رايت جدتي في المنام للمره الثالثه وهي توفيتْ قًبل اقل من شهر وهي مريضه علي السرير في بيت اختها وسمعت صوت بكاء وذهبت وقالو لي انها توفيت فلما دخلت عليها وجدتها تتنفس وطلبت مني ان اقرء لها القران فقرات اية الكرسي وهي ترددها ورائي ثم طلبت ماء فاعطيتها وشربت ثم قالت انها تريد ان تنام فتركتها لتنام
وخلاصة ماتم نشره حول تفسير رؤية الميت في المنام من خلال أفضل إجابة
وهو إصابة مال من كثرة انفاقه في غير طاعة الله تعالى لقوله تعالى " يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوى بها " الآية وربما دل على بخل صاحبها وقيل الكي كلام موجع، وربما كان لذوي المناصب ثباتاً في الأمور، وربما دل الكي على التزويج والسفر وللنسوة على الولادة.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " من رأى أنه يشرب لبناً فهو الفطرة " . قال الأستاذ أبو سعد: رؤية اللبن في الثديين للرجال والنساء مال، ودر اللبن منها سعة المال فإن رأت امرأة لا لبن لها في اليقظة، أنها ترضع صبياً أو رجلاً أو امرأة معروفين،فإن أبواب الدنيا تنغلق عليها وعليهم. وقال بعضهم من رأى كأنّه ارتضع امرأة، نال مالاً وربحاً. ومن رأى كأنّه شرب لبن فرس أو رمكة أحبه السلطان ونال منه خيراً.وألبان الأنعام مال حلال من السلطان.
وأما الجنائز فمن رأى أن جماعة ماشين في جنازة فإنه يدل على أن صاحب الجنازة يسود على تلك الجماعة أو على مقدارهم من الناس لكنه يقهرهم ويظلمهم ومن رأى أنه سقط من جنازته فإنه يقع من مرتبته وعزه وجاهه ومن رأى أنه حامل جنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال ومن رأى الناس يزدحمون على جنازته وهو مرفوع على أيديهم فهو ينال سلطانا ورفعة ومن رأى الناس يبكون خلف جنازته حمدت عاقبته وكذلك إن أثنوا عليه ودعوا له ومن رأى جنازة في سوق فإنه يدل على نفاق السلع التي بذلك السوق ومن رأى أن جنازة تسير في الهواء فإنه يدل على موت رجل كبير ومن رأى جنازة تسير على الأرض وهو موضوع بها فإنه يركب في سفينة ومن رأى أن جنازة كبيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يركبون الفواحش
وأما اللسان: فترجمان صاحبه، ومدبر أمره، المؤدي لما في قلبه وجوارحه، من صلاح أو فساد، يجري ذلك على ترجمته بما ينطق. فإذا كان فيه زيادة من طول أو عرض أو انبساط في الكلام عند الحجج، فهو قوة وظفر. وإن رأى كأن لسانه طويلاً لا على حال المخاصمة والمنازعة، دل على بذاءة اللسان. وقد يكون طول اللسان ظفر صاحبه في فصاحته ومنطقه وعلمه وأدبه وعظته. فإن رأى الإمام كأنّ لسانه طال، فإنه يكثر أسلحته، ويدل على أنّه ينال مالاً بسبب ترجمان له. واللسان المربوط في التأويل، دليل على الفقر ودليلِ المريض. فإن رأى كأنّه نبت على لسانه شعر أسود، فهو شر عاجل. وإن كان شعراً أبيض فهِو شر آجل. فإن رأى كأنّ له لسانين، رزق علماً إلى علمه، وحجة إلى حجته وظفراً على أعدائه. وقيل المعتدل المقدار في الفم الصحيح، محمود لجميع النالس.
تأويل رؤيا جهنم نعوذ ب الله منها
أخبرنا أبوعمرو محمد بن جعفر بن مطر، قال: حدثنا حمد بن سعيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكرابسي، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الحكم بن ظهير، حدثنا ثابت بن عبد الله بن أبي بكرة عن أبيه عن جده، قال: من رأى أنّه يحرق، فهو في النار. فإن رأى كأنّ ملكاً أخذ بناصيته فألقاه في النار، فإنّ رؤياه توجب له ذلاً. فإن رأى مالكاً خازن النار طلقاً بساماً، سر من شُرطي أو جلاد أو صاحب عذاب السلطان. فإن رأى النار من قريب، فإنّه يقع في شدة ومحنة لا ينجو منها، لقول الله تعالى: " وَرَأى المجْرِمُونَ النّارَ فَظَنّوا أنّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ولمِ يَجدوا عَنْها مَصْرِفا " . وأصابه خسران فاحش، لقوله عزّ وجلّ: " إنّ عَذَابَها كَان غَرَامَا " . وكانت رؤياه نذيراً له ليتوب من ذنب هو فيه.
