حرق جثة الميت
إذا حلمت بجثث تحرق فهذا يعني أن أعداء سوف يقللون تأثيرك في دوائر الأعمال. إذا ظننت أن جثتك تحرق فإن هذا ينبئ عن فشل واضح في المشاريع، يف حال إذا اعتدت عقلياً على حكمة آخرين دون أن تعود لاجتهادك الشخصي في تصريف أمورها.
كميت أقوى للقتال وأعظم. والسمند شرف ومرض. ومن ركب فرساً فركضه حتى ارفض عرقاً، فهو هوى غالب يتبعه، ومعصية يذهب فيها لأجل العرق، وإنما قلنا أنّ العرق في الركض نفقة في معصية، لقوله تعالى: " لا تَركضوا وارْجِعُوا إلىَ مَا أتْرِفْتُمُ فِيهِ " .
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت و الله أعلم، أنك إذا رأيت ميتا في منامك يعمل شيئا حسنا، فإنه يحثك على فعل ذلك، وإذا رأيته يعمل عملا سيئا، فإنه ينهاك عن فعله ويدلك على تركه. ومن رأى كأنه نبش عن قبر ميت، فإنه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته دينا ودنيا، ليسير بمثل سيرته. فإن رأى الميت حيا في قبره، نال برا وحكمة ومالا حلالا. وإن وجد ميتا في قبره فلا يصفو ذلك المال. قال بعضهم: من رأى كأنه أتى المقابر، فنبش عنها، فوجدهم أحياء أو أمواتا، فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة، و الله أعلم.
ومن هذا الباب مسائل كثيرة، تجيء في الباب التاسع والثلاثين، والثامن والثلاثين، فمن أحبها فليطلبها هنالك.
قيل من رأى أنه أعطى خاتما من ذهب على هيئة الخواتم من غير زيادة ولا نقصان أصاب مكروها في الدين وإن كان عليه نقش يحمد كانت عقباه إلى خير وإن كان بخلافه فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
ومن رأى أن الميت يجامع شيئا من أموات الحيوان فهو على وجهين خير ومنفعة أو أمر مكروه وقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الأموات في فصل الجماع لئلا يصير الفصل خاليا من هذا المعنى.
ومن رأى أن الميت في حالة يقتضي أن يكون مثلها في اليقظة فإنه يؤول على أحد من عقبه أو سميه أو نظيره، وقيل من رأى أن ميتا يصنع شيئا من الصنائع فإن كان نوعه محبوبا فهو جيد في حقه، وإن كان نوعه مكروها فلا خير فيه.
وقال بعض المعبرين رؤيا السوارين الذهب إذا وضعا في اليدين وكبرا عليه فانهما يؤولان بحصول هم وقيل بأناس كذابين لما ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينا أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحى إلي أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاءوصاحب اليمامة.
من رأى أن سترا قلع أو ذهب به فإنه يذهب عن صاحبه الخوف والهم والحزن وإن لم يعرف صاحب ذلك كان الأمر راجعا إليه وقيل الستر لأهل الصلاح سترة ولمن يقاربهم في العمل)
زوجة تستره عن المعاصي.
من رأى ميتاً مقبلاً عليه ضاحكاً إليه، فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله، أو لما وصل إليه من دعائه. فإن لم يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه. ومن دعا له ميت، فدعاؤه أخبار عما في غيب الله عزّ وجلّ.
فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نالت مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا. فإن رأى ميتا مجهولا قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه.
سمكة ذهبية
إذا حلمت بالسمك الذهبي فإن هذا ينبئ بعدة مغامرات سارة وناجحة.
بالنسبة للفتاة فإن هذا الحلم يشير إلى زواج مترف من رجل مبهج.
إذا كان السمك الذهبي مريضاً أو ميتاً فسوف تنهال عليها خيبات أمل ثقيلة الوطأة.
لو رأت امرأة أنَّ رجلاً ميتَاَ تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها، فإنَّ ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفريق أمرها. فإن كان دخل بها الميت في دار الميت فهي مجهولة، فإنّها تموت. وإن كانت الدار معروفة للميت، فهي علىٍ ما وصفت نقصان في مالها.
وقال الكرماني من رأى أن ملكا أعطاه سوارا فإنه يحصل له ولد وإما يرزق لأخيه.
ومن رأى أن في يده سوارين من ذهب فإنه يصيب ضيقا فيما في يده ومكروها فيما يملكه.
ومن رأى أنه حين غرقت السفينة ذهب متاعه فإنه نقص في ماله، ويعوض منه لأن السفينة على كل حال نجاة، ومن رأى أن السفينة انكسرت به ثم تفرقت ألواحها فإن ذلك مصيبة، وربما كانت في الوالد أو العم.
وقال الكرماني من رأى أنه وجد دينارا فإنه يدل على مصيبة بسبب الولد وإذا كانت الدنانير كثيرة فإنها تنال بالتعب والمشقة وأما الدنانير فأمانات تؤدى لقوله تعالى من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك.
ومن رأى أن ميتا ينازعه وهو معرض عنه أو يعظه بقول غليظ أو يضربه فإنه يدل على أنه مرتكب معصية فليتب لله، وربما كان نيل خير من سفر أو قضاء دين أو اعادة شيء خرج عن اليد.
