وقال الكرماني من رأى أنه يأكل بلحا أو بسرا فإنه يأتيه رزق وربح لم يكن أمله أو أيس منه، وأما الطلع فإنه مال مبارك نام " والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد " .
رأى أنّه يأكل القرع: مطبوخاً قطعاً لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل، أو مما يكره نوعه في التأويل، لأنّ التوابل هم وحزن، إذا كان يأكل من القرع مطبوخاً لم يتغير عن طعمه، فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه، أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه، أو قرة عين فاتته ترجع إليه، أو اجتماع شمل كان تفرق عنه، أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه، ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ، على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته، وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة، وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأي الانسان.
والسائس رجل صاحب رأي وتدبير. ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال. ومن رأى كأنّه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلدة، لقوله تعالى: " كُلُوا مِنْ رِزَقْ رَبِّكُم واشْكُروا لَهُ بَلْدَةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌ غَفُورٌ " .
ومن أكل شيئاً من المواعين والمستخدمات: أكلاً لا ينقص المأكول، أكل من عمله أو من مال من يدل عليه من الناس. وإن أكله كله، باعه وأكل ثمنه. وإن أكل من حيوان أو جارح، أفاد منه أو ممن يدل عليه، أو من كده وسعيه. وإن لم ينقصها أكله، اغتاب من يدل عليه من الناس.
إن رأى أنّه جمل القرع نيئَاً: على غير ما وصفت، فهو يصيبه فزع من الجن والإنس، أو يقاتل إنساناً يقارعه بالمنازعة في حرب، أو كلام صخب يكون فيها بينهما، وإنّما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل، وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه، فلذلك دار أكل القرع الطري النيء شبيهاً في الأسماء بالقارعة، وهي الفزع الأكبر، ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤذيه، وإنما اشتق تأويل شجرة القرِع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعاً إلى بلاده بالموصل وقومه، واستأنس من وحشته.
وحدث مقاتل، أنّ نبياً من بني إسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه، فأمره أن يأكل الدباء مطبوخاً وهو القرع وهو اليقطين، فلذلك صار القرع مطبوخاً رجوع ذهن صاحبه إليه.
من رأى أنه أكل أوراق المصحف فإن كان من أهل القرآن والتقوى فإنه يكون كثير القراءة، وإن لم يكن فإنه تلاوة القرآن، وإن كان يريد أكلها ولا يقدر فإن كان من أهل الصلاح فإنه يعالج على حفظه فلعل الله يسهله له وإن لم يكن فلا يحصل له من المعالجة نتيجة.
وإذا كان رقيقا وماؤه صافيا فإنه يدل على مال حلال، وكل عنب يكون ماؤه متغيرا فإنه يدل على مال حرام، وكل عنب يكون ماؤه أحمر فهو عز وجاه، وكل عنب يكون أحلى وأصفى فإنه يدل على زيادة منفعة ومال وعز.
ومن رأنه أصاب بيضا فأكل قشورة وترك ما بوسطه فإنه يؤول على وجهين أكل أموال الموتى أو أخذ أكفانهم وقيل رؤيا جميع البيض تؤول بطلب عدة من النساء ويكون حريصا على المرأة.
وقال بعض المعبرين سمعت من الشيخ محمد القروني أحد مشايخ التعبير أن بعض الملوك رأى في منامه كأنه أكل تتماجا فقصها عليه فقال له تصدق بشيء يدفع عنك الشر فبعد ذلك سأله بعض أخصائه في خلوة فعرفه أنه سيمسك ويموج أهل بيته لأن لفظة تت بالتركي أي أمسك هو فعل أمر وماج ظاهر.
درة روى أن رجلا أتى معبرا فقال رأيت كأنني آكل تينا فقال تأكل بعدد كل تينة عصا فكان كذلك ثم رأى بعد مدة كذلك فأتى إليه وقص ذلك عليه ثانيا فقال له يطلع فيك بعدد كل تينة دمل فكان كذلك ثم مضى فرأى بعد مدة كذلك ثالثا فلما وصل إلى باب منزله وجد كيسا فيه مبلغ فأخذه ثم قص عليه ما رآه مما تقدم فقال له تجد بعدد كل تينة أكلتها دينار فقال وجدت ذلك وكان ذلك الكيس وقع من العبر فلم يبد بشيء من ذلك فقال له الرائي سبحان الله تأويل الرؤيا بيدك ومهما قلته ظهر قال أما أكلك التين أول مرة فكانت الشجرة عارية عن ورقها وهي عصا فأولتها بذلك وفي المرة الثانية أكلته عنه نبته في فروعه وكان يشبه الدماميل وفي المرة الثالثة أكلته عند استوائه وخيره فكان كالدنانير والكيس الذي وجدته كانت صفته كذا وكذا وهو لي وقد وهبته لك.
أكل إذا حلمت أنك تأكل بمفردك فإن هذا يعني خسارة وروحاً كئيبة. إذا أكلت مع الآخرين فإن هذا يدل على ربح شخصي وبيئة مرحة وتعهدات ناجحة. إذا رفعت ابنتك طبق اللحم من أمامك قبل أن تنتهي من الطعام فإن هذا ينبئ أنك سوف تقع في مشكلة وإزعاجات ممن هم دونك مرتبة أو ممن يعتمدون عليك. ينطبق الشيء نفسه على النادل أو النادلة.
عنب
إذا أكلت عنباً في أحلامك فسوف تعاني من هموم كثيرة. أما إذا رأيت عناقيد العنب فقط وهي تتدلى بغزارة بي الأوراق فسوف تصل عما قريب إلى مراكز بارزة وسوف تكون قادراً على منح السعادة للآخرين. بالنسبة للفتاة فإن هذا الحلم ذو وعد لامع. سوف تحقق أكثر رغباتها اتقاداً.
إذا حلمت أنك تمتطي ظهر حصان وتجتاز شجيرات العنب المسكي وأنت تقطف وتأكل بعض ثمارها فإن هذا يعني وظيفة مريحة وتحقيقاً للرغبات الكبيرة. إذا تبادر إلى ذهنك سؤال عن الخاصية السامة للفاكهة التي تأكلها فسوف تأتيك شكوك ومخاوف تتعلق بالنجاح ولكنها سوف تتوقف عن إقلاقك تدريجياً.
ومن رأى كأنّه يأكل الخبز مع الجبن، فإنّه معاشه بتقدير، وقيل: من أكل الخبز مع الجبن، أصابته علة فجأة. والمصل قيل هو دين غالب لحموضته، وقيل هو مال نام، يقوم قليله مقام كثير من الأموال، يناله بعد كد. والأقط مال عزيز لذيذ.
السمك: فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها. قال: فتش خادمك فإنّه يصيب من أهلك. ففتش خادمه فإذا هو رجل.
والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم، أو صحبة رئيس، لقوله تعالى: " نَسِيَا حُوتَهُمَا " . ومن أصاب سمكة طرية مشوية، فإنّه يصيب غنيمة وخيراً، لقصة مائدة عيسى عليه السلام، والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى أو رزق واسع، إن كان الرجل تقياً. وإلا كانت عقوبة تنزل عليه. فإن رأى أنّه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن، فإنّه ينفق ماله في شيء لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذاً شريفاً.
وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه، ما خلا السمك الصغار، فإنّ شوكها أكثر من لحمها، ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته، ويدل على رجاء شيء لا ينال. وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت.
وأما ذوق الأشياء: فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال، فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فاستلذه واستطابه، فإنّه ينال الفرج والنعمة، لقوله تعالى: " وإِنّا إذا أذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا " . فإن رأى كأنّه ذاق شيئاً فوجد له طعماً مراً، فإنّه يطلب شيئاً يصيب منه أذى. فإن رأى كأنّه ابتلع طعاماً حاراً خشناً، دل على تنغيص عيشه ومعيشته.
العنبر: فنيل مال من جهة رجل شريف. والمسك، وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبوا فسؤدد أو سرور، وسحقه ثناء حسن. وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة، دل على إحسانه إلى غير شاكر.
يأكل اللبان، فإنَّ اللبان بمنزلة بعض الأدوية. ولو يرى أنّه يمضغ اللبان والعلك فإنّه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك.
ومن رأى أنه يعصر عنبا في معصرة وهو وأهله يباشرون ذلك فإنه حصول منفعة من ملك حتى يعم عياله والناس يحسدونه، وإن لم يكن الرائي أهلا لذلك فإنه تحصل له منفعة من رجل جليل القدر.
وقال جعفر الصادق رؤيا العنب الأسود والأبيض في وقته وفي غير وقته يؤول على أربعة أوجه أولاد وعلم وفرائض ومال، وعصيره أيضاً على ثلاثة أوجه مال فيه خير وبركة وسعة وخلاص من قحط وبلاء لقوله تعالى " فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " .
وقال أبو سعيد الواعظ العنب الأبيض رزق واسع مدخور لمن أكله إذا رآه في حينه، وإذا رآه في غير حينه يعجل إليه خبر قبل الوقت الذي يؤمله، وقيل إصابة مال حرام، والعنب الأسود رزق لائق لمن أكله.
ومن رأى أنه يلتقط حبات العنب الأسود على باب الملك يخاف عليه الضرب بالسياط، وقيل ان العنب الأسود لا يكره في المنام كما لا يكره الأبيض وذلك لأن الله تعالى سماه رزقا في قصة مريم عليها السلام لقوله تعالى " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم " الآية فهو في وقته محمود، وقيل ان العنب الأسود يدل على المنفعة الخفية.
وقال بعضهم ربما دلت رؤيا أكل الباذنجان على حصول ما نواه من خير أو شر لقوله عليه السلام: الباذنجان لما أكل له، وأما الطرخون فإنه يؤول بسوء الطباع، وربما دلت على رجل رديء الأصل والعمل.
وقال جابر المغربي ان كان طعمه حلوا فإنه منفعة من قبل أقاربه وأصدقائه، وإذا كان حامضا فإنه ندامة على فعله، وأما القلقاس فإنه رزق بمشقة وتعب، وربما يدل على تغير المزاج وخشونة الطباع، وأما الكمأة فإنها تدل على رجل دنيء تحبه الأشراف أو على أمر لا خير فيه، وإذا رآها كبيرة دلت على رزق من قبل النساء.
وقال الكرماني رؤيا أكل العدس ليست بمحمودة لأن قوم موسى عليه السلام لما حصل لهم الملل من أكل المن والسلوى سألوا الله في انبات العدس فعاتبهم الله على ذلك.
وقال جابر المغربي رؤيا أكل العدس حصول مال من جهة النسوة خصوصا ان كان غير مطبوخ، وإذا كان غير مطبوخ وأكل منه فهو غم، وأما ادخاره فليس بمحمود على أي وجه كان.
وقال الكرماني من رأى أنه أكل عسلا أو جمعه أو يؤتى به إليه فإنه يصيب مالا وغنيمة وفرحا، وإن كان عبدا عتق، وإن كان مريضا شفي، وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم على وجه حسن، وربما دل على النكاح والتزويج.