إذا حلمت بالأرض وكانت تبدو خصيبة فإن ذلك بشير خير ولكنها إذا كانت عقيمة وصخرية فإن هذا نذير إخفاق وقنوط.
إذا رأيت الأرض وكنت في محيط فإن هذا يشير إلى أن طرقاً فسيحة للنجاح والسعادة سوف تكشف عن نفسها لك.
من رأى أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء فإن كان فيها قحط يدل على الخصب، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية.
علو الشأن
يدل في المنام على انحطاط القدر. قال بعض العارفين: حب العلو على الناس سبب الانتكاس، ومن رأى أنه يريد أن يعلو على قوم فعلاً عليهم فإنه يستكبر ثمّ يذل ويخذل. وإن رأى أنه لا يريد العلو نال رفعة وسروراً.
وقال هشام لابن سيرين: رأيت كأنّ في يدي سيفاً مسلولاً وأنا أمشي، قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا. فقال ابن سيرين: هل بالمرأة حبل؟ قال: نعم. قال: تلد غلاماً إن شاء الله.
الأرض القفر: فقر، والوادي بلا زرع حج، لقوله تعالى: " رَبّنا إنّي أسْكَنْتُ مِنْ ذرّيتي بوادٍ غيرِ ذي زرع " ومن رأى أنّه يهيم في واد، فإنّه يقول ما لا يفعل، لقوله تعالى عن الشعراء: " أَلَمْ تَرَ أَنّهُمْ في كُلِّ وادٍ يَهيمونَ، وأنّهُمْ يقولونَ ما لا يَفْعَلون " .
سَرَب الأرض
هو في المنام مكر وخديعة، فمن حفر سرباً لإنسان فإنَّه يمكر به. فإن دخل الذي حفر السرب فيه رجع المكر عليه. ومن رأى أنه دخل سرباً ولم ير السماء دخلت اللصوص عليه وسرقوا متاعه، وإن كان مسافراً قُطع الطريق عليه، وإن توضأ للصلاة في السرب ظفر بمن سرق متاعه، وإن كان عليه دين قضاه اللّه تعالى، وإن كان مذنباً تاب اللّه تعالى عليه، وإن كان سجيناً فرج اللّه عنه.
في الأرض وجبالها وترابها وبلادها
وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها وحصونها ومرافقها ومفاوزها وسرابها ورمالها وتلالها وحماماتها وأرحيتها وأسواقها وحوانيتها وسقوفها وأبوابها وطرقها وسجونها وبيعها وكنائسها وبيوت نيرانها ونواويسها وما أشبه ذلك أما الأرض، فتدل على الدنيا لمن ملكها، على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها، وربما دلت الأرض على الدنيا، والسماء على الآخرة، لأنّ الدنيا أدنيت، والآخرة أخرت، سيما أنّ الجنة في السماء، وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها، وعلى أهلها وساكنها. وتدل على السفر، إذا كانت طريقاً مسلوكاً كالصحارى والبراري، وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها، ويرى أولها وآخرها. وتدل على الأمة والزوجة، لأنّها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى، فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها. وربما كانت الأرض أماً لأن خلقنا منها. فمن ملك أرضاً مجهولة، استغنى إن كان فقيراً، وتزوج إن كان عزباً، وولي إن كان عاملاً. وإن باع أرضاً أو خرج منها إلى غيرها، مات إن كان مريضاً سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة، وافتقر إن كان موسراً، سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ، أو خرج من مذهب إلى مذهب، إن كان نظاراً. فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة، انتقل من بدعة إلى سنة، وإن كان على خلاف ذلك، فالأمر على ضده، وإن رأى ذلك مؤمل السفر، فهو ما يلقاه في سفره، فإن رأى كأنّ الأرض انشقت فخرجٍ منها شاب، ظهرت بين أهلها عداوة، فإن خرج منها شيخ، سعد جدهم ونالوا خصباً، وإن رآها انشقت فلم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء، حدث في الأرض حادثة شر، فإن خرج منها سبع، دل على ظهور سلطان ظالم، فإن خرج حية، فهي عذاب باق في تلك الناحية. وإن انشقت الأرض بالنبات، نال أهلها خصباً، فإن رأى أنّه يحفر الأرض ويأكل منها، نال مالاً بمكر، لأنّ الحفر مكر، فإن رأى أرضاً تفطرت بالنبات وفي ظنه أنّه ملكه وفرح بذلك، دل على أنّه ينال ما يشتهي ويموت سريعاً، لقوله تعالى: " حتّى إذا فَرِحوا بما أوتوا أخَذْناهُم بَغْتَةً " .
ومن تولى طي الأرض بيده، نال ملكاً، وقيل إن طيء الأرض أصاب ميراثاً.
وضيق الأرض ضيق المعيشة. ومن كلمته الأرض بالخير، نال خيراً في الدين والدنيا، وكلامها المشتبه المجهول المعنى، مال من شبهة.
ومن رأى أن صاعقة وقعت في بلد وأحرقت أرضها فإن ذلك سلطان ينزل في ذلك المكان أو يحدث فيها فساد أو حرب أو غلاء شديد أو أمراض تعم أهل ذلك المكان، وإن وقعت بغير نار فهي ملك مقبل يظن بالناس سوءا وينجون من بأسه.
ومن رأى أن الأرض انشقت وخرج منها دابة تكلم الناس فإنه يرى منها عجبا يتعجب الناس منه؛ وربما دلت على قرب أجله لقوله تعالى " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم " ، وربما كان الرائي عنده شك في البعث لتمام الآية " أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " .
دابة الأرض
إذا خرجت في المنام دلّت على أن الرائي يتجسس الأخبار للملوك. وربما دلّ ظهورها في العالم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر الموحدين وهلاك المنافقين.
سقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف. وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه، وليس يرجى صلاحه ولا حياته. وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها. وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق، فإنه لا يرجى. والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه، وصلاحه وإفاقته لأنّه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه. والمخطوف كخطف الموت.
فمن رأى أنه يحفر في أرض فلينظر في ذلك الباب فيجد ما رآه لأننا نحن ذكرنا الأرض وما يتعلق بها، وأما الردم فإنه على أوجه وقد تقدم ذكر ردم القبور والحفر في فصوله وأبوابه، وأما ردم ما ذكر ههنا من الأنواع المتفرقة فإنه رجوع عن أمر، وقيل الحفر سفر والردم اقامة ولا خير فيمن يرى الردم إذا كان ضعيفا أو عنده مريض.
ومن رأى أن السحاب سقط على الأرض فإنها سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أعداء على تلك الأرض، إن كان مع السحاب ريح شديد أو ظلمة أو ما يكره في التأويل.
وأما العلو فيؤول على وجهين إن كان من أهل التقوى والخير فإنه جيد في حقه، وإن كان من أهل الفسق والفساد فإنه ان علا وارتفع على أحد فإنه يدل على أنه يعلو في الدنيا ثم يهان ويذل لقوله تعالى إخبارا عن فرعون " إن فرعون علا في الأرض " .
ومن رأى أن عمارات خسفت بها الأرض ثم التفت حتى لا يكاد يرى من ذلك شيئا فإنه يدل على حصول فناء عظيم يذهب أكابر القوم حتى لا يبقى لهم أثر، وكذلك إن خسفت بأشجار ونخيل والله تعالى أعلم بالصواب.
إذا حلمت أنك تسكن في بيت تحت الأرض فتفسيره أنك مهدد بخسارة سمعتك وثروتك. وإذا حلمت أنك تركب في قطار تحت الأرض " الميترو " فسوف تنهمك في بعض المشاغل الخاصة التي ستسبب لك القلق والهموم.
كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدنيا والدين، ومن كلمته الأرض بكلام فيه توبيخ فليتق اللّه تعالى فإنه مال حرام. فإن رأى أرضاً طويت على الناس فيقع هناك موت، أو قتال بموت فيه أقوام بقدر الذي طويت عليه، أو ينالهم ضيق أو قحط أو شدة.على الأرض أو أنه ينفض يده من التراب فإنه يفتقر، وإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب. ومن رأى أنه يغيب في الأرض ولم يرى هناك حفرة، فإن ذلك سفر في طلب الدنيا، يموت في ذلك السفر. ومن رأى أن الأرض طويت له فإنه يموت سريعاً. ومن رأى أنه ينتقل من أرض إلى أرض ذاهباً وعائداً طاف على امرأته أو جاريته. ومن رأى الأرض ابتلعته وخسفت به فإن كان شريراً فإن ذلك عقوبة تنزل به. ومن رأى أن الأرض ابتلعته من غير خسف فإنه يسافر سفراً بعيداً. ومن رأى أن الأرض تزلزلت وأصابها خسف فإن ذلك بلاء ينزل بتلك الأرض من سلطانها أو أن ذلك برد أو حر أو قحط أو خوف شديد. ومن رأى أن الأرض انشقت وخرجت منها دابة تكلم الناس فإنه يرى شيئاً يتعجب منه، وربما دلّ ذلك على قرب أجله، وربما كان ذلك آية عظيمة عامة تظهر للناس ليعتبروا. والأرض تدل على الدنيا على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها. وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها وعلى أهلها وسكانها. وإن رأى كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ظهر بين أهلها عداوة، فإن خرج شيخ سعدوا ونالوا خصباً، وإن انشقت ولم يخرج منها شيء، ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادث شرير، فإن خرج منها سبع دلّ على ظهور سلطان ظالم، فإن خرجت منها حية فهي عذاب مستمر في تلك الناحية، فإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصباً، فإن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالاً بمكر وإن الحفر مكر. ومن تولى طي الأرض بيده نال ملكاً. وقيل: إن طي الأرض لمن أصابه ميراث. وضيق الأرض ضيق المعيشة. ومن كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدنيا والدين، ومن كلمته الأرض بكلام فيه توبيخ فليتق اللّه تعالى فإنه مال حرام. فإن رأى أرضاً طويت على الناس فيقع هناك موت، أو قتال بموت فيه أقوام بقدر الذي طويت عليه، أو ينالهم ضيق أو قحط أو شدة.
فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون، لأنّها ودائع الله في أرضه، أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم، فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله، فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها، وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنسلها ومطالعتها والظفر بها، فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام، دل ذلك على ما يظهر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام، فإن كان سلطاناً في بحر عدوه أو معروفاً بالجهاد، فتح على عددها مدناً من مدن الشرك وسبى المسلمون منها وغنموا، وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً، كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد، لأنّ الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه، ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة.
العلو: فمن رأى كأنه يريد أن يعلو على قوم فعلا، فإنه يستكبر ثم يذل، لقوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين). وإن رأى كأنه لا يريد العلو، نال رفعه وشرورا.
ومن رأى أن له أرضا متسعة وبها حفر كثيرة حتى لا يستطيع السالك أن يمر بها فإنه يؤول على امرأة كثيرة الفساد والمكر والخديعة وبها عيوب كثيرة فليحذر الرائي منها.
نادرة روى أن رجلا اشترى أرضا فرأى ابن أخيه يمشي فيها ويطأ على رؤوس الحيات فأتى معبرا وقص رؤياه عليه فقال إن صدقت رؤياك لا تغرس في تلك الأرض شيئا إلا يصير حيا.
وأما الأرضة فإنها تؤول بالنقص في جميع الأشياء فمن رأى أن أرضة تأكل في كتبه أو ورقه فإنه لا خير فيه وكذلك إذا أكلت طعاما أو غيره وقيل إن الهوام جملة تعبر على قدر جوهرها)
وقوتها وسلاحها ومضرتها فليعتبر الرائي ما يراه ولينظر في معناه وهي جملة والله أعلم بحقيقة الحال.
رؤية الأرض)
ومن رأى أنه ملك أرضا معروفة فإنه يصيب امرأة خطرها في النساء بقدر سعة الأرض وإن كانت الأرض مجهولة فإنه يصيب دنيا بقدر الأرض وسعتها وربما كانت الأرض أما أو زوجة ومن رأى أنه في أرض واسعة لا يعرفها فإنه يسافر سفرا عاجلا ومن رأى أنه يضرب الأرض بشيء فإنه يسافر سفرا يبتغي الرزق فيه ومن رأى أنه باع أرضا وخرج منها إلى غيرها فإن كان مريضا مات أو موسرا افتقر ومن رأى أنه يأكل من الأرض فإنه يصيب مالا بقدر ذلك ومن رأى أن الأرض ابتلعته فإنه يسافر ومن رأى أنه في سوق من الأسواق يتجر فيها فإنه يعمل عملا حسنا يؤجره الله عليه ومن رأى أن السوق عامر بالناس فإنه ينفق متاعها ويكثر أربابها وإن رآها خالية أو مغلقة فإنه ضد ذلك ومن رأى أنه جلس في حانوته فإنه يستفيد خيرا ومن رأى أن حانوته انهدم فإن كان عنده مريض مات وإلا تعذر عليه أمره وكسدت سوقه
من رأى أن نجما سقط في الأرض فإنه سقوط جليل القدر، وإن كان له غائب قدم إليه، وإن كان عنده حامل فتعبير ذلك النجم، أو كان مذكرا تضع ولدا ذكرا وإن كان مؤنثا تضع بنتا.
وقيل من رأى أرضا مخضرة حرثت أو يبست فإنه يصيب خيرا، وربما دلت رؤيا الزرع على أعمال الناس فإن كانت مخضرة فإنها أعمال صالحة، وإن كان غير ذلك فتعبيره ضده.
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أعطي مفاتيح خزائن الأرض .
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على المبيت ثم أنصرف إلى المنبر فقال:
(إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ماخاف عليكم أن تشركوا بعدي
ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلام وبينما أنا نائم إذ جئ بمفاتيح خزائن الأرض
فوضعت في يدي) فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: لقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتشلونها .
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): قال أهل التعبير: المفتاح مال وعز وسلطان فمن رأى أنه فتح بابا بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس وإن
رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطانا عظيما .
ونقل عن الخطابي أنه قال: المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة .
وقال غيره: بل يحمل على أعم من ذلك قال الحافظ: ومفاتيح خزائن الأرض المراد منها ما يفتح لأمته من بعده من الفتوح وقيل: المعادن . قلت: وهذا
هو المطابق للواقع في زماننا كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وقال الحافظ في الكلام على قوله وأنتم تنتشلوها من النثل بالنون والمثلثة أي تستخرجونها تقول: نثلت البئر إذا استخرجت ترابها .
وقد ظهر مصداق حديثي عقبة وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في زماننا حيث ظهرت ابار البترول والماء البعيد في أعماق الأرض وما ظهر أيضا من معادن الذهب
وغير ذلك من خزائن الأرض التي لم يتمكن الناس من الوصول إليها إلا في هذه الأزمان .