والجواب على هذا: أن أهل التعبير قد اتفقوا على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها, بخلاف رؤية النبي صلي الله علية وسلم .
قال ابن الباقلاني :
رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب وهي دلالات للرائي على أمور مما كان او يكون كسائر المر ئيات , والله اعلم (1).
س : ما اداب الرؤيا الصالحة ؟ وما مثالها ؟
ج : ذكر العلماء ادابا يعملها من رآى رؤية صالحة وهي:
1 أن يحمد الله عليها .
2 • آن يستبشر بها.
3 • آن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.
قال صلي الله علية وسلم : اذا رأى احدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله , فليحمد الله عليها وليحدث بها. ."(2) .
ومن اقسام الرؤيا الصحيحة الالهام كما سبق وهو مايلقية الله في قلب العبد وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قاله عبادة بن الصامت وغيره، ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه , وسأتحدث عنه لاحقأ بمزيد من التفعيل ان شاء الله. ومنها: عروج روحه الى الله سبحانه وخطابها له. ومنها: دخول روحه الجنة ومشاهاتها وغير ذلك(3).
____________________
(1) ابن حجر – مرجع سابق – (38812)
(2) رواة البخاري كما في الفتح – المرجع السابق – (36912)
(3) ابن القيم – الروح – مرجع سابق – ص 63
جدجد " صرصار الليل "
إذا سمع المرء جدجداً في حلمه، فهذا يشير إلى أخبار محزنة وقد تكون موت صديق بعيد.
أما رؤية الجدجد في الحلم فتشير إلى كفاح قاس مع فقر.
إذا حلمت أنك تجدف فمعناه أنك ستعمل على التخلص من تلك الطباع التي تجعلك تشتم وتقلل من احترام زملائك وأصدقائك. وإذا حلمت أن الآخرين يجدفون فمعناه أنك ستشعر أن أحداً قد آذاك وربما أهانك.
يدل التجديف في الحلم على أن عدواً يزحف إلى داخل حياتك وتحت ستار صداقة مزعومة سوف يسبب لك ضراراً بالغاً.
إذا حلمت أنك تعلن نفسك فإن هذا يعني قدراً شريراً.
إذا حلمت أن الآخرين يلعنونك فإن هذا يعني ارتياحاً عن طريق العاطفة والازدهار.
إن تفسير هذا الحلم هنا ليس مقنعاً.
صفرة اللون
من رأى في المنام أن لون وجهه أصفر ناله مرض. وقيل: يكون وجيهاً في الآخرة ويكون من المقربين. وصفرة الوجه في المنام تدل على الذل والحسد، وقد تكون الصفرة في الوجه دليلاً على النفاق. وقيل: صفرة الوجه تدل على العبادة والتهجد بالليل، وربما دلّت الصفرة على العشق والمحبة. وصفرة اللون تدل على الخشوع والمراقبة. وربما دلّ الاصفرار على الخوف. ومن رأى وجهه أبيض وجسده أصفر فإن علانيته خير من سريرته، وإن كان جسده أبيض ووجهه أصفر فإن سريرته خير من علانيته. واصفرار الوجه والجسد معاً يدلان على المرض. وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا. والصفرة في الثياب كلها مرض وضعف إلا في ثوب الخز أو الحرير أو جبة الديباج فإنه يدل على فساد في تدينه.
اللقلق: من الطير، تدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة، وإذا رآها الإنسان مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق وأعداء محاربين، وعلى برد واضطراب في الهواء، فإن رآها متفرقة، فهي دليل خير لمن أراد سفراً، وذلك لظهورها في بعض أزمنة الشتاء، وغيبوبتها في بعضها، وكما أنّها تغيب ثم تظهر بعد زمان، كذلك تدل على أنّ المسافر يقدم من سفره. وأيضاً فإنّه دليل خير لمن أراد التزويج.
أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلّم
تدل رؤيتهن في المنام على الأمهات، كما تدل على الخير والبركة والأولاد وأكثرهم البنات. وربما دلّت رؤيتهن على الأنكاد واليمين بسبب إظهار سر أو كتمانه، وعلى القذف. والمرأة إذا رأت عائشة رضي اللّه عنها في المنام نالت منزلة عالية وشهرة صالحة وحظوة عند الآباء والأزواج، وإن رأت حفصة رضي اللّه عنها دلّت رؤيتها على المكر، وإن رأت خديجة رضي اللّه عنها دلّت على السعادة والذرية الصالحة، وتدل رؤية فاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم على فقدان الأزواج والآباء والأمهات، وأما رؤية الحسن والحسين رضي اللّه عنهما فإنها دالة على الفتنة وحصول الشهادة، وربما دلّت على كثرة الأزواج والأولاد والأسفار والتغرب وعلى أن الرائي يموت شهيداً. ومن رأى من الرجال أحداً من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلّم وكان أعزب تزوج امرأة صالحة. وإذا رأت المرأة أحداً منهن دلّت رؤيتها على بعل صالح يكفيها.
الخطاب (عمر رضي اللّه عنه)
من رآه في المنام يكون طويل العمر، محمود الفعل، ناطقاً بالحق. ومن رأى عمر رضي اللّه عنه وصافحه نال دنيا واسعة وفراسة وصيانة. ومن رآه عابس الوجه غاضباً فإنه يطلب الحسبة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ومن رآه في بلد فيها قحط أمطرت بكثرة، وإن كان بها جور عمّ العدل فيها. من رأى أن عمر رضي اللّه عنه ضربه بالدرة أو توعده بعقوبة فليرجع عما هو عليه. ومن رأى أنه تصور بصورته فربما مات شهيدا. وإن رآه في جيش فينال ورعاً وخشية ويكون صاحب أمانة. ومن رآه مع النبي صلى اللّه عليه وسلم نال خيراً عظيماً. وتدلّ رؤيته على أن الحق في زمنه قائم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شائع. وربما دلت رؤيته على الصلح بعد العداوة والمحبة بعد البغض، والزهد في الدنيا مع القدرة عليها. وإن كان الرائي ملكاً فتح البلاد وأقام الدين كما ينبغي.
رؤية اللوح المحفوظ في المنام دليل على السترة والبشارة لمن هو في شدّة، والعافية لمن هو مريض لأنه منزّه عن النقائص، حافظ لما أودعه اللّه تعالى، محفوظ بعين اللّه سبحانه. وتدل رؤيته على الرزق لذوي التقتير لما أجرى اللّه تعالى فيه من قسم الأرزاق وتحديد الأجل المحتوم. وتدل رؤيته على حفظ العلم والمال لأهله. وربما دلّ على الأمن من الخوف. والألواح المنزلة على موسى عليه السلام تدل رؤيتها في المنام على الشهود أو أئمة يهتدى بهم. واللوح من الخشب الذي يُكتب فيه دال على الزوجة والولد والأرض، ويدل على العلم لطالبه. وجميع الألواح دليل على النهي عن الذنوب. ومن رأى أنه أخذ لوحاً من الإمام فإنه ينال سلطاناً وفقهاً وإمامة. واللوح إذا كان من حديد فإنه ولد عالم ذو بأس قوي لا تصيبه نائبة، فإن كان مجلواً مصقولاً فإنه يكون شجاعاً ينال ما يتمنى. وإن كان اللوح من حجر فإنه ولد قاسي القلب. وإن كان اللوح من نحاس فإنه يكون ولداً منافقاً. وإن كان من رصاص فإنه يكون ولداً مخنثاً. واللوح يدل على المرأة، أو الولد. واللوح موعظة، وإذا كان اللوح من السلطان فهو قوة لمن أخذه في منامه. واللوح للحامل ولد ذكر.
ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه الشريفة ويحصل للناس على يديه خير، وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود، وإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك.
س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟
نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي "(1) .
وفي رواية عنه: "من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.
وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : "من راني فقد رأي الحق " , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2).
والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . ".
فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : "فقد رأي الحق " أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3).
وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك.
وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : " فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها .
قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما
استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5)" واما معنى :" لكأنما راني في اليقظة " ففيه اقوال :
احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ .
والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم يره .
والثالث : يراه في الأخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك
____________________________
( 1 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 24 ).
( 2 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 26 ).
( 3 ) انظر: ابن حجر - المرجع السابق
( 4 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389) والنووي مرجع سابق -(15/25).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389).
اتق الله
103- عن مسلم خياط قال : قال رجل لابن المسيب :إنى أرانى أبول فى يدى ،فقال اتق الله فإن تحتك ذات محرم ،فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع.
104 -وجاءه آخر فقال : يا أبا محمد إنى أرى كأنى أبول فى أصل زيتونة ،قال : انظر من تحتك ،تحتك أمرأة لا يحل له نكاحها.
105 -عن مسلم الخياط قال : قال له رجل - يعنى سعيد بن المسيب - أنى رأيت حمامة وقعت على المنارة منارة المسجد فقال : يتزوج الحجاج ابنة عبدالله أبن جعفربن أبى طالب (5) . وقد تزوج الحجاج بنت عبدالله بن جعفر فكتب أليه عبدالمللك بن مروان يعزم عليه بطلاقها فطلقها .
106 -عن مسلم الخياط قال : جاء رجل إلى ابن المسيب فقال :إنى أرى أن تيساً أقبل يشتد من الثنية ، فقال : اذبح اذبح ، قال ذبحت ، قال : مات ابن أم صلاء ، فما حتى جاء أنه قد مات ، قال محمد بن عمر- يعنى الوافدى - وكان ابن أم صلاء رجلا من موالي أهل المدينة يسعى بالناس
107 - رجل من فهم لابن المسيب إنه يرى فى النوم كأنةه يخوض فى النار فقال : إن صدقت رؤيام لا تموت حتى تركب البحر وتموت قتلا ، قال : فركب البحر فأشفى على الهلكة وقتل يوم قديد (2) بالسيف (3) .
108 - عن الحصين بن عبيد الله بن نوفل قال : طلبت الولد فلم يولد لى ، فقلت لابن المسيب :إنى أرى أنه طرح فى حجرى بيض ، فقال ابن المسيب : الدجاج عجمى فاطلب سبباً إلى العجم ، قال فتسريت فولد لى وكان لا يزلد لي (4) .
109 - عن مسلم الخياط قال : قال رجل لابن المسيب : يا أبا محمد إنى رأيت كأنى جالس فى الظل فقمت إلى الشمس ،فقال ابن المسيب : والله لئن صدقت لتخرجن من الإسلام ، يا أبا محمد إنى أخرجت حتى أدخلت في الشمس فجلست ،قال : تكره على الكفر ، قال : فخرج فى زمان عبد الملك بن مروان فأسر فأكرى على الكفر فرجع ثم قدم المدينة وكان يخير بهذا (5) .
110 - عن غالب العقيلى قال : أتى سعيد بن المسيب آت فقال : يا أبا محمد إنى رأيت عندوجه السحر كأن موسى قاتل فرعون ،فقال له :ايها الغالب ؟ قال : موسى غلب فرعون ، قال فصاح بأعلى صوته : هللك ابن مروان ورب الكعبة - ثلاث مرات - فأعلم صاحب المدينة فخرج حتى وقف على رأسه ثم قال : تتمنى موت أمير المؤمنين إني لأرجو ان يقتلك الله قبله ، قال سعيد : ويحك سجيتك خبره إلي تسعة ايام , قال : فما مكثوا إلا تسعة أيام حتي أتي راكب بموته واستخلاف الوليد ابنه.
من رآهم في منامه في الصفات الحسنة كان ذلك دليلاً على حسن اعتقاده فيهم وأتباعه لسنتهم. وربما دلّت رؤيتهم على حركات الجنود وإرسال البعثات. وربما دلّت على انتشار العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما تدل رؤيتهم على الألفة والمحبة والأخوة والمساعدة والسلامة من العداوة والحسد، وزوال الغل من الصدور، لأنهم رضي اللّه عنهم كانوا على ذلك. فإن كان الرائي فقيراً استغنى لأنهم رضي اللّه عنهمِ فتحوا الدول. وإن كان الرائي غنياً آثر الآخرة على الدنيا وبذل نفسه وماله في مرضاة اللّه تعالى. وقد تدل رؤيتهم رضي اللّه عنهم على الأبنية الشريفة كالمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر. ويدل إعراضهم عن الرائي أو شتمهم له في المنام على الوقوع فيما شجر بينهم، وتفضيل بعضهم على بعض، وبغضهم له، وتدل رؤيتهم على التوبة والإقلاع عما سوى اللّه تعالى. وتدل رؤيتهم رضي اللّه عنهم على الخير والبركة حسب منازلهم ومقاديرهم المعروفة في سيرهم وطريقتهم. وربما دلّت رؤية كل واحد منهم على ما نزل به وما كان في أيامه من فتنة أو عدل. ومن رأى أنه حشِر مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فإنه ممن يطلب الاستقامة في الدين. ومن رأى أحداً من الصحابة فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا. وربما كان له من سيرته وأفعاله نصيب. ومن رأى أحداً منهم حياً، أو أن جميعهم أحياء، دلّت رؤياه على قوة الدين، ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره. فإن رأى كأنه صار واحداً منهم تناله شدائد ثم يُرزَق الظفر. وإن رآهم في منامه مراراً ضاقت معيشته. أما الأنصار وأبناؤهم وأحفادهم فرؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة. وتدل رؤية المهاجرين على حسن اليقين والثقة بالله تعالى، والخروج عن الدنيا والزهد فيها، والصدق في القول والعمل.
وأما اللسان، فهو ترجمان الإنسان، والقائم بحجته. فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام، فإنّه يتكلمِ بكلام يكون عليه وبالاً، ويناله من ذلك ضرِر بقد ما رأى من الضرر. ويدل أيضاً على أنّه يكذب، وعلى أنّه إن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان والياً عزل عن ولايته. ومن رأى كأنّ طرف لسانه قطع، فإنّه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة. وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته، أو لم تقبل شهادته. وقال بعضهم من رأى لسانه قطع، كان حليماً. ومن رأى كأنّ أمرأته قطعت لسانه، فإنّه يلاطفها ويبرها. ومن رأى كأنّ امرأة مقطوعة اللسان، دل عفتها وسترها. فإن رأى كأنّه قطع لسان فقير، فإنّه يعطي سفيهاً شيئاً، ومن التزق لسانه بحنكه، جحد ديناً عليه أو أمانة كانت عنده
اللواء: فمن رأى أنّه أعطي لواء وسار بين يديه، أصاب سلطاناً، ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة. ومن رأى أنّ لواءه نزع منه، نزع من سلطان كان عليه. وقال القيروانيِ الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضاً. ومن رأى في يده لواء أو راية، فإنَّ ذلك يدل على الملك والولاية، وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم. وربما دل على ولاء الإسلام. وعلى ولادة الحامل الغلام، أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.
يأكل اللبان، فإنَّ اللبان بمنزلة بعض الأدوية. ولو يرى أنّه يمضغ اللبان والعلك فإنّه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك.
حمرة اللون
هي في المنام وجاهة، فمن رأى أن وجهه أحمر براق فإنه يكون جيها في الدنيا معروفا بالخير. وقيل: إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبه عزا وفرحا. ومن رأى أن وجهه ملطخ بالحمرة كما تلطخ وجوه النساء فإنه يزني ويفتضح أمره. ومن رأى أن جسمه ووجهه قد احمّرا فإنه يكون طويل الهم بعيد الفوز. وحمرة اللون تدلّ على عافية المريض وقدوم المسافر.
ن رأى أنه قائم بين يدي الله تعالى ناكسا رأسه يدل على أنه يصل إليه ظالم لقوله تعالى " ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم " .
وقال الكرماني من أعطاه الله تعالى شيئا في منامه سلط الله البلاء والمحنة على بدنه في الدنيا.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين " .
سورة الليل من قرأها يكون قليل الزكاة في ماله.
وقال الكرماني يوفقه الله تعالى للقيام بالليل في طاعته وقيل يعطي صاحب الرؤيا مالا لانسان ويبسط إليه يده وضمير المعطى خلاف ما يفعل ذلك.
وقال جعفر الصادق يأمن من الآفات والعاهات
ومن رأى أن النور يصعد من ضريح النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بهاء في دينه وذاته، ومن رأى أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة لقوله عليه السلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله عليه حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة هو والامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ.
ومن رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه يكون رجلا أمينا صادقا كثير الخير ومن رأى عمر بن الخطاب صار طويل العمر قوالا للحق وربما رزق الاعتمار بالبيت والطواف ومن رأى عثمان بن عفان صار خيرا فاضلا وربما قتل ظلما ومن رأى علي بن أبي طالب صار عاليا رفيع المكان ورعا شجاعا متصدقا وربما وقعت في الموضع فتنة ومن رأى أحدا من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا
ومن رأى لسانه طويلا عند المخاصمة فإنه ظافر ومن رأى أن لسانه مربوط يدل على الفقر والمرض وقيل الغلبة والمصيبة ومن رأى بلسانه ما يؤذيه أو ينكر مثله في اليقظة فليس بمحمود وفصاحة اللسان حكمة ومنطق وعذوبة كلام ومن رأى أن لسانه طال فإنه يكثر الكلام وربما يبسط على أحد مضرة ومن رأى أنه عض لسانه فإنه ندامة ومن رأى أنه ينظر إلى لسانه فإنه حافظة من الزلل ومن رأى أن لسانه اسود فإنه يكون شاعرا أو رأى أنه اصفر فيدل على المرض وأما تغير اللسان فليس بمحمود ومن رأى أنه أخرس أو به ثقل فإنه فساد في دينه ومن رأى أن لسانه مقطوع فإنه صلاح في دينه وربما يكون قليل الكلام ما لم يكن في مخاصمة فإن كان فيها فإنه نكل عن حجته ولا خير فيه وإن كان مريضا يموت أو ذا شوكة أو منصب فيدل على موت كاتبه أو ترجمانه وقيل عزله من سلطانه وقيل ذك وخضوع وربما كان اللسان ذكر الإنسان وفخره وصدقه
إذا حلمت برؤية الله فسوف تهيمن عليك امرأة مستبدة تتنكر برداء المسيحية. لا خير ينجم عن هذا الحلم.
إذا تحدث الله إليك فاحذر أن تقع في الإدانة. لن يأخذ العمل في جميع أشكاله منحى إيجابياً. ينبئ هذا الحلم بضعف في الصحة وقد يعني موتاً مبكراً.
إذا حلمت بعبادة الله فسوف تجد سبباً لتتوب عن ذنب ارتكبته. انظر جيداً بعد هذا الحلم إلى الوصايا العشر.
إذا حلمت أن الله يغدق عليك بأفضال متميزة فسوف تكون الأثير لدى شخص بارز وحريص سوف يستعمل مركزه لتحسين وضعك.
إذا حلمت أن الله يرسل روحه عليك فسوف تحدث تغييرات كبيرة في معتقداتك. يجب أن تتسع وجهات النظر المتعلقة بالمسيحية الجازمة بعد هذا الحلم وإلا قد تتعرض لعقوبات شديدة بسبب عمل مشين وأحمق جر عليك العار.
يتحدث الله غالباً مع أولئك الذين يأثمون أكثر مما يتحدث مع الذين لا يأثمون. إنها عبقرية القانون الروحي أو التنظيم لإعادة الطفل ذي النمو الوافر إلى وضعه السليم بالعلامات والرؤى. لقد جيء بإشعيا ويوحنا وداوود وبولص إلى مذبح التوبة عن طريق الطاقة اليقظة للقوى الخفية الكامنة في داخلهم.
حمرة اللون
هي في المنام وجاهة، فمن رأى أن وجهه أحمر براق فإنه يكون جيها في الدنيا معروفا بالخير. وقيل: إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبه عزا وفرحا. ومن رأى أن وجهه ملطخ بالحمرة كما تلطخ وجوه النساء فإنه يزني ويفتضح أمره. ومن رأى أن جسمه ووجهه قد احمّرا فإنه يكون طويل الهم بعيد الفوز. وحمرة اللون تدلّ على عافية المريض وقدوم المسافر.
هي في المنام للرجل غنى وعز. فإن رأى أنها طالت فإنه يستفيد مالاً وجاهاً وعيشاً طيباً. وإن رأى أن جوانبها طالت ولم يطل وسطها فيصيبه مال يهيئه لغيره. وإن طالت فوق قدرها فهو دين يكون على صاحبها وهم وغم. وإن طالت حتى سقطت على الأرض مات صاحبها. وقالوا: من طالت لحيته وكثر شعرها زيد في عمره وماله، فإن بلغت السرة فإنه رجل على غير طاعة اللّه تعالى. وإن زادت على القبضة فهو رجل مراب. وإن رأى شعر لحيته أسود حالكاً فإنه يستغني. وإن كان لونه أسود أو يقرب إلى الخضرة فإنه ينال ملكاً إلا أن يكون طاغياً جائراً وإن لحية فرعون كانت سوداء تضرب إلى الخضرة. وإن رأى لونها مائلاً إلى الصفرة فإنه ينال فقراً وعلة. وإن رآها شقراء ناله فزع. وإن رأى أن في يده لحية رجل وهو يجرها فإنه يرق ماله ويأكله. وإن رأى غلام لم يبلغ الحلم أن له لحية، فإنه يموت ولا يبلغ الحلم. وإن رأى لحيته ناقصة خفيفة وكان عليه دين فإنه يقضيه وإن كان مغموماً ذهب غمه. وإن رأى أن نصف لحيته ذهب فإنَّه يذهب بعض جاهه أو ماله. وإن رأى لحيته مقطوعة فيقطع من ماله. ومن قبض على لحيته وجزّ ما زاد عن القبضة فهو رجل يزكي ماله. ومن قطع لحية غيره فإنَه زيادة في ماله أو مال ابنه. وقيل: إن لحية المرأة مؤذنة بأنَّها لا تلد ابناً. وإن رأت امرأة أن لها لحية وكانت متزوجة فإنها تخسر زوجها، وإن كانت أرملة فإنَها تتزوج رجلاً موافقاً لها، وإن رأت ذلك حبلى فإنها تلد ذكراً، وإن كانت لها خصومة نُصرت، وقامت مقام الرجال. ومن رأى أنه ينتف لحيته فإن ذلك مال يتلفه بين يديه. ومن رأى لحيته ورأسه حلقا معاً وكان مريضاً شفي، وإن كان مديناً قُضي دينه، وإن كان مهموماً ذهب همه. ومن رأى أن لحيته طالت حتى غز لها ونسجها كساء وباعها في السوق فإنه يشهد بالزور. واللحية هيبة. وربما دلّت اللحية على حانوته ولباسه وربحه. وإن قص لحيته بغمه طال همه وغمه. واللحية قسم يُقسم به وهي دالة على الصدق والكذب وعلى البخل والكرم. وربما دلّت اللحية على الزوجة. والشعر الأبيض في اللحية إنذار بسبب ما هو مرتكبه. وربما دلّ بياض اللحية على المرض والعجز. وإن كانت اللحية بيضاء في اليقظة ورآها قد اسودت في المنام دلّ ذلك على النشاط والقوة والعزم والشدة. وإن طالت لحيته خلاف العادة دلّ ذلك على اللهو واللعب أو تبذير المال بغير وجه. واللحية للعاصي توبة، وإن كان ضالاً اهتدى خاصة إن رأى فيها بياضاً. وطلوع اللحية للمرأة ترجّل أو وقاحة وارتكاب محذور. واللحية للطفل عمر طويل. ورؤية ما يعلق باللحية من قش أو غيره كلام رديء مؤثر أو حمل الزوجة بما لا يتم خلقه.
هو في المنام ترجمان صاحبه ومدبر أموره. واللسان موضع الخطيئة. وإن رأى في لسانه زيادة من طول أو عرض فهو قوة له وظفر بخصومته، أو يدل على بذاءة اللسان أو على الفصاحة والأدب. وإن انعقد اللسان فهو تعطيل عن الأعمال وفقر أيضاً. وإن نبت في اللسان شعر أسود فهو شر عاجل. وإن كان أبيض فهو شر آجل. واللسان كمال وحجة وذكر. وإذا رأى السلطان أن لسانه قطع فإن ترجمانه يموت. ومن رأى لسان زوجته مقطوعاً فإنها عفيفة مستورة. وإن رأى فقير أنه قطع لسان فقير فإنه يقهره. ومن رأى لسانه لصق بحنكه جحد حقاً وجوهراً قد ائتمن عليه. ومن رأى أنه يأكل لسانه فإنه يندم على كلام يتكلم به، وإن كان من الولاة فإنه يأكل أموال الناس بلسانه. وقيل: من أكل لسانه فإنه كثير الصمت كاظم الغيظ صاحب مداراة. ومن رأى لسانه أسود فإنه يسود بلسانه على قومه، وإن كان من الأراذل فهو كذاب أو شاعر. ومن عضّ لسانه فإنه يكظم غيظه، وربما دلّ على شرهه في الأكل. ومن رأى لسانه انشق نصفين فإنه يكون كذاباً. ومن رأى أن له ألسنة كثيرة فإنه يرزَق أولاداً. ومن رأى أن الناس يلحسون لسانه فإنهم يلتمسون من علمه. واللسان ربما دلّ للملك على نائبه أو حاجبه أو وزيره أو كاتبه، وربما دلّ على المال المكنوز والجاه والعلم. وربما دلّ على الشرطي أو خادم المساجين. وإذا رأى الملك أن لسانه قطع دلّ على عزل نائبه أو حاجبه أو وزيره أو كاتبه، وربما فقد مالاً طائلاً. وإن رأى العالم أن لسانه قد قطع غلب في مجادلته ومناظرته، وربما مات خادمه أو تلميذه أو ولده. وربما دلّ فقد اللسان على شماتة الأعداء من أهله أو جيرانه أو موت من يحبه. وربما دلّ فقد اللسان وقطعه على طلاق الزوجة، أو ينقطع كلامه من المكان الذي هو فيه، أو يبطل منه رزقه. وإن رأى لساناً مقطوعاً دلّ على موت حشاش أو كناس في الطرقات أو قصاص للأثر، أو رجل يخرج الخبايا أو رجل شرير. وإن رأى أن له لساناً مع لسانه دلّ على النميمة وإلقاء الكلام بين الناس لأنه يقال: فلان بلسانين ووجهين إن كان اللسان الزائد لا يمنع الكلام ولا النفع فربما دلّ على الصدق والتودد، لقوله تعالى: (وإِجعل لي لسان صدق في الآخرين). ومن رأى الشعر قد نبت على لسانه وكانت صناعته الكلام فسد عليه نظامه. وربما دلّ اللسان على الأسير أو الحية في حجرها.
اللعب
هو في المنام دليل على الغرور والاستهزاء والنقص في الدين. واللعب بالنرد سمو ورفعة وعز وجاه. واللعب بالمنقلة حجاج. واللعب بالخاتم ستر للأوامر أو دلالة على الضائع. واللعب بالكعب تولية. واللعب بالطابة صلح بين الأعداء، وإن كان اللاعب مريضاً طاب وصلح. واللعب بالجوز خصام يعقبه صلح وراحة.
اللقلق
هو في المنام يدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة. فإذا رأى اللقالق مجتمعة في الشتاء دلّت على لصوص وقطاع طريق، وأعداء محاربين، وعلى برد واضطراب في الهواء، فإن رآها متفرقة فإنها دليل خير لمن أراد سفراً، أو كان مسافراً، وربما تدل على أن المسافر يعود من سفره.
اللَكم
هو في المنام يدل على بسط اللسان وقبض اليد. واللكم دليل على الكلام الفاحش بين المسلمين. وربما دلّ ذلك على طالب الثأر أو الدعاوى التي يُحتاج فيها إلى الحاكم.
فإن رأى كأنّه يدعو لنفسه خاصية، رزق ولداً لقوله تعالى: " إذْ نَادى رَبّهُ نِدَاءً خَفِيّاً " .
فإن كان يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم، لقوله تعالى: " فَنَادى في الظُلَماتِ " . وحسن الدعاء دليل على حسن الدين، والقنوت دليل على الطاعة، وكثرة ذكر الله تعالى دليل على النصر، لقوله تعالى: " وَذَكَرُوا الله كَثِيراً واْنَتَصرُوا مِنْ بَعْد ما ظُلِموا " .
فإن رأى كأنّ الله سبحانه وتعالى يحاسبه، وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته، فإنّه في طاعة عظيمة، ووجب له عند الله مثوبة عظيمة، وإن رجحت سيئاته على حسناته، فإن أمر دينه مخوف. وإن رأى كأن الميزان بيده، فإنّه على الطريقة المستقيمة، لقوله تعالى: " وأنْزَلنَا معَهُم الكِتابَ والميزَانَ " . فإن رأى كأنّ ملكاً ناوله كتاباً. وقال له اقرأ، فإن كان من أهل الصلاح نال سروراً، وإن لم يكن كان أمره مخوفاً، لقوله تعالى: " اقرأ كتابك " .
وأكل الشيء اللذيذ: طيب العيش والمعيشة. فإن رأى أنّه ذاق شيئاً مجهولاً فكره طعمه، دل على الموت، لقوله تعالى: " كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ " . وإن رأى أنّه ذاق شيئاً لم يكرهه ولم يستطبه، دل على فقر وخوف.
ومن رأى أنه حلق ما تحت اللحية أو حلق قفاه فإنه قضاء دين، وقال بعض المعبرين من رأى أنه نبت على لسانه شعر فإنه حكمة وبيان وشعر وفطنة إلا أن يخرج من الحد فيعود إلى الهم والحزن، وقيل ان الشعر من حيث الجملة مال وقال بعض المعبرين شعر الجفن والاذن والانف جيد ما لم يتجاوز الحد، وقالوا أيضاً إذا أزال الانسان الشعر من مكان يقتضي الازالة فلا بأس به وإن أزاله من مكان يكون حسنا فيه فليس بمحمود.
وقيل في اللبان أنه دال على الطرق وصاحب منهج وتمسك وعصمة ومداراة وعيون ومعاونة، وربما كانت داره ودربه خصوصا ان كان لها حديد، وأما القوارب فهو دون المراكب في الخطر والافعال.
وأما اللباس وهو السراويل فمعناها واحد في التعبير إما امرأة أو جارية فمن رأى أنه أصاب سراويل فإنه إما أن يصيب جارية أو امرأة وانتزاع ذلك منه فرقة منها إما بالموت أو بالحياة، وإن لم يكن له جارية ولا امرأة فهو عائد عليه في ذهاب شيء له.
رؤية الله تعالى
اعلم أن رؤية الله تعالى لا تكون غالبا إلا للأصفياء والأولياء لكرامتهم عليه وقد تقع لغيرهم لكن نادرا بل قد تقع للكافر ويدل ذلك على أنه يسلم فمن رأى الله تعالى كما ينبغي لجلاله من غير تشبيه ولا كيف فإنه ينظر إليه في الآخرة فإن رأى أنه تعالى كلمه ووعده بخير فإنه يغفر له ويقربه من رحمته ويرزقه حلالا ومن رأى أنه تعالى كلمه من وراء حجاب فإنه يدل على زيادة ماله ونعمته وقوة دينه وأمانته ومن رأى أنه تعالى يلاطفه ويعامله بالشفقة فإنه يلطف به ويدبر أموره لكن يحصل له بلاء ومن رأى أنه تعالى نزل في أرض أو في بلد فإن العدل يشمل ذلك المكان ويدل على الخصب لأهلها فإن كانوا ظالمين حلت بهم النقمة ومن رأى أنه تعالى ناوله شيئا من متاع الدنيا فإنه يبتليه لكن لا يخذله ومن رأى أنه تعالى ساخطا عليه دل على عقوقه لوالديه أو أحدهما ومن رأى أنه تعالى اشتراه من نفسه فإنه يقتل شهيدا ومن رأى أنه تعالى على غير ما وصف به من صفات الكمال فإنه يرتكب أمرا باطلا من بدعة أو غيرها ومن رأى أن بينه وبينه تعالى حجابا خشي عليه من عمل الكبائر
وأما اللطم فحصول مصيبة أو أمر مكروه أو هم وغم وندامة وأما النياحة فإنها أمر مهول وفعل ما لا يجوز وربما كانت نازلة ولا خير فيمن رأى ذلك خصوصا إن كان بالصراخ فتكون المصيبة أعظم
تساءلت عن مسألة علمية مهمة في علم التعبير، وهي ما عنونت له مقالتي هذه، فأقول عنها:
بداية فالرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، وهذا ثابت بنص السنة الصريحة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[الرؤيا من الله والحلم من الشيطان] متفق عليه.
والشيطان تعهد بعداوة دائمة لكل إنسان، فعداوته لا تنفك عنهم في النوم فيأتي بالأحلام المفزعة لهم، أو اليقظة بما سيرد من صنوف للأذى، والله سبحانه وتعالى يقول:
[وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ] أي نسبب له شيطانا جزاء له على كفره " فهو له قرين " قيل في الدنيا , يمنعه من الحلال , ويبعثه على الحرام , وينهاه عن الطاعة , ويأمره بالمعصية ; وهو معنى قول ابن عباس .
ولذا فالأحلام المفزعة تكثر على من ابتعد عن الذكر وهجر الطاعة وصلاة الجماعة، وتأمل قول الله تعالى عن أوليائه: [ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة...] وفسرت البشرى بالرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
فالأحلام تقل أو تنعدم على أولياء الله، لأن أعمالهم جعلتهم في معزل عن أذى الشيطان الرجيم، ومن أهمها الإيمان والتقوى.
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرى الحلم أبدا، وهكذا بقية الأنبياء والدليل على ذلك حديث:
عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرين من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير]﴾ صحيح مسلم.
ومن أعطي هذه الكرامة في اليقظة، فلا يمنع من إعطائها له في النوم، فلا يرى الحلم أبدا بمعناه الشرعي الذي قررناه في بداية هذا المقال. والله أعلم
دلّ ذلك على غضب اللّه تعالى، ومَن رأى مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظنّ أنه حق. ومَن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه. ومَن رأى اللّه تعالى يقبّله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن الكريم وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع. ومَن رأى اللّه تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى، وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دلّ على عمارته إن كانت خرابا، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلّت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على مُلك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات، وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع. ومَن رأى كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم. ومن رأى كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.دلّ ذلك على غضب اللّه تعالى، ومَن رأى مثالاً أو صورة فقيل له: أنه إلهك، وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك بالباطل على ظنّ أنه حق. ومَن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه. ومَن رأى اللّه تعالى يقبّله، فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن الكريم وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع. ومَن رأى اللّه تعالى قد ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى، وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دلّ على عمارته إن كانت خرابا، أو على خرابه إن كان عامراً، وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم، وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل. وربما دلّت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على مُلك عظيم يكون فيه، أو يتولى أمره جبار شديد، أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات، وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون، والغنى من الفقر، والرزق الواسع. ومَن رأى كأنه صار الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم. ومن رأى كأن الحق تعالى يهده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.
وروي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت البارحة مرجا أخضر فيه مائدة موضوعة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك ارتقيت الدرجة السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى المائدة فقال عليه السلام: أما المائدة فالإسلام وإما المرج الأخضر فهو الجنة وإما ارتقاء المنبر إليآخره الزمان وأما النداء فإنا أدعو الناس إلى الإسلام والجنة وقيل المائدة تؤول بالمرأة.
ومن رأى النبي فإن كان مهموما ذهب همه أو مديونا قضى الله دينه أو مغلوبا نصر أو محبوسا أطلق أو عبدا أعتق أو غائبا رجع إلى أهل سالما أو معسرا أغناه الله أو مريضا شفا الله وإن رأته حامل ولدت ذكرا وكذا لو رآه الزوج وإن رثي ببلاد الكفار حدث فيها وباء وإن رآه إنسان غضبانا فهو مسيء أو مرتكب للسيئات وإن رآه دفن في مكان فأهله على غير سنته وإن رآه في موضع حرب أو كرب أو غلاء فإن أهله ينصرون ويرفع عنهم ما هم فيه ومن رأى أنه يتبعه ويقفو أثره فإنه يتبع سنته ومن رأى أنه يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أو يجادله، أو يرفع عليه صوته، فإن ذلك بدعا قد أحدثتها في الدين والسنن. (رؤية الأنبياء عليهم السلام)