وشعر الرأس: مال وطول عمر، والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا، فإن رآها صاحب صلاح على رأسه، فهو زيادة ووقاية وهيبة له. وإن رآها غني فهوِ ماله. رآها فقير فهي ذنوبه. وحسن شعر الرأس شرف وعز، فإن رأى شعره جعداً وسبطاً فإنّه يشرف ويعز. فإن رأى شعره الجعد سبطاً فإنّه يتضع ويصير دون ما كان. وإن رآه سبطاً طويلاً متفرقاً، فإنّ مال رئيسه يتفرق، وإن كان ناعماً ليناً فإنّه زيادة مال رئيس وقيل من رأى كأن له شعراً طويلاً وهو مسرور به، فإنّه محمود وخاصة في النساء، فإنّهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة.
وكان ابن سيرين يكره بياض الشعر للشاب، ويقول الشيب الافتقار والهم إذا طال الشعر. فإن رأى ذلك فقير اجتمع عليه مع فقره دين، وربما حبس. فإن رأى: أنه نتف شيبه، فإنّه يخالف السنة ويستخف بالمشايخ، فإن رأى شاب في شعره بياض فإنه قدوم غائب عليه. وقيل إنّ الشيب في التأويل، زيادة وقار ودين. وقيل هو زيادة عمر لقوله تعالى: " ثمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً " . وقيل إنّ من رأى رأسه أشيب، فإنّه يولد له، لقوله تعالى: " واشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْبَا " .
وحكي أنّ الحجاج بن يوسف رأى كأنّ رأسه ولحيته قد ابيضا، فلقي عبد الملك بن مروان همّاً وغمّاً، وتغير في أمره. وأما المرأة إذا رأت شيب جميع رأسه دلت رؤياها على فسق زوجها. فإن كان زوجها صالحاً، فإنّه يغايرها بامرأة أخرى جارية. وإن لم يكن كذلك فإنّه يصيبه منها غم أو حزن. وأما الذؤابة للرجل، فإنّه ابن مبارك إن كان متزوجاً، وإن كان عزباً فهي جارية جميلة يشتريها بعدد كل ذؤابة وكذلك هي للمرأة ابن رئيس، وتدل على خصب السنة، وأما سواد شعر المرأة، فيدل على شيئين: أحدهما محبة زوجها لها، والثاني استقامه أحوال زوجها. فإن رأت امرأة كأنّها كشفت شعرها، فإنّ زوجها يغيب عنها. فإن رأت كأنها لم تزِل مكشوفة الرأس، فإن زوجها لا يرجع إليها. وإن لم يكن لها زوج، لم تتزوج أبداً، فإن رأت شعرت كثيفاً وأبصر الناس ذلك منها، فإنّها تفتضح في أمر.
ومن رأى شيثاً يكون عيشه طيباً ويحصل له مال وأولاد، وقيل من رأى شيئاً فإنه يدل على أنه وصى ومقدم على أمور عظام وانه يوفي بالوصية ويؤديها حقها لأن شيثاً كان وصيا على وجه الأرض.
وقيل لو رأت امرأة أنَّ ميتاً نكحها فإنها تصيب خيراً من موضع لا ترجوه، كما أنّ الميت لا يرجى، وكذلك نكاح الرجل الميت. ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمراً من غير وجهه.
ومن رأى موسى عليه السلام فإنه يبتلي بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى " ووهبنا له أخاه هارون نبيا " وقال بعضهم يهلك في تلك الديار سلطان ظالم، وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه، وإن كان في بحر ينجو سالما، ومن أعطى له عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقا وينجو مما يخاف، ومن أعطى سيف على يرزق الشجاعة حقا.
إن تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنها حية، وحولها إلى منزله، فإنه يعمل عملا يندم عليه، فإن وطئها وتلطخ من مائها. فإنه نادم من عمل في خسران وهم، وتحمد عاقبته، وينال خيرا بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر.
الصبي: في التأويل، فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة. فإن رأى رجل كأنّه صار صبياً، ذهبت مروءته. إلا أنّ رؤياه تدل على الفرج من هم فيه. فإن رأى كأنّه يحمل صبياً، فإنّه يدير ملكاً. ومن رأى كأنّه يتعلم في الكتب القرآن الأدب، فإنّه يتوب من الذنوب. ومن رأى كأنّه ولد له جملة من الأولاد دلّت رؤياه على هم، لأنّ الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ في حجري صبياً يصيح.فقال: اتق الله ولا تضرب بالعود. وقيل من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده، فهو زيادة ينالها أو يغتم. وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة.
وأما العنْق: فموضع الأمانة، وزيادتها زيادة في الدين وأداء الأمانة، ونقصانها نقصان في أداء الأمانة: فإن رأى كأنّ فى عنقه حيه مطوقة، فإنّه لا يزكي ماله، لقوله تعالى: " سَيُطًوّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ " . فإن رأى كأنّ ودجيه انفجرا دماً، فإنّه يموت. فإن رأى الإمام في عنقه غلظاً، فهو قوته في عدله، وقهره لأعدائه، والغلظ في القفا قوة علىِ ما قلّده الله، وحسن القفا يدل على الفرار والهرب. وشعر القفا يدل على أنّ له مالاً وعليه مال. وحلق القفا أداء الأمانة وقضاء الدين. فإن رأى كأنّ لا شعر عليه، دل على إفلاسه. ورأى رجل كأنّ عنقه لا بطويل ولا بقصير، فقص رؤياه على معبر، فقالط: إن كنت سيئ الخلق حسن خلقك، وإن كنت شجاعاً ازدادت شجاعتك، وإن كنت رديء الطبع كرمت.
وأما الساعدان: في التأويل، فقريبان أو صديقان مثل الأخ والولد البالغ، ينتفع منهم ويعتمد عليهم. فإن رأى رجل امرأة حاسرة الذراعين، فإنّها الدنيا، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج. والذراع إذا ألمت، فإنّها تدل على حزن، وبطلان الأشياء التي تعمل باليد، وعلى عدم الخدم. والشعر على الذراعين دين.
وانبساط الكف: سعة الدنيا، وانقباضها ضيق الدنيا، والشعر على الكف دين وحزن. وقيل: هو مال ينبو عن يده. والشعر على ظاهره الكف، ذهاب مال.
والبصاق: فهو مال الرجل وقدرته. فمن رأى أنّه يبصق، فإنّه يقذف إنساناً. فإن كان مع البصاق دم، فهوكسب من حرام. فإن بصق على حائط فإنّه ينفق ماله في جهاد، أو يشغل ماله في تجارة. فإن بصق على الأرض، اشترى ضيعة أو أرضاً.فإن بصق على شجرة، نكث عهداً أوحنث في يمين. فإن بصق على إنسان، فإنه يقذفه.
والبصاق الحار، دليل طول العمر. وأما البارد فدليل الموت.
إن رأى أنّه دخل جهنم: ثم خرج منها في يومه ذلك، فإنّ ذلك براءة أصحاب المعاصي والكبائر، وذلك نذير ينذره ليتوب ويرجع. فإن رآها ولم يصبه مكروه منها، فإنَّ ذلك من غموم الدنيا وبلاياها، يصيبه من ذلك على قدر ما يناله منها أو رآه. فإن رأى أنّه لم يزل فيها لم يدر متى دخلها، فذلك لا يزال مضيقاً عليه متفرقاً أمره مخذولاً ذليلاً حتى يخرج منها. فإن رأى أنّه يأكل من طعامها أو شرابها أو ناله من حرها أو أذى من خزانها. فإنّ كل ذلك أعمال المعاصي منه. وقال القيرواني: أما من أدخل جهنم، فإن كان كافراً مريضاً مات، وإن كان مؤمناً تقياً مرض واحتم، لأنّ الحمى من فيح جهنم، وافتقر وسجن. وإن كان سوقياً أتى كبيرة، أو داخل الكفرة والفجرة في دورهم، أو خالطهم في أعمالهم وأسواقهم. وقال إنَّ دخول الجنة للحاج، يتم حجه ويصل إلى الكعبة بيت الله المؤدية إلى الجنة. وإن كان كافراً أو مذنباً رأى ذلك في غيره، أسلم من كفره وتاب. وإن كان مريضاً مات المؤمن من مرضه، وأفاق الكافر من علته، لأنّ الجنة آخرة للمؤمنين، والدنيا جنة الكافرين. وإن كان عزبَاً تزوج امرأة، لأنّ الجنة دار الزواج والإنكاح. وإن كان فقيراً استغنى، وقد يرث ميراثاً. ويدل دخولها على السعي إلى الجماعة، أو إلى دار علم وحلق ذكر وجهاد ورباط، وإلى كل مكان يؤدي إليها.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ويحيى عن محمد بن إبراهيم العدوي، عن أبي عمرو عبد الرحمنِ بن أبي وصافة، عن أبي القاسم البزار، قال: قال علي بن الموفق: حججت نيفاً وخمسين حجة، وجعلت ثوابها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم، ولأبوي، وبقيت حجة واحدة. قال: فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم، فقلت اللهم إن كان في هؤلاء واحد لم يتقبل حجة فقد وهبت له هذه الحجة، ليكون ثوابها له. قال فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي تبارك وتعالى في المنام، فقال: يا علي بن الموفق عليّ تسخى؟ قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم معهم وأضعاف ذلك، وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه، وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة.
وقال بعضهم: رؤيا القمر تدل على ولادة ابن لملك ذلك المكان فإن رأى للقمر نوراً زائداً يدل على طول حياة ذلك المولود إن رأى أنه بدر يكون عمره وسطاً، وإن رآه ناقص النور يكون عمره قصيراً.
قال ابن سيرين من رأى الصاعقة سقطت يلحق أهل ذلك المكان بقدرها عذاب من الله لقوله تعالى " ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا " فينبغي لهم أن يتوبوا من ذنوبهم إلى الله تعالى.
وقال الكرماني من رأى النبي فرحا مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة وربما يجد يعدها فرجاً، وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئا من نبي يصيب نصيبا من علم ذلك النبي ويكون مسرورا.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الأنبياء أو أحد منهم يؤول على أحد عشر وجهاً رحمة ونعمة وعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وقوة أهل السنة والجماعة والخير في الدنيا والآخرة وراحة لأهل ذلك المكان.
من رأى أحداً من أصحاب الوظائف الدينية فهو خير وبركة ونعمة وإن كان من أصحاب الوظائف الدنيوية فازدياد رزق وتجديد أمر وقيل شروع في مهم وإن كان من أرباب البيوت فتعبيره قريب من شغله مثاله البيا البابية فنظافة وصلافة، والشريدارية أمانة ونظافة، والفراشين ذهاب غم وأنس ما لم يصدر منهم كنس فإن صدر فليس بمحمود وسيأتي بيانه، والركبدارية شجاعة وإقدام وقيل وكذب وإفساد وفلسفة كذلك خدام الاصطبل، وأما الهجانة فعلى وجهين إما بشارة وإما مصيبة، وإما المبردارية والكلانرة فلا خير ولا خيرة وقيل نجاسة في الأثواب، وأما رؤيا الطيور فيأتي تعبيره في بابه وأما رؤيا جماعة المطبخ فكثرة كلام يقع وتعب في طلب الرزق، وأما السقاؤون فديانة وتقي وخصب وربما يعمل عملا حسنا، وأما البوابون فمن رأى أنه صار بوابا ولم يعاين الباب فإنه تقضي حوائجه خاصة والله أعلم بالصواب.
ومن رأى بقرا كثيرا ذكورا وإناثا مختلفة الألوان تمشي وتخوض في ذلك المكان فإنه يدل على حصول المرض في تلك السنة في ذلك المكان خصوصا إن كانت عجافا وإن كانت سمينة فإنها تدل على الرخص وخصب السنة.
ومن رأى أنه خرج من أنفه ذبابة أو ما يشبهها يدل على أنه يولد له مولود وإن رأى أنه دخل أنفه شيء من ذلك فليس بمحمود ومن رأى بأنفه زكاما فإن أموره تتعقد وليس ذلك بمحمود ومن رأى أن أنفه قطع فإنه انحطاط منزلة أو موت عاجل أو نازلة تكون بها فضيحته أو موت ولد أو زوجة ومن رأى أن أنفه كبر دل على عظيم المنزلة وزيادة الشرف ومن رأى أنه شم رائحة طيبة فإن كانت زوجته حاملا فإنها تأتي بولد سار وربما يكون فرجا من هم وغم وإن كانت الرائحة كريهة فتعبيره ضد ذلك ومن رأى أنه ليس له أنف فإنه يدل على موت أقاربه السرور والفرح ومن رأى أن لون وجهه مصفرا فإنه يؤول على ثلاثة أوجه مرض وعزل وخوف ومن رآه مسودا فإنه يدل على حصول هم وغم وقيل يولد له ابنة ومن رأى وجهه مبيضا حسنا فإنه بشارة بحسن حاله وصلاح دينه ومن رأى أحد عبس في وجهه فإنه يرى ما يكره منه وإن عبس هو في وجه غيره فإنه يحصل منه مكروه
فإن رأى كأن أقواما معروفين قاموا من موضع لابسين ثيابا جددا مسرورين، فإنه يحيا لهم وتعقبهم أمور ويتجدد لهم إقبال ودولة فإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة، فإنهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش.
وأما الفخذ: فعشيرة الرجل، فإن رأى أنّ فخذه قطعت وبانت، فإنّه يتغرب عن قومه وعشيرته، حتى يكون موته في الغربة، لأنّ الفخذ إذا قطعت وبانت لا ينجبر صاحبها ولا يلتئم، فلذلك لا يرجع إلى قومه أبداً. فمن رأى كأنّ فخذيه نحاساً فإنّ عشيرته تكون جريئة على المعاصي.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت، وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر. فقال: أنت رجل عليك دين يؤدّيه عنك رجل من قرابتك.
والرجل: قوام الرجل وماله ومعيشته التي عليها اعتماده، وربما كانت الساق عمر صاحبها. فإن رأى أنّ ساقه من حديد، طال عمره وبقي ماله. وإن رأى أنّ ساقه من قوارير، لم يلبث أن يموت ويذهب ماله، وقوامه، لأنّ القوارير لا بقاء لها. فإن رأى. رجله قطعت، ذهب نصف ماله. فإن قطعتا جميعاً ذهب ماله وقواه، أو مات كل ما بانت منه. وقيل الرجلان الأبوان، والمشي حافياً يدل على التعب والمشقة، وقيلِ من رأى له أرجلاً كثيرة، فإن كان مسافراً سهل عليه سفره، ونال خيراً. وإن كان فقيراً نال ثروة، وإن كان غنياً مرض. ورؤية الرجلين مخضوبتين منقوشتين، للرجل موت الأهل، والمرأة موت بعلها. ومن رأى كأنّه رفع ساقاً ومد ساقاً فالتفت إحدى ساقيه بالأخرى، فإنّه قرب أجله، ويلقاه أمر صعب. ويدل على أنّ صاحب الرؤيا كذاب. ورؤية الرجل ساق امرأة دليل على التزوج. وكشف المرأة عن ساقها حسن دينها وإصابتها أمراً خيراً مما كانت فيه.
والودي: مال لا بقاء له مع ندامة. وأما المني: فهو مال باق زائد. فمن رأى كأنّه سال منه مني، ظهر له. فإن رأى أنه يلطخ امرأته بذلك، أعطاها حلياً أو كسوة. فإن رأى عنده مني غيره، صار إليه مال غيره. والجرة من المني، كنز يصيبه من أصابها. فإن رأى أنّه تلطخِ بمني المرأة، انتفع منها. وخروج ماء أصفر من فرج المرأة، يدل على أنّها تلد ولداً ممرِاضاً. فإن خرج ماء أحمر، ولدت ولداً قصير العمر. فإن خرج ماء أسود، ولدت ولداً يسود أهل بيته. فإن خرج من فرجها نار، كان الولد ذا سلطان وجور وظلم. فإن رأت أنّها ولدت سمكة وهي حبلى، فقد قيل انّه ولد طويل العمر، وقيل انّه ولد قصير العمر. فإن رأى رجل كأنّه حائض. فإنّه يأتي محرماً. وكذلك المرأة الشابة، إذا رأت كأنّها اغتسلت من الحيض، تابت ونالها فرج. وأما إذا أيست من الحيض ورأت الحيض، فهو ولد لقوله تعالى: " فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاها بِإسْحَقَ " . والضحك هنا بمعنى الحيض، فإن رأت أنّها تستحاض، فإنّها في إثم وتريد أن تتخلص منه فلايمكنها.
ومن رأى سليمان فإنه يعلو قدره ويصل إلى مرتبة السلطان ان كان ممن يليق به ويزداد ماله ونعمته وقيل نفاذ أمر وحصول خير على كل حال، وقيل من رأى سليمان فإنه يدل على السفر والرجوع عنه عن قريب وربما ينال سلامة لاشتقاق الاسم.
فتعبيرها على وجوه بشارة وخير وبركة وفوز وشفاء وأداء دين وتيسر أمر عسير وقضاء حاجة وضياء وخلاص من هم وغم وظفر على الأعداء وزيادة رزق لقوله تعالى " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله " الآية، وقيل ان الزكاة تزكو في المال والمواشي فمن رأى أنه يأخذ الزكاة فهو حصول منفعة وقيل افتقار.
وقال دانيال عليه السلام رؤيا غائط الإنسان مال حرام، وروث الحيوان على وجهين أما الحيوان الذي يؤكل لحمه فمال حلال من كسب أو غنيمة أو اخراج جزية أو أجرة أو صدقة أو ما يجري مجراها أو هبة، وأما الحيوان الذي لا يؤكل لحمه سواء كان ذا ناب أو مخلب فمال حرام من جهة مظلمة.
ومن رأى أن الميت يجامع شيئا من أموات الحيوان فهو على وجهين خير ومنفعة أو أمر مكروه وقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الأموات في فصل الجماع لئلا يصير الفصل خاليا من هذا المعنى.
ومن رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه يكون رجلا أمينا صادقا كثير الخير ومن رأى عمر بن الخطاب صار طويل العمر قوالا للحق وربما رزق الاعتمار بالبيت والطواف ومن رأى عثمان بن عفان صار خيرا فاضلا وربما قتل ظلما ومن رأى علي بن أبي طالب صار عاليا رفيع المكان ورعا شجاعا متصدقا وربما وقعت في الموضع فتنة ومن رأى أحدا من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا
ومن رأى كنيسة أو ديرا أو ما أشبه ذلك فتعبيره رجل كذاب يضر الناس بأفعاله ومن رأى أنه يقيم في شيء من ذلك فإن كان من أهل الصلاح فهو خير له وإن كان من أهل الفساد فلا خير فيه وقيل من رأى أنه فعل في كنيسة ما يوافق أهلها فإنه ارتكاب جرائم
ومن رأى أن الجن يوسوسون في صدره فإنه يدل على اجتهاده بعبادة الله تعالى واشتغاله بالطاعات ومن رأى أن جنيا خطف ثوبه فإن كان عاملا يعزل أو فلاحا يصيبه أذى ومن رأى أن خلفه جنيا فإنه يدل على ظفر الأعادي ومن رأى أنه قادر على الجن وهم مطيعون له فإنه يدل على حصول الشرف ومرتبة السلطنة ومن رأى أنه قيد جنيا فإنه يظفر على العدو ومن رأى أنه في أيدي الجن فإنه يدل على فصاحته ومن رأى أنه يعلم الجن القرآن فإنه حصول رياسة ومن رأى أن جنيا دخل داره فإن اللصوص يدخلونها ومن رأى أنه عاد جنيا فإن كان مريضا مات أو مطلوبا سجن أو استخفى وإلا عمل عملا من أعمال الجن ومن رأى أنه صارع جنيا فإنه يخاصم أو ينازل أو يغالب ذا دهاء وحيلة فالغالب منهما قاهر لصاحبه
ومن رأى أنه أعطي خاتما يتختم به فإنه يملك شيئا لم يملكه قط ومن رأى أنه تختم بخاتم فضة أبيض فإنه يولد له ولد بار وإن كان أحمر فولده فاسد وإن كان أسود فولد يثبت على الذل والمسكنة وإن رأى أنه أصاب خاتما وهو في مسجد أو صلاة أو عبادة فإنه يملك امرأة وإن كان ذا سلطان فإنه يصيب رفعة أو تاجرا أصاب ربحا ومن رأى أنه أعطي خاتما من ذهب فإنه بمنزلة الذهب يذهب عنه بعض ما يملكه أو يغضب عليه سلطان ومن رأى أنه يلبس خاتما من فضة أو ياقوت ولدت له جارية ويموت سريعا وإن كان الفص زبرجدا فإنه يعيش طويلا ومن رأى أن خاتمه انتزع منه فإنه يذهب عنه سلطانه وإن رأى أنه ضاع فإنه يدخل عليه في سلطانه ما يكره وإن رأى أنه انكسر أو سقط فإنه يدل على سقوط جاهه أو ذهاب ماله أو مفارقته لامرأته بموت أو حياة أو قرب أجله أو موت ولده وإن رأت المرأة ذلك فهو موت زوجها ومن رأى أن فص خاتمه سقط فإنه يذهب وجه سلطانه وجاهه
س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟
نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : "من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي "(1) .
وفي رواية عنه: "من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.
وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : "من راني فقد رأي الحق " , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2).
والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . ".
فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : "فقد رأي الحق " أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3).
وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك.
وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : " فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها .
قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما
استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5)" واما معنى :" لكأنما راني في اليقظة " ففيه اقوال :
احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ .
والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم يره .
والثالث : يراه في الأخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك
____________________________
( 1 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 24 ).
( 2 ) رواه البخاري كما في الفتح ( 12 / 383 ) باب من رأى النبي صلي الله علية وسلم في المنام , ومسلم كما في النووي ( 15 / 26 ).
( 3 ) انظر: ابن حجر - المرجع السابق
( 4 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389) والنووي مرجع سابق -(15/25).
( 5 ) ابن حجر - مرجع سابق - (12/389).
وأما المخاط: فمن رأى كأنّه امتخط. فإنّه يقضي دينه، أو ينجو من هم، أو أيجازي قوماً بشيء فعلوه. وقيل إنّ المخاط دليل الولد، بدليل أَنّ الهرة تولدت من مخاط الأسد. ومن رأى كأنِّه امتخط على الأرض، ولدت له ابنة. فإن رأى كأنّه امتخط على امرأته، فإنّها تحبل وتسقط ابناً. وإن رأى امرأته امتخطت عليه، فإنّها تلد ابناً أو تفطمٍ ولداً صغيراً، ومن امتخط في دار رجل، نكح امرأة من تلك الدار حلالاً أو حراماً. فإن امتخط في فراش رجل، فإنّه يخون امرأته، فإن امتخط في منديله، خانه في خادمته، فإن رأى كأنّه امتخط، فأخذت امرأة مخاطه، فإنّها تخدعه وتحمل منه. وإن رأى كأنّه يغسل مخاط غيره فإنّ رجلاً يخدع امرأته، وهو يجتهد في ستره، ولا يستر. فإن رأى كأنِّه أكل مخاط نفسه، فإنّه يأكل مال ولده. وإن أكل مخاط غيره، أكل مال ولد غيره. فإن رأى كأنّ في أنفه مخاطاً، دلت رؤياه على حبل امرأته. وإن رأى كأنّه عطس فخرج من أنفه حيوان، ينسب إليه ولد غيره. فإن كان الخارج سنوِراً، فهو ولد لص. وإن كان حمامة فابنة محبوبة. فإن رأى مخاطه يسيل، أصاب أولاداً شبهه، ومن رأى إنساناً مخط في ثوبه، ياصله بمصاهرة.
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة، عن إبراهيم بن العرر، عن ابن أبي الدنيا، عن محمد بن الحسين، عن سعيد بن خالد بن زيد الأنصاري، عن رجل من أهل البصرة ممن يحضر القبور، قال: حضرت قبراً ذات يوم، فوضعت رأسي قريباً منه، فأتتني امرأتان في منامي، فقالت إحداهما: يا عبد الله نشدتك الله ألا صرفت عنا هذه المرأة ولم تجاورنا بها. قال فاستيقظت فزعاً فإذا بجنازة امرأة قد جيء بها، فقلت القبر وراءكم فصرفتهم إلى ذلك القبر. فلما كان الليل إذا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما: جزاك الله عنا خيراً، فلقد صرفت عنا شراً طويلاً. قلت: ما بال صاحبتك لا تكلمني كما تكلميني، قالت: إنً هذه ماتت عن غير وصية، وحق لمن مات عن غير وصية أن لا يتكلم إلى يوم القيامة.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الله تعالى في المنام تؤول على سبعة أوجه حصول نعمة في الدنيا، وراحة في الآخرة، وأمن وراحة، ونور وهداية، وقوة للدين، والعفو والدخول إلى الجنة بكرمه، ويظهر العدل ويقهر الظلمة في تلك الديار، ويعز الرائي ويشرفه وينظر إليه نظرة الرحمة.
وقال الشيخ عبد القادر الأشموني أولت رؤيا المدن وأوضحت ما استحضرته واعتمدت في ذلك على ابن سيرين والكرماني وغيرهما وألحقتهما بما أولته بتوفيق الله مما لم يأتيا بذكره، فرؤيا مكة صلاح ودين وتوبة وأمن وربح.
وأما الصقر فإنه مختلف فيه منهم من قال إنه سلطان الطيور ومنهم من قال العقاب سلطان الطيور وتأويله في علم التعبير كتأويل العقاب لكونهما منسوبين إلى سلطنة الطيور.
ومن رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك فإنه ينال رفعة وسلطانا في الدين وإن لم يكن أهلا فإنه يصيبه بعض بلاء الدنيا ومن رأى أنه لم يتم خطبته وهو ذو منصب فإن الأمر الذي يطلبه متعذر عليه وربما يعزل عن منصبه ومن رأى أن الخطيب عزل عن خطابته وبدل بغيره أو حدث له حادث فيعتبر ذلك في ملك ذلك المكان ومن رأى أنه يعظ الناس فإنه يتولى أمرا يحكم فيه إن كان أهلا وقيل إنه يدعو قوما إلى الحق وسبيل الرشاد وإن رأى أنه يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه ومن رأى أنه يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فليستغفر الله ومن رأى مجلسا يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلا لذلك فسبيلى ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه وإن كان أهلا فهو زيادة علم ورفعة فإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهول وعاقبته إلى خير وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة وقيل رحمة من الله تعالى وربما دل ما أشبه ذلك على أمانة
وأما الفرح فإنه ليس بمحمود ومن رأى أنه فرحان مسرور فإنه غم وحزن وإن رأى أنه فرح من جهة أحد فإنه يحزن منه ورؤية الفرح للميت بشارة وخاتمة خير ودلالة على أن الميت راض عنه وقال بعضهم من رأى أنه فرح بغير سبب فإنه يدل على قرب أجله
أما القبلة فمن رأى أنه يقبل امرأة مزينة أو يضاجعها فإنه يتزوج امرأة قد مات زوجها ويفيد منها مالا وولدا وينال في تلك السنة خيرا وقيل إقبال على الدنيا ومن رأى يقبل رجلا ويضاجعه ويخالطه مخالطة بشهوة فإن تأويله كتأويل النكاح وإن لم يكن بشهوة فإنه ينال من المفعول خيرا ومن رأى أنه يقبل ميتا فإنه يجري مجرى النكاح في التأويل وقال بعضهم من رأى أنه يقبل ميتا بشهوة فإنه يصله بالخير ومن رأى أن الميت يقبله فإنه يصل إليه من مال ذلك الميت أو من عمله خير ومن رأى أنه قبل يد أحد فإنه يتواضع له وكذلك تقبيل الركبة والرجل ومن رأى أن أحدا قبل الأرض فإنه خير وعلو شأن للمقبل له ومن رأى أنه قبل يد محبوبه فإنه خضوع وذلة له
ومن رأى أن ميتا ناوله شيئا من المأكل والمشرب ولم يأكله فإنه ينقص من ماله بقدره وأن أكله فهو خير ومنفعة وإن ناوله شيئا من متاع الدنيا فهو حصول خير ووصل أمل ومن رأى ميتا ناوله شيئا من ملبوسه ويلبسه فإنه حصول غم ومرض وإن لم يلسه وتركه حتى أخذه الميت ولبسه فإنه دليل على رحلته من الدنيا عاجلا وقال ابن سيرين من رأى أن ميتا ناوله ثوبين مغسولين فإنه حصول غنى ومن رأى أن ميتا قد أعاره ثوبه ثم طلبه منه فإنه دليل على فقه ذلك الميت من الخير ومن رأى أن ميتا ناوله ثوبا عتيقا فيدل على افتقار الرائي وإن كان الثوب جديدا فيدل على غناه وعلو قدره ومن رأى أن ميتا ناوله شيئا من القرآن أو كتب الفقه وما أشبه ذلك فإنه دليل على حصول توفيق الطاعات ومن رأى أنه قد باع للميت شيئا فإنه دليل على غلاء ذلك الشيء ومن رأى أنه قد وهب للميت شيئا ورده عليه فإنه حصول مضرة ونقص وقال بعضهم من رأى أن الميت أعطاه شيئا من محبوبات الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يحتسب ومن رأى أن الميت يعلمه علما فإنه يصيب صلاحا في دينه بقدر ذلك ومن رأى أنه نزع ثيابه وألبسها للميت فإنه لاحق به هذا إن علم أنها خرجت من ملكه ولا يضره ذلك وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه لميت فليس بمحمود إلا في مسألتين إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته شيئا فإنه يصيب ميراثا ورؤية العم والعمة على أي وجه كان سلامة من عدم ومن رأى أن ميتا اشترى طعاما فإنه يكون قليل الوجود وإن باعه يكون كسادا ومن رأى أنه يلقن الموتى فإنه يعظ ويرجع ضالين عن ضلالتهم
ومن رأى أنه في سفينة فإنه هم أو مرض أو حبس أو أمر يحول بينه وبين النهوض في أمره وقد تكون السفينة نجاته مما يخاف ويحذر وقد تكون امرأة فإن كان عزبا تزوج ومن رأى أنه ينشئ سفينة أو يملكها أو اشتراها أو وهبت له أو هو فيها فإنه يتزوج امرأة أو يشتري جارية ومن رأى أنه كان في سفينة فخرج منها إلى البر فإنه ينجو من الكرب والحبس والهم والحزن والمصيبة والسقم ومن رأى أن السفينة تواصل المسير فإن الهم أضعف وأعجل بخروج صاحبه منه وإن كان مسجونا دام سجنه أو مريضا طال مرضه أو رام سفرة تعذرت عليه أو طلب أمرا لم يصل إليه ومن رأى أن السفينة قائمة به في الماء الراكد كان ذلك أشد لهمه وأبعد لنجاته وقيل من رأى أنه في سفينة البحر أو في النهر فإنه يداخل سلطانا أو ذا سلطان ومن رأى أنه يصعد إلى سفينة من وسط البحر بعدما أيقن بالهلاك فإن كان مذنبا تاب من ذنبه أو فقيرا استغنى أو مريضا أفاق أو طالب علم أدركه أو مهموما زال همه أو عزبا تزوج أو أصاب جارية ومن رأى أنه في سفينة وغرقت وسلم هو فإنه يغرق في أمر دنياه وتكون عاقبته إلى خير ومن رأى أن سفينته انكسرت به ثم تفوقت ألواحها فإن ذلك مصيبة في والد أو عم أو مثلهما من الخطر عنده وربما دل على موت صاحبها ومن رأى أن سفينته تجري في الهواء فإنه موته لا محالة
ومعنى هذه الآية، أنَّ الله يُنهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم
( وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا )
أي وقت النوم يحبسها عن التصرف كأنها شيء مقبوض فالتي حكم عليها بالموت حال النوم يقبضها حال النوم، ويرسل الأخرى التي لم يحكم عليها بالموت فيعيش صاحبها إلى نهاية أجله.
قال ابن عباس وغيره من المفسرين: إنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله منها فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح إلى أجسادها.
( أبو بكر الجزائري _ص1124)
فالموت الحقيقي يسمى الوفاة الكبرى، ووفاة النوم تسمى وفاة صغرى، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه
يقول: (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ))، فسمى النوم موتاً.
وشاهد هذا من السنة أعني مسك الروح ما أخرجه الشيخان من حديث الدعاء قبل النوم،
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا أوى أحدُكُم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).
والشاهد في إمساك الروح في المنام وإرسالها، ولأن الشيء بالشيء يذكر،
كان واحدٌ ممن اشْتُهر بالطاعة والصلاة والصيام والصدقة
دائماً ما يشكو عدم رؤياه لأبيه المتوفى، مع كثرة اشتهاره برؤية الموتى وأحوالهم، وكثيراً ما سُئِلَ من القريبين منه عن موتاهم، وكان يعجب من عدم رؤيته لأبيه،
وذاتَ مرًّة لقيته فرحاً مستبشراً مسروراً، وقل ما شئت من الصفات الحسنة عن حالته، وقبل أن أسأله عن سرِّ سروره، بادرني وكأنما كشف عن سؤالي بقوله، رأيت أبي البارحة، رأيت أبي البارحة، وقص عليّ رؤياه،
فقلت له: خيراً رأيت وشراً كُفيتَ إن شاء الله، الحمد لله هذه رؤيا خير لك، وقد نفع الله بك والدك فرفعه الله إلى منزلتك، هكذا نحسبك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحداً،
( وقد اتفق أهل السنة أنَّ الأموات ينتفعون من سعي الأحياء، بدعائهم واستغفارهم لهم والصدقة والصوم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال، وقد فُصّل هذا الكلام في شرح العقيدة الطحاوي للعلاّمة ابن أبي العز الحنفي ص115 وما بعدها)
فبكى كثيراً وحمد الله واستغفر، وقد ثبت أنَّ أرواح الأموات متفاوتة في مستقرّها في البرزخ أعظم تفاوت،
فمنها: أرواح في أعلى علّيين كأرواح الأنبياء،
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر كبعض الشهداء، ومنهم مَن يكون محبوساً على باب الجنة، ومنهم مَن يكون محبوساً في قبره، ومنهم مَن يكون مقرُّ باب الجنة، ومنهم من يكون محبوساً في الأرض
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسن بن شيظم البلخي قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أحمد بن أبي صالح الكرابيسي قال: سمعت إبراهيم الدلال ابن أخي مكي بن إبراهيم يقول: سمعت ابن عيينة يقول: رأيت سفيان الثوري في النوم، فقلت ما صنع الله بك؟ قال فذكر شيئاً. قلت بما نجاك الله؟ قال بقلة معرفتي بالناس. قال فقلت له أوصني. قال: أقلل من معرفة الناس.
(ان كنت تراها أفضل اجابة اضغط)
{{#dreams}}
تفسير حلم {{{title}}} [تفسير {{writer}}({{voto}}صوت])