وقال السالمي من رأى أنه هو يفصد غيره يؤول على أربعة أوجه إما أن يكون عوانيا ويحصل على يديه غرامة، أو يكون ساعيا في مصلحة أحد ونفعه، أو يكون مخادعا خصوصا ان ضرب ولم يخرج الدم، أو يكون متعلقا بأمر وقصده نتاجه.
السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما: فإنّه كلام حلو حسن أقبل من حبيب وولد أو زوجة، وقيل دنانير ودراهم. وأما ما يعمد من العسل والحلو، فإن كان هو الذي عقدها، جمع مالاً من كده وسعته طيباً. فإن أفادها ولم يدر من عقدها، نال ذلك ممن عمل غيره، كالغنائم والموارث والغلات.
وقال الكرماني من رأى بعض الفراعنة والأكاسرة والجبابرة حيا أو ميتا في أرض أو بلدة فإنه يؤول على أربعة أوجه ظهور سنته هناك وجور حاكمها إلى أن يصير في الأفعال مضار به وعزله وتولية غيره ممن يكون فعله كذلك وحصول مصيبة عامة لأهل ذلك المكان.
وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل فهدا أو أكل من لحمه فإنه يدل على قهر العدو وأخذ مال العدو بمقدار ذلك اللحم وقيل هو رد الوجه والبعد عن الأقارب ولا خير فيه وجلده وشعره وعظمه حصول مال لعدو بمقدار ذلك.
وأما الغنى فمن رأى أنه من أهل السعة والمال والقدرة فذلك تعسير أمره وسقوط حاله ومن رأى أنه غني فإنه يفتقر وقال بعضهم رؤية الغنى لأهل الدين والصلاح قناعة وأما الفقر فإنه صلاح في الدين وثبات في الحال وقال بعضهم من رأى كأنه فقير نال طعاما كثيرا وأما الالتقاط فهو حصول ما ليس في الأمل فإن كان مما يحب نوعه فضد ذلك
في تأويل رؤيا الصوم والفطر
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم من رأى أنّه في شهر الصوم، دلّت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام. وقال بعضهم أنّ هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، والخروج من الغموم، والشفاء من الأمراض، وقضاء الديون.
الثياب المنسوجة بالذهب والفضة: صلاح في الدين والدنيا، وبلوغ المنى. ومن رأى أنّه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنّه تاج أو إكليل من ياقوت، فإنّه رجل ورع متدين غاز، وينال مع ذلك رياسة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته، فإذا في وسطه عفن، فقال له: هل اشتريت جارية أندلسية؟ قال: نعم. قال: هل جامعتها؟ قال: لا لأني لم استبرئها بعد. قال: فلا تفعل فإنّها عفلاء. فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء.
ورأى رجل كأنّه لبس ديباجاً، فسأل معبراً فقال: تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر.