ورد في بعض الكتب أن من آداب الرؤيا ألا يقصها على امرأة أو بعد صلاة الصبح؟فهل هذا صحيح؟
نعم ورد هذا في بعض الكتب، ولكنه تخصيص غير صحيح،
فيجوز قص الرؤيا على النساء،
قال الإمام ابن حجر في الفتح في باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (12/439) :
فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن عمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض العلماء قامت على بعض المفاهيم الخاطئة كالاستعجال الذي يكون من المرأة وخشيتهم من تفسيرها الرؤيا تفسيراً غير صحيح،
أو قامت على بعض النظرات القاصرة للمرأة، ولا يخفى خطأ هذه النظرات،
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قص بعض رؤاه على نساء كعائشة وخديجة رضي الله عنهما من نسائه، وكأمّ حرام، وقصة ابن عمر وكان يتمنى أن يريه الله رؤيا وحين رآها قصها على أخته حفصة
رضي الله عنهم أجمعين،
كل هذه النقول كافية لتوهين هذا القول، وهي نقول صحيحة خرجتها في حينه.
ومن رأى أنه تناول من فواكه الجنة أو أعطاه أحد وأكل منها فإنه يصل إليه بمقدار ذلك من الخير والراحة ومن رأى أنه تناول فاكهة بيده وأكل فإنه يتعلم علم الدين ويحصل سيرة المتقين ولا يستفاد منه.
ومن رأى جماعة جمعوا لوليمة فإن كانت الوليمة معروفة فهو خير وعز وبهاء، وإن كانت مجهولة فإنه حصول أمر مكروه، وقيل رؤيا الوليمة تؤول على عشرة أوجه: مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته وزواج ونفاس وختان وصحة من مرض وقدوم غائب وعزاء ميت ووفاء بنذر وضيافة لجماعة.
جمع
إذا حلمت بالتفكير في عملية جمع فإن هذا يدل على أنك سوف تجاهد لتتغلب على المواقف الصعبة والتي سرعان ما سوف تتخذ وعلى نحو بارز أشكالاً مرعبة في صفقاتك التجارية.
إذا وجدت خطأ ما في عملية الجمع فإن هذا يبين على أنك سوف تصبح قادراً على قهر أعدائك وذلك بتبين نيتهم لحسن الحظ قبل أن يكونوا قد قاموا بتنفيذ خطتهم.
أن يجمع أرقاماً بآلة فإن هذا ينبئ أنه سيكون لديك حليف قوي سينقذك من الكثير من الظلم. إذا فشلت في قراءة الأرقام فسوف تخسر حظك بالمضاربة العمياء.
إقامة الصلاة
تدل في المنام على إنجاز الوعد وبلوغ المراد، وعلى الفَرَج لَمن هو في شدة. ومَن رأى كأنه أقام الصلاة على باب أو سرير فإنه يموت. ومَن رأى سجيناً كأنه يقيم الصلاة أو يصلي قائماً فإنه يطلق من السجن. وإن رأى شخصاً غير سجين أنه يقيم الصلاة فستقوم له أمور بيع ناجحة. ومَن رأى أنه أذَن وأقام الصلاة فإنه يقيم سنْة ويميت بدعة.
هو المتكفل الضامن، وربما دلّت رؤيته على الخوف، وربما دلّت على علو القدر والرئاسة والتقدم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وربما دلّت على الحاجب والوالد والوالدة أو الأستاذ فإذا صار في المنام إماماً وصلى بالناس متوجها إلى القبلة بطهارة كاملة لا يزيد فيها ولا ينقص، فإن كان أهلاً للولاية أو الحكم أو التصدي لما فيه نفع الناس حصل له ذلْك، وربما ادخل نفسه في ضمان أو تكفل بجماعة أو شارك قوماً يرجو منهم خيراً، وإن كان قد صلى بالناس إلى غير القبلة خان أصحابه وابتاع بدعه، وربما أرتكب أمراً محظوراً والناس يطلبونه به عنده ومن رأى أنه يأمر قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها بعد أن تستقيم قبلته، تتم صلاته، أو يأمر قوماً أو ينهاهم. ومن رأى أنه يؤم مجهولين في موضع مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو في شرف الموت. وان رأى امرأة أنها تؤم الرجال الصلاة فإنها تموت لأنها لا تصلح للإمامة فلا يكون ذلك إلا عند الموت تتقدمهم وهم يصلون عليها. وكذلك لو رأى رجلاً أعجمياً لا يحسن الصلاة ولا القراءة فإنه يؤم قوماً ومن رأى أنه صلى بقوم قائماً وهم جلوس فإنه لا يتعّد في حقوقهم لكنهم يقصرون في حقه، أو تدل رؤياه على أنه يتعهد قوماً مرضى، فإن صلَى بهم قاعداً وهم قيام وقعود فإنه لا يقصر في أمر يتولاه، فإن صلى بقوم قيام وقعود فإنه يلي أمر الأغنياء والفقراء، فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو فقر. فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمر قوم ضعاف فإن أم الْناس على جنبه، أو كان مضطجعا وعليه ثياب بيضاء، وينكر موضعه، ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر، فإنه يموت ويصلي الناس عليه. فإن رأى الوالي كأنه يؤم الناس عزل وذهب ماله. ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك، وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس. ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإن انقطعت عليه صلاته انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه، وإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج. وإن صلى صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره، فإن كان القوم قد جعلوه إماماً فإنه يرث ميراثا. فإن رأى كأنه يؤم الناس، ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئاً ولا يجده. ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام ويكون له صيت من جهة قرضه أو صدقة.
الجمعة
من رأى في المنام أنه في يوم جمعة فإن اللّه تعالى يجمع أموره المتفرقة، وينقله من العسر إلى اليسر، وتأتيه البركة. فإن رأى أن الناس يصلون صلاة الجمعة في المسجد وهو في بيته أو حانوته يسمع صوت التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم، ويظن أن الناس قد رجعوا من الصلاة، فإن كان والي تلك الكورة يعزَل منها. فإن رأى أنه يحفظ الصلاة فإنه ينال كرامة وعزا. وقيل: من رأى أنه يوم الجمعة فهو أمر يظن به خيراً. ومن رأى أنه يصلي الجمعة فإنه يسافر سفراً ممتنعاً، فيه فضل مال ورزق يناله، إن تمّت تلك الصلاة، فإن كان متصلاً بسلطان فإنه يؤثر بشيء، أو تُطَلب منه حاجة وتنجح. ومن رأى أنه يصلي الجمعة فإنَّه يتمّ له ما يريد ويبلغ ما يأمله. وصلاة الجمعة في المنام دليل على الفرح والسرور، وشهود الأعياد والمواسم والحج أو الاجتماع بحبيب، وقضاء حاجة يطلبها.
وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة. وهي تدل على حادث في ذلك المكان من حاكم أو سلطان. وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلّت الشمس أو القمر عليه. وربما دلّ ذلك على توبة الفاسق وإسلام الكافر، أو على موت عالم. ومن رأى أنَّه يصلي النافلة أو التطوع فإنها تدل على صلاح دينه وتمسكه بالسنة، أو أنه يقوم بأمر الآخرة، وصلاة النافلة دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال، وإن كان الرائي عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً رزق بولدين ذكرين، لقوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة). وإن صلّى تطوعاً لله تعالى وكان فقيراً استغنى ونال خيراً، أو تقرب إلى اللّه تعالى، وربما ألّف بين قوم لتشتت أهوائهم. وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم. وصلاة القضاء دالة على قضاء الدين، أو توبة الفاسق، أو إسلام الكافر، أو الوفاء بالنذر. وصلاة القاعد تدل على العجز والفشل والقناعة بما تيسر من الرزق، وربما دلّت على الإنذار بمرض والده أو أستاذه. وصلاة الاستغفار تدل في المنام على غفران الذنوب، فإن صلاها الناس دلّ ذلك على نزول الغيث، وإن كان المصلي فقيراً استغنى وإن كان عقيماً رزق أولاداً ذكوراً.
وصلاة التسابيح في المنام دالة على الهداية والدلالة على الخير وإدرار الرزق.
وصلاة الجمعة تدل للمصلي على ما يريد، أو على الفرح وشهود الأعياد، والمواسم والحج. وصلاة الجمعة مثل صلاة القصر تدل على السفر، أو على الفرج القريب والاجتماع بالحبيب.
وصلاة عيد الفطر في المنام دالة على قضاء الدين وشفاء المريض والتخلص من الشدائد وزوال الهموم. وصلاة عيد الأضحى تدل على تقليد الأمور وحفظ الوصية ووفاء النذر. وربما دلّت الصلاتان على ملاقاة الأعداء لأن ملاقاتهم تكون بالتكبير. ومن فقد شيئاً ورأى أنه في عيد عاد إليه ما فقده، فإن كان عيد الفطر فإنه يخرج من ضيق إلى سعة، وإن كان عيد الأضحى وكان مملوكاً عتق أو سجيناً تخلص من سجنه، وإن كان مديناً قُضيَ عنه دينه.
وصلاة الاستخارة في المنام تبدد وحيرة، وتدل على حسن العاقبة. وصلاة الغائب في المنام طلب ربح.
صلاة ربانية
إذا حلمت بترديد الصلاة الربانية فإن هذا ينبئ بأنك مهدد بأعداء في الخفاء وسوف تكون في حاجة إلى تحالف ودعم الأصدقاء للتغلب على الصعوبات.
إذا حلمت أن الآخرين يرددونها فإن هذا يدل على خطورة صديق.
" الصلاة الربانية: أبانا الذي في السماوات... " .
قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنّها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة، أو قضاء دين، أو اداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى. ثم هي على ثلاثة أضرب، فريضه وسنة وتطوع، فالفريضة منها تدل على ما قلنا، وأنّ صاحبها يرزق الحج ويجتلب الفواحش، لقوله تعالى: " إن الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ " .
والسنّة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره، وظهور اسم حسن له، لقوله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " . وشفقة على خلق الله تعالى، وعلى أنّه يكرم عياله ومن تحت يده، ويحسن إليهم، فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة، ويسعى في أمور أصدقائه فيورثه ذلك عزاً. والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم.
فإن رأى أنّه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنّه يقضي دينه. فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنّه يقضي نصف الدين أو نصف المهر، لقوله تعالى: " فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُم " .
فإن رأى كأنّه يصلي في جماعة مستوية الصفوف، فإنّهم يكثرون التسبيح والتهليل، لقوله تعالى: " وإنّا لَنَحْنُ الصَّافّونَ وإنّا لَنَحْنُ المُسَبِّخون " . فإن رأى كأنّه ترك صلاة فريضة، فإنه يستخف ببعض الشرائع
فإن صلى نحو المشرق، دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل، لأنه قبلة النصارى. فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر.
فإن رأى أنّه لا يهتدي إلى القبلة فإنّه متحيّر في أمره، فإن صلى إلى غير القبلة إلا أنّ عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القران كما يجب، رزق الحج. لقوله تعالى: " فَأيْنَمَا تَوَلوا فَثمَّ وَجْهُ الله " .
فإن رأى أنّه يصلّي بالنساء فإنّه يلي أمور قوم ضعاف. فإن أمَّ بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض، وينكر موضعه ذلك، ولا يقرأ في صلاته، ولا يكبر، فإنّه يموت ويصلّي الناس عليه.وكذلك إن رأت امرأة كأنّها تؤم بالرجال ماتت، لأنّ المرأة لا تقدم الرجال إلا في الموت. فإن رأى الوالي أنّه يؤم بالناس عزل وذهب ماله.
فإن رأى أنّ الناس يصلون الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم، ويظن أنّ الناس قد رجعوا من الصلاة، فإن والي تلك الكورة يعزل.
فإن رأى أنّه صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيراً ورزقاً، لقوله تعالى: " فإذا قُضِيَتِ الصلاةُ فَانْتَشِرُوا في الأرْض وَابتَغُوا مِنْ فَضْل الله واذْكُروا الله كَثِيرَاً لَعلّكُمْ تُفْلِحُون " .
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب: فإنّه بشارة، لقوله تعالى: " فَنَادَتْهُ المَلاَئكة وهو قَائِمٌ يُصلِّي فِي المَحْرابِ " . فإن كان صاحب الرؤيا امرأة ولدت ابناً.
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب صلاة لغير وقتها، فإنّ ذلك خير يكون لعقبه بعده. فإن رأى أنّه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثاً، فكل قطرة ابن بب وجيه يولد له. والمحراب في الأصل إمام رئيس.
ومن رأى كأنّه يصلي في بيت المقدس ورث ميراثاً أو تمسك ببر، وإن رأى أنّه على مصلى رزق الحج والأمن، لقوله تعالى: " واتّخِذوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيمَ مُصَلّى " . ومن رأى أنّه يصلي في بيت المقدس إلى غير القبلة، فإنّه يحج. فإن رأى كأنّه يتوضأ في بيت المقدس، فإنّه يصير فيه شيئاً من ماله. والخروج منه يدل على سفر وذهاب ميراث منه، إن كان في يده.
فإن رأى أنّه أسرج في بيت المقدس سراجاً أصيب في ولده، أو؟ إن عليه نذر في ولده يلزمه الوفاء به.
فأما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء والاستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق. ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه للأموات.
ن رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته،
من رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها، أو لا يصيب موضعاً يصليها فيه، فإنَّ ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا. ولو رأى أنّه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه، فإنّه لا يتم له أمره الذي يطلبه، إلاّ أن يرى أنّه قد أتم وضوءه سابقاً. ولو رأى أنّه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء، فإنّه بمنزلة من لم يتم وضوءه. وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره. فإن رأى التيمم بدد أن لا يقدر على الماء، فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.
من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة.
ومن رأى أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الاسلام وراء ظهره لقوله تعالى " فنبذوه وراء ظهورهم " وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقال بعضهم ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح.
ومن رأى أنه يصلي صلاة فائتة من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه، وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئا فإنه يسافر وإن كانت امرأة فانها تحيض، وقيل من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته.
ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك.
وقال جاحظ المعبر الصلاة على ثلاثة أوجه فريضة وسنة وتطوع فأما الفريضة فتدل على الحج والتجنب عن الفواحش والمنكر لقوله تعالى " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وأما السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكرهه والشهرة الحسنة والشفقة على ما خلق الله تعالى، وأما التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الاصدقاء والجار واظهار المروءة مع كل أحد.
وقال أبو سعيد الواعظ: الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا وتدل على ادراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو اقامة فرائض الله تعالى.
سورة الجمعة من قرأها يرزقه الله من علم الأولين ويشتهر به.
وقال الكرماني يحصل له قدر وحرمة وجاه وقيل يكون متهاونا في طلب رزقه ويفتح الله عليه أبواب الرزق.
وقال جعفر الصادق يرزقه الله التوفيق لفعل الخير.
وقيل من رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وقوم مجتمعون لا يأتون الصلاة فإنه يدعو قوماً للحق فيأبون ويكونون ظالمين لقوله تعالى " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " .
ومن رأى يوم الاحد واعتقد أنه يوم الجمعة يكون مصاحبا للنصارى، وقيل رؤيا الجمعة على حقيقتها خير ونعمة، ورؤيا السبت توقف على أمر، ورؤيا الأحد ابتداء أمر، ورؤيا الاثنين سعي في أمر وحصوله، ورؤيا الثلاثاء راحة من تعب، ورؤيا الأربعاء ثبات واستمرار وقيل غيظ وحصر، ورؤيا يوم الخميس خير وبركة وقيل رؤيا يوم الثلاثاء إذا اعتقد أنه الجمعة يكون مصاحبا لأهل الفساد، وإن رأى يوم الأربعاء كذلك يكون محبا لأهل البدعة ومن رأى يوما من الأيام وما عرف ما هو فليس بمحمود.
ومن رأى أن ذكره جمع حتى صار كالكبة فإنه يؤول على ستة أوجه مال وادخاره بحيث لا ينفع وقصر أولاده وعجزهم عن ادراك ما بلغه من المناصب ومولود فيه نقص وعاهة ونقص عمره وتعسير أموره وتكدر في جاهه، ومن رأى أن ذكره استحال فإنه عجز بعد قوة.
ومن رأى أنه جمع غائطا فإنه إن كان صاحب بستان أفاد ونتج بستانه وإن كان له دور جمع مستغلاتها.
وإن كان صاحب سلطان جمع مالا من جباية أو نحوها.
وإن كان فقيرا جمع مالا من صدقة.
ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول مال وكسب حلال، وقيل أنه وعد قريب يأتيه خير أو شر على حسب ما هو متوقع ذلك لقوله تعالى " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " وشرط فيما قلنا أنه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر.
وقال السالمي الصلب صلابة الإنسان وقوته فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما وأما الظهر فقوة الانسان وظهره وجاهه وسيده وهلاكه وأخوه وفقره وكبر سنه ومصيبته وركوبه، فمن رأى أنه حمل حملا ثقيلا على ظهره فإنه ارتكاب خطايا وأوزار لقوله تعالى " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " .