وقد لاقت الحلقة صدي طيبا ، وكبيرا في حينة والحمد لله
وما يراة المعيون من وجهة نظري لا يخلو من وجهين :
1/ أن يرى الرؤيا بعد أن يُلح على الله بالدعاء ، بأن يُشفيه ويعافيه دون التفكير بالعين أو تضخيمها ، ودون أن يشك بأحد . وهنا وفي هذه الحالة قد تُفيد الرؤى أصحابها ، ولعل في تعبيرها سبب لنجاة صاحبها ، أو دلالته على سبب علته .
2/ أن يرى الرؤيا ؛ وهو يشك في شخص ، أو عائلة ، أو صديق له ، أو يشك في موقف ، كمن جاءته العين بعد حفلة ، أو امتحان ، فيشك في من حضر لهذه المناسبات مثلا ، ويبدأ هذا الإنسان يُعمل ذهنه ، وتبدأ الأفكار والوساوس تلعب به يمنة ويسرة ، ولا يخفى أن هذه الوساوس من أعمال الشيطان ، ثم قد يدعو هذا الإنسان ربه أن يُريه في المنام رؤيا تدله على العائن ، ومن ثم ينام ويحلم بشخص أو أكثر ، أو عائلة ، وقد يكون زميلا له ، أو قريبا ، بل قد يكون حبيبا من أشد الناس له حبا!!!!فيربط بينه وبين مصيبته ، فأنا أقول هنا إن هذا من الخطأ ، وهو من أفعال الشيطان ، ووسوسته للإنسان ، ليجعله في حزن دائم ، ودوامة لا يستطيع الخروج منها ، وتبدأ من هنا لدى البعـض رحلة لا تنتهي مع المعبرين ، ثم مع القراء ، ثم مع الأطباء ......الخ ، وقد تنتهي هذه الرحلة بالشفاء ، وقد لا تنتـهي ؛ وهو الغالب ،
والسبب في هذه الحالة:
هو هذه الأوهام الناتجة عن أن الأحلام قد تدل على من عان ، أو تسبب بالعين.
وهنا أقول حقيقة حتى لا يفهم من كلامي التعميم المطلق:
إن التعرف على العائن من خلال أحلام المعيون ممكن ، ووجد الكثير ممن أفاد من هذه الطريقة ، لكن ليس بالصورة التي توجد اليوم ، وفيها يطلب المُعاِلج من المعيون أن يخبره بعد القراءة ، أو الجلسة العلاجية ، بمن رأى في النوم والجزم بأنه هو العائن ، وما رآه المعيون في مثل هذا الوضع الباطل ، باطل ، وما بني على باطل فهو باطل .... إن استثارة هذا المريض والطلب منه بعد القراءة عليه ، أن ينام ، ومن ثم فإنه سيرى عائنه في نومه ، هي أشبه بالأضغاث التي تكون نتاج التفكير بشيء من الأمور ، أو الهموم ، أو المشاريع ، فإذا ما نام صاحبها رآها في نومه ، وهذه لا تعبير لها ، ولا يلتفت لها ، والله أعلم.
أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - سيتزوجها
58 - عن ابن عباس قال : كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي - صلي الله عليه وسلم - أقبل يمشي حتي وطىء علي عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال : وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقالت: حجراً وستراً قال هشام : الحجر تنفي عن نفسها ذاك، ثم رأت في المنام ليلة أخري أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتي أموت وتزوجين من بعدي فاشتكي السكرات من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلاً حتي مات وتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
إذا حلمت برؤية بساط الرحمة فإن عدواً لك سيحاول التجريح بك والتشهير بسمعتك وأمانتك. وإذا رأيت في الحلم بساط رحمة فسوف تدخل في خصام مع جهات لها وزنها وتجني كراهية الأصحاب.
الراقي
إذا كان الراقي في المنام يذكر اللّه تعالى في رقيته فهو رجل يصلح بين الناس ويروّح عنهم همومهم. وإن لم يذكر في رقيته اسم اللّه تعالى فكلامه باطل. وراقي الحيات رجل غدار يصحب أشرار الناس.
الرباط
لهذه الكلمة مدلولان: الأول: رباط في سبيل اللّه تعالى، وهو يدل في المنام على الاعتكاف على الطاعة، والالتزام بأوامر الله، واتباع السنة الشريفة، وتقوى اللّه تعالى. وإن رأى المريض أو الغائب أنَّه راجع من الرباط أو الغزو فإنه دليل على شفاء المريض وعودة الغائب. والثاني: رباط السكن، وهو يدل في المنام على الرباط في الغزو في سبيل اللّه تعالى، ويدل الرباط على الاعتكاف على الصلاة. وربما دلّ الرباط على الرجوع ومنع النفس عن شهواتها ولذاتها. وتدل الخلوات في الرباط على الجماعة المقيمين فيها، فخلوة الأربعين مثلاً تدل على الرتبة وإنجاز الوعد.
الرَمَد
هو في المنام تقتير في المعيشة أو غفلة. والرمد نقص في الدين. ومن رأى إن عينيه رمدتا مرض والده. ومن رأى بعينيه رمدا فهو على غير الحق، ويخشى أن يفسد دينه. ومن رأى بعينيه رمدا فقد أشرف على العمى، فإن لم يُنقِص الرمد من بصره فإنَه يقال في دينه ما هو بريء منه، وكل نقصان في البصر نقصان في الدين. ومن رأى بعينيه رمداً فهو دليل غم من جهة أولاده. ومن رأى بعينه رمداً تضرر واغتمّ.
الرهن
من رأى في المنام أنه رهينة في موضع فقد اكتسب على نفسه ذنوبا كثيرة فنفسه بها رهينة. ومن رأى أنه رُهن عنده رَهن فإنه يوشك أن يظلم غيره ظلامة، فيصير الراهن عنده مطلوباً به حتى يفك رهنه. والرهن مأخوذ من ثبوت الشيء ودوامه، وهو دال عن الزلل، والإطلاع على الفضائح، أو على ما يبقى الإنسان به رهينا للإنسان القائل فيه. وربما دلّ الرهن على المحنة والابتلاء بالمحبة حتى يعود قلبه رهنا عند من هو مشغول به. فإن رهن في المنام شيئاً نفيساً على شيء حقير ابتلي بحب شخص حقير. ويستهلك منه قدر جليل. وربما دلّ الرهن في المنام على سوء الظن بالراهن والمرتهن وربما دلّ الرهن على السفر.
تختلف الرياحين في المنام باختلاف رائحتها واستعمالها، فهي تدل على تفريج الهموم وعلى العمل الصالح والوعد الصادق. فإن أعطى الميت للحي ريحاناً أو رآه معه فإنه يدلّ على أنه في الجنة. والريحان للأعزب زوجة، وللزوجة ولد، أو علم يتصف به، أو ثناء جميل. وربما دلّ دخول الريحان على الإنسان في المنام على الهم والنكد، وربما دلّ على المرض لأنه يقدّم للمريض. واجتماع الماء والخضرة في المنام دليل على زوال الهموم. والحماحم لا خير في رؤيتها إذا دخلت على المريض فإنه دال على موته لأنه منه حمام وحم. وكذلك جميع الرياحين تدل على قرب الحين وهو الموت، وربما دلّت على الوباء. والريحان السعتري يدل على ما يحتاج ليه الإنسان من مكتوب. والريحان إذا كان نابتاً في محله فهو ذكر جميل وكلام يُسّر به. وعرق الريحان ولد ذكر. ومن رأى على رأسه إكليلاً من الريحان فإنه يُعزل إن كان والياً. وبائع الرياحين صاحب هموم. وإذا رؤيت الرياحين مقطوعة فإنها تدل على كل هم وحزن، فإذا رؤيت في مواضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد. ومن رأى ريحانة رفعت إلى السماء من ناحية من الأرض فذلك موت عالم تلك الناحية. وإنما يدل الريحان على الولد إن كان نابتاً في البستان. ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة. ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه إن لم تكن له رائحة. وقيل: الريحان امرأة، حسنه حسنها، ورائحته حبه لها. وإذا رؤي الريحان مبسوطاً في دار رجل فهو الثناء عليه. فإذا رمى إنسان إنساناً آخر بريحان فالتقفه رجل آخر، فإن الملتقف بينهما يدخل عليه حزن. ومن رأى غيره جالساً في مسجد وحوله ريحان فإن ذلك غيبته وذكرهم له بما ليس فيه. والريحاني في المنام رجل راض عند المصائب، صابر على القضاء والقدر.
الرئة
هي في المنام محل الروح فمَن عفنت رئته فَقَدَ عمره. وهي أيضاً محل غضبه. وتُعبر بالمرأة. ومن رأى أن رئته اسوّدت دلّ ذلك على هدم مورد ربحه. وصلاح الرئة يدل على طول العمر. وفساد الرئة يدل على قصر العمر.
سورة الروم
من قرأها أو قرئت عليه فكما قال نافع وابن كثير يكون النفاق في قلبه. وقال ابن فضالة: إن كان عالما أو قاضيا كان حافظا، ويكون ظالما، وإن كان تاجرا نال فائدة كبيرة وإن كان الرائي ملكا فتح الله عليه مدينة من مدائن الكفر عظيمة، وهدى الله تعالى على يديه أناسا كثيرين. وقيل: ينال مالا وغلمانا، ويتم له أمر يرومه، أو يكون بينه وبين أحد خصام، ويكون له الظفر. وإن كان المسلمون في حرب فإنهم ينتصرون.
زهرة الربيع العطري
إذا حلمت بجمع زهر الربيع العطري فإن هذا ينبئ على ما يبدو بنهاية تعيسة لصداقة دافئة وحميمة، ولكن رؤية زهر الربيع العطري ينمو تعني نصيباً محدوداً للعشاق. هذا حلم مشؤوم.
إذا رأيته في أزهار كامل، فهذا يعني أزمة في أحوالك، قد يتبع هذا الحلم تحطم البيوت السعيدة.
وقال جعفر الصادق رؤيا حلق الرأس تؤول على خمسة أوجه حج وسفر وعز وجاه لقوله تعالى " محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون " وأما إذا كان من أهل الدولة فليس بمحمود الا أن يكون من عادته حلق الرأس في الجمعة مرارا فليس هو رديئا وقيل طول الشعر إذا تجاوز حده ضعف عن القيام بأهله وقيل شقاوة وقيل كثرة أطفال وخوف وهموم.
وأما السهم والرمي به فإنه يؤول على أوجه قال دانيال السهم يؤول بكلام مستقيم يصل إلى أحد وربما كان غيبة وقيل من رأى أن أحدا يرميه بسهم فإن الرامي يرسل إليه رسولا بكلام خصوصا إذا رماه بالغرض وإن رماه بغير الغرض فإنه يرسل إليه كتابا بقدر مشير السهم.)
أما معنى الأحلام المشابهة لرؤية اكتب هنا الكلمة الر ئيسية في المنام فيؤول إلى التالي