وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال رأيت كأنّي أؤذن، فقال تحج. وأتاه آخر فقال رأيت كأنّي أؤذن فقال تقطع يدك، قيل له كيف فرقت بينهما؟ قال رأيت للأول سيماً حسنة، فأولت " وأذن في الناس بالحج " . ورأيت للثاني سيماً غير صالحة فأولت " فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون " .
ومن رأى أن شفتيه ملتصقان ولا يقدر على فتحهما دل على تعقد الأمور وصعوبتها خصوصا إن أراد الكلام ولم يستطع وتكون المصيبة أعظم، وقيل رؤيا الشامة للمرأة عز وجاه وللرجل زيادة مال.
112- عن ثمامة بن أشرس قال : بت ليلة مع جعفر بن يحي بن خالد , فانتبه من منامه يبكي مزعوراً فقلت : ما شأنك ؟ قال : رأيت شيخاً جاء فأخذ بعضادتي هذا الباب وقال :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
قال فأجبته :
بل نحنُ كنا أهلها فأبادنا صروفُ الليالي والجدودُ العوائرُ
قال ثمامة : فلما كانت الليلة القابلة قتله الرشيد ونصب رأسة على الجسَر ثم خرج الرشيد فنظر اليه فتأمله ثم أنشأ يقول :
نقاضاك دهرك ما أسلفا وكدٌرَ عيشك بعد الصفا
فلا تعجينً فإن الزمان رهين بتفريق ما ألًفا