وأما الغنم فمن رأى أنه أصاب كبشا فإنه يستمكن من رجل ضخم منيع عزيز ومن رأى أنه يركبه ويصرفه كيف يشاء والكبش طائع له فإنه يقهر رجلا ضخما ويصرفه كيف أحب وإن لم يطعه الكبش فإنه لا ينقاد له ذلك الرجل ومن رأى أنه يحمل كبشا على ظهره فإنه يحمل مؤونة رجل كبير ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه ينازع رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب ومن رأى كبشا مات أو ذبح وقسم لحمه فإنه يموت رجل كبير ويقسم ماله ومن رأى أنه ذبح كبشا لغير الأكل أو قتله فإنه يظفر بعدوه ومن رأى في بيته كبشا مسلوخا فإنه يموت بعض أهله ومن رأى أنه يأكل لحم كبش فإنه يأكل من مال رجل كبير ومن رأى أنه يشوي كبشا فإنه يمرض أو تصيبه محنة ومن رأى أنه أصاب كباشا دون العشرة أو رآها في دراه فإنه إن كان يلي شيئا أو كانت عنده امرأة فليس يقيم في ذلك العمل ولا تقيم عنده تلك المرأة حتى تموت أو يفارقها إلا بعدد ما رأى من الكباش وإذا كثرت وزادت على العشرة فإنه يلي قوما ويصيب سلطانا عظيما ومن رأى انه أتى برؤوس كباش فإنه يؤتى برؤوس أعدائه ومن رأى أنه اصاب نعجة فإنه يصيب امرأة شريفة القدر مخصبة ومن رأى أنه يحلب نعجة أصاب مالا حلالا ومن رأى أنه ذبح نعجة فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يرعى غنما من الضأن فإنه يلي على الناس وإن رأى أنه أصابها أو ملكها فإنه يصيب غنيمة كثيرة ومن رأى أنه وهب له سخل فإنه يصيب ولدا مباركا شريفا ومن رأى أنه ذبح سخلا لغير اللحم فإنه يموت له ولد أو لبعض أهله ومن رأى أنه أصاب تيسا أو ملكه أو ركبه فإنه يصيب رفعة ومنزلة عند رجل كبير ومن رأى أنه قتل تيسا مجهولا أو ذبحه أو فعل به فعلا أو ملك منها جماعة فإنه يجري مجرى تأويل الكبش والمعزة تجري مجرى النعجة إلا أن النعجة أشرف من المعزة ومن رأى أنه أصاب جديا فإنه يصيب ولدا ومن رأى أنه يأكل لحم جدي أصاب مالا قليلا من صبي
رؤيا الطفيل بن سخبرة
عن طفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها أنه رأي فيها يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود
قال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله فقالت اليهود: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ماشاء الله وشاء محمد
ثم مر برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى فقال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا:
وإنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون ماشاء الله وماشاء محمد قلما أصبح أخبر بها من اخبر ثم أتي النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال: (هل أخبرت بها أحدا)؟ قال: نعم فلما صلوا خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر
بها من أخبر منك وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال: لاتقولوا ماشاء الله وماشاء محمد
ما الرأي الذي يتبناة الكاتب فيمن استخار ثم رأي رؤية ؟
نظرا لكثرة السائلين عن هذة المواضيع , وبخاصة من الفتيات اللاتي يتقدم لهن خاطبون , ويستخرن الله من أجلهم
ويسألن الله أن يريهن رؤيا تعينهن على معرفة ما إن كان في هذا المتقدم خير لهن ، وبعضهن قد تجعل الرؤى المتولدة في ظل هذه الظروف أساسا لرد ، أو قبول هذا الخاطب !!!
ولمن يستغرب من فعل النساء ، أزيده فأقول إن هناك من الآباء من يتقدم له خاطب لابنته ، فيكتب لي ويسألني ، بعد الاستخارة عن أحلام رآها ، وقد تكون رؤى ، وهو حائر أمامها ؛ هل يمضي الخطبة أو يرد الخاطب ؟ ولي هنا عدة وقفات ، آمل تأملها والتمعن فيها لمن يندرج عليه الوصف السابق : 1/ من تقدم لها خاطب فعليها سلوك طريق العلم لا الحلم !! 2/ على من تقدم لها خاطب السؤال عن دينه ، وخلقه ، وأمانته ، وهذا يتم عادة بواسطة الولي ، من أب ، أو أخ أو نحوهما ، وبعد السؤال يسلك طريق الاستخارة ولا مانع من تكرارها ، وبعدها ينظر في رأي البنت ، وبعد الرؤية الشرعية تقرر وتحسم أمرها ، وهكذا يكون قرارها عن علم وحكمة ، وليس عن أحلام أو رؤى . 3/ ألحظ كثيرا ممن يكتب لي من النساء بخاصة ، أنها تفرط كثيرا في قبول من يتقدم لها بوقت مبكر ، وتتحجج بحجج غير منطقية ، ومنها : الدراسة ، صغر العمر ، كبر سن الخاطب نوعا ما ، عدم التكافؤ المالي أو الوظيفي أو في النسب ، وبعض هؤلاء الفتيات ترفض لا لسبب ، ولكن لأنها لم تجد من ينصحها ، أو يلح عليها بالقبول ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، قال عن البكر : وأذنها سكوتها ... كدليل على الحياء ، أو عدم القدرة في التصريح بالموافقة ، فيظن ممن حولها أنها رافضة ، وهذا يدعوني لأن أقول إن على الولي مهمة كبيرة في تسيير الزواج وإمضائه ، أو عرقلته – إن صح التعبير – . 4/ على ولي المرأة أو الفتاة عدم إقحام الأحلام أو الرؤى في اتخاذه لقراره ،إما بالموافقة أو عدمها ، وغالب الأحلام التي ترى وتتولد في مثل هذه الظروف ، هي من قبيل الأضغاث التي هي من حديث النفس . 5/ على الفتيات عدم التفريط بأول العمر ، ولتعلم أنها كلما عجلت بسن زواجها كان خيرا لها ، وتستطيع بالحب والعشرة والتراضي والتفاهم مع الزوج بحث أي موضوع ؛ أن تدرس ، أو تكمل دراستها ، أو تعمل....الخ 6/ إن التجربة قد دلت على أن المرأة تفضل الزواج ، أو الحمل والإنجاب ، أكثر من الدراسة أو العمل ، ولذا فلا أرى سببا يجعل الفتاة تؤخر زواجها بحجة إكمال الدراسة ، وما أدراها أن هناك من سيتقدم لها ؟ ، وما أدراها أن الخطاب سيستمرون في طرق بابها ؟ واسألوا كثيرا ممن فاتهن الزواج ، أو فاتهم السن الذهبي للزواج ، وكان رفضهم بسبب العمل ، أو تكوين النفس ، أو الدراسة ، وستجدون أن أكثرهم ، وأكثرهن ، يتمنون أنهم متزوجون ولهم عائلة ، وأولاد . 7/ ليس شرطا أن من استخار الله من الفتيات ، أو الآباء ، أو الأمهات ، يرى رؤيا صالحة ، وفيما ما لو رأى مثل هذه الرؤيا الصالحة ؛ فليس شرطا أن يعرف تفسيرها الصحيح ، أو ُيخبر به من المعبر؛ فقد يكون التعبير مخالفا للحال ،أو مجانبا للحقيقة - وهذا وارد من المعبرين- فهم بشر يخطئون ويصيبون ، ولا عصمة إلا لنبي . 8/ أغلب الأحلام التي رئيت بعد الاستخارات ، مجال الصدق فيها قليل ، إن لم يكن معدوما ؛ فمن استخار ، أو من استخارت في شئ ، فإن التفكير يكون منصبا عليه ، حال اليقظة ، وقبل النوم ، وهذا يجعل الإنسان المستخير قد يرى شيئا له علاقة بموضوع استخارته ، وهو بسبب التفكير به ، في حين يظن صاحبه أنه رؤيا صادقة ، ولا بد من تعبيرها ، واتخاذ القرار على ضوئها ، إلا أن الذي أراه أنها من أضغاث الأحلام . 9/ قد يرى المستخير أو المستخيرة رؤيا ليس فيها رموز مباشرة بالموضوع المستخار من أجله ، فهنا قد يكون في رؤيته معنى يمكن أن يكون فيه دلالة للمستخير ، وكل هذا على حسب تعبير المعبر للرؤيا . 10/ قد يكون هناك نوع من الرؤى له دلالة قوية للمستخير ؛ وذلك إن كان الرائي شخص بعيد عن المستخير ، ولا يعرف بأخباره التي جّدت واستخار من أجلها ، ومن ثم رأى رؤية ذات علاقة مباشرة بهذا المستخير، وما استخار من أجله ، وهذا يرد ويحصل كثيرا جدا ، ويكون في هذا النوع من الرؤى درجة كبيرة من الصدق ، وبخاصة إن كان الرائي مشهودا له بالصدق والصلاح . 11/ لعل من طريف ما يقال هنا ما يحكى عن الهنود الأقدمين ، أنهم كانوا يقولون : الليل يأتينا بالنصيحة ، وذلك أنهم يكتشفون من خلال أحلامهم مؤشرا على حظهم الجيد ، أو السيء ، وهذا المعنى موجود في معنى الرؤيا الحسنة ومشروعية الاستبشار بها والإخبار بها وانتظار تحققها .
وأما رؤيا كل من الفتيين فقد ذكرهما الله -تعالى- في قوله : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أعصر خمرا وقال الأخر إني أراني أحمل فوق رأسي
خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) . سورة يوسف الأيام 41 .
ثم أخبرهما بتأويل كل منهما فقال ( ياصاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الأخر فيصلب فتأكل الطبي من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )
سورة يوسف الأية 36 .
وقد وقع تأويل يوسف عليه السلام كما أخبر , فأحدهما صلب حتى أكلت الطير من رأسه , والأخر خرج من السجن وخدم الملك .
وقد روى ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه-قال :
(الفتيان اللذان أتيا يوسف -عليه الصلاة والسلام- في الرؤيا إنما كانا تكاذبا فلما أول رؤياهما قالا : إنا كنا نلعب
فقال يوسف : ( قصى الأمر الذي فيه تستفتيان ) .
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقة الذهبي في تلخيصه, قال ابن كثير : وكذا فسره مجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم ,
وحاصله أن من تحلم بباطل وفسره فإنه يلزم بتأويله .
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كان إسلام خالد ابن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم,وكان بدء إسلامه أنه رأي
في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم,ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم اخذا بحقويه لئلا يقع ففزع من نومه فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق,فلقى أبا بكر بن قحافة فذكر ذلك
له فقال أبوبكر: أريد بك خير,هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الأسلام الذي يحجزك
من أن تقع فيها وأبوك واقع فيها .
فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده .
قال خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.
وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه من بقى من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجوده فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنبه
وبكته وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال: اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب الهتهم وعيب
من مضى من ابائهم فقال خالد: قد صدث والله واتبعته فغضب أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه ثم قال: اذهب يالكع حيث شئت
فوالله لأمنعنك القوت فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به .
فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يلزمه ويكون معه .
فائدة ::::
وممن أسلم عن طريق المنام الأستاذ والمفكر الإسلامي محمد أسد العالم النمساوي فقد هداه الله بعد رؤيا راها وانظر ذلك في كتابه
(الطريق إلى مكة)
وكذاك أسلمت امرأة نصرانية بعد أن سمعت هاتفا يهتف بها أن تدخل في دين الأسلام فأسلمت .
وكذلك أسلم رجل أظنه هولندي عن طريق منام .. والله المستعان
وانظر قصص هؤلاء في كتابنا ضمن هذه السلسلة الواقعية ( التائبون إلى الله)
وهو كتاب يحوي قصصا من زمن ادم إلى الوقت المعاصر .
عن أم هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان قالت: أغفى عثمان فلما استيقظ قال: إن القوم يقتلونني قلت كلا يا أمير المؤمنين قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر قال: قالوا: (أفطر عندنا الليلة) أو قالوا: (إنك تفطر عندنا الليلة).
وفي رواية من حديث ابن عمر أن عثمان -رضي الله عنه- أصبح يحدث الناس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الليلة في المنام فقال: (يا عثمان أفطر عندنا) فأصبح صائما وقتل من يومه رواه بنحوه أحمد في المسند وهو حديث صحيح
رؤيا أم حبيبة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيتزوجها .
فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: أرى في النوم كأن اتيا يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتزوجني قالت: فما هو إلان أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها
أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك
فقلت: بشرك الله بخير وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك .
أحيانا أري في المنام رؤيا حسنة وأفرح بها ,ولكن لا يكون عندي في اليقظة ما يدل عليها ؟ فعلام يدل ؟
ذكر أهل العلم أنه إذا كان ما يراه الإنسان أحيانا ، لا يجده في اليقظة ، ولا يجد شيئا يدل عليه ، فإنه يدخل في قسم أضغاث الأحلام ، وهذا يرجع غالبا إلى اشتغال الخاطر قبل النوم به ، ثم إذا نام الإنسان قد يرى شيئا يدل عليه ، وهذا لا يضر ولا ينفع (3) .
عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني رايت في المنام عنما سوداء يتبعها غنم يا أبا بكر اعبرها) .
فقال أبو بكر: يارسول الله هي العرب تتبعك ثم تتبعها العجم حتى تغمرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هكذا عبرها الملك بسحر) .
ومن المنامات التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤولها وأولها الصحابي بالخلافة ما جاء في حديث الأسود بن هلال عن رجل من قومه أنه كان يقول في
خلافة عمر بن الخطاب: لايموت عثمان بن عفان حتى يستخلف قلنا: من أين تعلم ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن قم وزن عثمان فنقص وهو صالح).
ما رسالتك للمهتمين برؤي الأموات , وممن يفزع من رؤية هذا النوع , أو يضخم الأمر بشكل لافت ؟
1 - أنت الآن من الأحياء، وأنت في دار العمل، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، فماذا ستعمل اليوم؟ وماذا ستعمل غداً .
2- عليك بالبر والإحسان للوالدين في حياتهما. ولا تنتظر حتى إذا ماتا، أو مات أحدهما – بعد عمر مبارك إن شاء الله – بدأت تندم وتتمنى أن تراهما في الرؤى، وتنفّذ تعليماتهما التي قد تكون من أضغاث الأحلام ومن التفكير الطويل والندم على وفاتهما.
3- إن كان لديك والدان أو أحدهما، وهما كبيران في السن فاجلس معهما وآنس وحدتهما وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" رغم أنف رغم أنف رغم أنف – قالها ثلاثا – قالوا من يا رسول الله ؟ قال من أدرك أبويه أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة" والمعنى إن برّ بهما وفي رواية " على الكبر " ومعناه حين يهزلان وتضعف حركتهما ويحتاجان لقوة الابن أو الابنة.
4- هل كتبت وصيتك ؟ قد يكون القارئ صغيراً في السن فيقول وما الداعي ؟ فأقول : الموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ورسولنا الكريم كما جاء عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال :" ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" ولا شك أن تنفيذ وصية الميت مطلوبة ما لم يأمر بمحرم مثلاً أو قطيعة رحم, كما أن كتابة الوصية تمنع الخلاف بين الورثة أيضاً والله أعلم .
وأما القرد فهو عدو ملعون قد تغيرت نعمة الله عليه فمن رأى أنه راكب قرد يصرفه كيف يشاء فإنه يقهر عدو كذلك ومن رأى أنه أكل من لحمه أصابه هم شديد أو مرض يشرف منه على الموت ومن رأى أنه يقاتل قردا وكان القرد هو المغلوب فإنه يصيبه داء ويبرأ منه وإن كان هو المغلوب فإنه يصيبه داء لا دواء له أو عيب لا يذهب منه أبدا ومن رأى أن له قردا فإنه خائن فيما أئتمن ومن رأى أن على كتفه قردا يحمله فإنه يخرج من بيته قردة يشتهر بها
ومن رأى أنه أصاب غرابا وأمسكه بيده فإنه في غرور من أمره وباطل مما يطلبه ومن رأى غرابا في دار أو محلة فإن في ذلك الموضع إنسانا فاسقا ومن رأى غرابا يقع بين يديه فإنه يصيبه قرة عين وإن رآه يبحث في الأرض فإنه موت القريب وقيل من رأى غرابا يبحث في الأرض بين يديه فإنه يفعل شيئا يندم عليه أو يظهر له أمر قد التبس عليه
وأما الجراد فإنه الجنود وفراخها أتباع الجنود فمن رأى أن الجراد وقع في أرض أو بلدة فإن الجنود تسير إلى ذلك الموضع الذي يقع فيه ويبلغ مضرة الجنود بذلك الموضع بقدر ما أضر الجراد هناك ومن رأى
أنه يأكل جرادا فإنه يصيب خيرا نزرا من الجند ومن رأى صغار الجراد فإنها غوغاء الناس وربما كان الجراد مطرا وابلا وقيل ومن رأى أنه أخذ جرادا كثيرا فإنه يكثر كلامه في خطبة الناس
** رؤيا أم الفضل.
فعن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل -رضي الله عنها- قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رأيت في منامي
في بيتي أو حجرتي عضوا من أعضائك قال: (تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه) فولدت فاطمة حسنا فدفعته إليها فأرضعته
بلبن قثم .
وفي رواية: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجزعت من ذلك فأتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: (خيرا تلد فاطمة) الحديث .
57 - ذكر ابن إسحاق أن قريشا لما نزلوا الجحفة رأي جهيم بن اللت ابن مخرمة بن الطلب بن عبد مناف رؤيا فقال : إني رأيت فيما يرى النائم وإني لبين النائم واليقظان إذ نظرت إلي رجل قد أقبل علي فرس حتي وقف ومعه بعير له ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وامية بن خلف وفلان وفلان غعدد رجالاً ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبه بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابة نضح من دمه، قال: فبلغت أبا جهل فقال: وهذا أيضاً نبي آخر من بني المطلب سيعلم غدًا من المقتول إن نحن التقينا (1).
* وفي رواية (2) : إن قريشًا ساروا حتي نزلوا الجحفة نزلوها عشاء يتروون من الماء وفيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال له جهيم بن الصلت بن مخرمة فوضع جهيم رأسه فأغفي ثم فزع فقال لأصحابة: هل رأيتم الفارس الذي وقف عليً آنفا؟ فقالوا: لا ، فإنك مجنون ، فقال : قد وقف علًي فارس آنفاً ، فقال : قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف فعد أشرافاً من كفار قريش، فقال له أصحابه : إنما لعب بك الشيطان . ورفع حديث جهيم إلى أبي جهل فقال : قد جثتمونا يكذب بني المطلب مه كذب بني هاشم سترون غداً من يقتل. وتحققت رؤيا جهيم بن الصلت فقد مات كل من رآهم في المنام.
ومن رأى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه يكون عالي المحل ورفيع المكان وطلق اللسان وشجاعاً وقوى القلب مؤثراً مصدقاً، وقيل من رآه وهو طلق الوجه ينال علماً وشجاعة ومن رآه حياً في مكان ينال أهل ذلك المكان العلم والعدل والإنصاف ويرفع عنهم الجور والإجحاف.
وأما الأسرة والكراسي فمن رأى أنه على سرير مجهول وعليه فراش فإن لاقى به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت له حامل أتت بغلام ومن رأى انه جلس على سرير ليس عليه فرش فإنه يسافر ومن رأى أنه أصاب كرسيا وقف عليه أصاب سلطانا أو يتزوج امرأة على قدر الكرسي وهيئته وقيل إن كانت له حامل أتت بمولود ذكر وقيل يموت شهيدا ومن رأى أنه انكسر سريره أو كرسيه فإنه دليل على موته أو موت امرأته وإن رأى المريض أنه يحمل على أسرة فهو نعشه
من رأى بيده سيفا لا ينوي أن يقاتل به فإنه يصيب سلطانا أو ولدا أو أخا فإن نوى أن يقاتل به فإنه يتهيأ للكلام ويلقى نفسه به إنسانا وإن رأى أنه ضرب به إنسانا فإنه يتهيأ للكلام ويلقى نفسه به إنسانا وإن رأى أنه ضرب إنسانا فإنه يبسط عليه لسانه على قدر الضرب فإن رأى أنه ضرب ولم يخرج منه دم فإن كلامه له في حق وصلاح فإن خرج منه دم ولم يتلطخ به الضارب والمضروب فإنه مال حرام يصيبه من صاحبه وإن رأى أنه قطع بضربه ذلك يدا أو فخذا أو رجلا أو جارحة فإنه كلام يقطع بين المضروب وبين ولد أو أخ أو غيره ممن تنسب تلك الجارحة إليه في التأويل وإن ضرب به عنق إنسان أو بان الرأس منه فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيرا وفرجا عظيما ومن رأى أنه أعطي سيفا في يده فإنه يصيب ولدا ومن رأى أن سيفه انكسر أو سقط منه أو انتزع منه أو ضرب به أو سرق منه أو وهبه أو أعاره أو باعه فإنه يحدث بسلطانه بقدر ذلك الحادث
وأما البقر فمن رأى أنه يركب ثورا أو ملكه وعليه أداته فإنه يصيب عملا من سلطان ومالا كثيرا وأفضل الثيران للركوب ما كان أسود فإن كان أصفر أو أحمر وليس عليه أداة المركوب فإنه مرض لراكبه ولا خير فيه ومن رأى أن له ثورا نطحه وأزاله عن موضعه فإنه يعزل عن عمله وإن لم يزله عن موضعه فإنه يناله مكروه ولا يعزل ومن رأى أن جماعة من الثيران أو البقر مجهولة لا أرباب لها أقبلت أو أدبرت أو دخلت موضعها أو خرجت منه فإن كانت ألوانها صفرا فإن ذلك أمراضا تقع في ذلك الموضع ذلك الموضع وإن كانت ألوانها مختلفة فإنه سنون مخصبة بقدر السمان منها والمهازيل فإن البقرات السمان سنون مخاصيب والمهازيل سنون مجاديب ومن رأى أنه يملك بقرة برسنها فإنه يتزوج امرأة ذات خلق ودين ومن رأى أنه راكب بقرة فإن امرأته تموت ويرثها وقيل إنه يتزوج أو يتسرى أو يلحقه من الغنى أو الفقر بقدر سمنها أو عجفها ومن رأى أنه يأكل لحم البقر أو يشرب من لبنها فإنه يصيب زيادة في سلطانه وماله وفطرة في الدين وإن كان مريضا شفاه الله ومن رأى أنه يأكل شحم بقرة يصيب خصبا ونعمة حسناء ومن رأى أنه يأكل سمن البقر فإنه زيادة في ماله وهو أفضل من سمن الغنم
وأما الذئب فهو سلطان ظلوم غشوم أو لص ضعيف أو رجل كذوب فمن رأى أنه يعالج ذئبا أو نازعه أو نال منه أو فعل به فعلا فتأويله كتأويل السباع ومن رأى أن ذئبا دخل دارا أو بلدة دخلها سلطان غشوم
وأما الضفدع الواحد فهو إنسان عابد مجتهد والجماعة جند من جنود الله تعالى فمن رأى أنه أصاب ضفدعا فإنه يخالط رجلا خيرا فاضلا وإن رأى جماعة من الضفادع نزلت أرضا أو بلدة فإن عذاب الله ينزل في ذلك الموضع
وأما العنكبوت فهو إنسان عابد ضعيف فمن رأى أنه أصاب عنكبوتا فإنه يصيب رجلا عابدا أو يصاحبه ومن رأى أنه قتله فإنه يقهر رجلا كذلك وأما السوس في الباب والسرير والمائدة أو نحوها فأسقام وعلل في جسم من رأى ذلك ومن رأى أن في كيسه أو عصاه أرضة فقد دل على موته
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
لحارثة بن النعمان ..
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت
: من هذا؟ فقالوا: حارثة ابن النعمان).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر كذلك البر) وكان أبر الناس بأمه .
** رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أعطي مفاتيح خزائن الأرض .
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على المبيت ثم أنصرف إلى المنبر فقال:
(إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ماخاف عليكم أن تشركوا بعدي
ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلام وبينما أنا نائم إذ جئ بمفاتيح خزائن الأرض
فوضعت في يدي) فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: لقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتشلونها .
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): قال أهل التعبير: المفتاح مال وعز وسلطان فمن رأى أنه فتح بابا بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس وإن
رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطانا عظيما .
ونقل عن الخطابي أنه قال: المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة .
وقال غيره: بل يحمل على أعم من ذلك قال الحافظ: ومفاتيح خزائن الأرض المراد منها ما يفتح لأمته من بعده من الفتوح وقيل: المعادن . قلت: وهذا
هو المطابق للواقع في زماننا كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وقال الحافظ في الكلام على قوله وأنتم تنتشلوها من النثل بالنون والمثلثة أي تستخرجونها تقول: نثلت البئر إذا استخرجت ترابها .
وقد ظهر مصداق حديثي عقبة وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في زماننا حيث ظهرت ابار البترول والماء البعيد في أعماق الأرض وما ظهر أيضا من معادن الذهب
وغير ذلك من خزائن الأرض التي لم يتمكن الناس من الوصول إليها إلا في هذه الأزمان .
أما رؤيا الطفل فإن كان هذا الطفل ممن يَقُصُّ رؤياه ويذكرها فتصح رؤياه وتُعْبر، وأما إن كان لا يُبِن وليس يُجيد قَصَّ رؤياه فلا اعتبار لها فالمرجع في هذا لبراعة هذا الطفل في صياغة رؤياه، ويوسف عليه الصلاة والسلام كان ابن سبع سنين حين رأى رؤياه، وقد صحت، وهنا شيء مهم وهو أنَّ الطفل في الغالب لا يعرف الكذب وهذا يقوي من درجة رؤياه والسماع من الصغير جائز.
وقد عنون البخاري في صحيحه باب متى يصح سماع الصغير.
وذكر فيه ابن حجر قوله: مقصود الباب الاستدلال على أن البلوغ ليس شرطاً في التحمّل بدليل أن محمود بن الربيع وهو أحد صغار الصحابة
قال: ( عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجّةً مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو )
رواه الإمام البخاري في كتاب العلم باب متى يصح سماع الصغير كما في الفتح (1/172)
فهو نقل لنا سُنَّة مقصوده وفي المجة التي مجّها الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه ، فإن جاز تحمل الطفل للعلم كما في هذا الحديث فيجوز له تحمل قصّ الرؤيا شريطة أن يكون ذا فهم للخطاب وقادر على قص رؤياه، وقد وجِدَ الكثير من الأطفال الذين رأوا رؤىً وعبرت قديماً وحديثاً.
ورؤيا الحائض والجنب
تصح كذلك ولا يمنع منها حيضٌ أو جنابة، لأنَّ الكافر تصح رؤياه ، بدليل رؤيا المَلِك وقد عبرها يوسف وهو كافر، ونجاسة الحيض والجنابة أقلّ من نجاسة الكافر.
ومن رأى لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره تكون محمودة في تسهيل اشغاله، وقيل من رأى لوطا فإنه يكون له امرأة فاسقة لا خير فيها فلينظر في مصلحته معها وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب.
وقال الشيخ عبد القادر الأشموني أولت رؤيا المدن وأوضحت ما استحضرته واعتمدت في ذلك على ابن سيرين والكرماني وغيرهما وألحقتهما بما أولته بتوفيق الله مما لم يأتيا بذكره، فرؤيا مكة صلاح ودين وتوبة وأمن وربح.
ومن رأى أنه يقسم ماله فإن كان مع ذلك ما يستدل به على الخير فإنه يزوج ولده أو من أهله ويقسم بينهم ماله في بر وصلاح وإن دل على غير ذلك فإنه يتفرق أمره وحاله بحياة أو موت ومن رأى أنه من أهل المال والسعة فإنه يتغير أمره أو سقوطه عن ماله أو موت يعاجله وإن رأى أنه من أهل الفقر وضيق المعيشة فإنه صلاح في دينه وثبات لحاله أو لعقبه بعده
وأما السباع فمن رأى أنه هرب من أسد فإنه نجاة له مما يحاذر ويكون له عاقبة الظفر ومن رأى أنه ينحر أسدا ولم يعاينه فإنه أمن له من عدوه ومن رأى أنه عاين الأسد دون أن يخالطه فإنه يصيبه فزع من سلطان ولا يضره ذلك وربما كانت رؤيته في المنام كذلك موعظة تدل على الموت وقرب الأجل ومن رأى الأسد في بيته فإنه يصيب سلطانا وخيرا وطول حياة وربما كانت تذكرة للموت وإن كان فيه مريض مات ومن رأى أنه قاتل الأسد فإنه يقاتل عدوا مسلطا فإن رأى أنه غلب الأسد فإنه يقهر عدوه ومن رأى أنه يضاجع الأسد أو يخالطه فإنه يداخله عدو له ومن رأى أنه ينكح لبوة فإنه ينجو من شدائد كثيرة ويعلو أمره ويكون مرجوا في الناس مهيبا ومن رأى أنه يأكل لحم أسد فإنه سلطان عظيم ومن رأى أنه أصاب شعر أسد أو جلده أو أنه يأكل من أعضائه فإنه يصيب مال عدو مسلط
وأما الضبع فهي امرأة سوء فمن رأى أنه ركب ضبعا فإنها امرأة كذلك ومن رأى أنه أكل من لحم ضبع فإنه قد عمل به سحر وهو عنه غافل ويوشك أن يشفيه الله منه ومن رأى أنه أصاب من جلد ضبع أوعظامها أو شعرها فإنه يصيب من مال امرأة بقدر ذلك ومن رأى أن الضبع كان ذكرا فهو في التأويل رجل مخذول بخذوله فما جرى منه وعليه فتأويله كتأويل السباع
ومن رأى أنه أصاب من الدجاج شيئا فإنه يصيب من السبي والخدم بقدر ذلك فإن كانت كثيرة لا يحصى عددها وهي في بيته فإنه يصيب رياسة وغنى ويذهب خوفه وتقبل دولته ومن رأى أنه ذبح دجاجة فإنه يفتض جارية عذراء ومن رأى أنه يأكل من لحوم الدجاج أو يصيب من ريشها فإنه يصيب من السبي والخدم مالا وفضلا ومن رأى أنه أصاب ديكا أو ملكه فإنه يملك رجلا أعجميا من نسل الملوك وقيل إن كان أبيض فإنه يفيد عبدا صالحا أمينا أو أحمر فإنه يملك عبدا آبقا خبيثا ومن رأى أنه قاتل ديكا فإنه ينازع رجلا أعجميا فإن أصابه من الديك مكروه فإنه يصيب من ذلك الرجل ما يكره بقدر ما أصابه من الديك يأتي خطيئة ومن رأى أنه ملك ذكر نعامة أو ذبحه فإنه يستمكن من رجل أعرابي ومن رأى أنه أصاب من بيض النعام أو من ريشها فإنه يصيب من رجل أعرابي مالا وخيرا
ومن رأى أنه اصطاد عصفورا فإنه يظفر برجل عظيم القدر ويستمكن منه وإن رأى أنه ذبحه فإنه يظفر بما أراد من ذلك الرجل ومن رأى أنه ينتف من ريشه ويأكل من لحمه فإنه يصيبه من ماله وإن كان العصفور أنثى فهي امرأة كذلك وإن رأى أنه ذبح عصفورة فإنه يفتض جارية وقد يكون العصفور ولدا فمن رأى أنه أصاب فرخ عصفور فإنه يولد له غلام يبلغ مبلغ الرجال الضخام ومن رأى أنه يعبث بالعصافير أو بفراخها أو يذبحها من أقفيتها فإنه يعبث بالصبيان وقد تكون العصافير مالا وفراخها أولادا فمن رأى أنه أصاب عصافير كثيرة فإنه يصيب رياسة ومالا وإن رأى أنه أصاب فراخ العصافير فإنه يصيب أولادا كثيرين
ومن رأى أنه أصاب هدهدا أو رآه واقفا بين يديه فإن ذلك خبر صحيح يرد عليه من بلد بعيد وقيل من أصاب هدهدا أو ملكه فإنه يستمكن من سلطان أو من رجل كاتب نبيل أو ذي بصر نافذ بالأمور ليس له دين فإن ذبحه أو قهرة فإنه يظفر برجل كذلك ومن رأى أنه أصاب هدهدا أنثى فإن كان أعزب تزوج فإن ذبحها فإنه يفتض عذراء ومن أصاب من لحمه أو ريشه فإنه يصيب مالا وخيرا
وأما التمساح فهو عدو غادر فمن رأى أنه أصاب تمساحا فإنه يصيب رجلا كذلك وإن رأى أنه جر التمساح إلى البر فإنه يظفر بعدو له أو غريم ومن رأى أنه أصاب من لحم التمساح أو جلده أو شيء منه فإنه يصيب من مال عدوه بقدر ذلك وأما السلحفاة فإنه إنسان زاهد عالم بالعلوم القديمة فمن رأى أنه أصاب سلحفاة في منزله أو طريق مطروحة فإن هناك علما
رؤيا يوسف - عليه الصلاة والسلام - وقد ذكرها الله - تعالى - في قوله : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين , قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين , وكذاك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث
ويتم نعمته عليه وعلى ال يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ) من سورة يوسف الأيات 4-6.
وقد وقع تأويل هذه الرؤيا بعد أربعين سنة وقيل : بعد ثمانين سنة والصحيح الأول .
وهو قول سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وعبد الله بن شداد , وقد أخبر الله - تعالى - عن وقوع تأويلها بقوله :
( فلما دخلوا على يوسف أوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين , ورفع أبويه على العرض وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل
رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ). سورة يوسف الأيتان 99-100 .
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أريت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني فلما أسلم خالد
بن الوليد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق الله رؤياك يارسول الله هذا كان إسلام خالد فقال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة
بن أبي جهل وكان ذلك تصديق رؤياه .
والجواب على هذا: أن أهل التعبير قد اتفقوا على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها, بخلاف رؤية النبي صلي الله علية وسلم .
قال ابن الباقلاني :
رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب وهي دلالات للرائي على أمور مما كان او يكون كسائر المر ئيات , والله اعلم (1).
س : ما اداب الرؤيا الصالحة ؟ وما مثالها ؟
ج : ذكر العلماء ادابا يعملها من رآى رؤية صالحة وهي:
1 أن يحمد الله عليها .
2 • آن يستبشر بها.
3 • آن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.
قال صلي الله علية وسلم : اذا رأى احدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله , فليحمد الله عليها وليحدث بها. ."(2) .
ومن اقسام الرؤيا الصحيحة الالهام كما سبق وهو مايلقية الله في قلب العبد وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قاله عبادة بن الصامت وغيره، ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه , وسأتحدث عنه لاحقأ بمزيد من التفعيل ان شاء الله. ومنها: عروج روحه الى الله سبحانه وخطابها له. ومنها: دخول روحه الجنة ومشاهاتها وغير ذلك(3).
____________________
(1) ابن حجر – مرجع سابق – (38812)
(2) رواة البخاري كما في الفتح – المرجع السابق – (36912)
(3) ابن القيم – الروح – مرجع سابق – ص 63
هل تدل رؤية الكلاب والقطط والحيّات والعقارب على أمر مريب أو على مرض أو سحر؟
الحقيقة أنَّ هذا السؤال يَرد كثيراً من السائلين والسائلات وهنا لا بدّ من التفريق بين شيئين.. فمن يرى هذه الأمور بكثرة ويتكرر عليه جنس هذه الرؤى فقد تكون منذرة له بأمراض أو سحر أو عين من مخالطة جلساء غير صالحين، واستحلال لِما حّرم الله من اللِّباس والطعام والعادات، أما مَن لا يراها إلاَّ قليلاً مرة أو مرتين فلا تدلّ على شيء مما في القسم الأول، وهي رؤيا تُفسر حسب حال صاحبها فالمهم..ألاَّ يفهم من جنس هذه الرؤى أمراً واحداً دائماً كالسحر والعين، ومعلوم أنَّ الرؤى لا تقاس، فقد يرى إنسان رؤيا وتعبر له بأمر مفرح، ويراها إنسان آخر فتعبر له بغير ذلك كلٌّ حسب حالته وصلاحه.
54 - عن حرام بن عثمان الأنصاري قال : قدم أسعد بن زرارة من الشام تاجراً في أربعين رجلاً من قومة فرأي رؤيا أن آتياً أتاه فقال : إن يخرج بمكة با أبا أمامة فأتبعه ، وآيه ذلك أنكم تنزلون منزلاً فيضاب أصحابك فتنجو أنت وفلان يطعن في عينه ، فنزلوا منزلاً فبيتهم الطاعون فأصيبوا جميعاً غير أبي أمامة وصاحب له طعن في عينه (2) ، وتحقق ما رآه وأسلم - رضي الله عنه - .
61 - عن عمرو بن حبيب بن قليع قال : كنت جالساً عند سعيد بن المسيب يوماً وقد ضاقت عليَ الأشياء ورهقتي دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب فجاءه رجل فقال : يا أبا محمد إني رأيت رؤيا، قال: ما هي؟ قال: رأيت كاني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلي الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أرعة اوتاد، قال: ما أنت رأيتها،قال:بلى أنا رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك ابن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسره وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته وأمر لي بقضاء دين وأصبت منه خيراً. وتحقق ما رآه فقد أرسل عبدالملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي وقتل بن الزبير وصلبه ثم تولي الحكم بعد الحكم عبدالملك بن مروان أربعة من أبنائه.
113 – كان موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كثير العبادة والمرؤة ،وقد استدعاء المهدى إلى بغداد فحبسه،فلما كان فى بعض الليالى رأى المهدى علي بن أبى طالب وهو يقول له : محمد :(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى ألارض وتقطـٌعوا أرحامكم ) . سورة محمد ، الآية :22
فاستيقظ مذعوراً وأمر به فأخرج من السجن ليلاً فأجلسه معه وعانقه وأقبل عليه وأخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه ولا على أحد من أولاده ، فقال : والله ما هذا من شأنى ولا حدثت فيه ، نفسى فقال :صدقت. وأمر له بثلاثه آلاف دينار ، وأمر به فرد إلى المدينة (1)
114 -عن أيوب قال : سأل رجل محمداً قال : أنى رأيت كأنى آكل خبيصاً فى الصلاة ، فقال : الخبيص حلال ولا يحل لك الأكل فى الصلاة ، فقال له : أتقبل امرأتك وأنت صائم؟ قال : نعم ،قال : فلا تفعل.
وأما رؤية التراب والرمل فمن رأى أنه أصاب كدسا من تراب فإنه يصيب مالا مجموعا ومن رأى أنه سف ترابا فإنه يأكل من مال يصيبه ومن رأى أنه ينفض يديه من التراب فإنه يفتقر وقيل يعيش طويلا ومن رأى أنه يجمع رملا أو يحمله أو يسفه فإنه يجمع مالا ويصيب خيرا ومن رأى أنه يمشي في رمل فإنه يعالج شغلا في دين أو دنيا على قدر الرمل
وأما البغال والحمير فمن رأى أنه يركب بغلا مبهما فإنه يسافر فإن ركب بغلة ومعها ما يدل على السفر فهو سفر وإلا كانت له طول حياة وإن رأى عليها سرجا أو كافا وهو راكبها أو مالكها فإنه يصيب امرأة عاقرة والبغال تجري مجرى ألوان الخيل ومن رأى أن البغل يسرع به السير فإنه سفر عاجل لصاحبه ومن رأى أنه نزل عن بغلة أو صرع أو أحدث فيه حادث فإن تأويل ذلك كتأويل الفرس ومن رأى أنه ركب حمارا مطواعا أو أدخله منزله أو ارتبطه فإنه خير وينجو من أمر ويستقم سعده للزيادة والحمار كله في الرؤيا حسن غير صوته فمن سمع صوته فإنها روعة ومن رأى أن له حمارا أو حميرا موقرة فإنه يكثر خيره ومن رأى أنه يركب أتانا فإنه يصيب خيرا وبركة ومن رأى أنه مات حماره وكان له عبد مريض فهو موته ومن رأى أنه تلف حماره أو باعه أو نزل عنه أو كان ضعيفا فإنه يدل على الخسارة والفقر وأما الأتان فإنها خادم أو امرأة دنية ومن رأى أنه يشرب لبن أتان فإنه يمرض مرضا يسيرا
ومن رأى أنه يعالج ثعلبا أو ينازعه فإنه يخاصم ذا قرابة ومن رأى أنه يلتمس ثعلبا فإنه يصيبه وجع من رياح ومن رأى أنه يلاعب ثعلبا فإنه يصيبه فزع من الجن ومن رأى أنه اتخذه لنفسه فإنه يصيب امرأة تقر عينه بها ومن رأى أنه راوغ ثعلبا فإنه رجل كذوب
وأما الكلب فهو عدو ضعيف دنيء فمن رأى أنه ينبح عليه كلب فإنه يسمع من إنسان صغير المودة ما يكرهه ومن رأى أن كلبا مزق ثيابه فإنه يمزق عرضه أو يغرق ماله أو يناله مكروه بقدر مبلغ التمزيق ومن رأى أن كلبا تناوله أو عضه فإنه ما يناله من ذلك فوق الكلام وإن رأى أنه يقتل كلبا فإنه يظفر بعدوه ومن رأى أنه اشترى كلبا أو وهب له فإن بعض أهله يخالفه إلى بعض نفقته ثم يرده ومن رأى كلبا أو غيره من الحيوان على سريره أو على مائدته أو يبول في كنيفه أو في موضع ينكر فإن رجلا دنيئا يخالفه إلى أهله ومن رأى كلبا مزق عضوا منه أو نحوه فإنه رجل فاسق يفسق بولده وابنته أو غلامه
وأما السنور فإنه لص فمن رأى سنورا دخل دارا فإنه يدخل هناك لص فإن ذهب السنور بشيء فإنه يذهب اللص بشيء هناك ومن رأى أنه ذبح سنورا أو قتله فإنه يصيب لصا أو يظفر به ومن رأى أنه أصاب من لحم السنور وشحمه فإنه يصيب مال اللص أو مما يسرق ومن رأى أنه نازع سنورا حتى خدشه أو تناوله فإنه يصيبه مرض طويل ثم يبرأ أو هم شديد ثم يفرج وإن كان السنور هو المغلوب برئ من مرضه أو من همه عاجلا وإن كان السنور وحشيا فإنه أشد في المرض والهم
وأما طير الماء فهو أفضل الطير وأخصبه فمن رأى أنه أصاب طيرا من طيور الماء فإنه يصيب مالا وخصبا ورياسة ويدرك ما أراد بقدر ذلك الطير الذي أصابه في عظمه وريشه ومن يسمع في المنام أصوات الأوز والبط أو نحوهما من طير الماء في دار أو بلد فإنه صوت مصيبة في ذلك الموضع وبيض الأوز من رأى أنه يملكه مال كثير يأخذه ومن رأى أنه يملك جماعة فراخ من طير الماء فإنها هم لصاحبه
وأما رؤيا ملك مصر فقد ذكرها الله -تعالى- وذكر تأويلها الذي أولها به يوسف-عليه السلام-فقال-تعالى-:
(وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون,
قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين, وقال الذي نجا منهما واذكر بعد أمه أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون, يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون , قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله ألا قليلا مما تأكلون ,
ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون , ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) .
سورة يوسف الأيات 43-49.
وقوله -تعالى-: (قالوا أضغاث أحلام)
قال ابن جرير : يعنون أها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها,وهي جمع ضغث,والضغث أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المختلطة التي لا تأويل لها .
وذكر الماوردي والقرطبي عن أبي عبيدة أنه قال : الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا,وروى ابن جرير أيضا عن قتادة في قولة
(أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) .
قال :أما السمان فسنون منها مخصبة,وأما السبع العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئا ,وقوله :
(وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) .
أما الخضر فهن السنون المخاصيب,وأما اليابسات فهن الجدوب المحول,والعجاف هي المهازيل.
وقوله : (قال تزرعون سبع سنين دأبا)
قال القرطبي : لما أعلمه بالرؤيا جعل يفسرها له فقال : السبع من البقرات السمان والسنبلات الخضر سبع سنين مخصبات,وأما البقرات العجاف والسنبلات
اليابسات فسبع سنين مجدبات فذلك قوله :(تزرعون سبع سنين دأبا).أي متوالية متتابعة .
قال القرطبي : وهذه الأية أصل في صحة رؤيا الكافر وأنها تخرج على حسب ما رأي.
وقوله :(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
قال ابن جرير: هذا خبر من يوسف -عليه السلام-للقوم عما لم يكن في رؤيا ملكهم ولكنه من علم الغيب الذي أتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه,
ثم روى عن قتادة أنه قال زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها فقال : (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
ويعني بقوله :(فيه يغاث الناس) بالمطر والغيث,وروى أيضا عن ابن جرج قال: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-:(ثم يأتي من بعد ذلك عام)
قال أخبرهم بشئ لم يسألوه عنه وكان الله قد علمه إياه عام فيه يغاث الناس بالمطر.وذكر القرطبي عن قتادة أنه قال: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها إظهار لفضله,
وإعلاما لمكانه من العلم وبمعرفته.
قال ابن إسحاق : كان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك .التبابعة فرأي رؤيا هالته وفظع بها فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته
إلا جمعه إليه فقال لهم إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بها وبتأويلها,فقالوا له: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها,قال: إني أخبرتكم بها لم اطمئن
إلي خبركم عن تأويلها فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها,فقال له رجل منهم: فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلي سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم
منهما فهما يخبرانه بها سأل عنه,فبعث إليهما فقدم عليه سطيخ قبل شق فقال له: إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني بها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها
قال: أفعل,رأيت حممة خرجت من ظلمة,فوقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة,فقال له الملك: ما اخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك في تأويلها؟
فقال: أحلف بها بين الحرتين من حنش لتهبطن أرضكم الحبش,فليملكن ما بين أبين إلي جرش,فقال له الملك: وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائط موجع فمتي
هو كائن,أفي زماني هذا أم بعده؟ قال: لا بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين,يمضين من السنين,قال: أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع
لبضع وسبعين من السنين,ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين,قال: ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم؟ قال: يليه إرم بن ذي يزن,يخرج عليهم من عدن,فلا يترك
أحدا منهم باليمين,قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع,قال: ومن يقطعه؟ قال:نبي ذكي,يأتيه الوحي من قبل العلي قال: وممن هذا
النبي؟ قال: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر,يكون الملك في قومه إلي أخر الدهر,قال : وهل للدهر من أخر؟ قال: نعم,يوم يجمع فيه الألون
والأخرون,يسعد فيه المحسنون,ويشقى فيه المسيئون,قال أحق ما تخبرني؟ قال: نعم,والشفق والغسق,والفلق إذا اتسق, إن ما أنبأتك به لحق.
ثم قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان,فقال: نعم,رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت
منها كل ذات نسمة قال: فلما قال له ذلك عرف أنهما قد أتفقا,فإن قولهما واحد إلا أن سطحيا قال: وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة,وقال شق:
وقعت بين روضة وأكمة فأكلت كل ذات نسمة فقال الملك: ما أخطأت يا شق منها شيئا فما عندك في تأويلها؟ قال: أحلف بها بين الحرتين من إنسان,لينزلن
أرضكم السودان,فليغلبن على كل طفلة البنان,وليملكن ما بين أبين إلى نجران,فقال له الملك: وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائط موجع فمتى و كائن؟
أفي زماني أم بعده؟ قال: ومن هذا العظيم الشأن؟ قال: غلام ليس بدني ولا مدن,يخرج عليهم من بيت ذي يزن,فلا يترك أحدا منهم باليمن,قال: أفيدوم
سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع برسول مرسل,يأتي بالحق والعدل,بين أهل الدين والفضل ,يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل,قال: وما يوم الفصل؟
قال: يوم تجزي فيه الولاة,ويدعى فيه من السماء بدعوات,يسمع منها الأحياء والأموات,ويجمع فيه الناس للميقات,يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات,قال:
أحق ما تقول؟ قال: إي ورب السماء والأرض,وما بينهما من رفع وخفض,إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض.
قال ابن إسحاق: فوقع في نفس ربيعة بن نصر ماقلا فجهز بنيه وأهان بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاد
فأسكنهم الحيرة,فمن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان بن المنذر,فهو من نسب اليمن وعلمهم النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي ابن ربيعة بن نصر
ذلك الملك.
قال ابن هشام: النعمان بن المنذر بن المنذر فيها اخبرني خلف الأحمر.
وقد ذكر هذه القصة ابن هشام في السيرة وابن جرير في تاريخه وأبونعيم الأصبهاني في دلائل النبوة وابن كثير في البداية والنهاية كلهم عن ابن إسحاق وزاد ابن جرير
في رواية له عن ابن إسحاق قال: ولما قال سطيح وشق لربيعة بن نصر ذلك وصنع ربيعة بولده وأهل بيته ما صنع ذهب ذكر ذلك في العرب وتحدثوا به حتى فشا
ذكره وعلمه فيهم,فلما نزلت الحبشة اليمن ووقع الأمر الذي كانوا يتحدثون به من أمر الكاهنين,قال الأعشى:أعشى بن قيس بن ثعلبة البكري في بعض ما يقول
وهو يذكر ما وقع من أمر ذينك الكاهنين سطيح وشق
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها حقا كما نطق الذئبي إذ سجعا .
عن ابي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت
منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش على مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي,فقالت: مابال سيدنا قد
أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى,وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل
لأني كنت كبير قومي,فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت
نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا,ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت
رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع
أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال:
النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها,فانتبهت مذعورا فزعا,فرأيت وجه الكاهنتة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك
المشرق والمغرب ويدين له الناس,ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود قال: فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم,قد خرج ويقول
(كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين,فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).
** مراني رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤياه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في معركة أحد
عن أبي موسى -رضى الله عنه-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
فذهب وهلى إلى أنها اليهامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب
من المؤمنين يوم أحد .
ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر
من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي اتانا الله بعد يوم بدر .
وعن أبن عباس -رضي الله عنمها-قال: تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأي فيه الرؤيا
يوم أحد فقال: رأيت في سيفي ذا الفقار فلا فأوله فلا يكون فيكم ورأيت أني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أني في درع
حصينة فأولتها المدينة ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير.
فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل عمه حمزة بن عبد المطلب والبقر التي تذبح هو ما حصل في المسلمين من القتل
يوم أحد .
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
أنه يطوف بالبيت الحرام ..
ومن الرؤيا الظاهرة أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي البيت هو وأصحابه ويطوفون به وكان ذلك قبل عمرة الحديبية
فلما صدهم المشركون عن دخول مكة عام الحديبية وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يرجعوا عامهم ذلك وأن يعتمروا
في العام القابل قال عمر -رضي الله عنه- للنبي صلى الله عليه وسلم: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال:
(بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام) .
قال: قلت: لا قال: (فإنك اتيه ومطوف به)
وقد وقع تصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء حيث جاء هو وأصحابه إلى البيت وطافوا به وهم امنون لايخافون
وقد ذكر الله هذه الرؤيا الصادقة في قوله تعالى (لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله فتحا قريبا)
وهذا الفتح هو الصلح الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش
قال الزهري قوله: (فجعل من دون ذلك فتحا مبينا)
يعني صلح الحديبية وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه .
** رؤيا فيها ولاة الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الرؤيا التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولها بعض الصحابة -رضي الله عنهم- ماجاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:(أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط بعمر) قال جابر: فلما قمنا من
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوط بعضهم ببعض
فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومعنى هذه الآية، أنَّ الله يُنهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم
( وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا )
أي وقت النوم يحبسها عن التصرف كأنها شيء مقبوض فالتي حكم عليها بالموت حال النوم يقبضها حال النوم، ويرسل الأخرى التي لم يحكم عليها بالموت فيعيش صاحبها إلى نهاية أجله.
قال ابن عباس وغيره من المفسرين: إنَّ أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله منها فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح إلى أجسادها.
( أبو بكر الجزائري _ص1124)
فالموت الحقيقي يسمى الوفاة الكبرى، ووفاة النوم تسمى وفاة صغرى، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه
يقول: (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ))، فسمى النوم موتاً.
وشاهد هذا من السنة أعني مسك الروح ما أخرجه الشيخان من حديث الدعاء قبل النوم،
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا أوى أحدُكُم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).
والشاهد في إمساك الروح في المنام وإرسالها، ولأن الشيء بالشيء يذكر،
كان واحدٌ ممن اشْتُهر بالطاعة والصلاة والصيام والصدقة
دائماً ما يشكو عدم رؤياه لأبيه المتوفى، مع كثرة اشتهاره برؤية الموتى وأحوالهم، وكثيراً ما سُئِلَ من القريبين منه عن موتاهم، وكان يعجب من عدم رؤيته لأبيه،
وذاتَ مرًّة لقيته فرحاً مستبشراً مسروراً، وقل ما شئت من الصفات الحسنة عن حالته، وقبل أن أسأله عن سرِّ سروره، بادرني وكأنما كشف عن سؤالي بقوله، رأيت أبي البارحة، رأيت أبي البارحة، وقص عليّ رؤياه،
فقلت له: خيراً رأيت وشراً كُفيتَ إن شاء الله، الحمد لله هذه رؤيا خير لك، وقد نفع الله بك والدك فرفعه الله إلى منزلتك، هكذا نحسبك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحداً،
( وقد اتفق أهل السنة أنَّ الأموات ينتفعون من سعي الأحياء، بدعائهم واستغفارهم لهم والصدقة والصوم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال، وقد فُصّل هذا الكلام في شرح العقيدة الطحاوي للعلاّمة ابن أبي العز الحنفي ص115 وما بعدها)
فبكى كثيراً وحمد الله واستغفر، وقد ثبت أنَّ أرواح الأموات متفاوتة في مستقرّها في البرزخ أعظم تفاوت،
فمنها: أرواح في أعلى علّيين كأرواح الأنبياء،
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر كبعض الشهداء، ومنهم مَن يكون محبوساً على باب الجنة، ومنهم مَن يكون محبوساً في قبره، ومنهم مَن يكون مقرُّ باب الجنة، ومنهم من يكون محبوساً في الأرض
ما رأيك فيمن رأي رؤية , ثم استيقظ , ثم عاد لنومة ورأي تكملتها ؟
أري أن الرؤية الأولي صدق وحق , بشرط ألا يسبقها تفكير بها , وأما الأخري التي صارت تكملة لها , فهي من أضغاث الأحلام .
من رأى أن ظالما معروفا يفعل أمرا ليس بزين فإنه يدل على إصراره في ظلمه وإن فعل ما يستحسنه الناس فإنه يرجع عن ذلك وقال بعضهم يعبر بالضد ومن رأى ظالما حسنت سيرته فهو عزله عما هو فيه وإن رأى ظلمه زاد وتعدى إلى أن بلغ زيادة المبلغ فإنه انتهاء أمره ويكون على شرف الزوال وإن رأى أنه هو ظالم فيؤول على ثلاثة أوجه ظلم النفس وظلم الغير وقصور الهمة عن المصالح ومن رأى أنه ظلم أحدا بعينه فإنه حصول ظفر للمظلوم وكذلك إن رأى أن أحدا ظلمه ومن رأى أن الملك ظلمة فإنه يحتاج إليه فيما يليق به ومن رأى أنه حصل منه ظلم في حق أحد من الأعيان فإنه يحصل له منه ضرر ومصيبة وقال بعضهم من رأى أنه ظلم أحدا ممن هو دونه فإنه يكون مظلوما وإن رأى أنه مظلوم من أحد فضد ذلك وقال بعضهم إني أكره في المنام رؤية الظالم المشهور بالظلم ولو تأول المنام على أي وجه كان ومن رأى أحدا من الأعوان وعرفه على أمر يكرهه أو استدعى به الحاكم لا خير فيه وإن كان مريضا دل على انقضاء أجله وإن نازع أحدا منهم ونازعه فحصول حذر شديد وإن رأى أنه أبذأ لسانه على أحد منهم أو نازعه بفاحشة فإنه يقهره في أمره ومن رأى من أحد منهم لينا فإنه مكر وخديعة فليكن على يقظة منه ومن رأى أنه صار من الأعوان أو أحدا من بيته فحصول منفعة ومن رأى عوانيا مشهورا بالأذى فعلى وجهين قيل حصول غرامة أوانتقام من عدو ورؤية السجان تدل على هم وغم ورؤية الجلاد تدل على حصول المراد سريعا ومن رأى أحدا من الضرابين بالأسواط فإنه يعده أحد بوعد ويكذبه ومن رأى حارسا فإنه يجد ما يطلبه
أما الخيل فمن رأى أنه على فرس وعليه سرجه ولجامه وهو يسير عليه رويدا فإنه يصيب سلطانا وشرفا بقدر تمكنه من الفرس فإن كان الفرس أدهم فهو فرج من هم وفرح يصيبه من سلطان وقيل السواد سؤدد وإن كان أشقر فهو هم وحزن في الدين وإن كان أصفر فهو مرض يصيبه في سلطان وإن كان أبلق فهو شهرة يشتهر بها ومن رأى أنه يركب فرسا وفي سرجه أو لجامه أو ركابه نقص فهو نقصان من سلطانه وشرفه ومن رأى أن له فرسا مربوطا فإنه يصيب بعض عز وشرف ومن رأى أن له خيلا مربوطة فإنه يقهر عدوه ومن رأى أنه يركب فرسا بلا لجام فلا خير فيه في الدين والدنيا ومن رأى أن الفرس يجري فإن ذلك شرف له ومن رأى أنه سقط عن فرس أو غيره ونزل عنه فإن منزلته تتضع وتنحط وربما يكون نزوله إذا أضمر العود إليه أنه ينفق ماله ومن رأى أنه نزل عن فرسه وركب غيره فإنه تحويل من حال إلى حال ومن رأى أنه يأكل لحم فرس فإنه يصيب اسما صالحا وذكرا في الناس ومن رأى خيلا مسرجة بلا ركاب فهن نساء يجتمعن لمأتم أو عرس ومن رأى أنه رديف رجل معروف على فرس فإنه يتوصل بذلك الرجل إلى ما يطلبه من أمر دين أو دنيا وإن كان الرجل مجهولا فإنه عدو على كل حال
وأما الإبل فمن رأى أنه يركب جملا مجهولا فإنه يسافر قريبا وقيل من رأى أنه يركب بعيرا فإنه يصيب سلطانا وإن كان مريضا مات وإن رأته امرأة لا زوج لها تزوجت وإن كان زوجها مسافرا قدم عليها ومن رأى أنه نزل عن بعير فإنه يصيبه مرض ومن رأى أنه يقاتل بعيرا فإنه ينازع عدوا بقدر ذلك وقيل مات بعض قرابته وإن رأى أنه يقهر بعيرا فإنه يقهر عدوا له ومن رأى على باب داره بعيرا مناخا فإن كان فيها مريض فهو نعشه ومن رأى أنه يدخل جملا من موضع ضيق ولم يقدر على إدخاله منه فإنه على بدعة ومن رأى ناقة تدر لبنا في الجامع أو سماط أو روضة فإنها سنة مخصبة ومن رأى أن قوما عقروا ناقة فإنه ينزل عليهم بلاء من السماء بفجورهم وقد تكون الناقة في التأويل امرأة فمن رأى أنه أصاب ناقة أو ركبها فإنه يتزوج امرأة نجيبة وإن رأى أنه يحلبها أصاب مالا من امرأة ومن رأى أنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض ومن رأى أن له إبلا كثيرة يملكها فإنه يلي ولاية على الناس وإن رأى أنه يحلبها أصاب مالا من السلطان فإن كان ما يحلب دما فهو مال حرام أو عسلا فهو حلال ومن رأى إبلا دخلت قرية أو أرضا والإبل مجهولة فإنه يدخل ذلك الموضع عدو أو سيل أو أمراض ومن رأى إبلا أو غيرها وطئته أصابه شدة وخوف وذلة وإن رأى أنه أصاب من جلود الإبل فإنه يصيب أموالا
وأما الخنزير فمن رأى أنه أصاب خنزيرا فإنه يستمكن من رجل دنيء شديد الشوكة ومن رأى أنه ركب خنزيرا فإنه يصيب سلطانا ويظفر بعدوه ومن رأى أن يقاتل خنزيرا فإنه يظفر بعدو ظالم ومن رأى أنه يرعى الخنازير فإنه يلي على أناس سفلة ومن رأى أنه أصاب من شعر الخنازير أو شيئا منها فإنه يصيب مالا لا خير فيه
وأما الطير فمن رأى أنه أصاب نسرا أو ملكه وكان له مطواعا فإنه يصيب مالا عظيما ويستمكن من سلطان أو ذي سلطان ومن رأى أنه أصاب من لحم النسر ومن ريشه فإنه يصيب مالا من سلطان وشرفا ورفعة ومن رأى أنه يركب على ظهر نسر فإنه يظفر بسلطان قوي ومن رأى أنه احتمله فطار به حتى بلغ السماء أو دونها فإنه يسافر سفرا بعيدا في سلطان ويعلو ذكره فإن رأى أنه لم يرجع من السماء إلى الأرض فإنه لا يتم له أمره ويزول عنه سلطانه وماله
وأما رؤية الحيتان ودواب الماء فمن رأى أنه اصطاد سمكا أو نحوه طريا فإنه يصيب مالا وغنيمة وخيرا على قدرها في الكثرة والكبر وإن كانت حيتانا صغارا فإنها هموم وأحزان تصيبه في طلب رزقه وإن كانت كبارا وصغارا فإنها بمنزلة الكبار ومن رأى أنه اصطاد حوتا طريا من ماء صاف فأكل منه فإنه يصيب قرة عين وإن كان الماء كدرا أصابه هم وحزن وإن اصطاد صغارا مما يكره الناس فإنه يقع بينه وبين أصهاره خصومة شديدة وصيد سمك كبار من نهر عميق خير ما يكون لصاحبه ومن رأى أنه أصاب سمكة أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين ومن رأى أنه أصاب حوتا مالحا فإنه يصيبه هم من قبل الملوك ولا خير في الحوت المالح ومن رأى أنه طلب حوتا في حوض أو بركة فانفلت منه فليبادر غريمه فإنه يريد أنه يجحد ماله ومن رأى حوتا كبيرا فاغرا فاه فإنه سجن له ومن رأى أنه أصاب في بطن سمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين أو أكثر فإنه يصيب من امرأة يتخذها غلاما أو غلامين أو أكثر على قدر اللآلئ وإن أصاب في بطنها خاتما فإنه دولة وعز لصاحب الرؤيا ومن رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية
وأما السرطان فهو إنسان عظيم النسب بعيد الهمة عسر الأخلاق فمن رأى أنه أصاب سرطانا أو ملكه أو اتخذه فإنه يظفر برجل كذلك ومن رأى أنه يأكل من لحم سرطان فإنه يصيب مالا وخيرا من مكان بعيد وأما دواب البحر فهم رجال على قدر أخطارها ومنافعها وعداوتها للإنسان فمن رأى أنه أصاب دابة من دواب البحر فإنه يصيب رجلا يكون في الرجال على قدر تلك الدابة في الدواب
عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم,أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك,قال: نعم انا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيشى ورأت أمي
حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام .
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه-قال: قلت يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسي ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت
منه قصور الشام .
كما قال الهيثمي : إسناده حسن وله شواهد تقوية.
عن نافع بن جبير عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول
إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت ابن
قيس بن شماس-وفي يد رسول الله قطعة جريد- حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: (لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن
تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجبيك عني)
ثم أنصرف عنه
قال ابن عباس-رضي الله عنهما-فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنك أري الذي أريت فيه ما أريت)
فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلى
في المنام إن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العشى والأخر مسيلمة .
وروى البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحارث وكان تحته
بنت الحارث بن كريز -وهي أم عبد الله بن عامر- فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس-وهو
الذي يقال له خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم- وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب فوقف عليه فكلمه فقال له
مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه
وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت وهذا ثابت بن قيس سيجيبك عني)
فأنصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال عبيد الله عبد الله: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم
التي ذكر فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-:ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )بينما انا نائم أريت أنه وضع في
يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والأخر
مسيلمة الكذاب.
** رؤياه صلى الله عليه وسلم
لمن تولى الخلافة بعده ..
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو
فنزعت منها ماشاء الله ثم أخدها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحالت
غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بمطن).
وتأويل الحديث ظاهر من قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله -تعالى- وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم
أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم واخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها صلى الله عليه وسلم أتم القيام
ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم
من الباب الذي خرجوا منه ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وححصل في زمانه عدة انتصارات عليهم ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة
أن عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فكانت ولاية عمر -رضي الله عنه- حسنة من حسنات أبي بكر -رضي الله عنه-
وكانت مدة ولاية أبي بكر -رضي الله عنه- سنتين وشهرين تقريبا فكانت مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه
أنه نزل بالدلو ذنوبا أو ذنوبين ثم قام عمر -رضي الله عنه- بعده بامور المسلمين أكثر من عشر سنين ففتح الله له الفتوح الكثيرة
بالشام والعراق وخراسان ومصر وغيرها من الأمصار وأذل الله به امم الكفر ودون الدواوين وقام بتدبير أمور المسلمين أتم القيام وكان
مضرب المثل في العدل والحزم وحسن السيرة فكانت أعماله في ولايته مطابقة لما راه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه من قوة
نزعه للماء وإرواء الناس حتى ضربوا بعطن .
وقوله: (وفي نزعه ضعف) قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته .
وقال النووي في (شرح مسلم): ومعنى ضرب الناس بعطن أي أرووا إبلهم ثم اووها إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد
السقي لتستريح .
قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في خلافتهما وحسن سيطرتهما وظهور اثارهما
وانتفقاع الناس بهما وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته واثار صحبته .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر فقام به أكمل قيام وقرر قواعد الإسلام ومهد أموره وأوضح أصوله وفروعه ودخل الناس
في دين الله أفواجا وأنزل الله -تعالى-: (اليوم أكملت لكم دينكم). (سورة المائدة الأية 3) .
ثم توفى صلى الله عليه وسلم فخلفه أبو بكر -رضي الله عنه- سنتين وأشهرا .
وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (ذنوبا أو ذنوبين) وحصل في خلافته قتال أهل الردة وقطع دابرهم واتساع الإسلام ثم توفى
فخلفه عمر -رضي الله عنه- فاتسع الإسلام في زمنه وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها
من الماء الذي به حياتهم وصلاحهم وشبه أميرهم بالمستقي لهم وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم وأما قوله صلى الله عليه وسلم
في أبي بكر -رضي الله عنه-: (وفي نزعه ضعيف) فليس في حط من فضيلة أبي بكر ولا إثبات فضيلة لعمر عليه وإنما هو إخبار
عن مدة ولايتهما وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها ولاتساع الإسلام وبلاده والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات ومصر
الأمصار ودون الدواوين .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم (والله يغفر له) فليس فيه تنقيص له ولا إشارة إلى ذنب وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم
ونعمت الدعامة وقد سبق في الحديث في صحيح مسلم أنها كلمة كان المسلمون يقولونها افعل كذا والله يغفر لك.
قال العلماء: وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر وصحة ولايتهما وبيان صفتها وانتفاع المسلمين بها وقوله صلى الله عليه وسلم :
(فلم أر عبقريا من الناس بفري فريه) أما يفري فبفتح الياء وإسكان الغاء وكسر الراء وأما فريه فروي بوجهين:
أحدهما فرية بإسكان الراء وتخفيف الياء .
والثاني: كسر الراء وتشديد الياء وهما لغتان صحيحتان .
وأنكر الخليل التشديد وقال: هو غلط واتفقوا على أن معناه لم أر سيدا يعمل عمله ويقطع قطعه وأصل الفري بالإسكان القطع .
وقوله صلى الله عليه وسلم (حتى ضرب الناس بعطن) قال القاضي: ظاهرة أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة وقيل يعود إلى
خلافة إبي بكر وعمر جميعا لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر وضرب الناس بعطن لأن أبا بكر قمع
أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفهم وابتدا الفتوح ومهد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
أنتهي كلام النووس ملخصا .
هل براعتي في تفسير رؤي وأحلام أهلي تجعل مني معبرا ؟
يوجد من الناس رجلا كان أو امرأة من يقرأ في علم تفسير الرؤى والأحلام ، ويتطور حبه لهذا العلم لمحاولة تفسيره لأحلامه ، وقد يتطور هذا للتفسير لمن حوله ، بخاصة للقريبين جدا منه ، وقد ينجح في تفسير بعضها أو كثير منها ، حسب براعته وملكته وثقافته.
قد تنجح البنت حين تسمع من أمها عدة رؤى وفيها من الرموز رمز المطر يتكرر، وهذا على سبيل المثال لا الحصر أن تتعرف على الصواب في تحديد معناه في رؤية أمها بخاصة ، وهذا ممكن ، لكن سؤالي هو : هل ستنجح حين تجلس أمام كثير من النساء وقد لا تكون تعرفهن في معرفة معنى الرمز نفسه وتوقعه على معناه المناسب لكل من يسألها ؟
قد ينجح أحدهم بتعبير رؤية زميله مرة من المرات من خلال القياس مثلا على تعبير رؤية عبرها أحد البارعين بهذا الفن ، ولكنه لن يستطيع أن يعبر رؤى مشابهة لغير صديقه هذا ؛ للاختلاف بين صديقه وغيره من السائلين، وهذا يشبه لحد كبير من يعطي ابنه دواء لتسكين الحرارة ، ولكنه غير قادر بل وقد يعد جانيا عليه إن صرف له دواء آخر في حالة مرضية أخرى ، فالمسألة هذه خطيرة جدا ، فالرؤى لا تقاس بعضها على بعض في التعبير وهنا الصعوبة ؛ ولذا فليس المقياس في براعة فلان أو فلانة ، نجاحه في التفسير لأهله وذويه فحسب ، بل المعيار أوسع وأشمل من هذا ، ولذا قلت ما قلت سابقا ؛ من أراد أن يكون معبرا ناجحا فلا بد له من التمرس وهذا يكون بتعبير الرؤى لعينات كثيرة ودون معرفة عميقة بهم، وإيقاع الرؤيا على المعنى الصحيح المراد، بتفصيلها على مقاس صاحبها .
إن نجاح الإنسان في تعبير رؤى زملائه، ونجاح الإنسان في تعبير رؤى أهله ليس كافيا لإطلاق لقب [ معبر ] عليه، وما يطرح بين فترة وأخرى حول هذا الموضوع من قصص للبعض في نجاحهم بتعبير رؤى أو أحلام الأهل أو الأصدقاء يندرج تحت هذا الباب ، فأرجو الانتباه لهذا الفرق
ومن رأى أن عليه سوارين من فضة فإنه يصيبه ضيق في ذات يده ومكروه فيما يملك فإن كانا من ذهب فهو أشد من الفضة والأجوف خير من المصمت ومن رأى أنه سوره السلطان بعدد سوار فإنه ولد أو أخ ومن رأى أن عليه خلخال ذهب فإنه يصيبه شدة وخوف أو حبس أو قيد فإن كان من فضة فهو أهون وأسرع لفرجه
ومن رأى أنه ركب نمرا أو نازعه أو غلب النمر أو غلبه النمر أو أصابه من النمر مكروه أو نحو ذلك فإن تأويل ذلك كتأويل الأسد وكذلك من رأى أنه ركب دبا أو نازعه أو خالطه فتأويله كتأويل سائر السباع
** رؤياه صلى الله عليه وسلم بنقل الوباء من المدينة .
ومن المنامات التي راها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولها بنقل الوباء من المدينة إلى الجحفة وقد جاء ذلك في حديث ابن عمر
-رضي الله عنهما-قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الشعر تفلة أخرجت من المدينة
فأسكنت مهيعة فأولتها في المنام وباء المدينة ينقله الله-تعالى-إلى مهيعة .
عن العباس بن عبد المطلب قال: رأيت في المنام كأن شميا أو قمرا في الأرض ترفع إلى السماء بأشطان شداد فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: (ذاك ابن أخيك) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه .
وفي رواية: رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان.
63 - عن عمران بن عبدالله قال : رأي الحسن بن علي - رضي الله عنهما - فيما يري النائم بين عينيه مكتوباً: (قل هو الله أحد) - سورة الأخلاص، الآية :2).
فقصها على سعيد بن المسيب فقال : إن صدقت رؤياك فقد حصر أجلك، قال: فُسمً في تلك السنة ومات - رحمة الله عليه
ن رأى ميتاً معروفاً: مات ثانية كان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ، فإنّه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس، وإلا مات من عقبه إنسان. وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكرهه أصله في التأويل.
رؤية الدعاء)
ومن رأى أنه يدعو لنفسه فإن خاتمته تكون إلى خير وتقضى حوائجه أو يرزقه الله ولدا ومن رأى أنه يدعو لرجل صالح فإنه يصل إليه خير الدنيا والآخرة والدين وإن رأى أنه يدعو لرجل مفسد أو ظالم فإنه يكون معنيا في ظلمه وفساده وإن رأى أنه يدعو لجميع الخلق فإنه يطلب صلاح أحوال الخلق ومن رأى أنه يدعو على إنسان فإنه يقهره بالكلام أو على نفسه فإنه لا يشكر نعمة الله ومن رأى أنه يريد الدعاء ولا يستطيع فلا خير فيه ومن رأى أنه يدعو في ظلمة فإنه ينجو من غم
وأما التوابيت والأوعية فمن رأى أنه اشترى تابوتا أو وهب له أو أنزل عليه من السماء فإنه يرزق ملكا وعلما وحلما ورزقا وسكينة وقد يكون التابوت زوجة الرجل أو حانوته فمن رأى أنه حدث فيه حادث فإنه يحدث فيهما أو من رأى جولقا أو جرابا أو كيسا أو نحو ذلك من الأوعية فهو وعاء لما يكون فيه من شيء وربما كان ذلك قلب الإنسان وعاء لما فيه من خير أو شر ومن رأى أن كيسه قد انفتق أسفله وذهب منه ما كان فيه فإن الكيس جسمه والمال روحه فهو هالك لا محالة ومن رأى أنه يحمل مخلاة خالية فقد نفد عمره ومن رأى أنه اشترى عيبة أو مزودا أو نحوهما فإنه ينكح امرأة ومن رأى أنه يحمل من مكسور الزجاج شيئا فإنه مال ومن رأى أن في يده قدح ماء فوقع القدح من يده وانكسر وبقي الماء في يده فإن امرأته تلد غلاما ويبقى ولدها ومن رأى في منزله قدور هرائس أو مقالي أو قصاع أو بواقل والناس عليها متألفون فإن كان فيه مريض مات وإن كان المريض يأكل منها فذلك دليل على موته وقد تكون القدور دالة على قيمة الدار والكانون زوجها ومن رأى أنه يمسح قنديله أو يصلح فتيلته فإنه بشارة له بسلامة بصره وصحة ناظره ومن رأى في كانون أو قدرة أو مسرجية صلاحا أو فسادا فتأويل ذلك في قيم البيت ومن رأى شيئا من الأباريق والطسوس والظروف والأواني فإن جميعها نساء وخدم فما رأى فيها من صلاح أو فساد فتأويل ذلك في الخدم والعبيد والفاس عبد والمسحاة خادم فما رأى فيهما فهو في عبد وخادمه
ومن رأى أنه أصاب زمردا فإنه يكتسب أخا في الله وإخوانا صالحين وأولادا ذكورا مهذبين أو علما نافعا أو مالا حلالا طيبا ومن رأى أنه أصاب خرزا أو أعطيه فإنه يصيب من الخدم والمال أو من سفلة الناس أمرا دنيا بقدر ذلك ومن رأى أن عليه قلادة ذهبا أو فضة وفيها جوهر أو حجر فإنه يلي ولاية ويتقلد أمانة ومن رأى أن عليه قلائد أو عقودا كثيرة وهو يضعف عن حملها فإنه يضعف عن العمل بعلمه والقيام به وإن رأت المرأة أن عليها عقدا أو قلائد فإن تأويل ذلك في زوجها أو قيمها وإن رأت على نفسها حليا فإنه لا خير فيه وإن رأى الرجل ذلك فهو له حزن وقيل يتزوج بامرأة خطرها في النساء كخطر الحلية
ومن رأى أنه ذبح بقرة وحشية وأكل من لحمها فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء ومن رأى أنه ذبح ظبية فإنه يفتض جارية ومن رأى أنه ملك ظبيا أو ظبية فإنه يصيب غلاما أو جارية ومن رأى أنه رمى ظبيا أو ظبية للصيد وأصابه فإنه يصيب غنيمة وإن لم يصبه فإنه ما يرجوه من ذلك ومن رأى أنه قتل ظبيا أو مات بيده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء ومن رأى أنه أصاب أرنبا فإنه يصيب امرأة سوء
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت و الله أعلم، أنك إذا رأيت ميتا في منامك يعمل شيئا حسنا، فإنه يحثك على فعل ذلك، وإذا رأيته يعمل عملا سيئا، فإنه ينهاك عن فعله ويدلك على تركه. ومن رأى كأنه نبش عن قبر ميت، فإنه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته دينا ودنيا، ليسير بمثل سيرته. فإن رأى الميت حيا في قبره، نال برا وحكمة ومالا حلالا. وإن وجد ميتا في قبره فلا يصفو ذلك المال. قال بعضهم: من رأى كأنه أتى المقابر، فنبش عنها، فوجدهم أحياء أو أمواتا، فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة، و الله أعلم.
ومن هذا الباب مسائل كثيرة، تجيء في الباب التاسع والثلاثين، والثامن والثلاثين، فمن أحبها فليطلبها هنالك.
(ان كنت تراها أفضل اجابة اضغط)
{{#dreams}}
تفسير حلم {{{title}}} [تفسير {{writer}}({{voto}}صوت])