ومن رأى كأنّ عينيه فقئتا، فإنّه يصاب بشيء مما تقر به عينه وأما العمى فهو ضلال في الدينِ، وإصابة مال من جهة بعض العصبات. وقيل من رأى كأنّه أعمى، فإنّه إن كان فقيراً نالت الغنى، ويدل العمى على نسيان القرآن، لقوله تعالى: " قالَ ربِّ لِمَ حَشَرْتَني أَعمى " الاية. فإن رأى كأنّ إنساناً أعماه، فإنّه يضله ويزيله عن رأيه. ورؤية الكافر العمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم. وإن رأى كأنّه أعمى مكفوف في ثياب جدد، فإنه يموت. وإن رأى أعمى أنّ رجلاً داواه فأبصر، فإنّه يرشده إلى ما فيه له منافع، والحملة على التوبة. وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر. فإن رأى سواد العين بياضاً دل على غم وهم يصيبه.
وحكي أنّ رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه، فقال: رأيت كأنّ في عيني بياضاً. فقال: يصيبك نقص في مالك، ويفوتك أمر ترجوه.
ومن غاب عنه بعض أقربائه، فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى، فإنّ صاحب الرؤيا يموت لأنّ رؤياه تدل على أنّ القادم الأعمى زائر، وقيل انّ الغشاوة على العين من البياض غيره، تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا، ويصبر عليه، لقصة يعقوب عليه السلام. ومن رأى كأنّ الماء الأسود نزل من عينيه فلم يبصر شيئاً، دلت رؤياه على قلة حيائه، لأنّ العين موضع الحياء.
وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق، فهي دالة على الحياء وقلته، كما أن حسن الوجه، دليل على الحياء في التأويل. وصفرة الوجه، دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا. والنمش في الوجه، دليل على كثرة الذنوب.
أما الأنف، فمن رأى أنّ إنساناً جدع أنفه، فإنّه يكلمه بكلام يرغم به أنفه. وقيل إنّ جدع الأنف من أصله، يدل على موت المجدوع، وقيل انّ ذلك يدل على موت امرأة المجدوع، إن كان بها حبل، وقيل جدع الأنف هو أن يصيبه خسارة فإنّ الوجه إذا أبين منه الأنف قبح، والتاجر إذا رأى كأنّ أنفه جدع، خسر في تجارته.
ومن رأى أنه نزع ثيابه وألبسها للميت فإنه لاحق به هذا ان علم أنها خرجت من ملكه والا فلا يضره ذلك وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه الميت فليس بمحمود إلا في مسئلتين.
ومن رأى أنه يعمر عمارة لله مثل مسجد أو منارة أو خانقاه أو ما أشبه ذلك فإنه دليل على صلاح دينه وثواب آخرته.
وقيل من رأى شيئا من ذلك معمورا فإنه زيادة في الإسلام واستحكام في الدين، وربما كان صلاحا في حق ملك ذلك المكان.
العمى
هو في المنام ضلالة في الدين، والعمى أيضاً غنى، فمن رأى أنَه أعمى استغنى، ومن رأى أنه أعمى فإنه ينسى القرآن. وإن رأى أن إنساناً أعماه فإنه يضله. وإن رأى كافر إنساناً أعماه فإنه يغيّر اعتقاده. والأعمى رجل فقير يعمل أعمالا تضربه في دينه. وإن رأى كافر أنه أعمى فيصيبه حزن ومضرة أو غرم أو هم. وإن رأى أنه أعمى ملفوف في ثياب جديدة فإنه يموت. ومن رأى أنه أعمى فإن عليه غزوة أو حجة، أو ينال حكماً وعلماً لقصة إسحاق ويعقوب عليهما السلام. وإن رأى أعمى أنه استدبر القبلة فهو في ضلالة. ومن رأى أن عينيه قد عميتا فيهتك الستر بينه وبين الله. ومن عمي بصره في المنام افتقر بعد غناه، أو استغنى بعد فقره، أو فقد من يعز عليه من مال أو ولد. وربما دلّ العمى على الصمم أو على احتقار الدنيا أو على كتمان الأسرار. والعمى للغريب دليل على أنه لا يرجع إلى وطنه. والعمى للسجين خلاف، وإن الناس يرحمون الأعمى ويأخذون بيده إلى حيث يشاء.
ومن رأى أن عمارات خسفت بها الأرض ثم التفت حتى لا يكاد يرى من ذلك شيئا فإنه يدل على حصول فناء عظيم يذهب أكابر القوم حتى لا يبقى لهم أثر، وكذلك إن خسفت بأشجار ونخيل والله تعالى أعلم بالصواب.
وقال الكرماني من رأى أنه يعمر عمارة وثيقة فإن كان من طلاب الآخرة فانه يعمل عملا صالحاً لقوله تعالى " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان " الآية، وإن كان من طلاب الدنيا فإن دنياه تصلح ويدوم حاله فيها.
وقيل من رأى أنه يلبس عمامة مجهولة لا يعرف لونها ولا هيأتها فهي على أوجه إما أن تكون من عمائم الموتى فليستعد لذلك أو تكون امرأة ينبهم عليه أمرها ولا يعرف ما هي عليه وما ترتكبه من الأمور وهو متحير في ذلك، وقيل نزع العمامة إذا صارت الرأس مكشوفة يؤول على عشرة أوجه طلاق وعزل ثم ضعف حال واقتلاع الملك ونقص في الأبهة ومغرم ومفارقة رئيس وتبديل أمر هو فيه وقطع طريق عليه وموت امرأته، وإذا وضع عمامة أخرى عوضا عن المنزوعة فهو تبديل ولاية أخرى وما ذكر لكل إنسان ما يناسبه، وعودها على الرأس عوض ما حصل من ذلك مما ذكر على ما كان، وأما القلنسوة فعز وجاه وكل قلنسوة في العز والجاه بقدر قيمتها والقلنسوة التي بتركين إن كان في خدمة ملك فتؤول له بالعمل.
ومن رأى أن عمامته اتصلت بالأخرى فإن كان ملكا فهي زيادة في ملكة وتعتبر ما زاد من العمامة إن كان بقدرها مرة فتكون الزيادة على ذلك القدر وتعتبر ما هو أكثر من ذلك أو دونه، وإن كان حاكما فإنه زيادة في حكمه، وإن كان من ذوي المناصب أصاب بسطه في شغله.
ومن رأى على رأسه عمامة وليست تلك العمامة ممن يلبسها مثله كما إذا كان فقيها ورأى على رأسه عمامة تركي أو تركيا فرأى على رأسه عمامة فقيه فليس ذلك بمحمود لكليهما.
ومن رأى أن على رأسه عمامة وضيعة فإنها من عمائم الموتى، وإذا رأى الرئيس ان على رأسه عمامة منسوبة لعوام الناس وأراذلهم فإنه يؤول بالوضاعة وليس ذلك بمحمود، وإن رأى العامي ان على رأسه عمامة من عمائم أهل الفضل فهي محمودة في حقه وزيادة في شغله وابهة في علمه.
(ان كنت تراها أفضل اجابة اضغط)
{{#dreams}}
تفسير حلم {{{title}}} [تفسير {{writer}}({{voto}}صوت])