هل تعبر الرؤيا بشكل واحد , أم تختلف حسب الزمان والمكان والهيئات ؟
مما ينبغي أن يفهمة المعبر وأن يعية جيدا ; أن الرموز قد تختلف حسب الزمان والمكان , ولذا فقد يعبر المعبر رؤيا في وقت أو مكان معينين بتعبير , ويعبر نفس الرؤيا بتعبير مختلف , بسبب اختلاف الزمان أو المكان , وهذا بالمناسبة يحصل كثيرا , وقد يعجب منة البعض من قليلي البضاعة في العلم .
كما أن صاحب الرؤيا ايضا لة دور في اختلاف التعبير ; حسنا أو سوء حسب صلاحة وعدالتة ونحو ذلك من أمور تتعلق بالرائي , ولعل مما يذكر هنا تأييد لما قلتة , قصة الطفيل حين خرج مع جيش المسلمين في قتال المرتدين في اليمامة , وكان معة ابنة عمرو بن الطفيل , قال الطفيل رضي الله عنة :
قال : وخرجت الي بعث مسيلمة ومعي ابني عمرو ، حَتَّى إذا كنت ببعض الطريق رأيت رؤيا ، رأيت كأن رأسي حلق ، وخرج من فمي طائر ، وكأن امرأة أدخلتني في فرجها ، وكأن ابني يطلبني طلبا حثيثا ، فحيل بيني وبينه ، فحدثت بِهَا قومي ، فقالوا : خيرا ، فقلت : أما أنا فقد أولتها ، أما حلق رأسي فقطعه ، وأما الطائر فروحي ، والمرأة الأرض أدفن فيها ، فقد روعت أن أقتل شهيدا ، وأما طلب ابني إياي ، فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة ، ولا أراه يلحق في سفره هَذَا ، قَالَ : فقتل الطفيل يوم اليمامة ، وجرح ابنه ، ثم قتل يوم اليرموك شهيدا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنة .
قال ابن القيم في "زاد المعاد " بعد القصة (3627) :
واما تعبيرة حلق رأسة بوضعة ,فهذا لأن حلق الرأس وضع شعره على الأرض وهو لا يدل بمجرده على وضع رأسه، فإنه دال على خلاص من همٍّ أو مرض أو شدة لمن يليق به ذلك، وعلى فقر ونكد وزوال رياسة وجاه لمن لا يليق به ذلك، ولكن في منام الطفيل قرائن اقتضت أنه وضع رأسه، منها: أنه كان في الجهاد ومقاتلة العدو ذي الشوكة والبأس. ومنها: أنه دخل في بطن المرأة التي رآها وهي الأرض التي هي بمنزلة أمه، ورأى أنه قد دخل في الموضع الذي خرج منه، وهذا هو إعادته إلى الأرض، كما قال تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم} طه : 155، فأول المرأة بالأرض إذ كلاهما محل الوطء، وأول دخوله في فرجها بعوده إليها كما خلق منها، وأول الطائر الذي خرج من فيه بروحه، فإنها كالطائر المحبوس في البدن، فإذا خرجت منه كانت كالطائر الذي فارق حبسه فذهب حيث شاء؛ ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة ",
اخرجة أحمد والنسائي ومالك . ومعني يعلق : أي يأكل ويرعي.
فتأمل كلام ابن القيم هذا وتعلم أن تعبر و تقيس كل رؤيا حسب صاحبها والزمن الذي رئيت فيه، وتأمل مدارسة الصحابة بعضهم البعض في علم تعبير الرؤى، لتعلم أن هذا علم يمكن تعلمه وتعليمه ولو خالفنا في هذا الرأي من خالفنا، والله أعلم.
ن رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته،
إن رأى ميتا يشتكي رأسه، فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن كان يشتكي عنقه، فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته. فإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذبا. وإن كان يشتكي جنبه، فهو مسؤول عن حق المرأة. فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد والأقرباء وعن ماله. فإن رأى أنه يشتكي رجله، فهو مسمؤول عن إنفاقه ماله في غير رضا الله. فإن رآه يشتكي فخذه، فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه، فإن رآه يشتكي ساقيه، فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل.
الذهب
لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه، وتأويله حزن وغرم مال، والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع في يده، فمن رأى أنّه لبس شيئاً من الذهب فإنه يصاهر قوماً غير أكفاء، ومن أصاب سبيكة ذهب، ذهب منه ماله أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب، أو غضب عليه سلطان وغرمه، فإن رأى أنّه يذهب الذهب خاصم في أمر مكروه ووقع في ألسنة الناس، ومن رأى بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق.
ومن رأى عليه قلادة أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة، ومن رأى عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه، والفضة خير من الذهب، ولا خير في السوار والدملج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختها فسقطا، فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء " .
ومن رأى أنّ عليه خلخالاً من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد.
ويقال خلاخيل الرجال قيودها، وليس يصلح للرجال شيء من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط. والحلي كله للنساء زينة، وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة.
والذهب إذا لم يكن مصوغاً فهو غرم، وإذا كان مصوغاً فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه. وقيل إنّ حلي النساء يدل للنساء على أولادهن، فذهبه ذكورهن، وفضته إناثهن، وقد يدل المذكر منه على الذكور، والمؤنث منه على الإناث.
وحكي أنّ امرأة أتت معبراً فقالت: رأيت كأنّ لي طستاً من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها، فقال: ألك عبد مريض أو أمة؟ قالت نعم، قال: إنّه يموت.
ورأى إنسان كأنّ عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره.