نادرة روى أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فخرج الطفيل الدوسي مع المسلمين وساروا حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها إلى أن وصلوا إلى اليمامة فنام تلك الليلة فرأى كأن رأسه حلقت فخرج من فيه طائر وكأن امرأة أدخلته في فرجها وابنه يطلبه طلبا حثيثا وأنه حبس فيه فقص رؤياه على أصحابه فقالوا خيرا فقال أعبر هذه الرؤيا أما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي خرج من فمي فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فهي الأرض وحبسي فيه هو القبر الذي ألبث فيه والولد الذي يطلبني فربما يصيبه ما أصابني فقتل الطفيل شهيدا ثم أصاب ولده كذلك عام اليرموك.
دهان
إذا رأيت في الحلم منزلاً طلي بالدهان منذ فترة وجيزة فإن هذا ينبئ أنك سوف تفلح في تحقيق مخطط معين في حياتك. إذا انسكب الدهان على ثيابك فهذا يدل على أن الآخرين سوف يوجهون لك انتقادات جوفاء وسوف يسببون لك التعاسة. إذا حلمت أنك حملت فرشاة الدهان فإن هذا يعني أنك سوف تشعر بالسعادة في عملك الحالي.
فإن رأى ميتا ضاحكا، فإنه مغفور له، لقوله تعالى: " وجوه يومئذ مسفم ضاحكة مستبشرة " . فإن رأى ميتا طلق الوجه لم يكلمه ولم يمسه، فإنه راض عنه لوصول بره إليه بعد موته
الوجع
هو في المنام ندامة من الذنب. ومَن رأى بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعاً فإنه يسمع قبيحاً من قريبه. ووجع العنق يدل على أن صاحبه أساء المعاشرة حتى تولّدت من شكاته، وربما دلّ وجع العنق على أنه خان أمانة فلم يؤدها فنزلت به عقوبة. ووجع المنكب يدل على إساءة في كسبه وكد يمينه. ووجع البطن يدل على أنه أنفق ماله في معصية وهو نادم، وقيل: وجع البطن يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت، ووجع السرة يدل على أنه يجيء معاملة زوجته. ووجع القلب دليل على سوء سريرته في أمور الدين. ووجع الكبد دليل على الإساءة إلى الولد. ووجع الطحال دليل على فساد مال عظيم كان به قوامه وقوام أهله وأولاده. وإن اشتدّ وجعه حتى خيف عليه الموت دلّ ذلك على ذهاب الدين. ووجع الرئة دليل على دنو الأجل ووجع الظهر يدل على موت الأخ، وإن رأى في ظهره انحناء من الوجع فإنه يدل على الافتقار والهرم. ووجع الفخذ يدل على أنه مسيء إلى عشيرته. ووجع الرجل يدل على المشي في غير طاعة اللّه تعالى، وقيل: وجع الرجل يدل على كثرة المال.
الوجنة
هي في المنام علامة الخير والخصب والفَرَج، والضر والهم، والصحة والسقم. والخدان عمل الرجل، واحمرار الوجنة وسمنها دليل على الوجاهة، والبرء من الأسقام، والحظ والقبول. انظر أيضاً الخد.
إذا رأيته في المنام حسناً فإنه يدل على حسن الحال في الدنيا والبشارة والسرور. وإذا رأيته أسود فإنه يدل على بشارة بأنثى لمن له حامل، لقوله تعالى: (وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم). وصفرة الوجه تدل على ذلة وحسد، وقد تكون صفرته نفاقاً. وقيل: صفرته تدل على العبادة، لقوله تعالى: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود). وهي الصفرة في الوجوه. ومَن رأى من الأحباش والزنوج أن وجهه أبيض دلّ على نفاقه. وإن رأى لحم خدّيه ذهب فإنه يسأل الناس ولا يعيش إلا بالمسألة. وفي الحديث: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله، وما في وجهه مزعة لحم). وإن رأى في وجهه ظلمة أو اعوجاجاً دلّ على فساد دينه أو نقص جاهه. وإن رأى وجهه أزرق فإنه مجرم، لقوله تعالى: (ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً). وإن رأى وجهه أسود فإنه يدل على كثرة كذبه، أو على بدعة أحدثها في دينه. وإن كان وجهه كبيراً دلّ على وجاهته. وربما دلّت صفرة الوجه على العشق والمحبة. وإن رأت امرأة أنها سوّدت وجهها بسخام فهو موت زوجها، وإن رأت أنها تتعطر فإنه صلاح لها ولزوجها. وطلاقة الوجه وتبسمه وبياضه دليل على حسن حال صاحبه حيَاً كان أو ميتاً. ومن رأى أن له وجهين في المنام دلّ على سوء الخاتمة، لقوله عليه السلام: (لا ينظر اللّه إلى ذي الوجهين). ومَن رأى أن له وجوهاً دلّ على ارتداده عن الإسلام، لقوله تعالى: (والملائكة يضربون وجوههم). وربما دلّ سواد الوجه على الخوف. وتشقق الوجه يدل على قلة الحياء. والسماجة في الوجه عيب والعيب سماجة.
وكذلك إن رأى في منامه كأنّ القبور قد انشقت، والأموات يخرجون منها، دلت رؤياه على بسط العدل، فإن رأى قيام القيامة، وهو في حرب. نصر. فإن رأى أنه في القيامة، أوجيت رؤياه سفراً، فإن رأى كأنه حشر وحده، أو مع واحداً آخر دلت رؤياه على أنّه ظالم، لقوله تعالى: " احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأزْوَاجَهُمْ " .
فمن رأى كأنّه اسودّ وِجهه وهو لابس ثياباً بيضاً دلت رؤياه على أنّه يولد ابنة، لقوله تعالى: " وإذا بُشرَ أحَدُهُمْ بالأنْثَى ظلَّ وجهه مُسْوَدّاً " . وقد رأى أمير المؤمنين المهدي رحمه الله في منامه، كأنّ وجهه أسود، فانتبه مذعوراً، ودعا بإبراهيم بن عبد الله الكرماني، فأنهض إليه من الشيرجان، فقص عليه رؤياه، فقال: سيولد لك ابنة، وتلا هذه الاية، فولدت له من ليلته ابنة، ففرح من ذلك وأحسن جائزته.
وأما قحل الوجه وتشققه، فهو قلة حيائه ومائه. فمن رأى أنّ وجهه طري صبيح، فإنّه صاحب حياء. والسماجة فيه عيب، والعيب سماجة. ورأى رجل كأنّ الوباء قد نزل بالناس والمواشي، فسأل المعبر عنه، فقال: إنّ ملك عصرنا يقصم رجالاً أو يحبسهم أو يؤذي المستورين.
من رأى أحد الخلفاء بشاش الوجه سليم الطبع يتلفظ معه بلين الكلام فإنه يحصل له خير الدنيا والآخرة وإن رآه وهو يأمر بفعل في مستخلصه فإنه يصيب شرفا وذكراً عالياً وخيراً عاجلاً في دنياه وآخرته.
ومن رأى أن جارية صبيحة الوجه تأتيه فإنه يصيب خيرا وإن كان له رزق عند السلطان أو من يقوم مقامه فإنه يأخذه، وإن كان له غائب فإنه يأتيه بخير وإن كانت قبيحة المنظر أتاه ما يكره.
ومن رأى وجهه فيها فإنها تحسن مروءته وإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على هذه الصورة في اليقظة فإنه يتكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا وإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوي دينه.
ومن رأى نارا قد خرجت من تحت الأرض وارتفعت نحو السماء فإنه يدل على محاربة أهل ذلك المكان مع الباري عز اسمه والعياذ بالله من ذلك الزور وقول الكذب والعصيان.